الأسماء والصفات

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي

الأسماء والصفات

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي


المحقق: الدكتور عبدالرحمن عميرة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الجيل
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٨٩

قلت : وبلغني عن مجاهد وغيره من أهل التفسير في قوله : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (١) معناه : والأرض مع ذلك دحاها.

أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد ، أنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ، حدثنا محمد بن مندة الأصبهاني ، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي ، حدثنا خالد عن الشيباني ، عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها أحد يسأل الله عزوجل فيها شيئا إلا أعطاه إياه» (٢).

قال : وقال عبد الله بن سلام : «إن الله عزوجل ابتدأ الخلق فخلق الأرض يوم الأحد ويوم الاثنين ، وخلق السموات يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، وخلق الأقوات وما في الأرض يوم الخميس ويوم الجمعة إلى صلاة العصر. وهي ما بين صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس». تابعه وهب بن بقية ، عن خالد بن عبد الله.

وأخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه ، أنا أبو عمرو بن نجيد ، أنا أبو مسلم ، حدثنا أبو عاصم عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام ، قال : خلق الله الأرض في يومين ، وقدر فيها أقواتها في يومين ، ثم استوى فخلق السموات في يومين ، خلق الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين ، وقدر فيها أقواتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ، وخلق السموات في يوم الخميس ويوم الجمعة ، وآخر ساعة في يوم الجمعة خلق الله آدم في عجل ، وهي التي تقوم فيها الساعة ، وما خلق الله من دابة إلا وهي تفزع من يوم الجمعة إلا الإنسان والشيطان.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا

__________________

(١) سورة النازعات آية ٣٠.

(٢) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب الجمعة ١٣ (٨٥٢) عن مالك بن أنس عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : وذكره.

وأخرجه البخاري في كتاب الجمعة ٣٧. وصاحب الموطأ في الجمعة ١٥ ، ١٦. وأحمد بن حنبل في المسند ٣ : ٤٣٠ ، ٥ : ٢٨٤ (حلبي).

٥٤١

العباس بن محمد الدوري ، حدثنا حجاج بن محمد ، قال : قال ابن جريج ، أخبرني إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خالد ، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي فقال : «خلق الله التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الأربعاء ، وبث فيها من الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيها بين العصر إلى الليل» (١). هذا حديث قد أخرجه مسلم في كتابه عن شريح بن يونس وغيره ، عن حجاج بن محمد. وزعم بعض أهل العلم بالحديث أنه غير محفوظ لمخالفته ما عليه أهل التفسير وأهل التواريخ. وزعم بعضهم أن إسماعيل بن أمية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أيوب بن خالد ، وإبراهيم غير محتج به.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو يحيى أحمد بن محمد السمرقندي ببخارى ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ، حدثني محمد بن يحيى ، قال : سألت علي بن المديني عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه : «خلق الله التربة يوم السبت» فقال علي : هذا حديث مدني رواه هشام بن يوسف عن ابن جريج ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أيوب بن خالد ، عن أبي رافع مولى أم سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي. قال علي : وشبك بيدي إبراهيم بن أبي يحيى. وقال لي : شبك بيدي أيوب بن خالد ، وقال لي : شبك بيدي عبد الله بن رافع ، وقال لي : شبك بيدي أبو هريرة رضي الله عنه ، وقال لي : شبك بيدي أبو القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال لي : خلق الله الأرض يوم السبت. فذكر الحديث بنحوه.

قال علي بن المديني : وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى.

__________________

(١) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب صفات المنافقين (١) باب ابتداء الخلق ، وخلق آدم عليه‌السلام ٢٧ (٢٧٨٩) بسنده عن أبي هريرة ، قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيدي فقال : وذكره. ورواه الإمام أحمد في المسند ٢ : ٣٢٧ (حلبي).

٥٤٢

قلت : وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد ، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف. وروى عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن صفوان بن سليم ، عن أيوب بن خالد. وإسناده ضعيف. والله أعلم.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ، وإبراهيم بن عصمة قالا : حدثنا السرى بن خزيمة ، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، حدثنا يحيى ابن يمان ، حدثنا سفيان ، عن أبي جريج عن سليمان الأحول عن طاوس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) (١) قال للسماء : أخرجي شمسك وقمرك ونجومك. وقال للأرض : شققي أنهارك ، وأخرجي ثمارك. فقالتا : (أَتَيْنا طائِعِينَ).

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، نا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا إسحاق الأزرق ، عن عوف الأعرابي عن قسامة بن زهير ، عن أبي موسى رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض : منهم الأحمر والأسود ، والأبيض ، والسهل ، والحزن ، وبين ذلك ، والخبيث والطيب. ورواه غيره عن عوف فزاد فيه «الأسمر». وقوله : «من قبضة قبضها» ، يريد به الملك الموكل به بأمره (٢).

وقد روينا عن السدي بأسانيده أن الذي قبضها ملك الموت عليه‌السلام بأمر الله تعالى.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفار ، حدثنا أحمد بن مهران ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا إبراهيم بن نافع ، قال : سمعت الحسن بن مسلم يقول :

__________________

(١) سورة فصلت آية ١١.

(٢) الحديث أخرجه أبو داود في كتاب السنة ٤٦٩٣ بسنده عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وذكره.

وأخرجه الترمذي في كتاب التفسير ٢ : ١ ، وأحمد بن حنبل في المسند ٤ : ٤٠٠ ، ٤٠٦ (حلبي).

٥٤٣

سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : «خلق الله تعالى آدم من أديم الأرض كلها فسمي آدم».

قال إبراهيم : فسمعت سعيد بن جبير يقول : سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقال : خلق الله تعالى آدم فنسي ، فسمي الإنسان. فقال عزوجل : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (١).

وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا إسحاق الحربي ، حدثنا أحمد بن يونس ، حدثنا فضيل عن هشام ، عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : إن الله عزوجل خلق آدم يوم الجمعة بعد العصر من أديم الأرض ، فسمي آدم ، ألا ترى أن من ولده الأبيض ، والأسود ، والطيب ، والخبيث. ثم عهد إليه فنسي فسمي الإنسان. قال : فو الله ما غابت الشمس من ذلك اليوم حتى أهبط.

أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، حدثنا محمد بن يحيى ، وأبو الأزهر ، وحمدان السلمي ، قالوا : حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم عليه‌السلام مما وصف لكم». رواه مسلم في الصحيح (٢) عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق.

أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو جعفر الرزاز ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا حماد عن ثابت البناني ، عن أنس ابن مالك رضي الله عنه ، قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لما صور الله تعالى آدم في الجنة ، تركه ما شاء الله أن يتركه ، فجعل إبليس يطيف به فينظر ما هو ، فلما

__________________

(١) سورة طه آية ١١٥.

(٢) الحديث رواه الإمام مسلم في كتاب الزهد والرقائق ٦٠ (٢٩٩٦) بسنده عن الزهري عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وذكره.

وأخرجه الإمام أحمد في المسند ٦ : ١٥٣ ، ١٦٨ (حلبي).

٥٤٤

رآه أجوف عرف أنه خلق أجوف لا يتمالك» (١). رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يونس بن محمد.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الصفار ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر ، حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط عن السدي ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود رضي الله عنه ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... فذكر القصة في خلق آدم عليه‌السلام ، ونفخ الروح فيه كما مضى في باب الروح. قال : وأسكن آدم الجنة فكان يمشي فيها وحشيا ليس له زوج يسكن إليها ، فنام نومة فاستيقظ ، وإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله تعالى من ضلعه. فسألها : ما أنت؟ فقالت : امرأة. قال : ولم خلقت؟ قالت : تسكن إليّ. قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ علمه : ما اسمها يا آدم؟ قال : حواء. قالوا : لم سميت حواء؟ قال : لأنها خلقت من شيء حي. فقال الله تعالى : (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما) (٢) ... وذكر القصة.

أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو محمد بن شوذب المقري بواسط ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا ابن نمير ، وأبو أسامة عن الأعمش ح.

وأخبرنا أبو علي الروذباري ، وأبو الحسين بن بشران قالا : أنا إسماعيل ابن محمد الصفار ، حدثنا سعدان بن نصر ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن زيد ابن وهب عن عبد الله ـ هو ابن مسعود رضي الله عنه ـ قال : حدثنا رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الصادق المصدوق : «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث الله الملك فينفخ

__________________

(١) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب البر والصلة والآداب ٣١ باب خلق الإنسان خلقا لا يتمالك ١١١ (٢٦١١) بسنده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وذكره.

(٢) سورة البقرة آية رقم ٣٥.

٥٤٥

فيه الروح ، ثم يؤمر بأربع : أكتب رزقه ، وعمله ، وأجله ، وشقي هو أم سعيد ، فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب ، فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها». رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه ، وعن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي معاوية. وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعمش (١).

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا السري بن يحيى ، حدثنا قبيصة ، حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش ، عن يزيد بن وهب عن عبد الله رضي الله عنه ، قال : حدثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الصادق المصدوق فذكر الحديث بنحوه.

قال عمار : فقلت للأعمش : ما يجمع في بطن أمه؟ قال : حدثني خيثمة ، قال : قال عبد الله رضي الله عنه : إن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله تعالى أن يخلق منها بشرا ، طارت في بشرة المرأة تحت كل ظفر وشعرة ، ثم يمكث أربعين ليلة ، ثم يترك دما في الرحم ، فذلك جمعها.

وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل بن القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن الأسود ، حدثنا أنيس بن سوار الجرمي ، حدثنا أبي عن مالك بن الحويرث صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إن الله عزوجل إذا أراد خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعضو منها ، فإذا كان يوم السابع جمعه الله تعالى ، ثم أحضره كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ربك.

__________________

(١) الحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ٧٤٥٤ بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، حدثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو الصادق المصدوق ـ قال : وذكره.

وأخرجه أبو داود في كتاب السنة ، والترمذي في القدر ٤ ، ٩. وابن ماجة في المقدمة ١٠.

وأحمد بن حنبل ١ : ٣٨٢ ، ٤١٤ ، ٤٣٠ (حلبي).

٥٤٦

أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق ، أنا عبد الله بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون ، أنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ...) (١) الآية. فقلت لأبي العالية : لأي شيء ضمت هذه العشرة الأيام إلى الأربعة الأشهر؟ قال : لأنه ينفخ فيه الروح في العشرة.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو النصر الفقيه ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا مروان بن معاوية ، حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى يصنع كل صانع وصنعته».

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ، أنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية في قوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) (٢) ، قال : نطفة الرجل.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أحمد بن محمد العنزي ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويطعنون».

قلت : وآيات القرآن وأخبار الرسول في خلق الله تعالى وأفعاله كثيرة. وفيما ذكرنا بيان ما قصدناه.

أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا يحيى بن الربيع المكي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو حمزة الثمالي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن مما خلق الله تعالى درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور ، وكتابه

__________________

(١) سورة البقرة آية ٢٣٤.

(٢) سورة الأنبياء آية ٣٠.

٥٤٧

نور ، ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ، بكل نظرة يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويغسل ويفك ، ويفعل ما يشاء. فذلك قوله تبارك وتعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (١).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ، حدثنا محمد بن عبد السلام ، حدثنا إسحاق ، هو الحنظلي ، حدثنا عبد الرزاق ، عن عمر بن حبيب المكي ، عن حميد بن قيس الأعرج ، عن طاوس ، قال : جاء رجل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما فسأله : مم خلق الخلق؟ قال : من الماء والنور والظلمة والريح والتراب. قال الرجل : فمم خلق هؤلاء؟ قال : لا أدري. قال : ثم أتى الرجل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فسأله فقال مثل قول عبد الله بن عمرو. قال : فأتى الرجل عبد الله بن عباس ، فسأله فقال مم خلق الخلق؟ قال : من الماء والنور والظلمة والريح والتراب. قال الرجل : فمم خلق هؤلاء؟ فتلا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : (وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ) (٢). فقال الرجل : ما كان ليأتي بهذا إلا رجل من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قلت : أراد أن مصدر الجميع منه ، أي : من خلقه وإبداعه واختراعه. خلق الماء أولا ، أو الماء وما شاء من خلقه ، لا عن أصل ولا على مثال سبق. ثم جعله أصلا لما خلق بعده. فهو المبدع ، وهو البارئ ، لا إله غيره ولا خالق سواه.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العباس ـ هو الأصم ـ حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا علي بن ثابت ، حدثنا القاسم بن سلمان ، قال : سمعت الشعبي يقول : إن لله عبادا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الاندلس ما يرون أن الله عزوجل عصاه مخلوق رضراضهم الدر والياقوت ، وجبالهم الذهب والفضة ، لا يحرثون ولا يزرعون ، ولا يعملون عملا ، لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم ، وشجر لها أوراق عراض هي لباسهم.

__________________

(١) سورة الرحمن آية ٢٩.

(٢) سورة الجاثية آية ١٣.

٥٤٨

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن يعقوب الثقفي ، حدثنا عبيد بن غنام النخعي ، أنا علي بن حكيم ، حدثنا شريك عن عطاء بن السائب ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) (١) ، قال : سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم ، وآدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا عبد الرحمن بن الحسن ، حدثنا إبراهيم بن الحسين ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عزوجل : (خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) (٢) قال : في كل أرض نحو إبراهيم عليه‌السلام.

إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح. وهو شاذ بمرة ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا. والله أعلم.

أخبرنا أبو زكريا بن أبي اسحاق ، أنا أبو عبد الله بن أبي يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنا جعفر بن عون ، أنا أسامة بن زيد ، عن معاذ ، عن عبد الله بن خبيب ، قال : رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يسأل تبيعا : هل سمعت كعبا يذكر السحاب بشيء؟ قال : سمعت كعبا يقول : إن السحاب غربال للمطر ، ولو لا السحاب ، لأفسد المطر ما يقع عليه. قال : صدقت ، وأنا قد سمعته.

قال : وسمعت كعبا يذكر أن الأرض تنبت العام نبتا ، وقابل غيره؟ قال : نعم.

قال : وسمعت كعبا يقول : إن البذر ـ يعني بذر الحشائش ـ ينزل مع المطر ، فيخرج في الأرض؟ قال : نعم. قال : صدقت ، وأنا قد سمعته.

__________________

(١) سورة الطلاق آية ١٢.

(٢) سورة الطلاق آية ١٢.

٥٤٩

باب

ما جاء في معنى قول الله عزوجل : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) (١).

قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ـ رحمه‌الله ـ في الجامع الصحيح : حدثنا الحميدي : حدثنا سفيان ، حدثوني عن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ في المغرب : (وَالطُّورِ) ، فلما بلغ هذه الآية : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ) (٢) ، كاد قلبي أن يطير.

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، قال : زادني أبو صالح عن إبراهيم بن معقل ، عن محمد بن إسماعيل البخاري ... فذكره.

قال أبو سليمان الخطابي ـ رحمه‌الله ـ إنما كان انزعاجه عند سماع هذه الآية لحسن تلقيه معنى الآية ومعرفته بما تضمنته من بليغ الحجة ، فاستدركها بلطيف طبعه واستشف معناها بذكي فهمه. وهذه الآية مشكلة جدا.

قال أبو اسحاق الزجاج في معنى هذه الآية ، قال : فهي أصعب ما في هذه السورة.

قال بعض أهل اللغة : ليس هم بأشد خلقا من خلق السموات والأرض ، لأن السموات والأرض خلقتا من غير شيء ، وهم خلقوا من آدم ، وآدم خلق من تراب.

__________________

(١) سورة الطور آية ٣٥.

(٢) سورة الطور الآيتان ٣٥ ، ٣٦.

٥٥٠

قال : وقيل فيها قول آخر : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) (١)؟ أم خلقوا لغير شيء؟ أي : خلقوا باطلا لا يحاسبون ولا يؤمرون ، ولا ينهون.

قال الشيخ أبو سليمان : وهاهنا قول ثالث هو أجود من القولين اللذين ذكرهما أبو إسحاق ، وهو الذي يليق بنظم الكلام ، وهو أن يكون المعنى : أم خلقوا من غير شيء فوجدوا بلا خالق. وذلك ما لا يجوز أن يكون لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الأمر فلا بد له من خالق ، فإذ قد أنكروا الإله الخالق ولم يجز أن يوجدوا بلا خالق خلقهم أفهم الخالقون لأنفسهم؟ وذلك في الفساد أكثر ، وفي الباطل أشد ، لأن ما لا وجود له كيف يجوز أن يكون موصوفا بالقدرة ، وكيف يخلق ، وكيف يتأتى منه الفعل؟ وإذا بطل الوجهان معا ، قامت الحجة عليهم بأن لهم خالقا ، فليؤمنوا به إذا. ثم قال : (أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ) (٢). وذلك شيء لا يمكنهم أن يدعوه بوجه ، فهم منقطعون ، والحجة لازمة لهم من الوجهين معا. ثم قال : (بَلْ لا يُوقِنُونَ) (٣) فذكر العلة التي عاقتهم عن الإيمان ، وهي عدم اليقين الذي هو موهبة من الله عزوجل ، فلا ينال إلا بتوفيقه. ولهذا كان انزعاج جبير بن مطعم رضي الله عنه حتى قال : كاد قلبي أن يطير. والله أعلم.

وهذا باب لا يفهمه إلا أرباب القلوب.

قلت : وقد روى محمد بن السائب عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسير هذه السورة ، وقال في هذه الآية : (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ) (٤) من غير رب؟ (أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) (٥) يعني أهل مكة.

__________________

(١) سورة الطور آية ٣٥.

(٢ ـ ٣) سورة الطور آية ٣٦.

(٤) سورة الطور آية ٣٥.

(٥) سورة الطور آية ٣٥.

٥٥١

باب

ما جاء في العرش والكرسي

قال الله عزوجل : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) (١).

وقال تعالى (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (٢).

وقال جل وعلا (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) (٣).

وقال جلت عظمته (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) (٤).

وقال تعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) (٥) الآية.

وقال تبارك وتعالى (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) (٦).

وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير ، وأنه جسم مجسم ، خلقه الله تعالى وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتعظيمه والطواف ، كما خلق في الأول بيتا وأمر بني آدم بالطواف واستقباله في الصلاة ، وفي أكثر هذه الآيات دلالة على صحة ما ذهبوا إليه ، وفي الأخبار والآثار الواردة في معناه دليل على صحة ذلك.

__________________

(١) سورة هود آية ٧.

(٢) سورة التوبة آية ١٢٩.

(٣) سورة البروج آية ١٥.

(٤) سورة الزمر آية ٧٥.

(٥) سورة غافر آية ٧.

(٦) سورة الحاقة آية ١٧.

٥٥٢

وقال تبارك وتعالى (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) (١).

وروينا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال «علمه» وسائر الروايات عن ابن عباس وغيره تدل على أن المراد به الكرسي المشهور المذكور مع العرش.

أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنا أبو بكر أحمد ابن سلمان بن الحسن الفقيه حدثنا جعفر بن أبي عثمان حدثنا مسلم بن ابراهيم حدثنا هشام بن أبي عبد الله ح. وحدثنا جعفر بن أبي عثمان حدثنا عفان حدثنا أبان قالا : حدثنا قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال «إن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يدعو عند الكرب : لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش الكريم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش العظيم» رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم (٢).

وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام. حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنا بشر بن موسى.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الله بن يوسف وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي قالوا : أنا أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد الجمحي أنا علي بن عبد العزيز قالا : حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال : «يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قال قلت الله ورسوله أعلم. قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها ، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها ، حتى تستشفع وتطلب فإذا طال عليها قيل لها اطلعي من مكانك ،

__________________

(١) سورة البقرة آية ٢٥٥.

(٢) رواية الامام مسلم في كتاب الذكر ٨٣ (٢٧٣٠) بسنده عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : عن الكرب : وذكره وأخرجه البخاري في كتاب الدعوات ٢٧ والترمذي في الدعوات ٨٠ وأحمد بن حنبل في المسند ١ : ٢٢٨ ، ٢٥٤ ، ٢٥٩ (حلبي).

٥٥٣

فذلك قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم (١).

وأخرجه مسلم من وجه آخر. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله ابن محمد الكعبي أنا محمد بن أيوب أنا عباس الرقام حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن ابراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قول الله عزوجل (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) (٢) قال «مستقرها تحت العرش» رواه البخاري في الصحيح عن عباس الرقام وغيره.

ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم وغيره عن وكيع. وذكر أبو سليمان الخطابي رحمه‌الله في قوله (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) أن أهل التفسير وأصحاب المعاني قالوا فيه قولين ، قال بعضهم معناه أن الشمس تجري لمستقر لها ، أي لأجل أجل لها ، وقدر قدر لها ، يعني انقطاع مدة بقاء العالم ، وقال بعضهم : مستقرها غاية ما تنتهي إليه في صعودها وارتفاعها ، لأطول يوم في أيام الصيف ، ثم تأخذ في النزول حتى تنتهي إلى أقصى مشارق الشتاء لأقصر يوم في السنة. وأما قوله مستقرها تحت العرش ، فلا ينكر أن يكون لها استقرارها تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده ، وإنما أخبر عن غيب فلا نكذب به ولا نكيفه ، لأن علمنا لا يحيط به ، ويحتمل أن يكون المعنى : أن علم ما سألت عنه من مستقرها تحت العرش في كتاب كتب فيه مبادئ أمور العالم ونهاياتها ، والوقت الذي تنتهي إليه مدتها ، فينقطع دوران الشمس وتستقر عند ذلك فيبطل فعلها ، وهو اللوح المحفوظ ، الذي بين فيه أحوال الخلق والخليقة وأجالهم ومآل أمورهم والله أعلم بذلك.

قال الشيخ أبو سليمان وفي هذا ـ يعني الحديث الأول ـ إخبار عن سجود الشمس تحت العرش فلا ينكر أن يكون ذلك عند محاذاتها العرش في

__________________

(١) الحديث أخرجه البخاري في كتاب التفسير ١ باب (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) ٤٨٠٢ بسنده عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال : يا أبا ذر : وذكره. وأخرجه أبو داود في كتاب الحروف ٣٤.

(٢) سورة يس آية ٣٨.

٥٥٤

مسيرها ، والخبر عن سجود الشمس والقمر لله عزوجل قد جاء في الكتاب ، وليس في سجودها لربها تحت العرش ما يعوقها عن التراب في سيرها والتصرف لما سخرت له ، قال فأما قول الله عزوجل (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) (١) فإنه ليس بمخالف لما جاء في هذا الخبر من أن الشمس تذهب حتى تسجد تحت العرش لأن المذكور في الآية إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب ، ومصيرها تحت العرش للسجود ، إنما هو بعد غروبها فيما دلّ عليه لفظ الخبر ، فليس بينهما تعارض وليس معنى قوله (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) أنها تسقط في تلك العين فتغمرها ، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكا فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين ، أو على سمت هذه العين ، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن كان في البحر وهو لا يرى الساحل ، يرى الشمس كأنها تغيب في البحر ، وإن كانت في الحقيقة تغيب وراء البحر ، وفي هاهنا بمعنى فوق ، أو بمعنى على ، وحروف الصفات تبدل بعضها مكان بعض.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي حدثنا حفص بن عمر حدثنا قبيصة ح.

وحدثنا ابن أبي مريم حدثنا الفريابي قالا : حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال : جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد لطم وجهه ، فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ادعوه فدعوه» فقال : لم لطمت وجهه؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر ، فقلت يا خبيث وعلى محمد؟ فأخذتني غضبة فلطمته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يقيمها فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أفاق قبلي أو جوزي بصعقته» رواه

__________________

(١) سورة الكهف آية ٨٦.

٥٥٥

البخاري في الصحيح عن الفريابي ، ورواه مسلم من أوجه أخر عن سفيان (١).

أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق أنا أبو الحسين أحمد بن عثمان حدثنا أبو قلابة الرقاشي حدثنا أبو الوليد وحيان قالا : حدثنا شعبة أخبرنا أبو المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إنكم محشورون حفاة عراة وأول من يكسى من الجنة يوم القيامة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، يكسى حلة من الجنة ، ويؤتى بكرسي فيطرح له عن يمين العرش ، ثم يؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر ، ثم أوتي بكرسي فيطرح لي على ساق العرش» (٢). أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس هو الأصم حدثنا العباس الدوري حدثنا أبو عاصم النبيل عن سفيان عن عمرو بن قيس عن المنهال عن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : «أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم قبطيتين والنبي حلة حبرة وهو من يمين العرش».

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الحربي ببغداد حدثنا أبو بكر أحمد ابن سلمان الفقيه حدثنا إسماعيل بن إسحاق حدثنا ابن أبي أويس حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس. وقال سليمان الخطابي رحمه‌الله في

__________________

(١) رواية الإمام البخاري في كتاب التفسير ٤٦٣٨ بسنده عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء رجل من اليهود الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد لطم وجهه وقال : وذكره. وأخرجه أيضا في كتاب الرقاق ٤٣ والأنبياء ٢٥ ، ٣١ والإمام مسلم في كتاب الفضائل ١٦٠ وأبو داود في كتاب السنة ١٣ وأحمد بن حنبل في المسند ٢ : ٢٦٤ ، ٣ : ٤١ (حلبي).

(٢) رواية البخاري في كتاب الأنبياء ٨ باب قول الله تعالى (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) ٣٣٤٩ بسنده عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وذكر : مع تغاير في الألفاظ. وأخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة باب ٣ ما جاء في شأن الحشر ٢٤٢٣ بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكره. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه الإمام مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها بالسند السابق عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وذكره.

٥٥٦

معنى هذا الحديث : القول فيه والله أعلم : (١) أنه أراد بالكتاب أحد شيئين : إما القضاء الذي قضاه وأوجبه كقوله (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) (٢) أي قضى الله وأوجب ، ويكون معنى قوله «فهو عنده فوق العرش» أي فعلم ذلك عند الله تعالى فوق العرش لا ينساه ولا ينسخه ، ولا يبدله ، كقوله جل وعلا (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) (٣) وأما أن يكون أراد بالكتاب اللوح المحفوظ الذي فيه ذكر أصناف الخلق والخليقة ، وبيان أمورهم وذكر آجالهم وأرزاقهم ، والأقضية النافذة فيهم ، ومآل عواقب أمورهم ، ويكون معنى قوله فهو عنده فوق العرش ، أي فذكره عنده فوق العرش ، ويضمر فيه الذكر أو العلم ، وكل ذلك جائز في الكلام ، سهل في التخريج ، على أن العرش خلق الله عزوجل مخلوق لا يستحيل أن يمسه كتاب مخلوق ، فإن الملائكة الذين هم حملة العرش قد روي أن العرش على كواهلهم ، وليس يستحيل أن يماسوا العرش إذا حملوه ، وإن كان حامل العرش وحامل حملته في الحقيقة هو الله تعالى ، وليس معنى قول المسلمين : إن الله استوى على العرش ، هو أنه مماس له ، أو متمكن فيه ، أو متحيز في جهة من جهاته ، لكنه بائن من جميع خلقه ، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ، ونفينا عنه التكيف ، إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

أخبرنا أبو الحسين بن بشر أن أنا أبو جعفر الرزاز حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه» (٤).

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله المؤذن حدثنا

__________________

(١) سبق تخريج هذا الحديث.

(٢) سورة المجادلة آية ٢١.

(٣) سورة طه آية ٥٢.

(٤) رواية الإمام مسلم في كتاب فضائل الصحابة ٢٤ باب من فضائل سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ ١٢٤ عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكره ، وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب ٥١ مناقب سعد بن معاذ ٣٨٤٨ بسنده عن جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وذكره.

٥٥٧

محمد بن اسحاق ـ هو ابن خزيمة ـ حدثنا أبو موسى حدثنا أبو المساور الفضل بن المساور حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» رضي الله عنه.

وعن الأعمش حدثنا أبو صالح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله ، قال : فقال رجل لجابر رضي الله عنه : فإن البراء رضي الله عنه يقول : اهتز السرير. فقال : إنه كان بين هذين الحيين ـ الأوس والخزرج ـ ضغائن سمعت نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ» رضي الله عنه. رواه البخاري في الصحيح عن أبي موسى (١).

وأخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه ، ومن حديث أبي الزبير عن جابر ، ومن حديث قتادة عن أنس رضي الله عنهم.

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا سعيد عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ـ وجنازة سعد رضي الله عنه موضوعه ـ «اهتز لها عرش الرحمن تبارك وتعالى» رواه مسلم عن محمد بن عبد الله الرازي (٢). قال أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري رحمه‌الله : الصحيح من التأويل في هذا أن يقال الاهتزاز هو الاستبشار والسرور ، يقال إن فلانا يهتز للمعروف ، أي يستبشر ويسر به ، وذكر ما يدل عليه من الكلام والشعر ، قال : وأما العرش فعرش الرحمن على ما جاء في الحديث ، ومعنى ذلك أن حملة العرش الذي يحملونه ويحفون حوله فرحوا بقدوم روح سعد عليهم ، فأقام العرش مقام من يحمله ويحف به من الملائكة.

__________________

(١) رواية الإمام البخاري في كتاب مناقب الأنصار ١٢ باب مناقب سعد بن معاذ ـ رضي الله عنه ـ ٣٨٠٣ بسنده [عن أبي اسحاق] عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وذكره. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة ١١ وأحمد بن حنبل في المسند ٣ : ٢٣٤ ، ٢٩٦ ، ٣١٦ ، ٣٤٩ (حلبي).

(٢) سبق تخريج هذا الحديث قريبا من هذا.

٥٥٨

كما قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «هذا جبل يحبنا ونحبه» (١) يريد أهله. كما قال عزوجل (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) (٢) يريد أهلها.

وقد جاء في الحديث «إن الملائكة تستبشر بروح المؤمن ، وإن لكل مؤمن بابا في السماء يصعد فيه عمله ، وينزل منه رزقه ، ويعرج فيه روحه إذا مات» وكأن حملة العرش من الملائكة فرحوا واستبشروا بقدوم روح سعد عليهم ، لكرامته وطيب رائحته وحسن عمل صاحبه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اهتز له عرش الرحمن تبارك وتعالى» والله أعلم.

أخبرنا أبو اسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم العقبة الطوسي حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني محمد بن فلج عن أبيه عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ومن آمن بالله ورسله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله تعالى أن يدخله الجنة ، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي قد ولد فيها ، قالوا : يا رسول الله أفلا نبشر الناس بذلك؟ قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن للجنة مائة درج أعدها الله للمهاجرين ـ أو قال للمجاهدين في سبيل الله تعالى ـ كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله تعالى فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة» رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر ، وقال للمجاهدين (٣).

__________________

(١) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب الحج ٤٦٢ (١٣٦٥) بسنده عن أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكره. وأخرجه البخاري في كتاب الاعتصام ١٦ والجهاد ٧١ ـ ٧٤ وفي كتاب الدعوات ٣٥ وابن ماجة في المناسك ١٠٤ وصاحب الموطأ في المدينة ١٠ ـ ٢٠ وأحمد بن حنبل في المسند ٢ : ٣٣٧ ، ٣٨٧ ، ٣ : ١٤٠ ، ١٤٩ ، ١٥٩ (حلبي).

(٢) رواية الامام البخاري في كتاب الجهاد ٤ باب درجات المجاهدين في سبيل الله ٢٧٩٠ بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكره والآية من سورة الدخان رقم ٢٩. وأخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة باب ٤ ما جاء في صفة درجات الجنة ٢٥٣١ بسنده عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : وذكره.

٥٥٩

حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنا أبو حامد أحمد بن محمد ابن يحيى بن بلال وعبد الله بن محمد النصرآباذي قالا : حدثنا أحمد بن حفص ابن عبد الله حدثني إبراهيم بن سنان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش ، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام».

أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن الصباح البزاز حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال : كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمرت سحابة فنظر إليها فقال : «ما تسمون هذه؟ قالوا السحاب. قال : والمزن؟ قالوا : والمزن. قال : والعنان؟ قالوا والعنان. قال هل تدرون بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا : لا ندري ، قال : إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ، ثم السماء فوقها كذلك ، حتى عدّ سبع سماوات ، ثم من فوق السابق بحر بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم على ظهورهم العرش ما بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم الله تبارك وتعالى جل ثناؤه فوق ذلك». قال أبو داود (١).

وحدثنا أحمد بن حفص قال حدثني أبي عن إبراهيم بن طهمان عن سماك بإسناده ومعناه. أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : حدثنا أبو العباس هو الأصم حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن بركان حدثنا يزيد بن الأصم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى أسفل قدمه مسيرة خمسمائة عام. وذكر أن خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب.

__________________

(١) الحديث أخرجه ابن ماجة في المقدمة ١٣ باب فيما أنكرت الجهمية ١٩٣ عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب قال : كنت بالبطحاء في عصابة وفهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمرت سحابة فنظر إليها فقال : وذكره.

٥٦٠