التّفسير - ج ١

أبي النضر محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي [ العيّاشي ]

التّفسير - ج ١

المؤلف:

أبي النضر محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي [ العيّاشي ]


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: المكتبة العلمية الإسلامية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٠٣
الجزء ١ الجزء ٢

١

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين

الحمد لله على إفضاله والصلاة على محمد وآله قال العبد الفقير إلى الله رحمه‌الله ـ إني نظرت في التفسير الذي ـ صنفه أبو النصر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي بإسناده ، ورغبت إلى هذا ـ وطلبت من عنده سماعا من المصنف أو غيره ـ فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه : حذفت منه الأسناد. وكتبت الباقي على وجهه ـ ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه ، فإن وجدت بعد ذلك من عنده سماع ـ أو إجازة من المصنف أتبعت الأسانيد ، وكتبتها على ما ذكره المصنف ، أسأل الله تعالى التوفيق لإتمامه (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).

١ ـ رَوَى جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ص : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ فِي زَمَانِ هُدْنَةٍ وَأَنْتُمْ عَلَى ظَهْرِ السَّفَرِ ، وَالسَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ ، فَقَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ـ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ ، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ ، وَيَأْتِيَانِ بِكُلِّ مَوْعُودٍ ، فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ لِبُعْدِ الْمَفَازِ ، فَقَامَ الْمِقْدَادُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا دَارُ الْهُدْنَةِ قَالَ : دَارُ بَلَاءٍ وَانْقِطَاعٍ ، فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ، وَمَاحِلٌ (١) مُصَدَّقٌ ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ ، وَهُوَ الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ ، وَهُوَ [كِتَابٌ فِيهِ] تَفْصِيلٌ وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ

__________________

(١) محل به إلى السّلطان محلا : كاده بسعاية إليه.

٢

وَهُوَ الْفَصْلُ ، لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، لَهُ ظَهْرٌ وَبَطْنٌ ، فَظَاهِرُهُ حِكْمَةٌ (١) وَبَاطِنُهُ عِلْمٌ ، ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ ، لَهُ تُخُومٌ وَعَلَى تُخُومِهِ تُخُومٌ (٢) لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَلَا تُبْلَى غَرَائِبُهُ ، فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدَى وَمَنَازِلُ (٣) الْحِكْمَةِ ـ وَدَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرُوفِ لِمَنْ عَرَفَهُ (٤).

٢ ـ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ إِلَى الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ ـ سَمِعْنَا الَّذِي نَسُدُّ بِهِ (٥) دِينَنَا ، وَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ سَمِعْنَا أَشْيَاءَ مُخْتَلِفَةً مَغْمُوسَةً ـ لَا نَدْرِي مَا هِيَ قَالَ : أَوَقَدْ فَعَلُوهَا قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ـ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ : أَتَانِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِكَ فِتْنَةٌ : قُلْتُ : فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا فَقَالَ : كِتَابُ اللهِ فِيهِ بَيَانُ مَا قَبْلَكُمْ مِنْ خَبَرٍ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، مَنْ وَلَّاهُ مِنْ جَبَّارٍ فَعَمِلَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللهُ (٦) وَمَنِ الْتَمَسَ الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ ـ وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ لَا تُزِيغُهُ (٧) الْأَهْوِيَةُ ، وَلَا تَلْبِسُهُ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَخْلُقُ عَلَى الرَّدِّ (٨) وَلَا يَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ـ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ [هُوَ الَّذِي] لَمْ تُكِنَّهُ (٩) الْجِنُّ ـ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ) ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ (هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، هُوَ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ الَّذِي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ـ وَلا مِنْ خَلْفِهِ

__________________

(١) وفي نسخة الصّافي «حكم».

(٢) الأنيق : الحسن المعجب والتّخوم جمع تخم بالفتح : منتهى الشّيء.

(٣) وفي نسختي البرهان والصّافي «منار» بدل «منازل».

(٤) البحار ج ١٩ : ٥. البرهان ج ١ : ٧. الصّافي ج ١ : ٩.

(٥) وفي البرهان وبعض نسخ الصّافي «نشد».

(٦) أيْ أهلكه.

(٧) وفي نسخة «لا تذيقه».

(٨) وفي بعض النّسخ «عن كثرة الرّدّ».

(٩) وفي بعض النّسخ «تلبث» وفي آخر «تناه».

٣

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (١).

٣ ـ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ص يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ ـ انْصَرَفَ عَلَى النَّاسِ ـ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ نَبَّأَنِي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ـ أَنَّهُ لَنْ يُعَمَّرَ مِنْ نَبِيٍّ ـ إِلَّا نِصْفَ عُمُرِ الَّذِي يَلِيهِ مِمَّنْ قَبْلَهُ ـ وَإِنِّي لَأَظُنُّنِي أَوْشَكَ أَنْ أُدْعَى فَأُجِيبَ ، وَإِنِّي مَسْئُولٌ وَإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ ، فَهَلْ بَلَّغْتُكُمْ فَمَا ذَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ قَالُوا : نَشْهَدُ بِأَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَجَاهَدْتَ ، فَجَزَاكَ اللهُ عَنَّا خَيْراً قَالَ : اللهُمَّ اشْهَدْ ـ ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَمْ تَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ـ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَأَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ ـ قَالُوا : [اللهُمَ] نَعَمْ ، قَالَ : اللهُمَّ اشْهَدْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ مَوْلَايَ ـ وَأَنَا (أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ، أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ـ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي فَرَطُكُمْ وَأَنْتُمْ وَارِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ ـ وَحَوْضِي أَعْرَضُ مَا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ فِيهِ عَدَدَ النُّجُومِ قِدْحَانٌ مِنْ فِضَّةٍ أَلَا وَإِنِّي ـ سَائِلُكُمْ حِينَ تَرِدُونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَيْنِ ـ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي فِيهِمَا حَتَّى تَلْقَوْنِي ـ قَالُوا : وَمَا الثَّقَلَانِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ : الثَّقَلُ الْأَكْبَرُ كِتَابُ اللهِ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدَيِ اللهِ ـ وَطَرَفٌ فِي أَيْدِيكُمْ ، فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ لَا تَضِلُّوا وَلَا تُذِلُّوا ـ وَالثَّقَلُ الْأَصْغَرُ عِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي فَإِنَّهُ قَدْ نَبَّأَنِيَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ـ أَنْ لَا يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَلْقَيَانِي وَسَأَلْتُ اللهَ لَهُمَا ذَلِكَ ـ فَأَعْطَانِيهِ فَلَا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا ، وَلَا تَقْصُرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا ، فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ (٢).

٤ ـ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ قَالَ : حَجَجْتُ أَنَا وَسَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ مِنَ الْكُوفَةِ فَمَرَرْتُ بِأَبِي ذَرٍّ فَقَالَ : انْظُرُوا إِذَا كَانَتْ بَعْدِي فِتْنَةٌ وَهِيَ كَائِنَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِخَصْلَتَيْنِ ، بِكِتَابِ اللهِ وَبِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ لِعَلِيٍّ : هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي وَأَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيمَةِ ، وَهُوَ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ وَهُوَ الْفَارُوقُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَهُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ

__________________

(١) البحار ج ١٩ : ٧. البرهان ج ١ : ٧. الصّافي ج ١ : ١٠.

(٢) البحار ج ٧ : ٢٩. البرهان ج ١ : ١٠ ـ ١١. إثبات الهداة ج ٣ : ٥٣٩.

٤

الْمُنَافِقِينَ (١).

٥ ـ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ : خَطَبَ رَسُولُ اللهِ ص بِالْمَدِينَةِ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ «الْحَدِيثَ» (٢).

٦ ـ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ آيَةً نَجَا بِهَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَاعْمَلُوا بِهِ ، وَمَا وَجَدْتُمُوهُ هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَاجْتَنِبُوا (٣).

٧ ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ رَفَعَهُ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع لَا يُرْفَعُ (٤) الْأَمْرُ وَالْخِلَافَةُ إِلَى آلِ أَبِي بَكْرٍ أَبَداً ـ وَلَا إِلَى آلِ عُمَرَ وَلَا إِلَى آلِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَلَا فِي وُلْدِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ أَبَداً ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ بَتَرُوا الْقُرْآنَ وَأَبْطَلُوا السُّنَنَ وَعَطَّلُوا الْأَحْكَامَ (٥).

٨ ـ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ص الْقُرْآنُ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَتِبْيَانٌ مِنَ الْعَمَى ، وَاسْتِقَالَةٌ مِنَ الْعَثْرَةِ ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ ، وَضِيَاءٌ مِنَ الْأَحْزَانِ ، وَعِصْمَةٌ مِنَ الْهَلَكَةِ ، وَرُشْدٌ مِنَ الْغَوَايَةِ وَبَيَانٌ مِنَ الْفِتَنِ ، وَبَلَاغٌ مِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَةِ وَفِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ فَهَذِهِ صِفَةُ رَسُولِ اللهِ ص لِلْقُرْآنِ ، وَمَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ الْقُرْآنِ إِلَّا إِلَى النَّارِ (٦).

٩ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ اللهَ جَعَلَ وَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ قُطْبَ الْقُرْآنِ ، وَقُطْبَ جَمِيعِ الْكُتُبِ ، عَلَيْهَا يَسْتَدِيرُ مُحْكَمُ الْقُرْآنِ ، وَبِهَا نَوَّهَتِ الْكُتُبُ وَيَسْتَبِينُ الْإِيمَانُ ، وَقَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ ص أَنْ يُقْتَدَى بِالْقُرْآنِ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَذَلِكَ حَيْثُ قَالَ فِي آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ : الثَّقَلَ الْأَكْبَرَ ، وَالثَّقَلَ الْأَصْغَرَ ، فَأَمَّا الْأَكْبَرُ فَكِتَابُ رَبِّي ، وَأَمَّا الْأَصْغَرُ فَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي فَاحْفَظُونِي فِيهِمَا ـ فَلَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا (٧).

__________________

(١) البحار ج ١٩ : ٧. البرهان ج ١ : ٨.

(٢) البحار ج ٧ : ٢٩. البرهان ج ١ : ١١.

(٣) البحار ج ١٩ : ٢٥. البرهان ج ١ : ٨. الصافي ج ١ : ١٠.

(٤) كذا في النسخ وفي رواية الكافي «لا يرجع» بدل لا يرفع.

(٥) البحار ج ١٩ : ٧ ـ ٨. البرهان ج ١ : ٨ ـ ١٠. الصافي ج ١ : ١٢.

(٦) البحار ج ١٩ : ٧ ـ ٨. البرهان ج ١ : ٨ ـ ١٠. الصافي ج ١ : ١٢.

(٧) البحار ج ١٩ : ٧ ـ ٨. البرهان ج ١ : ٨ ـ ١٠. الصافي ج ١ : ١٢.

٥

١٠ ـ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ع عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ لِي : هُوَ كَلَامُ اللهِ (١).

١١ ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ ص : إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَتَنُ فَسُئِلَ مَا الْمَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ : كِتَابُ اللهِ الْعَزِيزِ الَّذِي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ، مَنِ ابْتَغَى الْعِلْمَ فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ ـ وَمَنْ وَلَّى هَذَا الْأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَعَمِلَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللهُ ـ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَالنُّورُ الْمُبِينُ وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، فِيهِ خَبَرُ مَا قَبْلَكُمْ وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ، وَهُوَ الَّذِي سَمِعَتْهُ الْجِنُّ فَلَمْ تَنَاهَى أَنْ قَالُوا (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) وَلَا يَخْلُقُ عَلَى طُولِ الرَّدِّ ، وَلَا يَنْقَضِي عِبَرُهُ وَلَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ (٢).

١٢ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُ فِرْقَتَيْنِ ، فَجَعَلَ خِيَرَتَهُ فِي إِحْدَى الْفِرْقَتَيْنِ ، ثُمَّ جَعَلَهُمُ أَثْلَاثاً فَجَعَلَ خِيَرَتَهُ فِي إِحْدَى الْأَثْلَاثِ ـ ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَخْتَارُ حَتَّى اخْتَارَ عَبْدَ مَنَافٍ ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ هَاشِمَ ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ هَاشِمٍ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَبْدَ اللهِ ، وَاخْتَارَ مِنْ عَبْدِ اللهِ مُحَمَّداً رَسُولَ اللهِ ص ، فَكَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ وِلَادَةً وَأَطْهَرَهَا ، فَبَعَثَهُ اللهُ (بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً) ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ فَلَيْسَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا فِي الْكِتَابِ تِبْيَانُهُ (٣).

١٣ ـ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ ـ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ وَبَيَّنَهُ لِرَسُولِهِ ، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ حَدّاً وَجَعَلَ دَلِيلاً يَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَجَعَلَ عَلَى مَنْ تَعَدَّى ذَلِكَ الْحَدَّ حَدّاً (٤).

١٤ ـ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ لِي : لَا خَالِقٌ وَلَا مَخْلُوقٌ

__________________

(١) البحار ج ١٩ ٣١. البرهان ج ١ : ٨.

(٢) البحار ج ١٩ : ٨. البرهان ج ١ : ٨.

(٣) البحار ج ٧ : ٢٥. البرهان ج ١ : ٨.

(٤) البرهان ج ١ : ٨.

٦

وَلَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ (١).

١٥ ـ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْقُرْآنِ أَخَالِقٌ هُوَ قَالَ : لَا قُلْتُ : أَمَخْلُوقٌ قَالَ :

لَا وَلَكِنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ [يَعْنِي أَنَّهُ كَلَامُ الْخَالِقِ بِالْفِعْلِ] (٢).

١٦ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ خَطَبَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع خُطْبَةً فَقَالَ فِيهَا : نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِكِتَابٍ فَصَّلَهُ وَأَحْكَمَهُ وَأَعَزَّهُ وَحَفِظَهُ بِعِلْمِهِ ـ وَأَحْكَمَهُ بِنُورِهِ ، وَأَيَّدَهُ بِسُلْطَانِهِ ، وَكَلَأَهُ مَنْ لَمْ يَتَنَزَّهْ هَوًى أَوْ يَمِيلُ بِهِ شَهْوَةٌ ـ أَوْ يَأْتِيهِ (الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ـ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) ، وَلَا يَخْلُقُهُ طُولُ الرَّدِّ وَلَا يَفْنَى عَجَائِبُهُ مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ خَاصَمَ بِهِ فَلَحَ وَمَنْ قَاتَلَ بِهِ نُصِرَ ، وَمَنْ قَامَ بِهِ (هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، فِيهِ نَبَأُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَالْحُكْمُ فِيمَا بَيْنَكُمْ ، وَخِيَرَةُ (٣) مَعَادِكُمْ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَأَشْهَدَ الْمَلَائِكَةَ بِتَصْدِيقِهِ ـ قَالَ اللهُ جَلَّ وَجْهُهُ (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ ـ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً» فَجَعَلَهُ اللهُ نُوراً (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) وَقَالَ : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) وَقَالَ : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ـ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) وَقَالَ : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ ـ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فَفِي اتِّبَاعِ مَا جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَفِي تَرْكِهِ الْخَطَاءُ الْمُبِينُ ، قَالَ : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) ـ فَجَعَلَ فِي اتِّبَاعِهِ كُلَّ خَيْرٍ يُرْجَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَالْقُرْآنُ آمِرُ وَزَاجِرٌ حَدَّ فِيهِ الْحُدُودَ ، وَسَنَّ فِيهِ السُّنَنَ ، وَضَرَبَ فِيهِ الْأَمْثَالَ ، وَشَرَعَ فِيهِ الدِّينَ إِعْذَاراً مِنْ نَفْسِهِ (٤) وَحُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ ، أَخَذَ عَلَى ذَلِكَ مِيثَاقَهُمْ ، وَارْتَهَنَ عَلَيْهِ أَنْفُسَهُمْ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَأْتُونَ وَمَا يَتَّقُونَ ،

__________________

(١) البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٨ وهذا الخبر وأشباهه ممّا يتمسّك به في البحث عن مخلوقية القرآن وقد عنونه كثير من العلماء والمحدّثين من الخاصّة وغيرهم في كتبهم فراجع البحار ج ٢ : ١٤٧. وج ١٩ : ٣١. وكتاب البيان في تفسير القرآن ج ١ : ٢٨٣ وكتاب الملل والنّحل (ط مصر) ج ١ : ١١٧. وتاريخ الخلفاء : ٢٠٧ وغير ذلك.

(٢) البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٨.

(٣) وفي البحار «وخير» بدل «وخيرة».

(٤) وفي بعض النّسخ «إعذارا أمر نفسه».

٧

(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ، وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١).

١٧ ـ عَنْ يَاسِرٍ الْخَادِمِ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ : لَعَنَ اللهُ الْمُرْجِئَةَ (٢) وَلَعَنَ اللهُ أَبَا حَنِيفَةَ (٣) أَنَّهُ كَلَامُ اللهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ حَيْثُ مَا تَكَلَّمْتَ بِهِ ، وَحَيْثُ مَا قَرَأْتَ وَنَطَقْتَ فَهُوَ كَلَامٌ وَخَبَرٌ وَقِصَصٌ (٤).

١٨ ـ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ اللهَ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْبَرُّ ، فِيهِ خَبَرُكُمْ وَخَبَرُ مَنْ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ ، وَخَبَرُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَلَوْ أَتَاكُمْ مَنْ يُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ لَتَعَجَّبْتُمْ [مِنْ ذَلِكَ] (٥).

باب ترك رواية التي بخلاف القرآن

١ ـ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ص فِي خُطْبَةٍ بِمِنًى أَوْ بِمَكَّةَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا جَاءَكُمْ عَنِّي يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَأَنَا قُلْتُهُ ـ وَمَا جَاءَكُمْ عَنِّي لَا يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَلَمْ أَقُلْهُ (٦).

٢ ـ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ص قَالَ الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِي الْهَلَكَةِ ، وَتَرْكُكَ حَدِيثاً لَمْ تُرْوَهُ خَيْرٌ مِنْ رِوَايَتِكَ حَدِيثاً لَمْ تُحْصِهِ ، إِنَّ عَلَى كُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً وَعَلَى كُلِّ صَوَابٍ نُوراً فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَخُذُوا بِهِ ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَدَعُوهُ (٧).

٣ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع يَا مُحَمَّدُ مَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُوَافِقُ الْقُرْآنَ فَخُذْ بِهِ ، وَمَا جَاءَكَ فِي رِوَايَةٍ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يُخَالِفُ الْقُرْآنَ فَلَا تَأْخُذْ بِهِ (٨).

__________________

(١) البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٩.

(٢) وهم الذين يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، وقيل غير ذلك. البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٩.

(٣) وفي نسخة «أبا عيينة» والظاهر هو المختار. البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٩.

(٤) البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٩.

(٥) البحار ج ١٩ : ٣١. البرهان ج ١ : ٩.

(٦) البحار ج ١ : ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩.

(٧) البحار ج ١ : ١٤٤ ـ ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩.

(٨) البحار ج ١ : ١٤٤ ـ ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩.

٨

٤ ـ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حُرٍّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ كُلُّ شَيْءٍ ، مَرْدُودٌ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَكُلُّ حَدِيثٍ لَا يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ فَهُوَ زُخْرُفٌ (١).

٥ ـ عَنْ كُلَيْبٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ مَا أَتَاكُمْ عَنَّا مِنْ حَدِيثٍ لَا يُصَدِّقُهُ كِتَابُ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ (٢).

٦ ـ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ع لَا يُصَدِّقُ عَلَيْنَا ـ إِلَّا بِمَا يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ ص (٣).

٧ ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع قَالَ إِذَا كَانَ جَاءَكَ الْحَدِيثَانِ الْمُخْتَلِفَانِ ـ فَقِسْهُمَا عَلَى كِتَابِ اللهِ وَعَلَى أَحَادِيثِنَا ، فَإِنْ أَشْبَهَهُمَا فَهُوَ حَقٌّ وَإِنْ لَمْ يُشْبِهْهُمَا فَهُوَ بَاطِلٌ (٤).

فِي مَا أُنْزِلَ القرآن

١ ـ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْبَاعٍ ـ رُبُعٌ فِينَا ، وَرُبُعٌ فِي عَدُوِّنَا ، وَرُبُعٌ فِي فَرَائِضَ وَأَحْكَامٍ ، وَرُبُعٌ سُنَنٌ وَأَمْثَالٌ وَلَنَا كَرَائِمُ الْقُرْآنِ (٥).

٢ ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ : قَالَ (٦) سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع عَنِ الْقُرْآنِ وَالْفُرْقَانِ ، قَالَ : الْقُرْآنُ جُمْلَةُ الْكِتَابِ وَأَخْبَارُ مَا يَكُونُ ، وَالْفُرْقَانُ الْمُحْكَمُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ ، وَكُلُّ مُحْكَمٍ فَهُوَ فُرْقَانِ (٧).

٣ ـ وَعَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ نَزَلَ الْقُرْآنُ أَثْلَاثاً ثُلُثٌ فِينَا وَفِي عَدُوِّنَا ـ وَثُلُثٌ سُنَنٌ وَأَمْثَالٌ وَثُلُثٌ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ (٨).

__________________

(١) البحار ج ١ : ١٤٤ ـ ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩.

(٢) البحار ج ١ : ١٤٤ ـ ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩.

(٣) الوسائل ج ٣ كتاب القضاء باب ٩. البحار ج ١ : ١٤٤ ـ ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩.

(٤) البحار ج ١ : ١٤٤ ـ ١٤٥. البرهان ج ١ : ٢٩ ، الوسائل ج ٣ كتاب القضاء باب ٩.

(٥) البحار ج ١٩ : ٣٠. البرهان ج ١ : ٢١. الصافي ج ١ : ١٤.

(٦) وفي نسخة البحار هكذا «عن عبد الله بن سنان عمن ذكره قال سألت أبا عبد الله (ع) اه».

(٧) البحار ج ١٩ : ٨. الصافي ج ١ : ١٨. البرهان ج ١ : ٢١.

(٨) البحار ج ١٩ : ٣٠. الصافي ج ١ : ١٤. البرهان ج ١ : ٢١.

٩

٤ ـ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِإِيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةِ (١).

٥ ـ عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ مَا عَاتَبَ اللهُ نَبِيَّهُ فَهُوَ يَعْنِي بِهِ مَنْ قَدْ مَضَى فِي الْقُرْآنِ مِثْلُ قَوْلِهِ : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ ـ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) عَنَى بِذَلِكَ غَيْرَهُ (٢).

٦ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ إِنَّ الْقُرْآنَ زَاجِرٌ وَآمِرٌ يَأْمُرُ بِالْجَنَّةِ وَيَزْجُرُ عَنِ النَّارِ (٣).

٧ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْكَرْخِيِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ إِلَى خَيْثَمَةَ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَا خَيْثَمَةُ الْقُرْآنُ نَزَلَ أَثْلَاثاً ثُلُثٌ فِينَا وَفِي أَحِبَّائِنَا ، وَثُلُثٌ فِي أَعْدَائِنَا وَعَدُوِّ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَثُلُثٌ سُنَّةٌ وَمَثَلٌ ، وَلَوْ أَنَّ الْآيَةَ إِذَا نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ ثُمَّ مَاتَ أُولَئِكَ الْقَوْمُ ـ مَاتَتِ الْآيَةُ لَمَا بَقِيَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ، وَلَكِنْ الْقُرْآنُ يَجْرِي أَوَّلُهُ عَلَى آخِرِهِ (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ آيَةٌ يَتْلُونَهَا [وَ] هُمْ مِنْهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ (٤).

تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم

والمتشابه

١ ـ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ قَالَ : النَّاسِخُ الثَّابِتُ ، وَالْمَنْسُوخُ مَا مَضَى ، وَالْمُحْكَمُ

__________________

(١) البحار ج ١٩ : ٩٣. الصّافي ج ١ : ١٨. وهذا مثل يضرب لمن يتكلّم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل إنّ أوّل من قال ذلك سهل بن مالك الفزاريّ ذكر قصّته في مجمع الأمثال (ج ٥٠١ ـ ٥١ ط مصر) وقال الطّريحيّ : هو مثل يراد به التّعريض للشّيء يعني أن القرآن خوطب به النّبيّ (ص) لكن المراد به الأمة اه. البرهان ج ١ : ٢١.

(٢) البحار ج ١٩ : ٩٣. الصّافي ج ١ : ١٨. البرهان ج ١ : ٢١.

(٣) البحار ج ١٩ : ٣٠. البرهان ج ١ : ٢١.

(٤) البحار ج ١٩ : ٣٠. الصّافي ج ١ : ١٤. البرهان ج ١ : ٢١.

١٠

مَا يُعْمَلُ بِهِ ، وَالْمُتَشَابِهُ الَّذِي يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضاً (١).

٢ ـ عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع يَا جَابِرُ إِنَّ لِلْقُرْآنِ بَطْناً وَلِلْبَطْنِ ظَهْراً ـ ثُمَّ قَالَ يَا جَابِرُ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْهُ ، إِنَّ الْآيَةَ لَتَنْزِلُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ ـ وَأَوْسَطُهَا فِي شَيْءٍ وَآخِرُهَا فِي شَيْءٍ ، وَهُوَ كَلَامٌ مُتَّصِلٌ يَتَصَرَّفُ عَلَى وُجُوهٍ (٢).

٣ ـ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ نَزَلَ الْقُرْآنُ نَاسِخاً وَمَنْسُوخاً (٣).

٤ ـ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ ظَهْرُ الْقُرْآنِ الَّذِينَ نَزَلَ فِيهِمْ وَبَطْنُهُ الَّذِينَ عَمِلُوا بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ (٤).

٥ ـ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ «مَا فِي الْقُرْآنِ آيَةٌ إِلَّا وَلَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ ، وَمَا فِيهِ حَرْفٌ إِلَّا وَلَهُ حَدٌّ وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ» (٥) مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ لَهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ قَالَ : ظَهْرَهُ وَبَطْنُهُ تَأْوِيلُهُ ، مِنْهُ مَا مَضَى وَمِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ بَعْدُ ، يَجْرِي كَمَا يَجْرِي الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، كُلَّمَا جَاءَ مِنْهُ شَيْءٌ وَقَعَ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [نَحْنُ نَعْلَمُهُ] (٦).

٦ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ إِنَّ الْقُرْآنَ فِيهِ مُحْكَمٌ وَمُتَشَابِهٌ ، فَأَمَّا الْمُحْكَمُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَعْمَلُ بِهِ وَنَدِينُ بِهِ ، وَأَمَّا الْمُتَشَابِهُ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَلَا نَعْمَلُ بِهِ (٧).

٧ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع عَنِ النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ ـ وَالْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ قَالَ : النَّاسِخُ الثَّابِتُ الْمَعْمُولُ بِهِ ، وَالْمَنْسُوخُ مَا قَدْ كَانَ يُعْمَلُ

__________________

(١ ـ ٤) البحار ج ١٩ : ٣٠ ج ٣ كتاب القضاء باب ١٣.

(١ ـ ٣) و ٩٣ ـ ٩٤ و ٢٥. البرهان ج ١ : ٢٠ ـ ٢١. الصّافي ج ١ : ١٤ و ١٧. الوسائل

(٥) قال الفيض (ره) المطّلع بتشديد الطّاء وفتح اللّام مكان الاطّلاع من موضوع عال ويجوز أن يكون بوزن مصعد بفتح الميم ومعناه : أي مصعد يصعد إليه من معرفة علمه ومحصّل معناه قريب من معنى التّأويل والبطن كما أن معنى الحدّ قريب من معنى التّنزيل والظّهر «انتهى».

(٦ ـ ٧) البحار ج ١٩ : ٩٤. البرهان ج ١ : ٢٠. الصّافي ج ١ ١٧ ـ ١٨.

١١

بِهِ ـ ثُمَّ جَاءَ مَا نَسَخَهُ وَالْمُتَشَابِهُ مَا اشْتَبَهَ عَلَى جَاهِلِهِ (١).

٨ ـ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ شَيْءٍ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ فَأَجَابَنِي ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ ثَانِيَةً فَأَجَابَنِي بِجَوَابٍ آخَرَ ـ فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ـ كُنْتَ أَجَبْتَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِجَوَابٍ غَيْرِ هَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ ـ فَقَالَ ع لِي : يَا جَابِرُ إِنَّ لِلْقُرْآنِ بَطْناً ، وَلِلْبَطْنِ ظَهْراً ، يَا جَابِرُ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ، إِنَّ الْآيَةَ لَتَكُونُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ وَآخِرُهَا (٢) فِي شَيْءٍ ـ وَهُوَ كَلَامٌ مُتَّصِلٌ يَتَصَرَّفُ عَلَى وُجُوهٍ (٣).

٩ ـ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِ (٤) أَنَّ عَلِيّاً ع مَرَّ عَلَى قَاضٍ ـ فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ فَقَالَ لَا فَقَالَ : هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ ، تَأْوِيلُ كُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى وُجُوهٍ (٥).

١٠ ـ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ فِي الْقُرْآنِ مَا مَضَى وَمَا يَحْدُثُ وَمَا هُوَ كَائِنٌ ، كَانَتْ فِيهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ فَأُلْقِيَتْ ، وَإِنَّمَا الِاسْمُ الْوَاحِدُ مِنْهُ فِي وُجُوهٍ ـ لَا يُحْصَى يَعْرِفُ ذَلِكَ الْوُصَاةُ (٦).

١١ ـ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ الْأَحَادِيثَ تَخْتَلِفُ عَنْكُمْ ـ قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ـ وَأَدْنَى مَا لِلْإِمَامِ أَنْ يُفْتِيَ عَلَى

__________________

(١ ـ ٥) البحار ج ١٩ : ٩٤ و ٢٥. البرهان ج ١ : ٢٠. الصّافي ج ١ : ١٧ ١٨.

(٢) وفي نسخة البرهان «وأوسطها وآخرها».

(٤) وفي نسخة الوسائل «عبد الرّحمن السّلميّ بدل أبي عبد الرّحمن» والظّاهر هو المختار.

(٥) الوسائل : ج ٣ كتاب القضاء باب ١٣.

(٦) البحار ج ١٩ : ٢٥. البرهان ج ١ : ٢٠. الصّافي ج ١ : ٢٥ وقال الفيض (ره) لعلّ المراد بأسماء الرّجال الملقية أعلامهم وبالاسم الواحد ما كني به تارة عنهم وتارة عن غيرهم من الألفاظ الّتي لها معان متعدّدة وذلك كالذكر فإنّه قد يراد به رسول الله (ص) وقد يراد به أمير المؤمنين (ع) وقد يراد به القرآن ، وكالشيطان فإنّه قد يراد به الثّاني وقد يراد به إبليس وقد يراد به غيرهما أراد (ع) أنّ الرّجل كانوا مذكورين في القرآن تارة بأعلامهم فألقيت وأخرى بكنايات فألقيت فهم اليوم مذكورون بالكنايات بألفاظ لها معان آخر يعرف ذلك الأوصياء.

١٢

سَبْعَةِ وُجُوهٍ ، ثُمَّ قَالَ : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (١).

مَا عُنِيَ بِهِ الْأَئِمَّةُ مِنَ الْقُرْآنِ

١ ـ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ (٢).

٢ ـ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا أَبَا الْفَضْلِ لَنَا حَقٌّ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُحْكَمِ مِنَ اللهِ ـ لَوْ مَحَوْهُ فَقَالُوا لَيْسَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ أَوْ لَمْ يَعْلَمُوا لَكَانَ سِوَاهُ (٣).

٣ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَا مُحَمَّدُ إِذَا سَمِعْتَ اللهَ ذَكَرَ أَحَداً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ هُمْ ـ وَإِذَا سَمِعْتَ اللهَ ذَكَرَ قَوْماً بِسُوءٍ مِمَّنْ مَضَى فَهُمْ عَدُوُّنَا (٤).

٤ ـ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ لَوْ قَدْ قُرِئَ الْقُرْآنُ كَمَا أُنْزِلَ لَأَلْفَيْتَنَا فِيهِ مُسَمَّيْنَ (٥).

٥ ـ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكِنْدِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع بَعْدَ مُسَمَّيْنَ كَمَا سُمِّيَ مَنْ قَبْلَنَا (٦).

٦ ـ عَنْ مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ لَوْ لَا أَنَّهُ زِيدَ فِي كِتَابِ اللهِ وَنَقَصَ مِنْهُ ـ مَا خَفِيَ حَقُّنَا عَلَى ذِي حِجًى ، وَلَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا فَنَطَقَ صَدَّقَهُ الْقُرْآنُ (٧).

٧ ـ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع سَمُّوهُمْ بِأَحْسَنِ أَمْثَالِ الْقُرْآنِ يَعْنِي عِتْرَةَ النَّبِيِّ ص ، (هذا عَذْبٌ فُراتٌ) فَاشْرَبُوا ، (وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ) فَاجْتَنِبُوا (٨).

٨ ـ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع عَنْ قَوْلِ اللهِ (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) فَلَمَّا رَآنِي أَتَتَبَّعُ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ مِنَ الْكِتَابِ قَالَ : حَسْبُكَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكِتَابِ مِنْ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ ـ مِثْلُ هَذَا فَهُوَ فِي الْأَئِمَّةِ عُنِيَ بِهِ (٩).

__________________

(١ ـ ٢) البحار ج ١٩ : ٢٢ و ٣٠. البرهان ج ١ : ٢١ ـ ٢٢ وتنكب الشيء : تجنبه.

(٣ ـ ٦) البحار ج ١٩ : ٣٠. البرهان ج ١ : ٢٢.

(٤ ـ ٦) الصافي ج ١ : ١٤ و ٢٥. إثبات الهداة ج ٣ : ٤٣. وألفاه : وجده.

(٧ ـ ٩) البحار ج ١٩ : ٣٠. البرهان ج ١ : ٢٢ إثبات الهداة ج ٣ : ٤٣ ـ ٤٤. وللمحدث الحر العاملي (ره) في هذه الأخبار بيان فراجع وسيأتي في ذيل ص ٢٤ أيضا بيان لهذه الأحاديث (٩) الصافي ج ١ : ١٤ ولمؤلفه (ره) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع.

١٣

علم الأئمة بالتأويل

١ ـ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ لَمَّا قَدِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْكُوفَةَ صَلَّى بِهِمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحاً يَقْرَأُ بِهِمْ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قَالَ : فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : لَا وَاللهِ ـ مَا يُحْسِنُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَلَوْ أَحْسَنَ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ لَقَرَأَ بِنَا غَيْرَ هَذِهِ السُّورَةِ قَالَ : فَبَلَغَهُ ذَلِكَ ـ فَقَالَ : وَيْلٌ لَهُمْ إِنِّي لَأَعْرِفُ نَاسِخَهُ مِنْ مَنْسُوخِهِ ـ وَمُحْكَمَهُ مِنْ مُتَشَابِهِهِ وَفَصْلَهُ مِنْ فِصَالِهِ وَحُرُوفَهُ مِنْ مَعَانِيهِ ، وَاللهِ مَا مِنْ حَرْفٍ نَزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ص إِلَّا أَنِّي أَعْرِفُ فِيمَنْ أُنْزِلَ وَفِي أَيِّ يَوْمٍ وَفِي أَيِّ مَوْضِعٍ ، وَيْلٌ لَهُمْ أَمَا يَقْرَءُونَ (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) وَاللهِ عِنْدِي وَرِثْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ص ، وَقَدْ أُنْهِيَ [إِلَى] رَسُولِ اللهِ ص مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ع ، وَيْلٌ لَهُمْ وَاللهِ أَنَا الَّذِي أَنْزَلَ اللهُ فِيَ (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) فَإِنَّمَا كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ص فَيُخْبِرُنَا بِالْوَحْيِ فَأَعِيهِ أَنَا وَمَنْ يَعِيهِ ، فَإِذَا خَرَجْنَا قَالُوا : (ما ذا قالَ آنِفاً) (١).

٢ ـ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ ص إِلَّا أَقْرَأَنِيهَا وَأَمْلَاهَا عَلَيَّ ، فَأَكْتُبُهَا بِخَطِّي ، وَعَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا وَتَفْسِيرَهَا ـ وَنَاسِخَهَا وَمَنْسُوخَهَا وَمُحْكَمَهَا وَمُتَشَابِهَهَا ، وَدَعَا اللهَ لِي أَنْ يُعَلِّمَنِي فَهْمَهَا وَحِفْظَهَا ، فَمَا نَسِيتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ وَلَا عَلَّمَ [مِنْ] إِمْلَائِهِ عَلَيَّ فَكَتَبْتُهُ مُنْذُ دَعَا لِي بِمَا دَعَا ـ وَمَا تَرَكَ شَيْئاً عَلَّمَهُ اللهُ مِنْ حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ ـ وَلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ كَانَ أَوْ لَا يَكُونُ مِنْ طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ ـ إِلَّا عَلَّمَنِيهِ وَحَفِظْتُهُ ، فَلَمْ أَنْسَ مِنْهُ حَرْفاً وَاحِداً ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي ـ وَدَعَا اللهَ أَنْ يَمْلَأَ قَلْبِي عِلْماً وَفَهْماً ـ وَحِكْمَةً وَنُوراً لَمْ أَنْسَ شَيْئاً ، وَلَمْ يَفُتْنِي شَيْءٌ لَمْ أَكْتُبْهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَوَتَخَوَّفْتَ عَلَيَّ النِّسْيَانَ فِيمَا بَعْدُ فَقَالَ : لَسْتُ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ نِسْيَاناً وَلَا جَهْلاً ، وَقَدْ أَخْبَرَنِي رَبِّي أَنَّهُ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِيكَ ـ وَفِي شُرَكَائِكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ شُرَكَائِي مِنْ بَعْدِي قَالَ : الَّذِينَ قَرَنَهُمُ اللهُ بِنَفْسِهِ وَبِي ـ فَقَالَ : الْأَوْصِيَاءُ مِنِّي إِلَى أَنْ يَرِدُوا عَلَيَّ الْحَوْضَ كُلُّهُمْ هَادٍ مُهْتَدٍ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ ، هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ وَالْقُرْآنُ مَعَهُمْ ، لَا يُفَارِقُهُمْ وَلَا يُفَارِقُونَهُ بِهِمْ تُنْصَرُ أُمَّتِي وَبِهِمْ يُمْطَرُونَ ، وَبِهِمْ يُدْفَعُ عَنْهُمْ وَبِهِمْ اسْتَجَابَ دُعَاءَهُمْ ، فَقُلْتُ :

__________________

(١) البرهان ج ١ : ١٦.

١٤

يَا رَسُولَ اللهِ سَمِّهِمْ لِي ـ فَقَالَ : ابْنِي هَذَا ـ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحَسَنِ ع ، ثُمَّ ابْنِي هَذَا ـ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِ الْحُسَيْنِ ع ، ثُمَّ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ عَلِيٌّ وَسَيُولَدُ فِي حَيَاتِكَ ـ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، تُكَمِّلُهُ اثْنَا عَشَرَ مِنْ وُلْدِ مُحَمَّدٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : بِأَبِي أَنْتَ [وَأُمِّي] فَسَمِّهِمْ لِي ، فَسَمَّاهُمُ رَجُلاً رَجُلاً فِيهِمْ (١) وَاللهِ يَا أَخِي بَنِي هِلَالٍ مَهْدِيُّ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ص الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً ، وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مَنْ يُبَايِعُهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ وَأَعْرِفُ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ (٢).

٣ ـ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ لَوْ اسْتَقَامَتْ لِي الْإِمْرَةُ وَكُسِرَتْ أَوْ ثُنِيَتْ لِيَ الْوِسَادَةُ ، لَحَكَمْتُ لِأَهْلِ التَّوْرَاةِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِي التَّوْرَاةِ حَتَّى تَذْهَبَ إِلَى اللهِ ، أَنِّي قَدْ حَكَمْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهَا ، وَلَحَكَمْتُ لِأَهْلِ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِي الْإِنْجِيلِ حَتَّى يَذْهَبَ إِلَى اللهِ أَنِّي قَدْ حَكَمْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ ، وَلَحَكَمْتُ فِي أَهْلِ الْقُرْآنِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ حَتَّى يَذْهَبَ إِلَى اللهِ أَنِّي قَدْ حَكَمْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ (٣).

٤ ـ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ حُرٍّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ : الْأَئِمَّةُ بَعْضُهُمْ أَعْلَمُ مِنْ بَعْضٍ قَالَ : نَعَمْ ـ وَعِلْمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَاحِدٌ (٤).

٥ ـ عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ كَانَ عَلِيٌّ ع صَاحِبَ حَلَالٍ وَحَرَامٍ وَعِلْمٍ بِالْقُرْآنِ ، وَنَحْنُ عَلَى مِنْهَاجِهِ (٥).

٦ ـ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ص إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ

__________________

(١) وفي نسخة البرهان «منهم».

(٢) البحار ج ١٩ : ٢٦. البرهان ج ١ : ١٧. الصّافي ج ١ : ١١.

(٣ ـ ٥) البحار ج ١٩ : ٢٥. البرهان ج : ١٧.

١٥

أَبِي طَالِبٍ (١).

٧ ـ عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ إِنَّ اللهَ فَرَضَ طَاعَتَنَا فِي كِتَابِهِ فَلَا يَسَعُ النَّاسَ جَهْلاً ، لَنَا صَفْوُ الْمَالِ وَلَنَا الْأَنْفَالُ وَلَنَا كَرَائِمُ الْقُرْآنِ ، وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنَّا أَصْحَابُ الْغَيْبِ ، وَنَعْلَمُ كِتَابَ اللهِ وَكِتَابَ اللهِ يَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ ، إِنَّ اللهَ أَعْلَمَنَا عِلْماً لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ ، وَعِلْماً قَدْ أَعْلَمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلِمَتْهُ مَلَائِكَتُهُ وَرُسُلُهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ (٢).

٨ ـ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَمْ يَزَلِ اللهُ يَبْعَثُ فِينَا ـ مَنْ يَعْلَمُ كِتَابَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، وَإِنَّ عِنْدَنَا مِنْ حَلَالِ اللهِ وَحَرَامِهِ مَا يَسَعُنَا [مِنْ] كِتْمَانِهِ ـ مَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحَدِّثَ بِهِ أَحَداً (٣).

٩ ـ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ : وَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَوْ لَقِيتُكَ بِالْمَدِينَةِ لَأَرَيْتُكَ أَثَرَ جَبْرَئِيلَ فِي دُورِنَا ، وَنُزُولِهِ عَلَى جَدِّي بِالْوَحْيِ وَالْقُرْآنِ وَالْعِلْمِ ، فَيَسْتَسْقِي النَّاسُ الْعِلْمَ مِنْ عِنْدِنَا ـ فَيَهْدُونَهُمْ وَضَلَلْنَا نَحْنُ هَذَا مُحَالٌ (٤).

١٠ ـ عَنْ يُوسُفَ بْنِ السَّخْتِ الْبَصْرِيِّ قَالَ رَأَيْتُ التَّوْقِيعَ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍ (٥) فَكَانَ فِيهِ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْكُمْ ـ وَلَكُمْ أَنْ تَقُولُوا إِنَّا قُدْوَةُ اللهِ وَأَئِمَّةٌ ، وَخُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ وَأُمَنَاؤُهُ عَلَى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي بِلَادِهِ ، نَعْرِفُ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ـ وَنَعْرِفُ تَأْوِيلَ الْكِتَابِ (وَفَصْلَ الْخِطابِ) (٦).

__________________

(١) الوسائل (ج ٣) كتاب القضاء باب ١٣.

(١ ـ ٤) البحار ج ١٩ : ٢٥ ـ ٢٦. البرهان ج ١ : ١٧.

(٣) الصافي ج ١ : ١٢. البحار ج ١٩ : ٢٥ ـ ٢٦. البرهان ج ١ : ١٧.

(٥) كذا في نسختي الأصل والبحار وفي نسخة البرهان «محمد بن محمد بن الحسن بن علي» والظاهر «محمد بن الحسن بن علي» وهو الحجة المنتظر المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

(٦) البحار ج ١٩ : ٢٦ ـ ٢٩. البرهان ج ١ : ١٧.

١٦

١١ ـ عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ع مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ شَيْءٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُهُ (١).

١٢ ـ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ ع مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَأَنَا عَلِمْتُ فِيمَنْ أُنْزِلَتْ ـ وَأَيْنَ نَزَلَتْ وَعَلَى مَنْ نَزَلَتْ ، إِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْباً عَقُولاً وَلِسَاناً طِلْقاً (٢).

، ١٤ ، ١ ـ ١٣ ـ عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع إِنَّ اللهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ ص التَّنْزِيلَ وَالتَّأْوِيلَ ـ فَعَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ ص عَلِيّاً ع (٣).

فيمن فسر القرآن برأيه

١ ـ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ، إِنَّ الْآيَةَ يَنْزِلُ أَوَّلُهَا فِي شَيْءٍ ـ وَأَوْسَطُهَا فِي شَيْءٍ وَآخِرُهَا فِي شَيْءٍ ، ثُمَّ قَالَ : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) مِنَ مِيلَادِ الْجَاهِلِيَّةِ (٤).

٢ ـ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ : مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ لَمْ يُؤْجَرْ ، وَإِنْ أَخْطَأَ كَانَ إِثْمُهُ عَلَيْهِ (٥).

٣ ـ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ قَالَ : قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا وَمَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا اللهُ أَعْلَمُ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَنْزِعُ بِالْآيَةِ فَيَخِرُّ بِهَا أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (٦).

٤ ـ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ : مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ إِنْ أَصَابَ لَمْ يُؤْجَرْ ـ وَإِنْ أَخْطَأَ فَهُوَ أَبْعَدُ مِنَ السَّمَاءِ (٧).

٥ ـ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ لَيْسَ أَبْعَدُ مِنْ

__________________

(١ ـ ٤) البحار ج ١٩ : ٢٦ ـ ٢٩. البرهان ج ١ : ١٧.

(٤) الوسائل (ج ٣) كتاب القضاء باب ١٣.

(٥) البحار ج ١٩ : ٢٩. البرهان ج ١ : ١٩. وفي نسخة البرهان «هشام بن سالم عن أبي جعفر (ع)» ولكن الظّاهر هو المختار فإنّه. لا يروي عن أبي جعفر الباقر (ع).

(٦ ـ ٧) البحار ج ١٩ : ٢٩. الوسائل ج ٣ كتاب القضاء باب ١٣ البرهان ج ١ : ١٩.

(٧) الصّافي ج ١ : ١٧.

١٧

عُقُولِ الرِّجَالِ مِنَ الْقُرْآنِ (١).

٦ ـ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْحُكُومَةِ ـ قَالَ : مَنْ حَكَمَ بِرَأْيِهِ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَقَدْ كَفَرَ ، وَمَنْ فَسَّرَ [بِرَأْيِهِ] آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ (٢).

كراهية الجدال في القرآن

١ ـ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فَإِنَّهَا تُحْبِطُ الْعَمَلَ وَتَمْحَقُ الدِّينَ ـ وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَنْزِعُ بِالْآيَةِ يَقَعُ فِيهَا أَبْعَدَ مِنَ السَّمَاءِ (٣).

٢ ـ عَنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ : قَالَ أَبِي ع مَا ضَرَبَ رَجُلٌ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ إِلَّا كَفَرَ (٤).

٣ ـ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ يَاسِرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع يَقُولُ : الْمِرَاءُ فِي كِتَابِ اللهِ كُفْرٌ (٥).

٤ ـ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ لَا تَقُولُوا لِكُلِّ آيَةٍ هَذِهِ رَجُلٌ وَهَذِهِ رَجُلٌ ـ إِنَّ مِنَ الْقُرْآنِ حَلَالاً وَمِنْهُ حَرَاماً وَفِيهِ نَبَأُ مَنْ قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَنْ بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، فَهَكَذَا هُوَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ص مُفَوَّضٌ فِيهِ ـ إِنْ شَاءَ فَعَلَ الشَّيْءَ وَإِنْ شَاءَ تَذَكَّرَ ـ حَتَّى إِذَا فُرِضَتْ فَرَائِضُهُ ، وَخُمِّسَتْ أَخْمَاسُهُ ، حَقَّ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَأْخُذُوا بِهِ ، لِأَنَّ اللهَ قَالَ : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ـ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٦).

__________________

(١ ـ ٣) البحار ج ١٩ : ٢٩. الوسائل ج ٣ كتاب القضاء باب ١٣. البرهان ج ١ : ١٩.

(٤) الصافي ج ١ : ٢١ وقال الفيض (ره) لعل المراد بضرب بعضه ببعض تأويل بعض متشابهاته إلى بعض بمقتضى الهوى من دون سماع من أهله أو نور وهدى من الله.

(٥) البحار ج ١٩ : ٢٩. الوسائل ج ٣ كتاب القضاء باب ١٣ البرهان ج ١ : ١٩.

(٦) البحار ج ١٩ : ٢٩. البرهان ج ١ : ٤١.

١٨

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

مِنْ سُورَةِ أُمِّ الْكِتَابِ

١ ـ بِأَسَانِيدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع اسْمُ اللهِ الْأَعْظَمُ مُقَطَّعٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ (١).

٢ ـ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ قَالَ لِأَبِي حَنِيفَةَ مَا سُورَةٌ أَوَّلُهَا تَحْمِيدٌ ـ وَأَوْسَطُهَا إِخْلَاصٌ وَآخِرُهَا دُعَاءٌ فَبَقِيَ مُتَحَيِّراً ثُمَّ قَالَ : لَا أَدْرِي ـ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع : السُّورَةُ الَّتِي أَوَّلُهَا تَحْمِيدٌ ، وَأَوْسَطُهَا إِخْلَاصٌ ، وَآخِرُهَا ـ دُعَاءٌ : سُورَةُ الْحَمْدِ (٢).

٣ ـ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ رَفَعَهُ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) قَالَ : هِيَ سُورَةُ الْحَمْدِ وَهِيَ سَبْعُ آيَاتٍ ، مِنْهَا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمَثَانِيَ لِأَنَّهَا يُثْنَى فِي الرَّكْعَتَيْنِ (٣).

٤ ـ وَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ سَرَقُوا أَكْرَمَ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) (٤).

٥ ـ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ كِتَاباً إِلَّا وَفَاتِحَتُهُ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وَإِنَّمَا كَانَ يُعْرَفُ انْقِضَاءُ السُّورَةِ ـ بِنُزُولِ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ابْتِدَاءً لِلْأُخْرَى (٥).

__________________

(١) البرهان ج ١ : ٤١.

(٢) البحار ج ١٩ : ٥٨. البرهان ج ١ : ٤١.

(٣ ـ ٤) البحار ج ١٨ : ٣٣٥ ـ ٣٣٦. وج ١٩ : ٥٨ ـ ٥٩. البرهان ج ١ : ٤٢.

(٥) البحار ج ١٨ : ٣٣٦ وج ١٩ : ٥٩. البرهان ج ١ : ٤٢. الصافي ج ١ : ٥١.

١٩

٦ ـ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ص يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ـ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِهَا ، فَإِذَا سَمِعَهَا الْمُشْرِكُونَ وَلَّوْا مُدْبِرِينَ فَأَنْزَلَ اللهُ (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ـ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) (١).

٧ ـ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ خُرَّزَادَ وَرُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ إِذَا أَمَّ الرَّجُلُ الْقَوْمَ جَاءَ شَيْطَانٌ إِلَى الشَّيْطَانِ الَّذِي هُوَ قَرِيبُ الْإِمَامِ ، فَيَقُولُ : هَلْ ذَكَرَ اللهَ يَعْنِي هَلْ قَرَأَ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ هَرَبَ مِنْهُ ، وَإِنْ قَالَ : لَا رَكِبَ عُنُقَ الْإِمَامِ وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي صَدْرِهِ ، فَلَمْ يَزَلِ الشَّيْطَانُ إِمَامَ الْقَوْمِ حَتَّى يَفْرُغُوا مِنْ صَلَوَاتِهِمْ (٢).

٨ ـ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع قَالَ إِنَّ إِبْلِيسَ رَنَّ أَرْبَعَ رَنَّاتٍ (٣) أَوَّلُهُنَّ يَوْمَ لُعِنَ ، وَحِينَ هَبَطَ إِلَى الْأَرْضِ ، وَحِينَ بُعِثَ مُحَمَّدٌ ص (عَلى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ) ، وَحِينَ أُنْزِلَتْ أُمُّ الْكِتَابِ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، وَنَخَرَ نَخْرَتَيْنِ (٤). حِينَ أَكَلَ آدَمُ ع مِنَ الشَّجَرَةِ ، وَحِينَ أُهْبِطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ ـ قَالَ : وَلَعَنَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ (٥).

٩ ـ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ص قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ص لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ : يَا جَابِرُ أَلَا أُعَلِّمُكَ أَفْضَلَ سُورَةٍ أَنْزَلَهَا اللهُ فِي كِتَابِهِ قَالَ : فَقَالَ جَابِرٌ : بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ عَلَّمَنِيهَا ، قَالَ : فَعَلَّمَهُ (الْحَمْدُ لِلَّهِ) أُمَّ الْكِتَابِ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا جَابِرُ أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْهَا قَالَ بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبِرْنِي ، قَالَ : هِيَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ يَعْنِي الْمَوْتَ (٦).

١٠ ـ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ ع يَقُولُ مَنْ لَمْ تُبْرِئْهُ الْحَمْدُ لَمْ يُبْرِئْهُ شَيْءٌ (٧).

__________________

(١ ـ ٢) البحار ج ١٨ : ٣٥١ وج ١٩ : ٥٩. البرهان ج ١ : ٤٢.

(٣) الرنة : صوت المكروب أو المريض.

(٤) نخر الإنسان أو الدابة : مد الصوت والنفس في خياشمه.

(٥) البحار ج ١٩ : ٥٩. البرهان ج ١ : ٤٢.

(٦ ـ ٧) البحار ج ١٩ : ٥٩. الصافي ج ١ : ٥٦. الوسائل ج ١ أبواب قراءة القرآن باب ٣٧ البرهان ج : ٤٢. وأخرجهما الطبرسي (ره) في كتاب مجمع البيان (ط صيدا ج ١ : ١٧ ـ ١٨) عن هذا الكتاب أيضا.

٢٠