موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٠٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

أشار عليه‌السلام بقوله (آت نفسي تقوها وزكّها أنت خير من زكّاها) (١) ، أي الجذب الإلهي لأنّه خير من التّزكّي بالأعمال والمجاهدات. ثم استقبال القبلة إشارة إلى التوجّه في طلب الحقّ.

ثم النية إشارة إلى انعقاد القلب في ذلك التوجّه. ثم تكبيرة الإحرام إشارة إلى أنّ الجناب الإلهي أكبر وأوسع ممّا عسى أن يتجلّى به عليه فلا تعبده (٢) بمشهد بل هو أكبر من كلّ مشهد ومنظر ظهر به على عبده فلا انتهاء له.

وقراءة الفاتحة إشارة إلى وجود كماله في الإنسان لأنّ الإنسان هو فاتحة الوجود ، فتح الله به أقفال الموجودات ، فقراءتها إشارة إلى ظهور الأسرار الربانية تحت الأستار الإنسانية. ثم الركوع إشارة إلى شهود انعدام الموجودات الكونية تحت وجود التجلّيات الإلهية. ثم القيام عبارة عن مقام البقاء ، ولذا تقول فيه سمع الله لمن حمده. وهذه كلمة لا يستحقّها العبد لأنّه أخبر عن حال إلهي. فالعبد في القيام الذي هو إشارة إلى البقاء خليفة الحقّ تعالى. وإن شئت قلت عينه ليرتفع الإشكال. فلهذا أخبر عن حال نفسه بنفسه أعني ترجم عن سماع حقّه ثناء خلقه وهو في الحالين واحد غير متعدّد. ثم السجود عبارة عن سحق آثار البشرية ومحقها باستمرار ظهور الذات المقدّسة ، ثم الجلوس بين السجدتين إشارة إلى التحقّق بحقائق الأسماء والصفات لأنّ الجلوس استواء في القعدة وذلك إشارة [إلى] (٣) قوله (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٤). ثم السجدة الثانية إشارة إلى مقام العبودية وهو الرجوع من الحق إلى الخلق ، ثم التحيّات فيها إشارة إلى الكمال الحقيّ والخلقي لأنّه عبارة عن ثناء على الله تعالى وسلام على نبيّه وعلى عباده الصالحين ، وذلك هو مقام الكمال. فلا يكمل الولي إلاّ بتحققه بالحقائق الإلهية وباتّباعه لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبتأدّبه بسائر عباد الله الصالحين ، كذا في الإنسان الكامل.

صلاة الاستخارة : [في الانكليزية] Prayer for a favour ـ [في الفرنسية] Priere pour une grace

في المشكاة في باب التطوّع عن جابر قال : (كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلّمنا الاستخارة في الأمور كما يعلّمنا السورة من القرآن ، يقول إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنّك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علاّم الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسّره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به. قال : ويسمى صلاة الحاجة) (٥) رواه البخاري.

وأورد الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في شرح هذا الحديث ما خلاصته : كان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلّم الصحابة دعاء الاستخارة كما كان يعلّمهم السّورة من القرآن ، فكان يقول ما معناه : إذا أراد أحدكم أمرا أي أمرا نادرا يعتني به كالسفر والعمارة والتجارة والنكاح والشراء

__________________

(١) مسند احمد ، ٤ / ٣٧١.

(٢) يقيده (م).

(٣) إلى (+ م).

(٤) طه ٥.

(٥) عن جابر قال : «كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كما يعلمنا السورة من القرآن».

صحيح البخاري ، كتاب التهجد ، باب ما جاء في التطوع ، ح ١٨٩ ، ٢ / ١٢٧.

٤١

والبيع وليس كالأمور العادية كالطعام والشراب والبيع والشراء للأشياء البسيطة ، وتكون من الأمور المباحة ، ويكون صاحبها متردّدا في خيرها أو شرها ، حينذاك فليركع ركعتين نفلا بنية الاستخارة. وفي حديث آخر : فليقرأ ما تيسّر من القرآن. وفي بعض الروايات : ذكرت سورة : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ،) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

وهو مأثور عن السّلف. انتهى (١).

صلاة التسبيح : [في الانكليزية] Praise ، glorification ـ [في الفرنسية] Louange ، glorification

في المشكاة عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه (أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للعباس بن عبد المطلب : يا عباس يا عمّاه ألا أعطيك؟

ألا أمنحك؟ ألا أخبرك؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك؟

أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سرّه وعلانيته؟ أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر خمس عشرة مرة. ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا ، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا ، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ، ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا ، فذلك خمس وسبعون ، في كلّ ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات ، إن استطعت أن تصلّيها في كلّ يوم مرّة افعل ، فإن لم تفعل ففي كلّ جمعة مرّة ، فإن لم تفعل ففي كلّ شهر مرّة ، فإن لم تفعل ففي كلّ سنة مرّة ، فإن لم تفعل ففي عمرك مرّة) (٢) ، انتهى من المشكاة.

وقد قال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في شرح الحديث المذكور : إنّ المشهور المعمول به في صلاة التّسابيح هو هذا الطريق المذكور. لقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمّه العبّاس رضي‌الله‌عنه ما معناه : أعلّمك شيئا يكفّر عشرة أنواع من الذنوب ، ثم بيّن له ذلك من أوله إلى آخره. إذن فالمراد بالخصال العشر هو أنواع الذنوب المعدودة في الحديث.

وبعضهم قال : المراد هو عشر تسبيحات وذلك عدا القيام عشر مرات. وجاء في رواية الترمذي بهذه الطريق : خمس عشرة مرة بعد الثناء وقبل التعوّذ والتسمية ، وعشر مرات بعد القراءة إلى آخر الأركان ، وليس بعد السجود تسبيح ، وهو مختار في أن يسلّم بتسليمة واحدة أم بتسليمتين. وأمّا وفقا لمذهب أبي حنيفة فبتسليمة واحدة.

وقد صحّح هذا الحديث كثيرون من المحدثين ولا زال معمولا به من أيام السلف من عصر التابعين فمن بعدهم إلى يومنا هذا. وقد أوصى به أيضا شيوخ الطريق.

وقد قال الشيخ جلال الدين السيوطي في «عمل اليوم والليلة» إنّه يقرأ في ركعات صلاة التسابيح سورة (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) ، (وَالْعَصْرِ) ،

__________________

(١) وشيخ عبد الحق دهلوي آنچه در شرح اين حديث آورده كه خلاصه آن اين است كه آن حضرت تعليم مى كرد صحابه را دعاي استخاره ونماز آن را چنانچه تعليم مى كرد ايشان را سوره از قرآن كه مى فرمود آن حضرت چون قصد كند يكى از شما بكارى يعنى كارى كه نادر باشد وجود آن واعتناء باشد بحصول آن مثل سفر وعمارت وتجارت ونكاح وخريد وفروخت شيء معتد به نه مانند اكل وشرب معتاد وخريد وفروخت اشياء حقيره بعد از آنكه از قبيل مباح باشد وتردد بود در خيريت وشريت آن پس دو ركعت نماز نفل به نيت استخاره بگذارد ودر حديث ديگر آمده كه بخواند از قرآن آنچه ميسر شود ودر بعض روايات تخصيص به (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) نيز آمده ومأثور از سلف نيز همين است انتهى.

(٢) عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للعباس بن عبد المطلب : «يا عباس ، يا عماه ، ألا اعطيك ألا امنحك ، ألا اخبرك ...».

سنن ابو داود ، كتاب الصلاة ، باب صلاة التسبيح ، ح ١٣٨٧ ، ١ ٤٤٣ ، دون لفظ «الا اخبرك». بلفظ : ألا اعطيك؟ ألا امنحك؟ ألا أحبوك؟

٤٢

والكافرون ، والإخلاص. كما يجب أن يقرأ التسبيحات المذكورة بعد الركوع. وقوله (سمع الله لمن حمده) وبعد تسبيحات السجود المعتادة التي تقال في الصلوات العادية ، وفي حال التشهد ويقرأ التسبيحات المذكورة بعد التشهّد (التحيات ...) قبل السلام ، ويقول هذا الدعاء (١) : يعني اللهم إنّي أسألك توفيق أهل الهدى وأعمال أهل اليقين ومناصحة أهل التوبة وعزم أهل الصبر وجدّ أهل الخشية وطلب أهل الرّغبة وتعبّد أهل الورع وعرفان أهل العلم ، حتى ألقاك. اللهم إنّي أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك ، حتى أعمل بطاعتك عملا استحقّ به رضاك ، وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك ، وحتى أخلص لك النصيحة حياء منك ، وحتى أتوكّل عليك في الأمور ، وحسّن ظنّي بك ، سبحان خالق النور. انتهى من الشرح للشيخ المرحوم ملخصا.

صلاة الحاجة : [في الانكليزية] Request prayer ـ [في الفرنسية] Priere de requete

في المشكاة في باب التطوّع عن عبد الله بن أبي أوفى قال : (قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضّأ فليحسن الوضوء ثم ليصلّ ركعتين ثم ليثن على الله تعالى وليصلّ على النبي ، ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربّ العرش العظيم ، والحمد لله ربّ العالمين ، أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ، والغنيمة من كلّ برّ والسلامة من كل إثم ، لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته ، ولا همّا إلاّ فرجته ولا حاجة هي لك فيها رضى إلاّ قضيتها يا أرحم الراحمين) (٢) رواه الترمذي وابن ماجة. وفي الحموي حاشية الأشباه في البحث الثالث في النية عن عثمان بن حنيف (٣) : (أنّ رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ادع الله لي أن يعافيني. قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك. قال فادعه فأمره أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : اللهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد نبيّ الرّحمة.

يا محمد إنّي توجّهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفّعه فيّ) (٤) روياه وأيضا

__________________

(١) وشيخ عبد الحق دهلوي در شرح حديث مذكور فرموده اند مشهور ومعمول در صلاة تسبيح همين طريق است كه مذكور شد فرمود آن حضرت صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمّ خود عباس را رضي‌الله‌عنه : بياموزم ترا چيزى كه كفاره ده نوع از ذنوب گردد پس من اوله وآخره بيان آن فرمود پس مراد بعشر خصال بر اين وجه انواع ذنوب باشد كه در حديث معدوداند وبعضى گفته كه مراد بعشر خصال تسبيحات است وآن سواي قيام ده ده باراند ودر روايت ترمذي باين طريق آمده كه پانزده بار بعد از ثناء پيش از تعوّذ وتسميه وده بار بعد از قراءت تا آخر اركان وبعد از سجده تسبيح نيست ومخير است كه بيك سلام بگذارد يا بدو سلام وموافق مذهب امام اعظم بيك سلام است. واين حديث را بسيارى از علماى محدثين تصحيح نموده اند واز زمان سلف از تابعين ومن بعدهم إلى يومنا هذا معمول ومشهور است ومشايخ طريقت بدان وصيت كرده اند. وشيخ جلال الدين سيوطي در عمل اليوم والليلة گفته كه بخواند در ركعات صلاة تسبيح سوره إلهكم التكاثر والعصر والكافرون والاخلاص وبايد كه تسبيحات مذكوره كه در ركوع ودر سجود بخواند بعد از تسبيح ركوع وسجود كه در جميع نمازها خوانده مى شود بخواند وهمچنين بعد ركوع سمع الله لمن الله حمده ربنا لك الحمد را خوانده تسبيحات مذكوره را بخواند ودر تشهد اين نماز بعد التحيات پيش از سلام اين دعا آمده است.

(٢) عن عبد الله بن ابي أوفى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كانت له حاجه إلى الله او إلى احد من بني آدم ...» سنن الترمذي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الحاجة ، ح ٤٧٩ ، ٢ / ٣٤٤.

(٣) هو عثمان بن حنيف بن وهب الانصاري الاوسي ، ابو عمرو ، توفي بالكوفة بعد عام ٤١ ه‍ بعد ٦٦١ م. صحابي جليل ، شهد أحدا وغيرها من المعارك. تولى على البصرة. الاعلام ٤ / ٢٠٥ ، الاصابة ٣ ٨٩ ، التاج ٦ / ٧٨ ، تهذيب التهذيب ٧ ١١٢.

(٤) عن عثمان بن حنيف ان رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ادع الله لي ان يعافيني فقال : إن شئت دعوت ... وإن شئت صبرت ... ـ

٤٣

رواه الترمذي كذا في شرح المنية (١) لإبراهيم الحلبى (٢). انتهى من الحموي.

صلاة الضّحى : [في الانكليزية] Morning prayer ـ [في الفرنسية] priere de la matinee

أي الصلاة التي تؤدّى في وقت الضّحى.

اعلم أنّه من المتعارف عليه بين الناس أداء صلاتين من النوافل في أول النهار ؛ الأولى : في بداية النهار بعد طلوع الشمس وارتفاعها مقدار رمح أو رمحين وهذه يسمونها : صلاة الإشراق.

والثانية : بعد ارتفاع الشمس إلى ربع السماء لغاية النصف (أي قبيل الزوال) ويقال لهذه الصلاة : صلاة الضّحى ومعناها بالفارسية : «نماز چاشت» وفي أكثر الأحاديث يشمل اسم صلاة الضحى ، كلا الصلاتين ، وفي بعض الأحاديث ورد اسم صلاة الإشراق.

وجاء في تفسير البيضاوي : بأنّ جناب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى صلاة الضّحى وقال : هذه صلاة الإشراق. وذلك حين دخوله بيت أمّ هانئ يوم فتح مكة وذلك وقت الضحى.

وجاء في الحديث أيضا : كلّ من يؤدّي صلاة الفجر في جماعة ثم يجلس يذكر الله إلى طلوع الشمس ثم بعد ذلك يؤدي ركعتين فله أجر حجّة وعمرة. «وقد صحّح هذا الحديث».

كما صحّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه صلّى في كلا الوقتين ورغّب أمّته في ذلك.

والظاهر هو أنّ الوقت هو واحد والصلاة أيضا واحدة ، وتبدأ من الإشراق ويمتد حتى انتصاف النهار (قبيل الزوال) ، وبما أنّه قد أدّى الصلاة في بداية الوقت ونهايته ؛ فمن هنا نشأ الظنّ بأنّهما وقتان وصلاتان. وأما ما قيل حول اختلاف العلماء حول صلاة الضحى ، فبعضهم أثبتها ونفاها آخرون. وبعضهم قال : إنّها سنّة.

وآخرون قالوا : بأنّها بدعة. فالظاهر أنّ الخلاف إنّما هو في الصلاة الأخيرة التي هي صلاة الضحى وليس في الصلاة الأولى المسمّاة : صلاة الإشراق ، لأنّ بعضهم قال بأنّها : سنّة مؤكّدة.

وأمّا الأحاديث حول عدد الركعات فقد وردت روايات متعدّدة. ففي بعضها ورد بأنّها ركعتان وفي بعضها ست ركعات ، وفي بعضها الآخر : ثمان ركعات. كما ورد في بعضها عشر وأخرى : اثنا عشر ركعة. وفي كلّ منها ذكر ثواب عظيم لفاعلها.

وفي المواهب اللّدنية ورد أنّ صلاة الضحى قد جاء فيها أحاديث كثيرة صحيحة مشهورة إلى حدّ أنّها تصل إلى درجة التواتر المعنوي ، وقالوا : إنّ هذه صلاة الأنبياء السّابقين عليهم الصلاة والسلام. هكذا في مدارج النبوة في بيان عبادات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقد ورد في أخبار فتح مكة أنّ الثابت هو أنّ أداء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصلاة الضحى لم يكن مستمرا ، ولكنّ صلاة الإشراق كانت مستمرّة

__________________

ـ سنن الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ١١٩ ، ح ٣٥٧٨ ، ٥ / ٥٦٩ ، سنن ابن ماجه ، كتاب الإقامة ، باب ما جاء في صلاة الحاجة ، ح ١٣٨٥ ، ١ ٤٤١. رواه ابن ماجه واحمد في المسند ، ٤ / ١٣٨ ، بلفظ : إن شئت اخّرت لك وهو خير ، وان شئت دعوت لك.

(١) شرح المنية : غنية المتملي شرح منية المصلي : لابراهيم بن محمد الحلبي (٩٥٦ ه‍). وهو شرح لكتاب «منية المصلي وغنية المبتدئ» لسديد الدين الكاشغري من القرن السابع الهجري. بروكلمان ، ج ٦ ، ص ٣٦٤ ـ ٣٦٥ هدية العارفين ، ج ١ ، ص ٢٧.

(٢) هو ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الحلبي. ولد بحلب ومات بالقسطنطينية عام ٩٥٦ ه‍ ١٥٤٩ م. فقيه حنفي. له العديد من المؤلفات. الاعلام ١ / ٦٦ ، إعلام النبلاء ٥ ٥٦٩ ، كشف الظنون ٢ / ١٨١٤ ، الشقائق النعمانية ٢ ٢٤.

٤٤

ومؤكّدة. انتهى من مدارج النبوة (١).

الصلاة الوسطى : [في الانكليزية]

Intermediate prayer (prayer of midday or of the morning) ـ [في الفرنسية]

priere mediane (priere du midi ou celle du matin)

وذلك كناية عن فضيلتها. وفي تعيين هذه الصلاة ثمّة اختلاف. ففي قول السيّدة عائشة أمّ المؤمنين وزيد بن ثابت الأنصاري رضي‌الله‌عنهما أنّها صلاة الظهر ، والسبب أنّه يوجد قبلها صلاتان : إحداهما ليلية والثانية نهارية ، أي العشاء والفجر. ثم بعدها صلاتان على نفس المنوال أي العصر والمغرب. وثمّة أحاديث مؤيّدة لرأيهما.

وهي عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابن عباس ، رضي‌الله‌عنهم أنّها صلاة الصبح وذلك لأنها بين صلاتين نهاريتين وصلاتين ليليتين فتكون صلاة الصبح هي الحدّ الفاصل بينهما ، وبيان ذلك أنّها أي صلاة الصبح تعتبر نهارية من وجه ، أي باعتبار الشرع الذي يرى أنّ الفجر الصادق هو بداية النهار ، وهي من جهة أخرى ليلية باعتبار العرف واللغة حيث يعتبر بداية النهار من طلوع الشمس.

ولكن الصلاة الوسطى في رأي أكثر العلماء من الصّحابة والتابعين والأئمّة كأبي حنيفة وأحمد وغيرهم إنّما هي صلاة العصر.

وعلى هذا الرأي يحمل قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ، ودليلهم أحاديث كثيرة ، منها : ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم الخندق : «حبسونا عن الصلاة الوسطى (صلاة العصر) ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا» ، متفق عليه.

إذن في هذه الحالة لم يبق مجال للاختلاف ، وإنّما يمكن أن يكون الاختلاف فيما بين الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم حول تعيين المقصود بالصلاة الوسطى إنّما كان قبل سماع هذا الحديث ، وإنّما اجتهدوا في تأويل الآية ، ولكن بعد ثبوت هذا الحديث فقد تعيّن

__________________

(١) بمعنى نماز چاشت است بدان كه متعارف ميان مردم در اوّل نهار از نوافل دو نماز است يكى در اوّل روز بعد از طلوع آفتاب وبلند شدن وى قدر يك دو نيزه واين را صلاة الاشراق گويند ديگر بعد از بلند شدن آفتاب مقدار ربع آسمان تا انتصاف آن واين را صلاة ضحى ونماز چاشت گويند ودر اكثر احاديث همين اسم صلاة الضحى شامل هر دو نماز در هر دو وقت آمده ودر بعضى احاديث صلاة الاشراق. ودر تفسير بيضاوي آورده كه آن حضرت گذارد نماز ضحى را وگفت هذه صلاة الاشراق وآن در آمدن آن حضرت در خانه أم هانئ روز فتح مكه در وقت چاشت بود ودر حديث آمده كه هركه مى گذارد نماز فجر در جماعت پس تر بنشيند براى ذكر خدا تا طلوع كند آفتاب وبگذارد دو ركعت را باشد او را مثل اجر حج وعمره وبصحت رسيده كه حضرت پيغمبر صلى‌الله‌عليه‌وسلم در هر دو وقت نماز كرده وامت را بدان ترغيب نموده وظاهر آن است كه اين يك وقت است ويك نماز كه اوّل وى اشراق است وآخر وى تا قبل انتصاف نهار وچون در بعضى اوقات در هر دو وقت نماز گذارد ازينجا گمان بردند كه مگر اينجا دو وقت ودو نماز است وآنچه گفته اند كه علماء را اختلاف است در صلاة ضحى بعضى اثبات كرده وبعضى نفي نموده وبعضى سنت گفته وبعضى بدعت پس ظاهر آنست كه اين اختلاف در نماز اخير است كه آن را نماز چاشت ميگويند نه در نماز اوّل كه آن را نماز اشراق مى نامند چه اين را بعضى از سنن مؤكده دانسته اند واحاديث در عدد ركعات مختلف آمده در بعضى روايات دو ركعت آمده ودر بعضى شش ودر بعضى هشت ودر بعضى ده ودر بعضى دوازده وبر هركدام ثوابهاى عظيم وارد گشته. ودر مواهب لدنيه گفته كه وارد شده است در نماز چاشت احاديث كثيرة صحيحة مشهورة تا آنكه اخبار درين باب به درجه تواتر معنوي رسيده وگفته اند كه اين نماز انبياي سابقين است كه پيش از آن حضرت بوده اند هكذا في مدارج النبوة في بيان عبادات النبي ودر ذكر فتح مكه معظمه مذكور است كه تحقيق آنست كه گذاردن نماز چاشت از آن حضرت دائمي نبوده اما نمازى كه آن را نماز اشراق گويند دائم بود وبر سر تأكيد بود انتهى من مدارج النبوة.

٤٥

المراد بأنّها صلاة العصر. هكذا في شرح المشكاة للشيخ عبد الحقّ الدهلوي (١).

صلاة التّهجّد : [في الانكليزية] Night prayer ـ [في الفرنسية] priere noctione

وهي التي يقال لها أيضا صلاة الليل.

اعلم أنّه وردت روايات مختلفة حول قيام الليل الذي كان يفعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعن وقتها وكيفية أدائها. وللمصلّين الخيار فيها. فكيفما أدّاها فقد حصل على شرف اتباع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وإذا اتبع أسلوب التنويع بأن يؤدّيها في كلّ مرّة بشكل مختلف عن الآخر فهو أوفق وأنسب.

فمرة ١٣ ركعة ، ومرة ١١ ركعة أو تسع ركعات أو سبعة أو خمسة. ولا يزيد عن ١٣ ركعة ، وكلّ هذه الأعداد هي وتر (مفردة) بسبب ركعة الوتر. إذن فعلى هذا التقدير : صلاة الليل لا تقلّ عن ركعتين ولا تزيد عن عشرة وقد كانت هذه الصلاة فرضا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، هكذا في شرح المشكاة للشيخ عبد الحق. وأصل التهجّد وإحياء الليل بدون تعيين مدة ولا تعيين لعدد الركعات ولا لمقدار القراءة المسنونة المؤكّدة.

وقد كان عمل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعمل الصحابة بحسب قوتهم واستعدادهم ونشاطهم المختلف.

وقد وردت في بعض الروايات أنّه يكفي قراءة آخر آيتين في سورة البقرة في صلاة التهجّد ، كما ورد أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أيعجز أحدكم عن أن يقرأ كلّ ليلة ثلث القرآن؟ فقال الصحابة : إنّ قراءة ثلث القرآن كل ليلة صعب جدا. فأجابهم : إنّ سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن من حيث الثواب. ولهذا فقد اعتاد أكثر المشايخ أن يقرءوا هذه السورة في صلاة التهجّد في أكثر الأوقات. ولهذا عدة أساليب ؛

الأول : أن يقرأ الإخلاص بعد الفاتحة ثلاث مرات في كل ركعة.

الثاني : في الركعة الأولى تقرأ اثني عشر مرة ثم يقلّل ذلك في الركعات التالية مرة مرة ، بحيث يقرأها في الركعة الأخيرة مرة واحدة.

الثالث : أن يقرأها في الركعة الأولى مرة واحدة ثم يزيدها في كلّ ركعة مرة حتى يصل إلى الركعة الثانية عشرة فيقرأها اثني عشرة مرة.

وهذا الأسلوب مرفوض عند الفقهاء لأنّه يجعل الركعة الثانية أكثر قراءة من الركعة الأولى وهذا خلاف الأولى.

وإنّ بعض المشايخ كان يرى قراءة سورة يا آيها المزّمّل مضافا إليها سورة الإخلاص.

وعن الصوفي شاه نقشبند منقول أنّه كان يأمر أتباعه بقراءة سورة يس في صلاة التهجّد وكان يرشدهم قائلا : في هذه الصلاة تجتمع ثلاثة قلوب.

__________________

(١) نماز ميانه كنايه از فضيلت آنست ودر تعيين صلاة وسطى اختلاف است نزد حضرت عايشه وزيد بن ثابت رضي‌الله‌عنهما نماز ظهر است بجهت آنكه پيش از ان دو نماز است يكى ليلي وديگر نهاري يعني عشاء وفجر وپس از وى نيز دو نماز بهمين صفت است يعني عصر ومغرب وبعضى حديث مؤيد قول ايشان است ونزد علي وابن عباس رضي‌الله‌عنهما نماز صبح است زيرا چه آن در ميان دو نماز روز ودو نماز شب است ونماز صبح حد مشترك است ميان آنها زيرا چه وقت آن من وجه روز است يعني در اعتبار شرع بجهت آنكه اعتبار روز در شرع از ابتداي وقت صبح صادق است ومن وجه شب است يعني در اعتبار لغت وعرف زيرا چه اعتبار روز در عرف ولغت از طلوع آفتاب است اما نزد اكثر علماء از صحابه وتابعين وابو حنيفه واحمد رضوان الله عليهم وجز ايشان نماز عصر است پس در قرآن مجيد نيز محمول بر اين خواهد بود يعني قوله تعالى (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) ودلائل ايشان احاديث بسيار است من جمله آن عن علي رضي‌الله‌عنه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم الخندق حبسونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا متفق عليه پس درين صورت مجال اختلاف نماند وغالبا اختلافى كه در ميان صحابه وتابعين رضوان الله عليهم در تعيين آن واقع است پيش از شنيدن اين حديث بود باجتهاد خود كه در تأويل قرآن مجيد كرده بودند وبعد ثبوت حديث متعين شد كه مراد نماز عصر است هكذا في شرح المشكاة للشيخ عبد الحق الدهلوي.

٤٦

الأول : قلب الليل أي نصف الليل ، والثاني : قلب القرآن أي سورة يس ، والثالث : قلب المريد المؤمن. فإذا تحقّق ذلك تحقّق للمريد الطلب ، هكذا في التفسير العزيزي (١).

الصّلاح : [في الانكليزية] probity ، integrity ، piety ـ [في الفرنسية] Probite ، piete

هو سلوك طريق الهدى. وقيل هو استقامة الحال على ما يدعو إليه العقل والشرع.

والصالح القائم بما عليه من حقوق العباد (٢) وحقوق الله تعالى ، كذا في كليات أبي البقاء.

الصّلة : [في الانكليزية] Relation ، contact ، conjuction ـ [في الفرنسية] Relation ، rapport ، conjonction

بكسر الصّاد في اللغة الفارسية بمعنى : الاتصال ، والوصل ، والقرابة ، والهدية ، والعطية ، والأجرة ، كما في الصراح وكنز اللغات (٣). وفي الكفاية حاشية الهداية في باب الحج عن الغير : الصلة عبارة عن أداء مال ليس بمقابلة عوض مالي كالزكاة وغيرها من النّذور والكفّارات.

وعند أهل العربية تطلق على حرف زائد في الأطول في باب الإسناد الخبري في شرح قول التلخيص التلخيص استغنى عن مؤكّدات الحكم وحروف الصلة أعني الزوائد. قال الچلپي في حاشية المطول : هناك اصطلح النحاة على تسمية حروف معدودة مقرّرة فيما بينهم مثل إن وأن والباء في مثل كفى بالله شهيدا ونظائرها بحروف الصّلة لإفادتها تأكيد الاتصال الثابت ، وبحروف الزيادة لأنّها لا تغيّر أصل المعنى بل لا يزيد بسببها إلاّ تأكيد المعنى الثابت وتقويته فكأنّها لم تفد شيئا. ولمّا لم يلزم الاطّراد في وجه التسمية لم يتّجه اعتراض الرضي أنّه يلزم أن يعدّوا على هذا أنّ ولام الابتداء وألفاظ التأكيد أسماء كانت أو لا زوائد ، انتهى كلامه. وعلى هذا المعنى يقول أهل اللغة الباء هاهنا صلة زائدة ، وتطلق أيضا على حرف جرّ يتعدّى به الفعل وما أشبهه. فمعنى الفعل الذي يحتاج إلى الصلة لا يتمّ بدونها. ولهذا قيل في في قولنا دخلت في الدار صلة لدخلت كما أنّ عن صلة لضدّه أعني خرجت ، فيكون في الدار مفعولا به لا مفعولا فيه. هكذا يستفاد من الفوائد الضيائية وحاشيته

__________________

(١) وآن را صلاة الليل نيز گويند بدان كه در نماز شب از آن حضرت صلى‌الله‌عليه‌وسلم روايات مختلفة آمده ودر هر وقتى بنوعى گذارده ومصلي مخير است دران بهر نوعى كه تمسك كند شرف اتباع دريابد واگر در اوقات مختلفه بهر نوعى از ان دست دهد اوفق وانسب باشد سيزده ويازده ونه وهفت وپنج واز سيزده بيشتر نبود واين همه اعداد طاق بجهت دخول وتر است پس بر اين تقدير صلاة ليل كم از دو وزياده از ده نخواهد بود واين نماز بر آن حضرت فرض بود هكذا في شرح المشكاة للشيخ عبد الحق. واصل تهجد وشب بيداري بى تعيين مدت وبى تعيين عدد ركعات وبى تعيين قدر قراءت مسنون مؤكد است وعمل آن حضرت وصحابه بحسب قوت واستعداد ونشاط مختلف مانده ودر بعضى روايات وارد است كه هركه دو آيت آخر سوره بقره را در نماز تهجد بخواند او را كفايت مى كند ونيز وارد است كه آن حضرت فرمودند آيا از شما نمى تواند شد كه سوم حصة قرآن هر شب خوانده باشد صحابه عرض كردند كه سيوم حصة قرآن هر شب بسيار دشوار است فرمودند كه سوره (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) برابر سوم حصة قرآن است در ثواب ولهذا اكثر مشايخ اين سوره را در نماز تهجد اكثر اوقات معمول داشته اند واين را چند طريق است اوّل آنكه بعد سوره فاتحه در هر ركعت سه بار اين سوره را بخوانند دوم آنكه در ركعت اوّل دوازده بار خوانند وبعد از ان يك يك بار در هر ركعت كم كنند تا آنكه در ركعت اخير كه دوازدهم است يكبار خوانده شود سيوم آنكه در ركعت اوّل يكبار بعد از آن در هر ركعت يك يك بار بيفزايند تا در ركعت اخير كه دوازدهم است دوازده بار واقع شود اما نزد فقهاء اين طريق مقبول نيست زيرا چه ركعت دوم از ركعت اوّل درازتر ميگردد واين ترك افضل است وبعضى مشايخ در هر ركعت سوره مزمل را با سوره اخلاص ضم كنند. واز خواجه نقشبند منقول است كه ياران خود را بخواندن سوره يس در نماز تهجد مى فرمودند وارشاد مى كردند كه چون درين نماز سه دل جمع شود مطلب حاصل شود اوّل دل شب كه نيم شب است دوم دل قرآن كه سوره يس است سوم دل مرد با ايمان كه دران مصروف است هكذا في التفسير العزيزي.

(٢) وحقوق العباد (م)

(٣) في اللغة پيوستن وپيوند وخويشي وهديه دادن وعطا دادن ومزد كما في الصراح وكنز اللغات.

٤٧

لمولانا عبد الغفور في بحث المفعول فيه.

وتطلق الصلة أيضا على جملة خبرية أو ما في معناها متصلة باسم لا يتمّ ذلك الاسم جزءا إلاّ مع هذه الجملة المشتملة على ضمير عائد إليه ، أي إلى ذلك الاسم ، ويسمّى حشوا أيضا ، وذلك الاسم يسمّى موصولا. فقولنا جزءا تمييز أي متصلة باسم لا يتمّ من حيث جزئيته أي لا يكون جزءا تاما من المركّب. والمراد بالجزء التام ما لا يحتاج في كونه جزءا أوليا ينحلّ إليه المركّب أولا إلى انضمام أمر آخر معه كالمبتدإ والخبر والفاعل والمفعول وغيرها. وإنّما نفي كونه جزءا تاما لا جزءا مطلقا لأنّه إذا كان مجموع الموصول والصلة جزءا من المركّب يكون الموصول وحده أيضا جزءا ، لكن لا جزءا تاما أوليا.

قيل هذا إنّما يتمّ لو كان المبتدأ والخبر والمفعول مجموع الصّلة والموصول وليس كذلك ، بل هو الموصول والصّلة تفسير مزيل لإبهامه ولا نصيب له من إعراب الموصول ، فالأولى أن يقال يتمّ من الأفعال الناقصة وجزءا خبره ومعناه ، لا يكون ذلك الاسم جزءا من المركب إلاّ مع هذه الجملة. وإنّما قيل من المركّب لأنّه لو قيل من الكلام لم يشتمل الفضلة لأنّ الفضلة ليست جزءا من الكلام. نعم إنّه جزء من المركّب. لا يقال تعريف الصلة يصدق على الجملة الشرطية المتصلة بأسماء الشرط نحو من تضربه أضربه ، لأنّا نقول من في قولنا من تضرب أضرب مفعول تضرب ، فهو جزء بدون جملة. وقولنا على ضمير الخ يخرج مثل إذ وحيث إذ هما لا يقعان جزءا من التركيب إلاّ مع جملة خبرية مضافة إليهما ، لكن لا تشتمل تلك الجملة على الضمير العائد إليهما. مثال الجملة الخبرية قولنا الذي ضربته زيد. ومثال ما في معناها كاسم الفاعل واسم المفعول قولنا : الضارب زيدا عمرو والمضروب لزيد عمرو. وهذا التعريف أولى مما قيل الصّلة جملة مذكورة بعد الموصول مشتملة على ضمير عائد إليه ، لأخذ الموصول في التعريف فيلزم الدور ، ولأنّه لم يقيّد فيه الجملة بالخبرية فيشتمل الإنشائية ، ولأنّه لا يشتمل ما في معناها. هذا خلاصة ما في شروح الكافية.

وهذا الموصول هو الموصول الاسمي وعرّف بأنّه اسم لا يتمّ جزءا إلاّ مع صلة وعائد. وأمّا الموصول الحرفي فقد عرّف بما أوّل مع ما يليه من الجمل بمصدر كأن الناصبة وما المصدرية ، فخرج نحو صه ومه على قول من يؤوّله بمصدر ، والفعل الذي أضيف إليه الظرف نحو يوم ينفع الصادقين ، لأنّ ذلك مؤول بالمصدر بنفسه لا مع ما يليه ، وهذا الموصول لا يحتاج إلى العائد بل لا يجوز أن يعود إليه شيء ، ولا يلزم أن تكون صلته جملة خبرية في قول سيبويه وأبي علي ، ويلزم ذلك عند غيرهما كما في الموصول الاسمي. ثم الموصول مطلقا لا يتقدّم عليه صلته لا كلاّ ولا بعضا لأنّهما كجزئي الاسم ثبت لأحدهما التقدّم لأنّ الصلة لكونها مبنية للموصول يجب تأخيرها عنه ، فهما كشيء واحد مرتّب الأجزاء ، كذا ذكر مولا زاده (١) في حاشية المختصر (٢).

الصّلح : [في الانكليزية] Peace ، reconciliation ، arrangement ـ [في الفرنسية] Entente ، concordat ، paix

بالضم وسكون اللام في اللغة اسم من المصالحة خلاف المخاصمة مأخوذ من الصّلاح

__________________

(١) مولا زاده : هو عثمان ملا زاده الخطابي (٩٠١ ه‍). من تصانيفه حاشية المختصر. بروكلمان ، ٥ / ٢٤٩ ، ٢٦١.

(٢) حاشية المختصر : لعثمان ملا زاده الخطابي (٩٠١ ه‍). والكتاب تعليق على «الشرح المختصر» أو «عروس الافراح» للتفتازاني (٧٩١ ه‍) الذي هو شرح للجزء الثالث من كتاب «مفتاح العلوم» لسراج الدين ابو يعقوب يوسف بن ابي بكر بن محمد بن علي السكاكي (٦٢٦ ه‍). بروكلمان ، ج ٥ ، ص ٢٤٩ ـ ٢٦١.

٤٨

وهو الاستقامة. يقال صلح الشيء إذا زال عنه الفساد. وفي الشريعة عقد يرفع النزاع أي يكون المقصود ، والغرض منه رفع النزاع ، فلا يرد هبة الدّين ممن عليه الدّين بعد المطالبة والدعوى ، فإنّه يرتفع النزاع بذلك أيضا. لكن المقصود الأصلي من الهبة مطلقا ليس رفع النزاع ، كذا ذكر في البرجندي.

اعلم أنّ الصلح باعتبار أحوال المدّعى عليه على ثلاثة أضرب ، لأنّ الخصم وقت الدعوى إمّا أن يجيب أو يسكت ، والأوّل إمّا بالإقرار أو الإنكار. فالأول أي الصلح بالإقرار فحكمه كالبيع إن وقع عن مال بمال لوجود معنى البيع وهو مبادلة المال بالمال بالتراضي فتجرى فيه أحكام البيع كالشّفعة والرّدّ بالعيب وخيار الرؤية والشرط ، وحكمه كالإجارة ، فيشترط التوقيت ويبطل بموت أحدهما وبهلاك المحلّ في المدة. والثاني والثالث أي الصلح على الإنكار والسكوت معاوضة في حقّ المدّعي وفداء يمين وقطع نزاع في حقّ المدّعى عليه ، فلا شفعة في صلح عن دار لأنّ المدّعى عليه يزعم أنّ تلك الدار ملكه ، وغرضه بالصلح استبقاء ملكه على ما كان ، وتجب في صلح على دار لأنّ المدّعي يأخذ تلك الدار عوضا عن ملكه فيؤاخذ على زعمه.

ثم الصلح باعتبار بدليه على أربعة أوجه.

إمّا أن يكون عن معلوم على معلوم وهو جائز لا محالة. وإما أن يكون عن مجهول على مجهول ، فإن لم يحتج فيه إلى التسليم مثل أن يدّعي حقّا في دار رجل وادّعى المدّعى عليه حقا في الأرض بيد المدعي فاصطلحا على ترك الدعوى من الجانبين جاز. وإن احتيج إليه وقد اصطلحا على أن يدفع أحدهما مالا ولم يبيّنه أو على أن يسلّم إليه ما ادّعاه لم يجز لأنّ الجهالة فيه تمنع التسليم والتسلّم. وإمّا أن يكون عن مجهول على معلوم وقد احتيج فيه إلى التسليم كما إذا ادّعى حقا في دار في يد رجل فاصطلحا على أن يعطيه المدّعي مالا معلوما ليسلّم المدّعى عليه ما ادّعاه وهو لا يجوز ، وإن لم يحتج فيه إلى التسليم كما إذا اصطلحا في هذه الصورة على أن يترك المدّعي دعوه بمال معلوم يعطيه المدّعى عليه فهذا جائز. وإمّا أنّ يكون عن معلوم على مجهول وقد احتيج إلى التسليم لا يجوز وإن لم يحتج إليه جاز.

والأصل في ذلك أنّ الجهالة المفضية إلى المنازعة الممانعة عن التسليم والتسلّم مفسدة ، والجهالة التي ليست هذه صفتها لا تكون مفسدة ، هكذا في العناية شرح الهداية والطحاوي شرح الدر المختار. والصّلح عند الصوفية عبارة عن قبول الأعمال والعبادات ، كما وقع في بعض الرسائل (١).

صلصلة الجرس : [في الانكليزية] Chime of a bell ـ [في الفرنسية] Carillonnement de cloche

عند الصوفية هي انكشاف الصفة القادرية عن ساق بطريق التجلّي بها على ضرب من العظمة ، وهي عبارة عن بروز الهيبة القاهرية ، وذلك أنّ العبد الإلهي إذا أخذ أن (٢) يتحقّق بالحقيقة القادرية برزت له في مبادئها صلصلة الجرس ، فيجد أمرا يقهره بطريق القوة العظموية (٣) ، فيسمع لذلك أطيطا من تصادم الحقائق بعضها على بعض كأنّها صلصلة الجرس في الخارج. وهذا مشهد منع القلوب عن الجرأة

__________________

(١) وصلح نزد صوفيه عبارتست از قبول اعمال وعبادات كما وقع في بعض الرسائل.

(٢) أن (م).

(٣) العظموتية (م).

٤٩

على الدخول في الحضرة العظموية (١) لقوّة قهره الواصل (٢) إليها ، فهي الحجاب الأعظم التي (٣) حالت بين المرتبة الإلهية وبين قلوب عباده ، ولا سبيل إلى انكشاف المرتبة الإلهية إلاّ بعد سماع صلصلة الجرس ، كذا في الإنسان الكامل.

الصّلم : [في الانكليزية] Retrenchment (in prosody) ـ [في الفرنسية] Retranchement (en prosodie)

بالفتح وسكون اللام عند أهل العروض سقوط الوتد المفروق من آخر الجزء ، والجزء الذي فيه الصّلم يسمّى أصلم ، فيبقى من مفعولات بضم التاء مفعو ، ولكونه مهملا يوضع موضعه فعلن على ما هو عادتهم ، هكذا في رسائل العروض العربية والفارسية.

الصّليب : [في الانكليزية] Cro ـ [في الفرنسية] Croix

هو ما يعلّقه النصارى على صدورهم. وفي الاصطلاح : شكل يتألّف من تقاطع خطّ المحور وخطّ الإستواء في الفلك. ويقال له : صليب الأفلاك والصليب الأكبر.

وفي المؤيّد : هو تقاطع الميل الشمالي مع الميل الجنوبي ، وتقاطع فلك التدوير يمكن أن يقال أيضا. كذا في كشف اللغات. وفيه أيضا والصليبي : هو خطّ له أربعة زوايا ، وقيل ثلاثة ، وقيل هيئة من تقاطع خطّ الإستواء مع خط المحور (٤)

الصّليتية (٥) : [في الانكليزية] Al ـ Salitiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Salitiyya (secte)

فرقة من الخوارج العجاردة أصحاب عثمان بن الصلت بن الصامت (٦). وقيل أصحاب الصّلت بن الصامت ، وهم كالعجاردة ، لكن قالوا من أسلم واستجار بنا تولّيناه وبرئنا من أطفاله حتى يبلغوا فيدعوا إلى الإسلام فيقبلوا. وروي عن بعضهم أنّ الأطفال سواء كانوا للمؤمنين أو للمشركين لا ولاية لهم ولا عداوة بهم حتى يبلغوا فيدعوا إلى الإسلام فيقبلوا أو ينكروا ، كذا في شرح المواقف (٧).

الصّميم : [في الانكليزية] Combust ـ [في الفرنسية] combuste

عند المنجمين : هو أن يكون كوكب على بعد أقلّ من ست عشرة دقيقة من مركز الشمس في الاحتراق حتى يجاوز هذا القدر.

والتصميم : من القوى الذاتية الكواكب ، ودليل غاية القوة والسعادة وذلك لأنّ الشخص الذي يكون في هذه المنزلة يأخذ مكانا في قلب الملك ، وأمّا صميمتا عطارد فهما أقوى لأنّهما بمثابة شمسين (٨). هكذا في الشجرة وكفاية

__________________

(١) العظموتية (م).

(٢) للواصل (م).

(٣) الذي (م).

(٤) الصليب چليپا كه ترسايان بر خود بندند ودر اصطلاح شكلى كه از تقاطع خط محور وخط استواء در فلك پديد آيد وآن را صليب الافلاك نيز گويند وصليب اكبر نيز نامند. وفي المؤيد تقاطع ميل شمالي وتقاطع ميل جنوبي وتقاطع فلك تدوير را نيز توان گفت كذا في كشف اللغات وفيه أيضا وصليبي خط چهار گوشه وقيل سه گوشه وقيل هيئتي كه از تقاطع خط استواء وخط محور حاصل شود.

(٥) الصلتية (م ، ع).

(٦) هو عثمان بن الصلت او الصلت بن ابي الصلت ، وقيل عثمان بن ابي الصلت ، زعيم فرقة الصلتية من خوارج العجاردة.

التبصير ٥٦ ، الملل ١٢٩ ، مقالات الاسلاميين ١ ١٦٦ ، الفرق بين الفرق ٩٧.

(٧) فرقة من الخوارج العجاردة اتباع صلت بن عثمان. قالوا بموالاة كل من كان على مذهبهم وغير ذلك من الآراء. التبصير ٥٦ ، الفرق ٩٧ ، الملل ١٢٩ ، المقالات ١ / ١٦٦.

(٨) نزد منجمين آنست كه بعد كوكب كمتر از شانزده دقيقه بود وقتى كه مركز او بمركز آفتاب رسد در احتراق تا اين قدر بگذرد.

وتصميم از قوتهاي ذاتيه كواكب است ودليل غايت قوت وسعادتست براى آنكه بدان منزلت است كه كسى در دل پادشاه جاي گيرد. وصميمتين عطارد قوى تر است كه كه به مثابه دو شمس باشد.

٥٠

التعليم وقد سبق أيضا في لفظ الشعاع.

الصّناعات الخمس : [في الانكليزية]

The five arts (logic, dialectics, rhetoric, poetics, sophistics) ـ [في الفرنسية]

Les cinq arts (logique, dialectique rhetorique, poetique, sophistique)

عند المنطقيين هي البرهان والجدل والخطابة والشّعر والمغالظة ويجيء أيضا في لفظ المغالطة. ووجه الضّبط في الخمس أنّ مقدمات القياس إمّا أن يفيد تصديقا أو تأثيرا آخر غير التصديق ، أعني التخييل. فالثاني الشعر ، والأوّل إمّا أن يفيد ظنّا أو جزما ، فالأوّل الخطابة ، والثاني إمّا أن أفاد (١) جزما يقينيا أو جزما غير يقيني ، فالأوّل البرهان والثاني إن اعتبر (٢) فيه عموم الاعتراف من العامة أو التسليم من الخصم أو لا ، فالأوّل الجدل والثاني المغالطة ، هكذا في شرح التهذيب لليزدي.

الصّناعة : [في الانكليزية] Craft ، art.technique ـ [في الفرنسية] Metier ، art ، technique

بالكسر في الأصل الحرفة ، وبالفارسية : پيشه كما وقع في الصراح. وعلى هذا قيل الصّناعة في عرف العامّة هي العلم الحاصل بمزاولة العمل كالخياطة والحياكة والحجامة ونحوها ممّا يتوقّف حصولها على المزاولة والممارسة. ثم الصناعة في عرف الخاصة هي العلم المتعلّق بكيفية العمل ؛ ويكون المقصود منه ذلك العمل سواء حصل بمزاولة العمل كالخياطة ونحوها أو لا كعلم الفقه والمنطق والنحو والحكمة العملية ونحوها ممّا لا حاجة فيه إلى حصوله إلى مزاولة (٣) الأعمال. وقد يقال كلّ علم مارسه الرجل حتى صار كالحرفة له يسمّى صناعة له ، هكذا يستفاد من الچلپي حاشية المطول. وقال أبو القاسم في حاشية المطول الصناعة اسم للعلم الحاصل من التمرّن على العمل. وقد تفسّر بملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما لنحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب الإمكان.

والمراد (٤) بالموضوعات آلات يتصرّف بها سواء كانت خارجية كما في الخياطة أو ذهنية كما في الاستدلال ، وإطلاقها على هذا المعنى شائع وإطلاقها على مطلق ملكة الإدراك لا بأس به.

وقيل الصناعة ملكة نفسانية تصدر عنها الأفعال الاختيارية من غير رويّة ، كذا في الجرجاني.

الصّنع : [في الانكليزية] Creation ـ [في الفرنسية] creation

بالضم وسكون النون هو إيجاد شيء مسبوق بالعدم ، وقد سبق بيانه في لفظ الإبداع.

الصّنف : [في الانكليزية] Species ـ [في الفرنسية] Espece

بالفتح والكسر وسكون النون عند المنطقيين هو النوع المقيّد بقيد كلّي عرضي كالتركي والهندي كما في شرح الوقاية في باب الوكالة بالبيع والشراء وكتب المنطق. قال في شرح الطوالع في بحث القياس : اعلم أنّ الجزئيات المندرجة تحت الكلّي إمّا أن يكون تباينها بالذاتيات أو بالعرضيات أو بهما ، والأول يسمّى أنواعا ، والثاني أصنافا ، والثالث أقساما انتهى. فعلى هذا الصنف كلّي مقول على كثيرين متفقين بالحقائق دون العرضيات والمآل واحد.

الصّنم : [في الانكليزية] Idol ـ [في الفرنسية] Idole

بفتح الصاد والنون وبالفارسية : بت. وعند الصوفية هو كلّ ما يشغل العبد عن الحقّ. وفي

__________________

(١) يفيد (م ، ع).

(٢) إما أن يعتبر (م ، ع).

(٣) بمزاولة (م ، ع).

(٤) المقصود (م ، ع).

٥١

مجمع السلوك ما شغلك عن الحقّ فهو صنم انتهى.

يعني كلّما يمنعك عن ذكر الحقّ وتجلّيات أسمائه وصفاته تعالى فذلك هو صنمك ، لأن كلّ من أنت في قيده فأنت عبده ، كما في شرح عبد اللطيف على المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي.

ويقول في كشف اللغات : الصّنم في اصطلاح السّالكين عبارة عن مظهر الوجود المطلق الذي هو الحق. إذن فالصنم من حيث الحقيقة هو حقّ وليس باطلا ولا عبثا. وعابد الصّنم الذي يقال له : عابد الحقّ بهذا الاعتبار لأنّه تجلّى له الحق بصورة الصّنم ، (وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ) ، فحين يصحّ ذلك فيكون الجميع عبّاد الحقّ ضرورة فافهم. انتهى.

وفي بعض الرسائل جاء أنّ الصّنم هو حقيقة روحية تجلّت في صورة الصّفات. وجاء أيضا أنّه أي الصّنم هو الشيخ الكامل (١).

الصّهر : [في الانكليزية] Alliance by women ـ [في الفرنسية] Alliance par les femmes

بالكسر وسكون الهاء في اللغة بمعني خسر كما في الصراح. وقال محمد وأبو عبيدة : صهر الشخص كلّ ذي رحم محرم من جانب عرسه ، ويدخل فيه أيضا كلّ ذي رحم محرم من زوجة أبيه وزوجة ابنه ، وزوجة كلّ ذي رحم محرم من ابنه ، فإنّ الكلّ أصهار كذا في الهداية. وذكر الإمام الحلواني أنّ الأصهار في عرفهم كلّ ذي رحم محرم من امرأته فيدخل أبوها وأخوها وغيرهما. وأما في عرفنا فلا يدخل فيه إلاّ أبوها وأمها ولا يسمّى غيرهما صهرا. وعن الفراء في قوله تعالى : (فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) (٢) النسب ما لا يحلّ نكاحه والصهر ما يحلّ نكاحه من القرابات كذا في جامع الرموز والبرجندي في كتاب الوصية.

الصّواب : [في الانكليزية] Just ، fair ، true ، righteous ـ [في الفرنسية] Juste ، vrai ، droit

هو يستعمل تارة بمعنى الأولى في مقابلة غير اللائق ، وتارة بمعنى الحقّ في مقابلة الخطأ كذا في بعض شروح الشمسية ، وقد سبق في لفظ الحقّ. الصواب لغة السّداد ، واصطلاحا هو الأمر الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. والفرق بين الصواب والصدق والحق أنّ الصواب هو الأمر الثابت في نفس الأمر الذي لا يسوغ إنكاره ، والصدق هو الذي يكون ما في الذهن مطابقا لما في الخارج ، والحقّ هو الذي يكون ما في الخارج مطابقا لما في الذهن ، كذا في الجرجاني.

الصّوت : [في الانكليزية] Voice ـ [في الفرنسية] Voix

بالفتح وسكون الواو ماهية بديهية لأنّه من الكيفيات المحسوسة. وقد اشتبه عند البعض ماهيته بسببه القريب أو البعيد ، فقيل الصوت هو تموّج الهواء. وقيل هو قلع أو قرع. والحقّ أنّ ماهيته ليست ما ذكر بل سبب الصوت القريب التموّج ، وليس التموّج حركة انتقالية من هواء واحد بعينه ، بل هو صدم بعد صدم ، وسكون بعد سكون ، فهو حالة شبيهة بتموّج الماء في

__________________

(١) يعنى آنچه بازدارد ترا از ذكر حق وتجليات اسمائى وصفاتي أو تعالى پس آن بت تست از آنكه هرچه تو در بند آني بنده آني كما في شرح عبد اللطيف على المثنوي للمولوي الرومي. ودر كشف اللغات گويد بت در اصطلاح سالكان عبارت است از مظهر هستى مطلق كه آن حق است پس بت من حيث الحقيقة حق باشد باطل وعبث نيست وبت پرست را كه حق پرست گويند ازين جهت كه حق بصورت بت ظهور نموده است وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه پس چون درست آمد بالضرورة جمله عابد حق باشند فافهم انتهى. ودر بعضى رسائل گويد صنم حقيقت روحيه را گويند در ظهور تجلي صورت صفاتي ونيز بمعني پير كامل آمده.

(٢) الفرقان ٥٤.

٥٢

الحوض إذا ألقي حجر في وسطه ، وإنّما [التموج] (١) كان سببا قريبا لأنّه متى حصل التموّج المذكور حصل الصوت ، وإذا انتفى انتفى ؛ فإنّا نجد الصوت مستمرا باستمرار تموّج الهواء الخارج من الحلق والآلات الصناعية ومنقطعا بانقطاعه ، كذا الحال في طنين الطست فإنّه إذا سكن انقطع لانقطاع تموّج الهواء.

وسبب التموّج قلع عنيف أي تفريق شديد أو قرع عنيف أي إمساس شديد إذ بهما ينقلب الهواء من المسافة التي يسلكها الجسم القارع أو المقلوع إلى الجنبتين بعنف ، وينقاد له أي لذلك الهواء المنقلب بإيجاد زمن الهواء ، إلى أن ينتهي إلى هواء لا ينقاد للتموّج ، فيقطع هناك الصوت كالحجر المرمي في وسط الماء. وذكر البعض أنّ الهواء المتموّج بهما على هيئة مخروطية قاعدته على سطح الأرض إذا كان المصوت ملاصقا به ورأسه في السماء ، فإذا فرض المصوت في موضع عال حصل هناك مخروطان تتطابق قاعدتهما ، ومن هذا التصوير يعلم اختلاف مواضع وصول الصوت بحسب الجوانب. وإنّما اعتبر العنف في القلع والقرع لأنّك لو قرعت جسما كالصوف مثلا قرعا لينا أو قلعته كذلك لم يوجد هناك صوت.

ثم الصوت كيفية قائمة بالهواء تحدث بسبب تموّجه بالقرع أو القطع يحملها الهواء إلى الصّماخ فيسمع الصوت لوصوله إلى السامعة لا لتعلّق حاسّة السّمع بذلك الصوت ، يعنى الإحساس بالصوت يتوقّف على أن يصل الهواء الحامل له إلى الصماخ لا بمعنى أنّ هواء واحدا بعينه يتموّج ويتكيّف بالصوت ويوصله إلى السامعة ، بل بمعنى أنّ ما يجاور ذلك الهواء المتكيف بالصوت يتموّج ويتكيّف بالصوت أيضا. وهكذا إلى أن يتموّج ويتكيّف به الهواء الراكد في الصماخ فتدركه السامعة [حينئذ] (٢).

وإنّما قلنا إنّ الإحساس الخ لأنّ من وضع فمه في طرف أنبوبة طويلة ووضع طرفه الآخر في صماخ إنسان وتكلّم فيه بصوت عال سمعه ذلك الإنسان دون غيره وما هو إلاّ لحصر الأنبوبة الهواء الحامل للصوت ومنعها من الانتشار والوصول إلى صماخ الغير. واعلم أنّ الصوت موجود في الخارج أي خارج الصماخ وإلاّ لم تدرك جهة أصلا. وتوهّم البعض أنّ التموّج الناشئ من القرع أو القلع إذا وصل إلى الهواء المجاور للصّماخ حدث في هذا الهواء بسبب تموّجه الصوت ، ولا وجود له في الهواء المتموّج الخارج عن الصّماخ. وتحقيق المباحث في شرح المواقف.

اعلم أنّ ما يخرج من الفم إن لم يشتمل على حرف فهو صوت ، وإن اشتمل ولم يفد معنى فهو لفظ ، وإن أفاد معنى فهو قول ، فإن كان مفردا فكلمة أو مركّبا من اثنين ولم يفد نسبة مقصودة فجملة ، أو أفاد فكلام كذا في كليات أبي البقاء.

والصوت عند النحاة لفظ حكي به صوت أو صوّت به سواء كان التصويت لزجر حيوان أو دعائه أو غير ذلك ، أو كان للتعجّب أو تسكين الوجع أو تحقيق التحسّر. فالألفاظ التي يسمّيها النحاة أصواتا ثلاثة أقسام. أحدها حكاية صوت صادر من الحيوانات العجم ، أو من الجمادات أي لفظ صوت به كصوت بهيمة أو طائر أو غيرهما ، ويشبه به إنسان بصوت غيرها كما يفعله بعض الصيادين عند الصيد لئلا تنفر الصيد. وليس المراد حكاية الصوت في نحو غاق صوت الغراب لأنّه اسم صوت لا صوت. وثانيها أصوات خارجة عن فم الإنسان

__________________

(١) التموج (+ م ، ع).

(٢) حينئذ (+ م ، ع).

٥٣

غير موضوعة وضعا بل تدلّ طبعا على معان في أنفسهم (١) كقول النادم أو المتعجّب وى ، وقول المستكره بشيء أفّ ، فإنّ النادم والمتعجّب يخرج عن صدره صوت شبيه بلفظ وى ، وكذا المستكره يخرج من فمه صوت شبيه بلفظ أف.

وثالثها أصوات يصوت بها الحيوان عند طلب شيء منه ، كما تقول نخ لإناخة البعير. وجميع هذه الأقسام مبنيات جارية مجرى الأسماء وليست أسماء حقيقية لعدم كونها دالة بالوضع مع امتناع الحكم بها أو عليها. إن قلت قد صرّح صاحب اللباب بكون الأصوات موضوعة ، قلت بعض الأصوات من نحو اح الخارجة عن فم الإنسان بمقتضى طبعه عند السّعال ، واوه الخارجة عنه عند الوجع ليس بموضوع البتّة فأمّا نحو نخ فيحتمل أن يكون موضوعا بأن اتفقوا على تعيينه لإناخة البعير ، وأن يكون خارجة عن فم الإنسان عند إناخة البعير خروج اح عند السّعال. والمحتمل أبدا يحمل على المحكم فيجعل الكلّ غير موضوع ردّا للمحتمل على المحكم. هكذا يستفاد من الهداية وشروح الكافية.

الصورة : [في الانكليزية] Form ـ [في الفرنسية] Forme

بالضمّ وسكون الواو في عرف الحكماء وغيرهم تطلق على معان. منها كيفية تحصل في العقل هي آلة ومرآة لمشاهدة ذي الصورة وهي الشّبح والمثال الشبيه بالمتخيّل في المرآة. ومنها ما يتميّز به الشيء مطلقا سواء كان في الخارج ويسمّى صورة خارجية ، أو في الذهن ويسمّى صورة ذهنيّة. وتوضيحه ما ذكره القاضي في شرح المصابيح في باب المساجد ومواضع الصلاة من أنّ صورة الشيء ما يتميّز به الشيء عن غيره ، سواء كان عين ذاته أو جزئه المميّز.

وكما يطلق ذلك في الجثّة يطلق في المعاني ، فيقال صورة المسألة كذا وصورة الحال كذا.

فصورته تعالى يراد بها ذاته المخصوصة المنزّهة عن مماثلة ما عداه من الأشياء كما قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (٢) انتهى كلامه. ومنها الصورة الذهنية أي المعلوم المتميّز في الذهن وحاصله الماهيّة الموجودة بوجود ظلّي أي ذهني كما في شرح المواقف في مبحث الوجود الذهني. وعلى هذا ، قيل : الصورة ما به يتميّز الشيء في الذهن ، فإنّ الأشياء في الخارج أعيان ، وفي الذهن صور. وعلى هذا وقع في بديع الميزان وحاشيته للصادق الحلواني صورة الشيء ما يؤخذ منه عند حذف المشخّصات أي الخارجية. وأمّا الذهنية فلا بد منها لأنّ كلّ ما هو حاصل في العقل فلا بد له من تشخّص عقلي ضرورة أنّه متمايز عن سائر المعلومات ، نصّ عليه العلامة التفتازاني. والمراد (٣) بالشيء معناه اللغوي لا العرفي. ومعنى التعريف صورة الشيء ما يؤخذ منه عند حذف المشخصات لو أمكنه ووجدت فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول صورة الجزئيات من حيث هي جزئيات ، بل من حيث هي كلّيات ، وكذا صورة الكلّيات من حيث هي معدومات انتهى.

اعلم أنّ القائلين بالوجود الذهني للأشياء بالحقيقة يأخذون الصورة بهذا المعنى في تعريف العلم ، ويقولون الصّور الذّهنية كلّية كانت كصور المعقولات أو جزئية كصور المحسوسات مساوية للصّور الخارجية في نفس الماهية مخالفة لها في اللوازم ، فإنّ الصور العقلية غير متمانعة في الحلول فيجوز حلولها معا بخلاف الصّور الخارجية ، فإنّ المتشكّل بشكل مخصوص يمتنع

__________________

(١) أنفسها (م).

(٢) الشورى / ١١.

(٣) المقصود (م ، ع).

٥٤

تشكّله بشكل آخر مع الشكل الأول ، بل الصّور العقلية متعاونة في الحلول فإنّ النفس إذا كانت خالية عن العلوم كان تصوّرها لشيء من الحقائق عسيرا جدا. وإذا اتصفت ببعض العلوم زاد استعدادها للباقي وسهل انتقاشها به. وأيضا تحلّ الكبيرة من الصور العقلية في محلّ الصغيرة منها معا ، ولذلك تقدر النفس على تخيّل السموات والأرض معا والأمور الصغيرة بالمرة الواحدة معا ، بخلاف الصورة المادية فإنّ العظيمة منها لا تحلّ في محلّ الصغيرة مجتمعة معها. وأيضا الصورة العقلية للكيفية الضعيفة لا تزول عن القوة المدركة بسبب حصول صورة الكيفية القوية فيها ، بخلاف الخارجية. وأيضا الصورة العقلية إذا حصلت في العاقلة لا يجب زوالها ، وإذا زالت سهل استرجاعها من غير حاجة إلى تجشّم كسب جديد بخلاف الخارجية. وأيضا الصورة العقلية كلّية بخلاف الخارجية. والقائلون بوجود الأشياء في الذهن لا بحسب الحقيقة بل بحسب المجاز يأخذون الصورة في تعريف العلم بالمعنى الأول ويجيء في لفظ العلم أيضا. ومنها الصورة الخارجية وهي إمّا قائمة بذاتها إن كانت الصورة جوهرية أو بمحلّ غير الذهن إن كانت الصورة عرضية ، كالصورة التي تراها مرتسمة في المرآة من الصورة الخارجية. ومنها أنّها تجيء بمعنى الصفة كما في حديث (إنّ الله خلق آدم على صورته) (١) كذا في كليات أبى البقاء. ومنها جوهر من شأنه أن يخرج به محله من القوة إلى الفعل كما في شرح حكمة العين. والصورة بهذا المعنى قسمان. صورة جسمية وهي الجوهر الحالّ في الهيولي الأولى ويسمّى أيضا بالطبيعة المقدارية والمتّصل والاتّصال الجوهري والامتداد والأمر الممتدّ ، وهي الجوهر الممتدّ في الجهات الثلاث المتّصل في نفسه. قيل هذا مناف لما ذكره السيّد السّند في حاشية الشرح القديم لهداية الحكمة أنّ من الجسم الجوهر الممتدّ في الجهات الثلاث ، فإنّ الجسم كلّ والصورة الجسمية جزء ، ومفهوم الكلّ ليس عين مفهوم الجزء. والتوفيق بأنّ مراده (٢) قدس‌سره كما صرّح به في شرحه للمواقف أنّ الجسم في بادئ الرأي هو الجوهر الممتدّ في الجهات الثلاث ، أعني الصورة ، فلا منافاة. ووجهه أنّ الحسّ إذا أدرك بعض أعراض الجسم كالسطح واللون أدّى حكمه بوجود جوهر قابل للأبعاد الثلاث حكما غير مفتقر إلى ترتيب قياس ، وهو المعني من الصورة الجسمية ، وهي الجسم في بادئ الرأي. وصورة نوعية وهي الجوهر الحالّ في الهيولى الثانية ، وهي جوهر داخل في الجسم مبدأ لآثاره كالإضاءة والإحراق في كلّ جسم نوعي ، وهي التي تختلف بها الأجسام أنواعا ، بمعنى أنّ لها مدخلا قريبا في ذلك الاختلاف ، فلا يرد أنّ الصورة الجسمية أيضا كذلك. وتسمّى بالطبيعة أيضا باعتبار كونها مبدأ للحركة والسكون الذاتيين ، وتسمّى قوة أيضا باعتبار تأثيرها في الغير. وسمّاها الإمام بالصورة الطبيعية أيضا. ثم الصورة النوعية أثبتها المشّاءون. وأمّا الإشراقيون فالمشهور عندهم أنّ الجسم صورة جسمية بسيطة ، والتمايز في الأجسام بالأعراض القائمة بالجسمية. فكلّ جسم نوعي عندهم يتركّب من الصورة والعرض القائم به ، هكذا يستفاد من شرح هداية الحكمة وحواشيه وغيرها. ومنها ما يمكن أن يدرك بإحدى الحواس الظاهرة ويسمّى بالعين أيضا ، ويقابله المعنى على ما ذكر في مباحث الحواس. ومنها كلّ هيئة في قابل وحداني بالذات أو بالاعتبار ، أي سواء كانت الوحدة

__________________

(١) ورد ذكره سابقا.

(٢) مقصوده (م ، ع).

٥٥

ذاتية أو اعتبارية. ومحلّ تلك الصور يسمّى بالمادة كالبياض والجسم كذا في تهذيب الكلام.

وأنواع الصورة على طور أهل الكشف تجيء في لفظ الطبيعة. منها ما به يحصل الشيء بالفعل كالهيئة الحاصلة للسرير بسبب اجتماع الخشبات ، ومقابله المادة بمعنى ما به الشيء بالقوة كقطعات السّرير كذا في الجرجاني. ومنها ترتيب الأشكال ووضع بعضها مع بعض وهي الصورة المخصوصة لكلّ شكل. ومنها أنّها تطلق على ترتيب المعاني التي ليست محسوسة ، فيقال صورة المسألة وصورة السؤال والجواب كذا في كليات أبي البقاء.

وصورة الحقّ في اصطلاح الصوفية عبارة عن الذّات المقدّسة للنبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذلك بواسطة تحقّق ذات النبي بحقيقة الأحدية.

والصورة الإلهية عبارة عن الإنسان الكامل بواسطة التحقّق بحقائق الأسماء الإلهية. كذا في لطائف اللغات (١).

الصّوغ : [في الانكليزية] Formation ، derivation shaping ـ [في الفرنسية] Formation ، derivation ، faconnement

بالفتح وسكون الواو عند الصرفيين أن يؤخذ مادة أصل ويتصرّف فيها بإحداث هيئة وزيادة معنى ، فتبقى مادة الأصل ومعناه في الفرع ، كما في صوغ الأواني والحليّ من الذهب. فالمصدر أصل للفعل كذا في أصول الأكبري.

الصّوفي : [في الانكليزية] Mystic ـ [في الفرنسية] Mystique

بالضم وسكون الواو عند أهل التّصوّف هو الذي هو فان بنفسه باق بالله تعالى مستخلص من الطبائع متصل بحقيقة الحقائق.

والمتصوف هو الذي يجاهد لطلب هذه الدرجة.

والمستصوف هو الذي يشبّه نفسه بالصوفي والمتصوّف لطلب الجاه والدنيا وليس بالحقيقة من الصوفي والمتصوّف. قال الجنيد : الصوفية هم القائمون مع الله تعالى بحيث لا يعلم قيامهم إلاّ الله. وقال سهل التستري : التصوّف القيام مع الله تعالى بحيث لا يعلمه غير الله. وقيل أول التصوّف علم وأوسطه عمل وآخره موهبة من الله. وقيل ، قال الجنيد : التصوف ترك الاختيار. وقال الشبلي (٢) هو حفظ حواسّك ومراعاة أنفاسك. وقيل بذل المجهود في طلب المقصود والأنس بالمعبود وترك الاشتغال بالمفقود. وقيل الصوفي هو الذي لا يملك ولا يملك أي لا يسترقهم الطّمع. وقيل الصوفي هو الذي صفا من الكدر وامتلأ من الفكر وانقطع إلى الله من البشر واستوى عنده الذهب والمدر والحرير والوبر.

وقيل : الصوفي هو الذي تصفّى قلبه وأخلص لله فلا يتعلّق بربّ آخر.

وقيل : الصوفي هو الذي يضع الشوق في ناحية وقلبه أمامه ويضع البخل في جهة ويؤثر الإيثار.

وقيل : الصوفي هو من له ذكر مع الجمع وله حالة الوجد عند السماع وعمله مع الأتباع (أي لا يخرج في عمله عن الأصول).

وقيل : الصوفي هو الذي يكون دائما مع الله بدون هوى.

__________________

(١) وصورت حق در اصطلاح صوفيه عبارت از ذات مقدس محمد است صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به واسطه متحقق بودن ذات نبوي بحقيقت احديّت. وصورت إلهي عبارت است از انسان كامل به واسطه متحقق بودن او بحقائق اسماء إلهية كذا في لطائف اللغات.

(٢) هو دلف بن جحدر الشبلي. ولد بسرّ من رأى (سامراء) عام (٢٤٧ ه‍ ٨٦١ م) وتوفي ببغداد عام (٣٣٤ ه‍ / ٩٤٦ م) ناسك متعبد ، صوفي صالح. له شعر جيد طبع في ديوان. الاعلام ٢ ٣٤١ ، وفيات الأعيان ١ / ١٨٠ ، النجوم الزاهرة ٣ ٢٨٩ ، صفة الصفوة ٢ / ٢٥٨ ، حلية الاولياء ١٠ ٣٦٦.

٥٦

وقيل : الصوفي هو الذي أمات الله فيه حظوظ النفس وأحياه بمشاهدته.

وقال الجنيد : الصوفي كالأرض يعني في التواضع (١).

الصّوم : [في الانكليزية] Fast ـ [في الفرنسية] Jeune

بالفتح وسكون الواو في اللغة الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشيا كما في المفردات ، أو ترك الإنسان الأكل كما في المغرب. وعند الفقهاء ترك الأكل والشرب والوطء من زمان الصبح إلى المغرب مع النّيّة.

فالترك كفّ النفس عن هذه الأفعال فلا يشكل بما فعل نسيانا ، فإنه لا ينقض الصوم. ويرد عليه أنّ ترك الاحتقان والإنزال بالتقبيل ونحوهما شرط في الصوم وجعلها داخلة في الأشياء الثلاثة تكلّف ، والأولى هو ترك المفطرات.

وفيه أنّه يلزم حينئذ الدور إذ المفطرات هي مفسدات الصوم. ثم المراد بالوطء الوطء الكامل فلا يشتمل وطئ بهيمة أو ميتة بلا إنزال كما في النظم (٢). والمراد (٣) بالصبح أول زمان الصبح الصادق أو انتشاره على الخلاف ، وهذا أوسع ، والأول أحوط. والمراد (٤) بالمغرب زمان غيبوبة تمام جرم الشمس بحيث تظهر الظلمة في جهة الشرق ، فإنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم (إذا أقبل الليل من هنا فقد أفطر الصائم) (٥) ، أي إذا وجدت الظلمة حسّا في جهة الشرق فقد دخل في وقت الفطر ، أو صار مفطرا في الحكم لأنّ الليل ليس طرفا لليوم. وإنّما أدّى الأمر بصورة الخبر ترغيبا في تعجيل الإفطار كما في فتح الباري. وقولهم مع النّيّة أي قصد طاعة الله في جزء من أجزاء الوقت المعتبر شرعا ، فخرج إمساك الكافر والحائض والنفساء والمجنون إذ لا يتصوّر قصد الطاعة منهم ، ولا يخرج إمساك الصبي لصحة قصد الطاعة منه وفيه إشارة إلى أنّ صوم ساعة ممّا يتقرّب إلى الله تعالى ، وإلى أنّ النّية لا بدّ أن تتجدّد في كل يوم لجميع الصيامات ، وهذا بلا خلاف سوى رمضان فإنّه يصحّ بنية واحدة عند زفر ، وإلى أنّ من نوى أولا ثم بم يخطر بباله العدم إلى المغرب يكون صائما بالإجماع كمن لم ينو صوما ولا فطرا وهو يعلم أنّه من رمضان لم يكن صائما على الأظهر ، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي.

وثمة خلاف بين العلماء : هل الصوم أفضل أم الصلاة؟ فالجمهور على أنّ الصلاة

__________________

(١) وقيل صوفي آنست كه دل خود را صاف گردانيده باشد مر خداى را عزوجل جز خداى ديگرى را نخواهد. وقيل صوفي آنست كه شوق يكسو نهد ودل پيش نهد وبخل يكسو نهد وايثار پيش نهد. وقيل صوفي آنست كه وى را ذكرى باجماع باشد ووجدى باسماع بود وعملى با اتباع باشد. وقيل صوفي آنكه هميشه با خداى باشد بغير علاقه. وقيل صوفى آنست كه وى را خداى از حظوظ انساني بميراند وبمشاهده خويش باقي گرداند. وقال الجنيد الصوفي كالارض يعني مثل زمين است در تواضع وفروتنى.

(٢) النظم : النظم المنثور : لأبي بكر بن علي الهاملي (٧٦٩ ه‍). وهو نظم لكتاب «الهداية» لعلي بن ابي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني الرشتاني برهان الدين (٥٩٣ ه‍). بروكلمان ج ٦ ، ص ٣١٧.

وهناك مجموعة مختلفة من النظم في اللغة والتصوف والقراءات ، ولكن في الفقه واصوله لم نعثر إلا على ما ورد اعلاه ، وكتابي «نظم الفرائد وجمع الفوائد» لشيخ زاده (٩٤٤ ه‍) ، «ونظم الفرائد في بيان المسائل» لعبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو سفيخي زاده (١٠٧٨ ه‍) ، وهما اضعف ترجيحا.

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) المقصود (م ، ع).

(٥) «اذا اقبل الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم» صحيح البخاري ، كتاب الصوم ، باب متى يحل فطر الصائم ، ح ٦٣ ، ٣ / ٨١ ، بلفظ : «إذا رأيتم الليل قد اقبل من هاهنا فقد افطر الصائم».

٥٧

أفضل بسبب الحديث : «واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة» رواه أبو داود وغيره.

وأمّا في فضيلة الصوم فقد وردت أحاديث كثيرة. ففي صحيح البخاري : «الصوم لي ، وأنا أجزي به» ، وفي الموطّأ لمالك : «كلّ حسنة لابن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة إلاّ الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به».

وقال أيضا : الصوم لي. والحال أنّ جميع العبادات له. والمقصود من هذه العبارة زيادة تشريف وتكريم. وقيل أيضا : إنّ عبادة الصوم لم يقم بها أحد لغير الله تعالى ، فلم يتعبّد الكفار ولا عبدة الأوثان بعبادة الصوم المعهود عندنا ، وإن كانوا يقومون بما يشبه الصلاة والسجود ونثر الأموال وزيارة الأصنام والطواف حولها وأمثال ذلك. وكذلك لا مجال للرّياء في الصوم وهو الشّرك الأصغر. أي أنّ فعل الصوم الذي هو الإمساك ، وأمّا إن قال : أنا صائم فالرّياء في القول وليس في نفس فعل الصوم.

وقالوا : إنّ الامتناع عن الطعام والشّراب والجماع هو من أوصاف الربوبية ، وحين يتقرّب العبد إلى ربّه بما هو من صفاته سبحانه. لذا أضاف الصوم إلى نفسه هكذا في مدارج النبوة (١). وعند أهل الحقيقة هو الإمساك عن الغير بنعت الفردية كما في شرح القصيدة الفارضية. وفي الإنسان الكامل أمّا الصوم فإشارة إلى الامتناع عن استعمال مقتضيات البشرية ليتّصف بصفات الصّمدية. فعلى قدر ما يمتنع أي يصوم عن مقتضيات البشرية تظهر آثار الحقّ فيه. وكونه شهرا كاملا إشارة إلى الاحتياج في ذلك إلى مدّة الحياة الدنيا جميعها ، فلا تقول إنّي وصلت فلا أحتاج إلى ترك مقتضيات البشرية. فينبغي للعبد أن يلتزم الصوم وهو ترك مقتضيات البشرية ما دام في دار الدنيا ليفوز بالتمكّن من حقائق الذات الإلهية انتهى.

ويقول في مجمع السلوك : الصوم على ثلاث مراتب : صوم العوام : الذي هو عبارة عن ترك الأكل والشرب والجماع.

وصوم الخواص : الذي هو عبارة عن امتناع السّمع والبصر واليد والقدم وسائر الجوارح عن المعاصي حتى لا تبدر منه معصية بأيّ عضو من أعضائه وإلاّ فلا. وصوم خواص الخواص : فهو عبارة عن منع القلب عن الهمم الدنية والأذكار الدنيوية وجميع ما سوى الله تعالى (٢).

__________________

(١) واختلاف است علماء را كه صوم افضل است يا صلاة جمهور بر آنند كه صلاة افضل است از جهت حديث واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة رواه ابو داود وغيره ودر فضيلت صوم احاديث بسيار وارد است در صحيح بخاري است كه حق تعالى ميفرمايد صوم براى من است ومن جزا مى دهم بوي ودر موطا است كه هر حسنه ابن آدم بده چند است تا هفتصد مگر روزه كه آن براى من است ومن جزا مى دهم بر وى چنانكه قدر وكيفيت آن را جز من كسى نداند يا مطلع نگردانم كسى را بر آن وآنكه فرموده كه روزه براى من است وحال آنكه همه عبادات براى او است مقصود ازين زيادت تشريف وتكريم او است ونيز گفته اند كه عبادت كرده نشده است بصوم در حق غير خداى تعالى وهيچ كافرى در هيچ عصرى عبادت نكرده بتان را بصوم كه در شرع معبود است اگرچه بصورت نماز وسجده ونثار اموال وزيارت كردن وگرد وى گشتن وامثال آنها تعظيم ميكنند ونيز ريا را كه شرك اصغر است در روزه راه نيست يعني در فعل روزه كه امساك است واگر بگويد كه من روزه دارم ريا دران قول خواهد بود نه در نفس فعل صوم وگفته اند كه استغناء از طعام وشراب وجماع از صفات ربوبيت است وچون تقرب جست بنده بدرگاه رب به آنچه از صفات اوست تعالى اضافت كرد وى تعالى آن را به خود هكذا في مدارج النبوة.

(٢) ودر مجمع السلوك گويد صوم را سه مرتبه است صوم عوام كه عبارت است از ترك اكل وشرب وجماع وصوم خواص كه عبارت است از بازداشتن سمع وبصر ودست وپاي وسائر اعضا از گناهان تا از هيچ عضوى گناهى نيايد صوم باشد والا نه وصوم اخص الخواص عبارت است از بازداشتن دل از همم دنيّه واذكار دنياويه وجميع ما سوى الله تعالى.

٥٨

صوم الوصال : [في الانكليزية] Abstinence ، fast of three days ـ [في الفرنسية] Abstimence ، jeune de trois jours

بالإضافة هو صوم يومين أو ثلاثة بلا إفطار كما في المضمرات.

وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض ليالي رمضان يواصل الصوم ، يعني : يصوم صوما متّصلا بدون أن يأكل شيئا أو يشرب شيئا

أو يفطر ، وكان ينهى (في نفس الوقت) الصحابة عن الوصال في الصوم رحمة بهم وشفقة عليهم ، فقالوا له : ولكنك تواصل فلما ذا تمنعنا مع أنّك دائما تدعونا لمتابعتك؟ فأجاب : لست كأحدكم فإنّي أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني. وجاء في رواية : ثمّة من يطعمني ويسقيني. وقد اختلف العلماء في ماهية هذا النوع من الطعام والشراب. فقال بعضهم : المراد بذلك هو الطعام والشراب الحسّي ، يعني : في كلّ ليلة يأتيه من طعام الجنة وشرابها فيأكل ويشرب وليس هذا بناقض للصوم لأنّ الإفطار إنما يكون بالطعام والشراب الدنيوي.

وقال بعضهم : المراد من الطعام والشراب هنا هو القوة الروحانية التي يفيضها الله سبحانه عليه فتقوم مقام الطعام والشراب.

والمختار لدى أهل التحقيق أنّ المراد بذلك هو الغذاء الروحي الحاصل من الذوق ولذّة الذّكر وفيضان المعارف الإلهية فيصير مستغنيا عن الغذاء الجسماني. وهذا المعنى يدرك بالمحبة المجازية والمسرّات الصورية ، فكيف بالمحبة الحقيقية والمسرّة المعنوية. وقد اختلف العلماء في الوصال لغير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأجازه بعضهم لكلّ من يقدر عليه مثلما أجازوا إدامة الصيام ما عدا الأيام المنهي عن الصوم فيها ، ولكن الأكثر على عدم جواز الوصال في الصوم ومنهم الإمامان مالك وأبو حنيفة ، وأما الشافعي فقد كرهه. وأما الإمام أحمد فأجازه لغاية وقت السّحر. والجمهور على تحريمه لغير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وإنّ بعض أهل السلوك الحريصين على رياضة النفوس فإنّهم يفطرون على جرعة ماء فقط حتى يخلصوا من صورة الوصال (المنهى عنه) هكذا في مدارج النبوة. (١).

صوم أيام البيض : [في الانكليزية] Fast of the three days of full moon ـ [في الفرنسية] Jeune des trois jours de la pleine lune

هو صوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. وقيل من الرابع عشر كما في

__________________

(١) وآن حضرت صلى‌الله‌عليه‌وسلم در بعضى از ليالي رمضان وصال كردى يعنى پياپى روزه داشتى بى آنكه چيزى بخورد وبنوشد وافطار كند وصحابه را از آن بجهت رحمت وشفقت نهي فرمودى صحابه گفتند چون تو وصال مى كنى چرا ما را از آن منع مى كنى با آنكه هميشه ما را بمتابعت خود مى خواني فرمود نيستم من مانند يكى از شما ودر روايتى آمده كدام يكى از شما مثل من است به درستى كه من شب ميكنم نزد پروردگار خود كه پرورنده من است مى خوراند ومى نوشاند مرا ودر روايتى آمده كه مرا خوراننده ونوشاننده هست كه مى خوراند ومى نوشاند مرا وعلما را اختلاف است درين طعام وشراب بعضى گفته اند كه مراد از آن طعام وشراب حسي است يعني در هر شب طعام وشراب از بهشت مى آمد كه مى خورد ومى نوشيد واين منافي صوم نيست زيرا چه موجب افطار طعام وشراب دنيوي است وبعضى گفته اند كه مراد از طعام وشراب اينجا قوت روحاني است كه الله تعالى افاضه مينمايد وقائم مقام اكل وشرب ميگردد ومختار نزد اهل تحقيق آن است كه مراد غذاي روحاني است كه از ذوق ولذت ذكر وفيضان معارف إلهي حاصل مى شد واز غذاي جسماني مستغني مى شد واين معني در محبتهاى مجازي ومسرتهاى صوري به تجربه رسيده است چه جاي محبت حقيقي ومسرت معنوي وعلما را در صوم وصال مر غير آن حضرت را اختلاف است طائفه ميگويند جائز است مر كسى را كه قادر است بران چنانكه صوم دوام سواي ايام منهيه واكثر بر آنند كه جائز نيست وامام ابو حنيفة ومالك رحمهما‌الله بر اين اند وامام شافعي مكروه فرموده وامام احمد ميگويد كه جائز است تا سحر وجمهور بر آنند كه حرام است بر غير وى صلى‌الله‌عليه‌وسلم واز اهل سلوك آنهائى كه حريص اند برياضت نفس افطار ميكنند بكف آبى تا از حقيقت وصال بر آيد هكذا في مدارج النبوة.

٥٩

الزاهدي ، وهو مكروه عند بعض. وعن أبي يوسف أنّه مستحبّ كصوم الاثنين والخميس ، كذا في جامع الرموز. وذكر الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في معارج النبوة بأنّ حضرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أكّد على صيام الأيام البيض تأكيدا تامّا حتى إنّه كان يصومها أثناء السّفر. انتهى (١).

الصّيد : [في الانكليزية] Hunting ـ [في الفرنسية] Chae

بالفتح وسكون الياء المثناة التحتانية مصدر بمعنى الاصطياد ، ويطلق أيضا على ما يصطاد كما في شرح أبي المكارم ؛ وهو على ما قال المطرزي حيوان ممتنع متوحش طبعا لا يمكن أخذه إلاّ بحيلة ، فخرج بقيد الممتنع الدجاجة والبطّ ونحوهما ، إذ المراد (٢) منه أن يكون له قوائم أو جناحان يعتمد عليهما أو يقدر على الفرار من جهتهما. وبالمتوحش مثل الحمام (٣) الأهلي إذ معناه أن لا يألف الناس ليلا ولا نهارا وبقيد طبعا ما توحّش من الأهليات فإنّها (٤) لا تحلّ بالاصطياد وتحلّ بذكاة الضرورة ، ودخل به متوحّش يألف كالظبي.

وقوله لا يمكن أخذه إلاّ بحيلة أي لا يملكه أحد. وفي القاموس وغيره الصّيد ممتنع لا مالك له ، فالصيد أعمّ من الحلال والاصطياد مباح فيما يحلّ أكله وما لا يحلّ ، فما يحلّ أكله فصيده للأكل وما لا يحلّ أكله فصيده لغرض آخر ، إمّا للانتفاع بجلده أو بشعره (٥) أو بعظمه أو غيرها أو لدفع إيذائه. والاصطياد مباح بخمسة عشر شرطا مبسوطة في العناية.

والصيد لا يختصّ بمأكول اللحم بل يطلق على كلّ ما يصاد كما قال بعضهم :

صيد الملوك ثعالب وأرانب

وإذا ركبت فصيدي الأبطال (٦)

وترجمته بالفارسية.

خرگوش وروبه اند شكار شهان ولى

مردان كار وقت سواري شكار من

هكذا في الهداية وشرحه والدّرّ المختار وشرحه.

الصّيغة : [في الانكليزية] Grammatical form ـ [في الفرنسية] Forme grammaticale

بالكسر عند أهل العربية هي الهيئة الحاصلة من ترتيب الحروف وحركاتها وسكناتها كما في شرح المطالع في بحث الألفاظ. وقيل هي واللغة مترادفان والأقرب أن يقال : الصّيغة هي الهيئة المذكورة واللغة هي اللفظ الموضوع كما في التلويح في تقسيم نظم القرآن وقد ورد في بعض كتب الصّرف أنّ الصيغة اسم بمعنى مصوغ. ومصوغ اسم مشتقّ من صياغ أو صوغ.

وصوغ وصياغ بحسب اللغة هو إلقاء الذهب في البوتقة. والآن يطلق على كلّ شيء ملقى. ويقال لهذا منقول عرفا. وأمّا وجه إطلاق الصيغة على الأفعال فهو أنّه كلما صدر فعل من فاعل فحينئذ يقال : ذلك الفعل ملقى (صادر) من ذلك الفاعل ، وهذا هو المراد عند أهل الصرف ضرب : ذلك الرجل في الزمن الماضي صيغة الواحد المذكر الغائب. يعني : هذا الضرب في الزمان الماضي فعل الفاعل.

__________________

(١) وشيخ عبد الحق دهلوي در مدارج النبوة آورده كه آن حضرت صلى‌الله‌عليه‌وسلم در صوم ايام بيض تاكيد تمام نمودى تا در سفر نيز روزه داشتى انتهى.

(٢) المقصود (م ، ع).

(٣) الحصان (م). وربما تكون الحمار.

(٤) فمنها (م).

(٥) أو بشعره (م).

(٦) قيل إن البيت لفظ بقول : صيد الملوك ارانب وثعالب ...

٦٠