قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الملل والنحل

الملل والنحل

الملل والنحل

الاجزاء

تحمیل

الملل والنحل

58/184
*

ذكر المحكمة الاولى / منهم

الخوارج على اختلاف فرقها ، يجمعها القول بتكفير علي ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير وعائشة ، وجيشهما ، وتكفير معاوية واصحابه بصفين ، وتكفير الحكمين ومن حكّمهما ، او رضي بحكمهما ، وتكفير كل من ارتكب كبيرة ، ووجوب الخروج على السلطان الجائر ، وان كان على رأيهم (١).

واختلفوا في اوّل من شرى (تشري) (٢) منهم ، فمنهم من قال اولهم عروة بن جرا (٣) اخو ابي بلال بن مرداس الخارجي. ومنهم من قال : أولهم يزيد بن عاصم المحاربي. ومنهم من قال : اولهم رجل من ربيعة من بني يشكر ، كان مع علي بصفين ، فلما رأى الفريقين قد كتبا كتاب الاتفاق على الحكمين ، ركب فرسه واستسقى من (د) ما (٤) اصحاب علي واصحاب معاوية ، وقال : «اشرب من دمائكم و (د) ما معاوية ، وكلكم (د) ماؤه نار حامية ، ارجو من الله جنانا عالية ، فيها ظلال

__________________

(١) هذا الحكم العام على الخوارج الوارد هنا بعد عنوان «ذكر المحكمة الاولى منهم» مذكور في باقي طبعات «الفرق بين الفرق» ، مباشرة بعد القائمة الخاصة بذكر فرق الخوارج وقيل «ذكر المحكمة الأولى منهم». (ط بدر ص ٥٥ ، ط. الكوثري ص ٤٥ ، عبد الحميد ص ٧٣).

(٢) شري ، الأصح : تشري.

(٣) عروة بن حدير ، ويقع محرفا في بعض كتب المقالات عروة بن جدير. ويقال : عروة بن أدية ، بضم الهمزة وفتح الدال وتشديد الياء ، وهو صواب أيضا : حدير ابوه أو جده ، وأدية جدته ، ويقال أمه ، نص على ذلك ابو العباس المبرد في كتاب الكامل (٢ : ١١٦ الخيرية) قال : «ويقال : فيما يروى من الاخبار ، ان اوّل من حكم عروة بن أدية ، وأدية جدة له جاهلية ، وهو عروة بن حدير احد بني ربيعة بن حنظلة» ا ه. وقال ابن قتيبة : هو عروة بن عمرو بن حدير ؛ وقد قاتل عروة في حرب النهروان ثم نجا منها ، فلم يزل حيا مدة من خلافة معاوية ، ثم اتى به الى زياد بن ابيه ، فسأله اسئلة ، ثم أمر به فضربت عنقه ، ثم دعا مولى له فسأله عنه وقال : صف لي اموره ، فقال : اطنب أم اختصر؟ فقال : بل اختصر. فقال : ما اتيته بطعام في نهار قط ، ولا فرشت له فراشا بليل قط ؛ يريد انه صائم النهار قائم الليل دائما. وهذا مصداق قوله عليه الصلاة والسلام في شأن الخوارج المارقين من الدين كما يمرق السهم من الرمية حيث يقول : «يحقر أحدكم صلاته بجنب صلاتهم». اما الاسم كما ورد في المخطوط فلا شك انه محرّف.

(٤) (د) ما ـ الدال ساقطة في المخطوط ، والمقصود «دماء».