موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٠٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

الإلهي فوفّاه حسابه. وإن أهمل انهلك في ذلك النار وترك على ذلك الفرار وطفح ناره على ثياب طبائعه فأكلها ، ثم طلع دخانه إلى مشام روحه الأعلى فقتلها ، فلا يهتدي بعدها إلى الصواب ولا يفهم معنى أمّ الكتاب ، بل كلما يلقيه إليه من معاني الجمال أو من تنوّعات الكمال يذهب به إلى ضيع الضلال فيخرج به على صورة ما عنده من المحال ، فلا يمكن أن يرجع إلى الحقّ.

اعلم أنّ الله خلق الفكر المحمدي من نور اسمه الهادي الرشيد ، وتجلّى عليه باسميه المبدئ والمعيد ، ثم نظر إليه بعين الباعث الشهيد ، فلمّا حوى الفكر أسرار هذه الأسماء الحسنى وظهر بين العالم بلباس هذه الصفات العليا ، خلق الله من فكر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أرواح ملائكة السموات والأرض كلهم لحفظ الأسافل والعوالي ، فلا تزال العوالم محفوظة ما دامت بهذه الملائكة ملحوظة ، فإذا وصل الأجل المعلوم قبض الله أرواح هذه الملائكة ونقلهم إلى عالم الغيب بذلك القبض ، فالتحق الأمر بعضه ببعض وسقطت السموات بما فيها على الأرض ، وانتقل الأمر إلى الآخرة كما ينتقل إلى المعاني أمر الألفاظ الظاهرة ، فافهم ، كذا في الإنسان الكامل. ويقول في كشف اللغات ولطائف اللغات : الفكر في اصطلاح السّالكين هو سير السّالك بسير كشفي من الكثرة والتعيّنات (التي هي باطلة في الحقيقة أي هي عدم) إلى الحقّ ، يعني بجانب وحدة الوجود المطلق الذي هو الحقّ الحقيقي. وهذا السّير عبارة عن وصول السّالك إلى مقام الفناء في الله ، وتلاشي وامّحاء ذوات الكائنات في أشعّة نور وحدة الذّات كالقطرة في اليم (١).

الفلسفة : [في الانكليزية] Philosophy ـ [في الفرنسية] Philosophie

هي لفظ يوناني معناه التشبّه بحضرة الواجب الوجود ، والفلسفة الأولى هي العلم الإلهي وقد سبق في المقدمة.

الفلك : [في الانكليزية] Orbit ، celestial sphere ، zodiac ـ [في الفرنسية] Orbite ، sphere celeste ، zodiaque

بفتح الفاء واللام واحد وجمعه الأفلاك المسمّاة بالآباء أيضا عند الحكماء كما تسمّى العناصر بالأمّهات عندهم كما وقع في العلمي في فصل المعادن. وهو عند أهل الهيئة عبارة عن كرة متحرّكة بالذات على الاستدارة دائما.

وقد يطلق الفلك على منطقة تلك الكرة مجازا ، وقد يطلق على ما هو في حكم المنطقة كالفلك الحامل لمركز الحامل فبقولهم بالذات خرجت حركة كرة النار الحاصلة بتبعية فلك القمر ، فإنّها حركة عرضية لا ذاتية. وأنت تعلم أنّ حركة كرة النار ليست مما أجمع عليه. وإذا احترز عنها ينبغي أن يحترز بقيد آخر عن كرة الأرض المتحرّكة على الاستدراج على ما ذهب إليه بعضهم من أنّ الحركة اليومية إنما هي مستندة إلى الأرض وأيضا ينبغي أن يخرج الكواكب المتحرّكة في مكانها حركة وضعية على ما ذهب إليه بعض الحكماء من أنّه لا ساكن في الفلكيات. ويرد على هذا التعريف الممثلات عند من يقول إنّها متحرّكة بتبعية الفلك الثامن وممثل الشمس عند بطليموس فإنّها ليست متحرّكة إلاّ بتبعية الفلك الأعظم. ويشكل أيضا بالمتممات فإنّها لا تسمّى أفلاكا عند الأكثرين.

واعتذر البعض بأنّها ليست بكرات حقيقة لأنّ الكرات الحقيقية ما تكون متشابهة الثخن ، وبعضهم بأنّها ليست متحركة بالذات بل

__________________

(١) ودر كشف اللغات ولطائف اللغات گويد فكر در اصطلاح سالكان رفتن سالك است بسير كشفي از كثرات وتعينات كه بحقيقت باطل اند يعني عدم اند به سوى حق يعني بجانب وحدت وجود مطلق كه حق حقيقي است واين رفتن عبارت از وصول سالك است بمقام فنا فى الله ومحو ومتلاشي كشتن ذات كائنات در اشعه نور وحدت ذات انتهى كالقطرة في اليم.

٢٤١

المتحرّك بالذات مجموع الممثل. ويرد على الأول التداوير فإنّها ليست متشابهة الثخن مع أنّها تسمّى أفلاكا وعلى الثاني أنّه لم ينقل عن أحد أنّ حركة جزء الجسم حركة عرضية مع أنّ حركة الكل ذاتية. والحق أن يقال أنّ الفلك كرة مستقلة لا تقبل الخرق والإنارة فيخرج المتممات لأنّها ليست كرات مستقلة بخلاف التداوير.

وقولهم دائما احتراز عن الكرة الصناعية المتحرّكة على الاستدارة بالقسر فإنّها لا يمكن أن تكون دائمة ، إلاّ أنّ قيد الاستدارة مغن عن هذا القيد لأنّ الحركات المستقيمة تستحيل أن تكون دائمة كما تقرّر في موضعه. وما ذكره بعضهم من أنّ الفلك جسم كري لا يقبل الخرق والإنارة شامل للمتممات أيضا. وكذا ما وقع في التذكرة من أنّ الفلك جسم كري يحيطه سطحان متوازيان وربّما لا يعتبر السطح المقعر كما في التداوير شامل لها إذ يمكن أن لا تعتبر مقعّرات المتممات أيضا. وبالجملة لا فرق بين المتمم والتدوير ، فإطلاق الفلك على أحدهما دون الآخر تحكّم. ويمكن أن يقال إنّ كلّ واحد من الأفلاك تعلّقت به نفس على المذهب الصحيح ، ولا شكّ أنّه تعلّقت بالتدوير نفس غير ما تعلّقت بالخارج وغير ما تعلّقت بالممثل ولم يتعلّق بالمتمّم نفس على حدة بل ما تعلّقت به هو مجموع الممثّل والمتمّم جزء له ، فلذلك لم يطلق اسم الفلك عليه. ومن لم يشترط في الفلك تعلّق النفس به كصاحب المجسطي أمكن له أن يطلق اسم الفلك على المتمّم. وأمّا ما قال شارح التذكرة من أنّ الأكثرين لا يسمّون المتمّمات كرات فوجهه غير ظاهر ، هكذا ذكر العلي البرجندي في حاشية الجغميني. وفي بعض حواشي شرح هداية الحكمة الميبدية الفلك جرم كري الشّكل غير قابل الكون والفساد ، ويحيط بما فيه من عالم الكون والفساد. وعلى رأي الاسلاميين عبارة عن جرم كري الشّكل يحيط بالعناصر انتهى.

اعلم أنّ الأفلاك على نوعين : كلّية وجزئية. فالكلية هي التي ليست أجزاء لأفلاك أخر والجزئية ما كانت أجزاء لأفلاك أخر كالحوامل ، والفلك الكلّي مفرد إن لم يكن له جزء هو فلك آخر كالفلك الأعظم ، ومركّب إن كان له جزء هو فلك آخر كأفلاك السيارات.

فائدة :

إطلاق الفلك على المنطقة من قبيل تسمية الحال باسم المحلّ وخصّوا تلك التسمية بالمناطق دون باقي الدوائر العظام الحالّة في الفلك لأنّها وجدت باعتبار التحرّك المعتبر في مفهوم الفلك تشبيها بفلكة المغزل ، كذا قالوا.

قال عبد العلي البرجندي في شرح التذكرة : والأظهر أن يقال إنّ المهندسين لما اكتفوا في بيان هيئة الأفلاك بمناطق تلك الأفلاك إذ هي كافية لإيراد البراهين سمّوها أفلاكا لقيامها مقامها يؤيّده أنّهم يسمّون الدائرة الحادثة من حركة مركز حامل عطارد حول مركز المدير فلكا مع أنّها ليست بحالة في فلك لأنّهم يقيمونها مقام المدير في إيراد البراهين.

فائدة :

قال الحكماء : الفلك جسم كري بسيط لا يقبل الخرق والالتيام ولا الكون والفساد متحرّك بالاستدارة دائما إذ ليس فيه مبدأ ميل مستقيم وليس برطب ولا يابس ، وإلاّ لقبل الأشكال بسهولة أو بقسر ، فيكون قابلا للخرق والالتيام هذا خلف ، ولا حار ولا بارد وإلاّ لكان خفيفا أو ثقيلا فيكون فيه ميل صاعد أو هابط هذا خلف ، وحركته إرادية وله نفس مجرّدة عن المادة تحرّكه ، والمحرّك القريب له قوة جسمانية مسمّاة بالنفس المنطبعة والفلك الأعظم هو المحدّد للجهات ، وتوضيح هذه الأمور يطلب من شرح المواقف مع الرّدّ عليها. اعلم أنّ

٢٤٢

الأفلاك الكلّية تسعة. الفلك الأعظم وفلك البروج والأفلاك السبعة للسيارات ، والأفلاك الجزئية ستة عشر ستة منها تداوير وثمانية خارجة المراكز لأنّ للعطارد فلكين خارجي المركز واثنان آخران يسمّيان بالجوزهر والمائل.

فالفلك الأعظم جسم كري يحيط به سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم ، إذ لا عالم عندهم إلاّ ما يحيط به سطح ذلك الفلك ، فأحد سطحيه محدّب وهو السطح المحيط به من خارج وهو لا يماس شيئا لأنّه محيط لسائر الأجسام وبه يتناهى العالم الجسماني فلا يكون وراءه خلاء ولا ملاء ، وآخر سطحيه مقعّر وهو السطح المحيط به من داخل وهو يماسّ محدّب فلك البروج ، ويقال له أيضا الفلك الأطلس لأنّه غير مكوكب عندهم ، ولذا يسمّى أيضا بالفلك الغير المكوكب ويقال له أيضا فلك الأفلاك وفلك الكلّ وكرة الكلّ والفلك الأعلى والفلك الأقصى والفلك التاسع وفلك معدّل النهار ومحدّد الجهات ومنتهى الإشارات وسماء السموات ، ووجه التسمية بهذه الأسماء ظاهر ، وقد يسمّى بفلك البروج أيضا كما صرّح به عبد العلي البرجندي في فصل اختلاف المناظر في شرح التذكرة ، ويقال لمركزه مركز الكلّ إلى غير ذلك ، ولعقله عقل الكلّ ولنفسه نفس الكلّ ولحركته حركة الكل والحركة الأولى ولمنطقته معدّل النهار والفلك المستقيم ، ولقطبيه قطبا العالم ، وهذا الفلك هو المسمّى في لسان الشرع بالعرش المجيد وحركته شرقية سريعة بها تتمّ دورته في أقلّ من يوم وليلة بمقدار مطالع ما قطعته الشمس بحركتها الخاصّة ، ويلزم من حركته حركة سائر الأفلاك وما فيها ، فإنّ نفسه المحرّكة وصلت في القوة إلى أن تقوى في تحريك ما في ضمنه ، فهي المحرّكة لها بالذات ولما فيها بالعرض. وفلك البروج جسم كري مركزه مركز العالم يحيط به سطحان متوازيان مقعّرهما يماسّ محدّب فلك زحل ومحدّبهما يماسّ مقعّر الفلك الأعظم ويسمّى بفلك الثوابت أيضا لأنّ جميع الثوابت مركوزة فيه وبسماء الرؤية وإقليم الرؤية لكثرة الكواكب المرئية فيه كما في شرح بيست ـ عشرين ـ باب في الباب الرابع عشر ، والفلك المكوكب والفلك المصوّر كما في شرح التذكرة ويسمّى في لسان الشرع بالكرسي وهو كرة واحدة على الأصح إذ لا حاجة في الثوابت إلى اكثر من كرة واحدة ، وإن جاز كونها على كرات متعددة. ولذا ذهب البعض إلى أنّ لكلّ من الثوابت فلكا خاصّا وذلك بأن تكون تلك الأفلاك فوق فلك زحل ، محيط بعضها ببعض ، متوافقة المراكز متسامتة الأقطاب متطابقة المناطق متوافقة الحركات قدرا وجهة ، أو يكون بعضها فوقه وبعضها بين الأفلاك العلوية أو تحت فلك القمر. وقيل إنّ لكلّ منها تداوير وحركات الجميع متوافقة القدر والجهة مناطقها في سطوح مدارات عرضية ، ويكون لفلك الثوابت حركة خاصة زائدة على حركات التداوير. ولذلك لا يقع الرجوع ويقع البطء في النصف الذي يكون جهة حركته مخالفة لجهة حركة فلك الثوابت. وعلى هذا يحتمل أن يكون اختلاف مقادير حركات الثوابت على ما وجد بالأرصاد المختلفة من هذه الجهة حتى لم يدركها أكثر المتقدّمين واعتقدوا الأفلاك ثمانية وأسندوا الحركة اليومية لكرة الثوابت. وأبرخس بالغ في الرصد فاطلع على أنّ لها حركة ما ، لكنه لم يدرك مقدارها. وبيّن صاحب المجسطي أنّها تتحرّك في كلّ مائة سنة شمسية درجة واحدة فتتم دورته في ست وثلاثين ألف سنة.

والمتأخّرون اختلفوا في ذلك فأكثرهم على أنّها تقطع في ست وستين سنة شمسية ، وقيل قمرية.

وقيل في سبعين سنة. وحركة فلك الثوابت غربية على منطقته يسمّى فلك البروج أيضا تسمية للحال باسم المحلّ ، وتسمّى منطقة البروج

٢٤٣

ومنطقة أوساط البروج لمرورها هناك ، وعلى قطبين غير قطبي العالم يسمّيان بقطبي البروج.

ويلزم من اختلاف الأقطاب مع اتحاد المركزين أن تقاطع منطقة البروج معدّل النهار على نقطتين متقابلتين إذا توهّم منطقة البروج في سطح الفلك الأعلى وأمّا أفلاك السبع السيارة ويسمّى كلّ منها كرة الكوكب والفلك الكلّي له. ففلك زحل جرم كري يحيط به سطحان متوازيان مقعّرهما يماسّ محدّب فلك المشتري ومحدبهما يماسّ مقعّر فلك البروج ، وهكذا إلى فلك القمر ، بل إلى الأرض يعني أن مقعّر فلك المشتري يماس محدّب فلك المريخ ، ومقعّر فلك المريخ يماس محدّب فلك الشمس ، ومقعّر فلك الشمس يماس محدّب فلك الزهرة ، ومقعّر فلك الزهرة يماس محدّب فلك عطارد ، ومقعّر فلك عطارد يماس محدّب فلك الجوزهر ، ومقعّر فلك الجوزهر يماس محدّب المائل ، ومقعر المائل يماس محدّب كرة النار ، ومقعّر كرة النار يماس محدّب كرة الهواء ، ومقعر كرة الهواء يماس مجموع كرة الماء والأرض ، ومقعّر بعض كرة الماء يماس بعض سطح الأرض. وأمّا الأفلاك الجزئية فنقول فلك الشمس جرم كري يحيط به سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم ومنطقته وقطباها في سطح منطقة البروج وقطبيه ، ولذا سمّي بالفلك الممثل أيضا. وفي داخل هذا الفلك بين سطحيه المتوازيين لا في جوفه فلك آخر جزئي يسمّى بالخارج المركز وبفلك الأوج أيضا وهو جرم كري شامل للأرض يحيط به سطحان متوازيان مركزهما خارج عن مركز العالم محدّب سطحيه يماس لمحدّب سطحي الفلك الأول المسمّى بالممثل على نقطة مشتركة بين منطقتيهما ، وتسمّى هذه النقطة بالأوج ، ومقعّر سطحيه يماس مقعر سطحي الأول على نقطة مشتركة بينهما مقابلة للأوج ، وتسمّى بالحضيض. فبالضرورة يصير الفلك الأول كرتين غير متوازيتين سطوحا بل مختلفتي الثخن ، إحداهما حاوية للخارج المركز والأخرى محوية له. والحاصل أنّ بعد إفراز الفلك الخارج المركز من الأول يبقى من جرم الأول جسمان يحيط بكلّ منهما سطحان مستديران مختلفا الثخن غلظا ورقّة. فرقّة الحاوية منهما مما يلي الأوج وغلظها مما يلي الحضيض. ورقّة المحوية مما يلي الحضيض وغلظها ما يلي الأوج وتسمّى كلّ واحدة من هاتين الكرتين متمّما إذ بانضمامهما إلى خارج المركز يحصل ممثل الشمس. والشمس جرم كري مصمت مركوز في جرم الخارج المركز مغرق فيه بحيث يساوي قطره ثخن الخارج المركز ويماس سطحها سطحيه. وأمّا أفلاك الكواكب العلوية والزهرية فهي بعينها كفلك الشمس تشتمل على كلّ منها على خارج مركز مسمّى بالحامل وعلى متمّمين ، إلاّ أنّ لكلّ منها فلكا صغيرا غير شامل للأرض مسمّى بالتدوير وهو مصمت ، إذ لا حاجة إلى مقعّره ومركوز ومغرق في جرم الحامل بحيث يماس سطحه سطحي الحامل على رسم الشمس في خارج مركزها ؛ وكلّ من هذه الكواكب جرم كري مصمت في جرم فلك التدوير مغرق فيه بحيث يماس سطحه سطح التدوير على نقطة مشتركة بينهما. وأما فلكا عطارد والقمر فيشتركان في أنّ كلّ واحد منهما مشتمل على ثلاثة أفلاك شاملة للأرض وعلى فلك تدوير إلاّ أنّ بينهما فرقا وهو أنّ فلك عطارد مشتمل على فلك هو الممثل وعلى فلكين خارجي المركز ، أحدهما وهو الحاوي للخارج الآخر لكون الآخر في ثخنه ويسمّى المدير لإدارته مركز الحامل الذي هو الخارج الآخر ، وهو فيما بين سطحي الممثل لا في جوفه بحيث يماس محدّبه محدّب الممثل ، على نقطة مشتركة بينهما وهي الأوج ، ومقعّره يماس مقعّر الممثل على نقطة مشتركة بينهما مقابلة له وهي

٢٤٤

الحضيض. والثاني وهو المحوي والحامل للتدوير وهو في داخل ثخن المدير على الرسم المذكور أي كدخول الخارج الأول في الممثّل وفلك التدوير في ثخن الحامل والكوكب في التدوير على الرسم المذكور. ويلزم مما ذكر من أنّ فلك عطارد مشتمل على ممثل وخارجين أن يكون لعطارد أوجان ، أحدهما وهو النقطة المشتركة بين محدّبي الممثل والمدير ويسمّى الأوج الممثلي وأوج المدير ، والثاني وهو النقطة المشتركة بين محدّبي المدير والحامل ويسمّى الأوج المديري وأوج الحامل ، وكذا يلزم أن يكون له حضيضان أحدهما الحضيض الممثلي وحضيض المدير ، وثانيهما الحضيض المديري وحضيض الحامل ، وأربع متممات اثنان للمدير من الممثل وآخران للحامل من المدير.

وأما فلك القمر فيشتمل على فلكين كلّ واحد منهما جرم كري يحيط به سطحان متوازيان مركزهما مركز العالم وعلى فلك خارج المركز المسمّى بالحامل. فهذه الثلاثة شاملة للأرض وأحد الفلكين الأولين الموافقي المركز وهو الذي يحيط بالثاني يسمّى بالجوزهر إذ على محيطه نقطة مسماة بالجوزهر والثاني وهو المحاط بالأول يسمّى بالمائل لكون منطقته ماثلة عن سطح منطقة البروج وهو في جوف الجوزهر لا في ثخنه ، والحامل في ثخن المائل على الرسم المذكور والتدوير في الحامل و

القمر في التدوير على الرسم.

فمانوث : [في الانكليزية] Famanuth (Egyptian month) ـ [في الفرنسية] Famanouth (moi egyptien)

اسم شهر من أشهر التقويم القبطي القديم (١).

الفناء : [في الانكليزية] Courtyard ، dooryard ـ [في الفرنسية] Cour ، parvis ، esplanade

بالكسر وبالنون ومد الألف گرداكرد خانه ـ حوالي البيت ـ ، ومنه فناء البيت كذا في الصراح. وفي جامع الرموز والبرجندي ما حاصله أنّ الفناء بالكسر سعة أمام البيت. وقيل ما امتدّ من جوانبه كما في المغرب. وأما فناء المصر فالمختار في تعريفه شرعا عند صاحب المحيط والخلاصة وغيرهما هو موضع اتصل بالمصر معدا ومهيئا لمصالحه من ركض الخيل وجمع العساكر والخروج للرمي وصلاة الجنازة ، ولم يشترط بعضهم الاتصال بالمصر ، فقدّره بغلوة يعنى يك تير پرتاب ـ رمية سهم ـ وبعضهم بثلاثة أميال ، وبعضهم بمنتهى صوت المؤذن ، وبعضهم بفرسخين. وفي المضمرات المختار للفتوى قول محمد أنّه بقدر فرسخ.

الفناء : [في الانكليزية] Annihilation ، mystical fusion ، ascetism ـ [في الفرنسية] Aneantiement ، fusion mystique ، ascetisme

بالفتح والمدّ عند الصوفية عدم شعور الشخص بنفسه ولا بشيء من لوازم نفسه. ففناء الشخص عن نفسه عدم شعوره ، وفناؤه عن محبوبه باستهلاكه فيه ، كذا في الإنسان الكامل في باب الإرادة. وقال المولوي عبد الحكيم في حاشية عبد الغفور : معنى الفناء في اصطلاح الصوفية تبديل الصفات البشرية بالصفات الإلهية دون الذات ، فكلما ارتفع صفة قامت صفة إلهية مقامها ، فيكون الحقّ سمعه وبصره كما نطق به الحديث ، وكذلك حال الفناء في النبي والشيخ انتهى. وقال عبد اللطيف في شرح المثنوي : الفناء عند الصوفية سقوط الأوصاف المذمومة والبقاء ثبوت النعوت المحمودة. وقيل الفناء صفة الكون وما كان لأجل الكون والبقاء صفة

__________________

(١) نام ماهيست در تاريخ قبط قديم.

٢٤٥

الكون وما كان لأجل المكون انتهى. ودر ـ وفي ـ توضيح المذاهب يقول : الفناء عند أرباب السّلوك عبارة عن نهاية السّير في الله ، وذلك لأنّ السّير إلى الله ينتهي وقته عند ما يقطع العبد صحراء الوجود بقدم الصّدق مرة واحدة.

ويتحقّق السّير في الله عند ما يتطهّر العبد من شوائب الحدثان بعد الفناء الذاتي المطلق.

فيمنح تلك الدرجة حتى يتّصف بأوصاف الله ويتخلّق بالأخلاق الرّبانية ، مترقّيا فيها.

انتهى (١).

ودر ـ وفي ـ مجمع السلوك آرد ـ يقول : ـ الفناء هو الغيبة عن الاشياء رأسا كما كان فناء موسى حين تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا. وأبو سعيد خرازي ميگويد ـ يقول ـ علامة الفاني ذهاب حظّه من الدنيا والآخرة إلاّ من الله تعالى والبقاء الذي يعقبه هو أن يفني عمّا له ويبقى بما لله تعالى. وقال بعضهم البقاء مقام النبيين صلوات الله عليهم أجمعين. فجملة الفناء والبقاء أن يفني عن حظوظه ويبقى بحظوظ غيره. والفناء متنوع : الفناء عن الخلق ، والفناء عن النفس وأهوائها ، وفناء عن الإرادة ، ولكلّ واحد منها علامات.

وقد قال الشيخ عبد القادر الجيلاني في فتوح الغيب (٢) : وعلامة فنائك عن الخلق انقطاعك عنهم وعن التردّد إليهم واليأس مما لديهم.

وعلامة فنائك عنك وعن هواك ترك التسبّب والتعلّق بالسّبب في جلب النفع ودفع الضر كما كنت مغيبا في الرحم وكونك طفلا رضيعا في المهد وعلامة فناء إرادتك بفعل الله تعالى أنّك لا تريده إذا قطّ ، ولا يكون لك غرض ولا يقف لك حاجة ومرام ، بل لا تريد مع إرادة الله تعالى سواها ، بل يجري فعل الله فيك فتكون أنت إرادة الله وفعله ساكن الجوارح مطمئن الجنان مشروح الصدر منوّر الوجه غنيا عن الأشياء بخالقها بقلبك كيف يشاء. وفي مجمع السلوك أيضا في موضع آخر الفناء عندهم هو أن لا ترى شيئا إلاّ الله ولا تعلم إلاّ الله وتكون ناسيا لنفسك ولكلّ الأشياء سوى الله ، فعند ذلك يتراءى لك أنّه الرّبّ ، إذ لا ترى ولا تعلم شيئا إلاّ هو ، فتعقد أنّه لا شيء إلاّ هو ، فتظنّ أنّك هو فتقول أنا الحق ، وتقول ليس في الدار إلاّ الله ، وليس في الوجود إلاّ الله وفي كشف اللغات يقول : طريق الفناء في اصطلاح العشّاق هو طريق العشق ، والذاكر في ذلك الطريق يقال له ذكر (٣).

فنك : [في الانكليزية]

Fanack (one part over ten thousands of a day by the Greeks) ـ [في الفرنسية]

Fanac (une part sur dix mille d\'un jour chez les Grecs)

بالنون ، وهو جزء من عشرة آلاف من أجزاء اليوم ، وقد مرّ في بيان تاريخ الروم (٤).

الفواق : [في الانكليزية] Hiccough ـ [في الفرنسية] Hoquet

بالضم وتخفيف الواو هو حركة فم المعدة لدفع ما يؤذيه ، وهذه الحركة مركّبة من تشنّج انقباضي للهرب من المؤذي وتمدّد انبساطي

__________________

(١) گويد فناء نزد ارباب سلوك عبارتست از نهايت سير في الله چه سير إلى الله وقتي منتهي شود كه بنده باديه وجود را بقدم صدق يكبارگى قطع كند وسير في الله وقتي متحقق شود كه بنده را بعد از فناء مطلق ذاتي مطهر از آلايش حدثان ارزانى دارد تا بدان در عالم اتصاف باوصاف إلهي وتخلق باخلاق رباني ترقى كند انتهى.

(٢) وفناء متنوع است فناء از خلق وفناء از خود وفناء أز نفس واز هواها ، وفناء از ارادت وهريكي يكى را علامتها است شيخ عبد القادر گيلانى رحمه‌الله در فتوح الغيب فرموده اند.

(٣) ودر كشف اللغات ميگويد راه فنا در اصطلاح عاشقان راه عشق را گويند وذاكر آن راه ذكر را گويند.

(٤) بالنون وان جزئيست از ده هزار جزء شبانروز.

٢٤٦

لدفع ذلك المؤذي ، سمّيت به لأنّ قعر المعدة يفوق إلى فوق فمها. هكذا في بحر الجواهر وغيره من كتب الطّب.

الفور : [في الانكليزية] Bubbling ، eagerne ، precipitation ، at once ـ [في الفرنسية] ـ Bouillonnement ، empreement ، precipitation ، sur ـ le ـ champ بالفتح وسكون الواو لغة الغليان ، ثم استعير للسّرعة ، ثم سمّي به السّاعة التي لا لبث فيها كما في المغرب. وقال ابن الأثير فور كلّ شيء أوله. وشريعة تعجيل الفعل في أول أوقات إمكانه ، كذا في جامع الرموز في كتاب الحج.

الفيء : [في الانكليزية] Shadow ، tribute ، taxation ، imposition ـ [في الفرنسية] Ombre ، tribut ، imposition

على حدّ الشيء في اللغة الرجوع سمّي به الظّلّ في عرف الرياضيين لرجوعه من جانب إلى جانب ، وبعضهم يخصّه بالظلّ بعد الزوال ويخصّ الظلّ قبل الزوال باسم الظلّ ، وإضافته إلى الزوال لأدنى ملابسة لأنّ المراد بفيء الزوال هو ظلّ الأشياء عند ما تكون الشمس على نصف النهار وزوال الشمس من نصف النهار إلى جانب المغرب يكون بعده بلا واسطة ، كذا ذكر عبد العلي البرجندي في حاشية الجغميني ، وسبق أيضا في لفظ الظّلّ. والفيء عند الفقهاء جعل الشخص نفسه حانثا في مدة الإيلاء بالوطء عند القدرة وبالقول عند العجز ، كذا في جامع الرموز في فصل الإيلاء. وأيضا يطلق عندهم على ما يحلّ أخذه من أموال الكفار كما في البرجندي في كتاب الجهاد حيث قال في المغرب الفيء ما ينال من أهل الشرك بعد ما يضع الحرب أوزارها ويصير الدار دار الإسلام ، وحكمه أن يكون لكافة المسلمين ، ولا يخمّس.

وعند الفقهاء كلّ ما يحلّ أخذه من أموال الكفار فهي فيء انتهى. وفي فتح القدير الفيء هو المال المأخوذ من الكفار بغير قتال كالخراج والجزية.

وأمّا المأخوذ بقتال فيسمّى غنيمة. وفي جامع الرموز في كتاب الجهاد الفيء ما أخذه الإمام من أموال الكفار سواء كان غنيمة أو جزية أو مال صلح أو خراجا انتهى. وفي البحر الرائق في باب المرتدين في القاموس : الفيء الظلّ والغنيمة والخراج والقطعة من الطين والرجوع انتهى. فله خمسة معان لغة وأمّا اصطلاحا ما يوضع في بيت مال المسلمين.

الفيض : [في الانكليزية] Abundant water ، emanation ـ [في الفرنسية] Eau abondante ، emanation

بالفتح في اللغة كثرة الماء بحيث يسيل عن جوانب محله. يقال فاض الماء فيضا وفيضوضة إذا كثر حتى سال عن جانب الوادي.

فالفياض ماء زاد على موضعه فسال عن جوانبه ثم نقل الفياض إلى الوهّاب بطريق الاستعارة التبعية بتشبيه هبة الوهّاب بكثرة الماء في كونهما سببا للتجاوز إلى الغير ، أو نقل أولا إلى المواهب بتلك الطريقة أيضا ، أي بتشبيه كثرة المواهب بكثرة الماء بجامع الكثرة النافعة في الطرفين ، ثم نقل منه إلى الوهّاب بطريق المجاز المرسل بأن ينقل الفيض المستعمل في كثرة المواهب منها إلى الهبة بعلاقة المتعلّقية ، ثم يشتق منه الفياض. فالنقل على الأول بغير واسطة وعلى الثاني بواسطة. والفيض في اصطلاح العلماء يطلق على فعل فاعل يفعل دائما لا لعوض ولا لغرض ، وذلك الفاعل لا يكون إلاّ دائم الوجود ، لأنّ دوام صدور الفعل تابع لدوام الوجود. فلو وهب إنسان شيئا لا لغرض وعوض لا تسمّى تلك الهبة فيضا اصطلاحا ولا يسمّى ذلك الإنسان فيّاضا.

ويطلق أيضا على دوام ذلك الفعل واتصاله.

والفيّاض في قولهم المبدأ الفيّاض على المعنى الأول بمعنى النسبة أي ذو الفيض وعلى المعنى الثاني على قياس ما مرّ من جعله بمعنى الوهاب

٢٤٧

مجازا. وهاهنا بحث طويل الذيل يطلب من حواشي شرح المطالع في الخطبة.

وقال الصوفية : الفيض عبارة عمّا يفيده التجلّي الإلهي فإنّ ذلك التجلّي هيولاني الوصف وإنّما يتعيّن ويتقيّد بحسب المتجلّي. فإن كان المتجلّى له عينا ثابتة غير موجودة يكون هذا التجلّي بالنسبة إليه تجلّيا وجوديا فيفيد الوجود.

وإن كان المتجلّى له موجودا خارجيا كالصورة المسواة يكون التجلّي بالنسبة إليه بالصفات ويفيد صفة غير الوجود كصفة الحياة ونحوها.

والفيض الأقدس عندهم عبارة عن التجلّي الحبّي الذاتي الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية. والفيض المقدّس عندهم عبارة عن التجلّي الوجودي الموجب لظهور ما يقتضيه تلك الاستعدادات في الخارج كذا في شرح الفصوص للمولوي الجامي في الفصّ الأول.

ويقول في كشف اللغات : الفيض الأقدس هو ذاك المنزّه عن شوائب كثرة الأسماء ونقائص حقائق الإمكان. إذا ، فاعلم بأنّ الفيض الأقدس هو عبارة عن تجلّي الحب الذاتي الذي يقتضي وجود الأشياء والاستعدادات العائدة لها في حضرة العلم ثم في الحضور العيني.

وقيل : الفيض الأقدس هو فيض الحقّ سبحانه وتعالى الذي هو واسطة الروح العظمى.

وبهذا الفيض تصير الشّئونات الذاتية والأعيان ثابتة. والفيض المقدّس عبارة عن تجلّيات أسماء تقتضي ظهور شيء قد طلب ، واستعداداته في خارج الوجود.

وقيل : الفيض المقدّس هو فيض الحقّ سبحانه وتعال الذي هو واسطة الروح العظمى ، ومن هذا الفيض ظهرت جميع الأرواح والنفوس. انتهى كلامه (١).

__________________

(١) ودر كشف اللغات گويد فيض اقدس آن را گويند كه منزه باشد از شوائب كثرت اسمائى ونقائص حقائق امكانى پس بدان كه فيض اقدس عبارت از تجلي حب ذاتي كه موجب است مر وجود اشيا را واستعدادات آن را در حضرت علمي پس در حضرت عيني وقيل فيض اقدس فيض حق تعالى كه واسطه روح اعظم بود وبدين فيض شئونات ذاتيه واعيان ثابته گشتند وفيض مقدس عبارتست از تجليات اسمائى كه موجب است مر ظهور چيزى را كه تقاضا كرده است استعدادات آن را در خارج وجود وقيل فيض مقدس فيض حق تعالى كه واسطه روح اعظم بود وبدين فيض وجود جميع ارواح ونفوس پيدا شد انتهى كلامه

٢٤٨

حرف القاف (ق)

القابض : [في الانكليزية] Astringent ـ [في الفرنسية] Astringent

عند الأطباء هو دواء يجمع أجزاء العضو ، كذا في المؤجز في فنّ الأدوية.

القابل : [في الانكليزية] Receptive ـ [في الفرنسية] Receptif

هو المنفعل ويسمّى بالمادة والمحلّ أيضا كما مرّ. قال الصوفية القابل هو الأعيان الثابتة من حيث قبولها فيض الوجود من الفاعل الحقّ وتجلّيه الدائم الذي هو فعله ، كذا في شرح الفصوص في الفصّ الأول.

القاسم : [في الانكليزية] Divisor ، denominator ـ [في الفرنسية] Diviseur

ودرجة القسمة وشريك القاسم قد مرّ ذكرها في لفظ الحدّ.

القاصر : [في الانكليزية] Intransitive verb ـ [في الفرنسية] Verbe intransitif

عند النحاة هو الغير المتعدّي كما في المغني.

القاعدة : [في الانكليزية] Rule ، norm ، foundation ، principle ، basis ـ [في الفرنسية] Regle ، norme ، fondation ، principe ، base

بالعين المهملة هي في اصطلاح العلماء يطلق على معان : مرادف الأصل والقانون والمسألة والضابطة والمقصد. وعرّف بأنّها أمر كلّى منطبق على جميع جزئياته عند تعرّف أحكامها منه. وهذا التفسير مجمل. وبالتفصيل قضية كلّية تصلح أن تكون كبرى الصغرى سهلة الحصول حتى يخرج الفرع من القوة إلى الفعل. قال السّيّد السّند رحمه‌الله تعالى : وجه كونه تفصيلا أنّه علم به أنّ الأمر الكلّي المذكور أوّلا أريد به القضية الكلّية لا المفهوم الكلّي ، كالإنسان مثلا وإن ذهب إليه بعض القاصرين. وعلم أيضا أنّ المراد بالجزئيات ليس جزئيات ذلك الأمر الكلّي كما يتبادر إليه الوهم ، إذ ليس للقضية جزئيات تحمل هي عليها فضلا عن أن يكون لها أحكام يتعرّف منها ، بل المراد جزئيات موضوع تلك القضية ، فإنّ لها أحكاما تتعرّف منها ، فخرجت الشرطيات ، إذ ليس لها موضوع ، وعلم أيضا أنّ تلك الأحكام أيضا منطوية في تلك القضية المشتملة عليها بالقوة. فهذا الاشتمال هو المراد بانطباق الأمر الكلّي على جزئيات موضوعه باعتبار أحكامها التي تتعرّف منه ، فقد فصّلت في هذه العبارة أمور ثلاثة أجملت في العبارة الأولى ، فصار الحاصل أنّ القاعدة أمر كلّي ، أي قضية كلّية منطبق ، أي مشتمل بالقوة على جميع جزئياته ، أي جزئيات موضوعه عند تعرّف أحكامها ، أي يستعمل عند طلب معرفة أحكامها بأن تجعل كبرى الصغرى سهلة الحصول للكسب أو للتنبيه. فقولك كلّ سالبة كلّية ضرورية فإنّها تنعكس سالبة كلّية دائمة قضية كلّية مشتملة بالقوة على أحكام جزئيات موضوعها ، أعني السوالب الكلّية الضرورية.

فإذا أردت أن تتعرّف حكم قولنا لا شيء من الإنسان بحجر بالضرورة ، قلت هذه سالبة كلّية

٢٤٩

ضرورية ، وكلّ سالبة كلّية ضرورية تنعكس إلى سالبة كلّية دائمة ، فهذه تنعكس إلى سالبة كلّية دائمة ، أعني قولنا لا شيء من الحجر بإنسان دائما فالقضية الكلّية أصل لهذه الأحكام ، وهي فروع لها ، واستخراجها عنها بتحصيل تلك الصغرى وضمّها إليها يسمّى تفريعا ، ونسبة الفرع ، وإلى أصولها تشبه نسبة الجزئيات إلى كلّياتها المحمولة عليها. فإنّ الإنسان مثلا يتناول زيدا وعمروا وبكرا وغيرهم بالحمل عليها. وقولنا كلّ إنسان حيوان يشتمل بالقوة على أحكامها ، فتقييد الأمر بالكلّي للاحتراز عن القضية الجزئية أو الشخصية فإنّها لا تسمّى قاعدة ، ووصف الأمر الكلّي بالانطباق المذكور والاستعمال عند التعرّف للإشعار إلى حيثيتين معتبرتين في مفهوم القاعدة أي من حيث إنّه منطبق على أحكام جزئيات موضوعة وصالح للاستعمال عند طلب معرفتها منه. فالحيثية الأولى لإخراج الأمر الكلّي عن تعريف القاعدة إذا أخذ بالقياس إلى أحكام جزئيات ما يساوي موضوعه أو أعمّ منه ، كقولنا : كلّ ناطق إنسان ، وبالقياس إلى هذا الضاحك إنسان ، وبالقياس إلى هذا الحيوان إنسان. فإنّ أمثال تلك القضايا لا تسمّى في الاصطلاح أصولا وقواعد بالقياس إلى تلك النتائج وإن كانت مبدأ لها. والحيثية الثانية لإخراجه عنه إذا أخذ بالقياس إلى أحكام جزئيات موضوعه المستغنية عن التعريف ، ككونها مستغنية عن التنبيه أيضا.

فالقواعد المنطقية التي أحكام جزئيات موضوعاتها بديهية كالشكل الأول منتج داخلة في القانون بالقياس إلى بعض منها ومحتاجة إلى التنبيه بالنسبة إلى بعض الأذهان القاصرة ، فلا يلزم خروجها عن المنطق المعرف بالقانون كما توهّمه البعض. وبالجملة فالقضية الكلّية التي ليست لها جزئيات لا يحتاج إلى استنباطها منها أصلا لا بطريق النظر ولا بطريق التنبيه لا تسمّى قانونا وأصلا ، وما يكون لها جزئيات بديهية صرفة وجزئيات أخر ليست كذلك لا تسمّى قانونا بالقياس إلى الجزئيات البديهية الصرفة ، وإنما قيّدنا الصغرى بكونها سهلة الحصول لكونها سهلة الحصول غالبا وقال بعض المحقّقين التقييد للتخصيص وإخراج كون القضية الكلّية أصلا وقانونا بالقياس إلى قضية جزئية مستنبطة منها ومن صغرى لا تكون سهلة الحصول فإنّها لا تسمّى أصلا وقانونا بالنسبة إليها وإنّه يظهر لمن تتبع موارد الاستعمالات أنّ القاعدة هي الكلّية التي يسهل تعرّف أحوال الجزئيات منها ، فلا يقال كون النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان قاعدة بالنسبة إلى كون زوايا المثلث مساوية لقائمتين انتهى.

وقيل معنى التعريف المجمل قضية كلّية تشتمل على جزئيات تعتبر فيها باعتبار تحقّقها لا باعتبار تعلّقها ، فخرجت الشرطيات إذ لا جزئيات لها والسوالب إذ لا تشتمل على الجزئيات المعتبرة في تحقّقها بناء على أنّ السالبة لا تستدعي وجود الموضوع ، فالقانون لا يكون إلاّ قضية كلّية حملية موجبة وإضافة الجزئيات إلى الأمر الكلّي مع أنّ الواضح إضافتها إلى موضوعها للدلالة على أنّ المراد الجزئيات بحسب نفس الأمر لأنّها جزئيات القضية بمعنى الجزئيات المعتبرة فيها دون الأعمّ الشامل للجزئيات الفرضية ، وفيه تكلّفات. الأول أن يراد باشتمالها على الجزئيات أن يكون الحكم فيها على تلك الجزئيات. والثاني أن يراد بجزئياته الجزئيات المعتبرة في تحقّقها ولا دلالة للفظ عليه.

والثالث أنّه يستلزم أن لا يكون قولهم نقيضا المتساويين متساويان ونحوه قانونا لاشتمالهما على نقائض الأمور الشاملة نحو اللاشيء واللاممكن ، وهي من الأمور الفرضية. والرابع أنّه يلزم أن لا تكون المسائل التي موضوعها

٢٥٠

الكلّيات المنحصرة في فرد واحد كمباحث الواجب والعقول والأفلاك قوانين لعدم الجزئيات لها في نفس الأمر ، بل بالفرض.

هذا كلّه خلاصة ما في المحاكمات وشرح المطالع وشرح الشمسية وحواشيهما. وهاهنا أبحاث تركناها مخافة الإطناب ، فمن أراد فليرجع إلى المحاكمات وحواشي شرح المطالع.

اعلم أنّ الأطباء يقسمون القاعدة بالنسبة إلى قاعدة أخرى فوقها أو تحتها إلى كلية وجزئية ، ويعنون بالجزئي الإضافي لأنّ الكلّية مأخوذة في تعريف القاعدة فلا يتصوّر كونها جزئية حقيقية ، ويريدون بالقاعدة الكلّية قاعدة تحتها قاعدة ، وبالقاعدة الجزئية قاعدة فوقها قاعدة. مثلا قولهم علاج كلّ مرض بالضدّ قاعدة كلّية يندرج تحتها قواعد جزئية ، كقولهم علاج الغبّ الخالص بالتبريد ، وعلى هذا فقس ، كذا في الأقسرائي شرح المؤجز. ومنها ضلع من أضلاع المثلّث. ومنها الوتر بالنسبة إلى كل قطعتي دائرة. ومنها الدائرة بالنسبة إلى كلّ قطعتي كرة وبالنسبة إلى المخروط والأسطوانة المستديرين. ومنها غير ذلك كقاعدة المخروط والأسطوانة المضلّعين وسيأتي في لفظ المخروط ، والأسطوانة. وهذه المعاني الأخيرة من مصطلحات المهندسين.

القافية : [في الانكليزية] Rhyme ـ [في الفرنسية] Rime

بالفاء هي عند الشعراء الكلمة الأخيرة من البيت كلفظة حومل في قول الشاعر :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

هذا عند الأخفش ، وعند غيره من آخر البيت إلى أقرب ساكن يليه مع الحركة السابقة عليه. وقيل بل مع المتحرّك الذي قبله. فعلى الأول القافية في البيت المذكور من حركة الحاء إلى آخر البيت ، وعلى الثاني من الحاء إلى آخر البيت ، هكذا ذكر السّيّد السّند في حواشى العضدي. قال المولوي عبد الحكيم القافية مشتقّة من القفو وهو التبعية لأنّ القوافي يجيء بعضها إثر بعض. قال في المطوّل : القافية الكلمة الأخيرة من البيت والتقفية هي التوافق على الحرف الأخير. وفي بعض الرسائل حرف الروي إن كان متحرّكا فالقافية مطلقة وإلاّ فالقافية مقيّدة ، والمقيّدة تجيء مردفة ومجرّدة ومؤسّسة. والمطلقة على ستة أقسام : مطلقة مجرّدة ومطلقة مردفة ومطلقة مؤسّسة ومطلقة بخروج ومطلقة بردف ومطلقة بتأسيس وخروج انتهى.

وفي رسالة منتخب تكميل الصناعة يذكر : أنّ القافية عند شعراء العجم عبارة عن مجموع ما يتكرّر من ألفاظ مختلفة بحسب اللّفظ والمعنى ، أو بحسب اللّفظ فقط ، أو تبعا للمعنى فقط. تلك الألفاظ الواقعة في أواخر مصاريع الأبيات أو ما هو بمنزلتها ، وذلك بشرط أن تكون مجموعة من حروف وحركات معيّنة مثل : روي ، وتأسيس وإشباع. وحينا يقال للكلمة كلّها قافية ، ويقول بعضهم فقط حرف الروي بطريق المجاز بناء على قول الجمهور. وإن ذكر القيود المختلفة فهو من أجل الاحتراز عن الرّديف. وذكر قيد المصاريع والأبيات فمن أجل شمول تعريف المطالع والقطع وما يسمّى في الفارسية الغزل وغير ذلك. وأمّا ذكر القيد أو شيء بمنزلته فمن أجل شمول تعريف القوافي التي يأتي الرّديف بعدها.

وذلك لأنّ هذه القوافي وإن كانت تقع في أوائل المصاريع ولكن لها حكم الأخيرة.

لما ذا؟ لأنّ الرّديف حينما يأتي مكرّرا بالمعنى فهو بمنزلة المعدوم. وأمّا إطلاق القافية على القافية الأولى من الشّعر ذي القافيتين أو ذي القوافي فهو بطريق المجاز. والقيد إنّما ذكر

٢٥١

بشرط أن يكون مجموعا إلى آخره ، فمن أجل الاحتراز عن الحروف والحركات التي يلتزمها الشاعر من باب لزوم ما لا يلزم ، فيكرّر الشاعر ذكرها في أواخر الأبيات.

التقسيم

تنقسم القافية باعتبار التقطيع إلى خمسة أنواع ، وذلك بإجماع العرب والفرس ، وهي : المترادف والمتدارك والمتكاوس والمتواتر والمتراكب. وبعض هذه الألفاظ يقال لها ألقاب القوافي وبعضها حدود القافية.

فالمترادف : هي القافية التي بحسب التقطيع في أواخرها يكون حرفان ساكنان متواليان ، مثاله في هذا المعمّى باسم شهاب وترجمته :

إنّ شفتك بالنسبة إلينا هو ماء الحياة وسعادة قلوبنا

كالحباب يتصاعد فوقه البخار من شدّة السخونة

والمتواتر : قافية بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله متحرّك ثم قبله ساكن ، ومثاله البيت الفارسي وترجمته :

يا عذبة الفم ما عندك غم

تعالي متأخّرة واسكري من الخمر

والمتدارك : قافية هي بحسب التقطيع آخرها ساكن وقبله حرفان متحرّكان ثم قبلهما ساكن. ومثاله هذا البيت المعمّى في اسم يوسف. وترجمته :

يا شمعة الروح حيث احترقت في فانوس البدن

لذلك فقد اضطرب حالي من تلك الصّورة

والمتراكب : هو الذي آخره ساكن وقبله ثلاثة حروف متحرّكة وقبلها ساكن ، ومثاله في هذا المعمّى باسم بها : وترجمته :

يا عطاء لقد ذهب قلبنا وديننا منا نحو العدم

حينما في قلبنا طرف سالف الصنم (المحبوب) نقش (اخترق)

والمتكاوس : هو ما آخره ساكن وقبله أربعة حروف متحرّكة وقبلها ساكن ، ونظرا لثقله فهو قليل جدا في الأشعار الفارسية. ويقول في جامع الصنائع : القافية المطلقة هي بدون حرف ردف ولا تأسيس ولا دخيل ولا وصل ولا خروج.

والقافية المقيّدة هي : أنّ القافية الأصلية تقع بعد حرف الرّدف. والقافية تظهر في التلفّظ حسب التبعية والإشباع. وتحذف في التقطيع.

ومثال ذلك بيت الشعر الآتي وترجمته :

لقد أخذت القلب مني فالآن خذي منه الدّم

فإن تأخذي الرّوح لا أعلم كيف تفعلين

فحرف النون من الكلمتين : (خون) (دم) و (چون) ـ كيف ، من هذا القبيل.

والقافية المتصلة هي : أن يؤتى بالبيت بحيث يمكن أن يتمّ المعنى قبل إتمام القافية ، ولكن لمّا كان إيراد القافية شرطا في الشعر فيؤتى بها لذلك ضرورة. ومثاله البيت التالي وترجمته :

يا من شفتك سكر وحديثك حلو

لما ذا تجعلين عيش هذا العبد مرّا انظري

فكلمة (به بين) ـ انظري لا يحتاج إليها المعنى لذلك هي جاءت للوصل فقط.

وقافية الملك هي أن يؤتى بالقافية في مطلع المصراع الأول ثم تعاد في آخر البيت الثاني. وإن جيء بها في أبيات أخرى فلا مانع من ذلك. لكنّ الفصحاء يستعملونها غالبا في البيت الثاني. وهذا لا يعدّ من قبيل الإيطاء.

وأمّا القافية المتولّدة : فهي أن يؤتى في آخر البيت بألفاظ متّصلة تكون منها القافية بحيث يظن أنّ ألفاظ القافية من تلك الألفاظ المتّصلة زائدة ، ومثاله في البيتين التاليين وترجمتهما :

لقد أغلقت بوجهي الحبيبة الباب

فصارت عمامتي من الدموع مبتلّة

٢٥٢

لقد أخذت مني القلب وصارت الروح مهجّرة

الروح الهائمة الآن مرة واحدة مبتلّة (١)

القالب : [في الانكليزية] Part ، element ـ [في الفرنسية] Partie ، element

يعتبر عند الشعراء الفرس جزءا وركنا (٢).

وقد مرّ ، ويسمّى بالقلب أيضا.

قامت سزاي : [في الانكليزية] Stature ، devotion ـ [في الفرنسية] Stature ، devotion

قامة لائقة ، وعند الصوفية هي العبادة التي لا تليق إلا بالله (٣).

__________________

(١) ودر رساله منتخب تكميل الصناعه مى آرد قافيه نزد شعراى عجم عبارتست از مجموع آنچه تكرار يابد در الفاظ مختلفة بحسب لفظ ومعنى يا بحسب لفظ فقط ويا بحسب معني فقط كه آن الفاظ واقع شده باشد در اواخر مصراعها ويا بيتها ويا در چيزى كه به منزله آنها باشد بشرط آنكه مجموع از حروف وحركاتي معينه باشد مثل روي وتاسيس واشباع وآنكه بعضى تمام كلمه را قافيه گويند وبعضى ديگر مجرد حرف روي را بطريق مجاز است بنا بر قول جمهور وذكر قيد مختلفه براى احتراز است از رديف وذكر قيد مصراعها وبيتها براى شمول تعريف مطلعها را وقطعها را وغزلها را وغير ذلك وذكر قيد يا در چيزى كه به منزله آنها باشد براى شمول تعريف قوافي را كه بعد آنها رديف آيد چه اين قوافي اگرچه در اوائل مصرعها واقع شوند اما حكم آخر دارند چرا كه رديف چون بيك معنى مكرر شود به منزله معدوم است واطلاق قافيه بر قافيه اوّل از شعر ذو القافيتين وذو القوافي بطريق مجاز است وقيد بشرط آنكه مجموع إلى آخره بجهت احتراز است از حروف وحركات كه بطريق صنعت لزوم ما لا يلزم شاعر تكرار آن را در أواخر ابيات التزام كرده. التقسيم : انواع قافيه باعتبار تقطيع پنج است باجماع اهل عرب وفارس مترادف ومتدارك ومتكاوس ومتواتر ومتراكب وبعضى اين الفاظ را القاب قوافي گويند وبعضى حدود قافيه گويند گفته اند مترادف قافيه ايست كه بحسب تقطيع در أواخر او دو حرف ساكن پياپى باشند مثاله اين معما باسم شهاب.

هست پيش ما لبت آب حيات دلنواز

آمده همچون حباب از وى بيرون تبخاله باز

ومتواتر قافيه ايست كه بحسب تقطيع از ساكن كه در آخر اوست تا اوّل ساكن كه پيش ازين ساكن است از يك حرف متحرك زياده واسطه نباشد مثاله.

شكر دهنا غمى ندارى

دير آي مى مغانه دركش

ومتدارك قافيه ايست كه بحسب تقطيع از ساكنى كه در آخر اوست تا اوّل ساكن كه پيش از ان ساكن است دو حرف متحرك واسطه باشند مثاله اين معما باسم يوسف.

شمع جان چون سوخت در فانوس تن

شد از ان صورت پريشان حال من

ومتراكب آنكه بحسب تقطيع از ساكنى كه در آخر اوست تا اوّل ساكنى كه پيش ازين ساكن است سه متحرك واسطه باشند مثاله اين معما باسم بها.

اى عطائي دل ودين رفت ز ما سوى عدم

در دل ما چو رقم بست سر زلف صنم

ومتكاوس آنكه بحسب تقطيع از ساكنى كه در آخر اوست تا اوّل ساكنى كه پيش ازين ساكن است چهار متحرك واسطه باشند واين بسبب غايت ثقلش در اشعار فارسي بغايت اندك است انتهى.

ودر جامع الصنائع ميگويد قافيه مطلق آنست كه قافيه بي رديف وتاسيس ودخيل ووصل وخروج بود وقافيه مقيد آنست كه قافيه بعد از ردف اصلى افتد وقافيه در تلفظ بر حسب تبعيت واشباع ظاهر گردد ودر تقطيع حذف شود مثاله.

دل ز من بردي كنونش خون كني

گر بري جان را ندانم چون كني

نون خون وچون ازين قبيلست وقافيه پيوندى آنست كه بيت را چنان انشا كند كه معنى بي آوردن قافيه تمام شود فاما چون آوردن قافيه شرط است بضرورت بيارد مثاله.

اي لبت شكر وسخن شيرين

چه كني عيش بنده تلخ به بين

لفظ به بين قافيه پيونديست كه اتمام معني بدان احتياج ندارد وقافيه ملك آنست كه قافيه در مصراع اوّل مطلع است در آخر دوم بيت همان لفظ قافيه سازد واگر در ابيات ديگر آرد هم روا باشد ليكن استعمال فصحا در بيت دوم است واين از قبيل ايطاء نيست وقافيه متولده آنست كه آخر بيت الفاظى متصل الفاظ قافيه آرد كه پنداشته آيد كه الفاظ قافيه از ان الفاظ متصل زياده شده است مثاله.

بست چون بر روي من دلدار در

شد ز اشكم طره دستار تر

دل ز من بردي وجان آواره شد

جان آواره كنون يكبارتر

(٢) نزد شعراى فارس جزء وركن را نامند

(٣) نزد صوفيه پرستش را گويند كه هيچ كس را بجز از خداى آن سزاوار نيست.

٢٥٣

قانون : [في الانكليزية] Law ، rule ، principle ـ [في الفرنسية] Loi ، regle ، principe

هو القاعدة وقد مرّ.

القبّة : [في الانكليزية] Cupola ، dome ـ [في الفرنسية] Coupole ، dome ، voute

بالضم وتشديد الموحدة في اللغة الخرقاهة معرّب خركاه ، وكذا كلّ بناء مرتفع مدور. وأمّا أهل الهيئة فقد اختلفوا في تفسيرها. فقيل إذا توهمنا دائرة في سطح نصف النهار في منتصف العمارة بخطّ الإستواء فهي تقطع الربع المعمور من الأرض بنصفين ، شرقي وغربي ، ونقطة التقاطع بين تلك الدائرة وخط الإستواء هي قبّة الأرض ، وهي منتصف طول المعمور بين المشرق والمغرب وبين المواضع التي هي على خط الإستواء بالنسبة إليها تصير البلاد شرقية وغربية ، وسمّي هذا الموضع بها لأنّه أرفع المواضع بالنسبة إلى سطح أفقها. وهذا مختار أهل الهند ومختار أهل الفرس أنّها وسط المعمورة. وقيل القبّة منتصف الإقليم الرابع من حيث الطول تسعون درجة ، والعرض ست وثلاثون درجة. ومعنى كون البلد على القبّة أن يكون سكانه ساكني القبّة أعني ما بين نهايتي العمارة على خط الإستواء. وقيل معناه أن يكون نصف نهاره نصف نهار القبّة ، والصحيح الأول لأنّ الغرض من تعيين القبّة أن يستخرج الطالع في أوّل السنة بأفق القبّة ويسمّى طالع العالم ، ويبنى عليه أحكام العالم. وعلى الأول لا يختلف طالع العالم ، وعلى الثاني يختلف فتأمّل ، كذا قال عبد العلي البرجندي في حاشية الچغميني.

القبح : [في الانكليزية] Ugline ـ [في الفرنسية] Laideur

بالضم وسكون الموحدة ضدّ الحسن والقبيح ضدّ الحسن وقد سبق.

القبض : [في الانكليزية] Contraction ـ [في الفرنسية] Contraction

بالفتح وسكون الموحدة خلاف البسط.

وهو عند الصوفية : وارد فيه إشارة بعتاب أو تأديب أو عدم لطف من جانب الحقّ لصاحب ذلك الوارد ، ولكلّ مقام لائق بذلك المقام قبض وبسط. كذا في لطائف اللغات (١) ، وقد سبق.

وعند أهل العروض إسقاط الحرف الخامس السّاكن من الركن وذلك الركن يسمّى مقبوضا.

فمقبوض مفاعيلن مفاعلن كذا في عروض سيفي وغيره.

قبض الخارج : [في الانكليزية] Figure in geomancy ـ [في الفرنسية] Figure en geomancie

عندهم اسم شكل صورته هكذا.

قبض الداخل : [في الانكليزية] Figure in geomancy ـ [في الفرنسية] Figure en geomancie

عند أهل الرمل اسم شكل صورته هكذا.

القبلة : [في الانكليزية] Polestar ، side ، direction ، temple of Kaaba ـ [في الفرنسية] Cible ، cote ، direction ، temple de la Mecque

بالكسر وسكون الموحدة لغة الجهة وعرفا ما يصلّى إلى نحوها من الأرض السابعة إلى السماء السابعة مما يحاذي الكعبة ، وهي أي الكعبة قبلة لأهل مكة ، ومكة لأهل الحرم ، والحرم للآفاقي على ما قال بعض المشايخ توسعة على الناس كما في المفاتيح. وقال

__________________

(١) وآن نزد صوفيه وارديست كه اشارت مى كند به سوى عتاب وعدم لطف وتاديب از جانب الله تعالى براى صاحب آن وهر مقامى را لائق بآن مقام قبض وبسطى است كذا في لطائف اللغات.

٢٥٤

الزندويسي إنّ المغرب قبلة لأهل المشرق وبالعكس ، والجنوب لأهل الشمال وبالعكس كذا في جامع الرموز.

القبول : [في الانكليزية] Consent ، acceptance ـ [في الفرنسية] Consentement ، acceptation

عند الفقهاء عبارة عن لفظ صدر عن أحد المتعاقدين ثانيا ويقابله الإيجاب. وفي العارفية حاشية شرح الوقاية في كتاب النكاح الإيجاب عبارة عن لفظ صدر عن أحد المتعاقدين أولا ، أي التلفّظ به أولا من أيّ جانب كان ، سمّي به لأنّه ثبت الجواب على الآخر بنعم أو لا ، كأنّه قيل سمّاه إيجابا لأنّه موجب وجود العقد إذا اتّصل به القبول. والقبول عبارة عن لفظ صدر عن الآخر ثانيا فيكون القبول جوابه انتهى كلامه. وعند الحكماء والمتكلّمين يطلق بالاشتراك الصناعي على معنيين أحدهما مطلق إمكان الاتصاف بأمر سواء كان وجود الموصوف متقدما على وجود الصّفة بالزمان أو لا.

وحاصله الإمكان الذّاتي والثاني الانفعال التجدّدي ويقال له القوة والاستعداد أيضا ، وهو عبارة عن إمكان اتّصاف شيء بصفة لم يحصل له بعد مع وجود حالة يحصل بها ، وهو بهذا المعنى لا يجامع الفعلية والحصول في شيء ، بل إذا طرأ عليه تلك الصفة بطل هذا المعنى ، والتقابل بينهما تقابل العدم والملكة وإن عرض لهما تقابل التضايف باعتبار بخلاف المعنى الأول. وما يقال من أنّ القابل يجب وجوده مع المقبول لا ينافي ما ذكرنا إذ ليس المراد منه أنّ القابل في وقت كونه قابلا أو من حيث هو قابل يجب وجوده مع المقبول ، بل المراد أنّ ذات القابل بعد حصول المقبول فيها يجب أن يكون محلاّ له ، وإلاّ لم يكن القابل قابلا ، هذا خلف. وكما أنّ القبول لا يجامع الفعل كذلك القابل بما هو قابل لا يجامع المقبول بما هو مقبول لكونهما متقابلين أيضا ، إلاّ أنّ التقابل هناك حقيقي وهنا مشهوري وللإمكان بالمعنى الأول أي الذاتي مشابهة بالاستعداد ، ولذا يطلق عليه لفظ القبول أيضا كذا في شرح هداية الحكمة الصدري في فصل الهيولى. وعند المنجّمين يطلق على نوع من الاتصال.

القدر : [في الانكليزية] Quantity ، equality ، size ، fate ، destiny ، God sentence ـ [في الفرنسية] Quantite ، egalite ، grandeur ، destin ، arret de Dieu

لغة كون الشيء مساويا لغيره بلا زيادة ولا نقصان. وشرعا التساوي في المعيار الشرعي الموجب لمماثلة الصورة وهو الكيل والوزن ، كذا في جامع الرموز في فصل الربا. وفي البرجندي قدر الشيء مبلغه وأن يكون مساويا لغيره من غير زيادة ونقصان كذا في المغرب.

والمراد بالقدر في باب الربا الكيل في المكيلات والوزن في الموزونات انتهى. فالقدر على هذا بفتح القاف وسكون الدال المهملة.

قال في الصّراح قدر الشيء بسكون الدال مقدار الشّيء. والقدر : بسكون الدال وحركتها : مقدار من الحكم الإلهي على العبد. انتهى (١). فالقدر بالسكون والحركة مرادف التقدير. قال في شرح العقائد النسفية أفعال العباد عند أهل السّنة كلها بإرادته تعالى وقضيته أي قضائه وتقديره.

والقضاء عبارة عن الفعل مع زيادة الأحكام والتقدير تحديد كلّ مخلوق بحدّه الذي يوجد من حسن وقبح ونفع وضرر وما يحويه من زمان ومكان ، وما يترتّب عليه من ثواب وعقاب انتهى. وكذا القدر على ما في مجمع السلوك

__________________

(١) اندازه چيزى وقدر بسكون دال وحركت آن : اندازه كرده خداى بر بنده از حكم انتهى.

٢٥٥

ويطلق القدر أيضا على إسناد أفعال العباد إلى قدرتهم ولذا يلقّب المعتزلة بالقدرية كذا في شرح المواقف. قدر نسبة شيء إلى شيء عند المهندسين هو ما يكون نسبة الواحد إليه تلك النسبة. فقدر نسبة النصف اثنان ، وقدر نسبة الضّعف نصف ، وقدر نسبة الثلثين واحد ونصف ، وقدر نسبة عكسه أعني المثل والنصف ثلثان ، وعلى هذا القياس ، كذا ذكر في بعض حواشي تحرير أقليدس. وتوضيحه على ما يخطر ببالي أنّ نسبة الأربعة إلى الثمانية نسبة النصف إذ الأربعة نصف الثمانية ، فقدر تلك النسبة عدد يكون نسبة الواحد إلى ذلك العدد تلك النسبة أي نسبة النصف بأن يكون الواحد نصفه وهو اثنان ونسبة الثمانية إلى الأربعة نسبة الضعف ، فقدرها عدد يكون الواحد ضعفه وهو النصف ونسبة الأربعة إلى الستة ثلثان ، فقدرها عدد يكون الواحد بالنسبة إليه ثلثين وهو واحد ونصف ، ونسبة الستة إلى الأربعة نسبة مثل ونصف ، فقدرها عدد يكون الواحد بالنسبة إليه مثلا ونصفا وهو ثلثان وعلى هذا القياس هذا في الأعداد ، وقس عليه المقادير فإنّ قدر النسبة يجري فيها أيضا. فالمراد في التعريف بما الشيء عددا كان أو مقدارا ، وكذا بالواحد أعمّ من الواحد العددي والمقداري. ولذا ذكر في تحرير أقليدس أنّه إذا وضع للمقادير مقدار ما من جنسها ليعدها بإزاء الواحد في الأعداد فقدر كلّ نسبة هو المقدار الذي يكون ذلك المقدار الموضوع بالقياس إليه على تلك النسبة.

قدر الزوال : [في الانكليزية] Magnitude of celestial meridian ـ [في الفرنسية] Magnitude du meridien celeste

سبق في لفظ الظل. والأقدار المتزايدة عند الرياضيين هي اسم ست مراتب للثوابت واحده القدر ، ويجيء في لفظ الكوكب مع بيان القدر الأعظم والأوسط والأصغر.

القدرة : [في الانكليزية] Power ، capacity ، free will ـ [في الفرنسية] Pouvoir ، capacite ، libre arbitre

بالضم هي صفة تؤثّر تأثير وفق الإرادة فخرج ما لا يؤثّر كالعلم إذ لا تأثير له وإن توقّف تأثير القدرة عليه ، وكذا خرج ما يؤثّر لا وفق الإرادة كالطبيعة للبسائط العنصرية. وقيل القدرة ما هو مبدأ قريب للأفعال المختلفة.

والمراد بالمبدإ هو الفاعل المؤثّر ، والقريب احتراز عن البعيد الذي يؤثّر بواسطة كالنفوس الحيوانية والنباتية ، فإنّها مبادئ لأفعال مختلفة مثل التنمية والتغذية والتوليد لكنها بعيدة لكونها مبادئ باستخدام الطبائع والكيفيات ، وفيه بحث لأنّ المؤثّر في هذه الأفاعيل إن كان هو الطبائع والكيفيات كانت هذه النفوس خارجة بقيد المبدأ ، وإن كان المؤثّر فيها هو النفوس وكانت الطبائع والكيفيات آلات لها لم يخرج بقيد القريب لأنّ الفاعل القريب قد يحتاج إلى استعمال الآلة. وقد يقال معنى استخدامها إياهما أنّها تنهضهما للتأثير في هذه الأفاعيل ، وهذا الإنهاض أشبه الفاعل كالقاسر في الحركة فإنّه يسخّر طبيعة المقسور للتحريك ، فكانت بحسب الظاهر داخلة في المبدأ خارجة بالقريب. فالنفس الفلكية قدرة على التفسير الأول لأنّها تؤثّر وفق الإرادة دون التفسير الثاني لأنّها ليست مبدأ لأفاعيل مختلفة بل لفعل واحد. فعلى هذا ، الصفة تتناول الجوهر والعرض معا وفيه بعد ، والقوة النباتية بالعكس أي قدرة على التفسير الثاني لكونها مبدأ قريبا لأفاعيل مختلفة دون التفسير الأول إذ لا شعور لها بأفاعيلها ، والقوة الحيوانية قدرة على التفسيرين لكونها صفة مؤثّرة وفق الإرادة ومبدأ قريبا لأفاعيل مختلفة ، والقوة العنصرية ليست قدرة على التفسيرين إذ لا إرادة لها ولا شعور وليست أفعالها مختلفة بل على نهج واحد. ويرد على التفسيرين القدرة الحادثة على رأي

٢٥٦

الأشاعرة فإنّها لا تؤثّر في فعل أصلا ، فلا يدخل في التفسير الأول. وليست مبدأ لأثر قطعا فلا يدخل في الثاني وإن كان لها تعلّق بالفعل يسمّى ذلك التعلّق كسبا. ونفى جهم (١) القدرة الحادثة وقال لا قدرة للعبد أصلا وهذا غلوّ في الجبر لا توسّط بين الجبر والتفويض كما هو الحقّ ، لأنّ الفرق بين الصاعد بالاختيار وبين الساقط عن علو ضروري فالأول له اختيار أي له صفة توجد الصعود عقيبها ويتوهّم كونها مؤثّرة فيه ، وتسمّى تلك الصفة قدرة واختيارا دون الثاني أي الساقط من العلو ليس له تلك الصفة. فإن قال جهم لا نريد بالقدرة إلاّ الصفة المؤثّرة وإذ لا تأثير فلا قدرة كان منازعا لنا معاشر الأشاعرة في التسمية ، فإنّا نثبت للعبد ذات الصفة المعلومة بالبديهة ونسمّيها قدرة ، فإذا اعترف جهم بتلك الصفة وقال إنّها ليست قدرة لعدم تأثيرها كان نزاعه معنا في إطلاق لفظ القدرة على تلك الصفة ، وهو بحث لفظي. وإن قال حقيقة القدرة وماهيتها أنّها صفة مؤثّرة منعناه ، فإنّ التأثير من توابع القدرة وقد ينفكّ عنها كما في القدرة الحادثة عندنا.

فائدة :

اتفقت الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم على أنّ القدرة وجودية يتأتّى معها الفعل بدلا عن الترك والترك بدلا عن الفعل. وقال بشر بن المعتمر القدرة الحادثة عبارة عن سلامة البنية عن الآفات ، فجعلها صفة عدمية. قال فمن أثبت صفة وجودية زائدة على سلامة البنية فعليه البرهان. واختار الإمام الرازي مذهبه في المحصّل (٢). وقال ضرار بن عمرو بن هشام بن سالم إنّها بعض القادر فالقدرة على الأخذ عبارة عن اليد السليمة ، والقدرة على المشي عبارة عن الرجل السليمة. وقيل القدرة الحادثة بعض المقدور وفساده أظهر.

فائدة :

قال الأشعري وأكثر أصحابه القدرة الواحدة لا تتعلّق بمقدورين مطلقا سواء كانا متضادين أو متماثلين أو مختلفين لا على سبيل البدل ولا معا ، بل إنّما تتعلّق بمقدور واحد وذلك لأنّ القدرة مع المقدور. لا شكّ أنّ ما نجده عند صدور أحد المقدورين منا مغاير لما نجده عند صدور الآخر. وقال أكثر المعتزلة تتعلّق بجميع مقدوراته أي المتضادة وغيرها.

وقال الإمام الرازي القدرة تطلق على مجرّد القوة هي مبدأ الأفعال المختلفة الحيوانية وهي القوة العضلية التي هي بحيث متى انضمّ إليها إرادة أحد الضدين حصل ذلك الضدّ ، ومتى انضمّ إليها إرادة الضدّ الآخر حصل ذلك الآخر وهي قبل الفعل ، وعلى القوة المستجمعة بشرائط التأثير ، ولا شكّ أنّها تتعلّق بالضّدين معا بل بالنسبة إلى كلّ مقدور غيرها بالنسبة إلى المقدور الآخر لاختلاف الشرائط وهي مع الفعل. ولعلّ الشيخ أراد بالقدرة القوة المستجمعة والمعتزلة مجرّد القوة.

فائدة :

العجز عرض مضاد للقدرة باتفاق الأشاعرة وجمهور المعتزلة خلافا لأبي هاشم في آخر أقواله ، حيث ذهب إلى أنّه عدم القدرة

__________________

(١) هو جهم بن صفوان السمرقندي ، ابو محرز ، توفي عام ١٢٨ ه‍ ٧٤٥ م زعيم فرقة الجهمية ، مات قتلا.

الاعلام ٢ / ١٤١ ، ميزان الاعتدال ١ ١٩٧ ، لسان الميزان ٢ / ١٤٢ ، خطط المقريزي ٢ ٣٤٩.

(٢) محصل افكار المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين للامام فخر الدين محمد بن عمر الرازي (٦٠٦ ه‍) كشف الظنون ٢ / ١٦١٤.

٢٥٧

مع اعترافه بوجود الأعراض وخلافا للأصمّ فإنّه نفى الأعراض مطلقا. قال الإمام الرازي لا دليل على كون العجز صفة وجودية وما يقال من أنّ جعل العجز عبارة عن عدم القدرة ليس أولى من العكس ضعيف ، لأنّا نقول كلاهما محتمل وإذا لم يقم دليل على أحدهما كان الاحتمال باقيا. وفي نقد المحصّل (١) أنّ القدرة إن فسّرت بسلامة الأعضاء فالعجز عبارة عن آفة تعرض للأعضاء وتكون القدرة أولى بأن لا تكون وجودية لأنّ السلامة عدم الآفة ، وإن فسّرت القدرة بهيئة تعرض عند سلامة الأعضاء وتسمّى بالتمكّن أو بما هو علّة له ، وجعل العجز عبارة عن عدم تلك الهيئة كانت القدرة وجودية والعجز عدميا. وإن أريد بالعجز ما يعرض للمرتعش ويمتاز به حركة الارتعاش عن حركة الاختيار فالعجز وجودي. ولعلّ الأشاعرة ذهبوا إلى هذا المعنى فحكموا بكونه وجوديا.

فائدة :

القدرة مغايرة للمزاج لأنّ المزاج من جنس الكيفيات المحسوسة دون القدرة ، وأيضا المزاج قد يمانع القدرة كما عند اللّغوب فإنّ من أصابه لغوب وإعياء يصدر عنه أفعال بقدرته واختياره ومزاجه يمانع قدرته في تلك الأفعال.

فائدة :

هل النوم ضدّ القدرة؟ فاتفاق المعتزلة وكثير من الأشاعرة على امتناع صدور الأفعال المتقنة الكثيرة من النائم وجواز صدور الأفعال المتقنة القليلة منه بالتجربة. فعلى هذا فالنوم لا يضادّ القدرة. وقال الأستاذ أبو إسحاق هي غير مقدورة له ، فعلى هذا هو يضادّها ، وتوقّف القاضي أبو بكر وكثير من الأشاعرة ، كذا في شرح المواقف. وقد سبق ما يتعلّق بهذا في لفظ الاختيار.

القدسيّات : [في الانكليزية] Religious poetry ـ [في الفرنسية] Poesie sacree

بالدال المهملة عند البلغاء هو أن يأتي الشاعر في شعره بكلمات قدسية على سبيل الحكاية عن الله. ومثل هذا الكلام إنّما يصدر عن الأطهار وأهل اليقظة. وأمّا الملوثون (أهل الغفلة) لا يصل كلامهم إلى هذا الباب. ومثاله ما ترجمته :

نحن فوق طرف سرير الأعداء لنا رأس

حيثما كان الحبيب نضعه تحت السيف

هذا هو طريقنا فتأمل وتعال

فإن تأت وتريد بسرعة لا نتركك

كذا في جامع الصنائع (٢).

القدم : [في الانكليزية] Foot ـ [في الفرنسية] Pied

بفتح القاف والدال المهملة في اللغة الرّجل. وعند الرياضيين عبارة عن سبع المقياس وقد سبق في لفظ الظّل. والقدم في اصطلاح الصوفية عبارة عن الحكم الإلهي السابق في الأزل على العبد ، وبه يصير العبد كاملا ، كذا في لطائف اللغات (٣).

__________________

(١) للفريابي وهو شرح وزيادات لكتاب المحصل في علم الكلام واصول الدين للامام محمد بن الخطيب الرازي الاشعري.

ويقع في ١٩٣ ورقة ، وهو غير مطبوع ، ويوجد في مكتبة الاوقاف العامة ببغداد تحت رقم ٥١٧٨ ، حيازة المخطوطات.

(٢) بالدال المهملة نزد بلغا آنست كه شاعر در شعرى سخنان چون كلمات قدسي آرد بر سبيل حكايت عن الله واين چنين از پاكان وبيداران آيد وملوثان را درين باب سخن نرسد مثاله.

ما بر سر تخت دشمنان را داريم

هرجا كه بود دوست ته تيغ آريم

اينست طريق ما بينديش وبيا

گر آئى وخواهي بروى نگذاريم

كذا في جامع الصنائع.

(٣) وقدم در اصطلاح صوفيه عبارتست از سابقه كه حكم كرده است بآن حق بر بنده ازلا وكامل ميشود بنده بآن كذا في لطائف اللغات.

٢٥٨

القدم : [في الانكليزية] Eternity ـ [في الفرنسية] Eternite

بالكسر وفتح الدال ديرينه شدن ـ أن يكون الشيء قديما ـ كما في الصراح ، ويقابله الحدوث ، وهما صفتان للوجود. وأمّا الماهية فإنّما توصف بهما باعتبار اتصاف وجودها بهما وقد يوصف بهما العدم ، فيقال للعدم الغير المسبوق بالوجود قديم وللمسبوق به حادث. ثم كلّ من القدم والحدوث قد يؤخذ حقيقيا وقد يؤخذ إضافيا. أمّا الحقيقي فقد يراد بالقدم عدم المسبوقية بالغير سبقا ذاتيا ويسمّى قدما ذاتيا ، وحاصله عدم احتياج الشيء في وجوده إلى غيره في حال ما أصلا ، حتى يكون القديم ما لا يحتاج في وجوده في وقت ما إلى غيره ، وهو يستلزم الوجوب ، والقديم بهذا المعنى يستلزم الواجب. ويراد بالحدوث المسبوقية بالغير سبقا ذاتيا سواء كان هناك سبق زماني أو لا ويسمّى حدوثا ذاتيا ، وحاصله احتياج الشيء في وجوده إلى غيره في وقت ما ، فيكون الحادث ما يحتاج في وجوده إلى غيره في الجملة. وعلى هذا فالزمان حادث وقد يختصّ الغير بالعدم فيراد بالقدم عدم المسبوقية بالعدم سبقا زمانيا ويسمّى قدما زمانيا ، وحاصله وجود الشيء على وجه لا يكون عدمه سابقا عليه بالزمان. فالقديم بالزمان هو الذي لا أوّل لزمان وجوده ، ويراد بالحدوث المسبوقية بالعدم سبقا زمانيا ويسمّى حدوثا زمانيّا ، وحاصله وجود الشيء بعد عدمه في زمان مضى ، فالحادث الزماني ما يكون عدمه سابقا عليه بالزمان ، وعلى هذا فالزمان ليس بحادث إذ لا يتصوّر حدوثه إلاّ إذا سبقه زمان قارنه عدمه وذلك محال لاستحالة أن يكون وجود الشيء وعدمه

مقارنين. وأمّا الإضافي فيراد بالقدم كون ما مضى من زمان وجود الشيء أكثر مما مضى من زمان وجود شيء آخر ، فيقال للأوّل بالنسبة إلى الثاني قديم وللثاني بالنسبة إلى الأول حادث ، فالحدوث كون ما مضى من زمان وجود الشيء أقلّ مما مضى من زمان وجود شيء آخر ، فالقديم الذاتي أخصّ من الزماني والزماني من الإضافي فإنّ كلّما ليس مسبوقا بالغير أصلا ليس مسبوقا بالعدم ولا عكس كما في صفات الواجب ، وكلّما ليس مسبوقا بالعدم فما مضى من زمان وجوده يكون أكثر بالنسبة إلى ما حدث بعده كالأب فإنّه قديم بالنسبة إلى الابن وليس قديما بالزمان.

والحدوث الإضافي أخصّ من الزماني والزماني من الذاتي ، فإنّ كلّما يكون زمان وجوده الماضي أقلّ فهو مسبوق بالعدم ولا عكس فإنّ الأب مقيسا إلى ابنه فرد من أفراد القديم الإضافي وليس فردا من أفراد الحادث الإضافي مع أنّه حادث زماني. وبالجملة فالأب من حيث إنّه أب لابنه قديم إضافي وليس حادثا إضافيا ، فالأب المأخوذ بتلك الحيثية هو مادة افتراق الحادث الزماني من الحادث الإضافي ، وكلّما هو مسبوق بالعدم فهو مسبوق بالغير ولا عكس.

قال بعض الفضلاء : اختلفوا في تفسير الحدوث الذاتي ، فمنهم من فسّره تارة بالاحتياج في الوجود إلى الغير وأخرى بمسبوقية استحقاقية الوجود أو العدم بحسب الغير وباستحقاقية الاستحقاقية ولا استحقاقية اللااستحقاقية الوجود. أو العدم بحسب الذات. ومنهم من فسّره بتقدّم اقتضاء الوجود بالذات على اقتضاء الوجود بالغير. والظاهر أنّ المراد بالاقتضاء واللااقتضاء معنى الاستحقاق واللااستحقاق ، والأوّل من التفاسير المذكورة للحدوث يصدق على الموجود فقط ولا يعمّ الموجود والمعدوم إذ لا يسمّى الممكن حال عدمه حادثا. وقيل الحدوث الذاتي هو مسبوقية الوجود بالعدم أيضا كالحدوث الزماني إلاّ أنّ السّبق في الذاتي بالذات وفي الزماني بالزمان.

وقيل هو مسبوقية استحقاقية الوجود بلا استحقاقيته.

٢٥٩

اعلم أنّ القدم الذاتي والزماني من مخترعات الفلاسفة المتفرعة على كونه تعالى موجبا بالذات. وأمّا عند المتكلّمين فالقديم مطلقا مفسّر بما لا يكون مسبوقا بالعدم.

فائدة :

القدم يوصف به ذات الله تعالى اتفاقا من الحكماء وأهل الملّة وصفاته أيضا عند الأشاعرة. وأمّا المعتزلة فأنكروه لفظا وقالوا به معنى فإنّهم أثبتوا أحوالا أربعة لا أوّل لها هي الوجود والحياة والعلم والقدرة ، وزاد أبو هاشم خامسة هي علّة للأربعة مميّزة للذات وهي الإلهية ، كذا قال الإمام الرازي ، وفيه نظر ، لأنّ القديم موجود لا أوّل له وهذه أحوال ليست موجودة ولا معدومة عندهم. وأمّا غير ذات الله تعالى فلا يوصف بالقدم بإجماع المتكلّمين وجوّزه الحكماء إذ قالوا بقدم العالم. وأثبت الحرنانيون من المجوس قدماء خمسة اثنان منها عالمان حيّان وهما الباري والنفس ، والمراد بالنفس ما يكون مبدأ للحياة وهي الأرواح البشرية والسماوية وثلاثة لا عالمة ولا حية ولا فاعلة هي الهيولى والفضاء أي الخلاء والدهر أي الزمان. هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وحواشيه وحواشي شرح التجريد والخيالي وغيرها.

القذف : [في الانكليزية] Casting ، ejaculation ، calumniation ـ [في الفرنسية] Lancement ، injure ، ejaculation

بالفتح وسكون الذال المعجمة لغة الرمي عن البعيد استعير للشتم والعيب. لكن ما في الصحاح والأساس (١) ناظر إلى أنّه حقيقة في السّبّ ، لكن في الاختيار إنّه لغة الرمي مطلقا ، وشرعا رمي مخصوص وهو الرمي بالزنا والنسبة إليه كذا في جامع الرموز في فصل اللّعان.

القرآن : [في الانكليزية] The Koran ـ [في الفرنسية] Le Coran

بالضم اختلف فيه. فقيل هو اسم علم غير مشتقّ خاصّ بكلام الله فهو غير مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي. وقيل هو مشتقّ من قرنت الشيء بالشيء سمّي به لقران السور والآيات والحروف فيه. وقال الفرّاء هو مشتقّ من القرائن وعلى كلّ تقدير فهو بلا همزة ونونه أصلية. وقال الزجاج هذا سهو والصحيح أنّ ترك الهمزة فيه من باب التخفيف ، ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها. واختلف القائلون بأنّه مهموز ، فقيل هو مصدر لقرأت سمّي به الكتاب المقروء من باب تسميته بالمصدر. وقيل هو وصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع كذا في الاتقان. قال أهل السّنّة والجماعة : القرآن ويسمّى بالكتاب أيضا كلام الله تعالى غير مخلوق وهو مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروء بألسنتنا مسموع بآذاننا غير حالّ فيها أي مع ذلك ليس حالاّ في المصاحف ولا في القلوب والألسنة والآذان ، لأنّ كلام الله ليس من جنس الحروف والأصوات لأنّها حادثة ، وكلام الله صفة أزلية قديمة منافية للسكوت الذي هو ترك التكلّم مع القدرة عليه والآفة التي هي عدم مطاوعة الآلات بل هو معنى قديم قائم بذات الله تعالى يلفظ ويسمع بالنّظم الدّال عليه ويحفظ بالنظم المخيل ويكتب بنقوش وأشكال موضوعة للحروف الدالة عليه ، كما يقال النار جوهر محرق يذكر باللفظ ويكتب بالقلم ولا يلزم منه كون حقيقة النار

__________________

(١) اساس البلاغة للعلامة جار الله ابي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (٥٣٨ ه‍). كتاب من أركان فن الأدب بل هو أساسه. ذكر فيه المجازات اللغوية والمزايا الادبية وتغييرات البناء على ترتيب موادها كالمغرب. كشف الظنون ، ١ ٧٤.

٢٦٠