تفسير غريب القرآن

أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري

تفسير غريب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري


المحقق: الشيخ إبراهيم محمّد رمضان
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩

سورة الحجر

مكية كلها

٤ ـ (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) أي أجل مؤقت.

٧ ـ (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) أي هلا تأتينا بالملائكة. «ولولا» مثلها أيضا : إذا لم يكن يحتاج [إلى جواب. وقد ذكرناها في المشكل].

١٠ ـ (فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ) أي أصحابهم.

١٣ ـ (لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) أي تقدمت سيرة الأولين في تكذيب الأنبياء.

١٤ ـ (فِيهِ يَعْرُجُونَ) أي يصعدون. يقال : عرج إلى السماء ، أي صعد. ومنه تقول العامة : عرج بروح فلان. والمعارج : الدّرج.

١٥ ـ (سُكِّرَتْ أَبْصارُنا) : غشيت. ومنه يقال : سكر النهر ، إذا سدّ. والسّكر : اسم ما سكرت [به]. وسكر الشّراب منه ، إنما هو الغطاء على العقل والعين.

وقرأ الحسن : سكرت ـ بالتخفيف ـ وقال : سحرت. والعامة تقول

٢٠١

في مثل هذا : فلان يأخذ بالعين.

١٦ ـ (جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً) يقال : هي اثنا عشر برجا. وأصل البرج : القصر والحصن.

١٧ ـ و ١٨ ـ (وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ. إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) يقول : حفظناها من أن يصل إليها شيطان ، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا ، ثم يتبعه (شِهابٌ مُبِينٌ) أي كوكب مضيء.

١٩ ـ (مَوْزُونٍ) : مقدّر. كأنه وزن.

٢٠ ـ (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) مثل الوحش والطير والسباع. وأشباه ذلك : مما لا يرزقه ابن آدم.

٢٢ ـ (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) قال أبو عبيدة : «لواقح» إنما هي ملاقح ، جمع ملقحة. يريد أنها تلقح الشجر وتلقح السحاب. كأنها تنتجه. ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه. وهو يجد العرب تسمي الرياح لواقح ، والريح لاقحا. قال الطّرمّاح وذكر بردا مدّه على أصحابه في الشمس يستظلون به :

قلق لأفنان الريا

ح للاقح منها وحائل

فاللاقح : الجنوب. والحائل : الشمال. ويسمون الشمال أيضا : عقيما. والعقيم التي لا تحمل. كما سموا الجنوب لاقحا. قال كثير :

ومرّ بسفساف التراب عقيمها

يعني الشمال. وإنما جعلوا الريح لاقحا ـ أي حاملا ـ لأنها تحمل السحاب وتقلبه وتصرّفه ، ثم تحمله فينزل. [فهي] على هذا الحامل. وقال أبو وجزة يذكر حميرا وردت [ماء] :

حتى رعين الشّوى منهن في مسك

من نسل جوّبة الآفاق مهداج

٢٠٢

ويروى : «سلكن الشوى» ، أي أدخلن قوائمهن في الماء حتى صار الماء لها كالمسك. وهي الأسورة. ثم ذكر أن الماء من نسل ريح تجوب البلاد. فجعل الماء للريح كالولد : لأنها حملته وهو سحاب وحلّته. ومما يوضح هذا قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً) [سورة الأعراف آية : ٥٧] أي حملت.

٣٦ ـ (الصّلصال) : الطين اليابس لم تصبه نار. فإذا نقرته صوّت ، فإذا مسته النار فهو فخّار. ومنه قيل للحمار : مصلصل. قال الأعشى :

كعدو المصلصل الجوّال

ويقال : سمعت صلصلة اللجام ، إذا سمعت صوت حلقه.

(مِنْ حَمَإٍ) جمع حمأة. وتقديرها : حلقة وحلق. وبكرة الدّلو وبكر. وهذا جمع قليل.

و (المسنون) : المتغير الرائحة.

وقوله : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) في قول بعض أصحاب اللغة منه. وقد ذكرناه في سورة البقرة.

و (المسنون) [أيضا] : المصبوب. يقال : سننت الشيء ، إذا صببته صبا سهلا. وسنّ الماء على وجهك.

٤٧ ـ (الغلّ) : العداوة والشحناء.

٥٥ ـ (فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) أي اليائسين.

٦٦ ـ (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ) : أخبرناه.

٧٠ ـ (قالُوا : أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ) أي [أو] لم ننهك [عن] أن تضيف أحدا؟!. وكانوا نهوه عن ذلك.

٢٠٣

٧٥ ـ (لِلْمُتَوَسِّمِينَ) (١) المتفرّسين. يقال : توسمت في فلان الخير ، أي تبينته.

٧٩ ـ (وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) أي لبطريق واضح بين. وقيل للطريق : إمام ، لأن المسافر يأتم به ، حتى يصير إلى الموضع الذي يريده.

٨٢ ـ (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) يريد : أمنوا أن تقع عليهم.

٨٨ ـ (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) أي أصنافا منهم.

٩٠ ـ (الْمُقْتَسِمِينَ) : قوم تحالفوا على عضه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأن يذيعوا ذلك بكل طريق ، ويخبروا به النّزّاع إليهم.

٩١ ـ (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) أي فرّقوه وعضّوه. قال رؤبة :

وليس دين الله بالمعضى

ويقال : فرّقوا القول فيه. فقالوا : شعر. وقالوا : سحر. وقالوا : كهانة. وقالوا : أساطير الأولين.

وقال عكرمة : العضه : السحر ، بلسان قريش. يقولون للساحرة : عاضهة. وفي [الحديث] : «لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العاضهة والمستعضهة».

٩٤ ـ (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) أي أظهر ذلك. وأصله الفرق والفتح. يريد : أصدع الباطل بحقّك.

٩٩ ـ (حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) أي الموت.

__________________

(١) للناظرين : ذكره البخاري.

٢٠٤

سورة النحل

مكية كلها

١ ـ (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) يعني القيامة. أي هي قريب فلا تستعجلوا. وأتي بمعنى يأتي. وهذا كما يقال : أتاك الخير فأبشر. أي سيأتيك.

٢ ـ (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) أي : بالوحي.

٥ ـ (لَكُمْ فِيها دِفْءٌ) (الدّفء) : ما استدفأت به. يريد ما يتخذ من اوبارها من الأكسية والأخبية وغير ذلك.

٦ ـ (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ) إذ راحت عظام الضروع والأسنمة ، فقيل : هذا مال فلان.

(وَحِينَ تَسْرَحُونَ) بالغداة. ويقال : سرحت الإبل بالغداة وسرّحتها.

٧ ـ (بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) أي بمشقة. يقال : نحن بشق من العيش ، أي بجهد. وفي حديث أم زرع : «وجدني في اهل غنيمة بشقّ».

٩ ـ (وَمِنْها جائِرٌ) أي : من الطرق جائر لا يهتدون فيه. والجائر : العادل عن القصد.

٢٠٥

١٠ ـ (ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ) يعني المرعى. قال عكرمة : لا تأكل ثمر الشجر فإنه سحت. يعني الكلأ.

(فِيهِ تُسِيمُونَ) أي ترعون. يقال : أسمت إبلى فسامت. ومنه قيل لكل ما رعي من الأنعام : سائمة ، كما يقال : راعية.

٤ ـ (وَتَرَى الْفُلْكَ) : السفن.

(مَواخِرَ فِيهِ) أي : جواري تشقّ الماء. يقال : مخرت السفينة. ومنه مخر الأرض إنما هو شقّ الماء لها.

١٥ ـ (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) أي جبالا ثوابت لا تبرح. وكل شيء ثبت فقد رسا.

(أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) أي لئلا تميد بكم الأرض. والميد : الحركة والميل. ومنه يقال : فلان يميد في مشيته : إذا تكفّأ.

٢١ ـ (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) اي متى يبعثون.

٢٦ ـ (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) أي من الأساس. وهذا مثل. أي اهلكهم كما أهلك من هدم مسكنه من أسفله فخرّ عليه.

٢٨ ـ (فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) أي انقادوا واستسلموا والسلّم : الاستسلام.

٤٤ ـ (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) : الكتب. جمع زبور.

٤٧ ـ (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) أي : على تنقص ومثله الثخون يقال : تخوفته الدهور وتخونثه إذا نقصته وأخذت من ماله أو جسمه. تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب. والفى : الرجوع. ومنه قيل للظل بالعشي : فيء ، لأنه فاء عن المغرب إلى المشرق.

٤٨ ـ (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ) أي تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب. والفيء : الرجوع. ومنه قيل للظل بالعشي : فيء ، لأنه فاء عن المغرب إلى المشرق.

٢٠٦

(سُجَّداً لِلَّهِ) أي مستسلمة منقادة. وقد بينت هذا في كتاب «المشكل» (وَهُمْ داخِرُونَ) أي صاغرون. يقال : دخر الله.

٥٢ ـ (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) اي دائما. والدين : الطاعة. يريد : أنه ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال او هلكة ، غير الله. فإن الطاعة تدوم له.

٥٣ ـ (ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) أي تضجون بالدعاء وبالمسألة. يقال : جأر الثور يجأر.

و (الضُّرُّ) : البلاء والمصيبة.

٥٦ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ) ، هذا ما كانوا يجعلونه لآلتهم من الحظ في زروعهم وأنعامهم. وقد ذكرناه في سورة الأنعام.

٥٧ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ) أي تنزيها له عن ذلك. (وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) يعني البنين.

٥٨ ـ (وَهُوَ كَظِيمٌ) أي حزين قد كظم فلا يشكو ما به.

٥٩ ـ (أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ) أي على هوان.

(أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) اي يئده.

٦٠ ـ (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) : شهادة أن لا إله إلا هو.

٦٢ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) من البنات.

(وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) اي الجنة. ويقال : البنين.

(وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ) أي معجلون إلى النار. يقال : فرط مني ما لم أحسبه. أي سبق. والفارط : المتقدّم إلى الماء لإصلاح الأرشية والدّلاء حتى يرد القوم. وأفرطته : أي قدمته.

٢٠٧

٦٦ ـ (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) ذهب إلى النّعم. والنّعم تؤنث وتذكر والفرث : ما في الكرش.

وقوله : (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً) لأن اللبن كان طعاما فخلص من ذلك الطعام دم ، وبقي منه فرث في الكرش ، وخلص من الدم لبن.

(سائِغاً لِلشَّارِبِينَ) أي سهلا في الشراب لا يشجي به شاربه ولا يغص.

٦٧ ـ (تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً) أي خمرا. ونزل هذا قبل تحريم الخمر. (وَرِزْقاً حَسَناً) يعني التمر والزبيب. وقال ابو عبيدة : السّكر : الطّعم. ولست اعرف هذا في التفسير.

٦٨ ـ (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) [أي ألهمها. وقيل :] سخّرها. وقد بينت في كتاب «المشكل» انه قد يكون كلاما وإشارة وتسخيرا.

(وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) كل شيء عرش من كرم او نبات او سقف : فهو عرش ومعروش.

(ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) أي من الثمرات. وكل هاهنا ليس على العموم. ومثل هذا قوله تعالى : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) [سورة الأحقاف آية : ٢٥].

٦٩ ـ (فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً) أي منقادة بالتّسخير. وذل : جمع ذلول.

٧٠ ـ (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) وهو الهرم ، لأن الهرم أسوأ العمر وشرّه.

(لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) أي حتى لا يعلم بعد علمه بالأمور شيئا لشدة هرمه.

٢٠٨

٧١ ـ (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) يعني فضل السادة على المماليك.

(فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا) يعني السادة (بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَواءٌ) أي لا يجعلون أموالهم لعبيدهم حتى يكونوا والعبيد فيها سواء. وهذا مثل ضربه الله لمن جعل له شركاء من خلقه.

٧٢ ـ (بَنِينَ وَحَفَدَةً) الحفدة : الخدم والأعوان. ويقال : هم بنون وخدم.

ويقال : الحفدة الأصهار. وأصل الحفد : مداركة الخطو والإسراع في المشي. وإنما يفعل هذا الخدم. فقيل لهم : حفدة ، واحدهم حافد ، مثل كافر وكفرة. ومنه يقال في دعاء الوتر : وإليك نسعى ونحفد.

٧٣ ـ وقوله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ شَيْئاً) نصب شيئا بإيقاع رزق عليه. أي يعبدون مالا يملك أن يرزقهم شيئا. كما تقول : هو يخدم من لا يستطيع إعطاءه درهما.

٧٥ ـ (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ) أي ثقل على مولاه. أي على وليه وقرابته. مثل ضربه لمن جعل شريكا له من خلقه.

٧٦ ـ (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ. وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) مثل ضربه لنفسه.

٨٠ ـ (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً) يعني قباب الأدم وغيرها (تَسْتَخِفُّونَها) في الحمل.

(يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) : يوم سفركم (وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ).

٢٠٩

والأثاث : متاع البيت من الفرش والأكسية. قال أبو زيد : واحد الأثاث : أثاثة.

٨١ ـ (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً) أي ظلال الشجر والجبال. والسرابيل : القمص.

(تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أراد تقيكم الحر والبرد. فاكتفى بذكر أحدهما إذا كان يدل على الآخر. كذلك قال الفراء.

(وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) يعني الدّروع تقيكم بأس الحرب.

٨٣ ـ (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ) أي يعلمون أن هذا كله من عنده ، ثم ينكرون ذلك ، بأن يقولون : هو شفاعة آلهتنا.

٩٢ ـ الأنكاث : ما نقض من غزل الشعر وغيره. واحدها نكث ، يقول : لا تؤكدوا على أنفسكم الإيمان والعهود ثم تنقضوا ذلك وتحنثوا فتكونوا كامرأة غزلت ونسجت ، ثم نقضت ذلك النسخ فجعلته أنكاثا.

(تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ) أي دخلا وخيانة.

(أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ) أي فريق منكم.

(أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) أي أغنى من فريق.

١١٠ ـ (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) لم يرد إنهم بإبليس كافرون. ولو كان هذا كذا كانوا مؤمنين. وإنما أراد الذين هم من أجله مشركون بالله. وهذا كما يقال : سار فلان بك عالما ، أي سار من أجلك.

١٠١ ـ (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) أي نسخنا آية بآية.

١٠٣ ـ (يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ) أي يميلون إليه ويزعمون أنه يعلّمك. وأصل الإلحاد : الميل.

٢١٠

١٠٦ ـ (وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) أي فتح له صدرا بالقبول.

١١١ ـ (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) أي يأتي كل إنسان يجادل عن نفسه [غدا].

١١٢ ـ (رَغَداً) : كثيرا واسعا.

١١٨ ـ (وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا) يعني اليهود.

١٢٠ ـ (كانَ أُمَّةً) أي معلما للخير. يقال : فلان أمة. وقد بينت هذا في كتاب «المشكل».

(قانِتاً لِلَّهِ) أي مطيعا.

١٢١ ـ (شاكِراً لِأَنْعُمِهِ) جمع نعم. يقال : يوم نعم ويوم بؤس ويجمع أنعم وأبؤس. وليس قول من قال : إنه جمع نعمة ، بشيء. لأن فعلة لا يجمع على أفعل.

١٢٧ ـ (وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ) تخفيف ضيّق. مثل : هين ولين. وهو إذا كان على التأويل صفة. كأنه قال : لا تك في أمر ضيق من مكرهم.

ويقال : إن «ضيق» و «ضيق» بمعنى واحد. كما يقال : رطل ورطل. ويقال : أنا قي ضيق وضيقة. وهو أعجب إليّ.

٢١١
٢١٢

سورة بني إسرائيل

مكية كلها (١)

٤ ـ (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) : أخبرناهم.

٥ ـ (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) أي عاثوا بين الديار وأفسدوا ، يقال : جاسوا وحاسوا. فهم يجوسون ويحوسون.

٦ ـ (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ) أي الدّولة.

(أَكْثَرَ نَفِيراً) أي أكثر عددا. وأصله : من ينفر مع الرجل من عشيرته وأهل بيته. والنّفير والنّافر واحد. كما يقال : قدير وقادر.

٧ ـ (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ) يعني من المرّتين.

(لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) من السّوء.

(وَلِيُتَبِّرُوا) أي ليدمّروا ويخرّبوا.

٨ ـ (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) أي محبسا. من حصرت الشيء : إذا حبسته. فعيل بمعنى فاعل (٢).

__________________

(١) هي سورة الإسراء وهي مكية إلّا الآيات ٢٦ / ٣٢ / ٥٧ ، ومن الآية ٧٣ إلى غاية الآية ٨٠ ـ فهي مدنية ونزلت بعد سورة القصص.

(٢) قال الطبري : حصيرا أي فراشا ومهادا.

٢١٣

١١ ـ (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) أي يدعو على نفسه وعلى خادمه وعلى ماله ، بما لو استجيب له فيه ، هلك.

(وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) أي يعجل عند الغضب. والله لا يعجل بإجابته.

١٢ ـ (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) يعني محو القمر.

(وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) أي مبصرا بها. وقد ذكرت هذا وأمثاله في «المشكل».

١٣ ـ (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) قال أبو عيدة : حظّه. وقال المفسّرون : ما عمل من خير أو شر ألزمناه عنقه.

وهذان التفسيران بحتاجان إلى تبيين. والمعنى فيما أرى ـ والله أعلم ـ : أن لكل امرئ حظا من الخير والشر قد قضاه الله عليه. فهو لازم عنقه. والعرب تقول لكل ما لزم الإنسان : قد لزم غنقه. وهو لازم صليف عنقه (١). وهذا لك عليّ وفي عنقي حتى أخرج منه. وإنما قيل للحظ من الخير والشر : طائر ، لقول العرب : جرى له الطائر بكذا من الخير ، وجرى له الطائر بكذا من الشر ، على طريق الفأل والطّيرة ، وعلى مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سببا. فخاطبهم الله بما يستعملون ، وأعلمهم أن ذلك الأمر الذي يجعلونه بالطائر ، هو ملزمه أعناقهم. ونحوه قوله : (أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ) [سورة الأعراف آية ١٣١] : وكان الحسن وأبو رجاء ومجاهد يقرؤون : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) بلا ألف. والمعنيان جميعا سواء ، لأن العرب تقول : جرت له طير الشمال. فالطّير الجماعة ، والطائر واحد.

وقوله : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) أراد يخرج بذلك

__________________

(١) أي جانب عنقه.

٢١٤

العمل كتابا. ومن قرأ : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً) ، أراد : ويخرج ذلك العمل كتابا.

١٤ ـ (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) أي كافيا. ويقال : حاسبا ومحاسبا.

١٦ ـ (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها) أي أكثرنا مترفيها. يقال : أمرت الشيء وأمرته ، أي كثرته. تقدير فعّلت وأفعلت ، ومنه قولهم : مهرة مأمورة ، أي كثيرة النّتاج. ويقال : أمر بنو فلان يأمرون أمرا ، إذا كثروا.

ورعض المفسرين يذهب إلى أنه من الأمر. يقول : نأمرهم بالطاعة ونفرض عليهم الفرائض ، فإذا فسقوا حقّ عليهم القول ، أي وجب.

ومن قرأ : (أَمَرْنا) فهو من الإمارة. أي جعلناهم أمراء.

وقرأ أقوام : آمرنا بالمد. وهي اللغة العالية المشهورة. أي كثّرنا.

٢٣ ـ (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) أي أمر ربك.

٢٥ ـ الأواب التائب مرة بعد مرة. وكذلك ألت ١ واب ، وهو من آب يؤوب ، أي رجع.

٢٨ ـ (قَوْلاً مَيْسُوراً) أي ليّنا.

٢٩ ـ (مَحْسُوراً) أي تحسرك العطية وتقطعك. كما يحسر السفر البعير فيبقى منقطعا. يقال : حسرت الرجل فأنا أحسره ، وحسر فهو يحسر.

٣٠ ـ (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) يوسّع عليه.

(وَيَقْدِرُ) أي يضيّق عليه.

٣٣ ـ (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) أي : لا تمثّل إذا قتلت بالقود ، ولا تقتل غير قاتلك.

٢١٥

٣٤ ـ (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) أي : يتناهى في الثّبات إلى حدّ الرجال. ويقال : ذلك ثمانية عشرة سنة. وأشدّ اليتيم غير أشدّ الرجل في قول الله عزوجل : (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) [سورة الأحقاف آية ١٥] : وإن كان اللفظان واحدا ، لأن أشدّ الرجل : الاكتهال والحنكة وأن يشتد رأيه وعقله. وذلك ثلاثون سنة. ويقال : ثمان وثلاثون سنة. وأشدّ الغلام : أن يشتد خلقه ، ويتناهى ثباته.

٣٥ ـ (بِالْقِسْطاسِ) : الميزان. يقال : هو بلسان الروم. وفيه لغة أخرى : (بِالْقِسْطاسِ) بضم القاف. وقد قرىء باللغتين جميعا.

(وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) أي أحسن عاقبة.

٣٦ ـ (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أي : لا تتبعه الحدس والظّنون ثم تقول : رأيت ولم تر ، وسمعت ولم تسمع ، وعلمت ولم تعلم. وهو مأخوذ من القفاء كأنك تقفو الأمور ، أي تكون في أقفائها وأواخرها تتعقبها. يقال : قفوت أثره. والقائف : الذي يعرف الآثار ويتبعها. وكأنه مقلوب عن القافي.

٣٧ ـ (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً) أي : بالكبر والفخر.

(إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ) أي : لا تقدر أن تقطعها حتى تبلغ آخرها يقال : فلان أخرق للأرض من فلان ، إذا كان أكثر أسفارا وغزوا.

(وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً) يريد : أنه ليس للفاجر أن يبذخ ويستكبر.

٣٩ ـ (مَدْحُوراً) مقصيا مبعدا. يقال : اللهم ادحر الشيطان عني.

٤٠ ـ (وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) كانوا يقولون : الملائكة بنات الله.

٤٢ ـ (قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) يقول : لو كان الأمر كما تقولون لابتغى من تدعونه إلها ، التقرّب إلى

٢١٦

الله ، لأنه ربّ كل مدعوّ. ويقال : لابتغوا سبيلا ، أي طريقا للوصول إليه.

٤٦ ـ (أَكِنَّةً) جمع كنان. مثل غطاء وأغطية.

٤٧ ـ (وَإِذْ هُمْ نَجْوى) أي متناجون : يسار بعضهم بعضا.

(إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً). قال أبوة عبيدة : يريدون بشرا ذا سحر ، ذا رئة. ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير المستكره؟. وقد سبق التفسير من السلف بما لا استكراه فيه. قال مجاهد في قوله : (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) أي مخدوعا ، لأن السحر حيلة وخديعة. وقالوا في قوله : (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) [سورة المؤمنون آية ٢٩] : أي من أين تخدعون؟ (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) أي من المعلّلين. وقال امرؤ القيس :

* ونسحر بالطّعام وبالشراب *

أي نعلّل ، فكأنا نخدع. وقال لبيد :

فإن تسألينا : فيم نحن؟ فإنّنا

عصافير من هذا الأنام المسحّر

أي المعلّل. والناس يقولون : سحرتني بكلامك. يريدون خدعتني.

وقوله : (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) [سورة الإسراء آية ٤٨] : يدل على هذا التأويل لأنهم لو أرادوا رجلا ذا رئة ، لم يكن في ذلك مثل ضربوه. ولكنهم لما أرادوا رجلا مخدوعا ـ كأنه بالخديعة سحر ـ كان مثلا ضربوه ، وتشبيها شبهوه. وكأن المشركين ذهبوا إلى أن قوما يعلّمونه ويخدعونه. وقال الله في موضع آخر حكاية عنهم : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ). وقول فرعون : (إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) ، [سورة الإسراء آية ١٠١] : لا يجوز أن يكون أراد به : إني لأظنك إنسانا ذا رئة ، وإنما أراد : إني لأظنك مخدوعا.

٢١٧

والرفات ما رفت. وهو مثل الفتات.

٥١ ـ (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) أي يحركونها كما يحرك اليائس من الشيء المستبعد له رأسه. يقال : نغصت سنّه ، إذا تحركت. ويقال للظليم : نغص ، لأنه يحرّك رأسه إذا عدا.

٥٧ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) يعني الذين يعبدون من دونه ويدعونهم آلهة ، يعني الملائكة ، وكانوا يعبدونها.

(يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) أي القلابة و.

٥٨ ـ (مَسْطُوراً) أي مكتوبا. يقال : سطر ، أي كتب.

٥٩ ـ (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) أي آتينا ثمود آية ـ وهي الناقة ـ مبصرة ، أي بينة ، يريد مبصرا بها. كما قال : (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) [سورة الإسراء آية ١٢] : (فَظَلَمُوا بِها) ، أي كذبوا بها ، وقد بينت الظلم ووجوهه في كتاب «المشكل».

(وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ) أي وما نرسل الرسل بالآيات.

٦٠ ـ (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ) يعني ما رآه ليلة الإسراء.

(إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) يقول : فتن أقوام بها ، فقالوا : كيف يكون يذهب هذا إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة؟ فأرتدوا ، وزاد الله في بصائر قوم منهم أبو بكر رحمه‌الله ، وبه سمّي صدّيقا.

(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) يعني شجرة الزّقوم.

٦٢ ـ (هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَ) أي فضلت.

(لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ) : لأستأصلنّهم. يقال : احتنك الجراد ما على الأرض كلّه ، إذا أكله كلّه. واحتنك فلان ما عند فلان من العلم : إذا استقصاه. ويقال : هو من حنك دابّته يحنكها حنكا : إذا شد في حنكها

٢١٨

الأسفل حبلا يقودها به. أي لأقودنهم كيف شئت.

٦٣ ـ (جَزاءً مَوْفُوراً) أي موفّرا. يقال : وفّرت عليه ماله ووفرته : بالتخفيف والتشديد.

٦٤ ـ (وَاسْتَفْزِزْ) أي استخفّ. ومنه يقال : استفزّني فلان.

والرجل : لرّجّالة. يقال : راجل ورجل. مثل تاجر وتجر وصاحب وصحب.

(وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ) : بالنفقة في المعاصي ، (وَ) في (الْأَوْلادِ) بالزنا.

٦٦ ـ (يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ) أي يسيرها. قال الشاعر :

فتى يزجي المطيّ على وجاها

(الحاصب) : الريح. سميت بذلك : لأنها تحصب ، أي ترمي بالحصباء ، وهي : الحصى الصغار.

والقاصف : الريح التي تقصف الشجر ، أي تكسره.

٦٩ ـ (ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً) أي من يتبعنا بدمائكم ، أي يطالبنا.

ومنه قوله : (فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ) [سورة البقرة آية : ١٧٨] أي مطالبة جميلة.

٧١ ـ (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) أي بكتابهم الذي فيه أعمالهم ، على قول الحسن. وقال ابن عباس ـ في رواية أبي صالح ـ : برئيسهم.

(وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) والفتيل : ما في شق النواة.

٧٣ ـ (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ) أي يستزلّونك.

٢١٩

(لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ) لتختلق غيره.

(وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) أي لو فعلت ذاك لودّوك.

٧٥ ـ (ضِعْفَ الْحَياةِ) أي ضعف عذاب الحياة.

(وَضِعْفَ الْمَماتِ) أي ضعف عذاب الممات.

٧٦ ـ (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ) أي بعدك.

٧٨ ـ (لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) : غروبها. ويقال : زوالها. والأول أحب إليّ ، لأن العرب تقول : دلك النجم ، إذا غاب. قال ذو الرّمّة :

مصابيح ليست باللواتي تقودها

نجوم ولا بالآفلات الدّوالك

وتقول في الشمس : دلكت (١) براح يريدون غربت. والناظر قد وضع كفه على حاجبه ينظر إليها. قال الشاعر :

والشمس قد كادت دنفا

أدفعها بالراح كي تزحلفا

فشبهها بالمريض في الدّنف ، لأنها قد همّت بالغروب. كما قارب الدّنف الموت. وإنما ينظر إليها من تحت الكف ، ليعلم كم بقي لها إلى أن تغيب ويتوقي الشعاع بكفه.

و (غَسَقِ اللَّيْلِ) : ظلامه.

و (قُرْآنَ الْفَجْرِ) أي قراءة الفجر.

٧٩ ـ (فَتَهَجَّدْ بِهِ) أي اسهر به. يقال : تهجدت : إذا سهرت. وهجدت : إذا نمت.

__________________

(١) دلك الشيء من باب نصر ، ودلكت الشمس زالت وبابه دخل ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أقم الصلاة لدلوك الشمس» وقيل دلوكها غروبها.

٢٢٠