موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٠٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

دوازده ـ العشرة باثني عشر ـ وذكر التمرتاشي (١) أنّه في الكلّ ده نيم ـ نصف العشر ـ عند بعض.

الغذاء : [في الانكليزية] Food ـ [في الفرنسية] Aliment ، nourriture

بالكسر والذال المعجمة والمد عرفا ما من شأنه يصير بدل ما يتحلّل كالحنطة والخبز واللحم ، وإنّما عدّ الماء منه وهو لا يغذو لبساطته لأنّه معين الغذاء إذ هو جوهر أرضي فلا بدّ له من مرقّق إلى الأعضاء سيّما المجاري الضيقة. وفي اصطلاح الأطباء ما يقوم بدل ما يتحلّل منه وهو بالحقيقة الدم وباقي الأخلاط كأبازير كذا يستفاد من جامع الرموز في كتاب الصوم. وفي شرح المؤجز أنّ الغذاء في الطّب يقال على معنيين : أحدهما على الجسم الذي خلع الصورة الغذائية ولبس الصورة العضوية وهو غذاء بالفعل ، وثانيهما على الجسم الذي هو بالقوة كذلك ، وتلك القوة إمّا قريبة كالرطوبة الثانية وإمّا بعيدة كالخبز واللحم ، وإمّا متوسّطة بينهما كالخلط وهذا غذاء بالقوة انتهى. وقال السّيّد السّند في شرح المواقف في مبحث النفس النباتية ، قال الإمام الرازي : الغذاء هو الذي يقوم بدل ما يتحلّل عن الشيء بالاستحالة إلى نوعه. وقد يقال له غذاء وهو يعدّ بالقوة غذاء كالحنطة ، ويقال له غذاء إذا لم يحتج إلى غير الالتصاق في الانعقاد ، ويقال له غذاء عند ما صار جزءا من المغتذي شبيها به بالفعل. فقوله وقد يقال له تفصيل لما قبله بلا شبهة ، فلو كان بالفاء لكان أظهر ولم يشتبه على أحد أنّ معانيه ثلاثة انتهى. فالأجرام الفلكية والعناصر ليست غذاء أصلا بإحدى المعاني المذكورة ، إذ الغذاء كما تقرّر عندهم يجب أن يكون مشابها للمغتذي في عدم البساطة وكذا المعادن وغيرها مما لا يصلح لخلع الصورة الغذائية ولبس الصورة العضوية. والغذاء في قولهم الصورة الغذائية بالمعنى اللغوي المعلوم المشهور الذي فارسيه خورش فلا دور ودخول الأخلاط والرطوبات في حدّ الغذاء بالقوة لا يضرّ هكذا في شرح القانونچه بعد ذكره الغذاء بمعنيين بالفعل وبالقوة على طبق ما في شرح المؤجز. وتحقيق قولهم يقوم بدل ما يتحلّل عن الشيء أنّ البدن لا يمكن تكونه إلاّ من رطوبة مقارنة لحرارة تنضجها وتغذوها إذا الحرارة كيفية منفعلة وتحلل الرطوبة وفناؤها موجب لتحلّل الحرارة وفنائها لضعف مادتها وفنائها ، فلا بد من البدل عما يتحلّل من البدن إذ لو لا ذلك البدن لما بقي البدن مدة تكونه فضلا عن استكماله ، فذلك البدل هو الغذاء والقوة التي تشبه الغذاء بالمغتذي بدلا لما يتحلّل عنه تسمّى قوة غاذية ومغيرة. والمراد بالغذاء هاهنا إمّا المعنى اللغوي أو الغذاء بالقوة ، لأنه إذا صار غذاء بالفعل فلا تصرف للغاذية ، ولا يرد الهاضمة لأنّ المراد بالمشابهة أن يصير مثله في المزاج والقوام واللون والجوهر ، والهاضمة لا تفعل ذلك بل تجعل الغذاء صالحا لقبول فعل الغاذية كما في شرح حكمة العين. اعلم أنّ الغذاء بالقوة إذا ينفعل يعرض له أربع حالات حتى يصير جزء البدن ويقال له الهضوم الأربعة وسيجيء ذكره.

التقسيم

قالوا الذي يرد على البدن وبينه وبين حرارة البدن فعل وانفعال إمّا أن لا يتغيّر عن حرارة البدن أو يتغيّر عنها ، وعلى كلا التقديرين

__________________

(١) هو محمد بن عبد الله بن أحمد ، الخطيب العمري التمرتاشي الغزي الحنفي ، شمس الدين ، ولد بغزة عام ٩٣٩ ه‍ ١٥٣٢ م ، وفيها توفي عام ١٠٠٤ ه‍ / ١٥٩٦ م. شيخ الحنفية في عصره ، له عدة مؤلفات. الاعلام ٦ ٢٣٩ ، خلاصة الأثر ٤ / ١٨ ، بروكلمان ٢ ٤٢٧.

٢٠١

إما أن لا يغيّر البدن أو يغيّره ، فهذه أربعة أقسام لكن القسم الأول أي ما لا يتغيّر عن البدن ولا يغيّره محال فالأقسام الممكنة ثلاثة. الأول وهو ما يتغيّر عن البدن ولا يغيّره نوعان لأنّه إمّا أن يشتبه به أي بالبدن أو لا يشتبه به ، والأول الغذاء المطلق كالخبز واللحم والثاني الدواء المعتدل. والقسم الثاني وهو ما يتغيّر عن البدن ويغيّره ثلاثة أنواع ، لأنه إمّا أن يشتبه بالبدن أو لا ، والثاني أي غير المشتبه به إمّا أن يكون من شأنه إفساد البدن أو لا ، والأول الغذاء الدوائي إذا كانت الغذائية غالبة على الدوائية كالخس وماء الشعير ، وإن كان على العكس فهو الدواء الغذائي. والثاني الدواء السّمّي كسم الفأر وأفيون والثالث الدواء المطلق كالزنجبيل.

والقسم الثالث وهو ما لا يتغيّر عن البدن ويغيّره بأن يفسده يسمّى بالسّمّ المطلق كسمّ الأفاعي ، وليس لهذا القسم قسم آخر غير هذا كذا في شرح القانونچه. وقد يقسم بطور آخر ويقال ما يؤكل ويشرب وهو يؤثّر في البدن إمّا بكيفيته من الحرارة والبرودة وغيرهما فقط وهو الدواء المطلق كالفلفل وإمّا بمادته فقط وهو الغذاء المطلق كالخبز واللحم. والمادة في الحقيقة ليست فاعلة بل قابلة أبدا لكن لما قبلت صورة العضو وخلفت عوض المتحلّل أو زادت عليه كما في سنّ النمو ، سمّي هذا القدر منها تأثيرا وفعلا وإمّا بصورته فقط وهو ذو الخاصية فإن كان تأثيره موافقا للطبيعة بأن لا يفسد الحياة فيسمّى ذا الخاصية الموافقة ؛ وهو إن كان مركّبا يسمّى بالترياق ، وإن كان مفردا يسمّى فادزهرا ، وإن كان تأثيره مخالفا للطبيعة بأن يفسد الحياة يسمّى سمّا أو بمادته وكيفيته معا وهو الغذاء الدوائي إن كان التأثير بالمادة غالبا ، وإن كان بالعكس يسمّى دواء غذائيا أو بمادته وصورته معا ، وهو الغذاء الذي له خاصية ، أو بكيفيته وصورته معا وهو الدواء الذي له خاصية ، أو بمادته وصورته وكيفيته معا وهو الغذاء الدوائي الذي له خاصية. وأيضا الغذاء إمّا لطيف وهو الذي يتولّد منه دم رقيق وينفعل عن الغاذية بسهولة ويسرع على الاستحالة إلى جوهر العضو لغلبة العنصر اللطيف على مادته ويفارق البدن سريعا كالأشربة ، وإمّا كثيف وهو الذي يتولّد منه دم غليظ صعب الانفعال بطيئ الاستحالة والانفعال لغلبة العنصر الكثيف على مادته كلحم البقر ، أو معتدل بينهما كالبيض النيمبرشت إذ يتولّد منه دم معتدل لاستواء العنصر اللطيف والكثيف فيه. وكلّ منها ينقسم إلى صالح الكيموس وحسنه وهو ما يتولّد منه الخلط اللائق للبدن كالشراب إلى رديء الكيموس وفاسده وهو ما لا يكون كذلك ، كالفجل وإلى المتوسّط بينهما فيحصل الأقسام تسعة بضرب الثلاثة في الثلاثة ، وكلّ واحد من هذه الأقسام ينقسم إلى كثير التغذية وهو الذي يصير أكثره جزء البدن كاللحم والشراب ، وإلى قليلها وهو الذي يصير الأقل منه جزء البدن كالجبن ، وإلى متوسّط بينهما. هكذا في شرح القانونچه والأقسرائي ، فيحصل حينئذ الأقسام سبعة وعشرين بضرب التسعة في الثلاثة.

الغرائز : [في الانكليزية] Obvious signification of the letters of the alphabE ـ [في الفرنسية]

signification evidente des lettres de l\'alphabE

عند أهل الجفر عبارة عن بيّنات الحروف.

كذا في بعض الرسائل (١).

الغراب : [في الانكليزية] Crow ، raven ، body ـ [في الفرنسية] Corbeau ، corps opaque

بالضم زاغ بالفارسية ، وفي اصطلاح

__________________

(١) نزد اهل جفر عبارت است از بينات حروف كذا في بعض الرسائل.

٢٠٢

الصوفية : عبارة عن الجسم الكلي الذي هو في غاية البعد عن عالم القدس. كذا في لطائف اللغات (١).

الغرابية : [فى الانكليزية] Al ـ Ghorabiyya (sect) ـ Al ـ [في الفرنسية] Ghorabiyya (secte) فرقة من غلاة الشيعة ، قالوا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعليّ أشبه من الغراب بالغراب والذباب بالذباب ، فبعث الله جبرئيل إلى عليّ فغلط جبرئيل في تبليغ الرسالة من عليّ إلى محمّد عليه الصلاة والسلام ، فيلعنون جبرئيل كذا في شرح المواقف (٢).

الغرّة : [في الانكليزية] Beginning ، blood ـ fine payed for an embryo ـ [في الفرنسية] Debut ، dedommagement paye pour un embryon

بالضم هي دية الجنين وهي خمسمائة درهم حقيقية أو حكمية ، كما إذا كانت فرسا أو أمة أو عبدا قيمته تلك. وإنّما سمّيت بها لأنّها أول مقادير الدّيات. وغرّة الشيء أوله. ومنها غرّة الشهر والغرّة عند الشافعي رحمه‌الله ستمائة درهم. قال الفقهاء من ضرب بطن امرأة يجب غرّة على عاقلة الضارب إن ألقت المرأة ولدا ميتا ذكرا كان أو أنثى ، هكذا يستفاد من البرجندي وجامع الرموز في كتاب الديات.

الغرر : [في الانكليزية] Risk ، peril ـ [في الفرنسية] Risque ، peril

بفتحتين اسم من التغرير بالراء وهو التعريض للهلاك. وشرعا ما يوهم أنّه ليس بموجود كذا في جامع الرموز في بيان البيع الباطل والفاسد. وفي البرجندي هو ما لا يعلم عاقبته. وفي المغرب الغرر هو الخطر الذي لا يدرى أيكون أم لا كبيع السّمك في الماء والطير في الهواء.

الغرض : [في الانكليزية] Goal ، aim ، objective ـ [في الفرنسية] But ، cible ، objectif

بفتح الغين والراء المهملة ما لأجله فعل الفاعل ويسمّى علّة غائية أيضا ، أي الغرض هو الأمر الباعث للفاعل على الفعل ، فهو المحرّك الأول للفاعل وبه يصير الفاعل فاعلا. ولذا قيل إنّ العلّة الغائية علّة فاعلية لفاعلية الفاعل كذا في شرح العقائد العضدية للدّواني. قال الأشاعرة لا يجوز تعليل أفعاله تعالى بشيء من الأغراض إذ لا يجب عليه تعالى شيء فلا يجب أن يكون فعله معلّلا بالغرض ، ولا يقبح منه شيء فلا قبح في خلوّ أفعاله من الأغراض بالكلّية. ووافقهم في ذلك جهابذ الحكماء وطوائف الإلهيين بناء على كون أفعاله تعالى بالاختيار لا بالإيجاب ، وخالفهم المعتزلة وذهبوا إلى وجوب تعليلها. وقالت الفقهاء لا يجب ذلك لكن أفعاله تابعة لمصالح العباد تفضّلا وإحسانا. احتجّ المعتزلة بأنّ الفعل الخالي عن الغرض عبث وأنّه قبيح يجب تنزيهه تعالى عنه. وأجاب عنه الأشاعرة بأنّه إن أردتم بالعبث ما لا غرض فيه فهو أوّل المسألة المتنازع فيها ، وإن أردتم أمرا آخر فلا بدّ من تصويره. وقد يجاب بأنّ العبث ما كان خاليا من الفوائد والمنافع ، وأفعاله تعالى محكمة متقنة مشتملة على حكم ومصالح لا تحصى راجعة إلى مخلوقاته ، لكنها ليست اسبابا باعثة على

__________________

(١) بالضم زاغ ودر اصطلاح صوفيه عبارتست از جسم كلي از جهت بودن او در غايت بعد از عالم قدس كذا في لطائف اللغات.

(٢) فرقة من غلاة الشيعة ، قالوا إن الله تعالى بعث جبريل إلى علي فغلط وجاء إلى محمد ، وذلك لشدة الشبه بين علي ومحمد كما يشبه الغراب فسموا بذلك. وقد انقسموا إلى عدة فرق فكان منهم المفوضة والذمية. واتفقوا على سبّ جبريل والرسول. لذلك تعتبر هذه الفرقة من أكثر الفرق كفرا وإلحادا. التبصير ١٢٨ ، الفرق بين الفرق ٢٥٠.

٢٠٣

إقدامه وعللا مقتضية لفاعليته ، فلا تكون أغراضا له ولا عللا غائية لأفعاله حتى يلزم استكماله بها ، بل تكون غايات ومنافع لأفعاله تعالى وآثارا مترتّبة عليها فلا يلزم أن يكون شيء من أفعاله عبثا خاليا عن الفوائد. وما ورد من الظواهر الدّالة على تعليل أفعاله تعالى فهو محمول على الغاية والمنفعة دون الغرض ، كذا في شرح المواقف. وقد يقال المقصود يسمّى غرضا إذا لم يمكن للفاعل تحصيله إلاّ بذلك الفعل وزيادته اصطلاح جديد لم يعرف له مستند لا عقلا ولا نقلا ، كذا ذكر أحمد جند في حاشية شرح الشمسية. وقد يطلق الغرض بمعنى الغاية سواء كان باعثا للفاعل على الفعل أو لا ، صرّح به المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية.

الغروب : [فى الانكليزية] Sun ـ set ، decline ، descent ـ [في الفرنسية] Coucher ، declin ، descente هو مقابل الطلوع والغارب يقابل الطالع والمغارب يقابل المطالع والغوارب الطوالع ، وقد مرّت. ومغرب الاعتدال هو نقطة المغرب وخطّ المغرب قد سبق ، وسعة المغرب ذكر في لفظ السعة.

الغريب : [في الانكليزية] lntruder ، odd ، unusual ، strange ـ [في الفرنسية] lntrus ، bizzarre ، insolite ، etrange

هو فعيل من الغرابة بالراء المهملة وهو يطلق على معان. منها الكوكب الواقع في موضع لا حظّ له فيه ، وهذا مصطلح المنجّمين.

ومنها ما هو مصطلح أهل العروض وهو البحر الذي وزنه فاعلن ثماني مرات ويسمّى بالمتدارك أيضا كما في عروض سيفي. ومنها ما هو مصطلح أهل المعاني قالوا الغرابة كون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال ، سواء كانت بالنظر إلى الأعراب الخلّص أو بالنظر إلينا ، وتلك الكلمة تسمّى غريبا ويقابله المعتاد ويرادفه الوحشي. فالغريب منه ما هو غريب حسن وهو الذي لا يعاب استعماله على الأعراب الخلّص لأنّه لم يكن غير ظاهر المعنى ولا غير مأنوس الاستعمال عندهم ، وذلك مثل شرنبث واشمخر واقمطر وهي في النظم أحسن منها في النشر ، ومنه غريب القرآن والحديث ، وهذا غير مخلّ بالفصاحة ، ومنه غريب قبيح وهو الذي يعاب استعماله مطلقا أي عند الخلّص من الأعراب وغيرهم سواء كان كريها على السمع والذوق أو لم يكن ، فمنه ما يسمّى الوحشي الغليظ وهو أن يكون مع كونه غريب الاستعمال ثقيلا على السّمع كريها على الذوق ويسمّى المتوعّر أيضا وذلك مثل جحيش للفريد واطلخم الأمر وأمثال ذلك ، ويجب الخلوص عن مثل هذا الغريب في الفصاحة إلاّ أنّ الخلوص عن التنافر يستلزم الخلوص عن الوحشي الغليظ. ومن الغريب المخلّ بالفصاحة ما يحتاج في معرفته إلى أن ينقر ويبحث عنه في كتب اللغة المبسوطة كتكأكأتم وافرنقعوا في قول عيسى بن عمر (١) ما لكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنّة افرنقعوا عنّي ، أي اجتمعتم تنحّوا عنّي كذا ذكره الجواهري في الصحاح. ومنه ما يحتاج إلى أن يخرّج له وجه بعيد نحو مسرّج في قول العجاج (٢) : وفاحما ومرسنا مسرّجا.

أي كالسيف السريجي في الدقّة والاستواء ،

__________________

(١) هو عيسى بن عمر الثقفي ، ابو سليمان ، توفي عام ١٤٩ ه‍ / ٧٦٦ م ، من ائمة اللغة ، وهو شيخ سيبويه والخليل وابن العلاء ، له الكثير من المصنفات. الاعلام ٥ ١٠٦ ، وفيات الاعيان ١ / ٣٩٣ ، خزانة الادب ١ ٥٦ ، صبح الأعشى ٢ / ٢٣٢.

(٢) هو رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي ، ابو الجحّاف أو أبو محمد ، توفي عام ١٤٥ ه‍ ٧٦٢ م. راجز من الفصحاء المشهورين ، مخضرم بين الأمويين والعباسيين ، له ديوان رجز مطبوع. الاعلام ٣ / ٣٤ ، وفيات الاعيان ١ ١٨٧ ، البداية والنهاية ١٠ / ٩٦ ، خزانة الادب ١ ٤٣ ، لسان الميزان ٢ / ٤٦٤ ، الشعر والشعراء ٢٣٠.

٢٠٤

وسريج اسم قين ينسب إليه السيوف. وبالجملة فالغريب الغير المخلّ بالفصاحة هو الذي يكون غير ظاهر المعنى وغير مأنوس الاستعمال لا بالنسبة إلى الأعراب الخلّص بل بالنسبة إلينا ، والغريب المخلّ بالفصاحة هو الذي يكون غير ظاهر المعنى وغير مأنوس الاستعمال بالنسبة إليهم كلّهم لا بالنسبة إلى العرب كلّه ، فإنّه لا يتصوّر إذ لا أقلّ من تعارفه عند قوم يتكلمون به ، فإنّ الغرابة مما يتفاوت بالنسبة إلى قوم دون قوم كالاعتياد الذي يقابله هكذا يستفاد من الأطول والمطول والچلپى وغيرها. ومنها ما هو مصطلح الأصوليين وهو وصف ثبت اعتبار عينه في عين الحكم بمجرّد ترتّب الحكم على وفقه ، وهذا قسم من المناسب قسيم للمرسل. وقد يطلق أيضا عندهم على قسم من المرسل ويجيء في لفظ المناسبة. ومنها ما هو مصطلح المحدّثين وهو حديث يتفرّد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرّد من السّند سواء كان التفرّد في أصل السّند أي الموضع الذي يدور الإسناد عليه ويرجع إليه وهو طرفه الذي فيه الصحابي ويسمّى غريبا مطلقا ، أو في أثناء السّند ويسمّى غريبا نسبيا ، ويرادف الغريب الفرد.

اعلم أنّ ما تفرّد به الصحابي ثم كثر الرواية عنه لا يسمّى فردا فإنّ الصحابة كلهم عدول على الإطلاق صغيرهم وكبيرهم ممن خالط الفتن وغيرهم لقوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) (١) أي عدولا. وقوله عليه الصلاة والسلام : (خير الناس قرني) (٢) وهو الصحيح. وحكى الآمدي وابن الحاجب قولا إنّهم كغيرهم في لزوم البحث عمّن ليس ظاهر العدالة. فقولهم طرفه أرادوا به التابعي فإنّ الصحابة وإن كانوا من رجال الإسناد إلاّ أنّهم لم يعدوا لما ذكرنا أنّهم عدول كلهم لا يبحث عن أحوالهم. وقولهم فيه الصحابي أي في ذلك الطرف من تسامحاتهم أي ينتهي ذلك الطرف إلى الصحابي ويتصل به. وبالجملة فالغريب المطلق هو ما رواه تابعي واحد مثلا عن صحابي ولم يتابعه غيره رواية عن ذلك الصحابي سواء تعدّد الصحابي في تلك الرواية أو لا ، وسواء كان الصحابي واحدا أو أكثر كحديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته ، تفرّد به عبد الله بن دينار (٣) عن ابن عمر. وقد يتفرّد به راو عن ذلك المتفرّد كحديث شعب الإيمان تفرّد به أبو صالح (٤) عن أبي هريرة ، وتفرّد به عبد الله بن دينار عن أبي صالح. وقد يستمرّ التفرّد في جميع رواته أو أكثرهم. والغريب النسبي هو ما وقع التفرّد في أثناء سنده أي قبل التابعي كما يروي عن الصحابي أكثر من واحد ثم يتفرّد بالرواية منهم شخص واحد ، سمّي نسبيا لكون التفرّد فيه حصل بالنسبة إلى شخص معيّن وإن كان الحديث مشهورا من وجه آخر لم يتفرّد فيه راو ، هكذا في شرح النخبة وشرحه.

وفي مقدّمة شرح المشكاة : الحديث صحيح لو أنّ راويه كان واحدا. ويسمّونه الغريب أو الفرد. والمراد مع كون راويه واحدا هو : إذا وقع هكذا في أحد المواضع فهو غريب. ولكن يقولون له الفرد النسبي. وإذا كان في كلّ مكان

__________________

(١) البقرة ١٤٣.

(٢) صحيح البخاري ، كتاب الشهادات ، باب لا يشهد على شهادة زور ، ح ١٨ ، ٣ / ٣٣٨.

(٣) هو عبد الله بن دينار ابو عبد الرحمن العدوي العمري المدني ، توفي عام ١٢٧ ه‍ إمام محدث حجة.

سير اعلام النبلاء ٥ ٢٥٣ ، تهذيب الكمال ٦٧٩ ، تاريخ الاسلام ٥ / ٢٦٥ ، شذرات الذهب ١ ١٧٣ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٢٦.

(٤) هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني ، توفي عام ١٠١ ه‍ ، محدث ثقة ، امام حجة ، يعدّ من الطبقة الثالثة.

تقريب التهذيب ٢٠٣.

٢٠٥

هكذا يأتي فهو الفرد المطلق. انتهى (١). فهذا يدلّ على أنّ ما تفرّد به الصحابي ثم كثر عنه الرواية يسمّى غريبا. وعلى أنّه يشترط تفرّد جميع الرواة في الغريب المطلق.

اعلم أنّ الغريب كما ينقسم إلى مطلق ونسبي كما عرفت كذلك ينقسم إلى غريب متنا وإسنادا ، وهو ما تفرّد بروايته واحد وإلى غريب إسنادا لا متنا وهو ما تفرّد بروايته واحد عن صحابي ومتنه معروف عن جماعة من الصحابة بطريق آخر ، ومنه قول الترمذي غريب من هذا الوجه. ولا يوجد ما هو غريب متنا لا إسنادا إلاّ إذا اشتهر الحديث الفرد بأن رواه عمّن تفرّد جماعة كثيرة فإنّه يصير غريبا متنا لا إسنادا بالنسبة إلى آخر الإسناد ، فإنّ إسناده متّصف بالغرابة في طرفه الأول وبالشهرة في الآخر كحديث إنما الأعمال بالنيات ، ونسمّيه غريبا مشهورا كذا في خلاصة الخلاصة.

فائدة :

قولهم ما يتفرّد بروايته شخص واحد يعمّ ما تفرّد فيه الراوي بزيادة في المتن أو الإسناد ، ولذا وقع في شرح شرح النخبة في بحث المتابعة الغريب جمعه الغرائب ، وهو الحديث الذي تفرّد به بعض الرواة أو الحديث الذي تفرّد فيه بعضهم بأمر لا يذكر فيه غيره إمّا في متنه أو في إسناده انتهى. وقال القسطلاني : الغريب ما تفرّد راو بروايته أو برواية زيادة فيه عمّن يجمع حديثه في المتن أو السّند.

فائدة :

إنّما يحكم بالتفرّد إذا لم يوجد له شاهد ولا متابع ، فإن وجدا لا يحكم بالفردية.

فائدة :

الغرابة لا تنافي الصّحة فالحديث الغريب الصحيح يوجد إذا كان كلّ واحد من رجال الإسناد ثقة.

فائدة :

الغريب والفرد مترادفان لغة واصطلاحا إلاّ أنّ أهل الاصطلاح تمايزوا بينهما من حيث كثرة الاستعمال وقلته. فالفرد أكثر ما يطلقونه على الفرد المطلق والغريب أكثر ما يطلقونه على الفرد النسبي ، وهذا من حيث إطلاق الاسمية عليهما ، وأمّا من حيث استعمالهم الفعل المشتقّ فلا يفرّقون فيقولون في المطلق والنسبي تفرّد به فلان وأغرب به فلان كذا في شرح النخبة.

اعلم أنّه قد يطلق الغريب بمعنى الشاذ الذي ذكر في أقسام الطّعن في الضبط وهو ما كان سوء الحفظ لازما لراويه في جميع حالاته ، وهذا هو مراد صاحب المصابيح حيث يقول في بعض الأحاديث بطريق الطّعن هذا حديث غريب كذا في مقدمة شرح المشكاة.

الغريزة : [في الانكليزية] Instinct ، impulse ـ [في الفرنسية] Instinct ، pulsion

بالراء المهملة الطبيعة ومنه الحرارة الغريزية والرطوبة الغريزية ، وقد تفسّر بملكة تصدر عنها صفات ذاتية كذا في الأطول في باب التشبيه. وفي اصطلاح النّحاة الصفة التي لا يكون للعين فيها نصيب بل تعرف بالتجربة والنظر المتعلّق بالقلب على ما يجيء في لفظ النعت.

__________________

(١) في مقدمة شرح المشكاة حديث صحيح اگر راوي او يكى است آن را غريب وفرد نامند ومراد به آنكه راوي او يكى بود آنست كه اگر در يك موضع هم همچنين افتد غريب است وليكن آن را فرد نسبي گويند واگر همه جا همچنين آيد فرد مطلق بود انتهى.

٢٠٦

الغزل : [في الانكليزية] Flirting ، love or erotic poetry ـ [في الفرنسية] Flirt ، poesie amoureuse ou erotique

بفتحتين اسم من المغازلة بالزاء المعجمة ، ومعناه محادثة النّساء. كما في الصراح. وفي اصطلاح الشّعراء الفرس ، هو عبارة عن عدة أبيات متّحدة في الوزن والقافية. وأوّل تلك الأبيات ذو مصراعين وألاّ يتجاوز عدد الأبيات اثني عشر بيتا ، وإن يكن بعض الشعراء قد زاد على ذلك ، وفي العادة لا يزاد على أحد عشر بيتا ، وما زاد على ذلك فيسمى قصيدة. وغالبا ما يذكر في الغزل ذكر أحوال المحبوب ، وأوصاف حال المحبّ وأحوال العشق والمحبّة.

كذا في مجمع الصنائع.

والغزل يقال له أيضا التشبيب. كذا في جامع الصنائع ، وقد عدّ صاحب مجمع الصنائع التشبيب من أنواع الغزل (١).

الغزو : [في الانكليزية] Invasion ، raid ، razzia ـ [في الفرنسية] Invasion ، razzia

بالفتح وسكون الزاء المعجمة لغة قصد القتال مع العدو ، خصّ في عرف الشرع بقتال الكفار كذا في فتح القدير. وفي اصطلاح أهل السّير هو الجيش القاصد لقتال الكفار الذي كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه. وأمّا الجيش الذي لم يكن فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيسمّى سرية وبعثا هكذا في ترجمة صحيح البخاري.

الغسّانية : [في الانكليزية] Al ـ Ghaaniyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Ghaaniyya (sect)

بالسين فرقة من المرجئة أصحاب غسان الكوفي (٢) قالوا الإيمان هو المعرفة بالله ورسوله وبما جاء من عندهما إجمالا لا تفصيلا ، وهو يزيد ولا ينقص. وذلك الإجمال مثل أن يقول قد فرض الله الحج ولا أدري أين الكعبة ولعلها بغير مكة ، وبعث محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا. أدري أهو الذي بالمدينة أم غيره. وغسان كان يحكيه أي القول بما ذهب إليه عن أبي حنيفة رحمة الله عليه ويعدّه من المرجئة وهو افتراء عليه ، كذا في شرح المواقف (٣).

الغسل : [في الانكليزية] Washing ، ablutions ـ [في الفرنسية] Lavage ، ablutions

بالضم وسكون السين لغة سيلان الماء مطلقا ثم نقل شرعا لسيلان الماء على جميع البدن كذا في شرح المنهاج.

الغشي : [في الانكليزية] Weakne ، failling ـ [في الفرنسية] Defaillance

بضم الغين وسكون الشين المعجمة كما قيل ، والمشهور فتح الغين هو تعطّل أكثر القوى المحرّكة والحسّاسة لضعف القلب من الجوع أو الوجع أو غيره ، واجتماع الروح الحيواني كلّه إليه كذا في بحر الجواهر. والغشي في اصطلاح الصّوفية عبارة عن شيء يصيب مرآة القلب

__________________

(١) بمعنى سخن گفتن با زنان كما في الصراح. ودر اصطلاح شعراء عبارت است از ابيات چند متحد در وزن وقافيه كه بيت اوّل آن ابيات مصرّع باشد فقط ومشروط آنست كه متجاوز از دوازده نباشد اگرچه بعضى شعراى سلف زياده از دوازده هم گفته اند فاما الحال آن طريق غير مسلوك واكثر ابيات غزل را يازده مقرر كرده اند وهر شعرى كه زياده بران بود آن را قصيده گويند ودر غزل غالبا ذكر حال محبوب وصفت حال محب ووصف احوال عشق ومحبت بود كذا في مجمع الصنائع وغزل را تشبيب نيز گويند كذا في جامع الصنائع وصاحب مجمع الصنائع تشبيب را از انواع غزل شمرده.

(٢) هو غسان المرجئ الكوفي زعيم فرقة الغسانية المرجئة. كانت له آراء وأباطيل كثيرة. التبصير ٩٨ ، الملل والنحل ١٤١ ، الفرق بين الفرق ٢٠٣.

(٣) من فرق المرجئة ، اتباع غسان المرجئ الكوفي ، كانت لهم اعتقادات خاصة بالايمان ، وخالفوا فيها مذهب ابي حنيفة وغير ذلك. التبصير ٩٨ ، الملل والنحل ١٤١ ، الفرق بين الفرق ٢٠٣.

٢٠٧

فيحجبها حتى يتكّون منه الرّان والصّدأ في البصيرة. كذا في لطائف اللغات (١).

الغصب : [في الانكليزية] Constraint ـ [في الفرنسية] Contrainte

بالفتح وسكون الصاد المهملة لغة أخذ الشيء من الغير بالتغلّب متقوما كان أو لا.

وعند الفقهاء أخذ مال متقوّم محترم من يد مالكه بلا إذنه لا خفية. فالآخذ يسمّى غاصبا والمأخوذ مغصوبا. فبقيد المال خرج أخذ غير المال كأخذ الدّم والحرّ والميتة وكفّ من تراب وقطرة ماء ومنفعة. وبقيد المتقوّم خرج أخذ الخمر والخنزير ، والمتقوّم مباح الانتفاع شرعا.

وقولهم محترم أي حرام أخذه بلا سبب شرعي خرج به أخذ مال الحربي في دارهم. وقولهم من يد مالكه أي من تصرّف مالكه ، فإزالة يد المالك معتبرة في الغصب عند الحنفية وعند الشافعي رحمة الله عليه هو إثبات يد العدوان عليه كما في الدرر شرح الغرر. فهو عندهم إزالة اليد المحقّقة بإثبات اليد المبطلة. وعند الشافعي رحمه‌الله إثبات اليد المبطلة ولا يشترط إزالة اليد. فزوائد المغصوب لا تضمن عند الحنفية خلافا للشافعي لأنّ إثبات اليد متحقّق بدون إزالة اليد. وقولهم بلا إذنه احتراز عن الرّهن والعارية. وقولهم لا خفية احتراز عن السّرقة ، هكذا يستفاد من الدرر وشرح الوقاية وجامع الرموز. وعند أهل النظر هو المنع مع الاستدلال وذلك بأن يستدلّ بدليل على انتفاء المقدمة الممنوعة ، سمّي به لأنّ السّائل ترك هناك منصب نفسه وهو المنع والمطالبة فقط وأخذ منصب غيره وهو التعليل ، كذا في شرح آداب المسعودي ، وفي الرشيدية هو أخذ منصب الغير.

الغضب : [في الانكليزية] Anger ، fury ، wrath ـ [في الفرنسية] Colere ، fureur

بفتح الغين والضاد المعجمة هو حركة للنفس مبدؤها إرادة الانتقام كذا في المطول في تقسيم التشبيه باعتبار الطرفين. وفي الچلپي وأبي القاسم هذا لا يلائم قوله لا يحركها الغضب في تفسير الحلم بكون النفس مطمئنة لا يحرّكها الغضب بسهولة ولا تضطرب عند إصابة المكروه. فإمّا أن يبنى الكلام على التسامح ويراد أنّه حالة توجب حركة النفس مبدأ تلك الحالة إرادة الانتقام. ولذا قيل التحقيق أنّه كيفية نفسانية تقتضي حركة الروح إلى خارج البدن طلبا للانتقام ، أو يراد بقوله لا يحرّكها الغضب لا يحرّكها أسباب الغضب. وقد يقال على تقدير كون الغضب نفس الحركة المراد أنّ الحلم اطمئنان للنفس بحيث إذا حصلت فيها حركة هي الغضب لا تجعلها متحرّكة بحركة أخرى.

الغفلة : [في الانكليزية] Distraction ، inattention ـ [في الفرنسية] Distraction ، inattention

بالفاء تذكر في لفظ النسيان.

الغلط : [في الانكليزية] Mistake ، forgetting ـ [في الفرنسية] Faute ، oubli

الصريح المحقّق وغلط النسيان وغلط البدء من أنواع بدل الغلط وقد سبقت في لفظ البدل.

الغلوّ : [في الانكليزية] Exaggeration ، exce ـ [في الفرنسية] Exageration ، exces

هو نوع من المبالغة وقد سبق. ويطلق أيضا على الحركة التي هي قبل التنوين الغالي كما يجيء.

الغمام : [في الانكليزية] Sidiment ، remainder ـ [في الفرنسية] sediment ، residus

بالفتح هو الرسوب الطافي وقد سبق.

__________________

(١) وغشي در اصطلاح صوفيه عبارت است از چيزى كه نشيند بر روي مرآت قلب وزنگ پيدا كند در بصيرت كذا في لطائف اللغات.

٢٠٨

غمزة : [في الانكليزية] Wink ، emanation ـ [في الفرنسية] clin d\'CEil ، emanation

معروفة. وعند الصوفية بمعنى الفيض والجذب الباطني الواقع ، بالنسبة للسّالك. ويقول في كشف اللغات : الغمزة بمعنى : التشويش في اصطلاح العشّاق ، وكناية عن عدم الالتفات (١).

غمكده : [في الانكليزية] Hiding ـ place ـ [في الفرنسية] cachette

بالفارسية معناها : دار الغم. وعندهم : مقام السّتر (٢).

غمكسار : [في الانكليزية] Affected ـ [في الفرنسية] Affige

بالفارسية معناها : المغموم. وعندهم : أثر صفة الجمال التي لها عموم وشمول (٣).

الغنى : [في الانكليزية] Richne ـ [في الفرنسية] Richee ، opulence

بالكسر والنون والقصر مقابل الفقر كما كما سيأتي في لفظ الفقر. وفي خلاصة السلوك الغنى على ما قال بعض الحكماء هي سكون القلب بموعد الله تعالى. وقال أهل الله : الغنى الرّضاء بالموجود والصّبر على المفقود. وقيل قوت القلب مع القلّة وسرّ الحال وقطع الآمال وترك القيل والقال انتهى.

الغني : [في الانكليزية] Rich ـ [في الفرنسية] Riche

كالكريم نعت الغنى في جامع الرموز المتبادر من الغني خلاف الفقير كما في العكس ، فهو من له نصاب. وفي الاختيار أنّ الغني ثلاثة : صحيح كاسب قادر على قوت يوم ، ومالك لنصاب موجب للفطرة والأضحية لا الزكاة ، ومالك لنصاب موجب للكلّ وقد جاز صرف الزكاة إلى الأول بلا خلاف انتهى.

ويجيء له معان أخر في لفظ الفقير. وفي لطائف اللغات يقول : الغني في اللغة صاحب المال.

وفي اصطلاح الصّوفية : عبارة عن مالك كلّ شيء. إذا ، الغني بذاته لا يتحقّق إلاّ للحقّ.

والغني من العباد هو المستغني بالحقّ عن كلّ ما سواه (٤).

الغنيمة : [في الانكليزية] Booty ، spoils ـ [في الفرنسية] Butin

بالنون على وزن اللطيفة هي المال المأخوذ من الكفار بالقتال وأمّا المأخوذ بلا قتال فيسمّى فيئا كذا في فتح القدير في كتاب السّير.

الغواية : [في الانكليزية] Distraction ـ [في الفرنسية] Egarement

بالفتح وبالواو هي سلوك طريق لا يوصل إلى المطلوب. قيل لا نسلّم ذلك بل هي عبارة عن حالة حصلت للسّالك في سلوكه وهي كونه فاقدا لما يوصله إلى المطلوب مخطئا فيه ، فإنّها بمعنى الضّلالة ، وهي مقابلة للهدى بمعنى الاهتداء ، وهو ليس عبارة عن نفس سلوك طريق يوصل إلى المطلوب لأنّه مطاوع للهداية وهي الدلالة ، والسّلوك ليس مطاوعا للدّلالة وتعريفها بفقدان ما يوصل إلى المطلوب باطل أيضا ، لأنّ من تقاعد عن تحصيل المطالب بالمرّة ولم يسلك طريقا أصلا فاقد لما يوصل إليها ، وليس بغاو أصلا. هكذا يستفاد من حواشي شرح المطالع في الخطبة ، وقد مرّ في لفظ الضّلالة.

__________________

(١) نزد صوفيه بمعنى فيض وجذبه باطن كه نسبت بسالك واقع شود. ودر كشف اللغات مى گويد غمزه برهم زدن در اصطلاح عاشقان كنايت از عدم التفات است.

(٢) نزدشان مقام مستوري را گويند.

(٣) نزدشان اثر صفت جمالى است كه عموم وشمول دارد.

(٤) ودر لطائف اللغات ميگويد غني در لغت صاحب مال ، ودر اصطلاح صوفيه عبارت است از مالك تمام پس غني بذات متحقق نيست مگر حق وغني از عباد كسي است كه مستغنى است بحق از هرچه ما سواى اوست.

٢٠٩

الغوث : [في الانكليزية] Call for help ـ [في الفرنسية] Appel au secours

هو القطب. وقيل غيره. ويجيء في لفظ القطب. وفي كشف اللغات يقال للقطب الغوث حينما يستغيثون به ، وفي غير تلك الحال لا يسمّونه الغوث. وترجمة البيت :

في مثل ذلك الوقت دعوه غوثا

وكلّ مكان عدّوه غياثا

وأيضا : الغوث هما الشخصان اللذان عن يمين القطب ويساره. انتهى كلامه (١).

الغيب : [في الانكليزية] Unknown ، invisible ، unknowable ـ [في الفرنسية] Inconnu ، invisible ، inconnaiable

بالفتح وسكون الياء هو الأمر الخفي لا يدركه الحسّ ولا يقتضيه بديهة العقل ، وهو قسمان : قسم لا دليل عليه لا عقلي ولا سمعي ، وهذا هو المعنيّ بقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ) (٢) ، وقسم نصب عليه دليل عقلي أو سمعي كالصانع وصفاته واليوم الآخر وأحواله وهو المراد بالغيب في قوله تعالى : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (٣) هكذا ذكر في البيضاوي في تفسير هذه الآية في أول سورة البقرة ، وقد سبق بيانه في لفظ العالم. والغيبة في اصطلاح الصّوفية هي مقام الكثرة. وما أجمل ما قاله المير سيد حسيني في معنى الغيبة والحضور ما ترجمته :

وإن لا تستطع أن تكون معه في حضرته

فغب عن نفسك حتى تجد ريحه

فما دمت قريبا من ذاتك بعيدا عن هذا الكلام

فتلزم الغيبة إن أردت الحضور

كذا في كشف اللغات (٤).

الغيبة : [في الانكليزية] Malicious goip ، denigration ـ [في الفرنسية] Medisance ، denigrement

بالكسر اسم من الاغتياب بمعنى بد گفتن كسى را بعد از وى إن كان صدقا ، وإن كان كذبا يسمّى بهتانا كما في الصراح. وفي مجمع السلوك الغيبة هي أن تذكر أي أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه ، سواء ذكرت نقصانا في بدنه أو في لبسه أو في خلقه أو في فعله أو في قوله أو في دينه أو في دنياه أو في ولده أو في ثوبه أو في داره أو في دابته. وفي تفسير الدرر : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الغيبة فقال : (أن تذكر أخاك بما يكرهه ، فإن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهتّه) (٥). ثم الغيبة لا تقتصر على القول بل يجري أيضا في الفعل كالحركة والإشارة والكناية لأنّ عائشة رضي‌الله‌عنها أشارت بيدها إلى امرأة أنّها قصيرة فقال عليه الصلاة والسلام : (اغتبتها) (٦) والتصديق بالغيبة غيبة والمستمع لا يخرج من

__________________

(١) وفي كشف اللغات غوث قطب را گويند در هنگامى كه پناه مى برند بحضرت وى ودر غير اين محل او را غوث نمى گويند.

در چنان وقت غوث خوانندش

همه جاى غياث دانندش

ونيز آن دو تن را كه يمين ويسار قطب باشند انتهى كلامه.

(٢) الانعام ٥٩.

(٣) البقرة / ٣.

(٤) وغيبت در اصطلاح متصوفه مقام كثرت را گويند مير سيد حسينى در معني غيبت وحضور چه خوش گفته.

ور نگنجى با خود اندر كوى او

گم شو از خود تا بيابى بوى او

تا تو نزديك خودي زين حرف دور

غيبتي بايد اگر خواهى حضور

كذا في كشف اللغات.

(٥) سنن الترمذي ، كتاب البر ، باب ما جاء في الغيبة ، ح ١٩٣٤ ، ٤ ٣٢٩. بلفظ : (ذكرك اخاك بما يكره) مسند احمد ، ٢ / ٣٨٤ بلفظ الترمذي.

(٦) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعائشة عند ما أشارت بيدها إلى امرأة أنها قصيرة (اغتبتها). مسند احمد ، ٦ ٢٠٦.

٢١٠

الإثم إلاّ بأن ينكر بلسانه ، فإن خاف فبقلبه ، وإن قدر على قطع الكلام بكلام آخر أو على القيام فلم يفعل لزمه الإثم ، وإن قال بلسانه أسكت وهو يشتهي بقلبه فذلك نفاق ولا يخرج من الإثم ما لم يكرهه بقلبه. ويرخّص للمتظلّم أن يذكر ظلم الظالم عند سلطانه ليدفع ظلمه.

فأمّا عند غير السلطان وغير من يعين على الدفع فلا كذا في شرح الأوراد (١). رجل اغتاب أهل قرية لم يكن غيبة حتى يسمّي قوما بعينه كذا في الظهيرية. سئل بعض المتكلّمين عن الغيبة فقال إنّما يكون غيبة إذا قصد به الإضرار والشماتة.

وأمّا إذا ذكر ذلك تأسّفا لا يكون غيبة. والغيبة في حقّ الفاسق المعلن لا يكون غيبة. قال النبي عليه الصلاة والسلام : (من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة) (٢). وعنه عليه الصلاة والسلام : (أذكر الفاجر بما فيه كي يحذر الناس) (٣). وأمّا إذا كان فاسقا مختفيا مستترا فلا تعلنوه ويكون غيبة ، وإن ذكر على وجه التعريف لا يكون غيبة كذا في المطالب. ويكفي الندم والاستغفار في الغيبة. وإن بلغه فالطريق أن يأتي المغتاب عنه ويستحلّ وإن تعذّر بموته أو بغيبته البعيدة استغفر الله ، ولا اعتبار بتحليل الورثة كذا في الكاشف (٤). وفي الروضة الزندويسية (٥) وقال رحمه‌الله : سألت أبا محمد رحمه‌الله تعالى فقلت له إذا تاب صاحب الغيبة قبل وصولها إلى المغتاب عنه هل ينفعه توبته؟

قال نعم : يغفر الله تعالى فإنّه تاب قبل أن يصير الذنب ذنبا لأنّه إنّما يصير ذنبا إذا بلغت إليه فإن بلغت إليه بعد توبته لا تبطل توبته ، بل يغفر الله تعالى لهما جميعا ، المغتاب بالتوبة والمغتاب عنه من الشفقة. وسئل أبو القاسم رحمه‌الله تعالى عن رجل اغتاب رجلا ثم استغفر الله تعالى فقال : لا يغفر له حتى يغفر له صاحبها.

قال أبو الليث رحمه‌الله تعالى ، إن بلغ الرجل الخبر أنّ هذا قد اغتابه فلا بدّ له من أن يستحلّ منه وإن لم يكن بلغه الخبر فإنّه يستغفر الله

__________________

(١) ورد في فهرس هرات شرح الاوراد المعروف بالحنفية وجاء ص ٢١٨ من الكتاب نفسه شرح الارواح ولعلّه تصحيف أو خطأ مطبعي.

مكتبة متحف هرات ، سلسلة فهارس المكتبات الخطية النادرة ، مخطوطات افغانستان ، اعداد دلو جيردي بورسيل ، القاهرة ١٩٦٤ ، مركز الخدمات والابحاث الثقافية ، بيروت لبنان.

وهذا الكتاب على ندرته هو ما وجد في مسائل الفقه. لكن وجدت كتب أخرى باسم شرح الاوراد يتعلق مضمونها بالتصوف وهي :

الاوراد الزينية للشيخ زين الدين محمد بن محمد الحافي (٨٣٨ ه‍) ولها شروح منها شرح علاء الدين علي القوج حصاري (٨٤١ ه‍).

والاوراد الفتحية للشيخ السيد علي بن شهاب الهمذاني ولها شروح. كشف الظنون ، ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠١.

(٢) البيهقي ، السنن الكبرى ، كتاب الشهادات ، باب الرجل من أهل الفقه يسأل ، ١٠ ٣١٠. دون لفظ (عن وجهه).

(٣) عزاه العجلوني في كشف الخفاء ، ح ٣٠٥ ، ١ / ١١٤ ، إلى ابن أبي الدنيا وابن عدي عن معاوية بن حيده بلفظ : اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس.

ورواه البيهقي في السنن ، كتاب الشهادات ، باب الرجل من أهل الفقه يسأل عن الرجل من أهل الحديث ، ١٠ ٣٣٨.

(٤) الكاشف الذهني شرح المغني ، في مجلدين ، لمحمد بن احمد التركماني الحنفي (٧٥٠ ه‍). وهو شرح على المغني في أصول الفقه للشيخ جلال الدين عمر بن محمد الخبازي (٦٧١ ه‍) كشف الظنون ٢ / ١٧٤٩.

(٥) روضة العلماء للشيخ أبي علي حسين بن يحي البخاري الزندويسي الحنفي (٥٠٥ ه‍ ١١١١ م).

كشف الظنون ٢ / ٩٢٨. المخطوطات العربية في مكتبة متحف مولانا في قونية ، اعداد مركز الخدمات والابحاث الثقافية ، بيروت ، عالم الكتب ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٦ م ص ١٣٢.

٢١١

تعالى ، ولا يخبره لأنّه لو أخبره اشتغل قلبه بذلك كذا في النوازل (١).

الغيرية : [في الانكليزية] Otherne ـ [في الفرنسية] Alterite

وكذا التغاير هو كون كلّ من الشيئين غير الآخر ويقابله العينية وهو ليس نفس الاثنينية بل تصوّره ليس مستلزما لتصوّرها ، فإنّ الاثنينية كون الطبيعة ذات وحدتين ، ويقابلها كون الطبيعة ذات وحدة أو وحدات ، وحينئذ لا يتصوّر بينهما واسطة. فالمفهوم من الشيء إن لم يكن هو المفهوم من الآخر فهو غيره وإلاّ فعينه. والشيخ الأشعري أثبت الواسطة وفسّر الغيرية بكون الموجودين بحيث يقدّر ويتصوّر انفكاك أحدهما عن الآخر في حيّز أو عدم ، فخرج بقيد الوجود المعدومات فإنّها لا توصف بالتغاير عنده بناء على أنّ الغيرية من الصّفات الوجودية ، فلا يتّصف بها المعدومان ، ولا موجود ومعدوم ، وخرج الأحوال أيضا إذ لا يثبتها فلا يتصوّر اتصافها بالغيرية ، وكذا ما لا يجوز الانفكاك بينهما كالصفة مع الموصوف والجزء مع الكلّ فإنّه لا هو ولا غير ، فإنّ الصفة ليست عين الموصوف ولا الجزء عين الكلّ وهو ظاهر ، وليسا أيضا غير الموصوف ولا غير الكلّ إذ لا يجوز الانفكاك بينهما من الجانبين وهو ظاهر معتبر عندهم في الغيرين. وقيد في حيّز أو عدم ليشتمل المتحيّز وغيره. فالجسمان الموجودان في الخارج إذا فرض قدمهما كانا متغايرين بالضرورة قالوا دلّ الشرع والعرف واللّغة على أنّ الجزء والكلّ ليسا غيرين ، فإنّك إذا قلت ليس له عليّ غير عشرة يحكم عليك بلزوم الخمسة. فلو كان الجزء غير الكلّ لما كان كذلك وكذا الحال في الصفة والموصوف. فإذا قلت ليس في الدار غير زيد ، وكان زيد العالم فيها فقد صدقت. ولو كانت الصفة غير الموصوف لكنت كاذبا. وردّ بأنّ في الصورة الأولى يحمل الغير على عدد آخر فوق العشرة ، وفي الصورة الثانية يراد غيره من أفراد الإنسان ، وإلاّ لزم أن لا يكون ثوب زيد غيره.

ولا يخفى عليك أنّ استدلالهم بما ذكروه يدلّ على أنّ مذهبهم هو أنّ الصفة مطلقا ليست غير الموصوف ، سواء كانت لازمة أو مفارقة.

وقيل إنّهم ادّعوا ذلك في الصفة اللازمة بل القديمة بخلاف سواد الجسم فإنّه غيره. قال الآمدي ، ذهب الشيخ الأشعري وعامة الأصحاب إلى أنّ من الصفات ما هي عين الموصوف كالوجود ، ومنها ما هي غيره ، وهي كلّ صفة أمكن مفارقتها عن الموصوف كصفات الأفعال من كونه خالقا ورزاقا ونحوهما. ومنها ما لا يقال إنّه عين ولا غير وهي ما يمتنع انفكاكه عنه بوجه كالعلم والقدرة وغير ذلك من الصفات النفسية لله تعالى. ويردّ عليهم الباري تعالى مع العالم لامتناع انفكاك العالم عنه في العدم لاستحالة عدمه تعالى ، ولا في الحيّز لامتناع تحيّزه وأجيب بأنّ المراد جواز الانفكاك من الجانبين في التعقّل لا في الوجود. ولذا قيل الغيران هما اللذان يجوز العلم بواحد منهما مع الجهل بالآخر ، ولا يمتنع تعقّل العالم بدون تعقل الباري ، ولذلك يحتاج إلى الاثبات بالبرهان ، وهذا الجواب إنّما يصحّ إذا ترك قيد في عدم أو حيّز من التعريف واعلم أنّ قولهم لا هو ولا غير مما استبعده الجمهور جدا فإنّه إثبات الواسطة بين النفي والإثبات ، إذ الغيرية تساوي نفي العينية. فكلّ ما ليس بعين فهو غير ، كما أنّ كلّما هو غير فليس بعين. ومنهم من اعتذر عن ذلك بأنّه نزاع لفظي راجع إلى الاصطلاح فإنّهم اصطلحوا على أنّ الغيرين ما

__________________

(١) النوازل في الفروع للامام ابي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفي (٣٧٦ ه‍) كشف الظنون ، ٢ / ١٩٨١.

٢١٢

يجوز الانفكاك بينهما ، ولا مشاحة في الاصطلاحات. واستدلالهم بالعرف واللغة والشرع بيان لمناسبة الاصطلاح للأمور الثلاثة.

وفيه أنّهم ذكروا ذلك في الاعتقادات المتعلّقة بذات الله تعالى وصفاته ، فكيف يكون أمرا لفظيا محضا متعلّقا بمجرّد الاصطلاح؟ والحقّ أنه بحث معنوي ومرادهم أنّه لا هو بحسب المفهوم ولا غير بحسب الهوية على ما ذهب عليه المحقّقون من الأشاعرة والصوفية من أنّ صفاته تعالى زائدة على ذاته ، لكن ليست موجودة قائمة به كما ذهب إليه الجمهور من أنّ لكلّ منها هوية مغايرة لهوية الآخر ، إذ لم يقم دليل على أمر سوى التعلّق. ولذا فسّر القاضي البيضاوي في تفسيره العلم بالانكشاف والقدرة بالتمكّن والإرادة بترجيح أحد المقدورين. فهذا القول عندهم راجع إلى نفي الصفات في الوجود وإثباتها في العقل ، هكذا في شرح المواقف وغيره. والغير في اصطلاح الصوفية هو عالم الكون. ويطلقون عليه أيضا اسم الغير واسم السّوى. وهذا على نوعين : أحدهما : عالم لطيف كالروح والنفس والعقل. والثاني : عالم كثيف مثل العرش والكرسي والفلك وغيرها من الأجسام. وهذه المرتبة يسمونها : هوى الله ولأنّ الحقّ في هذه المرتبة ستر الوجود بصور الأعيان والأكوان!! كذا في كشف اللغات (١).

__________________

(١) وغير در اصطلاح صوفيه عالم كون را گويند كه اسم غيريت وسوائيت برو اطلاق ميكنند واين بر دو نوع است يكى عالم لطيف چنانكه روح ونفوس وعقول ، دويم : عالم كثيف چنانكه عرش وكرسي وفلك وغيره اجسام واين مرتبه را هوي الله وكائنات گويند زيرا كه درين مرتبه استتار وجود حق است بصور اعيان واكوان كذا في كشف اللغات.

٢١٣

حرف الفاء (ف)

الفاء : [في الانكليزية] First letter of a word or a verb ـ [في الفرنسية] Premiere lettre du mot ou du verbe

لغة اسم حرف من حروف الهجاء. وعند الصرفيين يطلق على أول حروف أصلية ويسمّى فاء الكلمة وفاء الفعل أيضا.

الفائدة : [في الانكليزية] Gain ، utility ، benefit ، interest ـ [في الفرنسية] Gain ، utilite ، interet

هي ما يترتّب على الفعل والفوائد الجمع ، وقد سبق في لفظ الغاية.

الفار : [في الانكليزية] Dying who divorces ـ [في الفرنسية] Agonisant qui divorce

بتشديد الراء عند أهل الشرع هو زوج المرأة الذي مرض مرض الموت وطلّقها في ذلك المرض ، وتلك المرأة تسمّى بامرأة الفار ، هكذا يستفاد من جامع الرموز في فصل من غالب حاله الهلاك.

فارس العرب : [في الانكليزية]

Persian ـ Arabic (discourse beginning in Persian and ending in Arabic) ـ [في الفرنسية]

Persan ـ arabe (discours qui commence en persan et se termine en arabe)

هو عند البلغاء أن يؤتى بألفاظ عربية لأهل الترسّل بدون أن يخالطها كلمات فارسية تكون تتمة لكلام مقدمته فارسية ، ولكن نهايته كلمات عربية. وهذا النوع من الصّنائع الأدبية من مخترعات الشاعر أمير خسرو دهلوي. وقد جاء في (إعجاز خسرو) : لقد بذلت جهودا كثيرة بحيث لم يمكن أن تتم المقدّمات بدون ترتيب كامل ، ومثال ذلك : «هذه الرقعة لحضرة المقام العالي» ، الكبير الكريم العادل المجاهد المقسط الغازي عزّ الدّولة والدّين عضد الإسلام والمسلمين زاد الله نصفته. من المخلص القديم الحميد القريشي مبلغ الخدمات الوافرة والأدعية المتواترة بالغا ما بلغ ، والمتمني تقبيل ركاب دولته من هو فوق البيان والرقم ؛ وبفضل الباري عمّت نعماؤه ، أموره مقرونة بالانتظام وأحوال الأحباء بالخير متصلة والأعزة بضمان السّلامة (١).

__________________

(١) نزد بلغا آنست كه الفاظ عربي را برسم مترسلان بى خلط پارسى تركيب كرده تتمه هر مقدمه كلامى بتركيب عربى تمام گرداند واين صنعت از مخترعات حضرت امير خسرو دهلوى است ودر اعجاز خسروى مى فرمايد كه بسيار كوشيده. آمده است كه نهايت مقدمات بى ترتيب تمام شود ممكن نشد مثالش اين رقعه بحضرت عاليه كبير كريم عادل مجاهد مقسط غازى عزّ الدولة والدين عضد الاسلام والمسلمين زاد الله نصفته مخلص قديم حميد قريشي مبلغ خدمات وافره وادعيه متواتره بالغا ما بلغ وتمني تقبيل ركاب دولت كان فوق البيان والرقم وبفضل بارى عمت نعماؤه امور مقارن انتظام واحوال احباء بخير متصل واعزّه بضمان سلامت.

٢١٤

الفاصلة : [في الانكليزية] End of a verse of Koran ، end of a rhyme ، three or four consonants ـ [في الفرنسية] Fin d\'un verset du Coran ، fin d\'un bout rime ، trois ou quatre consonnes

هي عند أهل العربية تطلق بالاشتراك على معان. منها ما يسمّى فاصلة صغرى ، وهي كلمة رباعية أي مشتملة على أربعة أحرف ، يكون جميع حروفها متحرّكا إلاّ الأخير نحو حبل بالتنوين. ومنها ما يسمّى فاصلة كبرى ، وهي كلمة خماسية أي مشتملة على خمسة أحرف ، يكون جميع حروفها متحرّكا إلاّ الأخير نحو سمكة بالتنوين ، وهذان المعنيان من مصطلحات أهل العروض والتنوين عندهم حرف معتبر جزء من الكلمة السابقة. وقد أورد في عروض سيفي : الأكثرون على أنّ الفاصلة من الأصول. ويقول بعضهم : بل الصّغرى مركّبة من سبب ثقيل وخفيف ، والكبرى من سبب ثقيل ووتد مجموع. ويقول إبراهيم بن عبد الرحيم ؛ العروض كلمة ذات أربعة حروف هي الفاصلة ، بصاد غير منقوطة. والكلمة ذات الخمس حروف فاضلة بضاد منقوطة. وسبب ذلك وجود حرف زائد على الفاصلة. والفضل لغة هو الزّيادة. ويقول ابن الخبّاز : يقول بعضهم بأنّ كلا منهما يسمّى فاضلة بضاد منقوطة ، ويقيدون الأولى بالصّغرى والثانية بالكبرى ، كما يقيّدون الفاصلة بصاد بدون نقطة بالصغرى أو الكبرى (١).

ومنها ما عرفت في لفظ الجزء من أنّ الأجزاء تسمّى فواصل وأركانا. ومنها كلمة آخر الآية كقافية الشّعر وقرينة السجع. وقال الداني كلمة آخر الجملة. قال الجعبري وهو خلاف المصطلح ولا دليل له في تمثيل سيبويه بيوم يأت وما كنّا نبغ ، وليسا رأس آية ، لأنّ مراده الفواصل اللغوية لا الصناعية. وقال القاضي أبو بكر : الفواصل حروف متشاكلة في المقاطع يقع بها إفهام المعاني. وفرّق الدّاني بين الفواصل ورءوس الآي ، فقال الفاصلة هي الكلام المنفصل عمّا بعده ، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وقد يكون غيره ، وكذلك الفواصل تكون رءوس آي وغيرها ، وكلّ رأس آية فاصلة ولا عكس أي ليس كلّ فاصلة رأس آية. قال ولأجل كون معنى الفاصلة هذا ذكر سيبويه في تمثيل القوافي يوم يأت وما كنّا نبغ ، وليسا رأس آية بإجماع ، مع إذا يسر وهو رأس آية باتفاق. وقال الجعبري : لمعرفة الفواصل طريقان : توقيفي وقياسي أمّا التوقيفي فما ثبت أنّه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقف عليه دائما تحقّقنا أنّه فاصلة ، وما وصله دائما تحقّقنا أنّه ليس بفاصلة ، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريف الفاصلة أو لتعريف الوقف التّام أو للاستراحة ، والوصل أن يكون غير فاصلة أو فاصلة وصلها لتقدّم تعريفها. وأمّا القياسي فهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب ولا محذور في ذلك لأنّه لا زيادة فيه ولا نقصان ، وإنّما غايته أنّه محلّ فصل أو وصل ، والوقف على كلّ كلمة جائز ، ووصل القرآن كلّه جائز ، فاحتاج القياسي إلى طريق تعرّفه ، فنقول : فاصلة الآية كقرينة السجع في النثر وقافية البيت في الشعر ، وما يذكر من عيوب القافية من اختلاف الحدّ والإشباع والتوجيه فليس بعيب في الفاصلة ، وجاز الانتقال في الفاصلة والقرينة

__________________

(١) در عروض سيفي مى آرد كه اكثر برانند كه فاصله از اصول است وبعضى گويند نه بلكه صغرى مركب است از سبب ثقيل وخفيف وكبرى از سبب ثقيل ووتد مجموع وابراهيم بن عبد الرحيم عروض كلمه چهار حرفي را فاصله ميگويد بصاد بي نقطه وكلمه پنج حرفي را فاضله مى گويد بضاد با نقطه بجهت آنكه بيك حرف زيادة است از فاضله وفضل در لغت افزون آمدن بود واين خباز ميگويد كه بعضى هر دو را فاضله گويند بضاد با نقطه واوّل را بصغرى ودوم را بكبرى قيد كنند چنانكه فاصله را بصاد بى نقطه قيد كنند بصغرى وكبرى.

٢١٥

وقافية الأرجوزة من نوع إلى نوع آخر ، بخلاف قافية القصيدة ، ومن ثمّ ترى يرجعون مع عليم ، والميعاد مع التّوّاب ، والطارق مع الثاقب. وقال غيره : تقع الفاصلة عند الاستراحة في الخطاب لتحسين الكلام بها وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام وتسمّى فواصل لأنّه ينفصل عنده الكلامان ، ولا يجوز تسميتها قوافي إجماعا ، وفي تسميتها بالسّجع اختلاف سبق في لفظ السجع. قال ابن أبي الإصبع : لا يخرج فواصل القرآن عن أحد أربعة أشياء التمكين والتصدير والتوشيح والإيغال ، وتفصيل كل في موضعه هكذا في الإتقان.

الفاضلة : [في الانكليزية] End of verse or a rhyme ـ [في الفرنسية] Fin d\'un verset ou d\'un bout rime

هي الفاصلة عند البعض وقد عرفت.

الفاعل : [في الانكليزية] Subject ، agent ـ [في الفرنسية] Sujet ، agent

هو عند النحاة ما أسند إليه الفعل أو شبهه وقدّم عليه على وجه قيامه به كما ذكر ابن الحاجب. والمراد بما الاسم حقيقة أو حكما ليدخل فيه مثل قولهم أعجبني أن ضربت زيدا.

والمراد بالإسناد مجرّد ثبوت شيء لشيء سواء كان أصليا أو لا ، فيشتمل إسناد الصفات إلى الضمائر المستترة المرفوعة فيها ، وسواء تعلّق به إدراك وقوعه أو إدراك عدم وقوعه أو طلب أو إنشاء. ففي ما قام سلب الوقوع لا سلب الإسناد ، وفي أن قام فرض الوقوع لا فرض الإسناد ، فلا حاجة في شمول التعريف لفاعل النفي والشرط إلى ما اشتهر من تكلّف أنّ المراد بالإسناد أعمّ من الإسناد إيجابا أو نفيا محقّقا أو مفروضا.

ثم اعلم أنّه إن أريد بالإسناد أعمّ من أن يكون بالأصالة أو التّبعية يشتمل الحدّ المعطوف والبدل ، فإنّه وإن لم يكن إسناد الفعل إليهما بالأصالة ، لكنه إسناد إليهما بالتّبع ، إذ ما هو بالأصالة العطف على المسند إليه والإبدال منه ويتبعه الإسناد إليه ، بخلاف النعت والتأكيد والبيان فإنّها خارجة عن الحدّ إذ لا إسناد إلى تلك التوابع أصلا ، وإن أريد به ما هو بالأصالة فيخرج عن الحدّ جميع التوابع.

والفعل يشتمل التّام والناقص فإنّ زيد في كان زيد قائما فاعل كان كما ذهب إليه البعض ، وإن قيل إنّه اسم كان كما ذهب إليه الأكثرون فلا بدّ من تخصيص الفعل بالتام. والمراد بشبه الفعل ما يشبهه في العمل فيتناول الحدّ فاعل اسم الفاعل والصفة المشبّهة وأفعل التفضيل واسم الفعل والمصدر والظرف والمنسوب ، كما ذهب إليه البعض حيث قال : العالم في الاسم المرفوع بعد الظّرف هو الظّرف لقيامه مقام الفعل ، إلاّ أنّ في إطلاق الشّبه على الظّرف خفاء ، فإنّ المشهور فيه إطلاق معنى الفعل ، ففي تناول الحدّ فاعل الظّرف خفاء. وإمّا على مذهب الجمهور القائلين بأنّ العامل فيه هو الفعل فلا إشكال أصلا لعدم تناول الشّبه له.

وفي قوله وقدّم عليه أي قدّم الفعل أو شبهه على ما أسند إليه احتراز عن زيد في زيد ضرب فإنّه فاعل مقدّم على الفعل عند الكوفيين.

والمراد بالتقديم هو ما كان وجوبا ليخرج عنه المبتدأ المقدّم عليه خبره نحو كريم من يكرمك.

فإنّ قلت يجب تقديم الخبر في نحو ؛ في الدار رجل. قلت المراد وجوب تقديم نوعه وليس نوع الخبر مما يجب تقديمه ، بخلاف نوع ما أسند إلى الفاعل. وقوله على جهة قيامه به أي إسنادا واقعا على طريقة قيام الفعل أو شبهه به ، وطريقة قيامه به أن يكون على صيغة المعلوم أو على ما في حكمه كالفاعل والصفة المشبّهة.

واحترز بهذا القيد عن مفعول ما لم يسمّ فاعله كزيد في ضرب زيد على صيغة المجهول على مذهب من لم يجعله داخلا في الفاعل. وأمّا على مذهب من جعله داخلا فيه كصاحب

٢١٦

المفصّل فلا حاجة إلى هذا القيد عنده ، بل يجب أن لا يقيّد به ، وإنّما لم يقل على قيامه به أو قائما به لئلاّ يخرج نحو : مات زيد وطال عمره ، لأنّ الموت ليس قائما بزيد وكذا الطول ليس قائما بعمره.

فائدة :

العامل في الفاعل الفعل أو شبهه. وقيل الإسناد. والأول أقوى لكونه أمرا لفظيا والإسناد ضعيف لكونه معنويا.

الفالج : [في الانكليزية] Paralysis ، hemiplegia ـ [في الفرنسية] Paralysie ، hemiplegie

هو في الطب يطلق على الاسترخاء في أيّ عضو كان حتى لو عمّ الشّقّين من البدن كان فالجا ، لكن يشترط أن لا يعمّ الرأس ، إذ لو عمّ كان سكتة ، ولو وجد في إصبع واحدة مثلا كان فالجا ، وعليه القدماء. وقيل إنّه استرخاء أحد شقّي البدن سوى الرأس ، وعليه صاحب الكامل. وفي العرف اللغوي يطلق على استرخاء أحد شقّي البدن طولا على الخصوص فمنه ما يكون في الشّقّ المبتدئ من الرّقبة ويكون الوجه والرأس معه صحيحا ، ومنه ما يسري في جميع الشّقّ من الرأس إلى القدم. والاستعمال اللغوي يدلّ على هذا المعنى لأنّ الفالج في اللغة يدلّ على التنصيف. يقال فلجت الشيء أي قسمته إلى نصفين ، هكذا يستفاد من الأقسرائي وبحر الجواهر.

فاون : [في الانكليزية] Fawen (Egyptian month) ـ [في الفرنسية] Fawen (mois egyptien)

بالواو بعد الألف ، اسم شهر في تاريخ القبط القديم (١).

الفتح : [في الانكليزية] Short vowel a ـ [في الفرنسية] Voyelle a breve

بالفتح وسكون التاء المثناة الفوقانية عند أهل العربية يطلق على نوع من الحركة وهو من ألقاب المبني كما ستعرف. وعلى فتح القارئ فاه بلفظ الحرف ، ويقال له التفخيم وهو شديد ومتوسّط. فالشّديد هو نهاية فتح الشخص فاه بذلك الحرف ، ولا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب ، والمتوسّط ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسّطة. قال الداني وهذا هو الذي يستعمله أصحاب الفتح من القرّاء.

واختلفوا هل الإمالة فرع عن الفتح أو كلّ منهما أصل برأسه؟ ووجه الأول أنّ الإمالة لا تكون إلاّ بسبب فإن فقد لزم الفتح ، وإن وجد جاز الفتح والإمالة ، فما من كلمة تمال إلاّ وفي العرب من يفتحها ، فدلّ اطّراد الفتح على أصالته وفرعيتها كذا في الاتقان.

فتح الباب : [في الانكليزية] To witch by magic ـ [في الفرنسية] Enchanter par la magie

عند المنجمين عبارة عن نظر الكوكبين الذين بيوتهما متقابلة كنظر المشتري والعطارد ، فإنّ بيوت المشتري القوس والحوت وهما مقابلان للجوزاء والسّنبلة الذين هما بيتا عطارد ، وتحقيقه في كتب النجوم.

الفتق : [في الانكليزية] Hernia ـ [في الفرنسية] Hernie

بفتح الفاء والتاء المثناة الفوقانية في اللغة هو تفرّق اتصال الأجزاء وتباعدها. وعند الأطباء نزول بعض الأمعاء خصوصا الأعور ويسمّى بالفتق المعوي ، أو الثرب ويسمّى الثربي ، أو الريح الغليظ ويسمّى الريحي ، أو مادة غليظة وسمنت الخصية لنزولها إلى كيس الأنثيين لاتّساع المجاري إلى المجريين اللذين فوق الأنثيين أو لانشقاق الغشاء الصفاقي ويسمّى قيلة وأدرة ، هكذا يستفاد من شرح القانونچة وبحر الجواهر. وفي المؤجز الفتق

__________________

(١) فاون بواو بعد الف نام ماهيست در تاريخ قبط قديم.

٢١٧

يكون إمّا لانشقاق الغشاء ونفوذ جسم فيه كان محتبسا داخله قبل الفتق ، أو لاتّساع المجريين اللذين فوق الأنثيين ، إمّا ثرب أو حجاب وإمّا معاء خصوصا الأعور أو لريح غليظة ، ويسمّى ذلك قيلة أو رطوبة مائية أو دموية أو غيرهما ، ويسمّى أدرة. وربما لم ينزل إلى الكيس بل احتبس في العانة فيسمّى ذلك. وكلّ ما ليس في الكيس بالاسم العام وهو الفتق ، وما كان فوق السّرّة فهو أردى. وعند الصوفية ما يقابل الرتق.

ويقول في كشف اللغات ؛ الفتق عند الصوفية مقابل الرّتق ، وهو عبارة عن تفصيل المادّة مطلقا بصورة المادة النوعية مع ظهور ما كان في حضرة الواحدية من الشّئون الذّاتية ، كالحقائق بعد التّعيّن في الخارج يصير المجمل مفصّلا ، والمستور مكشوفا (١).

الفتنة : [في الانكليزية] Test ، hardship ، discernment ـ [في الفرنسية] Epreuve ، eai ، discernement

بالكسر وسكون المثناة الفوقانية هي ما يتبيّن به حال الإنسان من الخير والشّر ، وهي في الأصل إذابة الذهب في البوتقة بالنار ليظهر عياره ، كذا في بحر المعاني في تفسير قوله تعالى (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ) (٢) في سورة البقرة.

الفتوّة : [في الانكليزية] Youth ، noblene ـ [في الفرنسية] Jeunee ، noblee

بضم الفاء والمثناة الفوقانية وتشديد الواو جوانمردي كما في المنتخب. وهي عند السالكين كف الأذى وبذل الندى وترك الشكوى. وقال علي بن أبي بكر الأهوازي (٣) إنّ أصل الفتوّة أن لا ترى من الدنيا لنفسك فضلا واحدا. وقال أهل التفسير : هي كسر الصّنم في قصة الخليل عن بعض قومه ، (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) (٤) ، فصنم كلّ إنسان نفسه. فمن خالف هواه فهو فتى على الحقيقة كذا في خلاصة السلوك.

الفجور : [في الانكليزية] Debauch ، profligacy ـ [في الفرنسية] Debauche ، devergondage

بالجيم هو إفراط القوة الشهوية وقد سبق في لفظ الخلق.

الفختج : [في الانكليزية] Water of life ـ [في الفرنسية] ـ Eau ـ de ـ vie هو البختج ـ المطبوخ ـ وقد سبق.

الفدية : [في الانكليزية] Ransom ـ [في الفرنسية] Rancon

بالكسر وسكون الدال اسم من الفداء بمعنى البدل الذي يخلص به عن مكروه يتوجّه إليه كما في الكشف كذا في جامع الرموز.

والفدائي في اصطلاح العشّاق : العاشق الذي يبذل روحه فداء لمعشوقه كالفراشة. كذا في كشف اللغات (٥).

الفذلكة : [في الانكليزية] Summary ـ [في الفرنسية] Abrege ، Sommaire

هي في كلام العلماء يراد بها إجمال ما فصّل أولا كذا ذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي ، ويقال أيضا إنّ الفذلكة بمعنى مجمل الكلام وخلاصته كما يفهم من كلام المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي ، وقد يراد بها النتيجة لما سبق من الكلام والتفريع عليه كقوله

__________________

(١) در كشف اللغات ميگويد فتق نزد صوفيه مقابل رتق عبارت است از تفصيل ماده مطلقا بصور ماده نوعيه با ظهور آنچه بود در حضرت واحديت از شئون ذاتية چون حقائق گويند بعد از تعين در خارج مجمل مفصل آمد پوشيده شد هويدا.

(٢) البقرة ١٠٢.

(٣) من الصوفية لم نعثر على ترجمة له.

(٤) الأنبياء / ٦٠.

(٥) وفدائي در اصطلاح عاشقان عاشق جان باز را گويند كه خود را فداى سر معشوق پروانه وار دارد كذا في كشف اللغات.

٢١٨

تعالى (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (١). قال مولانا جدّي رحمه‌الله تعالى في حاشية البيضاوي على قوله وهو فذلكة التقرير الخ يعني أنّ فذلكة الحساب كما تتفرّع على التفصيل السابق كذلك حكم الاعتداء متفرّع على قوله تعالى (وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) نتيجة له ، وليس معناه أنّه إجمال لما تقدّم إذ لا تفصيل فيما تقدم انتهى. وفذلكة الحساب هي مجمل تفاصيله بأن يقال بعدها فذلك كذا. ومن فذلكة الحساب قوله تعالى (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) (٢) بعد قوله (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ) (٣) نصّ عليه في البيضاوي وحاشيته لمولانا عصام الدين. فالفذلكة مأخوذة من قولهم فذلك كذا كالبسملة والحمدلة والله أعلم.

الفرائد : [في الانكليزية] Unique ، incomparable ـ [في الفرنسية] Uniques ، incomparables

عند البلغاء هو مختصّ بالفصاحة دون البلاغة لأنّه الإتيان بلفظة تنزل منزلة الفريدة من العقد ، وهي الجوهرة التي لا نظير لها ، تدلّ على عظم فصاحة الكلام وقوته وجزالة منطقه وأصالة عربيته ، بحيث لو أسقطت من الكلام عزت على الفصحاء ، ومنه لفظ حصحص في قوله تعالى (الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ) (٤) والرّفث في قوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) (٥) ولفظ فزع في قوله تعالى (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) (٦) كذا في الإتقان في نوع بدائع القرآن.

الفرائض : [في الانكليزية] Obligation ، orders ، prescribed share ـ Obligations ، ordres ، quote ـ [في الفرنسية] part d\'un heritage

هي جمع فريضة ، ويطلق أيضا على علم من العلوم المدوّنة الشرعية وقد سبق في المقدمة.

الفراسة : [في الانكليزية] Physiognomy ـ [في الفرنسية] Physiognomonie

بالكسر في اللّغة الفارسية : العلم عن طريق التّأمّل والنظر والتفرّس هو العلم بطريق العلامة. كذا في الصراح (٧). وعند أهل السّلوك اطّلاع مكاشفة اليقين ومعاينة السّر. وقيل الفراسة اطلاع الله على القلب ، ويطلع القلب الغيوب بنور اطلاع الله ، وذلك نور قلب المؤمن الذي قال في حقه النبي عليه الصلاة والسلام.

(المؤمن ينظر بنور الله) (٨) ، كذا في خلاصة السلوك. وفي بحر الجواهر الفراسة بالكسر لغة اسم من التفرّس. يعني الذّكاء وهو الفهم للأمر بطريق غير محسوس. (٩). وقيل الفراسة هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية ، في الحديث (اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله) (١٠) انتهى. فعلم الفراسة المعدود في فروع الطبيعي علم بقوانين يعرف بها الأمور الخفية

__________________

(١) البقرة ١٩٤.

(٢) البقرة / ١٩٦.

(٣) البقرة ١٩٦.

(٤) يوسف / ٥١.

(٥) البقرة ١٨٧.

(٦) سبأ / ٢٣.

(٧) بالكسر لغة دانائى بنشان ونظر وتفرس دانستن بعلامت.

(٨) المتقي الهندي ، كنز العمال ، صفات المؤمنين ، ح ٨٢٣ ، ١ ١٦٥ وعزاه للديلمي عن ابن عباس.

(٩) يعني زيركى وآن ناگاه رسيدن فهم است بامر غير محسوس.

(١٠) سنن الترمذي ، كتاب تفسير القرآن ، باب من سورة الحجر ، ح ٣١٢٧ ، ٥ / ٢٩٨.

٢١٩

بالنظر في الأمور الظاهرة ، وموضوعه العلامات والأمور الظاهرة في بدن الإنسان على ما لا يخفى.

الفراش : [في الانكليزية] Bed ، wife ـ [في الفرنسية] Lit ، epouse

بالكسر والراء المهملة في اللغة الفارسية : ثياب النّوم ، والزّوجة عن طريق الكناية ، والزواج ، كما يقولون : فراش الحرّة يثبت بالنّكاح. كذا في كنز اللغات (١). وعرّفه الفقهاء بكون المرأة متعيّنة لثبوت نسب ما تأتي به من الولد وهو قوي وضعيف. فالفراش القوي هو فراش المنكوحة والضعيف هو فراش أمّ الولد بسبب أنّ ولدها وإن ثبت نسبة من المولى بلا دعوته ، لكنه ينتفي نسبه بمجرّد نفي المولى ، بخلاف المنكوحة حيث لا ينتفي نسب ولدها من الزوج إلاّ باللّعان. فالأمة ليست بفراش لمولاها لعدم صدق حدّ الفراش عليها ، فإنّها لو جاءت بولد لا يثبت نسبه من غير دعوة المولى ، فظهر أن ليس الفراش ثلاثة حيث قالوا : الفراش ثلاثة قوي وهي المنكوحة فلا ينتفي ولدها إلاّ باللّعان ، ومتوسّط وهو فراش أمّ الولد فيثبت نسب ولدها من غير دعوة وينتفي بمجرّد النفي ، وضعيف لا يثبت نسب الولد منه إلاّ بدعوة وهو فراش الأمة التي لم تثبت لها أمومية الولد انتهى ما قالوا. وعرف الفراش أيضا بكون المرأة مقصودا من وطئها الولد ظاهرا كما في أمّ الولد ، فإنّه إذا اعترف به ظهر قصده إلى ذلك ، أو وضعا شرعيا كالمنكوحة. وإن لم يقصد الولد يثبت نسب ما تأتي به. والتعريفان متقاربان ، هكذا يستفاد من فتح القدير مما ذكره في باب الاستيلاد ، في مسئلة لا يثبت نسب ولد الأمة إلاّ أن يعترف به المولى ، فإن جاءت بعد ذلك بولد يثبت نسبه بغير إقرار ، وممّا ذكره في فصل المحرّمات من كتاب النكاح في مسئلة إن زوج أمّ ولده وهي حامل منه فالنكاح باطل.

الفراق : [في الانكليزية] Separation ، disunion ـ [في الفرنسية] Separation ، desunion

بالكسر عند الصوفية هو مقام الغيبة الذي يعني الحجاب عن الوحدة. كذا في بعض الرسائل. وهذا هو الفرق كما لا يخفى. ويقول في كشف اللغات : الفراق بالكسر هو الانفصال عن شخص ما. وفي اصطلاح المتصوفة : المراد من الفراق هو أنّ العاشق ينفصل لمحة عن معشوقه وذلك الفراق يكون مائة سنة. وأيضا : الفراق هو الغيبة عن مقام الوحدة. أي أنّ السّالك يخرج من الوطن الأصلي أي عالم البطون (الخفاء) إلى عالم الظهور. وهذا هو فراقه. وأيضا المجيء من عالم الظهور إلى عالم البطون هو وصاله. وهذا الوصال لا يحصل إلاّ بالموت الصوري (٢).

الفرج : [في الانكليزية] Genetal organs ـ [في الفرنسية] Parties genitales

بالفتح وسكون الراء المهملة في اللغة القبل. وعند الفقهاء قد يراد به اعمّ من القبل والدّبر. قال في البرجندي المراد بالفرج في باب الغسل القبل والدّبر جميعا ، وإن اختصّ في اللغة بالقبل.

__________________

(١) بالكسر والراء المهملة في اللغة جامه خواب وزوجه را هم گويند بكنايت وبمعنى زوجيت هم آمده چنانكه گويند فراش الحرّة يثبت بالنكاح كذا في كنز اللغات.

(٢) بالكسر نزد صوفيه مقام غيبت را گويند كه از وحدت محجوب باشد كذا في بعض الرسائل وهذا هو الفرق كما لا يخفى. در كشف اللغات ميگويد فراق بالكسر از كسى جدا شدن ودر اصطلاح متصوفة مراد از فراق آنست كه اگر يك لمحه عاشق از معشوق خود جدا شود آن فراق صدساله باشد ونيز فراق غيبت را گويند از مقام وحدت اى بيرون آمدن سالك از وطن اصلي كه عالم بطون است بعالم ظهور همين فراق اوست وبازرفتن از علم ظهور بعالم بطون وصال اوست واين وصال بجز از مرگ صوري حاصل نشود.

٢٢٠