موسوعة عشائر العراق - ج ٢

عباس العزاوي المحامي

موسوعة عشائر العراق - ج ٢

المؤلف:

عباس العزاوي المحامي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: الدار العربيّة للموسوعات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩٨

١
٢

٣
٤

المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدّين.

أما بعد فقد كنت نشرت المجلد الاول من العشائر البدوية ، والرابع من العشائر الكردية. وان المقابلات والفروق سهلت المعرفة كثيرا. وكنت قلت :

«ان أحوال البادية في غابرها وحاضرها لا تزال محل النظر والتبصر ، وهي في الاغلب غير مطروقة ، فلم يتعرض لها المؤرخون العديدون ، ولا حاول الكتّاب الّا بيان بعضها ، فنجدنا بحاجة إلى الاستزادة ، وربما عددناها من أهم ما يلزم للمعرفة الحقة والتبسط في مادتها والاستكثار منها.

وليس من الصواب أن نصدّ عنها وننفر منها لمجرد أنها فضاء واسع ، وأرض قاحلة كما تبدو للحضري لأول وهلة دون أن ندرك حقيقتها ، وان نعلم أنها عطن قومنا الذي منه نجمنا ، والاصل الذي منه تفرعنا ، فنكتفي بتلك النظرة ، أو نتابع الشعوبيين أعداء العرب وتلقيناتهم الباطلة في اتخاذ الوسائل للتنفير ، وتوليد الكره بطرق متنوعة وضروب مختلفة ...

تربطنا بأهل البادية أواصر الدم والقربى ، وتجمعنا اللغة والوطن ، وتتصل بنا العقيدة الحقة ... ولم يكونوا بوجه على الهمجية كما يتوهم ، بل هناك إدارة منظمة وعلاقات جوار ، وروابط قربى مكينة ، وتحالفات وعهود مرعية وشريعة سائدة مما لم ينفذ إليه الحضري بادي الرأي ولا يدرك كنهه لما تلقى من سوء فكرة ، أو لمجرد النظر إلى الخشونة وجفوة العيش ،

٥

واعتياد شظف الحياة ، وضنك الرزق ، أو الفة الوحشة في حين أن ذلك من دواعي الحياة الطبيعية التي فقدت المربي الاجتماعي ، والتي جلّ آمالنا منها أن العيش في البداوة براحة وطمأنينة ، بعيدين عن الضوضاء وعن المشاكل المزعجة مع الرغبة الاكيدة في التوجيه الحق ، والتدريب الصالح ... فكل من ذاق طعم البادية لا يود أبدا أن يحيد عنها ، ولا تطيب نفسه عنها ، أو أن يعدل عن حياتها ... وجلّ ما هنالك اننا نشعر بضرورة الاصلاح ، والتنظيم الصحيح ...

ويحتاج من يحاول أن يكتب في أوضاع البادية إلى خبرة تامة ، ومعاشرة طويلة والفة بمعنى الكلمة ، مع رغبة في العمل ، وعناية في اكتناه الحالة ليتمكن المتتبع من الافتكار في نواحي النقص ، والتعرف لوجوه الاصلاح ، فلا تكفي لمحة السائح او التفاتة عابر السبيل ، أو أن يؤم المرء مضارب البدو ساعة من نهار ، فهذه لا تعيّن وضعا ولا تؤدي إلى الغرض المطلوب من المعرفة ، بل يستطيع الحضري أن يكشف عن حياة البدوي بسهولة فيظن انها منغصة بالزعازع والمجازفات ، أو تدعو إلى مخاطرات ، أو أنها كلها هياج واضطراب.

في البادية عيشة هناء ، وحياة لذيذة ، وربيع وراحة ونعيم ، إلا انه لا ينكر انها مشوبة أحيانا بغوائل وفتن ، او متصلة بقراع وجدال ، لا تهدأ فيها فتنة ، أو لا تخلو من اثارة غوائل ولكن أي حالة من حالات الحضر هادئة؟ بل لا نزال نرى التكالب بالغا حده ، والاطماع مستولية على النفوس مما كره عيشة الحضارة ، وأفسد صفوها ، وأقلق راحتها ، فعمت المصيبة.

ولو استطلعنا رأي البدوي في حياة الحضر لوجدناه ينفر من سوء عفونتها ونتن جوّها ، أو ما يشوب نسيمها من الكدر ، يمر البدوي بالطرقات الضيقة ، فيشم ما يكره من روائح ، ويدخل الاسواق فتكاد ترديه بفاسد اجوائها ، ولعل ساعة واحدة عنده من استنشاق النسيم الطلق ، أو يوما من أيام الربيع يفضل المدن وما فيها ، فيرى عيشته وما هو فيه خيرا من نعيم الحضر كله ...

٦

وهناك أكبر من كل هذا ، يعتقد أن الادارة قاسية ، والحكم صارم ، بل ربما يعتبره جائرا ، ويحسب ان العزة مفقودة ، والسلطة متعجرفة ، فلا يطيق شدة النظام ، ولا يقدر على تنفيذ الاوامر الكثيرة التي لا يسعها دماغه ، واذا كانت البادية موطن الظباء والآرام فهي عرين الاسود ، ولكل ما فيها وجوه دفاعه ووسائط بقائه ، والحياة في كل أوضاعها لا تخلو من صفحات خير ، ووجوه ضير ، وليس هنا أو هناك خير مطلق ، فكل منهما مشوب بعناء ، ومغمور بآمال ، تعتريه ما تعتريه من حالات اضطراب .. وصفحة الادب تجلو عما هنالك من ضروب هذه الحياة وأطوارها.

ولا نريد أن نسترسل في مدح البادية ، أو ذم الحاضرة ، أو العكس ، وإنما نعيّن ما هو معروف ، وان المتمنيات للفريقين أن تكون الحياة سعيدة في الحالتين ، فكلاهما يبغي ما عند الآخر من محاسن ونعم ، أو فضائل ، وان يجمع بين الحسنيين ، وان ينال خير الاثنتين ، فيزول ما يكدر الصفو ، او يقلل من الشرور ...

ولا تتيسر هذه إلا بعد المعرفة الحقة ، فاذا أدركنا الحضارة ونظمها وعرفنا حياتها وما هي عليه ، فنحن في ضرورة ملحّة إلى الاطلاع على ما في البادية بصفحاتها كلها ، وان ندرك ما فيها من ملاذ ومنغصات ، فندوّن ما هناك ، مما يدعو إلى التقرب ، ويزيل العوائق ، فنتعاون على مطالب هذه الحياة ، وأن تقوى الاخوة ، وتعود كما كانت ، وما الحضر إلا بدو سبقوا اخوانهم بخطا ، أو أن البدو اخوة الحضر لم يتقدموا بعد إلى ما عليه اخوانهم من حضارة ، والامل أن يتقدم المتأخر وان يتبدى الحضري ، ويتنعم بما عنده. وهكذا البدوي يعيش عيشة الحضري في باديته.

كتب علماؤنا وأدباؤنا في البادية ومواطن أهلها ومياهها ، كما خلدوا آثارا جليلة في أنساب العرب وقبائلهم ، فكانت تدويناتهم لا تقلّ عما ذكر في الامكنة والمياه ، والجبال والوهاد والدارات وما ذكر في الشعر ، أو عرض من وقائع إلا أن طول الزمن ، وبعد ما بيننا وبين اولئك العلماء والادباء قد غير الاوضاع ، وبدل الاسماء ، فلم نعاود المطالب ، ولم نثبت

٧

المتجدد استفادة من تقدم الجغرافية وصنعة رسم الخرائط وإتقان أمرهما وتصوير المناظر واظهارها في السينما. فالضرورة تدعو إلى ذلك لتكمل المطالب ، وتتلاحق التدوينات استفادة من وسائل الفن.

نعم ، يهمّنا تثبيت الموجود من عشائر ومواطن ، وما هنالك من حياة بدوية. فاذا كنّا محتاجين إلى معرفة قومنا ، وهذه الحاجة أكيدة ، فلا شك ان الضرورة تدعو إلى وقوف على المواطن أيضا لا سيما المتصل بجزيرة العرب موطننا الاصلي. هذا عدا ما هنالك من خدمة أدب الامة ، شعرها ولغتها ووقائعها التاريخية ، وهكذا معرفة عيشة البادية في مواطن الكلأ ، والمياه والآبار ، والبوادي والقفار والطرق وكل ما يتصل بحياة البادية.

كل ذلك دعا أكابر الادباء والمؤرخين قديما أن يتوسعوا في التحقيق ، فخلدوا ما يتعلق بالادب ، وبالاشخاص من شعراء وأدباء ونسّابة ، كما بيّنوا محل ظهور الادباء وما جاء في الشعر ، او في الحديث ، او في الكتابة من أمكنة وبقاع .. فكنا نستعين بما خلفه علماء الامة وادباؤها في التحقيق والتعريف.

ونحن في حالتنا الحاضرة في أشد الحاجة للتعريف بالبادية وشؤونها لنقدم للحكيم ما يستعين به ، فيقوم بأمر التوجيه الاجتماعي ، وللامة الاخذ بالصحيح من هذا التوجيه فلا نستغني بوجه عن المراجعة لحل أعوص المشاكل في (حياة العشائر) ، وأن نستمر في التدوين والتمحيص معا ، ومثل هذه لا يتيسر أمرها إلا أن نستوفي المعرفة للحالة الحاضرة ، فنكتب ما نستطيع من ظاهر وخاف.» ١ ه‍ (١).

وهذه تبصرنا بالعشائر ، وكلامنا الآن في (العشائر الريفية) الحاضرة وقد اجتازت خطوة نحو الحضارة ، فاستقرت في مواطن خاصة ، ولا شك

__________________

(١) من مقدمتي لكتاب البادية.

٨

أن الضرورة داعية إلى معرفة هذه الحياة فاكتسبت العشائر تحولا وتطورا وكانت في العراق عشائر كثيرة وردت في مختلف الازمان فانتقلت من البداوة إلى الارياف. وكلما زادت نفوسها ، أو اختلّت حياة المدن مالت اليها وعوضت بما عندها كما ان البداوة راعت عين الطريقة في هذا الانتقال فكل خلل في الأرياف يسده البدو ، وفي هذا كله نرى القربى مشهودة في الدم ، وفي اللغة ، وفي الشعور العام ، وسائر الحالات الاجتماعية.

كانت الأرياف قد فقدت بعض الاوصاف من البداوة وتقربت من الاوضاع المدنية. وفي هذه الحالة نحتاج أن نلتمس هذه التغيرات ، والمجاري التاريخية ، والاوضاع الحياتية ، والادارة. ولكل من هذه حكمها المشهود ، فرأيت بيان ذلك باضافة حالات متصلة ، واختبارات متوالية.

وجل الامل مصروف إلى ادراك الحالة التاريخية والاجتماعية والادبية في ملاحظات عامة أو خاصة مقرونة بالاوضاع الحاضرة لتكون وسيلة لما تطمئن الرغبة إليه أو يسهل التوسع فيه أو التعليق عليه والابواب مفتحة لمن أراد الدخول.

عباس العزاوي

٩
١٠

نظرة عامة

معرفة العشائر الريفية لا تتوقف على التاريخ وحده وان كان من أهم العناصر ، فالنصوص مبصرة قطعا ، كما لا تكفي بعض المشاهدات وتدوينها وحدها. أو بيان الظواهر البارزة وانما تهمنا الحياة العشائرية بدقائقها ، والعوامل الفعالة بحذافيرها ، وطريق ادارة هذه الحياة مما لا يتحصل من النصوص التاريخية وحدها ، ولا من تلك الظواهر البارزة بل من الملامسات الحقة والاتصالات بهم وبآدابهم مقرونة بتعاملاتهم ...

واعتقد ان هذه كلها بصورة شاملة تؤدي بنا إلى التوجيه الحق في حل المشاكل والنظر الصادق في (العشائر الريفية). وربما عددناها معضلة من أعوص المعضلات. ومن الضروري اثارة أمرها بين حين وآخر مقرونة بالاطلاع القريب والبعيد مما يسهّل ادراك صور الحل. ولا نريد أن يكون ذلك تابعا لمواسم خاصة او حالات ووقائع منفردة بل الغرض أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة إلى المعرفة المكينة لاصلاح الحالات المختلفة أو البت في الشؤون المعقدة. والحل تابع للمعرفة من وجوهها. وبسببه تتيسر المعالجة من طريقها.

نريد أن نعلم قوام المجتمع في بداوته وأريافه معا. وهكذا ما هو شبيه بهما من (حياة القرية) في الاقوام التي لا تعرف سواها. والحياة البدوية تؤدي وجوبا إلى الحياة الثانية (حياة الارياف). وكلتاهما تنزع إلى الحضارة والامل أن تتقدم اليها خطوات. وحياة الكرد عندنا شبيهة بهاتين الحياتين إلا أن الوضع يدعو إلى تكوين القرية المتنقلة أو الثابتة. والاولى

١١

أشبه بالبداوة ، والاخرى أشبه بالارياف. والحياة في كليهما متماثلة في الغالب.

والحضارة لا تستغني عن هاتين الحياتين. وتعدهما الوسيلة لقوام أمرها. ولم تنقطع عن الحضارة. وانما تمدها دائما بما عندها من (مواد أولى) ، ومن (نفوس) بعد اجتياز مراحل في التقدم. ولا يمكن التفريق بوجه بين (حياة القرية) وبين (حياة البداوة والارياف). والتفاوت قليل جدا ، وناجم من الوضع الجغرافي. وحضارات الامم لم تكن بنجوة من ضروب هذه الحياة.

تكلمنا في (حياة البدو) في المجلد الاول وفي (حياة القرية) في المجلد الثاني. فلا ريب ان حياة الأرياف حالة تقدم نحو المدن ، فهي حلقة وسطى بين البداوة والمدنية كما ان القرية تقرب كثيرا من المدينة. إذ المدينة قرية متكاملة. وبحثنا هنا في الأرياف خاصة. وقوام هذه الحياة (الزراعة) و (الغرس). والزراعة لم تقطع الصلة بالبداوة ، بل لا تزال قريبة منها وفيها نوع من الاستقرار ، والغرس يفيد الاستقرار ويكتسب حالة ثبوت ، وحينئذ تفقد صفات البادية. ويصح أن نقول ان الزراعة أشبه بالقرية المتنقلة في العشائر الكردية ، والغرس أشبه بالقرية الثابتة لدى الكرد.

وهذه الحالات المطردة ، والحاجة المولدة لها قوام الحضارة في مراحلها ، والمجتمع في حياته. ويصعب علينا ان نفرق بين الأرياف في الزراعة أو الغرس وانما نقول الانتقال قريبا او بعيدا أو المرحلة قصيرة أو بطيئة. وربما استمرت إلى أمد حتى تتهيأ الدواعي والفرص إلى هذا الانتقال. ولعل الميل إلى المدن أقرب إلى هؤلاء.

ومن أجل ما هنالك ما يظهر في العشائر الكبيرة من حوادث سياسية تدعو إلى الالتفات. ويظهر لاول وهلة انها الاولى من نوعها أو غريبة ليس لها مثيل بين العشائر ، ولكن من اطلع على التاريخ عرف الاحوال ، وأدرك أسرار الادارة وعلاقتها بالعشائر فلا يستنكر وقوع أمثالها. وهذه تقرب من

١٢

الشيخ مزهر السمرمد ـ زبيد

١٣

حياة البدو ، ولكنها أقرب إلى حياة المدن.

وجلّ أملي أن نتصل بالمعرفة العشائرية بالنظر لماهيتها ، وبالنظر للبدو ، وبالنظر للحضر وللعلاقة بالحكومة وأن يتصدى آخرون للبحث ويتوسعوا في المطالب. وكل سعة محمودة ، وكل بسط ممدوح ، ليكون داعيا للاثارة. والوقوف على الفكرة الصالحة. والنصوص الحقة مقبولة قطعا والعلم كله في العالم كله.

١٤

المراجع

نريد أن نعلم عن عشائرنا وأنسابها وتفرعاتها ومواطنها ، ومجتمعاتها والشيء الكثير من خصائصها. وهذا تأريخها إلا أننا لا نجد كتبا وافية في (تاريخ عشائر العراق) خاصة. واذا كنا بينا جملة منها في المجلد الاول فما ذلك إلا للعلاقة بين العشائر القديمة والبدوية الحاضرة وهذا يصدق على عشائرنا الريفية. ويصلح أن يكون أصلا في مراجعنا لأهل الأرياف وبينها ما هو قديم السكنى في العراق ، او متحدر من العشائر البدوية الموجودة ، أو انهم بدو مالوا إلى الارياف. وهذه كثيرة جدا وتحتاج إلى ما يبصر بها من وثائق.

فالعلاقة لا تنكر. ولهذه مراجع تخصها باعتبار أصلها او باعتبار انها الاصل ولها مباحثها الخاصة زيادة عما عرف. ولا تختلف هذه عن تلك من التفرع إلى (قحطانية) و (عدنانية) أو (متحيرة). وتاريخها ذو علاقة بمؤلفات تاريخية لا تحصى أشرنا إلى جملة منها في (تاريخ العراق بين احتلالين).

ولعل المراجع العامة والخاصة لا تكفي وأنما يهمنا كثيرا ان نتصل بالكثير من هذه العشائر. الامر الذي يؤدي حتما إلى المعرفة الحقة من طريق المشاهدة العيانية واستنطاق نفس العشائر. وفي هذه ما نجده في مؤلفات ضخمة كما ان اوضاع القطر تنبىء عن تاريخه ، وتفسر حروبه ، وحياته الاجتماعية ، واحواله الاقتصادية ...

ونستطيع أن نعد جملة من المراجع زيادة عما مر إلا انها قليلة بالنظر

١٥

للمراد من جراء كثرة العشائر الريفية والمطالب الجديدة ولا شك ان التحري يسهل الوصول. وليس الغرض التعداد والاكثار من المراجع ، وانما المقصود أن يتم المطلب. وبين هذه عشائر الاقطار الاخرى المجاورة والبعيدة ولا تخلو من علاقة ما ، وللاختلاط والمعاشرة أثر كبير في المعرفة.

وهذه هي المراجع المهمة :

١ ـ كتاب البادية : للاستاذ السيد عبد الجبار الراوي. ولا يخص الأرياف إلا أنه لا يخلو من صلة ويشترك في مباحث المجلد الاول إلا أنه توسع في مواطن البدو ، وآبارهم وسائر أحوالهم مما لا يستطيع القيام به إلا من كان في مهمة في تلك الربوع ، فله الفضل فيما تقدم. طبع سنة ١٩٤٧ م في مطبعة التفيض الاهلية ثم أعيد طبعه.

٢ ـ القضاء العشائري : مؤلفه فريق المزهر آل فرعون من عشائر الفتلة وله خبرة في احوال جهته ، طبع سنة ١٣٦٠ ه‍ ـ ١٩٤١ م ولا يخلو من فوائد تخص عشائر الفتلة وما جاورها من عشائر.

٣ ـ عشائر الشام : للاستاذ احمد وصفي زكريا. في مجلدين الاول في أحوال العشائر العامة طبع بدمشق سنة ١٣٦٣ ه‍ ـ ١٩٤٥ م. والثاني كل عشيرة على حدة. وكانت تقسيماته باعتبار الادارة حسب الاقضية. وفي هذه الطريقة سهولة في معرفة عشائر كل قضاء إلا أنه يكرر العشيرة الواحدة بالنظر لوجودها في أقضية عديدة ، ولا يفيد الوحدة في العشيرة مجتمعة. وكان الاولى أن يذكرها جملة واحدة فلا يفرق أوصالها بأن يعوض عن الالوية أو الاقضية بما يقدمه من جداول معرّفة. وكنا نأمل أن يدوّن أصول كل عشيرة بما هو محفوظها إذ لم يتمكن من المعرفة التاريخية ، وأن ينبّه على أغلاط شائعة. وكان الاول من نوعه في (عشائر الشام).

ويؤخذ عليه انه لم يقدم القول في كل عشيرة ثم يتناول الاحوال العامة للعشائر. وهذا لا يقلل من قيمته العلمية. ولما كان ذا علاقة بعشائر

١٦

العراق فنجد الصلة مكينة ، ونعده من خير المراجع وأجل الآثار ...

٤ ـ تاريخ شرق الاردن وقبائلها. ومؤلف هذا الكتاب الاستاذ ج. بيك. وهذا لا علاقة له بالتاريخ ، ولا حقق أنساب القبائل. ولا يخص موضوعنا كثيرا. طبع سنة ١٩٣٤ م في القدس نقله إلى العربية الاستاذ بهاء الدين طوقان.

٥ ـ الروض البسام في قبائل الشام. للشيخ أبي الهدى الرفاعي المعروف. وفي كتابه هذا نعلم الشيء الكثير عن العشائر وعلاقتهم بآل الرفاعي. فالرجل صاحب طريقة ، وجلّ ما يستطيع في محاولاته أن يقرب العشائر من الطريقة الرفاعية ، أو من الشيخ احمد الرفاعي.

وقد أبرز مهارة كبيرة في وصل الانساب ليجعل العشائر الكبيرة تمتّ إلى ما حاول اثباته ، فعدّ رؤساء الحسنة من بني خالد ولم يعتبرهم من طيىء. والكتاب يعتبر من المؤلفات المهمة في عشائر الشام ، لا يخلو من فائدة. فهو بحق صاحب مهارة وخبرة في ما كتب. وفي الكتاب نصوص يعزّ على غيره العثور عليها. كما دوّن ما دوّن عن مشاهدة.

٦ ـ التقرير الاداري لفخامة الاستاذ السيد مصطفى العمري في أحوال الديوانية حينما كان متصرفا بها. وهو من أجل ما رأينا مما يخص موضوعنا. ولو ان كل متصرف كتب ، في لوائه عن أحواله وعن عشائره لا نكشف ما في قطرنا من مبهمات كثيرة. وقد مكنني من مطالعته وله الفضل. ولو طبع لجلا عن مبهمات كثيرة.

٧ ـ تاريخ الديوانية. للاستاذ الشيخ ودّاي العطية. كشف عن معلومات نافعة. والامل أن نرى باقي ما وعد بنشره.

٨ ـ طرفة الاصحاب في معرفة الانساب. للسلطان الملك الاشرف عمر بن يوسف بن رسول الغساني. من مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق بتحقيق (ك. و. سترستين) وفي خزانة الأب انستاس ماري الكرملي نسخة منه مخطوطة مع المجلد العاشر من كتاب الاكليل. وهو كتاب جليل

١٧

الفائدة وفيه تفصيل للانساب ومكانته تظهر في الصلات بين العشائر ومؤلفه من أهل اليمن.

٩ ـ شرح منظومة عمود النسب. الاصل للشيخ احمد البدوي المجلسي الشنقيطي ألبو حمدي. شرحها الاستاذ المرحوم السيد محمود شكري الالوسي. والكتاب مهمّ في العشائر القديمة والتعرض لبعض المعاصرة منها. لا يزال مخطوطا. وعندي المجلد الثاني منه.

١٠ ـ لغة العرب. مجلة عراقية تعرضت للكثير من عشائر العراق.

اهميتها في انها اشترك فيها جم غفير من أرباب المعرفة وتعدّ في مقدمة المراجع.

١١ ـ خمسة أعوام في شرق الاردن. لا يهمنا كثيرا. طبع سنة ١٩٢٩ م في حريصا. وهو من تأليف الأرشمندريت بولس سلمان. ولم يذكر من العشائر ما يشترك بالعراق. ومهمته في انه بحث في عشائر العرب.

١٢ ـ عامان في الفرات الاوسط. للسيد عبد الجبار فارس. طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة ١٣٥٣ ه‍. وفي هذا الكتاب مشاهدات كثيرة. وعلاقته مشهودة. فهو مرجع مهم في تدوين أحوال العشائر.

١٣ ـ نجد. للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي. طبع سنة ١٣٤٣ ه‍ في المطبعة السلفية في القاهرة. وفيه بيان عشائر نجد وهي ذات علاقة مكينة بعشائرنا إلا أن بياناته مجملة جدا.

١٤ ـ كتاب الأمكنة للغدة. مخطوط عندي نسخته بخط المرحوم الاستاذ محمود شكري الآلوسي.

١٥ ـ مجمع الأنساب. لابن قدامة. كنت راجعت مخطوطته باستنبول في خزانة راغب باشا.

١٦ ـ رحلة المنشئ البغدادي. نقلتها إلى العربية. وأصلها فارسي طبعت سنة ١٩٤٨ م.

١٨

١٧ ـ موجز تاريخ عشائر العمارة. للاستاذ محمد الباقر الجلالي. وهو من المؤلفات المهمة جدا. في عشائر لواء العمارة. وقد أجاد المؤلف كل الاجادة بذكر محفوظات القبيلة ومشجرات عنها. وان كان تعوزه النصوص التاريخية للتثبت من المحفوظ وقيمته العلمية فيما يوجد له مراجع. طبع سنة ١٣٦٧ ه‍ ـ ١٩٤٧ م في مطبعة النجاح ببغداد.

١٨ ـ كتاب البدو باللغة الالمانية. استعنت ببعض الفضلاء في معرفة ما فيه. واسماء عشائره كتبت بحروف عربية. فالعشيرة المطلوبة من السهل مراجعتها. وهذا الكتاب من أجل الآثار مزود بخرائط وببحوث مستفيضة وبتصاوير. مؤلفه الاستاذ المستشرق الاشهر الهرفون اوبنهايم بالاشتراك مع الاستاذ البروفسور ورنر كاسكل. واستمر البروفسور ورنر كاسكل بعد وفاة زميله ونشر ثلاثة مجلدات ضخمة منه. والمهم ان مؤلفيه استعانا بما كتب عن العشائر من آثار وسياحات ومؤلفات تضم اليها المشاهدات ، فبلغ من التحقيق غايته ، فهو خير كتاب في العشائر. ناقش الاستاذ ورنر كاسكل المؤلفات في العشائر فكان اوفر مادة. وأملنا أن ينقل إلى اللغة العربية لنعرف جميع ما بحث فيه بسعة واستقصاء. وكل ما يقال فيه قليل. فهو مرجع واسع في عشائر العرب أو دائرة معارف عشائرية.

١٩ ـ جمهرة أنساب العرب لابن حزم. منه نسخة في خزانة علي أميري باستنبول برقم ٢٤١٣ ونسخة اخرى في خزانة فيض الله من خزائن كتب الملة باستنبول باسم كتاب جماهر الانساب ، برقم ٢٢٢٨ أوله : الحمد لله مبيد كل القرون الاولى ألخ ذكر فيه العدنانيين وأنسابهم وقال : اليمانية كلها راجعة إلى ولد قحطان ولا يصحّ ما بعد قحطان. وعدّ الاوس والخزرج ومن الخزرج (بنو زريق) كتب سنة ١٠٤٠ ه‍. وطبع سنة ١٩٤٨ م.

في مطبعة المعارف بمصر.

٢٠ ـ كتاب التبيين في نسب القرشيين والقحطانيين : لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن قدامة المقدسي. وفيه انه مختصر الجمهرة في الانساب لابن الكلبي مع انه يعتمد على كتب عديدة غير الجمهرة. الاول في نسب

١٩

قريش والثاني في نسب القحطانيين برقم ٩٩٩ في خزانة راغب باشا باستنبول.

٢١ ـ معجم القبائل : للاستاذ السيد عمر رضا كحالة. مرتب على حروف الهجاء ويعدّ دائرة معارف. طبع في ثلاث مجلدات سنة ١٣٦٨ ه‍ ـ ١٩٤٩ م.

٢٢ ـ الفتلة كما عرفتهم : تأليف (أ. س. ح) ومقدمته بقلم الاستاذ جعفر الخليلي. طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة ١٩٣٦ م.

٢٣ ـ قلب الفرات الاوسط : للاستاذ محمد علي جعفر. طبع سنة ١٩٤٩ م في ثلاثة أجزاء. وفيه ما يدعو إلى تحقيق الجهات المخالفة لما ذكرنا.

وكان الاستاذ المستشرق الجليل (ه. ريتر) ذكر لي جملة من كتب الانساب المهمة منها مختصر جمهرة الأنساب لابن الكلبي في راغب باشا برقم ٩٩٩ ، وسلسلة الأنساب في لالا اسماعيل برقم ٣٤٧ ، وجامع الأنساب في خزانة وهبي البغدادي برقم ١٣٠٥ قال الاستاذ ولم أر الكتابين الأخيرين. وبحر الأنساب للسيد ركن الدين حسن منه نسخة في كوبريلي برقم ١٠١١ ، والاستبصار في أنساب الأنصار في الخزانة العامة باستنبول برقم ٥٢٣٥.

وهناك (كتب أدبية) و (تاريخية) تعرضت للعشائر وبعض أحوالها. وفي نصوصها ما يعين الفروق وكلّها تكشف عن أحوال العشائر. وجاء في معجم البلدان :

«صنّف المتقدمون في أسماء الأماكن كتبا وبهم اهتدينا. وهي صنفان. منها ما قصد بتصنيفه ذكر المدن المعمورة والبلدان المسكونة المشهورة. ومنها ما قصد ذكر البوادي والقفار واقتصر على منازل العرب في أخبارهم وأشعارهم ... (الى أن قال :) وأما الذين قصدوا ذكر الاماكن العربية ، والمنازل البدوية فطبقة أهل الأدب ... (عدد الكتب وقال :) وهذه الكتب

٢٠