تفسير فرات الكوفي

ابو القاسم فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي

تفسير فرات الكوفي

المؤلف:

ابو القاسم فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي


الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٢٠

عن مكحول في قوله : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سألت ربي أن يجعلها أذن علي ، وكان علي يقول : ما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلاما إلا أوعيته وحفظته.

٦٥٩ ـ ٥ ـ فرات قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي معنعنا :

عن صالح بن ميثم قال : سمعت بريدة الاسلمي رضي‌الله‌عنه يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : إن الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وأن اعلمك وأن تعيه ، وحق على الله أن تعيه. قال : ونزلت ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ).

٦٦٠ ـ فرات قال : حدثنا علي بن سراج [ المصري قال : حدثنا إبراهيم بن محمد اليماني الصنعاني قال : حدثنا عبد الرزاق عن سعيد بن بشير عن قتادة. ش ] :

عن أنس في قوله : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي.

__________________

العباس كما في سعد السعود ط ١ ص ١٠٨ ، وأبو جعفر الكوفي في المناقب في مواضع في أواخر ج ١ وأوائل ج ٢ ح ١١٤ و ١١٥ تقريبا ، وابن شهر آشوب في المناقب كما في البحار ٣٥ / ٣٢٧ وفي الدر المنثور : أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول.

ولم ترد هذه الرواية إلا في ( أ ، ب ) هنا غير مكررة. في خ : حدثني.

٦٥٩. هذه الرواية وردت مكررة في ( أ ، ب ) هنا وفي سورة الواقعة ولم يرد في ( ر ) إلا متنه من غير تكرار.

وقد أخرجه جمع من المحدثين والحفاظ ففي الدر المنثور واللباب وجمع الجوامع أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن النجار الثعلبي. وأخرجه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين ح ٩٣١ وفي ترجمة فارس بن الحسن ، ومحمد بن العباس وابن المغازلي وابن كثير في تفسيره والكنجي في الكفاية ، ولاحظ بحار الانوار ج ٣٥ الباب ١١.

وأخرجه الحاكم الحسكاني في الشواهد بأسانيد منها : أخبرنا أبو سعد بن علي أخبرنا أبو الحسين الكهيلي أخبرنا أبو جعفر الحضرمي [ شيخ فرات ] أخبرنا محمد بن يحيى بن أبي سمينة أخبرنا بشر بن آدم عن عبد الله بن الزبير أبي أحمد الزبيري عن صالح. وقال : رواه عن بشر جماعة كثيرة.

محمد بن يحيى له ترجمة في التهذيب.

٦٦٠. هذه الرواية انفردت بها نسخة ( ب ) ورواها عن فرات الحسكاني في الشواهد بعد نقله رواية أخرى بسنده إلى السبيعي عن علي بن سراج مثلها.

عبد الرزاق هو ابن همام الصنعاني من الاعلام والمشاهير صاحب المصنف.

سعيد بن بشير ( ش : بشر ) له ترجمة في التهذيب وثقه جماعة وضعفه آخرون مات سنة ١٧٠ تقريبا.

٥٠١
٥٠٢

ومن سورة سأل سائل

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ١ و ٢

٦٦١ ـ ١ ـ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي [ قال : حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال : حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهتدى! قال : حدثنا محمد بن معشر المدني! عن سعيد بن أبي سعيد المقبري. ش ].

عن أبي هريرة قال : طرحت الاقتاب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم قال : فعلا عليها فحمد الله [ تعالى. ر ] وأثنى عليه ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فاستلها فرفعها ثم قال : اللهم من كنت مولاه فعلي [ ر : فهذا علي. ش : فهذا ] مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال : يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إله

__________________

٦٦١. ورواه عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد في ذيل روايات أخر في هذا المعنى مع تلخيص في المتن ، وأورده المجلسي في البحار ج ٣٧ ص ١٧٤.

أبو عمارة محمد بن أحمد بن المهدي له ترجمة في تاريخ بغداد ولسان الميزان قال الدار قطني : ضعيف جدا

سعيد بن أبي سعيد في تذكرة الحفاظ : الامام المحدث الثقة [ خ : الفقيه ].

فاستلها. في أ : فسئلها. ب : فشالها. ر : فسألها.

ب : وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا.

أ : فهذا عن الله تبارك وتعالى أم عنك. قال هذا عن الله لا عني ثم قال.

ب : ثم قال : وقال الله الذي لا إله إلا هو إن هذا عن الله لا عنك قال : والله .. ان هذا .. ثانية! قل والله الذي .. هذا ... هذا ... الاعرابي فزعا.

٥٠٣

إلا الله فشهدنا ، وانك رسول الله فصدقنا ، وأمرتنا بالصلاة فصلينا وبالصيام فصمنا وبالجهاد فجاهدنا وبالزكاة فأدينا ، قال : ولم يقنعك [ خ ل : تنفعك. ش : تقنعك ] إلا [ خ : إلى ] أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤس الاشهاد فقلت : اللهم من كنت مولاه فهذا علي [ أ : فعلي ] مولاه ، [ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. أ ، ب ] فهذا عن الله أم عنك؟! قال : هذا عن الله لا عني. [ ثم. أ ، ب ] قال : الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟! قال : الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عني ، ثم قال ثالثة : الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن ربك لا عنك؟ قال : الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن ربي لا عني. قال : فقام الاعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أوائتنا بعذاب أليم. قال : فما استتم الاعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته وأنزل الله في عقب ذلك : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ).

٦٦٢ ـ ٢ ـ قال [ فرات. ب ] حدثني جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعنا :

عن الاوزاعي عن صعصعة بن صوحان والاحنف بن قيس قالا جميعا : سمعنا [ عن. ر ، خ ] ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال : يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك [ كان ر ، ب ] هذا أم من ربك يا محمد؟ قال : الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني حتى أقول : ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي. [ قال. خ ] : فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب زعمت أنه منك كهارون من موسى ، وشيعته على نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة حتى يأتي الكوثر فيشرب ويسقى [ صح!. ر ] هذه الامة ويكون زمرة في عرصة القيامة ، أبهذا الحب سبق من السماء أم كان منك يا محمد؟ قال : بلى سبق من السماء ثم كان مني لقد خلقنا الله نورا تحت العرش فقال عمرو بن الحارث : الآن علمت أنك ساحر كذاب يا محمد ، الستما من ولد آدم؟ قال : بلى ولكن خلقنا [ ر : خلقني ] الله

__________________

٦٦٢. وأشار الحسكاني في الشواهد إلى رواية ابن عباس وأورده المجلسي في البحار ج ٣٧ ص ١٧٤ وقال : رفل : جرذيله وتبختر وخطر بيده.

وفي أ ، ب ، ر : أبي طالب فخلقني. والمثبت من ( خ ) وفيه بالهامش : خ ل : فخلقني.

٥٠٤

نورا تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثنى عشر ألف سنة فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب فخلقنا ربي من ذلك النور لكنه [ ب : لكن ] لانبي بعدي.

قال : فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار وهم ينفضون أرديتهم فيقولون! : اللهم إن كان محمد صادقا في مقالته فارم عمرا وأصحابه بشواظ من نار. قال : فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء فأنزل الله هذه الآية : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) فالسائل عمرو وأصحابه.

٦٦٣ ـ ٣ ـ [ فرات. ب ] قال : حدثني محمد بن أحمد ظبيان معنعنا :

عن الحسين بن محمد الخارفي قال : سألت سفيان بن عيينة عن ( سَأَلَ سَائِلٌ ) فيمن نزلت؟ قال : يا ابن أخي سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد [ ر ، أ : خلق ] قبلك ، لقد سألت جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن مثل الذي سألتني عنه فقال : أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : لما كان يوم غدير خم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا فأوجز في خطبته ثم دعا علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخذ بضبعه ثم رفع [ ب : أخذ بيده حتى رئي بياض إبطيهما [ ب : ابطيه ] وقال : ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا : اللهم نعم : فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري فرحل راحلته ثم استوى عليها ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ ذاك بمكة حتى انتهى إلى الابطح فأناخ ناقته ثم عقلها ثم جاء إلى النبي [ صلى الله

__________________

٦٦٣. وأخرجه ابو القاسم الحسكاني في كتابه القيم شواهد التنزيل بسندين الاول ينتهي إلى محمد بن أيوب عن سفيان والثاني إلى شريح بن النعمان عن سفيان. وأخرجه الطبرسي في مجمع البيان عن الحسكاني ، واخرجه الثعلبي في تفسيره على ما حكاه عنه الحموئي في ح ٥٣ من فرائد السمطين بسنده إليه ، وحكاه عنه أيضا ابن بطريق في الخصائص وقال : وهذه الرواية بعينها ذكرها النقاش في تفسيره ، وأخرجه محمد بن العباس عن علي بن محمد بن مخلد عن الحسن بن القاسم عن عمرو بن الحسن عن آدم بن حماد عن حسين بن محمد قال سألت سفيان. وهذه أقرب الروايات إلى فرات سندا ومتنا بل هي هي ، وأورده المجلسي في البحار ٣٧ / ١٧٥. وانظر الغدير ج ١ ص ٢٣٩.

٥٠٥

عليه ووآله وسلم. أ ، ب ] فسلم فرد عليه النبي [ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ب ] فقال : يا محمد إنك دعوتنا أن نقول ( اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا ) فقلنا ثم دعوتنا أن نقول انك رسول الله فقلنا وفي القلب ما فيه ثم قلت صلوا فصلينا ثم قلت صوموا فصمنا فأظمأنا نهارنا وأتعبنا أبداننا ثم قلت حجوا فحججنا ثم قلت إذا رزق أحدكم مأتي درهم فليتصدق بخمسة [ في. خ ] كل سنة ففعلنا ثم انك أقمت ابن عمك فجعلته علما وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله أفعنك أم عن الله؟! قال : بل عن الله ـ قال فقالها ثلاثا ـ قال : فنهض وإنه لمغضب وإنه ليقول : اللهم إن كان ما قال محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا وإن كان ما قال محمد كذبا فأنزل به نقمتك. ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها فلما خرج من الابطح رماه الله [ تعالى. ر ] بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره وسقط ميتا فأنزل [ أ ، ب : وأنزل ] الله فيه ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ).

٦٦٤ ـ ٤ ـ [ فرات. ب ] قال : حدثنا أبو أحمد يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني معنعنا :

عن سعد بن أبي وقاص قال : صلى بنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلاة الفجر يوم الجمعة ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله [ تبارك و. أ ، ب ] تعالى فقال : أخرج يوم القيمة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لواء الحمد وهو يومئذ من شقتين شقة من السندس وشقة من الاستبرق فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال : قد أرسلوني إليك لاسألك؟ فقال : قل يا أخا البادية. قال : ما تقول في علي بن أبي طالب فقد كثر الاختلاف فيه. فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضاحكا فقال : يا أعرابي ولم كثر [ أ ، ب : يكثر ] الاختلاف فيه؟! علي مني كرأسي من بدني وزري من قميصي. فوثب الاعرابي مغضبا ثم قال : يا محمد إني أشد من علي بطشا فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مهلا يا أعرابي فقد أعطي علي يوم القيامة خصالا شتى : حسن يوسف وزهد يحيى وصبر أيوب وطول آدم وقوة

__________________

٦٦٤. أشار الحسكاني إلى هذه الرواية في الشواهد وأوردها المجلسي في بحار الانوار ج ٣٩ ص ٢٩٦.

ب : إن كان ما قال محمد. أ ، ب : صدق الله وصدق رسول الله. ر : صدق الله العلي العظيم.

٥٠٦

جبرئيل [ عليهم الصلاة والسلام. أ ، ر ] وبيده لواء الحمد وكل الخلائق تحت اللواء يحف به الائمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والاذان وهم الذين لا يتبددون في قبورهم. فوثب الاعرابي مغضبا وقال : اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقا فأنزل علي حجرا. فأنزل الله عليه [ ر : فيه ] : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ).

٥٠٧
٥٠٨

ومن سورة الجن

وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ١٤ ـ ١٦

٦٦٥ ـ ١ ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :

عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ) [ ٣٠ / فصلت و ١٣ / الاحقاف ] فقال : هو والله ما أنتم عليه ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ) يعني من [ أ : ما ] جرى فيه شيء من شرك الشيطان يعني ( عَلَى الطَّرِيقَةِ ) على الولاية في الاصل عند الاظلة حين أخذ الله الميثاق من ذرية آدم ( لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ) قال : كنا وضعنا أظلتهم في الماء الفرات العذب.

٦٦٦ ـ ٢ ـ قال : حدثنا الحسن بن علي بن رحيم معنعنا :

__________________

٦٦٥. وفي التفسير المعروف بالقمي : عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ( شيخ فرات ) عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر مثله ويحتمل قويا اتحاد سنده مع فرات إن لم يكن أخذه عن فرات مباشرة. وأخرج محمد بن العباس بسنده عن علي بن جعفر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا ... ) قال : قال الله لجعلنا أظلتهم في الماء العذب ( لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) في علي عليه‌السلام.

وتقدم في الآية ٣٠ / فصلت ما يرتبط بالمعنى.

٦٦٦. أورده المجلسي في البحار ج ٣٩ ص ١٤٧ وقال : البرحات كأنه جمع البراح وهو المتسع من الارض لازرع بها ولا شجر وفي بعض النسخ بالجيم وكأنه جمع البرج وهما على غير القياس ولعل فيه تصحيفا. والتطامن : الانخفاض.

٥٠٩

عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي‌الله‌عنه قال : افتقدت أمير المؤمنين عليه‌السلام لم اره بالمدينة أياما فغلبني الشوق [ لاراه. أ ( خ ل ) ] فجئت [ ب : شوق محبته ] فأتيت أم سلمة المخزومية فوقفت بالباب فخرجت وهي تقول : من بالباب؟ فقلت : أنا جابر بن عبد الله. فقالت : يا جابر ما حاجتك؟ قلت : اني فقدت [ ب : افتقدت ] سيدي أمير المؤمنين [ عليه‌السلام و. ب ] لم أره بالمدينة مذ [ أ : منذ ] أيام فغلبني الشوق إليه أتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين. فقالت : يا جابر أمير المؤمنين في السفر. فقلت : في أي سفر؟ فقالت : يا جابر علي في برجات منذ ثلاث! فقلت : في أي برجات؟ فأجافت الباب [ ب : بالباب ] دوني فقالت : يا جابر ظننتك أعلم مما أنت [ فيه. أ ، ب ] صر إلى مسجد النبي [ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. أ ، ب ] فانك سترى عليا [ صلوات الله عليه. أ ] فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نورولا أرى عليا [ صلوات الله عليه. أ ] فقلت : يا عجبا غرتني أم سلمة فتلبثت [ ب : فلبثت ] قليلا إذ تطامن السحاب وانشقت ونزل منها أمير المؤمنين وفي كفه سيف يقطر دما ، فقام إليه الساجد فضمه إليه وقبل بين عينيه وقال : الحمدلله يا أمير المؤمنين الذي نصرك على أعدائك وفتح على يديك ، لك إلي حاجة؟ قال : حاجتي إليك تقرء ملائكة السماوات مني السلام وتبشرهم بالنصر. ثم ركب السحاب فطار فقمت إليه وقلت : يا أمير المؤمنين إني لم أرك بالمدينة أياما فغلبني الشوق إليك فأتيت أم سلمة المخزومية لاسألها عنك فوقفت بالباب فخرجت وهي تقول : من بالباب؟ فقلت : أنا جابر [ بن عبد الله الانصاري. أ ، ب ] فقالت : ما حاجتك يا أخا الانصار؟ فقلت : إني فقدت أمير المؤمنين ولم أره بالمدينة فأتيتك لاسألك ما فعل أمير المؤمنين؟ فقال : يا جابر اذهب إلى السمجد فانك ستراه فأتيت المسجد فإذا أنا بساجد من نور وسحاب من نور ولا اراك فلبثت قليلا إذ تطامن السحاب وانشقت ونزلت وفي يدك سيف يقطر دما فأين كنت يا أمير المؤمنين؟ قال : يا جابر كنت في برجات منذ ثلاث. فقلت : وايش! صنعت في برجات؟ فقال لي : يا جابر ما أغفلك أما علمت أن ولايتي عرضت على أهل السماوات ومن فيها وأهل الارضين [ ب : الارض ] ومن فيها فأبت طائفة من الجن ولايتي فبعثني حبيبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا السيف فلما وردت الجن افترقت الجن ثلاث فرق : فرقة طارت بالهواء فاحتجبت مني ، وفرقة آمنت بي وهي الفرقة التى نزلت فيها الآية من ( قل أوحي ) وفرقة جحدتني [ ظ ] حقي فجادلتها بهذا السيف سيف حبيبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى قتلتها عن آخرها. فقلت : الحمد لله يا أمير المؤمنين فمن كان

٥١٠

الساجد؟ فقال لي : يا جابر كان [ أ : إن ] الساجد اكرم الملائكة على الله صاحب الحجب وكله الله [ تعالى. ر ] بي إذا كان أيام الجمعة [ ويوم الجمعة!. أ ، ب ] يأتيني بأخبار السماوات والسلام من الملائكة ويأخذ السلام من ملائكة السماوات إلي.

٦٦٧ ـ ٣ ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :

عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما‌السلام في قول الله [ عز ذكره. أ ، ب ] : ( فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ) الذين أقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشدا ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا * لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قتل الحسين [ عليه‌السلام. أ ] ( وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا * وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) وإن الائمة من أهل بيت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا تتخذوا من غيرهم إماما ( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ ) يعني محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوهم إلى ولاية علي كادت قريش ( [ كَادُوا. ر ] يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) [ أي. ر ] يتعاون [ ق ، خ : يتعادون ] عليه ( قُلْ : إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي ) أي أمر ربي (١) ( [ وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا * قُلْ إِنِّي. ر ] لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا ) [ أي. ر ] إن أراد الله أن يضلكم عن ولايته ضرا ولا رشدا ( قُلْ : إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ ) إن [ كتمت ما ] أمرت به ( وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) يعني : ولا (٢) ( إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ ) أبلغكم ما أهدى [ ق : أمرني ] الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام ( وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) في ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام [ ر : ولايته ] ( فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك ، قالوا : فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار؟ فأنزل الله تعالى : ( حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ) يعني الموت والقيامة ( فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا ) قالوا : فمتى يكون هذا؟ قال الله لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ) قال : أجلا ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) قال : يعني علي المرتضى من رسول الله صلى الله عليه وآله

__________________

٦٦٧. ورواه في ما يعرف بتفسير القمي عن جعفر بن محمد الفزاري عن جعفر بن عبد الله عن محمد بن عمر عن عباد بن صهيب عن جعفر مثله مع مغايرات طفيفة وزيادات أشرنا إلى بعضها ورمزناله ب‍ ( ق ) ومن المحتمل جدا اتحاد السندين هذا إن لم يكن مأخوذا من فرات مباشرة.

( ١ ـ )كذا في ( ر ) وفي ب : أمر به ربي : أ : أوامر ربي. ق : امر ربي.

( ٢ ـ ) ق : مأوى. أ : ولاء.

٥١١

وسلم وهو منه قال الله : ( فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) قال : في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقا ويعلمه الله إلهاما ، قال : فالالهام [ من الله. أ ، ب ] والرصد التعليم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلغ الله : أن قد بلغ رسالات ربي (١) ( وَأَحَاطَ ) [ علي. ق ] بما لدى الرسول من العلم ( وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم [ عليه الصلاة والسلام. ر ] إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقى ، فكم من إمام جائر أو عادل أو من يموت موتا أو يقتل قتلا ، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.

٦٦٨ ـ ٤ ـ [ فرات. ب ] قال : حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا :

عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ) قال : لو استقاموا على ولاية [ أمير المؤمنين. أ ] علي بن أبي طالب عليه‌السلام ما ضلوا أبدا.

٦٦٩ ـ ٥ ـ [ فرات. ب ، ش ] قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري [ قال : حدثني محمد بن أحمد المدائني قال : حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي غراب عن الكلبي عن أبي صالح. ش ] :

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه في قوله تعالى : ( وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ) قال : ( ذِكْرِ رَبِّهِ ) ولاية علي بن أبي طالب عليه [ وعلى أولاده. ش. الصلاة و. أ ] السلام [ والتحية والاكرام. أ ].

__________________

١. ق : ليعلم النبي أن قد أبلغوا رسالات ربهم.

٦٦٩. أخرجه عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل وورد في التفسير المنسوب إلى القمي عن محمد بن همام عن الفزاري مثله مع زيادة : قوله : ( فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ) أي طلبوا الحق ( وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ ... ) قال : الحائد عن الطريق. ولم ترد هذه الرواية والتي قبلها في ر.

٥١٢

ومن سورة المدثر

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ *

عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا : لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ *

حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ٣٨ ـ ٤٨

٦٧٠ ـ ١ ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات ] معنعنا :

عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله [ ر : قول الله تعالى ] : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال : نحن وشيعتنا.

٦٧١ ـ ٢ ـ [ فرات. ب ] قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :

عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام في قوله : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال : هم شيعتنا أهل البيت.

__________________

٦٧٠. وأخرجه الحافظ الحسكاني رحمه‌الله في الشواهد بسنده عن مطين عن احمد بن صبيح عن عنبسة بن نجاد العابد عن جابر عن أبي جعفر في قول الله تعالى : ( إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال : نحن وشيعتنا أصحاب اليمين ، ورواه السبيعي عن مطين بالاجازة.

وأخرجه البرقي ومحمد بن العباس ومحمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة المصطفى ص ١٦٢ بأسانيدهم إلى عنبسة.

٦٧١. وفي شواهد التنزيل : عن أبي بكر الحيري عن أبي منصور الاهوازي عن الازهر الهروي عن أحمد بن نجدة بن العريان عن عثمان بن أبي شيبة عن عنبسة العابد عن جابر عن أبي جعفر في قوله : ( كل ... اليمين ) قال : هم شيعتنا أهل البيت.

٥١٣

٦٧٢ ـ ٣ ـ [ فرات. ب ] قال : حدثنى الحسين بن سعيد معنعنا :

عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام في قول الله : ( إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ) قال : شيعة علي والله هم أصحاب اليمين.

٦٧٣ ـ ٤ ـ قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ : مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟ * قَالُوا : لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) يعني : لم نك [ أ ، ر : يكونوا ] من شيعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ) فذلك [ ر : فذاك ] يوم القائم عليه‌السلام وهو يوم الدين ( حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ ) أيام القائم [ عليه‌السلام. أ ] ( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ) فما تنفعهم شفاعة لمخلوق ولن يشفع فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة.

__________________

وفي أ : حدثنا. وفي أ : قال جعفر هم شيعتنا أهل البيت.

٦٧٢. في ب : حدثنا ... أبي جعفر في قوله.

٦٧٣. ب : تعالى : ( ما سلككم. ب : القائم فما تنفعهم شفاعة المخلوق. أ ، ب : صدق الله وصدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٥١٤

ومن سورة القيامة

لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ١٦

[ وقوله تعالى ] :

فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ * وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ *

أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ٣١ ـ ٣٤

٦٧٤ ـ ١ ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن عتبة! الجعفي قال : حدثنا العلاء ( خ ل : العلى ) بن الحسن قال : حدثنا حفص بن حفص الثغري! قال : حدثنا عبد الرزاق عن سورة الاحول. ش ] :

عن عمار بن ياسر قال : كنت عند أبي ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه في مجلس ابن [ ش : لابن ] عباس رضي‌الله‌عنه وعليه فسطاط وهو يحدث الناس إذ قام أبو ذر حتى ضرب بيده إلى عمود الفسطاط ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فقد أنبأته باسمي أنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري سألتكم بحق الله وحق رسوله أسمعتم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة

__________________

٦٧٤. ورواه عنه الحافظ الحسكاني وأورده المجلسي في البحار ج ٣٧ ص ١٩٣. وفي سنده وصدر المتن إشكال وغموض.

في ر : عمارة بن ياسر. في أ : بيده على عمود. ب : بيده عمود. في أ ، ب : على ذي لهجة. وفي خ : من ذي. والمثبت من ش ، ر. في أ : تهددا من الله عزوجل. ب : من الله و. ش : من الله تعالى وإشهادا.

٥١٥

أصدق من أبي ذر؟ قالوا : اللهم نعم.

قال : أفتعلمون أيها الناس ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جمعنا يوم غدير خم ألف وثلاثماءة رجل وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل كل ذلك يقول : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه [ وقال. ر ] : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. فقام رجل [ ش : عمر ] فقال [ ر : وقال ] : بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان إتكأ على المغيرة بن شعبة وقام وهو يقول : لا نقر لعلي بولاية ولا نصدق محمدا في مقالة. فأنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ * وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ * أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ) تهددا من الله تعالى وانتهارا. فقالوا : اللهم نعم.

٦٧٥ ـ فرات قال : حدثني إسحاق بن محمد بن القاسم بن صالح بن خالد الهاشمي [ قال : حدثنا أبو بكر الرازي محمد بن يوسف بن يعقوب بن [ إسحاق بن ] إبراهيم بن نبهان بن عاصم بن زيد بن ظريف مولى علي بن أبي طالب قال : حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني قال : حدثنا سلمة بن الفضل عن أبي مريم عن يونس بن حسان عن عطية. ش ] :

عن حذيفة بن اليمان رضي‌الله‌عنه قال : كنت والله جالسا بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد نزل بنا غدير خم وقد غص المجلس بالمهاجرين والانصار فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على قدميه فقال [ ر : وقال ] أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) فقلت لصاحبي جبرئيل عليه‌السلام : يا خليلي إن قريشا قالوا لي كذا وكذا فأتى الخبر من ربي فقال : ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) ثم نادى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأقامه عن يمينه ثم قال : أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى [ بكم. ن ] منكم بأنفسكم [ أ ، ر : وأنفسكم ]؟ قالوا : اللهم بلى. قال : من كنت مولاه فعلي [ ر : فهذا علي ] مولاه.

__________________

٦٧٥. ورواه عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد وأورده المجلسي في البحار ٣٧ / ١٩٣.

أبو بكر الرازي له ترجمة في تاريخ بغداد ضعفه الدار قطني. والدامغاني له ترجمة في التهذيب قال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه. وسلمة له ترجمة في التهذيب وثقه جمع وضعفه آخرون توفي سنة ١٩١ تقريبا.

في ن : غاص المجلس. والمثبت من ش. أ : قريشا قال بي. ب : قال لي.

٥١٦

فقال رجل من عرض المسجد : يا رسول الله ما تأويل هذا؟ قال [ ب : قال ] من كنت نبيه فعلي [ ر : فهذا علي ] أميره اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

فقال حذيفة : فوالله لقد رأيت معاوية حتى! قام يتمطى وخرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الاشعري ويساره على المغيرة بن شعبة ثم قام يمشي متمطيا وهو يقول : لا نصدق محمدا على [ ب : في ] مقالته ولا نقر لعلي بولايته. فأنزل الله [ تعالى. أ ، ر ] على اثر كلامه : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ * وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ * أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ) فهم به رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يرده فيقتله فقال جبرئيل. ( لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ). فسكت النبي [ عنه. ش ].

٥١٧
٥١٨

ومن سورة الدهر

يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ٧ ـ ٨

٦٧٦ ـ ١ ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي

__________________

٦٧٦. والاحاديث في هذا الباب كثيرة تنتهي أسانيدها إلى علي وابن عباس وزيد بن أرقم وابي رافع والاصبغ والباقر والصادق ومجاهد وطاووس.

فالمنتهية إلى علي كلها عن طريق الصادق عن أبيه عن جده ، وعن الصادق ابنه الكاظم ومسلمة أو سلمة بن جابر وروح بن عبد الله ومعاوية بن عمار ، وعن مسلمة جماعة. كما في الشواهد وأمالي الصدوق وفرات.

وأما المنتهية إلى ابن عباس فقد رواه عنه مجاهد وأبو صالح والضحاك وأبو كثير الزبيري وعطاء وسعيد بن جبير.

ورواه عن مجاهد ليث ويعقوب بن القعقاع وسالم الافطس ، وعن ليث جماعة منهم القاسم بن بهرام والقعقاع بن عبد الله وجرير بن عبد الحميد ، ورواه عن القاسم جماعة منهم شعيب بن واقد ومحبوب بن حميد ومحمد بن حمدويه ابو رجاء.

ورواه عن أبي صالح الكلبي وعنه حبان بن علي ومحمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع.

ورواه عن عطاء ابن جريج واسحاق بن نجيح.

هذا وقد أخرج الحسكاني حديث فرات في الشواهد مكتفيا بالسند وشطر من المتن وقال : وساق الحديث بطوله إلى قوله : فقال جبرئيل يا محمد إقرأ ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ ) إلى آخر الآيات. وذلك أنه قدم قبلها بسنده رواية أخرى مشابهة لرواية فرات فلم يتحمل عناء التكرار.

ثم إن الابيات المذكورة في رواية فرات وغيره ركيكة مما دفع ابن الجوزي إلى تخريجها في الموضوعات قائلا ـ بعد درجة الرواية بسنده إلى الاصبغ ـ : قد نزه الله ذينك الفصيحين عن هذا الشعر

٥١٩

[ قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن زكريا الغطفاني قال : حدثني أبو الحسن هاشم بن أحمد بن معاوية بمصر عن محمد بن بحر عن روح بن عبد الله. ش ] :

عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده [ عليهم‌السلام. ب ، ر ] قال : مرض الحسن والحسين عليهما‌السلام مرضا شديدا فعادهما سيد ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

الركيك ونزههما عن منع الطفلين عن أكل الطعام وفي إسناده إصبغ وهو متروك الحديث. وأجاب عنه سبطه : فهذا ( الشعر الركيك ) على عادة العرب في الرجز والجذب كقول القائل : والله لو لا الله ما اهتدينا. ونحو ذلك وقد تمثل به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأما قوله عن الاصبغ فنحن ما رويناه عن الاصبغ ولا له ذكر في إسناد حديثنا ، وإنما أخذوا على الاصبغ زيادة زادوها في الحديث وهي ان رسول الله قال في آخره : اللهم انزل على آل محمد كما أنزلت على مريم ... والعجب من قول جدي وإنكاره وقد ( أقربه ) في كتاب المنتخب.

انتهى كلام ابن الجوزي وسبطه بتصرف وتلخيص.

وأخرج أبوجعفر الكوفي الزيدي القاضي المعاصر لفرات هذا الحديث في أوائل ج ٢ من المناقب بأسانيد عن ابن عباس مع ذكر أبيات أحسن من أبيات فرات ثم قال : الشعر في قوافيه لحن ولم يكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يلحن وكان أفصح العرب بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يخلو أن يكون أفسده الرواة أو قاله شعرا مقيدا! لم ينظر إلى قوافيه خفضا أو نصبا كما روى عن النابغة مثله. انتهى بتصرف وتلخيص.

أقول : ان الزيادة التى وردت في رواية الاصبغ وردت من طرق أخرى وركاكة الابيات أو وضعها لا يوجب صرف النظر عن أصل القصة لما قاله سبط ابن الجوزي والكوفي من جهة ومن جهة أخرى فان هناك روايات وردت في الباب وليست فيها هذه الابيات أو ان ابياتها غير ركيكة على أن القول الفصل للحكم على هذه الابيات وأمثالها للادباء المتضلعين في فهم السير الادبي وتطوراته التاريخية.

قال الحسكاني الحنيفي : اعترض بعض النواصب على هذه القصة بأن قال : اتفق أهل التفسير على أن هذه السورة مكية وهذه القصة بالمدينة. قلت : كيف يسوى له دعوى الاجماع مع قول الاكثر أنها مدنية. ثم ذكر ذلك بأسانيد متعددة.

وليراجع تفسير الثعلبي وشواهد التنزيل وتاريخ دمشق وفرائد السمطين وأمالي الصدوق ح ١١ من المجلس ٤٤.

اختلاف النسخ : ر : مرض أميري المؤمنين الحسن والحسين. أقول : وهذا التعبير غريب عن الوسط الشيعي الامامي فربما يكون مأخوذا من الوسط الشيعي الزيدي. ر : فقال عمر لامير المؤمنين علي بن أبي طالب. ر : وقالت الزهراء مثل ما قال زوجه! وكانت لها. أ ( خ ل ) ، ر : جارية يهودي. ر : منزل الزهراء. ر : وأصبحوا مبياتا إ. ب : وأعجنته. ر : للزهراء. ر : وقرص لفضة وإن عليا صلى مع النبي عليهما الصلاة والسلام. ر : وقال. ر : وأنشأ أمير المؤمنين علي .. ، ب : طالب عليه السلام يقول :.

٥٢٠