موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٠٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

ومرادهم (١) التخيير في الفعل والترك ، أمّا الصحيح أنّ هذا الاطلاق ليس على ظاهره بل الصواب أنّه إذا تعارض أصلان أو أصل وظاهر يجب النظر (٢) في الترجيح كما هو الحكم في تعارض الدليلين. فإن تردّد في الراجح ولم يظهر الرّجحان في أحد الجانبين أصلا فهي مسائل القولين ، وإن ترجّح دليل الظاهر حكم به بلا خلاف ، وإن ترجّح دليل الأصل حكم به بلا خلاف ، فالأقسام حينئذ أربعة. أولها ما ترجّح فيه الأصل جزما وضابطه أن يعارضه احتمال مجرّد من غير أن يرجع إلى دليل كما إذا اصطاد صيدا احتمل أنّه صيد صائد انفلت من يده ، فهذا مجرّد تجويز عقلي غير منسوب إلى سبب خارجي وغير مستند إلى دليل ، ومثل هذا وهم محض لا عبرة له في الشرع ، ولا ورع (٣) في العمل بمثل هذا الاحتمال ، بل هذا يعدّ من الوسواس. وثانيها ما ترجّح فيه الظاهر جزما وضابطه أن يستند إلى سبب نصبه الشارع كشهادة العدلين واليد في الدعوى ورواية الثقة. وثالثها ما ترجّح فيه الأصل على الأصح وضابطه أن يسند الاحتمال فيه إلى سبب ضعيف ، وأمثلته [لا] (٤) تنحصر : منها ما لو أدخل كلب رأسه في إناء وأخرجه وفمه رطب ولم يعلم ولوغه فهو طاهر. ومنها لو امتشط المحرم فرأى شعرا فشكّ هل نتفه أو انتتف فلا فدية عليه لأنّ النّتف لم يتحقّق والأصل براءة الذمة. ورابعها ما ترجّح فيه الظاهر على الأصل وضابطه أن يكون سببا قويا منضبطا ، فلو شكّ بعد الصلاة في ترك ركن غير النّية أو شرط كأن تيقّن بالطهارة وشكّ في ناقضها لم يلتزمه الإعادة لأنّ الظاهر مضت عبادته على الصّحة ، وكذا لو اختلفا في صحة العقد وفساده صدق مدعي الصّحة ، لأنّ الظاهر جريان العقود بين المسلمين على قانون الشرع ، هكذا في فتح المبين شرح الأربعين لابن الحجر.

المشترك : [في الانكليزية] Common ، identical ، syllepsis ـ [في الفرنسية] Commun ، identique ، polysemie ، syllepse

يطلق على معنيين على ما عرفت. وقد يطلق أيضا على مقابل الفارق كما ورد. والأعداد المشتركة والمتشاركة وكذا المقادير هي الغير المتباينة وقد سبقت. وفي الجرجاني : المشترك ما وضع لمعنى كثير كالعين لاشتراكه بين المعاني ومعنى الكثرة ما يقابل الوحدة لا ما يقابل القلّة ، فيدخل فيه المشترك بين المعنيين فقط كالقرء والشّفق فيكون مشتركا بالنسبة إلى الجميع ومجملا بالنسبة كلّ واحد. والاشتراك بين الشيئين إن كان بالنوع يسمّى مماثلة كاشتراك زيد وعمرو في الإنسانية. وإن كان بالجنس يسمّى مجانسة كاشتراك إنسان وفرس في الحيوانية. وإن كان بالعرض فإن كان في الكمّ يسمّى مادة كاشتراك ذراع من خشب وذراع من ثوب في الطول. وإن كان في الكيف يسمّى مشابهة كاشتراك الإنسان والحجر في السّواد. وإن كان بالمضاف يسمّى مناسبة كاشتراك زيد وعمرو في بنوّة بكر ، وإن كان بالشكل يسمّى مشاكلة كاشتراك الأرض والهواء في الكرية. وإن كان بالوضع المخصوص يسمّى موازنة ، وهو أن لا يختلف البعد بينهما كسطح كلّ فلك ، وإن كان بالأطراف يسمّى مطابقة كاشتراك الأجّانين (٥) في الأطراف انتهى.

المشتهاة : [في الانكليزية] Desired girl by men ، girl of nine years ـ [في الفرنسية] Fille desiree par les hommes ، fille de neuf ans

عند الفقهاء امرأة يرغب فيها الرجال وهي

__________________

(١) ومقصودهم (م ، ع).

(٢) يجب في الظن (م).

(٣) ورد (م).

(٤) [لا] (+ م ، ع).

(٥) الاجانب (ع). الاجانتين (م). وشرحها الإجانة آنية تعرف بالمركن تغسل فيها الثياب (المغرب ص ١٠).

٥٠١

بنت تسع سنين وعليه الفتوى. وعن الشيخين أنّ بنت خمس سنين مشتهاة إذا اشتهيت مثلها. وعن محمد أنّ بنت ثمان أو تسع مشتهاة إذا كانت ضخمة كما في المحيط كذا في جامع الرموز.

المشجّر المطير : [في الانكليزية] Calligramme ، concrete ، poetry ـ [في الفرنسية] Calligramme ، poesie concrete

بالياء المثناة التحتانية هو عندهم عبارة عن أن يؤتى في الحشو بأبيات مشجّرة وفي الصدر يكتبون أسماء الطيور ويرسمون أيضا صورها ، ويسمّون ذلك المشجّر المطيّر. هكذا في جامع الصنائع ، وإذا أردنا الاستعلام عن مثال المشجّر المطير فهو في المثال المرسوم التالي وقد اقتصرنا عليه لتوضيحه (١).

المشجّر : [في الانكليزية] Calligramme ـ [في الفرنسية] Calligramme

عند الشعراء داخل في الموشّح وهو بيت يكتبونه مستقيما ثم يتصوّرونه جذع شجرة ويسمّى الأصل. ثم يفرّعون من كلمات البيت أبياتا أخرى ، فمن كلّ كلمة منه يتفرّع بيت فيكتبونه بشكل خط عمودي على البيت الأصلي ، ثم في طرف البيت الآخر يصنعون نفس الشيء. ثم ينظمون بيتا ثانيا أمام الكلمة الثانية ثم ثالثا أمام الكلمة الثالثة من بيت الأصل ، وهكذا حتى نهاية التفريع في آخر كلمة من البيت الأصلي (٢).

__________________

(١) بالياء المثناة التحتانية نزد شان عبارت است از آنكه در حشو ابيات مشجر آرند ودر صدر نام پرندگان بنويسند وصورت شان هم در نقش آرند آن را مشجر مطير متصور نامند هكذا في جامع الصنائع وچون از مثال مشجر مطير استعلام مثال مشجر حاصل مى شود بر مثالش اقتصار نموده شد.

(٢) بفتح الجيم المشددة نزد شعراء داخل است در موشح وآن بيتى است كه راست نويسند وآن را تنه درخت تصور كنند ونام آن بيت اصل كنند وبعد از يك طرف بيت اصل هم از لفظ اوّل آن بيت بيتى انشا كنند وبنويسند وچنين در طرف دوم به ازاي لفظ دوم آن بيت اصل بيتى ديگر انشا كنند وبنويسند درين فرع گوئي دو لفظ از بيت اصل است باز از بيت اصل سه لفظ در صدر بيت فرع در هر دو طرف آرند وهمچنين تا اتمام كنند.

٥٠٢

المثال الأوّل للمشجّر المطيّر

المثال الثاني للمشجّر المطيّر

٥٠٣

المشروطة : [في الانكليزية] Conditional proposition ـ [في الفرنسية] Propostion hypothetique ou conditionnE

عند المنطقيين تطلق على شيئين. أحدهما المشروطة العامّة وهي القضية التي حكم فيها بضرورة ثبوت المحمول للموضوع أو سلبه عنه بشرط وصف الموضوع ، أي بشرط أن يكون ذات الموضوع متصفا بوصف الموضوع ، أي يكون لوصف الموضوع دخل في تحقّق (١) الضرورة. مثال الموجبة كقولنا كلّ كاتب متحرّك الأصابع بالضرورة ما دام كاتبا ، فإنّ تحرك الأصابع ليس بضروري الثبوت لذات الكاتب ، بل ضرورة ثبوته إنّما هي بشرط اتصافها بوصف (٢) الكتابة. ومثال السّالبة قولنا بالضرورة لا شيء من الكاتب بساكن الأصابع ما دام كاتبا ، فإنّ سلب سكون الأصابع عن ذات الكاتب ليس بضروري إلاّ بشرط اتصافها بالكتابة هكذا في القطبي. وقد يقال المشروطة العامة على القضية التي حكم فيها بضرورة الثبوت أو بضرورة السّلب في جميع أوقات ثبوت الوصف ، والفرق بينهما أنّ الأول يجب أن يكون للوصف مدخل في الضرورة بخلاف الثاني فإنّ الحكم فيها بامتناع الانفكاك في وقته فيجوز أن يستند إلى علّة غيره. فقولك كلّ كاتب متحرّك الأصابع بالضرورة ما دام كاتبا بالمعنى الأول صادق وبالمعنى الثاني كاذب ، لأنّ حركة الأصابع ليست ضرورية للإنسان في وقت كتابته وهو وقت الظهر مثلا إذ الكتابة التي هي شرط تحقّق الضرورة ليست ضرورية لذات الكاتب في شيء من الأوقات ، فما ظنّك بالشيء الذي هو مشروط بالكتابة وهو حركة الأصابع. فالمعنى الأول أعمّ من وجه من الثاني وقد ورد ما يوضّح هذا في لفظ الضرورة. وثانيهما المشروطة الخاصّة وهي المشروطة العامّة بالمعنى الأول مع قيد اللاّدوام بحسب الذات فهي من القضايا الموجبة (٣) المركّبة ، بخلاف المشروطة العامة فإنّها بكلا المعنيين من القضايا الموجّهة البسيطة. وإنّما قيد اللاّدوام بحسب الذات لأنّ المشروطة العامّة هي الضرورة بحسب الوصف ، والضرورة بحسب الوصف دوام بحسب الوصف ، والدوام بحسب الوصف يمتنع أن يقيّد باللاّدوام بحسب الوصف ، فإن قيّد تقييدا صحيحا فلا بدّ أن يقول (٤) باللاّدوام بحسب الذات حتى تكون النسبة فيها ضرورية ودائمة في جميع أوقات وصف الموضوع لا دائمة في بعض أوقات ذات الموضوع ، فالشرطية (٥) الخاصة الموجبة كقولنا كلّ كاتب متحرّك الأصابع بالضرورة ما دام كاتبا لا دائما ، فالجزء الأول منها هو المشروطة العامة الموجبة والجزء الآخر أي لا دائما هو السّالبة المطلقة العامّة ، إذ مفهوم اللادوام هو قولنا لا شيء من الكاتب بمتحرّك الأصابع بالفعل ، لأنّ إيجاب المحمول للموضوع إذا لم يكن دائما كان معناه أنّ الإيجاب ليس متحقّقا في جميع الأوقات ، وإذا لم يتحقّق الإيجاب في جميع الأوقات تحقّق السلب في الجملة وهو معنى السالبة المطلقة العامة هكذا في القطبي. والسالبة كقولنا لا شيء من الكاتب بساكن الأصابع بالضرورة ما دام كاتبا لا دائما ، فالجزء الأول مشروطة عامة سالبة ، والثاني مطلقة عامة موجبة. أي

__________________

(١) تحقيق (م).

(٢) بوصف (م).

(٣) الموجهة (م ، ع).

(٤) يقيد (م ، ع).

(٥) المشروطة (م ، ع).

٥٠٤

قولنا كلّ كاتب ساكن الأصابع بالفعل وهو مفهوم اللادوام لأن السلب إذا لم يكن دائما لم يكن متحقّقا في جميع الأوقات ، وإذا لم يتحقّق السّلب في جميع الأوقات تحقّق الإيجاب في الجملة وهو الإيجاب المطلق العام ، وهذا هو معنى المطلقة العامة الموجبة هكذا في القطبي.

المشكل : [في الانكليزية] Ambiguous ، obscure ـ [في الفرنسية] Ambigu ، confus

اسم فاعل من الإشكال وهو الداخل في أشكاله وأمثاله. وعند الأصوليين اسم للفظ يشتبه المراد (١) منه بدخوله في إشكاله على وجه لا يعرف المراد منه إلاّ بدليل يتميّز به من بين سائر الأشكال ، كذا قال شمس الأئمة. ويقرب منه ما قيل المشكل ما لا ينال المراد (٢) منه إلاّ بالتأمّل بعد الطلب لدخوله في أشكاله. ومعنى التأمّل والطلب أن ينظر أولا في مفهوم اللفظ ثم يتأمّل في استخراج المراد (٣) كما إذا نظرنا في كلمة أنّى الواقعة في قوله تعالى (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) (٤) فوجدناها مشتركة بين معنيين ، بمعنى أين وبمعنى كيف ، فهذا هو الطلب. ثم تأمّلنا فوجدناها بمعنى كيف في هذا المقام لقرينة الحرث ، فخرج الخفي والمجمل والمتشابه إذ في الخفي يحصل المراد (٥) بمجرّد الطلب ، وفي المجمل يحصل بالطلب والتأمّل والاستفسار ، وفي المتشابه لا يحصل المراد (٦) أصلا. قال القاضي الإمام هو الذي أشكل على السامع طريق الوصول إلى المعنى لدقّته في نفسه لا بعارض فكان خفاؤه فوق الذي كان بعارض حتى كاد المشكل يلتحق بالمجمل ، وكثير من العلماء لا يهتدون إلى الفرق بينهما أي بين المشكل والمجمل. وبالجملة فالمشكل لفظ خفي المراد (٧) منه بنفس ذلك اللفظ خفاء يدرك بالعقل ، هكذا يستفاد من كشف البزدوي والتلويح وغيرهما من الكتب الحنفية.

المشكوك : [في الانكليزية] Uncertain ، dubious ، risky ـ [في الفرنسية] Incertain ، douteux ، aleatoire

يقال لما يستوي طرفاه في النفس ولما لا يمتنع ، أي لا يجزم بعدمه وقد سبق تحقيقه في لفظ الجائز.

المشهور : [في الانكليزية] Undisputed prophetic tradition ، notorious ـ [في الفرنسية] Tradition prophetique incontestee ، notoire

عند أهل الشرع اسم خبر كان من الآحاد في الأصل أي في الابتداء وهو القرن الأول ثم انتشر في القرن الثاني حتى روته جماعة لا يتصوّر تواطؤهم على الكذب فيكون كالمتواتر بعد القرن الأول. والمراد من الآحاد هو الخبر الذي يرويه واحد أو اثنان فصاعدا لا عبرة للعدد فيه ، فلا يخرج عن كونه خبر آحاد بأن كان المخبر متعدّدا بعد أن لم يبلغ درجة التواتر والاشتهار. وقيل هو ما تلقّوه العلماء بالقبول ، كذا في بعض شروح الحسامي في شرح النخبة وشرحه المشهور ماله طرق وأسانيد محصورة بأكثر من اثنين أي الثلاثة فصاعدا ما لم تجتمع شروط المتواتر ويسمّى بالمستفيض على رأي

__________________

(١) المقصود (م ، ع).

(٢) المقصود (م ، ع).

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) البقرة ٢٢٣.

(٥) المقصود (م ، ع).

(٦) المقصود (م ، ع).

(٧) المقصود (م ، ع).

٥٠٥

جماعة من الفقهاء. ومنهم من غاير بينهما بأنّ المستفيض يكون في ابتدائه وانتهائه سواء والمشهور أعمّ من ذلك. ومنهم من قال إنّ المستفيض ما تلقّته الأمّة بالقبول بدون اعتبار عدده. لذا قال أبو بكر الصرفي هو والمتواتر بمعنى واحد. ثم المشهور كما يطلق على ما مرّ كذلك يطلق على ما اشتهر على الألسنة فيشتمل ما له إسناد واحد فصاعدا ، وما لا يوجد له إسناد أصلا انتهى. وفي الاتقان القراءة المشهورة ما صحّ سنده ولم يبلغ درجة التواتر ووافق العربية والرسم واشتهر عند القراءة فلم يعدّوه من الغلط ولا من الشواذ انتهى.

فائدة :

اختلف في المشهور فبعض أصحاب الشافعي على أنّه ملحق بخبر الواحد فلا يفيد إلاّ الظّنّ. وأبو بكر الجصاص وجماعة من أصحاب أبي حنيفة على أنّه مثل المتواتر فيثبت به علم اليقين لكن بطريق الاستدلال لا بطريق الضرورة. وعيسى بن أبان من أصحاب أبي حنيفة على أنّه يوجب علم طمأنينة لا علم يقين فكان دون المتواتر فوق خبر الواحد حتى جازت الزيادة به على الكتاب وهو اختيار الإمام القاضي أبي زيد وعامة المتأخّرين. قال أبو البشر (١) حاصل الاختلاف راجع إلى الإكفار ، فعند الفريق الأول من أصحاب أبي حنيفة يكفر جاحده ، وعند الفريق الثاني منهم لا يكفر.

ونصّ شمس الأئمة على أنّ جاحده لا يكفر بالاتفاق ، وعلى هذا لا يظهر أثر الاختلاف في الأحكام كذا في بعض شروح الحسامي.

المشهورات : [في الانكليزية] Admitted premies or conventional ـ [في الفرنسية] premies admises ou conventionnelles

في عرف العلماء هي قضايا يعترف بها الناس وهي من المقدّمات الظّنّية ، وليس المراد (٢) بالناس الاستغراق الحقيقي إذ لا قضية يعترف بها جميع أفراد الإنسان بل العرفي من قرن أو إقليم أو بلدة أو صناعة أو غير ذلك ، ولا بدّ من اعتبار الحيثية أي يحكم بها العقل لأجل اعتراف الناس ليخرج الأوليات ، أو يقال بخروجها لكونها من أقسام الظّنّيات. والقول بأنّه يجوز أن يكون بعض القضايا من الأوليات باعتبار ومن المشهورات باعتبار لا يعبأ به لأنّه لا يمكن أن تكون قضية يقينية باعتبار ، وظنّية باعتبار ، فظهر فساد ما قيل : الجدل قياس مركّب من قضايا مشهورة أو مسلّمة وإن كانت في الواقع يقينية أو أوّلية ، على أنّه يستلزم تداخل الصناعات الخمس ، هكذا حقّق المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. وفي الصادق الحلوائي حاشية الطيبي المشهورات في المشهور ما اعترف به جميع الناس أو جمهورهم أو جماعة من أهل الصناعة أو من غيرهم ، إمّا لكونها حقّة جليّة كقولنا الضدان لا يجتمعان أو مناسبة للحقّ الجلي مع مخالفتها إيّاه بقيد جلي ، فتكون مشهورة مطلقا وحقّا مع ذلك القيد كقولنا حكم الشيء حكم شبهه وهو حقّ لا مطلقا ، بل فيما هو شبهه له ، أو لاشتماله على مصلحة عامة كقولنا الظلم قبيح والعدل حسن ، أو لما يقتضيه الاستقراء كقولنا الملك العقر ظالم (٣) ، أو لما في طباعهم كالرّقة كقولنا مراعاة الضعفاء

__________________

(١) هو ابو البشر الأزدي زيد بن بشر الحضرمي المالكي. توفي بتونس عام ٢٤٢ ه‍. عالم فقيه من المغرب ، ثقة ، روى عنه خلق كثير.

سير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢١ ، الجرح والتعديل ٣ ٥٥٧.

(٢) المقصود (م ، ع).

(٣) عسكر سلطاننا شجعان (م ، ع).

٥٠٦

محمودة ، والحمية كقولنا كشف العورة مذموم [أو] (١) لما أنّه من عاداتهم من غير نفع لهم كقبح ذبح الحيوانات عند أهل الهند ، أو من شرائع وآداب كالأمور الشرعية وغيرها ، ولكلّ قوم مشهورات بحسب آدابهم وعاداتهم ، ولكلّ أهل صناعة أيضا مشهورات بحسب صناعاتهم تسمّى مشهورات خاصّة ومحدودة ، كما أنّ مشهورات كافة الناس وجمهورهم تسمّى مشهورات مطلقة دائمة وآراء محمودة إن لم تكن يقينية. والمشهورات جاز أن تكون يقينية بل أوليّة لكن بجهتين مختلفتين ، وما لا يكون كذلك ربّما تبلغ شهرته إلى حيث يلتبس بالأوليات ، إلاّ أنّ العقل إذا خلي ونفسه يحكم بالأوليات دون المشهورات وهي قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة ، بخلاف الأوّليات فإنّها صادقة البتة. وربما يختصّ اسم المشهورات بما لا يكون يقينية لابتناء حكم القول بها على مجرّد الشهرة بل هذا القول هو المشهور. وقد تطلق المشهورات على ما يشبه المشهورات الحقيقية وتسمّى مشهورات في بادئ الرأي كقولنا القاتل (٢) الأجير يعان ولو كان ظالما انتهى.

المشيئة : [في الانكليزية] Will ـ [في الفرنسية] Volonte

هي على مذهب المتكلّم الإرادة كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في بحث القديم ، ومثله وقع (٣) في شرح العقائد النّسفي قال : الإرادة والمشيئة عبارتان عن صفة في الحيّ توجب تخصيص أحد المقدورين في أحد الأوقات بالوقوع مع استواء نسبة القدرة إلى الكلّ انتهى. وقال أحمد جند (٤) في حاشيته لا فرق بين المشيئة والإرادة إلاّ عند الكرّاميّة حيث جعلوا المشيئة صفة واحدة أزلية لله تعالى تتناول ما شاء الله من حيث يحدث ، والإرادة حادثة متعدّدة بتعدّد المرادات (٥) انتهى. وعلى مذهب الحكيم هي العناية الأزلية المسمّاة بالقضاء كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف في بحث القديم هذا. والمولوي عبد الرحمن الجامي قال بتغاير المشيئة والإرادة حيث قال في الفصّ اللّقمانية إنّ المشيئة توجّه الذات الإلهية نحو حقيقة الشيء ونفسه اسما كان ذلك الشيء أو صفة أو ذاتا ، والإرادة تعلّق الذات الإلهية بتخصيص أحد الجائزين من طرفي الممكن أعني وجوده وعدمه ، فالإرادة إذا تعلّقت بالماهية ترجّح تارة جانب وجوده وتارة جانب عدمه ، بخلاف المشيئة فإنّ متعلّقها نفس الماهية من غير ترجّح أحد جانبيها. فعلى هذا إذا توجّهت الذات الإلهية نحو صفة الإرادة واقتضت تعلّقها بأحد طرفي الممكن كما هو مقتضاها لا يبعد أن يسمّى ذلك التوجّه مشيئة الإرادة. فهذا الذي ذكرنا من التقدّم الذاتي للمشيئة على الإرادة وإمكان الاختلاف في متعلّق الإرادة دون المشيئة هو الفرق بينهما ، وأمّا من جهة اتحادهما بالنسبة إلى الهوية الغيبية الذاتية فعينهما سواء انتهى. وقال في الفصّ الأول مشيئة الله هي الاختيار الثابت له وليس اختياره سبحانه على النحو المتصوّر من اختيار الخلق الذي هو تردّد واقع بين أمرين كلّ منهما ممكن الوقوع عنده فيترجّح أحدهما لمزيد مصلحة وفائدة لأنّ هذا مستنكر في حقّه ، إذ لا يصحّ لديه تردّد ولا إمكان حكمين مختلفين ، بل لا يمكن غير ما هو

__________________

(١) [أو] (+ م ، ع).

(٢) القاتل (م).

(٣) وقع (م).

(٤) جندي (م ، ع).

(٥) المطلوبات (م ، ع).

٥٠٧

المعلوم المراد (١) في نفسه. فإن قلت فكيف يصحّ قولهم إن شاء أوجد العالم وإن لم يشاء لم يوجد. قلت صدق الشرطية لا يقتضي صدق المقدّم أو إمكانه ، فقوله إن لم يشأ غير صادق بل غير ممكن. وفي الجرجاني مشيئة الله عبارة عن تجلية الذّات والعناية السّابقة لإيجاد المعدوم أو إعدام الموجود ، وإرادته عبارة عن تجليته لإيجاد المعدوم ، فالمشيئة أعمّ من وجه من الإرادة ومن تتبع مواضع استعمالات المشيئة والإرادة في القرآن يعلم ذلك وإن كان بحسب اللغة يستعمل كلّ منهما مقام الآخر انتهى.

المشيد : [في الانكليزية] Building ـ [في الفرنسية] Batiment

بفتح المثنّاة التحتانية المشدّدة في اللغة هي البناء العالي والطويل كما في كنز اللغات. وهو عند البلغاء : كلام تكون فيه جميع الحروف المنقوطة مستعلية. ومثاله : البيت التالي ومعناه :

قلت أنا مسرور من غم عشقك

ومن جمال اسمك أتحرّر من الغمّ

كذا في مجمع الصنائع (٢).

المصادرة : [في الانكليزية] postulate ـ [في الفرنسية] postulat

عند أهل النظر تطلق على قسم من الخطاء في البرهان لخطاء مادته من جهة المعنى ، وهي جعل النتيجة مقدّمة من مقدمتي البرهان بتغيّر ما ، وإنّما اعتبر التغيير بوجه ما ليقع الالتباس كقولنا هذه نقلة وكلّ نقلة حركة فهذه حركة ، فالصغرى هاهنا عين النتيجة. فإن قيل هذا خطاء في الصورة لأنّ النتيجة حينئذ لا تكون قولا آخر فلا يكون قياسا. قلنا هو قول آخر نظرا إلى ظاهر اللفظ. ويقال أيضا بعبارة أخرى توقّف مقدّمة الدليل على ثبوت المدعى. ومن هذا القبيل الأمور المتضايفة فإذا جعل أحدهما مقدّمة من مقدّمتي برهان كان كجعل النتيجة مقدّمة من برهانها ، مثل هذا ابن لأنه ذو أب وكل ذي أب ابن ، لأنّ الصغرى في قوة النتيجة ، ومن هذا القبيل أيضا كلّ قياس دوري وهو ما يتوقّف ثبوت إحدى مقدّمتيه على ثبوت النتيجة إمّا بمرتبة أو بمراتب. ومنهم من يجعل المصادرة من قبيل الخطاء من جهة الصورة قائلا بأنّ الخطاء في الصورة إمّا بحسب نسبة بعض المقدّمات إلى بعض وهو أن لا يكون على هيئة شكل منتج وإمّا بحسب نسبة المقدّمات إلى النتيجة بأن لا يكون اللازم قولا غير المقدّمات وهو المصادرة على المطلوب ، هكذا يستفاد من حواشي العضدي للسّيّد السّند والسّعد التفتازاني في بحث المغالطة. وقيل المصادرة على المطلوب أربعة أوجه الأول أن يكون المدعى عين الدليل ، والثاني أن يكون المدعى جزء الدليل ، والثالث أن يكون المدعى موقوفا عليه صحة الدليل ، والرابع أن يكون موقوفا عليه صحة جزء الدليل انتهى. وقد تطلق المصادرات على مقدّمات مذكورة في العلوم المدوّنة مسلّمة في الوقت مع استنكار وتشكيك وقد سبق في مقدمة الكتاب في بيان معنى المبادئ.

المصافحة والتّصافح : [في الانكليزية] Handshake ، shaking hands ـ [في الفرنسية] Serrement des mains

هو الأخذ بالأيدي أي أن يضع كلّ واحد يده في يد الآخر (عند السلام) وهي سنّة عند التلاقي ، وينبغي أن يكون بكلتا اليدين. وما يفعله بعض الناس أي التّصافح بعد الفجر أو

__________________

(١) المقصود (م ، ع).

(٢) بفتح المثناة التحتانية المشددة در لغت بناي بلند كرده ودراز كرده كما في كنز اللغات. ونزد بلغاء كلاميست كه نقطهاى حروف منقوطة او همة مستعلية باشند مثاله : شعر.

گفتم ز غم عشق تو من شاد شوم

واز نام خوش تو از غم آزاد شوم

كذا في مجمع الصنائع.

٥٠٨

بعد صلاة الجمعة ، فليس بشيء بل هو بدعة من حيث تخصيصها بوقت معين. ولكن كونها سنّة على الإطلاق فهي باقية. وعليه فإن كان التلاقي لم يحصل قبل فالمصافحة سنّة ، وأمّا بعد التلاقي فهي بدعة. ومصافحة المرأة الشّابه (الأجنبية) فهي حرام. وأمّا العجوز غير المشتهاة فلا بأس بها.

وقد روي أنّ أبا بكر الصديق رضي‌الله‌عنه في خلافته كان يصافح العجائز اللواتي رضع منهنّ. وقد استأجر ابن الزبير وهو في مكّة عجوزا تمرضه وتدلك قدميه ، وتفلّي رأسه. وهكذا إذا كان الرجل شيخا مسنّا قد أمن فتنة الشّهوة فلا بأس بمصافحته للشوابّ. وأمّا مصافحة الأمرد الحسن الصورة فليس بصواب. وكلّ من حرم النظر إليه فيحرم مسّه أيضا بل هو أشد تحريما من النظر.

والسّنّة هي أنه بعد إلقاء السّلام أن يمدّ يده للمصافحة ولكن لا يضع الكفّ فوق الكفّ ، كما لا يأخذ برءوس الأصابع فذلك بدعة. هكذا في شرح المشكاة للشيخ عبد الحقّ الدّهلوي (١). وعند المحدّثين هي مساواة أحد أصحاب كتب الحديث لشيخ الراوي لا للراوي ، وسبق بيانها في لفظ المساواة.

المصحف : [في الانكليزية] Holy koran ـ [في الفرنسية] Le Coran

بضم الميم وسكون الصاد وفتح الحاء المخففة اسم القرآن ، والمصحف الذي اتخذه عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه لنفسه يقرأ فيه يسمّى مصحف الإمام ، وليس هو بخط عثمان رضي‌الله‌عنه كما توهّمه بعضهم بل هو بخط زيد بن ثابت (٢). وقيل الأظهر أنّ المراد (٣) بمصحف الإمام جنسه الشامل لما اتخذه لنفسه في المدينة ولما أرسله إلى مكّة والشام والكوفة والبصرة وغيرها ، كذا في تيسير القارئ في فصل معرفة الوقوف. والمصحف بضم الميم وفتح الصاد المخففة والحاء المشددة ما وقع فيه التصحيف.

المصدر : [في الانكليزية] Root ، radical ، infinitive ـ [في الفرنسية] Racine ، radical ، infinitif

هو ظرف من الصّدور ، وعند النحاة يطلق على المفعول المطلق ويسمّى حدثا وحدثانا وفعلا ، وعلى اسم الحدث الجاري على الفعل أي اسم يدلّ على الحدث مطابقة كالضرب أو تضمّنا كالجلسة والجلسة. والمراد (٤) بالحدث

__________________

(١) دست يكديگر را گرفتن وآن سنت است نزد ملاقات وبايد كه بهر دو دست بود وآنكه بعض مردم بعد نماز فجر ويا بعد نماز جمعه مى كنند چيزى نيست وبدعت است از جهت تخصيص وقت اما سنيت مصافحة كه على الاطلاق است باقي است پس اگر از سابق ملاقات نشده باشد سنت است واگر ملاقات شده باشد بدعت است وبا زن جوان مصافحة حرام است وبا پير زن كه مشتهات نبود لا بأس است وروايت كرده اند كه ابو بكر صديق رضي‌الله‌عنه در خلافت خود به عجائز كه شير آنها خورده بود مصافحة مى كرد وابن زبير رضي‌الله‌عنه در مكة عجوزى را براى بيماردارى خود اجاره گرفت كه پايهاي او را مى ماليد ودر سر او شپش مى جست واگر همچنين مردى پير باشد كه از فتنة شهوت ايمن باشد او را مصافحة با زن جوان درست است ومصافحه با امرد خوش شكل درست نباشد وبهر كه نظر كردن حرام است مساس كردن او نيز حرام است بلكه حرمت مساس سنت تر از نظر است. وسنت آنست كه چون سلام گويد دست بدهد وليكن كف بر كف ننهد وسر انگشتان نگيرد كه بدعت است هكذا في شرح المشكاة للشيخ عبد الحق الدهلوي.

(٢) هو زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي ، أبو خارجة. ولد عام ١١ ق. ه / ٦١١ م وتوفي عام ٤٥ ه‍ ٦٦٥ م.

صحابي جليل من أكابرهم. كاتب الوحي لرسول الله ، شهد الفتوح وشارك في جمع القرآن وتدوينه. كان عالما بالقراءات والتفسير ومرجعا في علوم القرآن.

الأعلام ٣ / ٥٧ ، غاية النهاية ١ ٢٩٦ ، صفة الصفوة ١ / ٢٩٤ ، التقريب ٢٢٢.

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) المقصود (م ، ع).

٥٠٩

المعنى القائم بغيره سواء صدر عنه كالضرب أو لم يصدر كالطول كما في الرّضي. وقيل المصدر ما يكون في آخر معناه الفارسي الدال والنون أو التاء والنون ، كما قيل في الشعر المعروف : وترجمته :

المصدر اسم إذا كان واضحا

وآخره بالفارسية حرفان تن أو دن (١)

وبعضهم زادوا فيه قيدا وهو أن يحصل الماضي بعد حذف نونه ليخرج كلمة گردن بمعنى رقبة ، وكلمة ختن اسم بلد معروف هكذا في رسائل القواعد الفارسية. وما قيل إنّ الأسود معناه المتصف بالسواد بمعنى سياهى لا بمعنى سياه بودن فينتقض حدّه بالصفة المشبهة ، إذ المراد (٢) بالفعل الواقع في تعريفه هو الحدث ، فالجواب أنّه لمّا كانت الصفة المشبّهة موضوعة لمعنى الثبوت انسلخ عنها معنى التجدّد فلا يرد النقض بالألوان ، ولزوم عدم الفرق بين المعنى المصدري والحاصل بالمصدر. وما قيل إنّ المراد (٣) المعنى القائم بغيره من حيث إنّه قائم بغيره فلا ترد الألوان فتوهّم لأنّ النسبة ليست مأخوذة في مفهوم المصدر نصّ عليه الرضي ، كيف ولو كان كذلك لوجب ذكر الفاعل ، كذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في تعريف الفعل. والمراد (٤) بجريانه على الفعل في اصطلاحهم تعلّقه به بالاشتقاق سواء كان الفعل مشتقا والمصدر مشتقا منه كما هو مذهب البصريين ، أو بالعكس كما هو مذهب الكوفيين ، كما أنّ جريان اسم الفاعل على الفعل عندهم هو موازنته إيّاه في حركاته وسكناته بالوزن العروضي ، وكما أنّ جريان الصّفة على موصوفها جعل موصوفها صاحبها أي مبتدأ (٥) أو ذا حال أو موصولا أو متبوعا لها أو موصوفا ، وكلّ من الثلاثة اصطلاح مشهور في محلّه فلا غرابة في التعريف. فالمراد (٦) بالحدث الجاري على الفعل ما له فعل مشتقّ منه ويذكر هو بعد ذلك الفعل تأكيدا له أو بيانا لنوعه أو عدده ، مثل جلست جلوسا وجلسة وجلسة ، وبغير الجاري على الفعل ما ليس له فعل مشتقّ منه مذكور أو غير مذكور يجري هو عليه تأكيدا له أو بيانا له نحو أنواعا في قولك ضربت أنواعا من الضرب ، لأنّ الأنواع ليس لها فعل تجري عليه ، فقيّد بالجاري ليخرج عنه غير الجاري إذ لا مدخل له فيما نحن فيه. فمثل ويلا له وويحا له لا يكون مصدرا لعدم اشتقاق الفعل منه وإن كان مفعولا مطلقا. ومثل العالمية والقادرية (٧) لا يكون مصدرا ولا مفعولا مطلقا ، وكذا أسماء المصادر كالوضوء والغسل بالضم لعدم جريانها على الفعل أيضا. وقيل المراد (٨) بالجاري على الفعل ما يكون جاريا عليه حقيقة أو فرضا فلا تخرج المصادر التي لا فعل لها. وفيه أنّه حينئذ يشكل الفرق بينها وبين أسماء المصادر كذا في شروح الكافية.

اعلم أنّ صيغ المصادر تستعمل إمّا في أصل النسبة ويسمّى مصدرا وإمّا في الهيئة الحاصلة للمتعلّق ، معنوية كانت أو حسّية كهيئة

__________________

(١) مصدر اسمى است گر بود روشن. آخر فارسيش دن يا تن.

(٢) المقصود (م ، ع).

(٣) المقصود (م ، ع).

(٤) المقصود (م ، ع).

(٥) أو (م).

(٦) المقصود (م ، ع).

(٧) القاهرية (م).

(٨) المقصود (م ، ع).

٥١٠

المتحركية الحاصلة من الحركة ، ويسمّى الحاصل بالمصدر وتهلك الهيئة إمّا للفاعل فقط في اللازم كالمتحركية والقائمية من الحركة والقيام أو للفاعل والمفعول وذلك في المتعدي كالعالمية والمعلومية من العلم ، وباعتباره يتسامح أهل العربية في قولهم المصدر المتعدّي قد يكون مصدرا للمعلوم وقد يكون مصدرا للمجهول يعنون بهما الهيئتين [اللتين] (١) هما معنيا الحاصل بالمصدر وإلاّ لكان كلّ مصدر متعدّ مشتركا ولا قائل به ، بل استعمال المصدر في المعنى الحاصل بالمصدر استعمال الشيء في لازم معناه ، كذا قال الچلبي في حاشية المطوّل في بحث الفصاحة في بيان التعقيد. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية عبد الغفور : المصدر موضوع للحدث الساذج من غير اعتبار نسبته إلى الفاعل أو متعلّق آخر والفعل مأخوذ في مفهومه النسبة وضعا ، فإن اعتبر من حيث إنّه منسوب إلى الفاعل فهو مبني للفاعل ، وإن اعتبر من حيث إنّه منسوب إلى متعلّق آخر فهو مبني للمفعول ، وإذا لم يعتبر شيء منهما كان محتملا للمعنيين ويكون للقدر المشترك بينهما ، فالمعنى المصدري من مقولة الفعل أو الانفعال فهو أمر غير قار الذات والحاصل بالمصدر الهيئة القارة المترتّبة عليه. فالحمد مثلا بالمعنى المصدري ستودن والحاصل بالمصدر ستايش ، وليس المراد (٢) منه الأثر المترتّب على المعنى المصدري كالألم على الضرب ، فقد ظهر أنّ ما قيل إنّ صيغ المصادر لم توضع إلاّ لما قام به ، وكونها لمعنيين ما هو صفة للفاعل وما هو صفة للمفعول ، ككون الضرب بمعنى الضاربية أي كون الشيء ضاربا أي زننده شدن وكونه بمعنى المضروبية أي كونه مضروبا أي زده شدن لا بد له من دليل كلام لا طائل تحته انتهى. فقد ظهر بهذا فساد ما ذكره الچلبي أيضا فتأمّل.

المصر : [في الانكليزية] Country ، land ـ [في الفرنسية] pays ، contree

بالكسر وسكون الصاد في اللغة الحدّ والبلد المحدود. وعند الفقهاء هو موضع لا يسع أكبر مساجده المبنية لصلاة الخمس أهله أي أهل ذلك الموضع ممّا وجب عليه الجمعة ، واحترز به عن أصحاب الأعذار مثل النّساء والصبيان والمسافرين ، إلاّ أنّهم قالوا إنّ هذا الحدّ غير صحيح عند المحقّقين ، والحدّ الصحيح المعوّل عليه أنّه كلّ مدينة ينفّذ فيها الأحكام ويقام الحدود كما في جواهر الفقه (٣). وظاهر المذهب أنّه ما فيه جماعات الناس من أهل الحرف وجامع وأسواق ومفت وسلطان أو قاض يقيم الحدود وينفّذ الأحكام ، وقريب منه ما في المضمرات. وفي المضمرات أيضا أنّه الأصح. وقيل إنّه ما يجتمع فيه مرافق الدين والدنيا. وقيل ما يتعيّش فيه كلّ صانع سنة بلا تحوّل عنه إلى أخرى. وقيل ما يكون سكانه عشرة آلاف. وقيل ما يسمّى مصرا عند التعداد كبخارى. وقيل ما لا يظهر فيه نقصان بموت ولا زيادة بولادة. وقيل ما يمكنهم دفع عدو بلا استعانة. وقيل ما يمصّره الإمام وإن صغر وقلّ أهله كما في التمرتاشي. وقيل ما يولد فيه إنسان ويموت كلّ يوم. وقيل ما لا يعد أهله إلاّ بمشقة. وقيل ما يكون فيه ألف رجل مقاتل.

وقيل ما يكون فيه عشرة آلاف رجل مقاتل ، كذا

__________________

(١) اللتين (+ م).

(٢) المقصود (م ، ع).

(٣) جواهر الفقه للقاضي سعد الدين عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن براج الطرابلسي (٤٨١ ه‍) طبع مع كتاب الجوامع الفقهية.

معجم المطبوعات العربية والمعربة ، ص ٤٥.

٥١١

في البرجندي في ذكر صلاة الجمعة.

المصراع : [في الانكليزية] Shutter ، leaf ، hemistich ـ [في الفرنسية] Battant d\'une porte ، hemistiche

بكسر الميم في اللغة الفارسية هو أحد جزئي الباب (خشبة الباب). وأمّا في اصطلاح البلغاء فهو كلام يتألّف من ثلاثة قوالب أو أربعة لا أقلّ من ذلك ولا أكثر (غير جائز) ، فهو ليس من قبيل النّظم. وإن كان منقولا فالكبير هو مصراع واحد حسب قانون (العروض). وأما الثاني فطويل. وإليك المثال وترجمته :

المصراع الأول : إنّ (صب) الماء والتراب على الرأس لا يكسره.

والمصراع الثاني : اعجن التراب بالماء ثم جفّفه على شكل (حجر آجر) ثم اضرب به الرّأس. فالرأس ينكسر. كذا في جامع الصنائع. وفي المهذب وغيره : المصراع هو نصف بيت (١).

المصرّع : [في الانكليزية] poetry where every two hemistiches have the same rE ـ [في الفرنسية] poesie ou deux hemistiches ont une meme E

بفتح الراء المشددة عند أهل البديع بيت فيه التصريع. ويقول في مجمع الصنائع في تعريف الغزل : المصرّع هو بيت لكلّ مصراعين فيه قافية واحدة. والآن يسمّى هذا النوع : المطلع (٢).

المصغّر : [في الانكليزية] Diminutive ـ [في الفرنسية] Diminutif

على صيغة اسم المفعول من التصغير عند الصرفيين هو اللفظ الذي زيد فيه شيء ليدلّ على التقليل ويسمّى بالمحقّر أيضا وبالتصغير والتحقير أيضا كما يستفاد من اللباب ، ويقابله المكبّر. وصيغة فعيل وفعيعل وفعيعيل ، وقد يجيء التصغير للتعظيم أيضا فرجيل تصغير رجل وهو مكبّر. وتصغير الترخيم ما يصغّر بحذف زوائده ويسمّى تحقير الترخيم أيضا. والتفصيل يطلب من الشافية واللّباب. وبعض الشعراء جمع المصغّرات في أشعار وقد أجاد وهي هذه :

نقيط من مسيك في وريد

خويلك أم وشيم في خديد

وذيّاك اللويمع في الضحيا

وجيهك أم قمير في سعيد

ظبيّ بل صبيّ في قبيّ

مريهيب السّطيوة كالأسيد

معيشيق الحريكة والمحيّا

مميشق السّويلف والقديد

معيسل اللميّ له ثغير

رويقته خمير في شهيد

هكذا إلى آخر الأبيات في الباب الثالث من نفحة اليمن (٣). أمّا في اصطلاح أهل فارس فهو عبارة عن إضافة حرف ك إلى آخر الألفاظ ، ويسمّونها كاف التصغير ، كما هو في واقع هذه الأبيات من الرباعي وترجمتها :

__________________

(١) بكسر الميم در لغت تخته در را گويند ودر اصطلاح بلغاء آنست كه از سه قالب ويا چهار قالب مركب شده باشد كمتر وبيشتر روا نيست كه آن از قبيل نظم نبود اگرچه منقول است كه بزرگى يك مصراع بر حسب قانون ودويم دراز گفته مصراع اوّل.

آب را وخاك را بر سر زني سر نشكند. مصراع دوم. آب را وخاك را يك جا كن ودرهم كني خشتى پزي بر سر زني سر بشكند كذا في جامع الصنائع وفي المهذب وغيره مصراع نصف بيت را گويند.

(٢) ودر مجمع الصنائع در تعريف غزل ميگويد مصرّع بيتى را گويند كه هر دو مصراع او قافية دار باشند والآن اين را مطلع نامند.

(٣) نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن للشيخ أحمد بن محمد (أو محمود بن علي بن ابراهيم الأنصاري اليمني الشرواني. لا نعلم تاريخ وفاته. معجم المطبوعات العربية والمعربة ، ١١٢١.

٥١٢

صرت والها بإنسان صغير السّنّ

قامته كأصل شجيرة وما ألطفها من شجيرة

حليّة سكّري الشفة وعينه جريئة

على وجه كالقمير وخويل أسود كالمسك

هكذا في مجمع الصنائع (١).

المصلحة : [في الانكليزية] Interest ، utility ، service ـ [في الفرنسية] Interet ، utilite ، service

هي ما يترتّب على الفعل وقد ذكر في لفظ الغاية في الناقص اليائي ، وجمع المصلحة المصالح. والمصالح المرسلة عند الأصوليين هي الأوصاف التي تعرف علّيتها أي بدون شهادة الأصول بمجرّد الإخالة أي بمجرّد كونها مخيّلة أي موقعة في القلب خيال العلّية والصّحة فلم يشهد لها الشرع بالاعتبار ولا بالإبطال ، وهي مقبولة عند الغزالي إذا كانت المصلحة ضرورية قطعية كلّية. ثم قال الغزالي : وهذه أي المصلحة التي لم يشهد لها الشرع بالاعتبار ولا بالإبطال وإن سمّيناها مصلحة مرسلة ، لكنها راجعة إلى الأصول الأربعة لأنّ مرجع المصلحة إلى حفظ مقاصد الشرع المعلومة بالكتاب والسّنّة والإجماع ، فهي ليست بقياس إذ القياس له أصل معيّن. والمصالح الحاجية هي التي في محلّ الحاجة ، والمصالح التحسينية هي التي لا تكون في محلّ الضرورة ولا الحاجة بل هي تقرير الناس على مكارم الأخلاق ومحاسن الشّيم ، هكذا يستفاد من التوضيح والتلويح والچلبي ويجيء في لفظ المناسبة أيضا.

المصمت : [في الانكليزية] Blank or free verse ـ [في الفرنسية] Vers libre

هو البيت الذي ليس في عروضه قافية وهو من مصطلحات الشعراء وقد سبق.

المصنوع : [في الانكليزية] Created ـ [في الفرنسية] Cree

وهو الشيء المسبوق بالعدم. وعند البلغاء هو النّظم المحلّى بالصنائع اللّفظية ، التي يميل الطبع إليها إذا كانت وفقا للقواعد المقرّرة مثل التّصريع والتجنيس والإيهام والخيال ، وبعضها ينفر الطّبع منها كالتّجنيس المطرّف والمقلوب.

كذا في جامع الصنائع (٢).

المصوّتة : [في الانكليزية] Vowels ـ [في الفرنسية] Voyelles

قسم من الحروف وقد سبق.

المضاربة : [في الانكليزية] Speculation ، competition ، exchange ـ [في الفرنسية] Speculation ، concurrence ، echange

لغة السّير في الأرض. وشرعا عقد شركة في الربح بمال من رجل وعمل من آخر ، وهي إيداع أوّلا ، وتوكيل عند العمل أي عند تصرّف المضارب في رأس المال ، وشركة عند تحقّق الربح وظهوره ، وغصب إن خالف ، وبضاعة إن شرط كلّ الربح لربّ المال ، وقرض إن شرط كلّ الربح للمضارب ، كذا في الجرجاني. وصورتها أن يقول ربّ المال دفعته إليك مضاربة أو معاملة على أن يكون لك من الربح جزء معيّن كالنصف والثلث ويقول المضارب قبلت.

__________________

(١) اما در اصطلاح اهل فارس عبارت از حرف كاف است كه در اواخر الفاظ الحاق كنند وآن را كاف تصغير نامند چنانچه در اين ابيات واقع است رباعي :

گشتم خراب شيفته خرد سالكي

قدش نهالكى وچه نازك نهالكى

شيرينكي شكر لبكى شوخ چشمكي

بر روي همچو ماهكش از مشك خالكي

هكذا في مجمع الصنائع.

(٢) ونزد بلغاء آنست كه نظم از صنعتى آراسته گردد كه طبع بدان تركيب بسبب مراعات قواعد آن بدان صنعت ميل كند چه بعضى صنائع مطبوع اند چون ترصيع وتجنيس وايهام وخيال وبعضى نامطبوع چون تجنيس مطرف ومقلوب بعض كذا في جامع الصنائع.

٥١٣

وقيد الربح احتراز عن مزارعة يكون البذر فيها لربّ الأرض فإنّ الحاصل من الزراعة يسمّى في العرف بالخارج لا بالربح ، وعن الشركة في رأس المال لا غير ، فإنّه شرط مفسد للمضاربة. وقولنا بمال من رجل وعمل من آخر اكتفاء بالأقلّ فلا يخرج به رجلان وأكثر لكنه يخرج عن التعريف ما إذا كان العمل منهما فإنّه مضاربة أيضا. وقد تفسّر أيضا بدفع المال إلى غيره ليتصرّف فيه ويكون الربح بينهما على ما شرطا. ثم إن قيّدت المضاربة ببلد أو وقت أو سلعة أو شخص أو نوع تجارة سمّيت مضاربة مقيّدة وخاصّة وإلاّ سمّيت مطلقة وعامّة ، وسمّي ذلك العقد بها لأنّ المضارب يسير في الأرض غالبا لطلب الربح. والمضارب بكسر الراء هو الرجل الآخر الذي جعل العمل له ، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي. وفي شرح المنهاج المضاربة لغة أهل العراق وأهل الحجاز يسمّونها بالقراض.

المضارع : [في الانكليزية] Imperfect ، present tense ، indicative ـ [في الفرنسية] Inaccompli ، present ، indicatif ، subjonctif

بكسر الراء عند أهل العروض اسم بحر من البحور المشتركة بين العرب والعجم وهو مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن مرّتان كما في عنوان الشرف. ويقول في عروض سيفي : أصل هذا البحر مثمن يعني : مفاعيلن فاعلاتن ، أربع مرات. ويستعمل أيضا مسدّسا (١). وعند النحاة فعل يشبه الاسم بأحد حروف نأيت لفظا لوقوعه مشتركا بين الحال والاستقبال ، وتخصيصه بالسين أو سوف أو اللام ، كما يقع الاسم مشتركا بين المعاني وتخصّص أحدها بالقرينة ، ومعنى واستعمالا أيضا ، وصيغته يفعل وأخواته ، وطريقة أخذه من الماضي معروفة في الكتب النحوية والصرفية. وقال البعض : المضارع حقيقة في الحال مجاز في الاستقبال كما في الوافي. ومضارع المضاف عندهم هو مشابه المضاف.

المضاعف : [في الانكليزية] Multiple ، doubled ـ [في الفرنسية] Multiple ، double

اسم مفعول من ضاعف يضاعف هو في اصطلاح الصرفيين أن يجتمع الحرفان المتماثلان أو المتقاربان في كلمة أو كلمتين أو التقى أحد المثلين بالآخر في كلمة واحدة وقد افترق بينهما بأحد المثلين الآخرين على سبيل التضايف ، أي الاختلاط ، ويقال له أصم أيضا لشدّته كذا في بعض شروح المراح ، فقوله هو أن يجتمع الخ إشارة إلى مضاعف الثلاثي. وقوله التقى الخ إشارة إلى مضاعف الرباعي وفيه مخالفة للمشهور وهو أنّ المضاعف في الثلاثي هو ما كرّر فيه حرفان أصليان على ما مرّ في لفظ البناء ، لأنّه على هذا يكون مثل الوتد مضاعفا مع أنّه ليس مضاعفا على المشهور ، ويكون مثل قد جاء أشراطها أيضا مضاعفا وهو ليس بمضاعف على المشهور. والحاصل أنّ المضاعف من الثلاثي مجرّدا أو مزيدا فيه ما كان عينه ولامه من جنس واحد كردّ وأعدّ ومن الرباعي ما كان فاؤه ولامه الأولى من جنس واحد ، وكذلك عينه ولامه الثانية من جنس واحد نحو زلزل وتقلقل ، كذا في الجرجاني.

المضاف : [في الانكليزية] Governing word ، governed noun of a genitive ـ [في الفرنسية] Nom dominant ، complement de nom

قد عرفت معناه في ضمن ذكر لفظ الإضافة. وهو أنّ المضاف كلّ اسم أضيف إلى اسم آخر فإنّ الأول يجرّ الثاني ويسمّى الجار مضافا والمجرور مضافا إليه والمضاف إليه كلّ

__________________

(١) ودر عروض سيفي ميگويد اصل اين بحر مثمن است يعني مفاعيلن فاعلاتن چهار بار ومسدس هم مستعمل مى شود.

٥١٤

اسم نسب إليه شيء بواسطة حرف الجرّ لفظا ، نحو مررت بزيد أو تقديرا نحو غلام زيد وخاتم فضة مرادا. واحترز بقوله مرادا عن الظرف نحو صمت يوم الجمعة فإنّ يوم الجمعة نسب إليه شيء وهو صمت بواسطة حرف الجر وهو في ، وليس ذلك الحرف مرادا وإلاّ لكان يوم الجمعة مجرورا إلاّ أن يقال إنّه منصوب بنزع الخافض ، نحو أتيتك خفوق النّجم ، أي وقت خفوق النجم كذا في الجرجاني. وأمّا المشبّه بالمضاف ويقال له المضارع للمضاف أيضا فهو عند النحاة عبارة عن اسم تعلّق به شيء هو من تمام معناه أي يكون ذلك الشيء من تمام ذلك الاسم معنى لا لفظا ، فخرج الاسم الذي يتمّ بشيء لفظا كالمضاف والتثنية والجمع والاسم المنون. ومعنى التمامية معنى أنّ ذلك الاسم لا يفيد ما قصد منه تامّا بدون ضمّه إمّا أن لا يفيد بدونه شيئا كما في ثلاثة وثلاثين أو يفيد معنى ناقصا كما في يا طالعا جبلا ويا حليما لا تعجل لكون النسبة إلى المعمول والصفة معتبرة معه ، وتلك لا تحصل إلاّ بذكرهما. ألا ترى أنّ المقصود بالنداء في يا طالعا جبلا ليس مطلق الطالع بل طالع الجبل ، وفي يا حليما لا تعجل ليس مطلق الحليم بل الحليم الموصوف بعدم العجلة. قال في العباب الذي يدلّ على أنّ الصفة من تمام الموصوف أنّك إذا قلت جاءني رجل ظريف وجدت دلالة لا تجدها إذا قلت جاءني رجل ، لأنّ الأول يفيد الخصوص دون الثاني فمشابه المضاف ثلاثة أقسام لأنّ ذلك الشيء الذي تعلّق بمشابه المضاف معنى إمّا معمول له نحو يا خيرا من زيد ويا طالعا جبلا ويا مضروبا غلامه ويا حسنا وجه أخيه ، فاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة واسم التفضيل ونحوها من الصفات مع معمولاتها من قبيل المشابه للمضاف. وإمّا معطوف عليه عطف النّسق على أن يكون المعطوف والمعطوف عليه اسما لشيء واحد ، سواء كان علما نحو يا زيد أو عمرو إذا سمّيت شخصا بذلك المجموع ، أو لم يكن نحو يا ثلاثة وثلاثين لأنّ المجموع اسم لعدد معيّن وانتصب الجزء الأول للنّداء والثاني بناء على الحال السابق أعني متابعة المعطوف للمعطوف عليه في الإعراب وإن لم يكن فيه معنى العطف ، وهذا كخمسة عشر إلاّ أنّه لم يركّب لفظه تركيبا امتزاجيا بل أبقي على حالة العطف ، فلا فرق في مثل هذا بين أن يكون علما أو لا ، فإنّه مضارع للمضاف لارتباط بعضه ببعض من حيث المعنى كما في يا خيرا من زيد ، وهذا ظاهر مذهب سيبويه. وقال الأندلسي وابن يعيش (١) هو إنّما يضارع المضاف إذا كان علما ، وأمّا إذا لم يكن علما فلا فلا يقال عندهما في غير العلم يا ثلاثة وثلاثين ، بل يا ثلاثة والثلاثون كيا زيد والحارث ، هذا إذا قصدت جماعة معيّنة ، ويقال يا ثلاثة وثلاثين إذا قصدت جماعة غير معيّنة ، والأوّل أولى أي قول سيبويه لطول المنادى قبل النّداء وارتباط بعضه ببعض من حيث المعنى. وإنّما قيد المعطوفان بكونهما اسما لشيء واحد إذ لو لم يكن كذلك لم يكن شبها للمضاف لجواز جعله مفردا معرفة لاستقلاله نحو يا رجل وامرأة. وأمّا نعت هو جملة أو ظرف نحو يا حافظا لا ينسي وألا يا نخلة من ذات عرق ، وإمّا المنعوت بالمفرد نحو يا رجلا صالحا فليس مما ضارع المضاف على الصحيح ، وهذا القسم الثالث لا يعتبر في باب النداء لا مطلقا ، وذلك لأنّ الصفة بمنزلة الجزء من الموصوف في كون مجموعهما اسما لشيء واحد وهو الذات الموصوفة كما في ثلاثة وثلاثين في العدد بخلاف سائر التوابع من البدل وعطف البيان والتأكيد ، فلا يجوز أن يكون المنادى المتبوع لها مضارعا للمضاف ،

__________________

(١) ابن يعيش من أئمة اللغة ، وقد تقدمت ترجمته.

٥١٥

فالمنعوت باعتبار خروج النّعت عنه غير داخل في تعريف شبه المضاف ، وباعتبار كونه كالجزء منه داخل في تعريفه. فإذا كان النعت جملة أو ظرفا فهو مما ضارع المضاف في باب المنادى لا ما إذا كان مفردا لأنّ نحو يا حافظا لا ينسي من باب نداء الموصوف بتقدير أنّه كان موصوفا بالجملة قبل النداء فكان مضارعا للمضاف كالمعطوف عليه قبل النّداء لامتناع تعريف صفته إذ الجملة لا تتعرّف بحال. فعند قصد التعريف في المنادى الموصوف بالجملة لا بدّ من هذا التقدير لئلاّ يلزم توصيف المعرفة بالنكرة بخلاف الموصوف بالمفرد فإن قصد التعريف فيه لا يحوج إلى جعله من باب نداء الموصوف حتى يكون مما ضارع المضاف لإمكان تعريف صفته بإدخال اللام بأن يقال يا رجل الصالح. فاشتراط الجملة في كون المنادى المنعوت شبيها للمضاف إنّما هو ليرتفع احتمال كونه كما هو أصله فيتأكّد جانب الجزئية وتتحقّق المشابهة بلا ريب ، فإنّ المعتبر الشّبه بالمضاف لا شبه الشّبه بخلاف المنعوت بالمفرد. فإن قيل فليجعل الجملة صلة الذي بتقدير يا حافظا الذي لا ينسى حتى لا يضطر إلى جعله من باب نداء الموصوف قبل النداء موضع الاختصار. ألا ترى إلى الترخيم وحذف حرف النداء وفي ذكر الموصول إطالة. ومن هاهنا ظهر الفرق بين جعل الموصوف بالجملة والظرف شبيها للمضاف في باب المنادى دون باب لا لنفي الجنس ، فلا يقال لا حليما لا يعجل بل لا حليم لا يعجل لتحقّق الشّبه بتأكّد جانب الجزئية في الأول دون الثاني. واندفع ما قيل إنّ معنى تماميته في تعريف شبه المضاف أنّ ذلك الشيء من تمامه في اعتباراتهم لداع معنوي كما في القسمين الأولين أو لاضطراري كما في القسم الثالث لأنّ كونه من تمامه في اعتباراتهم لا يخلو من أن يكون من حيث المعنى أو من حيث اللفظ ، والثاني باطل ، فتعيّن الأول. هذا كلّه خلاصة ما حقّقه المولوي عبد الغفور وعبد الحكيم والهداد في حواشي الكافية.

المضاهاة : [في الانكليزية] Comparaison ، ontological or cosmological hierarchy ـ [في الفرنسية] Comparaison ، hierarchie cosmologique ou ontologique

بين الحضرات والأكوان هي انتساب الأكوان إلى الحضرات الثلاث ، أعني حضرة الوجوب وحضرة الإمكان وحضرة الجمع بينهما. فكلّ ما كان من الأكوان نسبته إلى الوجوب أقوى كان أشرف وأعلى فكان حقيقة علوية روحية أو ملكوتية أو بسيطة فلكية. وكلّ ما كان نسبته إلى الإمكان أقوى كان أخس وأدنى فكانت حقيقة سفلية عنصرية بسيطة أو مركّبة. وكلّ ما كان نسبته إلى الجمع أشدّ كان حقيقة إنسانية وكلّ إنسان كان إلى الإمكان أميل وكانت أحكام الكثرة الإمكانية فيه أغلب كان من الكفار. وكلّ من كان إلى الوجوب أميل وكان أحكام الوجوب فيه أغلب كان من السابقين الأنبياء والأولياء. وكلّ من تساوى فيه الجهتان كان مقتصدا من المؤمنين وبحسب اختلاف الميل إلى إحدى الجهتين اختلف المؤمنون في قوة الإيمان وضعفه ، كذا في الاصطلاحات الصوفية. المضاهاة بين الشئون والحقائق هي ترتّب الحقائق الكونية على الحقائق الإلهية التي هي الأسماء وترتّب الأسماء على الشئون الذاتية ، فالأكوان ظلال الأسماء والأسماء ظلال الشئون ، كذا في الاصطلاحات الصوفية.

المضطرب : [في الانكليزية] Disputed prophetic tradition ـ [في الفرنسية] Tradition prophetique contestee

على صيغة اسم الفاعل من الاضطراب هو

٥١٦

عند المحدّثين حديث اختلف في سنده أو متنه الرواة المستوية في الصفات ، فإن ترجّحت صفة أحدهما على صفة الآخر بأن يكون أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه أو غيرهما من وجوه الترجيح فالحكم للراجح ، ولا يضطرب إليه. فالاضطراب يقع في الإسناد وفي المتن وفيهما ، إلاّ أنّ وقوعه في الإسناد أكثر ، وقلّ أن يحكم المحدّث على الحديث بالاضطراب بالنسبة إلى الاختلاف في المتن دون الإسناد كما في حديث فاطمة بنت قيس (١) قالت : (سئلت أو سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الزكاة فقال : إنّ في المال حقّا سوى الزكاة) (٢) فهذا حديث قد اضطرب لفظه ومعناه ، فرواه الترمذي هكذا عن رواية شريك (٣) عن أبي حمزة (٤) عن الشّعبي (٥) عن فاطمة ، ورواه ابن ماجة عن هذا الوجه بلفظ (ليس في المال حقّ سوى الزكاة) (٦) ، فهذا اضطراب لا يقبل التأويل. هكذا يستفاد من خلاصة الخلاصة وشرح النخبة وشرحه.

مضمون الجملة : [في الانكليزية] Meaning of a sentence ، content ـ [في الفرنسية] Sens d\'une phrase ، contenu

عند النحاة قد يراد به مصدر تلك الجملة المضاف إلى الفاعل ، أي فيما إذا كان مناط الفائدة نسبة المسند إلى الفاعل. فمضمون قام زيد مثلا قيام زيد. وإلى المفعول أي فيما إذا كان مناط الفائدة النسبة الإيقاعية. فمضمون ضرب زيد على البناء للمفعول ضرب زيد بمعنى مضروبية زيد. والمصدر المقيّد بالحال فيما إذا كان مناط الفائدة الحال نحو أصحب مع زيد مسرورا فإمّا أن تنفعه أو ينفعك ، فإنّ مضمون الجملة هنا صحبة زيد وقت السرور فاحفظه فإنّه من المواهب الدقيقة الجليلة ، هكذا ذكر المولوي عصام الدين في حاشية الفوائد الضيائية في بحث المفعول المطلق. وقد يراد به ما يفهم من الجملة ولم تكن الجملة موضوعة له كالاعتراف المفهوم من قولنا له عليّ ألف درهم ، والحقّ المفهوم من قولنا زيد قائم ، كذا ذكر أبو البقاء في حاشية الفوائد الضيائية في هذا المقام.

مضمون اللغتين : [في الانكليزية] Speech in two languages ـ [في الفرنسية] Discours bilingue

هو عند البلغاء أن يأتي الكاتب أو الشاعر بكلام متضمّنا معنى في لغتين ، أي يمكن قراءته بلغتين ومثاله الشعر التالي وترجمته :

بهاء خان بيتي كن مع بهاء

عندك ميل فاترك الجهل

هذا إذا قرأنا بعض الشّعر باللغة العربية وأمّا بالفارسية فالمعنى ركيك وهو : بهاء خان عندك ، كن مع بهاء. هذا معنى المصراع الأوّل. ثم يقول : المعنى الفارسي ظاهر وأمّا بالعربي فكما ذكرنا أعلاه وأمّا المصراع الثاني فعلى

__________________

(١) هي فاطمة بنت قيس بن خالد الفهرية ، أخت الضحاك. صحابية مشهورة من المهاجرات الأوائل ، عاشت حتى خلافة معاوية. التقريب ٧٥١.

(٢) سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الزكاة فقال : «إن في المال حقا سوى الزكاة». سنن الترمذي كتاب الزكاة ، باب ما جاء في أن في المال حقا .. ، ح ٦٦٠ ، ٣ ٤٨.

(٣) هو شريك بن عبد الله بن الحارث النخعي الكوفي ، أبو عبد الله. ولد في بخارى عام ٩٥ ه‍ / ٧١٣ م وتوفي بالكوفة عام ١٧٧ ه‍ ٧٩٤ م. عالم بالحديث ، فقيه ، سريع البديهة والذكاء ، تولى القضاء.

الاعلام ٣ / ١٦٣ ، وفيات الأعيان ١ ٢٢٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٢١٤ ، تاريخ بغداد ٩ ٢٧٩.

(٤) هو طلحة بن يزيد الإيلي ، أبو حمزة ، مولى الأنصار ، نزل الكوفة. وثقة ، النسائي ، ويعد من الطبقة الثالثة. التقريب ٢٨٣.

(٥) الشعبي من التابعين ، وقد سبقت ترجمته.

(٦) (ليس في المال حق سوى الزكاة) ، سنن ابن ماجه ، كتاب الزكاة ، باب ما أدى زكاته ليس بكنز ، ح ١٧٨٩ ، ١ / ٥٧٠.

٥١٧

أساس اللغة العربية فيكون معناه :

هوى داري (بيتي) وناداني : كن خلف الباب. وبالفارسية : عندك رغبة فاترك الجهل.

كذا في مجمع الصنائع.

والأمير خسرو دهلوي قدس‌سره سمّاه بذي الرويتين. والفرق بين هذا وبين ذو المعنيين الغامض هو : أنّ التركيب هنا يتضمّن لغتين ، وهناك تتضمّن لغتين في لفظ واحد. كما قاله صاحب جامع الصنائع (١).

المطابق : [في الانكليزية] Derivative verb ـ [في الفرنسية] Verbe derive

بالكسر عند الصرفيين هو مضاعف الرباعي كما في الضرير.

المطابقة : [في الانكليزية] Coincidence ـ [في الفرنسية] Coincidence

هي عند المتكلّمين الاتحاد في الأطراف كطاسين فإنّه عند انكباب أحدهما على الآخر تطابقت أطرافهما كذا في شرح الطوالع وشرح المواقف في بحث الوحدة. وعند أهل البديع هي الطّباق كما عرفت ويطلق على المشاكلة أيضا. وعند المنطقيين يستعمل بمعنى الصدق فإنّهم يقولون الكلّي مطابق للجزئي بمعنى أنّه صادق عليه. فالصادق عندهم هو المطابق بالكسر. وقد يستعمل أهل البيان المطابقة بمعنى صدق المطابق بالفتح على المطابق بالكسر ، ولذا قيل في المختصر شرح التلخيص مطابقة الكلام للمقتضى صدقه عليه ، على عكس ما يقال إنّ الكلّي مطابق للجزئي ، هكذا ذكر الجلپي في حاشية المطول في تعريف علم المعاني.

المطارح : [في الانكليزية] Places ، positions ـ [في الفرنسية] Endroits ، positions

جمع مطرح بمعنى مكان إلقاء الشيء. ومطارح الأشعّة عند المنجّمين : هي أنظار بعضها من معدّل النهار واقعة بين الأفق الحادث لذلك الكوكب ، وعظيمة هي ثلث أو ربع أو سدس يفصلها عن معدّل النّهار ، وقطب هذه العظيمة على المدار اليومي الذي يمرّ على القطب الحادث لذلك الكوكب ، وكان في جهة عرض الأفق الحادث لذلك الكوكب.

ومطارح الأنوار عند المنجمين هي أنظار بعضها من معدّل النّهار بين الأفق الحادث للكوكب ونصف النهار الحادث ، والدائرتان للميل التي إحداهما تنفصل من ثلثي قوس النهار والآخر ثلث قوس الليل. كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرح زيج الغ بيكي. وسيأتي أيضا في لفظة النظر (٢).

__________________

(١) مضمون اللغتين : نزد بلغاء آنست كه كاتب يا شاعر كلامى آرد كه متضمن دو لغت باشد يعنى در دو زبان توان خواند مثال :

بهاي خان دارى بابها كن

هوادارى وناداني رها كن

معنى فارسي ظاهر است اما معني عربي اينكه بها نام شخصى است مضاف به سوى ياء متكلم يعني بهاي من خان دارى يعني خيانت كرد در سراي من بابها كن بر در سراى من باش هوادارى يعني آمد در سراى من وناداني يعني ندا كرد مرا رها كن يعنى پس سراى باش كذا في مجمع الصنائع وامير خسرو دهلوي قدس‌سره اين را بذى الرويتين مسمى ساخته وفرق ميان اين وميان ذو المعنيين غامض آنست كه اينجا تمام تركيب متضمن دو لغت است وآنجا تضمن دو لغت در يك لفظ است چنانكه در جامع الصنائع گفته.

(٢) جمع مطرح است بمعني جاي انداختن چيزى. ومطارح شعاعات نزد منجمان انظاريست كه قسمي آن انظار از معدل النهار باشد واقع ميان افق حادث آن كوكب وعظيمه كه ثلث يا ربع يا سدس از معدل النهار فصل كند وقطب اين عظيمه بر مدار يومي باشد كه بقطب حادث آن كوكب گذرد ودر جهت عرض افق حادث آن كوكب بود. ومطارح انوار نزد منجمان انظاريست كه قسمي آن انظار از معدل النهار باشد ميان افق حادث كوكب ونصف النهار حادث ودو دائرة ميل كه يكى از ان ثلثي از قوس النهار حادث جدا كند ويكى ثلث قوس الليل كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرح زيج الغ بيگى ودر لفظ نظر نيز خواهد آمد.

٥١٨

المطاوعة : [في الانكليزية] Malleability ، handine ـ [في الفرنسية] Maniabilite ، malleabilite

هي عند أهل العربية حصول الأثر عند تعلّق الفعل المتعدّي بمفعوله نحو جمعته فاجتمع ، فيكون فاجتمع مطاوعا أي موافقا لفاعل الفعل المتعدّي وهو جمعت ، كذا قال السّيّد السّند في حاشية إيساغوجي.

المطبل : [في الانكليزية] Polygon ـ [في الفرنسية] Polygone

بالموحدة هو عند المهندسين يطلق على شكل مسطح كثير الأضلاع شبيه بالطّبل وهو نقارة صغيرة تضرب لإطارة الطير مثل البطّ في صيد البازي وغيره ، كذا في شرح خلاصة الحساب.

المطرب : [في الانكليزية] Alarmer ، perfect spiritual guide ـ [في الفرنسية] Avertieur ، guide spirituel parfait

عند الصوفية هم المفيضون والمرغّبون الذي يعمرون قلوب العارفين بكشف الرّموز ، وبيان الحقائق. وبمعنى المنبّهون للعالم الرّباني ، كذا في بعض الرسائل. وفي كشف اللغات يقول :

المطرب هو الشيخ الكامل والمرشد المكمّل (١).

المطرّف : [في الانكليزية] Rhyming prose ـ [في الفرنسية] prose rimee

وهو السجع الذي اختلفت فيه الفاصلتان في الوزن نحو (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) (٢) فقوله وقارا وأطوارا مختلفان في الوزن كذا في الجرجاني. وأورد في مجمع الصنائع بأنّ السّجع المطرّف هو أن تكون الألفاظ في المصراعين أو في القرينتين متقابلة ومتفقة في حرف الروي ومختلفة في الوزن وتعداد الحروف ، ومثاله ما ورد في القرآن الكريم : (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً ، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) ، وفي الشعر الفارسي البيت التالي وترجمته :

أعط قلبي ليلة الخلاص من هم الانتظار

وفي النهار كالريح مرّ بي أنا هذا المدنف

وأمّا التجنيس المطرّف فهو أنّ الشاعر أو الكاتب يأتي بلفظتين متشابهتين ومتجانستين في الحروف والوزن ما عدا الحرف الأخير ، ومثاله الحديث النبوي : (الخيل معقود بنواصيها الخير). ومثاله في الشعر الفارسي التالي وترجمته :

لقد غسل عدلك الآفاق من الآفات

وطبعك حرّ من الأذى

وإذا كان الحرف المختلف قريب المخرج فيسمّى المطرّف المضارع. وأمّا إذا كان بعيد المخرج فيسمّى المطرّف اللاحق. انتهى (٣).

__________________

(١) المطرب نزد صوفية فيض رسانندگان وترغيب كنندگان را گويند كه بكشف رموز وبيان حقائق دلهاى عارفان را معمور دارند ونيز بمعنى آگاه كنندگان عالم ربانى آيد كذا في بعض الرسائل ودر كشف اللغات ميگويد كه مطرب پير كامل ومرشد مكمل را گويند.

(٢) نوح ١٣ ـ ١٤.

(٣) ودر مجمع الصنائع آورده كه سجع مطرف آنست كه در دو مصراع يا در دو قرينه الفاظ مقابل يكديگر باشند كه متفق باشند در حرف روي ومختلف باشند در وزن وتعداد حروف مثال آن در قرآن شريف آمده ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ودر فارسي. بيت.

يك شب خلاص ده دلم از بار انتظار

روزى چو باد بر من آشفته كن گذار

اما تجنيس مطرف آنست كه كاتب يا شاعر دو لفظ بيارد از يك جنس كه در همه حروف موافق باشند مگر در حرف آخرين متباين باشند مثال از حديث : «الخيل معقود بنواصيها الخير» ومثال در پارسى. فرد.

عدلت آفاق شسته از آفات

طبعت آزاده بود از ازار

واگر حرف مختلف قريب المخرج باشد مطرف مضارع نامند واگر بعيد المخرج بود مطرف لاحق گويند انتهى.

٥١٩

المطلع : [في الانكليزية] Rise ، place where planets rise ، manifestation ـ [في الفرنسية] Lever ، endroit ou se levent les etoiles ، manifestations

بفتح الميم واللام أو كسرها لغة هو زمان الطلوع ، وعند الشعراء هو المصرّع بتشديد الراء وقد سبق. ومطلع الاعتدال عند أهل الهيئة هو نقطة تقاطع المعدّل والأفق سمّيت به لأنّ الاعتدالين يطلعان منها أبدا ، كذا ذكر السّيّد في شرح الملخص. والمطلع عند الصوفية هو شهود المتكلّم عند تلاوة الكلام (١) ، أو كما قال الإمام جعفر الصادق لقد تجلّى الله لعباده في كلامه ولكن لا يبصرون ، كذا نقل من عبد الرزاق الكاشي. المطالع جمع مطلع بمعنى زمان الطلوع ، وكذا المغارب جمع مغرب بمعنى زمان الغروب ، وقد جرت عادة أهل الهيئة بتسمية أجزاء معدّل النهار أزمانا على التجوّز بناء على أنّ الزمان مقدار حركتها وقد يسمّى جزء واحد منها مطالع توسّعا ، وقس على ذلك المغارب وكذا الحال في مطالع القوس ومغاربه. اعلم أنّه لا شكّ أنّه إذا كان جزء من منطقة البروج على الأفق الشرقي في غير عرض تسعين كانت بإزائه نقطة من معدّل النهار عليه وتسمّى نقطة المطالع ، فالقوس من معدّل النهار بين الاعتدال الربيعي وبين تلك النقطة تسمّى مطالع ذلك الجزء بشرط مرورها على الأفق الشرقي مع قوس من البروج من أول الحمل إلى ذلك الجزء على التوالي إن كان الطلوع مستويا ، ومن ذلك الجزء إلى أول الحمل على خلاف التوالي إن كان الطلوع معكوسا. مثلا إذا طلع الثور والحمل معكوسين وبلغ أول الحمل إلى الأفق كان مطالع رأس الجوزاء قوسا من المعدّل مبتدئة من النقطة الطالعة مع رأس الجوزاء إلى أول الحمل ، وإن أخذ الأفق الغربي مكان الشرقي تسمّى تلك القوس مغارب ذلك الجزء ، فالمطالع أو المغارب من أول الحمل تكون على التوالي إن كان طلوع البروج وغروبه مستويا ، وعلى خلافه إن كان معكوسا وكان المناسب أن يجعل مبدأ المطالع والمغارب في الآفاق الجنوبية أول الميزان ، إلاّ أنّ أهل العمل أخذوا مبدأهما هناك أوّل الحمل أيضا. وبعضهم يأخذ مبدأ المطالع والمغارب بخط الاستواء نظيره الانقلاب الشتوي لأنّ بعض الأعمال يسهّل بذلك كمعرفة ساعات نصف النهار وتسوية البيوت وغير ذلك مما لا يحصى. هذا الذي ذكرنا مطالع الجزء وتسمّى بمطالع البروج أيضا. وأمّا مطالع القوس فهي قوس من معدّل النهار التي تطلع مع قوس مفروضة من فلك البروج ، فإنّه إذا طلع من الأفق قوس من فلك البروج فلا بد أن يطلع معها قوس أخرى من المعدّل سواء كانت أزيد من القوس الأولى أو أنقص منها أو مساويا لها ، والقوس التي تغرب معها يقال لها مغارب. ولو قيل المعدّل بتمامه أو بعض منه إذا طلع مع قوس مفروضة الخ لكان أولى ليشتمل ما إذا كان مطالع ستة بروج تمام المعدّل ومطالع ستة أخرى نقطة منه ، ويقال للقوس من فلك البروج درج السواء لأنّها تحسب متساوية أولا ، وينسب إليها مطالعها فتختلف بالزيادة والنقصان ، فإنّ وضع المعدل والمنطقة بالنسبة إلى الأفق يختلف ، فأيتهما تحسب أجزاؤها أولا متساوية يختلف أجزاء الأخرى بالنسبة إليها وتسمّى درج السواء التي بإزاء المطالع طوالع والتي بإزاء المغارب غوارب. ثم المطالع سواء كانت مطالع الجزء أو مطالع القوس كما في شرح بيست باب تختلف بحسب اختلاف الآفاق في العروض ، لأنّ المعدّل تختلف أوضاعه بالنسبة إلى الآفاق

__________________

(١) ومطلع نزد صوفية شهود متكلم است در وقت تلاوت كلام.

٥٢٠