تفسير غريب القرآن

أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري

تفسير غريب القرآن

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري


المحقق: الشيخ إبراهيم محمّد رمضان
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٩

الربّة. وهي الجماعة. يقال للجمع : ربّي كأنه نسب إلى الربّة. ثم يجمع ربّي بالواو والنون. فيقال : ربّيون.

[(فما وهنوا) أي ضعفوا].

١٤٦ ـ (وما استكانوا) ما خشعوا وذلّوا. ومنه أخذ المستكين.

١٥١ ـ (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) أي حجة.

١٥٢ ـ (إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ) أي تستأصلونهم بالقتل. يقال : سنة حسوس : إذا أتت على كل شيء. وجراد محسوس : إذا قتله البرد.

* * *

١٥٣ ـ (إِذْ تُصْعِدُونَ) أي تبعدون في الهزيمة. يقال : أصعد في الأرض إذا أمعن في الذهاب. وصعد الجبل والسطح.

(فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ) أي جازاكم غما مع غم. أو غما متصلا بغم. والغم الأول : الجراح والقتل. والغم الثاني : أنهم سمعوا بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد قتل ، فأنساهم الغمّ الأول.

١٥٣ ـ و (الأمنة) : الأمن. يقال : وقعت الأمنة في الأرض. ومنه يقال : أعطيته أمانا. أي عهدا يأمن به.

(فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) أي قصور عالية. والبروج : الحصون.

١٥٥ ـ (اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ) طلب زللهم. كما يقال : استعجلت فلانا. أي طلبت عجلته ، واستعملته أي طلبت عمله.

١٥٦ ـ (ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ) تباعدوا.

و (غزّى) جمع غاز. مثل صائم وصوّم. ونائم ونوّم. وعاف وعفّى.

١٥٩ ـ (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) أي فبرحمة. و «ما» زائدة.

(لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) أي تفرقوا.

١٠١

١٦١ ـ (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) (١) أي يخون في الغنائم.

(وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) معناه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة على عنقه شاة لها ثغاء ، لا أعرفن كذا ، لا أعرفن كذا ، فيقول : يا محمد. فأقول : لا أملك لك شيئا ، قد بلغت» يريد : أن من غل شاة أو بقرة أو ثوبا أو غير ذلك ، أتى به يوم القيامة يحمله.

ومن قرأ «يغل» أراد يخان. ويجوز أن يكون يلفى خائنا. يقال : أغللت فلانا ، أي وجدته غالا. كما يقال : أحمقه وجدته أحمق. وأحمدته وجدته محمودا.

وقال الفرّاء : من قرأه «يغلّ» أراد : يخوّن. ولو كان المراد هذا المعنى لقيل يغلّل. كما يقال : يفسّق ويخون ويفجر.

١٦٣ ـ (هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) أي هم طبقات في الفضل. فبعضهم أرفع من بعض.

* * *

١٦٥ ـ (أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها) يقول : أصابتكم مصيبة يوم «أحد» قد أصبتم مثليها من المشركين يوم «بدر».

(قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) أي بمخالفتكم وذنوبكم. يريد مخالفة الرّماة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد.

١٦٧ ـ (قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا) يقول : كثروا فإنكم إذا كثّرتم

__________________

(١) أخرج أبو داود والترمذي وحسنه عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في قطيفة حمراء فقدت يوم بدر ، فقال بعض الناس : لعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذها فأنزل الله : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ ...) إلى آخر الآية.

١٠٢

دفعتم القوم بكثرتكم.

١٦٨ ـ (فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ) أي ادفعوه. يقال : درأ الله عنك الشرك ، أي دفعه.

١٧٥ ـ (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) أي يخوفكم بأوليائه كما قال : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً) [سورة الكهف آية : ٢] أي لينذركم ببأس [شديد].

١٧٨ ـ (نُمْلِي لَهُمْ) أي نطيل لهم. يعني الإمهال والنّظرة. ومنه قوله : (وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) [سورة مريم آية : ٤٦].

١٧٩ ـ (حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) يقول : حتى يخلّص المؤمنين من الكفار.

١٨٠ ـ (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي يلزم أعناقهم إثمه. ويقال : هي الزكاة يأتي مانعها يوم القيامة قد طوّق شجاعا أقرع يقول : أنا الزكاة.

* * *

١٨١ ـ (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ) (١) قال رجل من اليهود (٢) حين نزلت (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) [سورة البقرة آية : ٢٤٥ ، وسورة الحديد آية : ١١] إنما يستقرض الفقير من الغني ، والله الغني ، فكيف يستقرض؟ فأنزل الله هذه الآية.

__________________

(١) أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أتت اليهود والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أنزل الله : و (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) فقالوا : يا محمد افتقر ربك يسأل عباده؟ فأنزل الله : (لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ) الآية.

(٢) هو حيي بن أخطب. قاله الطبري.

١٠٣

١٨٥ ـ (زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ) أي نحّي عنها وأبعد.

١٨٦ ـ (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ) أي لتختبرنّ. ويقال : لتصابنّ. والمعنيان متقاربان.

١٨٨ ـ (بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) أي بمنجاة ، ومنه يقال : فاز فلان ، أي نجا.

١٩٦ ـ (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) أي تصرّفهم في التجارات ، وإصابتهم الأموال.

١٩٧ ـ (وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) أي بئس الفراش والقرار.

١٩٨ ـ (نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ) أي ثوابا ورزقا.

٢٠٠ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا) أي صابروا عدوّكم.

(وَرابِطُوا) في سبيل الله. وأصل المرابطة الرباط : أن يربط هؤلاء خيولهم ، ويربط هؤلاء خيلوهم في الثغر. كلّ يعدّ لصاحبه. وسمي المقام بالثغور رباطا.

(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) أي تفوزون ببقاء الأبد. وأصل الفلاح : البقاء. وقد بيناه فيما تقدم.

* * *

١٠٤

سورة النساء

مدنية كلها

١ ـ (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) أي نشر في الأرض.

(تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) من نصب أراد : اتقوا الله الذي تساءلون به ، واتقوا الأرحام أن تقطعوها.

ومن خفض أراد : الذي تساءلون به وبالأرحام. وهو مثل قول الرجل : نشدتك بالله والرحم (١).

٢ ـ (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) أي مع أموالكم مضمومة إليها.

و (الحوب) الإثم. وفيه ثلاث لغات : حوب. وحوب. وحاب.

٣ ـ (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى) أي فإن علمتم أنكم لا تعدلون بين اليتامى. يقال : أقسط الرجل : إذا عدل ومنه قول النبي صلّى الله عليه وعلى آله : «المقسطون في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة» ويقال : ٢٢٢ قسط الرجل : إذا جار ، بغير ألف. ومنه قول الله : (وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا

__________________

(١) الرحم : القرابة.

١٠٥

لِجَهَنَّمَ حَطَباً) [سورة الجن آية : ١٥].

٣ ـ (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا) أي ذلك أقرب إلى ألا تجوروا وتميلوا. يقال : علت عليّ ، أي جرت عليّ. ومنه العول في الفريضة.

٤ ـ (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَ) يعني المهور. واحدها صدقة. وفيها لغة أخرى : صدقة.

(نِحْلَةً) أي عن طيب نفس. يقول ذلك لأولياء النساء ، لا لأزواجهن ، لأن الأولياء كانوا في الجاهلية لا يعطون النساء من مهورهن شيئا. وكانوا يقولون لمن ولدت له بنت : هنيئا لك النّافجة (١). يريدون أنه يأخذ مهرها إلا فيضمها إلى إبله. فتنفجها. أي تعظّمها وتكثّرها. ولذلك قالت إحدى النساء في زوجها :

لا يأخذ الحلوان من بناتيا

تقول : لا تفعل ما يفعله غيره. والحلوان هاهنا : المهور.

وأصل النّحلة العطية. يقال : نحلته نحلة حسنة. أي أعطيته عطية حسنة. والنحلة لا تكون إلّا عن طيب نفس. فأما ما أخذ بالحكم فلا يقال له نحلة.

* * *

٥ ـ (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) أي : لا تعطوا الجهلاء أموالكم ، والسفه الجهل. وأراد هاهنا النساء والصبيان.

(قِياماً) وقواما بمنزلة واحدة. يقال : هذا قوام أمرك وقيامه ، أي : ما يقوم به أمرك.

__________________

(١) النافجة : السحابة الكثيرة المطر ومؤخر الضلوع والبنت لأنها تعظم مال أبيها بمهرها. (انظر القاموس المحيط ص ٤١٠ ج ٤).

١٠٦

٦ ـ (وَابْتَلُوا الْيَتامى) أي اختبروهم.

(حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ) أي بلغوا أن ينكحوا النساء.

(فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً) أي علمتم وتبينتم. وأصل آنست : أبصرت.

(وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا) أي : تأكلوها مبادرة أن يكبروا فيأخذوها منكم.

(وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ) أي ليترك ولا يأكل.

(وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) أي يقتصد ولا يسرف.

٧ ـ قال قتادة : وكانوا لا يورّثون النساء فنزلت : (وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) موجبا فرضه الله. أي أوجبه.

٩ ـ (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا) مبينة في كتاب «المشكل».

(قَوْلاً سَدِيداً) من السّداد ، وهو الصواب والقصد في القول.

١٢ ـ وقوله : (يُورَثُ كَلالَةً) هو الرجل يموت ولا ولد له ولا والد. قال أبو عبيدة : هو مصدر من تكلّله النّسب. وتكلله النسب : أحاط به. والأب والابن طرفان للرجل. فإذا مات ولم يخلفهما. فقد مات عن ذهاب طرفيه. فمسي ذهاب الطرفين : كلالة. وكأنها اسم للمصيبة في تكلل النسب مأخوذ منه. نحو هذا قولهم : وجهت الشيء : أخذت وجهه ، وثغّرت الرجل : كسرت ثغره.

وأطراف الرجل : نسبه من أبيه وأمه. وأنشد أبو زيد :

فكيف بأطرافي إذا ما شتمتني

وما بعد شتم الوالدين صلوح

أي صلاح.

* * *

١٠٧

١٥ ـ (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ) يعني الزنا.

وقوله : (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) منسوخة نسختها.

١٦ ـ (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) يعني الفاحشة.

(فَآذُوهُما) أي عزروهما. ويقال : حدوهما. (فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) أي لا تعيروهما بالفاحشة. ونحو هذا قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في الأمة : «فليجلدها الحد ولا يعيرها».

١٩ ـ (لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً) قالوا : كان الرجل إذا مات عن امرأته ، وله ولد من غيرها ، ألقى ثوبه عليها فيتزوجها بغير مهر إلّا المهر الأول. ثم أضرّ بها ليرثها ما ورثت من أبيه. وكذلك كان يفعل الوارث أيضا غير الولد (١).

والكره هاهنا بمعنى الإكراه والقهر. فأما الكره بالضم فبمعنى المشقة. يقول الناس : لتفعلنّ ذلك طوعا أو كرها. أي طائعا أو مكرها. ولا يقال : طوعا أو كرها بالضم.

(وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي صاحبوهن مصاحبة جميلة.

٢٠ ـ (بُهْتاناً) أي ظلما.

٢١ ـ (أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ) يعني المجامعة.

(وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) أي وثيقة. قال ابن عباس : هو تزوجهن على إمساك بمعروف ، أو تسريح بإحسان.

٢٢ ـ (وَساءَ سَبِيلاً) أي قبح هذا الفعل فعلا وطريقا. كما تقول : ساء هذا مذهبا. وهو منصوب على التمييز. كما قال : (وَحَسُنَ أُولئِكَ

__________________

(١) أخرج البخاري عن ابن عباس قال : كان إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاءوا زوجوها وإن شاؤا لم يزوجوها منهم أحق بها من أهلها ، فنزلت هذه الآية.

١٠٨

رَفِيقاً) [سورة النساء آية : ٦٩].

٢٣ ـ (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ) أزواج البنين.

* * *

٢٤ ـ (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) أي حرم عليكم ذوات الأزواج إلّا ما ملكت أيمانكم من السبايا اللواتي لهن أزواج في بلادهن.

(كِتابَ اللهِ عَلَيْكُمْ) أي فرضة الله عليكم.

(مُحْصِنِينَ) متزوجين.

(غَيْرَ مُسافِحِينَ) أي غير زناة. والسفاح : الزنا. وأصله من سفحت القربة إذا صببتها. فسمي الزنا سفاحا. كما يسمى مذاء ، لأنه يسافح يصب النطفة وتصب المرأة النطفة ويأتي بالمذي وتأتي المرأة بالمذي. وكان الرجل في الجاهلية إذا أراد ان يفجر بالمرأة قال لها سافحيني أو ماذيني. ويكون أيضا من صب الماء عليه وعليها.

(وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) أي أعطوهن مهورهن.

٢٥ ـ (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً) أي لم يجد سعة.

(أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ) يعني الحرائر.

(فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ) يعني الإماء.

(وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ) عفائف.

(غَيْرَ مُسافِحاتٍ) غير زوان.

(وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) أي متخذات أصدقاء.

(فَإِذا أُحْصِنَ) أي تزوجن. وقال بعضهم : أسلمن. والإحصان

١٠٩

يتصرف على وجوه قد ذكرتها في كتاب «المشكل».

(فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ) أي زنين.

(فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ) يعني البكر الحرة. سماها محصنة وإن لم تتزوج ، لأن الإحصان يكون لها وبها إذا كانت حرة. ولا يكون بالأمة إحصان.

(مِنَ الْعَذابِ) يعني الحد. وهو مائة جلدة. ونصفها خمسون على الأمة.

(ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ) أي خشي على نفسه الفجور. وأصل العنت : الضرر والفساد.

٢٩ ـ (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) أي لا يأكل بعضكم مال بعض بغير استحقاق.

(إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ) مثل المضاربة والمقارضة في التجارة ، فيأكل بعضكم مال بعض عن تراض.

(وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) أي لا يقتل بعضكم بعضا ، على ما بينت في كتاب «المشكل».

٣١ ـ (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) يعني الصغائر من الذنوب.

(وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) أي شريفا.

٣٢ ـ (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) أي لا يتمني النساء ما فضل به الرجال عليهن.

(لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا) أي نصيب من الثواب فيما عملوا من اعمال البر. (وَلِلنِّساءِ) أيضا (نَصِيبٌ) منه فيما عملن من البر.

١١٠

٣٣ ـ (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ) أولياء. ورثة عصبة (١).

٣٣ ـ (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) يريد الذين حالفتم.

(فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) من النظر والرّفد والمعونة.

٣٤ ـ (حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ) أي لغيب أزواجهن بما حفظ الله ، أي بحفظ الله إياهن.

(وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَ) يعني : بغض المرأة للزوج. يقال : نشزت المرأة على زوجها ، ونشصت : إذا تركته ولم تطمئن عنده. وأصل النشوز : الارتفاع.

(فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً) أي لا تجنوا عليهن الذنوب.

٣٥ ـ (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) أي التباعد بينهما.

* * *

٣٦ ـ (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى) القرابة.

(وَالْجارِ الْجُنُبِ) الغريب. والجنابة : البعد. يقال : رجل جنب أي غريب.

(وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) : الرفيق في السفر.

(وَابْنِ السَّبِيلِ) : الضيف.

و (المختال) : ذو الخيلاء والكبر.

__________________

(١) أخرج البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : ولكل جعلنا موالي قال : ورثة ، والذين عاقدت إيمانكم ، كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي أخى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينهم فلما نزلت : (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ) نسخت ثم قال : والذين عاقدت ايمانكم من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوحي له سمع أبو اسامة إدريس وسمع إدريس طلحة.

١١١

٤٠ (مِثْقالَ ذَرَّةٍ) أي زنة ذرة. يقال : هذا على مثقال هذا ، أي على وزن هذا ، والذرة جمعها ذر ، وهي أصغر النمل.

(يُضاعِفْها) أي يؤتي مثلها مرات. ولو قال : يضعّفها لكان مرة واحدة.

٤٢ ـ (لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) أي كونون ترابا ، فيستوون معها حتى يصيروا وهي شيئا واحدا.

(وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) هذا حين سئلوا فأنكروا فشهدت عليهم الجوارح.

٤٣ ـ (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) يعني المساجد لا تقربوها وأنتم جنب ، إلا مجتازين غير مقيمين ولا مطمئنين.

(الْغائِطِ) الحدث. وأصل الغائط : المطمئن من الأرض. وكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا من الأرض ففعلوا ذلك فيه. فكني عن الحدث بالغائط.

(فَتَيَمَّمُوا) أي تعمدوا.

(صَعِيداً طَيِّباً) أي ترابا نظيفا.

٤٤ ـ (نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ) أي حظا.

٤٦ ـ (وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ) كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وعلى آله : اسمع لا سمعت.

(وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ) أراد أنهم يحرفون «راعنا» من طريق المراعاة والانتظار إلى السب بالرعونة. وقد بينت هذا في «المشكل».

(وَاسْمَعْ وَانْظُرْنا) أي لو قالوا : اسمع وانظرنا. أي لو قالوا : اسمع ولم يقولوا : لا سمعت ، وقالوا : انظرنا ـ أي انتظرنا ـ مكان راعنا. (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ).

١١٢

والعرب تقول : نظرتك وانتظرتك بمعنى واحد.

٤٧ ـ (نَطْمِسَ وُجُوهاً) أي نمحو ما فيها من عينين وأنف وحاجب وفم.

(فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها) أي نصيرها كأقفائهم (١).

٥١ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا) ألم تخبر. ويكون أما ترى أما تعلم وقد بينا ذلك في كتاب «المشكل».

(بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) كل معبود من حجر أو صورة أو شيطان ، فهو جبت وطاغوت.

ويقال : إنهما في هذه السورة رجلان من اليهود يقال لأحدهما : حيّ بن أخطب ، وللثاني كعب بن الأشرف. وإيمانهم بهما تصديقهم لهما وطاعتهم إياهما.

وقوله : (فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ) [سورة النساء آية : ٧٦] يعني الشيطان.

* * *

٥٣ ـ (النّقير) النقطة التي في ظهر النواة. يقول : لا يعطون الناس شيئا ولا مقدار تلك النقطة.

و (الفتيل) [في سورة النساء ٤٩ / ٧٧ وسورة الإسراء ٧١] القشرة في بطن النواة. ويقال : هو ما فتلته بإصبعيك من وسخ اليد وعرقها.

__________________

(١) أخرج ابن إسحق عن ابن عباس قال : كلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رؤساء من أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب بن أسيد فقال لهم : يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فو الله إنكم لتعلمون أن الذي جئتكم به الحق فقالوا : ما نعرف ذلك يا محمد فأنزل الله فيهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا ..) الآية.

١١٣

(القطمر) [سورة فاطر آية : ١٣] الفوفة التي تكون فيها النواة. ويقال : الذي بين قمع الرطبة والنواة.

* * *

٥٤ ـ (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) يعني بالناس : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على كل ما أحلّ الله له من النساء.

(فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) يعني داود النبي عليه‌السلام ، وكانت له مائة امرأة ، وسليمان وكانت له تسعمائة امرأة وثلاثمائة سرية.

٥٩ ـ (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) يعني الأمراء الذين كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبعث بهم على الجيوش. (فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ) بأن تردوه إلى كتابه العزيز (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ) بأن تردوه إلى سنته.

(ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) أي وأحسن عاقبة.

٦٥ ـ (فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) أي فيما اختلفوا فيه.

(ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) أي شكا ولا ضيقا من قضائك. وأصل الحرج : الضيق.

٦٦ ـ (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ) أي فرضنا عليهم وأوجبنا.

٧١ ـ (ثُباتٍ) جماعات. واحدتها ثبة. يريد جماعة بعد جماعة.

(أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً) أي بأجمعكم جملة واحدة.

٧٥ ـ (وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ) أي وفي المستضعفين بمكة.

و (البروج) الحصون و (المشيّدة) المطولة.

١١٤

٧٨ ـ (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ) أي خصب (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أي قحط. (يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ) أي بشؤمك. (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ).

٧٩ ـ (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ) أي من نعمة (فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) أي بلية (فَمِنْ نَفْسِكَ) أي بذنوبك. الخطاب للنبي ، والمراد غيره.

٨٠ ـ (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) أي محاسبا.

٨١ ـ (وَيَقُولُونَ طاعَةٌ) بحضرتك.

(فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ) أي خرجوا (بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) أي قالوا وقدّروا ليلا غير ما أعطوك نهارا. قال الشاعر :

أتوني فلم أرض ما بيّتوا

وكانوا أتوني بشيء نكر

والعرب تقول : هذا امر قدّر بليل ، وفرغ منه بليل. ومنه قول الحارث ابن حلّزة :

أجمعوا أمرهم عشاء فلما

أصبحوا أصبحت لهم

ضوضاء وقال بعضهم : بيّت طائفة : أي بدّل ، وأنشد :

وبيّت قولي عبد الملي

ك قاتلك الله عبدا كفورا

٨٣ ـ (أَذاعُوا بِهِ) أشاعوه.

(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) أي ذوو العلم منهم

(لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ) أي يستخرجونه إلا قليلا.

٨٥ ـ (شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) من الثواب.

١١٥

(وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها) أي نصيب. ومنه قوله تعالى : (يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) [سورة الحديد آية : ٨].

(وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً) أي مقتدرا ، أقات على الشيء : اقتدر عليه. قال الشاعر :

وذي ضغن كففت النفس عنه

وكنت على إساءته مقيتا

والمقيت أيضا : الشاهد للشيء الحافظ له. قال الشاعر :

ألي الفضل أم علي إذا حو

سبت إنّي على الحساب مقيت

* * *

٨٨ ـ (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ) أي فرقتين مختلفتين.

(وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ) أي نكّسهم وردّهم في كفرهم.

وهي في قراءة عبد الله بن مسعود : «ركّسهم». وهما لغتان : ركست الشيء وأركسته.

٩٠ ـ (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ) أي يتصلون بقوم.

(بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ) أي عهد. ويتصلون ينتسبون ، وقال الأعشى ـ وذكر امرأة سبيت :

إذا اتّصلت قالت : أبكر بن وائل

وبكر سبتها والأنوف رواغم

أي انتسبت. وفي الحديث «من اتصل فأعضّوه» يريد من ادّعى دعوى الجاهلية.

(حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) أي ضاقت. والحصر : الضيق.

(أَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) أي القادة. يريد استسلموا لكم.

١١٦

٩١ ـ (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ) هؤلاء منافقون يعطون المسلمين الرضا ليأمنوهم ، ويعطون قومهم الرضي ليأمنوهم.

٩٢ ـ (إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا) أي يتصدقوا عليهم بالدّية ، فأدغمت التاء في الصاد.

٩٥ ـ (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) أي الزّمانة. يقال : ضرير بيّن الضّرر.

١٠٠ ـ (المراغم) و (المهاجر) واحد. تقول : راغمت وهاجرت [قومي]. وأصله : أن الرجل كان إذا أسلم خرج عن قومه مراغما لهم. أي مغاضبا ، ومهاجرا. أي مقاطعا من الهجران. فقيل للمذهب : مراغم ، وللمصير إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هجرة ـ لأنها كانت بهجرة الرجل قومه.

قال الجعدي :

عزيز المراغم والمذهب

١٠٣ ـ (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ) أي من السفر والخوف.

(فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أي أتموها.

(إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) أي موقتا. يقال : وقّته الله عليهم ووقته ، أي جعله لأوقات ، ومنه : (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) [سورة المرسلات آية : ١١] ووقتت أيضا ، مخففة.

١٠٤ ـ (وَلا تَهِنُوا) لا تضعفوا. (فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ) أي في طلبهم.

١١٢ ـ (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) أي يقذف بما جناه بريئا منه.

١١٧ ـ (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً) يعني اللات والعزّى ومناة.

(وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) أي ماردا. مثل قدير وقادر ،

١١٧

والمارد : العاتي.

١١٨ ـ (نَصِيباً مَفْرُوضاً) أي حظا افترضته لنفسي منهم فأضلهم.

١١٩ ـ (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) أي يقطعونها ويشقّونها. يقال : بتكه ، إذا فعل ذلك به.

(فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) يقال : دين الله. ويقال لا ، يغيرون خلقه بالخصاء وقطع الآذان وفقء العيون. وأشباه ذلك.

١٢٨ ـ (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) أي عنها.

(فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا) أي يتصالحا. هذا في قسمة الأيام بينها وبين أزواجه ، فترضى منه بأقل من حظها.

١٣٥ ـ (وَإِنْ تَلْوُوا) من اللّيّ في الشهادة والميل إلى أحد الخصمين.

١٤١ ـ (نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) نغلب عليكم.

* * *

١٤٨ ـ (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) يقال : منع الضيافة.

١٥٤ ـ (وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) كل من أرسل إليه رسول فأستجاب له وأقرّ به فقد أخذ منه الميثاق.

١٥٧ ـ (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) يعني العلم ، أي ما قتلوا به يقينا. تقول : قتلته يقينا وقتلته علما ، للرأي والحديث.

١٥٩ ـ (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) يريد : ليس

١١٨

من أهل الكتاب في آخر الزمان عند نزوله ـ أحد إلا آمن به حتى تكون الملّة واحدة ، ثم يموت عيسى بعد ذلك.

١٧١ ـ (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ) أي لا تفرطوا فيه. يقال : دين الله بين المقصّر والغالي. وغلا في القول : إذا جاوز المقدار.

١٧٢ ـ (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ) أي لن يأنف.

١٧٦ ـ (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) أي لئلا تضلوا. وقد بينت هذا وما أشبهه في كتاب «تأويل المشكل».

١١٩
١٢٠