تفسير غريب القرآن

أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري

تفسير غريب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري


المحقق: الشيخ إبراهيم محمّد رمضان
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩

٢٤ ـ (مَعِيشَةً ضَنْكاً) أي ضيّقة.

١٢٨ ـ (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) أي يبيّن لهم.

١٢٩ ـ (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) أي لولا ان الله جعل الجزاء يوم القيامة ، وسبقت بذلك كلمته لكان العذاب لزاما ، أي ملازما لا يفارق. مصدر لازمته. وفيه تقديم وتأخير. أراد : لولا كلمة سبقت وأجل مسمى ـ لكان العذاب لزاما. وفي تفسير أبي صالح : لزاما : أخذا.

١٣٠ ـ (آناءِ اللَّيْلِ) ساعاته. واحدها إني.

١٣١ ـ و (زَهْرَةَ الْحَياةِ) أي زينتها. وهو من زهرة النبات وحسنة.

(لِنَفْتِنَهُمْ) أي لنختبرهم.

١٣٢ ـ (لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً) أي لا نسألك رزقا لخلقنا ، ولا رزقا لنفسك.

٢٤١

سورة الأنبياء

١ ـ (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) أي قربت القيامة (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ).

٦ ـ (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي ما آمنت بالآيات.

٨ ـ (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) كقوله : (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [سورة المؤمنون آية : ٢٤]. فقال الله : ما جعلنا الأنبياء قبله أجساما لا تأكل الطعام ولا تموت ، فنجعله كذلك.

١٠ ـ (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) أي شرفكم وكذلك قوله : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ).

١١ ـ (قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ) أي أهلكنا. وأصل القصم : الكسر.

١٢ ـ (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ) أي يعدون. وأصل الرّكض : تحريك الرجلين ، تقول : ركضت الفرس : إذا أعديته بتحريك رجليك فعدا. ولا يقال فركض. ومنه قوله : (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ) [سورة ص آية : ٤٢].

١٣ ـ (وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ) أي إلى نعمكم التي اترفتكم.

١٥ ـ (خامِدِينَ) قد ماتوا فسكنوا وخمدوا.

٢٤٢

١٧ ـ (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً) أي ولدا. ويقال : امرأة. وأصل اللهو : النكاح. وقد ذكرت هذا في كتاب «تأويل المشكل».

(لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) أي من عندنا لا عندكم.

١٨ ـ (فَيَدْمَغُهُ) أي يكسره. وأصل هذا إصابة الرأس والدماغ بالضرب وهو مقتل.

(فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) أي زائل ذاهب.

١٩ ـ (لا يَسْتَحْسِرُونَ) اي لا يعيون. والحسير : المنقطع به الواقف إعياء او كلالا.

٢١ ـ (هُمْ يُنْشِرُونَ) أي يحيون الموتى.

٢٤ ـ (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) أي حجّتكم.

(هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ) يعني القرآن (وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) يعني الكتب المتقدمة من كتب الله. يريد أنه ليس في شيء منها أنه اتخذ ولدا.

١٧ ـ (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ) لا يقولون حتى يقول ويأمر وينهي ، ثم يقولون عنه. ونحوه قوله : (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) : أي لا تقدموا القول بالأمر والنهي قبله.

٢٨ ـ (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) أي خائفون.

٣٠ ـ (كانَتا رَتْقاً) أي كانتا شيئا واحدا ملتئما. ومنه يقال : هو يرتق الفتق ، أي يسدّه. وقيل للمرأة : رتقاء.

(فَفَتَقْناهُما) يقال : كانتا مصمتتين ، ففتقنا السماء بالمطر ، والأرض بالنبات.

٣٢ ـ (سَقْفاً مَحْفُوظاً) من الشياطين ، بالنجوم.

(وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ) أي عمّا فيها : من الأدلة والعبر.

٢٤٣

٣٧ ـ (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) أي خلقت العجلة في الإنسان ، وهذا من المقدم والمؤخر ، وقد بينت ذلك في كتاب «المشكل».

٤٣ ـ (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) أي لا يجيرهم منها أحد ، لأن المجير صاحب لجاره.

٤٤ ـ (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) أي نفتحها عليك.

٤٤ ـ (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) مع هذا؟!.

٥١ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) أي وهو غلام.

٥٨ ـ (فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) أي فتاتا. وكلّ شيء كسرته : فقد جذذته. ومنه قيل للسّويق : جذيذ.

(قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ) أي : يغييهم وهذا كما يقال : لئن ذكرتني لتندمنّ يريد : بسوء.

٦٠ ـ (فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ) أي بمرأي من الناس : لا تأتوا به خفية.

٦٥ ـ (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) أي ردوا إلى أول ما كانوا يعرفونها به : من انها لا تنطق ، فقالوا : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) ، فحذف «قالوا» اختصارا.

٦٩ ـ (كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) أي وسلامة. لا تكوني بردا مؤذيا مضرا.

٧٢ ـ (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) دعا بإسحاق فاستجيب له وزيد يعقوب نافلة كأنه تطوع من الله وتفضل بلا دعاء. وإن كان كلّ بفضله.

٧٨ ـ (نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ) : رعت ليلا. يقال : نفشت الغنم بالليل ، وهي إبل ، نفش ونفّش ونفّاش. والواحد نافش. وسرحت.

٢٤٤

وسربت بالنهار.

٨٠ ـ (عَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ) يعني الدّروع.

(لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) أي من الحرب.

٨١ ـ (عاصِفَةً) شديدة الحر.

وقال في موضع آخر : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً) [سورة ص آية : ٣٦] ، أي لينة. كأنها كانت تشتدّ إذا أراد ، وتلين إذا أراد.

٨٧ ـ (وَذَا النُّونِ) : ذا الحوت. والنون : الحوت.

(فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) أي نضيق عليه. يقال : فلان مقدّر عليه ، ومقتّر عليه في رزقه. وقال : (وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ) [سورة الفجر آية : ١٦] ، أي ضيّق عليه في رزقه.

٩٣ ـ (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي تفرقوا فيه واختلفوا.

٩٤ ـ (فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) أي لا نجحد ما عمل.

٩٥ ـ (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) أي حرام عليهم ان يرجعوا. ويقال : حرام : واجب. وقال الشاعر :

فإن حراما لا أرى الدهر باكيا

على شجوه إلا بكيت على عمرو

أي واجبا.

ومن قرأ : «حرم» فهو بمنزلة حرام. يقال : حرم وحرام ، كما يقال : حل وحلال.

٩٦ ـ (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ) أي من كل نشز من الأرض وأكمة. (يَنْسِلُونَ) من النّسلان. وهو : مقاربة الخطو مع الإسراع ، كمشي الذئب إذا بادر. والعسلان مثله.

٩٧ ـ (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) يعني يوم القيامة.

٢٤٥

٩٨ ـ (حَصَبُ جَهَنَّمَ) : ما ألقي فيها وأصله من الحصباء ، وهي : الحصى. يقال : حصبت فلانا : إذا رميته حصبا ـ بتسكين الصاد ـ وما رميت به : حصب ، بفتح الصاد. كما تقول : نفضت الشجرة نفضا. وما وقع من ثمرها : نفض ، واسم حصى الحجارة : حصب.

١٠٤ ـ (السِّجِلِ) : الصحيفة.

١٠٥ ـ (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) يقال : أرض الجنة ، ويقال : الأرض المقدّسة ، ترثها أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله.

١٠٩ ـ (آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ) أي أعلمتكم وصرت انا وأنتم على سواء ، وإنما يريد نابذتكم وعاديتكم وأعلمتكم ذلك ، فاستوينا في العلم. وهذا من المختصر.

٢٤٦

سورة الحج

مكية كلها إلا ثلاث آيات (١)

٢ ـ (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) أي تسلو عن ولدها وتتركه.

٤ ـ (كُتِبَ عَلَيْهِ) أي على شيطانه (أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ).

٥ ـ (مُخَلَّقَةٍ) : تامّة.

(وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) : غير تامّة. يعني السقط.

(لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) كيف نخلقكم (فِي الْأَرْحامِ).

(وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى) يعني قبل بلوغ الهرم.

(وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) أي الخرف والهرم.

(وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً) أي ميّتة يابسة. ومثل ذلك همود النار : إذا طفئت فذهبت.

(اهْتَزَّتْ) بالنبات.

(وَرَبَتْ) : انتفخت

__________________

(١) قيل أربع آيات منها هي ٥٢ / ٥٣ / ٥٤ / ٥٥ فبين مكة والمدينة.

٢٤٧

(وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) أي من كل جنس حسن ، يبهج ، أي يشرح. وهو فعيل في معنى فاعل. يقال : امرأة ذات خلق باهج.

٩ ـ (ثانِيَ عِطْفِهِ) أي متكبر معرض.

١١ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) على وجه واحد ومذهب واحد.

(فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ. وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) أي ارتد.

١٣ ـ (لَبِئْسَ الْمَوْلى) أي الوليّ.

(وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) أي الصاحب والخليل.

١٥ ـ (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) أي لن يرزقه الله. وهو قول أبي عبيدة ، يقال : مطر ناصر ، وأرض منصورة. أي ممطورة. وقال المفسرون : من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا.

(فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) أي بحبل إلى سقف البيت.

(ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ) أي حيلته غيظة ليجهد جهده ، وقد ذكرت ذلك في تأويل المشكل بأكثر من هذا التفسير.

١٩ ـ (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) أي الماء الحار.

٢٠ ـ (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) أي يذاب. يقال : صهرت النار الشّحمة. والصّهارة : ما أذيب من الألية.

٢٥ ـ (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) المقيم فيه والبادي ، وهو الطارئ من البدو ، سواء فيه : ليس المقيم فيه بأولي من النازح إليه.

(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ) أي من يرد فيه إلحادا. وهو الظلم والميل عن

٢٤٨

الحق. فزيدت الباء ، كما قال : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) [سورة المؤمنون آية : ٢٠] ، وكما قال الآخر :

سود المحاجر لا يقرأن بالسّور

أي لا يقرأن السّور. وقال الآخر :

نضرب بالسيف ونرجو بالفرج (١)

٢٦ ـ (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) أي جعلنا له بيتا.

٢٧ ـ (يَأْتُوكَ رِجالاً) أي رجّالة ، جمع راجل ، مثل له صاحب. وصحاب.

(وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) أي ركبانا على ضمر من طول السفر.

(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) أي بعيد غامض.

٢٨ ـ (لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ) يقال : التجارة.

(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) يوم التّروية ، ويوم عرفة ، ويوم النحر. ويقال : أيام العشر كلها.

٢٩ ـ (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) والتّفث : الأخذ من الشارب والأظفار ، ونتف الإبطين ، وحلق العانة.

(بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) سمي بذلك لأنه عتيق من التّجبّر ، فلا يتكبر عنده جبار.

٣٠ ـ (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) يعني رمي الجمار ، والوقوف بجمع وأشباه ذلك. وهي شعائر الله.

__________________

(١) البيت للنابغة الجعدي :

نحن بنو جعدة أصحاب الفلج

نضرب بالسيف ونرجو الفرج

٢٤٩

(وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) يعني في سورة المائدة من الميتة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة (١).

٣١ ـ (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ) هذا مثل ضربه الله لمن أشرك به ، في هلاكه وبعده من الهدى.

(السحيق) البعيد. ومنه يقال : بعدا وسحقا ، وأسحقه الله.

٣٦ ـ (صَوافَ) أي قد صفّت أيديها. وذلك إذا قرنت أيديها عند الذبح (٢).

(فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها) أي سقطت. ومنه يقال : وجبت الشمس : إذا غابت.

(الْقانِعَ) السائل. يقال : قنع يقنع قنوعا ، ومن الرّضا قنع يقنع قناعة.

(الْمُعْتَرَّ) الذي يعتريك : أي يلمّ بك لتعطيه ولا يسأل. يقال : اعترّني وعرّني ، وعراني واعتراني.

٣٧ ـ (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها) كانوا في الجاهلية : إذا نحروا البدن نضحوا دماءها حول الكعبة ، فأراد المسلمون ان يصنعوا ذلك ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها).

٤٠ ـ (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ) للصّابئين.

(وَبِيَعٌ) للنّصاري.

(وَصَلَواتٌ) يريد بيوت صلوات ، يعني كنائس اليهود.

__________________

(١ ـ ٢) يقال : وقذه : ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت وبابه وعد وشاة موقوذة : قتلت بالخشب.

٢٥٠

(وَمَساجِدُ) للمسلمين. هذا قول قتادة وقال : الأديان ستة : خمسة للشيطان ، وواحد للرحمن ، فالصابئون : قوم يعبدون الملائكة ، ويصلون

للقبلة ويقرأون الزّبور

والمجوس : يعبدون الشمس

والقمر ، والذين أشركوا : يعبدون الأوثان. واليهود ، والنصارى.

٤٥ ـ (وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) يقال : هو المبني بالشّيد. وهو الجصّ.

والمشيد : المطوّل. ويقال : المشيد المشيّد سواء في معنى المطول ، وقال عدي ابن زيد :

شاده مرمرا وجلّله كل

سا فللطير في ذراه وكور

٥١ ـ (مُعاجِزِينَ) مسابقين.

٥٢ ـ (إِلَّا إِذا تَمَنَّى) أي تلا القرآن.

(أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) في تلاوته.

٥٤ ـ (فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) أي تخضع وتذلّ.

٥٥ ـ (عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) كأنه عقم عن أن يكون فيه خير او فرج للكافرين.

٦٧ ـ (جَعَلْنا مَنْسَكاً) أي عيدا.

٧١ ـ (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) أي برهانا ولا حجّة.

٧٢ ـ (يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) أي يتناولونهم بالمكروه من الشتم والضرب.

٧٨ ـ (هُوَ اجْتَباكُمْ) أي اختاركم.

(وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) أي ضيق.

(هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا) يعن القرآن.

٢٥١

(لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) أي قد بلغكم.

(وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) بأن الرسل قد بلغتهم.

(فَنِعْمَ الْمَوْلى) أي الولي.

(وَنِعْمَ النَّصِيرُ) أي الناصر. مثل قدير وقادر ، وسميع وسامع.

٢٥٢

سورة المؤمنون

مكية كلها

٣ ـ (اللَّغْوِ) باطل الكلام والمزاح.

١٠ ـ (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) قال مجاهد : هو البستان المخصوص بالحسن ، بلسان الرّوم.

١١ ـ ثم قال : (هُمْ فِيها خالِدُونَ) فأنث. ذهب إلى الجنة.

١٢ ـ (مِنْ سُلالَةٍ) قال قتادة : استلّ آدم من طين ، وخلقت ذريته من ماء مهين. ويقال للولد : سلالة أبيه ، وللنّطفة : سلالة ، وللخمر : سلالة. ويقال : إنما جعل آدم من سلالة ، لأنه سلّ من كل تربة.

١٤ ـ (عَلَقَةً) واحدة العلق ، وهو الدم.

و (المضغة) اللّحمة الصغيرة. سميت بذلك لأنها بقدر ما يمضغ ، كما قيل غرفة ، بقدر ما يغرف.

(ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) أي خلقناه بنفخ الروح فيه خلقا آخر.

١٧ ـ (سَبْعَ طَرائِقَ) سبع سموات كل سماء طريقة. ويقال : هي الأفلاك كلّ واحد طريقة. وإنما سميت طرائق بالتّطارق ، لأن بعضها فوق

٢٥٣

بعض. يقال : طارقت الشيء ، إذا جعلت بعضه فوق بعض. يقال : ريش طرائق.

٢٠ ـ (وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) مثل الصّباغ. كما يقال : دبغ ودباغ لبس ولباس.

٢٧ ـ (فَاسْلُكْ فِيها) أي أدخل فيها. يقال : سلكت الخيط في الإبرة وأسلكته.

٣٣ ـ و (أَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وسّعنا عليهم حتى أترفوا ، والتّرفه [منه] ، ونحوها : التّحفة ، كأن المترف هو الذي يتحف.

٤١ ـ (فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) أي هلكي كالغثاء ، وهو ما علا السّيل من الزّبد [والقمش] لأنه يذهب ويتفرق.

٤٤ ـ (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) أي تتابع بفترة بين كل رسولين وهو من التّواتر. والأصل وتري. فقلبت الواو كما قلبوها في التّقوي ، والتّخمة ، والتّكلان.

(وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) أخبارا وعبرا.

٥٠ ـ (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) اي علما ودليلا.

و (الرّبوة) الارتفاع. وكلّ شيء ارتفع او زاد ، فقد ربا ، ومنه الرّبا في البيع.

(ذاتِ قَرارٍ) يستقرّ بها للعمارة.

(وَمَعِينٍ) ماء ظاهر. يقال : هو مفعول من العين. كأن أصله معيون. كما هو يقال : ثوب مخيط ، وبرّ مكيل.

٥١ ـ (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) خوطب به النبي ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وحده على مذهب العرب في مخاطبة الواحد خطاب الجمع.

٢٥٤

٥٢ ـ (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) أي دينكم دين واحد ، وهو الإسلام. والأمة تنصرف [علي وجوه] قد بينتها في «تأويل المشكل».

٥٣ ـ (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي اختلفوا في دينهم.

(زُبُراً) بفتح الباء جمع زبرة ، وهي القطعة. ومن قرأ «زبرا» فإنه جمع زبور ، أي كتبا.

٥٦ ـ (نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) أي نسرع. يقال : سارعت إلى حاجتك وأسرعت.

٦٣ ـ (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) أي في غطاء وغفلة.

(وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ) قال قتادة : ذكر الله. (الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) ثم قال للكفار (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) ثم رجع الى المؤمنين فقال : (وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ) أي من دون الأعمال التي عدّد (هُمْ لَها عامِلُونَ).

(يَجْأَرُونَ) : أي يضجّون ويستغيثون بالله.

٦٦ ـ (عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ) أي ترجعون القهقري.

٦٧ ـ (مُسْتَكْبِرِينَ) يعني بالبيت تفخرون به ، وتقولون : نحن أهله وولاته.

(سامِراً) أي متحدثين ليلا.

و (السّمر) : حديث الليل. وأصل السّمر : الليل. قال ابن أحمر :

من دونهم إن جئتهم سمرا

أي ليلا. ويقال : هو جمع سامر. كما يقال : طالب وطلب وحارس وحرس. ويقال : هذا سامر الحيّ ، يراد المتحدثون منهم ليلا. وسمر الحي.

٢٥٥

(تهجرون) تقولون هجرا من القول. وهو اللغو منه والهذيان. وقرأ ابن عباس : «تهجرون» ـ بضم التاء وكسر الجيم ـ وهذا من الهجر وهو السّب والإفحاش في المنطق. يريد سبهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومن اتبعه.

٦٨ ـ (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) أي يتدبّروا القرآن.

٧١ ـ (بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ) أي بشرفهم.

٧٢ ـ (أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً) أي خراجا ، فهم يستثقلون ذلك.

(فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) أي رزقه.

٧٤ ـ (عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) أي عادلون ، يقال : نكب عن الحق : أي عدل عنه.

٧٦ ـ (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) يريد : نقض الأموال والثمرات.

(فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ) أي ما خضعوا.

٧٧ ـ (حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) يعني الجوع.

(إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) أي يائسون من كل خير.

٨٩ ـ (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) أي تخدعون وتصرفون عن هذا.

٩٦ ـ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [أي] الحسنى من القول. قال قتادة : سلّم عليه إذا لقيته.

٩٧ ـ و (هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) نخسها وطعنها. ومنه قيل [للغائب : همزة] كأنه يطعن وينخس إذا عاب.

١٠٠ ـ و (البرزخ) ما بين الدنيا والآخرة [وكل شيء بين شيئين] فهو برزخ. ومنه قوله في البحرين : (وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) [سورة الفرقان آية : ٥٣] أي حاجزا.

٢٥٦

١١٠ ـ (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) ـ بكسر السين ـ أي تسخرون منهم وسخريا ـ بضمها ـ تسخّرونهم ، من السّخرة (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) أي شغلكم أمرهم عن ذكري.

١١٣ ـ (فَسْئَلِ الْعادِّينَ) أي الحسّاب.

١١٧ ـ (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) أي لا حجّة له به ولا دليل.

٢٥٧

سورة النور

مدنية كلها

١ ـ (فَرَضْناها) فرضنا ما فيها.

٨ ـ (وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ) أي يدفعه عنها. والعذاب : الرّجم.

١١ ـ (جاؤُ بِالْإِفْكِ) أي بالكذب.

وقوله : (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) يعني عائشة. أي تؤجرون فيه.

(وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) أي [عظمه]. قال الشاعر يصف امرأة :

تنام عن كبر شأنها فإذا

[قامت رويدا تكاد تنغرف]

أي تنام عن عظم شأنها ، لأنها منعّمة.

١٢ ـ (لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً) أي بأمثالهم من المسلمين. على ما بينا في كتاب «المشكل».

١٣ ـ (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) أي هلّا جاءوا.

١٤ ـ (فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ) [أي خضتم فيه].

١٥ ـ (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ) أي تقبلونه. ومن قرأ «تلقونه» أخذه من الولق

٢٥٨

وهو الكذب. وبذلك قرأت عائشة.

٢١ ـ (ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ) أي ما طهر.

(اللهَ يُزَكِّي) أي يطهّر.

٢٢ ـ (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) أي لا يحلف. وهو يفتعل من الألية ، وهي اليمين. وقرئت أيضا : ولا يتألّ ، على يتفعلّ.

(أَنْ يُؤْتُوا) أراد ان لا يؤتوا. فحذف «لا». وكان ابو بكر حلف أن لا ينفق على مسطح وقرابته الذين ذكروا عائشة ، وقال ابو عبيدة : لا يأتل ، هو يفتعل من ألوت. يقال : ما ألوت ان اصنع كذا وكذا. وما آلو [جهدا] قال النابغة الجعدي :

وأشمط عريانا يشدّ كتافه

يلام على جهد القتال وما ائتلا

أي ما ترك جهدا.

٢٥ ـ (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) الدين هاهنا الحساب. والدين يتصرف على وجوه قد بينتها في كتاب «المشكل».

٢٦ ـ (الْخَبِيثاتُ) من الكلام (لِلْخَبِيثِينَ) من الناس.

(وَالْخَبِيثُونَ) من الناس (لِلْخَبِيثاتِ) من الكلام.

(أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ) يعني عائشة.

وكذلك الطّيبات للطّيّبين على هذا التأويل.

٢٧ ـ (حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا) أي حتى تستأذنوا (وَتُسَلِّمُوا). والاستئناس : أن يعلم من في الدار. تقول : استأنست فما رأيت أحدا ، أي استعملت وتعرّفت. ومنه : (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً) [سورة النساء آية : ٦] أي علمتم. قال النابغة :

كأن رحلي وقد زال النهار بنا

بذي الجليل على مستأنس وحد

٢٥٩

يعني ثورا أبصر شيئا فهو فزع.

٢٩ ـ (بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) بيوت الخانات.

(فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) أي منفعة لكم من الحر والبرد.

والستر ، والمتاع : النّفع.

٣١ ـ (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ) يقال : الدّملج والوشاحان ، ونحو ذلك.

(إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) يقال : الكف والخاتم. ويقال : الكحل والخاتم.

(أَوْ إِخْوانِهِنَ) يعني الإخوة.

(أَوْ نِسائِهِنَ) يعني المسلمات. ولا ينبغي للمسلمة ان تنجرد بين يدي كافرة.

(أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ) يريد الأتباع الذين ليست هم إربة في النساء ، أي حاجة ، مثل الخصي والخنثى والشيخ الهرم.

(أَوِ الطِّفْلِ) يريد الأطفال. يدلك على ذلك قوله : (الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ) أي لم يعرفوها ولم يفهموها.

(وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ) أي لا يضربن بإحدى الرّجلين على الأخرى ، ليصيب الخلخال الخلخال ، فيعلم ان عليها خلخالين.

٣٢ ـ (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) والأيامي من الرجال والنساء : هم الذين لا أزواج لهم. يقال : رجل أيّم ، وامرأة أيّم ، ورجل ارمل ، وامرأة ارملة ، ورجل بكر ، وامرأة بكر : إذا لم يتزوجا. ورجل ثيب ، وامرأة ثيب : إذا كانا قد تزوّجا.

(وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ) أي من عبيدكم. يقال : عبد وعباد وعبيد. كما يقال : كلب وكلاب وكليب.

٢٦٠