موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

محمّد علي التهانوي

موسوعة كشّاف إصطلاحات الفنون والعلوم - ج ٢

المؤلف:

محمّد علي التهانوي


المحقق: الدكتور علي دحروج
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٠٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

في أصول الأكبري من أنّ اسم الظرف ما يبنى من فعل ليدلّ على مكانه أو زمانه. ووزنه في الثلاثي مفعل بفتح العين أو كسرها ، ومفعلة بفتح الميم والعين كمأسدة ، وفعال بالكسر.

وفي غير الثلاثي المجرّد يكون على وزن اسم مفعوله انتهى. فعلم من هذا أنّ اسم الظرف يقال على معنيين : أحدهما أعمّ والثاني أخصّ ، وبالمعنى الأعم يكون لفظ مع وعند واليمين واليوم ونحوها من أسماء الظروف ، وبالمعنى الأخصّ لا يكون منها.

ثم الظرف سواء كان ظرف زمان أو مكان على نوعين : مبهم ومؤقّت ويسمّى محدودا أيضا. واتفق القوم على أنّ المبهم من الزمان ما لم يعتبر له حدّ ولا نهاية كالحين ، والمحدود منه ما اعتبر فيه ذلك كاليوم والشهر. وأمّا المبهم والمحدود من المكان فقد اختلف في تفسيرهما ، فقال أكثر المتقدمين إنّ المبهم من المكان هو الجهات السّتّ وهي أمام وخلف ويمين وشمال وفوق وتحت ، والمحدود منه بخلافه ، أي ما سوى تلك الجهات. ويرد عليه عند ولدى ولفظ مكان وما بمعناه من ذوات الميم وما بعد دخلت والمقادير الممسوحة كالفرسخ والميل فإنّها تكون منصوبة بتقدير في ، ولا تكون المحدودات منصوبة بتقدير في فينبغي أن تكون مبهمات مع أنّه لا يصدق حدّ المبهم عليها. وأجيب بأنّها محمولة على الجهات السّتّ لمشابهتها إيّاها إمّا في الإبهام كعند ولدى ودون وسوى ، وإمّا في كثرة الاستعمال كلفظ مكان وما بعد دخلت ، وإمّا في الانتقال كالمقادير الممسوحة فإنّ تعيّن ابتداء الفرسخ مثلا لا يختصّ مكانا دون مكان بل يتحوّل ابتداء كتحول الحلف قداما واليمين شمالا.

فإن قلت المكان المبهم كاسمه يتناول كلّ مكان ليس له حدّ يحصره ، فما بال المتقدّمين فسّروه بالجهات السّتّ التي هي بعض الأمكنة المبهمة ثم احتاجوا إلى حمل غيرها عليها.

قلت كأنّهم جعلوا الجهات السّتّ أصلا لتوغلها في الإبهام لا يحاذيها غيرها فيه حتى إنّها لا تتعرّف بالإضافة إلى المعرفة. وقيل المبهم هو النّكرة والمحدود بخلافه. ويرد على هذا التفسير خلفك وأمامك فإنّهما من المبهمات. وأيضا لا خلاف في انتصابهما على الظرفية بتقدير في مع أنّه لا يصدق حدّ المبهم عليهما. وأجيب بأنّ الجهات لا تتعرف بالإضافة فلا يخرج عن تفسير المبهم بالنكرة خلفك وأمامك ونحوهما.

وقيل المبهم هو غير المحصور والمحدود هو المحصور. ويرد عليه نحو فرسخ فإنّه من المبهمات لانتصابه على الظرفية ، بل يقال إنّ المكان الذي ينصب بتقدير في : نوعان المبهم والمحدود الذي يتبدّل ابتداؤه وانتهاؤه لمشابهتهما الزمان الذي هو مدلول الفعل ، ووجه المشابهة التغيّر والتبدّل في نوعي المكان كما في الأزمنة الثلاثة. فخروج المحدود كالفرسخ من تفسير المبهم لا يضرّه. وقال ابن الحاجب وصاحب اللباب : المبهم ما ثبت له اسم بسبب أمر خارج عن مسمّاه. فالفرسخ داخل فيه لأنّ المكان لم يصر فرسخا بذاته بل بالقياس المساحي الذي هو خارج عن مسمّاه وكذا الجهات فإنّها تطلق على هذه الأمكنة باعتبار ما يضاف إليه لا بذاته ، والمؤقت ما له اسم باعتبار ما دخل في مسمّاه كأعلام المواضع نحو البلد والسّوق والدار فإنّها أسماء لتلك المواضع باعتبار أشياء داخلة فيها كدور في البلد والبيت في الدار. ثم هذا التفسير يشتمل نحو جوف البيت وخارج الدار وداخلها ونحو المغرب والمقتل والمأكل والمشرب مع أنها لا تنتصب بالظرفية ، فلا يقال زيد خارج الدار وجوف البيت بل في خارجها وفي جوفه ، وكذا لا يقال قمت مضرب زيد ومقتله. وأيضا يشكل بأنّهم صرّحوا إنّ الدار اسم للعرصة دون البناء

١٠١

حتى لو حلف لا يدخل هذه الدار فدخل فيها بعد ما صارت صحراء يحنث ، فلا تكون البيوت التي استحقت اسم الدار ابتداء باعتبارها داخلة في مسمّاه. ثم كلّ من المبهم والمؤقت إمّا مستعمل اسما بأن يقع مرفوعا ومنصوبا على غير الظرفية ومجرورا وظرفا بأن يقع منصوبا على الظرفية ويسمّى حينئذ منصرفا وهو ما جاز أن تعقب عليه العوامل كاليوم والحين ، يقال هذا حين ورأيت حينا وعجبت من حين ، أو مستعمل ظرفا لا غير ويسمّى غير منصرف وهو ما لزم فيه النصب بتقدير في مثل سوى. وكلّ من الصنفين يجوز أن يكون منصرفا وغير منصرف.

هذا كله خلاصة ما في شروح الكافية والعباب.

ومنها المفعول فيه ، قال في الضوء : المفعول فيه يسمّى ظرفا انتهى. وهذا المعنى أخصّ من الأول مطلقا كما لا يخفى.

ومنها المفعول به بواسطة حرف الجرّ.

قال في العباب : المفعول به الذي بواسطة حرف الجرّ في اصطلاحهم يسمّى ظرفا أيضا. ثم الظرف سواء كان مفعولا فيه أو مفعولا به بواسطة حرف الجرّ قسمان : لغو ومستقر. فاللغو ما كان عامله شيئا خارجا عن مفهوم الظرف أي ليس الظرف بمتضمّن له ، سواء كان ذلك الشيء فعلا أو معناه ، وسواء كان مذكورا نحو مررت بزيد أو مقدرا نحو من لك أي من يضمن لك.

وإنّما سمّي به لأنّه زائد غير محتاج إليه.

والمستقر ما كان عامله بمعنى الاستقرار والحصول ونحوهما من الأفعال العامة كالثبوت والوجود مقدرا غير مذكور نحو زيد في الدار.

وإنّما سمّي به لأنّ الفعل وهو استقرّ أو معناه مقدّر قبله نحو كان زيد في الدار أو استقر في الدار. فالظرف مستقر فيه ، فحذف عامل الظرف وسدّ الظرف مسدّه ، واستتر الضمير فيه. وقيل لا بدّ في المستقر من ثلاثة أمور. الأول كون المتعلّق متضمنا فيه فخرج بهذا نحو مررت بزيد لأنّ المرور ليس متضمنا في الجار بل هو أمر خارج. والثاني أن يكون المتعلق من الأفعال العامة فخرج زيد في الدار إذا قدر متعلقه خاصا. والثالث أن يكون المتعلق غير مذكور فخرج زيد حاصل في الدار. وقال ابن جني يجوز إظهار عامله ولا حجة له. وأمّا قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا) (١) عنده فليس مستقرا في هذا القول بمعنى كائنا حتى يكون حجة له ، وهذا هو المشهور فيما بين النحاة. وذكر السيّد السّند في حواشي الكشاف أنّ المستقر ما كان متعلّقه مقدرا سواء كان عامّا نحو زيد في الدار أي حاصل فيها أو خاصا نحو زيد في البصرة أي مقيم فيها ، واللغو ما يقابله انتهى.

اعلم أنّ المشهور في تقدير عامل الظرف الفعل أو الاسم المنكر وقد يقدّر عامله اسما معرّفا بسبب ما ككونه صفة معرفة. وعلى هذا قيل قولهم الفصاحة في المفرد بمعنى الفصاحة الكائنة في المفرد كما في حواشى المطول.

والظرف عند الأصوليين ما كان محلا لشيء وفضل على ذلك الشيء كالوقت للصلاة ، فإن ساواه سمّي معيارا لا ظرفا كوقت الصوم فإنّه الذي يستقرّ فيه ولا يفضل عنه فيتقدّر به فيطول بطوله ويقصر بقصره ، هكذا يستفاد من التلويح وحواشي المنار.

وفي كليات أبي البقاء الظرف الزماني نحو أمس والآن ومتى وأيّان وقط المشدّدة وإذا وإذ المقتضية جوابا والظرف المكاني نحو لدن وحيث وأين وهنا وثمه وإذ المستعملة بمعنى ثمه والمشترك نحو قبل وبعد وإذا قصد في باء المصاحبة مجرّد كون معمول الفعل مصاحبا للمجرور زمان تعلّق ذلك الفعل به من غير قصد

__________________

(١) النمل ٤٠.

١٠٢

مشاركتها في الفعل فمستقر في موضع الحال سمّي مستقرا لتعلّقه بفعل الاستقرار ، وهو مستقرّ فيه حذف للاختصار. وإذا قصد كونه مصاحبا له في تعلّق الفعل فلغو. ففي قوله اشتر الفرس بسرجه على الأول السّرج غير مشترى ، ولكن الفرس كان مصاحبا للسّرج حال الشّراء ، والتقدير اشتر الفرس مصاحبا للسّرج. وعلى الثاني كان السّرج مشترى والمعنى اشترهما معا.

والظرف المستقر إذا وقع بعد المعرفة يكون حالا نحو مررت بزيد في الدار أي كائنا في الدار ، ويقع صلة نحو : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (١) وخبرا نحو في الدار زيد أم عندك ، وبعد القسم بغير الباء : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) (٢) ويكون متعلّقه مذكورا بعده على شريطة التفسير نحو يوم الجمعة صمت. ويشترط في الظرف المستقر أن يكون المتعلّق متضمنا فيه ، وأن يكون من الأفعال العامة ، وأن يكون مقدّرا غير مذكور. وإذا لم توجد هذه الشروط فالظرف لغو. وقال بعضهم ماله حظّ من الإعراب ولا يتمّ الكلام بدونه بل هو جزء الكلام فهو مستقرّ وليس اللغو كذلك لأنّه متعلّق لعامله المذكور ، والإعراب لذلك العامل ، ويتمّ الكلام بدونه ، وحقّ اللغو التأخير لكونه فضلة ، وحقّ المستقر التقديم لكونه عمدة ومحتاجا إليه. ومما ينبغي أن ينبّه عليه هو أنّ مثل كان أو كائن المقدّر في الظروف المستقرة ليس من الأفعال الناقصة بل من التامة بمعنى ثبت وحصل أو ثابت وحاصل ، والظرف بالنسبة إليه لغو وإلاّ لكان الظرف في موقع الخبر له فيكون بالنسبة إليه مستقرا لا لغوا ، لأنّ اللغو لا يقع موقع متعلّقه في وقوعه خبرا فيلزم أن يقدّر كان أو كائن آخر.

الظّفرة : [في الانكليزية] Pterygion (thickening of the conjunctive) ـ [في الفرنسية]

pterygion (epaiiement de la conjonctive)

بفتح الظاء والفاء وبضمها وسكون الفاء اشتهر عند الأطباء كأنّهم شبهوها بالظّفر في بياضها وصلابتها ، ولذا يقال لها بالفارسية ناخنه ، وهي زيادة عصبة تنبت في المآق وتمدّ حتى تنبسط على السواد وتمنع الإبصار كذا في بحر الجواهر.

الظّل : [في الانكليزية] Shadow ـ [في الفرنسية] Ombre

بالكسر قيل هو الضوء الثاني وهو الحاصل من مقابلة المضيء بغيره ، وقيل هو الضوء الثاني الحاصل من مقابلة الهواء المضيء. فالضوء الحاصل على وجه الأرض حال الإسفار وعقيب الغروب ظلّ بالتفسيرين فإنّه مستفاد من مقابلة الهواء المضيء بالشمس.

والحاصل على وجه الأرض من مقابلة القمر ظلّ على التفسير الأول لكون القمر مضيئا بالغير دون التفسير الثاني لعدم كون المضيء بالغير هواء فالتفسير الأول أعمّ مطلقا من الثاني. ثم للظلّ مراتب كثيرة متفاوتة بالشّدّة والضّعف ، وطرفاه النور والظلمة. فالحاصل في فناء الجدار أقوى وأشدّ من الحاصل في البيت لكونه مستفادا من الأمور المستضيئة من مقابلة الشمس الواقعة في جوانبه. ثم الحاصل في البيت أقوى من الحاصل في المخدع وهو الخزانة لأنّ الأول مستفاد من المضيء بالشمس والثاني مستفاد من الأول ، فاختلفت أحوال هذه الأظلال لاختلاف معداتها قوة وضعفا ، وكذا الحال في البيت تختلف شدة وضعفا لصغر الكوّة ، أي الثقبة وكبرها ، فإنّه كلما كانت الكوّة أكبر كان الظلّ الحاصل في البيت أشدّ ، وكلما كانت أصغر

__________________

(١) الأنبياء / ١٩.

(٢) الليل ١.

١٠٣

كان الظلّ أضعف ، فينقسم الظلّ في داخل البيت بحسب مراتبه في الشّدّة والضّعف إلى غير النهاية. ولا يزال الظلّ بضعف بسبب صغر الكوة حتى ينعدم بالكلية وهو الظلمة كذا في شرح المواقف في المبصرات. وقال الرياضيون الظلّ هو الخط المستقيم في السطح الذي قام عليه المقياس عمودا بين مركز قاعدة المقياس وطرف الخط الشعاعي المار برأس المقياس عند ما يكون مركز النيّر وسهم المقياس في سطح واحد ، والنيّر يشتمل الشمس والقمر. فما في كلام البعض من التخصيص بالشمس فبناء على الغالب ، وما وقع من الخط الشعاعي المذكور بين رأس الظلّ وبين رأس المقياس يسمّى قطر الظلّ وخط الظلّ أيضا. والمقياس هو العمود القائم على سطح يكون الظلّ في ذلك السطح سواء كان عمودا على الأفق أو يكون موازيا للأفق ثم الظلّ قسمان لأنّه إمّا مأخوذ من المقياس المنصوب على موازاة سطح الأفق كوتد قائم عمودا على لوح أو جدار قائمين عمودين على سطح الأفق ، ويسمّى بالظلّ الأول لابتدائه في أول طلوع النّير وبالظلّ المعكوس والمنكوس أيضا لكونه معكوسا في الوضع رأسه إلى تحت وبالمنتصب أيضا لكونه قائما على سطح الأفق منتصبا عليه ، وبالظلّ المستعمل أيضا كما في بعض رسائل الاصطرلاب ، وبالظلّ المطلق أيضا كما في الزيج الإيلخاني حيث قال : الظلّ الأوّل يستخدم في أعمال النجوم ويقال له الظّلّ المطلق ، والظلّ الثاني يستخدم في معرفة الأوقات ، انتهى.

لكن هذا في عرف المنجّمين. وأمّا في عرف أهل علم الفلك : فإذا قالوا : ظلّ مطلق فالمراد هو الظلّ الثاني غالبا بل إنّ الظلّ الثاني هو غاية الارتفاع. فيقولون مثلا : إذا كان العرض بلا زيادة من الميل الكلّي فالظّلّ دائما في جانب الشمال ، فالمراد من الظّلّ هو الظّلّ الثاني ، أي غاية الارتفاع. كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرحه على زيج ألغ بيكي (١). وإمّا مأخوذ من المقياس القائم عمودا على الأفق ويسمّى بالظلّ الثاني لكونه ثانيا بالقياس إلى الأول وبالظلّ المستوي أيضا لاستوائه في الوضع وانطباقه على سطح الأفق ، وبالظلّ المبسوط لانبساطه على سطح الأفق. هذا هو المشهور ، وبعضهم يسمّى الظلّ المستوي أولا والمعكوس ثانيا لأنّ المستوي يعرف أول الأمر بلا تأمّل ، بخلاف المعكوس فإنّه يحتاج في معرفته إلى مزيد تأمّل. والظلّ الأول يبتدئ في أول طلوع النيّر يزيد شيئا فشيئا ، وغاية زيادته في نصف النهار ثم يتناقص تدريجا حتى ينعدم عند وصول النيّر إلى الأفق عند الغروب. فإن كان النّير في نصف النهار على سمت الرأس كان الظلّ الأول غير متناه يعني أنّه لو كان بإزائه جسم غير متناه قابل للنور لكان مستظلا بظلّ غير متناه والظلّ الثاني يكون عند طلوع النيّر غير متناه ثم يتناقص إلى بلوغ النيّر نصف النهار ، فهناك غاية النقصان. ثم يتزايد شيئا فشيئا إلى أن يصير غير متناه عند غروب النيّر فإن كان النيّر في نصف النهار على سمت الرأس لم يوجد الظلّ الثاني أصلا. وقد يقسّم مقياس الظلّ الثاني باثني عشر قسما ويسمّى أقسامه أصابع لأنّ اثني عشر إصبعا مقدار شبر وهو غالب مقدار المقياس ، فإنّ من أراد أن ينصب عمودا على سطح الأفق أو على سطح

__________________

(١) ظل اوّل در اعمال نجومي بكار آيد وظل مطلق آن را خوانند وظل دوم در معرفت اوقات بكار آيد انتهى. ليكن اين در عرف منجمان است اما در عرف اهل هيئت چون ظل مطلق گويند مراد ظل دوم بود غالبا بلكه ظل دوم غاية ارتفاع مثلا گويند كه چون عرض بلا زياده از ميل كلي بود ظل هميشه در جانب شمال بود مراد ظل دوم غاية ارتفاع است كذا ذكر عبد العلي البرجندي في شرح زيج الغ بيكي

١٠٤

قائم عليه فإنّه في الغالب يتوخّى أن يكون مقداره ، شبرا. وقد يقسّم سبعة أقسام أو ستة ونصفا وتسمّى أقسامه حينئذ أقداما لأنّ طول معتدل القامة ستة أقدام ونصف قدم إلى سبعة أقدام ، مع أنّ الإنسان عند معرفة أنّ ظلّ الشيء هل هو مثله يعتبر ذلك بقامته ثم بأقدامه. وقد يقسّم بستين قسما وتسمّى أقسامه حينئذ أجزاء ، وقد تؤخذ درجة واحدة تجوّزا ، وهذا من مخترعات الأستاذ أبي ريحان (١) فإنّه قد أخذ المقياس ستين دقيقة لأجل سهولة الضرب والقسمة. وأمّا مقياس الظلّ الأول فقد جرت العادة بتقسيمه ستين قسما. وأمّا أصحاب صنعة الاصطرلاب فكما يقسّمون مقياس الظلّ الثاني بالأصابع والأقدام كذلك يقسّمون مقياس الظلّ الأول بالأصابع والأقدام بلا تفاوت. ثم الظلّ أبدا يقدّر بما يقدّر به المقياس ، فعلى الأول يسمّى ظلّ الأصابع وعلى الثاني ظلّ الأقدام وعلى الثالث الظلّ الستيني. ثم الظل الثاني إذا انتهى في النقصان وذلك إمّا بأن ينتفى الظلّ بالكلية إن كان النيّر في غاية ارتفاعها على سمت الرأس ثم يبتدئ في الحدوث ، وإمّا بأن يبقى منه مقدار هو أقل مقاديره في ذلك اليوم ثم يشرع في الزيادة فهو أول الزوال ، وهذا الظلّ الحادث أو الزائد يسمّى قدر الزوال وفيء الزوال. واعلم أنّ الظلّ الأول لكل قوس هو الخطّ الذي يماس أحد طرفي تلك القوس ما بين نقطة التماسّ وبين تقاطع ذلك الخط مع قطر يمرّ بالطرف الآخر من تلك القوس ، هكذا يستفاد من كلام عبد العلي البرجندي في تصانيفه والسيّد السّند في شرح الملخص. وظلّ السلم عبارة مربع حادث خلف حجرة الأصطرلاب في ربع تنقش عليه أجزاء الظلّ. وذلك الربع هو مقابل لربع الارتفاع. وأمّا كيفية إحداث ذلك الربع : فهو أن يقسم الربع إلى قسمين متوازيين.

ثم عند ملتقى القسمين يعني من نصف ذلك الربع يخرج عمودان أحدهما على خط العلاقة ما بين خط المشرق والمغرب الأول وعمود أقسام الظّل المستوي الثاني لأقسام الظل المعكوس.

ويقسم كلا العمودين بالأصابع أو بالقدم أو بأجزاء أخرى ، ثم تكتب عليه العلامات ، أحدها ابتداء من خط العلاقة ، وذلك هو الظّل المستوي ، والثاني : ابتداء من خط المشرق والمغرب وذلك هو الظّلّ المعكوس. ومن ذلك يحصل لدينا شكل متوازي ومتساوي الأضلاع.

فمن هذين العمودين وبعض خط العلاقة وبعض خط المشرق والمغرب يسمّى ظلّ السّلم. أي بسبب الانحراف الواقع في قسمة هذين العمودين ، كذا قيل (٢).

الظل : [في الانكليزية] Additional being ، extra existence ـ [في الفرنسية] Etre supplementaire ، existence surajoutee

في اصطلاح المشايخ هو الوجود الإضافي الظاهر بتعيّنات الأعيان الممكنة وأحكامها التي

__________________

(١) الاستاذ ابي ريحان : هو محمد بن أحمد ، ابو الريحان البيروني الخوارزمي ، ولد عام ٣٦٢ ه‍ / ٩٧٣ م. توفي عام ٤٤٠ ه‍ ١٠٤٨ م. فيلسوف ، رياضي فلكي ومؤرخ. صنف كتبا كثيرة. الاعلام ٥ / ٣١٤ ، حكماء الاسلام ٧٢ ، بغية الوعاة ٢٠ ، ارشاد الاريب ٦ ٣٠٨ ، اللباب ١ / ١٦٠.

(٢) وظل سلم عبارتست از مربعى كه حادث شود در پشت حجره اصطرلاب در ربعي كه در ان اجزاى ظل نقش كنند وآن ربع مقابل ربع ارتفاع ميباشد وكيفيت احداث آن مربع اين است كه اين ربع را بدو قسم متساوي منقسم سازند پس از ملتقاى قسمين يعنى از نصف آن ربع دو عمود اخراج كنند يكى بر خط علاقه دوم بر خط مشرق ومغرب اوّل عمود اقسام ظل مستوي دوم عمود اقسام ظل معكوس وهر دو عمود را به أصابع يا با قدام ويا با جزا قسمت كنند وعلامات برو نبشته دارند يكى را ابتدا از خط علاقه باشد وآن ظل مستوي بود وديگرى را ابتدا از خط مشرق ومغرب واين ظل معكوس بود پس شكلى متوازي الاضلاع المتساوية حاصل شود ازين دو عمود وبعض خط علاقه وبعض خط مشرق ومغرب آن را ظل سلم خوانند از جهت انحراف كه در قسمت اين دو عمود واقع ميشود كذا قيل.

١٠٥

هي معدومات ظهرت باسمه النور الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها ، فيستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها صار ظلا لظهور الظلّ بالنور وعدميته في نفسه. قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (١) أي بسط الوجود الإضافي على الممكنات فالظلمة بإزاء هذا النور هو العدم ، وكلّ ظلمة فهو عبارة عن عدم النور عما من شأنه أن ينوّر ، ولهذا سمّي الكفر ظلمة لعدم نور الإيمان عن قلب الإنسان الذي من شأنه أن يتنوّر به. قال الله تعالى (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (٢) الآية ، كذا في الاصطلاحات الصوفية.

ظلّ الإله : [في الانكليزية] Shadow of God (Perfect man) ـ [في الفرنسية] Ombre de Dieu (homme parfait)

هو الإنسان الكامل المتحقّق بالحضرة الذاتية كذا في الاصطلاحات الصوفية.

الظلّ الأول : [في الانكليزية] First intellect ـ [في الفرنسية] Premier intellect

هو العقل الأول لأنّه أول عين ظهرت بنوره تعالى وقبلت صورة الكثرة التي هي شئون الوحدة الذاتية ، كذا في الاصطلاحات الصوفية.

الظّلال والضّلالات : [في الانكليزية] Divine names ـ [في الفرنسية] Noms divins

عند الصوفية عبارة عن الأسماء الإلهية كذا في كشف اللغات. وفي لطائف اللغات يقول : الظّلال في اصطلاح الصوفية عبارة عن وجود إضافي ظاهر بتعينات الممكنات (٣).

الظّلم : [في الانكليزية] Unjustice ـ [في الفرنسية] Injustice

بالضم والفتح وسكون اللام لغة وضع الشيء في غير محله. وفي الشريعة عبارة عن التعدّي عن الحقّ إلى الباطل وهو الجور. وقيل هو التصرّف في ملك الغير ومجاوزة الحدّ كذا في الجرجاني ؛ وهو مستحيل على الله تعالى إذ هو التصرّف في حقّ الغير بغير حق أو مجاوزة الحدّ ، وكلاهما محال إذ لا ملك ولا حقّ لأحد معه ، بل هو الذي خلق المالكين وأملاكهم وتفضّل عليهم بها وعهد لهم الحدود وحرّم وأحلّ ، فلا حاكم يتعقّبه ولا حقّ يترتّب عليه. وما ذكر من استحالة الظّلم عليه تعالى هو قول الجمهور. وقيل بل هو متصوّر منه لكنه لا يفعله عدلا منه وتنزّها عنه لأنّه تعالى تمدّح بنفيه في قوله (وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) (٤) والحكيم لا يتمدّح إلاّ بما يصحّ منه فإنّ الأعمى لو تمدّح نفسه بأنّه لا ينظر إلى المحرمات استهزئ به وهذا غير سديد لما تقرّر أنّ حقيقة الظّلم وضع الشيء في غير محلّه بالتصرّف في ملك الغير أو مجاوزة الحدّ ، ومع النظر بهذا يجزم كلّ من له أدنى لبّ باستحالته عليه سبحانه ، إذ لا يتعقّل وقوع شيء من تصرّفه في غير محله ، وكان مدعي تصوره منه سبحانه يفسّره بما هو ظلم عند العقل لو خلي ونفسه من حيث عدم مطابقته لقضية ، فحينئذ يكون لكلامه نوع احتمال بخلاف ما إذا فسّره بالأول فإنّ دعوى تصوّره منه سبحانه في غاية. ويجاب عن التمدّح المذكور بأنّ هذا خارج عن قضية الخطاب العادي المقصود به زجر عباده عنه وإعلامهم بامتناعه عليهم بالأولى فهو على حدّ (لَئِنْ أَشْرَكْتَ

__________________

(١) الفرقان ٤٥.

(٢) البقرة / ٢٥٧.

(٣) ودر لطائف اللغات ميگويد ظلال در اصطلاح صوفيه عبارتست از وجود اضافي ظاهر بتعينات ممكنات.

(٤) ق ٢٩.

١٠٦

لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (١) وهذا فن بليغ لا ينكره إلاّ كلّ جامد الطبع ، فامتنع القياس على قول الأعمى ، كذا ذكر ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في الحديث الرابع والعشرين. وفي التفسير الكبير قالت المعتزلة إنّ قوله تعالى (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) (٢) الآية دالّ على أنّ العبد يستحقّ الثواب على طاعته وأنّه تعالى لو لم يثبه لكان ظالما. والجواب أنّه تعالى لما وعدهم الثواب على تلك الافعال فلو لم يثبهم عليها لكان ذلك في صورة الظلم فلهذا أطلق عليه اسم الظّلم.

الظّلمة : [في الانكليزية] Darkne ـ [في الفرنسية] Obscurite

بالضم والسكون هي عدم الضوء عما من شأنه أن يكون مضيئا ، فالتقابل بينها وبين الضوء تقابل العدم والملكة ، والدليل على أنّها أمر عدمي رؤية الجالس في الغار المظلم الخارج عنه إذا وقع على الخارج ضوء بلا عكس ، أي لا يرى الخارج الجالس وما هو إلاّ لأنّه ليس الظلام بأمر حقيقي قائم بالهواء مانع للإبصار ، إذ لو كان كذلك لم ير أحد بها الآخر أصلا بوجود العائق عن الرؤية بينهما ، فتعيّن أنها عدم الضوء ، وحينئذ ينتفي شرط كون الجالس في الغار مرئيا دون شرط كون الخارج مرئيا فيرى.

وقيل الظلمة كيفية وجودية مضادّة للضوء كما أنّ شرط الرؤية ضوء يحيط بالمرئي لا الضوء مطلقا ولا الضوء المحيط بالرائي ، فكذلك العائق عن الرؤية ظلمة تحيط بالمرئي لا الظلمة المحيطة بالرّائي ولا الظلمة مطلقا ، فلذلك اختلف حال الجالس والخارج. وقد استدلّوا على وجودها أيضا بقوله تعالى (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) (٣) فإنّ المجعول لا يكون إلاّ موجودا. وأجيب بالمنع فإنّ الجاعل كما يجعل الوجود يجعل العدم الخاص كالعمى ، وإنّما المنافي للمجعولية العدم الصرف كما في (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) (٤) اعلم أنّ منهم من جعل الظلمة شرطا لرؤية بعض الأشياء كالتي تلمع من الكواكب والشعل البعيدة ولا ترى في النهار ، وما ذلك إلاّ لكون الظلمة شرطا للرؤية. وردّ ذلك بأنّ ذلك ليس لتوقّف الرؤية على الظلمة بل لأنّ الحسّ غير منفعل بالليل عن الضوء القوي كما في النهار فينفعل عن الضوء الضعيف ويدركه. ولما كان في النهار منفعلا عن ضوء قوي لم ينفعل عن الضعيف فلم يحس به ، وذلك كالهباء الذي يرى في البيت إذا وقع عليه الضوء من الكوّة ولا يرى في الشمس لأنّ بصر الإنسان حينئذ يصير مغلوبا لضوئها فلا يقوى إحساس الهباء بخلاف ما إذا كان في البيت فإنّ بصره ليس هنا منفعلا عن ضوء قوي ، فلا جرم يدرك حينئذ ، كذا في شرح المواقف في بحث المبصرات.

الظّن : [في الانكليزية] Suspicion ، opinion ، idea ، presumption ، aumption ـ [في الفرنسية] Soupcon ، suspicion ، opinion ، idee ، presomption

بالفتح وتشديد النون الشكّ والظّن والوهم بحسب اللغة يكاد لا يفرّق بينهما كذا في الكرماني. وهو عند الفقهاء التردّد بين أمرين استويا أو ترجّح أحدهما على الآخر. وأمّا عند المتكلمين فالشّكّ تجويز أمرين ليس لأحدهما مزية على الآخر ، والظّنّ تجويز أمرين أحدهما أرجح من الآخر والمرجوح يسمّى بالوهم كذا في تيسير القاري في علم القراءة بعد ذكر بحث

__________________

(١) الزمر / ٦٥.

(٢) النساء ٤٠.

(٣) الانعام / ١.

(٤) الملك ٢.

١٠٧

الإدغام. وفي شرح التجريد الظّنّ ترجيح أحد الطرفين أي الإيجاب والسّلب اعتقادا راجحا لا ينقبض النفس معه عن الطرف الآخر ، وهو غير اعتقاد الرجحان فإنّ اعتقاد الرجحان قد يكون جازما بخلاف الظّنّ فإنّه اعتقاد راجح بلا جزم ، ولذا يقبل الشّدة والضّعف وطرفاه علم وجهل ، فإنّ بعض الظنون أقوى من بعض انتهى. فالظنّ إدراك بسيط والتوهم أمر مغاير له حاصل بعد ملاحظة الطرف الآخر. وما قالوا إنّ الظن إدراك يحتمل النقيض فالمراد أنّه كذلك بالقوة ، كذا ذكره السّيّد السّند في الحواشى العضدية ، وهكذا في السلم. ثم إطلاق الظّنّ على الاعتقاد الراجح هو المشهور. وقد يطلق الظّنّ بمعنى الوهم كما في التلويح في ركن السّنّة في بيان حكم خبر الواحد. وقد يطلق على ما يقابل اليقين أي الاعتقاد الذي لا يكون جازما مطابقا ثابتا ، سواء كان غير جازم ، أو جازما غير مطابق ، أو جازما مطابقا غير ثابت. وعلى هذا وقع في البيضاوي في تفسير قوله تعالى (وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) (١). وقد يطلق الظّنّ بإزاء العلم على كلّ رأي واعتقاد من غير قاطع وإن جزم به صاحبه كاعتقاد المقلّد والمائل عن الحقّ لشبهة ، فيتناول الظّنّ بالمعنى المشهور الجهل المركّب واعتقاد المقلّد ، هكذا يستفاد مما في شرح المواقف وحاشية المولوي عبد الحكيم في المقصد الأول من مرصد النظر.

وفي كليات أبي البقاء الظّنّ يكون معناه يقينا وشكّا فهو من الأضداد كالرّجاء يكون خوفا وأمنا ، والظّنّ في الحديث القدسي : (أنا عند ظنّ عبدي بي) (٢) بمعنى اليقين والاعتقاد.

وعند المنطقيين التردّد الراجح الغير الجازم ، وعند الفقهاء هو من قبيل الشك لأنهم يريدون به التردد بين وجود الشيء وعدمه ، سواء استويا أو ترجّح أحدهما ، والعمل بالظّنّ في موضع الاشتباه صحيح شرعا كما في التحرّي ، وغالب الظّنّ عندهم ملحق باليقين وهو الذي تبتني عليه الأحكام ، يعرف ذلك من تصفّح كلامهم ، وقد صرّحوا في نواقض الوضوء بأنّ الغالب كالمتحقّق وصرّحوا في الطلاق بأنّه إذا ظنّ الوقوع لم يقع ، وإذا غلب على ظنّه وقع.

والظّنّ متى لاقى فصلا مجتهدا فيه أو شبهة حكمية وقع معتبرا. وقد يطلق الظّنّ بإزاء العلم على كلّ رأي واعتقاد من غير قاطع ، وإن جزم به صاحبه كاعتقاد المقلّد والزائغ عن الحقّ لشبهة ، وقد يجيء بمعنى التوقّع كما في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) (٣) ولا إثم في ظنّ لا يتكلّم به ، وإنّما الإثم في ما يتكلّم به ولا عبرة بالظّنّ البيّن خطاؤه ، كما لو ظنّ الماء نجسا فتوضّأ به ثم تبيّن أنّه كان طاهرا جاز وضوؤه. والظّنون تختلف قوة وضعفا دون اليقين انتهى.

ثم المقدّمات الظنية أنواع كالمشهورات والمقبولات والمسلّمات والمخيّلات والوهميات والمقرونة بالقرائن كنزول المطر بوجود السحاب الرطب ، وتفصيل كلّ في موضعه. والمظنونات وهي القضايا التي يحكم بها العقل حكما راجحا مع تجويز نقيضه ، بمعنى أنّه لو خطر بالبال النقيض لجوّزه العقل صادقة كانت أو كاذبة ، كما يقال فلان يطوف بالليل ، وكلّ من يطوف بالليل فهو سارق. قال المولوي عبد الحكيم في حاشية القطبي : قوله يحكم بها العقل حكما راجحا أي سبب الحكم بها هو الرّجحان ، فيخرج المشهورات والمسلّمات والمقبولات ويدخل التجربيّات والمتواترات

__________________

(١) البقرة / ٧٨.

(٢) صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قوله تعال : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ) ، ح ٣٤ ، ٩ ٢١٦.

(٣) البقرة / ٤٦.

١٠٨

والحدسيات الغير الواصلة حدّ الجزم انتهى.

وقال الصادق الحلواني في حاشية الطيبي بعد تعريفها بما ذكر : ويندرج فيها المشهورات في بادي الرأي وبعض المشهورات الحقيقية والمسلمات والمقبولات ، وكذا التجربيات الأكثرية وما يناسبها من الأخبار القريبة من حدّ التواتر والحدسيات الغير القوية انتهى.

الظّهار : [في الانكليزية] Repudiation ـ [في الفرنسية] Repudiation

بالكسر لغة مصدر ظاهر الرجل أي قال لزوجته : أنت عليّ كظهر أمي أي أنت عليّ حرام كظهر أمي ، فكنّى عن البطن بالظهر الذي هو عمود البطن لئلاّ يذكر ما يقارب الفرج. ثم قيل ظاهر من امرأته فعدّي بمن لتضمين معنى التجنب لاجتناب أهل الجاهلية عن المرأة المظاهر منها ، إذ الظّهار طلاق عندهم كما في الكشاف. وشرعا تشبيه مسلم عاقل بالغ زوجته أو جزء منها شائعا كالثلث والربع أو ما يعبّر به عن الكلّ بما لا يحلّ النظر إليه من المحرّمة على التأبيد ولو برضاع أو صهرية ، وزاد في النهاية قيد الاتفاق احترازا عمّا لو قال أنت علي مثل فلانة وفلانة أم من زنى بها أو بنتها لم يكن مظاهرا. ولا فرق بين كون ذلك العضو أو غيره مما لا يحلّ إليه النظر. وإنما خصّ باسم الظّهار تغليبا للظّهر لأنّه كان الأصل في استعمالهم ، فالتشبيه مخرج لنحو أنت أمي وأختي فإنّه ليس ظهارا كما في مبسوط صدر الإسلام فلو قال إن فعلت كذا فأنت أمي وفعلته فهو باطل ، وإن نوى التحريم. وقيد المسلم احتراز عن الذمي والعاقل عن المجنون والبالغ عن الصبي ، فإنّ ظهار هؤلاء غير صحيح.

والإضافة مخرجة لما قالت المرأة لزوجها أنت عليّ كظهر أمي فإنّه ليس بشيء. وعن أبي يوسف أنّه ظهار وقال الحسن إنّه يمين كما في المحيط. وقيد الزوجة مخرج لأجنبية أو لأمته قال لها إن تزوّجتك فأنت عليّ كظهر أمي فإنّه لم يكن ظهارا إلاّ إذا تزوّج الأجنبية والأمة بعد إعتاقها ، فإنّه ينقلب ظهارا كما في قاضي خان وغيره. وقيد على التأبيد مخرج لما إذا شبّه بمزنيّة الأب أو الابن فإنّ حرمتها لا تكون مؤبّدة ، ولذا لو حكم بجواز نكاحها نفذ عند محمد خلافا لأبي يوسف ويدخل ما إذا شبّه بظهر أم امرأة ، قبّل هذه المرأة أو نظر إلى فرجها بشهوة ، فإنّه ظهار عند أبي يوسف خلافا لأبي حنيفة. ثم حكم الظّهار حرمة الوطء ودواعيه إلى وجود الكفارة ، هكذا يستفاد من جامع الرموز وفتح القدير.

١٠٩

حرف العين (ع)

العابد : [في الانكليزية] Worshipper ، devout ـ [في الفرنسية] Adorateur ، devot

هو ذلك الشخص الذي يداوم على أداء الفرائض والنّوافل والأوراد من أجل الثّواب الأخروي ، وجمعه عبّاد. ويسمّى المتشبّه بحق بالعابد متعبّدا لا عابدا. وكذلك المتشبّه المبطل بالعابد (١). وقد سبق ذلك مفصّلا في لفظ التصوف مع بيان الفرق بين العباد والفقراء وغير ذلك.

العادة : [في الانكليزية] Habit ـ [في الفرنسية] Habitude

قيل هي مرادف الاستعمال. وقيل المراد من الاستعمال نقل اللفظ من موضوعه الأصلي إلى معناه المجازي شرعا ، وغلب استعماله فيه كالصلاة والزكاة حتى صار بمنزلة الحقيقة ، ويسمّى إذ ذاك حقيقة شرعية. ومن العادة نقله إلى معناه المجازي عرفا واستفاضته فيه كوضع القدم في قوله لا أضع قدمي في دار فلان ، ويسمّى حقيقة عرفية. وقد يقال الاستعمال راجع إلى القول يعني أنّهم يطلقون هذا اللفظ في معناه المجازي في الشرع والعرف دون موضوعه الأصلي كالصلاة والدّابة فإنّهما لا يستعملان في الشرع والعرف إلاّ في الأركان المعهودة وفي ذوات القوائم الأربع ، والعادة راجعة إلى الفعل كذا في كشف البزدوي في باب ما يهجر منه المعنى الحقيقى في شرح قول البزدوي : قد يترك المعنى الحقيقي بدلالة الاستعمال والعادة.

وفي التلويح العادة تشتمل العرف الخاص وقد يفرّق بينهما باستعمال العادة في الأفعال والعرف في الأقوال انتهى. وفي الأشباه والنظائر ذكر الهندي (٢) في شرح المغني (٣) العادة عبارة عمّا يستقرّ في النفوس من الأمور المتكرّرة المقبولة عند الطبائع السليمة ، وهي أنواع ثلاثة : العرفية العامّة كوضع القدم ، والعرفية الخاصّة كاصطلاح كلّ طائفة مخصوصة كالرفع للنحاة ، والعرفية الشرعية كالصلاة والزكاة والحج تركت معانيها اللغوية بمعانيها الشرعية.

__________________

(١) وآن كسى است كه پيوسته بر فرائض ونوافل ووظائف مداومت نمايد از براى ثواب اخروي وجمع ان عبّاد است ومتشبه محق بعابد متعبد است نه عابد وكذلك متشبه مبطل بعابد.

(٢) هو عمر بن اسحاق بن احمد الهندي الغزنوي ، سراج الدين أبو حفص. ولد عام ٧٠٤ ه‍ ١٣٠٤ م. وتوفي عام ٧٧٣ ه‍ / ١٣٧٢ م. فقيه من كبار الاحناف. له العديد من المؤلفات. الاعلام ٥ ٤٢ ، الفوائد البهية ١٤٨ ، الدرر الكامنة ٣ / ١٥٤ ، مفتاح السعادة ٢ ٥٨.

(٣) المغني في اصول الفقه للشيخ جلال الدين عمر بن محمد الخبازي ، الخجندي الحنفي ، (١٧١ ه‍). شرحه سراج الدين ابو حفص عمر بن إسحاق بن احمد احمد الشبلي الهندي الغزنوي في مجلدين كشف الظنون ٢ / ١٧٤٩.

١١٠

العاذرية : [في الانكليزية] Al ـ Adhiriyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Adhiriyya (secte)

بالذال المعجمة فرقة من النجدات عذروا الناس بالجهالات في الفروع (١).

العارف : [في الانكليزية] Connoieur ، initiated ـ [في الفرنسية] Connaieur ، initie

انت عارفه بما سبق.

العاري : [في الانكليزية] Simple prose ـ [في الفرنسية] Prose simple

هو قسم من الكلام المنشور وسيجيء.

العارية : [في الانكليزية] Loaning without interest ـ [في الفرنسية] Pret sans intetet

هي مشتقة من العرية وهي العطية. وقيل منسوب إلى العار لأنّ طلبها عار ، فعلى هذا يقال العارية بالتشديد لأنّ ياء النسبة مشدّدة والعارة لغة في العارية. وفي الشرع عبارة عن تمليك المنافع بغير عوض ، سمّيت العارية لتعريتها عن العوض ، كذا في مجمع البركات ناقلا عن الجوهرة النّيرة (٢). وبالقيد الأخير خرج الإجارة ودخل هبة حق المرور لأنّها العارية دون الهبة. ولما كان المتبادر من تمليك المنافع بقاء أعيانها على حالها من التمليك خرج البيع والهبة وقرض نحو الدراهم كذا في جامع الرموز والدرر شرح الغرر.

العاشر : [في الانكليزية] Deducter of tithes ـ [في الفرنسية] Preleveur des dimes

بالشين المعجمة لغة آخذ العشر من عشرت القوم عشرا بالضم في الموضعين أي أخذت منهم العشر. وشريعة من نصبه الإمام على الطريق لأخذ صدقة التجار وأمّنهم من اللصوص كما في الكرماني وغيره من المتداولات كذا في جامع الرموز.

العاصر : [في الانكليزية] Preer ـ [في الفرنسية] Preureur

بالصاد المهملة عند الأطباء دواء يبلغ قبضه إلى إخراج ما في تجويف العضو كالإهليلج ، كذا في المؤجز في فن الأدوية.

العاقل : [في الانكليزية] Reasonable ، wise ، connoieur ـ [في الفرنسية] Connaieur ، raisonnable ، sage ، raisonne

هو المدرك بالكسر وستعرف أكثر في لفظ العقل.

العالم : [في الانكليزية] worle ، universe ، cosmos ـ [في الفرنسية] monde ، unirers ، cosmos

بفتح اللام في اللغة اسم لما يعلم به شيء مشتقّ من العلم والعلامة على الأظهر ، كخاتم لما يختم به وطابع لما يطبع به ، ثم غلب في الاستعمال فيما يعلم به الصانع وهو ما سوى الله تعالى من الموجودات أي المخلوقات ، جوهرا كان أو عرضا لأنّها لإمكانها وافتقارها إلى مؤثّر واجب لذاته تدلّ على وجوده ، فخرجت صفات الله تعالى لأنّها قديمة غير مخلوقة. فعلى هذا كلّ موجود عالم لأنّه مما يعلم به الصانع ولذا جمع على عوالم وجمعه على عالمين وعالمون باعتبار أنّه غلب على العقلاء منها. وقيل العالم اسم وضع لذوي العلوم من الملائكة والثّقلين أي الجنّ والإنس ، وتناوله الغير على سبيل الاستتباع. وقد يطلق

__________________

(١) فرقة من الخوارج النجدات أتباع نجدة بن عامر الحنفي المتوفي ٦٩ ه‍ سمّوا بذلك لأنهم عذروا نجدة في اعماله وآرائه ، وأقاموا على إمامته بعد ما تفرق عنه أصحابه ، وانقسموا وتقاتلوا ، وقد كانت لهم آراء كثيرة.

التبصير ٥٢ ، الفرق ٨٧ ، مقالات الاسلاميين ١ ١٦٢ ، الملل ٦٢٢ ، خطط المقريزي ٢ / ٣٥٤ ، العبر ١ ٧٤.

(٢) تأليف الشيخ رضي الدين أبي بكر بن محمد بن علي بن محمد الحدادي العبادي اليمني (٨٠٠ ه‍) ، وهو شرح على مختصر القدوري. سركيس ، معجم المطبوعات ٧٤٦ ، فهارس المكتبات الخطية النادرة / مخطوطات عربية برلين ١٨٩٣ م ٤ / ٥٨.

١١١

على مجموع أجزاء الكون أي على مجموع المخلوقات من باب تغليب الاسم في معظم أفراد المسمّى كتغليب اسم القرآن في مجموع أبعاض التنزيل ، فإنّه وإن وقع عليه وعلى كلّ بعض من أبعاضه من جهة الوضع بالسّوية ، لكنه مستعمل فيه غالبا والتغليب في بعض الأفراد لا يمنع الاستعمال في غيره ، هكذا يستفاد من أسرار الفاتحة وشرح القصيدة الفارضية والبرجندي حاشية الچغميني. ثم في البرجندي : وأما العالم في عرف الحكماء فقال العلاّمة في نهاية الإدراك (١) : إنّ العالم اسم لكلّ ما وجوده ليس من ذاته من حيث هو كلّ وينقسم إلى روحاني وجسماني. وقد يقال العالم اسم لجملة الموجودات الجسمانية من حيث هي جملة هي ما حواه السّطح الظاهر من الفلك الأعلى انتهى. وفي شرح المواقف : قال الحكماء : لا عالم غير هذا العالم أعني ما يحيط به سطح محدّد الجهات وهو إمّا أعيان أو أعراض انتهى. ويسمّون العناصر وما فيها بالعالم السفلي وعالم الكون والفساد والأفلاك وما فيها عالما علويا وأجراما أثيرية. وأفلاطون يسمّي عالم العقل بعالم الربوبية كما في شرح إشراق الحكمة. ويقول في لطائف اللغات : العالم بفتح اللام في اصطلاح الصوفية عبارة عن الظلّ الثاني للحقّ الذي هو الأعيان الخارجية والصّور العلمية التي هي عبارة عن الأعيان الثابتة (٢). اعلم أنّ العوالم وإن لم تنحصر ضرورياتها لامتناع حصر الجزئيات أمكن حصر كلياتها وأصولها الحاصرة كانحصارها في الغيب والشهادة لانقسامها إلى الغائب عن الحسّ والشاهد له. في الإنسان الكامل كلّ عالم ينظر الحقّ سبحانه إليه بالإنسان يسمّى شهادة وجودية ، وكلّ عالم ينظر إليه من غير واسطة الإنسان يسمّى غيبا. والغيب على نوعين : غيب جعله الحقّ تعالى مفصلا في علم الإنسان ، وغيب جعله مجملا في قابلية علم الإنسان. فالغيب المفصّل في العلم يسمّى غيبا وجوديا ، وهو كعالم الملكوت ، والغيب المجمل في القابلية يسمّى غيبا عدميا وهي كالعوالم التي يعلمها الله تعالى ولا نعلم نحن إيّاها ، فهي عندنا بمثابة العدم ، فذلك معنى الغيب العدمي. ثم إنّ هذا العالم الدنياوي الذي ينظر إليه بواسطة الإنسان لا يزال شهادة وجودية ما دام الإنسان واسطة نظر الحقّ فيها ، فإذا انتقل الإنسان منها نظر الله تعالى إلى العالم الذي انتقل إليه الإنسان بواسطة الإنسان فصار ذلك العالم شهادة وجودية ، وصار العالم الدنياوي غيبا عدميا ، ويكون وجود العالم الدنياوي حينئذ في العلم الإلهي كوجود الجنّة والنّار اليوم في علمه سبحانه ، فهذا هو عين فناء العالم الدنياوي وعين القيمة الكبرى والساعة العامة انتهى.

وقسم صاحب القصيدة الفارضية الغيب على ثلاثة أقسام وعبّر عنها بالغيب والملكوت والجبروت ، فترك المحدثات الغائبة عن الحسّ على اسم الغيب ، وعبّر عن الذات القديمة بالجبروت ، وعن صفاتها الجسمية بالملكوت فرقا بين المحدث والقديم والذات والصفات.

وفي شرح المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي : يقال لمرتبة الأحدية عالم الغيب أيضا. ويقول في أسرار الفاتحة : العالم في النظرة الأولى

__________________

(١) نهاية الادراك في دراية الافلاك في الهيئة ، للعلامة قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي (٧١٠ ه‍) ، مجلد.

كشف الظنون ٢ ١٩٨٥.

(٢) ودر لطائف اللغات ميگويد عالم بفتح لام در اصطلاح صوفيه عبارتست از ظل ثاني حق كه اعيان خارجيه باشد وصور علميه كه عبارت از اعيان ثابته است.

١١٢

مجموع من جزءين هما : الخلق والأمر (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) إذا ، صار العالم بمقتضى هذا الاعتبار عالمين : عالم الخلق وعالم الأمر. ثم في درجة ثانية من التجلي بدا الملك والملكوت ، فالملك هو تجلّي عالم الخلق والملكوت هو تجلّي عالم الأمر. فالملك كلّ الخلق خلقه (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) والملكوت جملة الأمر بيده. (بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) فالعالم إذن بمقتضى هذا الحساب أربعة عوالم. ثم العالم الخامس المشتمل على هذه الأربعة ، وهو سبب اتصال هذه العوالم ، وذلك هو عالم الجبروت. انتهى (١). وفي كشف اللغات عالم الأمر ويقال له عالم الملكوت وعالم الغيب أيضا. عند المتصوفة يطلق على عالم وجد بلا مدّة وبلا مادّة مثل العقول والنفوس ، كما أنّ الخلق يطلق على عالم وجد بمادّة كالأفلاك والعناصر والمواليد الثلاثة ويسمّى أيضا بعالم الخلق وعالم الملك وعالم الشهادة انتهى. ويؤيّده ما قيل عالم الأمر ما لا يدخل تحت المساحة والمقدار. وفي شرح المثنوي : عالم الملك كناية عن أجسام وأعراض. ويسمّى أيضا عالم الشهادة ، وعالم الأجسام. وأمّا عالم الملكوت فهو حاو للنفوس البشرية والسماوية ، ويقال له أيضا عالم المثال ، انتهى. ويقول في مجمع السلوك : إنّ عالم الملكوت هو عالم الباطن ، وعالم الملك هو عالم الظاهر. ويقول في مكان آخر : الملكوت هو ما فوق العرش إلى ما تحت الثرى ، وما عدا ذلك فهو عالم الجبروت. وعالم الإحسان هو عالم الإيقان بواسطة المشاهدات وتجلّي الذات والصفات. انتهى (٢). وفي الإنسان الكامل عالم القدس عبارة عن المعاني الإلهية المقدّسة عن الأحكام الخلقية والنقائص الكونية. وفي موضع آخر منه عالم القدس هو عالم أسماء الحقّ وصفاته انتهى. وفي كشف اللغات يقول : العالم المعنوي عند الصوفية عبارة عن الذات والصفات والأسماء ، والعالم العلوي هو العالم الأخروي.

وكذلك عالم الأرواح والعالم القدسي ، وعالم النسيم هو كرة البخار كما سيأتي (٣). وفي أسرار الفاتحة قد يقسم العالم إلى الكبير والصغير. واختلف في تفسيرهما فقال بعضهم : العالم الكبير هو ما فوق السموات والصغير هو ما تحتها. وقيل الكبير ملكوت السموات والصغير ملكوت الأرض. وقيل الكبير هو القلب والصغير النفس. والجمهور على أنّ العالم الكبير عبارة عن السموات والأرض وما بينهما والعالم الصغير هو الإنسان. لما ذا؟ لأنّ كلّ ما في دنيا الخلق هو في عالم الخلق ، وكلّ ما هو مجتمع في عالم الخلق والأمر قد اجتمع في ذات الإنسان الذي هو العالم الصغير ، لأنّ

__________________

(١) ودر شرح مثنوي مولوي روم مى آرد مرتبه احديت را عالم غيب نيز گويند. ودر اسرار الفاتحة گويد عالم بر اولين نظر مجموعست از دو جز أز خلق واز امر الاله الخالق والآمر پس عالم باين اعتبار دو شد عالم خلق وعالم امر باز در درجه ديگر تجلي كرد پديد آمد ملك وملكوت ملك تجلي عالم خلق است وملكوت تجلي عالم امر است ملك همه خلق از آن اوست له ملك السموات والارض ملكوت جمله امر بدست اوست بيده ملكوت كل شيء پس عالم باين حساب چهار شد آنگاه پنجم عالمست كه بر مجموع اين هر چهار مشتملست وسبب پيوند اين عوالم اوست وآن عالم جبروت است انتهى.

(٢) وفي شرح المثنوي عالم ملك كنايتست از اجسام واعراض وبعالم شهادت وعالم اجسام نيز مسمى است وعالم ملكوت عبارتست از حاوي نفوس سماويه وبشريه وآن را عالم مثال نيز گويند انتهى ودر مجمع السلوك گويد كه عالم ملكوت عالم باطن را گويند وعالم ملك عالم ظاهر را گويند ودر جاي ديگر گويد كه ملكوت از بالاى عرش تا تحت الثرى است وما سواي اين جبروت است وعالم الاحسان عالم ايقان ست به واسطه مشاهدات وتجلي ذات وصفات انتهى.

(٣) ودر كشف اللغات ميگويد عالم معني نزد صوفيه عبارت از ذات وصفات واسماء است وعالم علوي آن جهان وعالم ارواح وعالم قدسي وعالم النسيم هو كرة البخار كما يجيء

١١٣

قالبه من عالم الخلق وروحه من عالم الأمر.

وتفصيل هذا يقتضي الإطناب ، فليطلب في أسرار الفاتحة (١).

العالي : [في الانكليزية] Climax ـ [في الفرنسية] Gradation

هو عند المحدّثين عبارة عن الإسناد الذي فيه علوّ ويقابله النازل كما عرفت. وعند البلغاء هو أن يأتي الشاعر. بألفاظ فصيحة ثم يركّبها بأسلوب غاية في الجزالة واللطافة ، كأنّما ارتقت درجة درجة في سلم الحسن ، وأن تكون أشعاره أعلى من بقية الشعر بحيث يقرّ له الفصحاء بعلوّ مرتبته ، كذا في جامع الصنائع (٢).

العامة : [في الانكليزية] Common people ، public ـ [في الفرنسية] Commun ، public ، mae populaire

في اللغة أمر مشهور. وفي اصطلاح الصوفية هم : جماعة مقتصرة على القيام بما أمر به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم من باب التقليد بدون الاستدلال ، كذا في لطائف اللغات (٣).

العامل : [في الانكليزية] Agent ـ [في الفرنسية] Agent

هو عند النحاة ما أوجب كون آخر الكلمة على وجه مخصوص من الإعراب. قد اشتهر فيما بينهم أنّ الاسم هو الأصل في الإعراب وأنّ المضارع قد تطفّل عليه بسبب المضارعة. فاعلم أنّ تعلّق الفعل وما أشبهه من الحروف والأسماء وغيرها بالاسم المتمكّن سبب لثبوت وصف فيه كالفاعلية والمفعولية والإضافة ، وهذه معان معقولة تستدعي نصب علامة يستدلّ بها عليها ، فجعلوا الإعراب الذي هو الرفع والنصب والجر دلائل عليها ، وسمّوا تلك المعاني مقتضيات للإعراب ، وسمّوا الأشياء التي تعلّقها بالاسم المتمكّن سبب لحدوث هذه المعاني عوامل.

وكذلك مضارعة الفعل المضارع بالاسم تستدعي أجراء حكم الاسم عليه في الإعراب وسمّوا مضارعته الاسم مقتضية لإعرابه ، وسمّوا المعنى الذي هو به أوفر حظّا من المضارعة ، أعني وقوعه موقع الاسم عامل الرفع ، والحرف الذي هو معه في تقدير الاسم أو ما أشبهه ، أعني أنّ وأخواتها عامل النصب ، والحرف الذي جزمه أي قطعه عن تقدير الاسمية وما أشبهه ، أعني إن وأخواتها عامل الجزم ، إذا عرفت هذا فقد عرفت معنى التعريف فإنّ العامل بسببه يحدث المعنى المقتضي لكون آخر الكلمة على وجه مخصوص من الإعراب كذا في الضوء. ثم العوامل قسمان : لفظية وهي ما يتلفّظ بها حقيقة أو حكما ومعنوية وهي ما لا يكون له أثر في اللفظ أصلا لا حقيقة ولا حكما كرافع المبتدأ والخبر والفعل المضارع. وقد يطلق العامل المعنوي على ما لا يكون عامليته باعتبار لفظ الكلام ومنطوقه بل باعتبار معنى خارج عنه ، يفهم من فحوى الكلام كمعنى الإشارة أو التنبيه في قائما في قولنا هذا زيد قائما ، ويقابله العامل اللفظي بمعنى ما يكون عامليته باعتبار لفظ الكلام ومنطوقه سواء كان ملفوظا حقيقة أو حكما كعامل الظرف ، فإنّه مقدّر بفعل أو اسم فاعل وتوضيحه يطلب من شروح الكافية في بحث الحال.

__________________

(١) چرا كه هرچه در جهان خلق است همان در عالم خالق است وهرچه در مجموع عالم خلق وامر است همان در ذات انسان كه عالم صغيرش خوانند موجود است زيرا كه قالبش از عالم خلق است وروحش از عالم امر وتفصيل اين موجب اطناب است از اسرار الفاتحة طلب بايد كرد.

(٢) نزد محدثين عبارتست از اسنادى كه در علو باشد ومقابل او نازل است كما عرفت. ونزد بلغاء آنست كه شاعر الفاظ فصيح را در تركيب چنان به جزالت ربط دهد كه پنداشته آيد كه كلمه كلمه لطافت درجه پذيرفته وپايه پايه در خوبي ارتقاء نموده ووى را اشعار از اشعار مردمان به مرتبه عالى تر بود كه فصحاء بعلو مرتبه او اقرار كنند كذا في جامع الصنائع.

(٣) در لغت مشهور ودر اصطلاح صوفيه جماعتى اند كه مقتصر شده است عمل آنها بر امر آن حضرت صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمجرد تقليد بدون دليل كذا في لطائف اللغات.

١١٤

العبادة : [في الانكليزية] Worshipping ، devoutne ـ [في الفرنسية] Adoration ، devotion

بالكسر وتخفيف الموحدة هي نهاية التعظيم وهي لا تليق إلاّ في شأنه تعالى إذ نهاية التعظيم لا تليق إلاّ بمن يصدر عنه نهاية الإنعام ، ونهاية الإنعام لا تتصوّر إلاّ من الله تعالى ، كذا في التفسير الكبير في تفسير قصة هود عليه‌السلام في سورة الأعراف. وتطلق العبادات أيضا على الأحكام الشرعية المتعلّقة بأمر الآخرة كما ذكر في تفسير علم الفقه في المقدمة وهو أحد أركان الفقه. وفي مجمع السلوك العبادة على ثلاث مراتب. منهم من يعبد الله لرجاء الثواب وخوف العقاب وهذا هو العبادة المشهورة ، وبه يعبد عامة المؤمنين ، وبه يخرج المرء عن مرتبة الإخلاص. وقيل العبادة لطلب الثواب لا تخرج المرء عن الإخلاص.

ومنهم من يعبد لينال بعبادته شرف الانتساب بأن يسميه الله باسم العبد وهذه يسمّيها بعضهم بالعبودية. وقيل العبادة أن يعمل العبد بما يرضي الله تعالى وهي لعوام المؤمنين كما أنّ العبودية لخواصّهم ، وهي أن ترضى بما يفعل ربّك. وقيل العبودية أربعة الوفاء بالعهود والرضاء بالموعود والحفظ للحدود والصبر على المفقود. ومنهم من يعبده إجلالا وهيبة وحياء منه ومحبة له ، وهذه المرتبة العالية تسمّى في اصطلاح بعض السالكين عبودة انتهى. وفي خلاصة السلوك العبودية بالضم قيل ترك الدعوى فاحتمال البلوى وحبّ المولى. وقيل العبودية ترك الاختيار فلازمه الذلّ والافتقار. وقيل العبودية ثلاثة منع النفس عن هواها وزجرها عن مناها والطاعة في أمر مولها انتهى.

العبادلة : [في الانكليزية] Most famous Abdullahs ـ [في الفرنسية] Tres celebres Abdullahs

في عرف أصحاب أبي حنيفة ثلاثة عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس. وفي عرف غيرهم أربعة أخرجوا ابن مسعود وأدخلوا ابن عمرو بن العاص وابن الزبير ، قاله أحمد بن حنبل وغيره ، وغلّطوا صاحب الصحاح إذ أدخل ابن مسعود وأخرج ابن عمرو بن العاص ، كذا في فتح القدير في كتاب الحج في باب التمتع في شرح قول المصنف وأشهر الحج شوال الخ.

العبادلة : [في الانكليزية] Servants of God ـ [في الفرنسية] Serviteurs de Dieu

سيذكر في لفظ العبد.

العبادية : [في الانكليزية] Al ـ Ibadiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Ibadiyya (secte)

فرقة من الإباضية وقد سبق ذكرها (١).

العبارة : [في الانكليزية] Sentence ، expreion ـ [في الفرنسية] Phrase ، expreion

بالكسر وتخفيف الموحدة لغة تفسير الرؤيا يقال عبرت الرؤيا اعبرها عبارة أي فسّرتها ، وكذا عبّرتها وعبّرت عن فلان إذا تكلمت عنه ، فسمّيت الألفاظ الدالة على المعاني عبارات لأنّها تفسّر ما في الضمير الذي هو مستور ، كما أنّ المعبّر يفسّر ما هو مستور ، وهو عاقبة الرؤيا ولأنّها تكلّم عما في الضمير. وعند البلغاء هي الألفاظ الفصيحة الدّالّة على المعاني المركّبة بتركيب فصيح بليغ كما في جامع الصنائع. قال العبارة عند البلغاء : هي أن يأتي الشاعر أو الكاتب بكلمات مركّبة يقتبسها الفصحاء والبلغاء

__________________

(١) وردت معلومات عن هذه الفرقة في الألف. وهم فرقة من المعتزلة أصحاب عباد بن سليمان ، قالوا بنفي العلم عن الله قبل وجود الأشياء ، ويرون قتل مخالفيهم. معجم الفرق الاسلامية ١٦٨ ، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الاسلامية ٢٨٩.

١١٥

في منشئاتهم ، ويستعملها الكتّاب في مراسلاتهم ، وأن تعتبر تلك الكلمات ممتازة عن غيرها من كلام الآخرين ، ولا يقدر العوام على الإتيان بمثلها ولا يدرون معناها. والمراد بالعوام هنا عامة المثقفين ، وليس العوام الجهلة الذين لا يستحقون الذكر (١). انتهى. وعند الأصوليين هي عبارة النّصّ ، والمراد بالنّصّ اللفظ المفهوم المعنى. فمعنى عبارة النّصّ عين النّصّ فيكون من باب إضافة العام إلى الخاص كما في قولهم نفس الشيء ، فعبارة النّصّ لفظ يثبت به حكم سيق الكلام له. فقولنا لفظ بمنزلة الجنس يشتمل الإشارة والدّلالة والاقتضاء. وبقولنا يثبت به حكم خرج الدّلالة والاقتضاء. وبالقيد الأخير خرج الإشارة وقد سبق أيضا في لفظ الظاهر.

وقيل عبارة النّصّ دلالة النظم على المعنى المسوق له بناء على أنّ العبارة وأخواتها من أقسام الدّلالة ، فهذا على حذف المضاف أي دلالة عبارة النّصّ دلالة النظم الخ. والنظم اللفظ هكذا يستفاد من كشف البزدوي وشرح الشاشي (٢) ويجيء في لفظ النّص أيضا.

العبث : [في الانكليزية] Uselene ، nonsense ، absurd ـ [في الفرنسية] Inutilite ، niaiserie ، absurde

بفتح العين والباء الموحدة بحسب اللغة فعل لا يترتّب عليه فائدة أصلا. وبحسب العرف فعل لا يترتّب عليه في نظر الفاعل فائدة معتدّا بها أي فعل لا يترتّب عليه في اعتقاده فائدة أصلا معتدا بها أو غيرها ، أو يترتب عليه فائدة لا يعتدّ بها في اعتقاده وإن كان في نفس الأمر معتدا بها ، بناء على المتعارف المشهور في إطلاق أنّ الفاعل إذا فعل فعلا لم يترتّب عليه غرضه. يقال فعل عبثا وإن جمّت فائدته ، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية وحاشية شرح المواقف في بيان غرض العلم ويجيء في لفظ الغاية أيضا. وفي العناية حاشية الهداية في مفسدات الصلاة قال بدر الدين الكردري ، العبث الفعل الذي فيه غرض لكنه ليس بشرعي ، وما لا غرض فيه أصلا يسمّى سفها. وقال حميد الدين : العبث كلّ عمل ليس فيه غرض صحيح ، ولا نزاع في الاصطلاح انتهى.

العبد : [في الانكليزية] Slave ـ [في الفرنسية] Esclave ، serf

بالفتح والسكون خلاف الحر كما مرّ.

عبد الرحيم : [في الانكليزية] Servant of the compaionate ـ [في الفرنسية] Serviteur du compatiant

هو في اصطلاح الصوفية من كان مظهر اسم الرحيم ورحمته خاصّة بالمتقين (٣).

عبد العزيز : [في الانكليزية] Servant of the Mighty ـ [في الفرنسية] Serviteur du puiant

هو في اصطلاح الصوفية عبارة عن الشخص الذي صار عزيزا بتجلّي الحقّ عليه

__________________

(١) عبارت نزد بلغاء آنست كه الفاظى را به تركيبى آرد كه فصحاء وبلغاء در منشآت خود آورده اند ومترسلان در مراسلات خود صرف كرده اند واز تلفظ بدان الفاظ ممتاز شده وعوام بدان الفاظ تلفظ نتوان كرد ومعني آن ندانند ومراد از عوام موزون طبعان اند نه عاميان كه ايشان لائق ذكر نيستند انتهى.

(٢) فصول الحواشي لأصول الشاشي لم يعلم مؤلفها ، وشرح اصول الشاشي لم يعلم مؤلفه. وهي مطبوعة في الهند نسخة في مجلد ١٣١٢ ه‍ وعلى هامشها وبين سطورها حواشي. سلسلة فهارس المكتبة الخطية النادرة ، المكتبة الازهرية ١٣٦٤ ه‍ / ١٩٤٥ م ، ٢ ٥٢ ـ ٦٥. ويوجد شرح كتاب الخمسين في اصول الدين لفخر الدين الرازي (٦٠٦ ه‍) تأليف محمد بن الحسن الخوارزي الفارابي شمس الدين الحنفي الشاشي ، فرغ منه ٧٨١ ه‍. البغدادي ، هدية العارفين ٢ / ١٧٠.

(٣) در اصطلاح صوفيه آنكه مظهر اسم رحيم است ورحمت او مخصوص بمتقيان است.

١١٦

بعزته ، فلا يغلبه أحد من المخلوقات (الممكنات) ويصير هو غالبا على الممكنات الذين هم دونه ، كذا في لطائف اللغات (١).

عند الكريم : [في الانكليزية] Servant of the Generous ـ [في الفرنسية] Serviteur du Genereux

هو في اصطلاح الصوفية من جعله الله نمودجا لاسمه الكريم ، وتجلّى عليه بكرمه ، وقد تحقّق بحقيقة العبودية ، وكذلك هو من يستر عيوب الناس ويسامح الآخرين فيما يفعلونه به من تقصير ، ويعذرهم بسبب كرم طبعه وحسن أفعاله ، كذا في كشف اللغات (٢).

العبودة : [في الانكليزية] Devotion ، piety ـ [في الفرنسية] Devotion ، aerviement ، piete

عند بعض السالكين هي العبادة له تعالى إجلالا وهيبة وحياء منه ومحبة له ، وهي أعلى من العبودية وهي أعلى من العبادة. فالعبادة محلها البدن وهي إقامة الأمر ، والعبودية محلّها الروح وهي الرضاء بالحكم ، والعبودة محلها السّر.

والخلفاء الراشدون كلّهم كانوا في مرتبة العبودة فكان الصدّيق رضي‌الله‌عنه يعبده إجلالا وتعظيما كما أشار إليه عليه‌السلام (لم يفضلكم أبو بكر بكثرة صيام ولا صلاة وإنّما فضّلكم بشيء وقر في صدره وذلك الشيء عظمة الله وإجلاله) (٣) وكان عمر رضي‌الله‌عنه يعبده خوفا وهيبة ، ولذلك كان مهيبا : (من خاف الله خاف منه كل شيء) (٤). وكان عثمان رضي‌الله‌عنه يعبده حياء. قال عليه‌السلام : (ألا تستحيي ممّن تستحيي منه ملائكة السماء) (٥) وكان عليّ رضي‌الله‌عنه يعبده محبّة.

قال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً) (٦) الآية ، كذا في مجمع السلوك.

العبودية : [في الانكليزية] Slavery ، bondage ـ [في الفرنسية] Esclavage ، servage

بالضم قد عرفت قبل هذا ونهاية العبودية الحرية كما مرّ.

العبيدية : [في الانكليزية] Al ـ Abidiyya (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Abidiyya (secte)

فرقة من المرجئة وهم أصحاب عبيد المكذّب (٧) زادوا على اليونسية (٨) من المرجئة أنّ علم الله تعالى لم يزل شيئا غير ذاته وكذا باقي الصفات ، وأنّه تعالى على صورة الإنسان

__________________

(١) در اصطلاح صوفيه عبارتست از كسى كه عزيز گردانيده است او را حق تعالى بتجلي عزت پس غالب نشود برو هيچ كس از ممكنات واو غالب ميشود بر ممكنات كه دون اويند كذا في لطائف اللغات.

(٢) در اصطلاح صوفيه آنست كه خداى تعالى او را نموده باشد اسم الكريم وتجلي فرموده بود بر وى بكرم خويش وتحقيق يافته بود بحقيقت عبوديت ونيز آنكه هر گناهى كه از كسي بيند ستر فرمايد وهر گناهى كه كند بر وى از آن تجاوز نمايد بلكه با كرم خصال واحمد افعال عذرخواهي كند كذا في كشف اللغات.

(٣) لم نجده في المراجع المتوفرة لدينا. ويرجّح أنه موجود في كتاب «مجمع السلوك» في التصوف ، للشيخ سعد الدين الخيرآبادي الهندي المتوفى ٨٨٢ ه‍.

(٤) المتقي الهندي ، كنز العمال ، ح ٥٩١٥. وجاء بلفظ : (من خاف الله اخاف الله منه كل شيء) ، وعزاه إلى أبي عن وائلة ، والى الكرخي في أماليه والرافعي عن ابن عمر.

(٥) صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عثمان ، ح ٢٦ ، ٤ ١٨٦٦ بلفظ (ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة).

(٦) الانسان / ٨.

(٧) عبيد المرجئ أو عبيد المكتئب ، رأس الفرقة العبيدية من المشبهة. موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الاسلامية ٢٩١ ، معجم الفرق الاسلامية ١٦٩.

(٨) فرقة من المرجئة الذين قالوا بالإرجاء في الايمان ، وهم أتباع يونس بن عون الذي زعم أن الايمان في القلب واللسان ، وأن الايمان لا يتجزأ. الفرق ٢٠٢ ، التبصير ٩٧ ، الملل ١٤٠ ، المقالات ١ ١٩٨.

١١٧

لما روي أنّ الله خلق آدم على صورته ، كذا في شرح المواقف. (١)

العتاب : [في الانكليزية] Blame ، regret ، admonition ـ [في الفرنسية] Blame ، regret ، admonestation

بالفارسية : (ملامت كردن) وعتاب المرء نفسه كقوله تعالى : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (٢) الآيات.

وقوله : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي) (٣) الآيات كذا في الاتقان.

العتبة : [في الانكليزية] Doorstep ، doorway ـ [في الفرنسية] Marchepied ، seuil

بفتح العين والتاء المثناة الفوقانية في اللغة الفارسية بمعنى قطعة الخشب التي تثبت في الباب ويمرّ الناس فوقها.

وعتبة الداخل : عند أهل الرّمل اسم لشكل صورته : وعتبة الخارج : عند أهل الرمل اسم لشكل صورته (٤).

العته : [في الانكليزية] Stupidity ، idiocy ـ [في الفرنسية] Stupidite ، idiotie

بالتاء المثناة الفوقانية عند الأصوليين هو الاختلال بالعقل بحيث يختلط كلامه فيشبه مرة كلام العقلاء ومرة كلام المجانين. والمعتوه اسم مفعول منه ، كذا في التوضيح. والفرق بينه وبين السّفه قد مرّ.

العتق : [في الانكليزية] Enfranchisement ، freeing ـ [في الفرنسية] Affranchiement ، liberation

بالفتح وسكون المثناة الفوقانية لغة الخروج عن الرقّ وكذا العتاق والعتاقة بالفتح.

والعتق بالكسر اسم منه كذا في جامع الرموز.

وفي الشرع قوة حكمية تظهر في حقّ الآدمي بانقطاع حقّ الأغيار عنه ، وحاصله الخروج عن المملوكية فمناسبته للمعنى اللغوي ظاهرة ، كذا في جامع الرموز وغيره.

العجاردة : [في الانكليزية] Al ـ Ajarida (sect) ـ [في الفرنسية] Al ـ Ajarida (secte)

بالجيم والراء فرقة من الخوارج أصحاب عبد الرحمن بن عجرد (٥) ، وافقوا النّجدات فيما ذهبوا إليه إلاّ أنّهم زادوا عليهم وجوب البراءة عن الطفل حتى يدّعي الإسلام بعد البلوغ ، ويجب دعاؤه إلى الإسلام إذا بلغ. وقالوا أطفال المشركين في النار. وافترقوا إلى عشر فرق : الميمونة والحمزية والشعيبية والحازمية والأطرافية (٦) والخلفية والمعلومية (٧)

__________________

(١) فرقة من المرجئة الخاصة أصحاب عبيد المكتئب ، وكان على مذهب التشبيه تكلموا في المغفرة والتوحيد وفي علم الله وكلامه وغير ذلك وقالوا إن الله على صورة انسان. معجم الفرق الاسلامية ١٦٩ ، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الاسلامية ٢٩١.

(٢) الزمر / ٥٦.

(٣) الفرقان ٢٧.

(٤) بفتح العين والتاء المثناة الفوقانية در لغت بمعنى چوب در است كه بر ان پا ميگذارند وعتبة الداخل نزد اهل رمل اسم شكلى است بدين صورت وعتبة الخارج اسم شكلى است بدين صورت.

(٥) لم نعثر على هذا الاسم في كتب التراجم والسير ، ولعلّه عبد الكريم بن عجرد ، زعيم فرقة العجاردة من الخوارج ، حيث ذكرت كتب الفرق والتراجم هذا الاسم. الفرق ٩٥ ، التبصير ٥٤ ، مقالات ١ / ١٦٤ ، الملل والنحل ١٢٧.

(٦) فرقة من الخوارج الحمزية ، رئيسهم غالب بن شاؤل من سجستان ، عذروا أهل الأطراف فيما لم يعرفوه من الشريعة. وافقوا أهل السنة في اصولهم وفي القدر خالفهم عبد الله السديدي وتبرأ منهم ، ثم انقسموا فكان منهم المحمدية أصحاب محمد بن رزق. معجم الفرق الاسلامية ٣٩ ، موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب الاسلامية ٦٣.

(٧) من فرق العجاردة الخوارج ، انقسمت عن فرقة الخازمية. انفرد اتباعها بآراء خاصه بهم في معرفة الله وأفعال العباد. الفرق ٩٧ ، التبصير ، مقالات الاسلاميين ١ ١٦٦.

١١٨

والمجهولية (١) والصلتية (٢) والثعالبة (٣) كذا في شرح المواقف.

العجب : [في الانكليزية] Pretention ، arrogance ـ [في الفرنسية] Pretention ، arrogance

بالضم وسكون الجيم عند السالكين هو أن تنظر إلى نفسك وعملك ، أي أن تعظم نفسك كذا في الصحائف في الصحيفة التاسعة عشرة.

إذا ، فالعاقل لا يعدّ نفسه ولا طاعته شيئا وأن يرى الجميع خيرا منه ، كما في مجمع السلوك (٤).

العجز : [في الانكليزية] Incapability ، behind ، second hemistich ، inimitability ـ [في الفرنسية] Incapacite ، derriere ، deuxieme hemistiche ، inimitabilite

بالفتح وسكون الجيم كما في المنتخب ضد القدرة. وقيل عدم القدرة كما سيجيء. قال الشيخ الأشعري في أصح قوليه : إنّ العجز إنّما يتعلّق بالموجود دون المعدوم ، فالزمن عاجز عن القعود الموجود لا عن القيام المعدوم ، فإنّ التعلّق بالمعدوم خيال محض. وله قول ضعيف وهو أنّ العجز إنّما يتعلّق بالمعدوم دون الموجود ، وإليه ذهب المعتزلة وكثير من أصحابنا. وعلى هذا فالزمن عاجز عن القيام المعدوم لا عن القعود الموجود وإن كان مضطرا إليه بحيث لا سبيل له إلى الانفكاك عنه ، وجواز تعلّق العجز بالضدين فرع ذلك ، فيجوز تعلّق العجز الواحد بالضدّين وإن لم يجز تعلّق القدرة الواحدة بهما على هذا القول. وأمّا على القول الأول فلا يجوز كذا في شرح المواقف.

والعجز في اصطلاح البلغاء هو الإتيان بمعنى تركيبي لا يستطاع إكماله. ولا يحاط بكلّ ما يرمي إليه. كذا في جامع الصنائع. والعجز بسكون الجيم وضمّها وكسرها : هو المقعدة ، ومؤخرة كلّ شيء ، كما في المنتخب (٥). وعند الشعراء هو آخر كلمة من البيت أو الفقرة ويسمّى بالضرب أيضا كذا في المطول في بحث الإرصاد في فنّ البديع.

العجمة : [في الانكليزية] Barbarism ، noun of foreign origin ـ [في الفرنسية] Barbarisme ، nom d\'origine etrangere

بالضم وسكون الجيم هي كون الكلمة من غير أوضاع العربية كنوح ولوط ، ولا يعرف ذلك إلاّ بالسماع ، وهي من أحد أسباب منع الصرف كما في الإرشاد ، وهي أعمّ من التعريب كما مرّ.

العجوز : [في الانكليزية] Old woman ، old man ـ [في الفرنسية] Vieille femme ، vieillard

بالفتح اسم لمؤنث وهي لغة من إحدى

__________________

(١) من فرق العجاردة الخوارج ، انقسمت عن فرقة الخازمية ، انفرد اتباعها باراء خاصة بهم في معرفة الله وأفعال العباد.

الفرق ٩٧ ، التبصير ٥٦ ، المقالات ١ / ١٦٦.

الفرق ٩٧ ، التبصير ٥٦ ، مقالات الاسلامي ١ ١٦٦.

(٢) فرقة من الخوارج العجاردة اتباع صلت بن عثمان ، قالوا بموالاة كل من كان على مذهبهم.

التبصير ٥٦ ، الفرق ٩٧ ، الملل ١٢٩ ، المقالات ١ / ١٦٦.

(٣) من فرق العجاردة الخوارج ، اتباع رجل اسمه ثعلبة بن عامر كما قال الشهرستاني والمقريزي. وسمّاه الأسفراييني والبغدادي ثعلبة بن مشكان. وهؤلاء قالوا بامامة عبد الكريم عجرد ، فلما اختلف مع ثعلبة كفّره. الفرق ١٠٠ ، التبصير ٥٧ ، الملل ١٣١ ، المقالات ١ ١٦٧.

(٤) پس عاقل را بايد كه خود را وطاعت خود را ناچيز داند وهمه را از خود بهتر داند كما في مجمع السلوك.

(٥) وعجز در اصطلاح بلغاء آنست كه ايراد معني تركيبي كه خواهد نتواند كرد وآنچه انگيزد تمام نتواند كذا في جامع الصنائع.

والعجز بحركات العين وسكون الجيم وبفتح العين وكسر الجيم وضمها أيضا في اللغة بمعنى سرين وپس هر چيزي كما في المنتخب.

١١٩

وخمسين سنة إلى آخر العمر ، وشرعا من خمسين ، كذا في جامع الرموز في كتاب الصلاة في بيان صفة الصلاة.

العدّ : [في الانكليزية] Counting ، enumeration ـ [في الفرنسية] Denombrement ، emoneration

بالفتح والتشديد لغة الإفناء. وعند المحاسبين إسقاط أمثال العدد الأقل من العدد الأكثر بحيث لا يبقى الأكثر ويسمّى بالتقدير أيضا على ما صرّح في بعض حواشي تحرير أقليدس ، كإسقاط الواحد من العشرة والثلاثة من التسعة. والعدد العادّ يسمّى بالجزء أيضا وقد سبق. ثم العاد إمّا عاد بالفعل كما في العدد فإنّ كلّ عدد يوجد فيه واحد بالفعل يعدّه ، وإمّا بالتوهّم كما في المقدار فإنّ كلّ مقدار خطا كان أو سطحا أو جسما يمكن أن يفرض فيه واحد يعدّه كما يعدّ الأشل بالأذرع ، وقد يفسّر العدّ باستيعاب العادّ للمعدود بالتطبيق ، لكنه مختص بالمقادير ولا يتناول العدد ، إذ لا معنى لتطبيق الوحدة على الوحدة الخاصة. هكذا يستفاد من شرح المواقف في مباحث الكمّ.

العدالة : [في الانكليزية] Justice ، equity ـ [في الفرنسية] Justice ، equite

بالفتح وتخفيف الدال في اللغة الاستقامة.

وعند أهل الشرع هي الانزجار عن محظورات دينية وهي متفاوتة وأقصاها أن يستقيم كما أمر ، وهي لا توجد إلاّ في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فاعتبر ما لا يؤدّي إلى الحرج وهو رجحان جهة الدين والعقل على الهوى والشهوة. فهذا التفسير عام شامل للمسلم والكافر أيضا لأنّ الكافر ربّما يكون مستقيما على معتقده. ولهذا يسأل القاضي عن عدالة الكافر إذا شهد كافر عند طعن الخصم على مذهب أبي حنيفة رحمه‌الله. نعم لا يشتمل الكافر إذا فسّرت بأنّها الاتصاف بالبلوغ والإسلام والعقل والسلامة من أسباب الفسق ونواقض المروءة كما وقع في خلاصة الخلاصة.

وقيل العدالة أن يجتنب عن الكبائر ولا يصرّ على الصغائر ويكون صلاحه أكثر من فساده ، وأن يستعمل الصدق ويجتنب عن الكذب ديانة ومروءة ، وهذا لا يشتمل الكافر لأنّ الكفر من أعظم الكبائر. وفي العضدي العدالة محافظة دينيّة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة من غير بدعة. فقولنا دينية ليخرج الكافر وقولنا على ملازمة التقوى والمروءة ليخرج الفاسق.

وقولنا من غير بدعة ليخرج المبتدع. وهذه لما كانت هيئة نفسية خفية فلا بد لها من علامات تتحقّق بها ، وإنّما تتحقّق باجتناب أمور أربعة : الكبائر والإصرار على الصغائر وبعض الصغائر وهو ما يدلّ على خسّة النفس ودناءة الهمّة كسرقة لقمة والتّطفيف في الوزن بحبّة وكالأكل في الطريق والبول في الطريق ، وبعض المباح وهو ما يكون مثل ذلك كاللعب بالحمام والاجتماع مع الأراذل في الحرف الدنيّة كالدّباغة والحجامة والحياكة مما لا يليق به ذلك من غير ضرورة تحمله على ذلك انتهى. وفي حاشية للتفتازاني في كون البدعة مخلّة بالعدالة نظر. ولهذا لم يتعرّض له الإمام وقال هي هيئة راسخة في النفس من الدين تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة جميعا انتهى. ويقرب منه ما قيل هي ملكة في النفس تمنعها عن اقتران الكبائر والإصرار على الصغائر وعن الرذائل المباحة. ويقرب منه أيضا ما قال الحكماء هي التوسّط بين الإفراط والتفريط وهي مركّبة من الحكمة والعفّة والشجاعة وقد مرّ في لفظ الخلق.

اعلم أنّ العدالة المعتبرة في رواية الحديث أعمّ من العدالة المعتبرة في الشهادة فإنّها تشتمل الحرّ والعبد بخلاف عدالة الشهادة فإنّها لا تشتمل العبد كذا في مقدمة شرح المشكاة.

واعلم أيضا أنّهم اختلفوا في تفسير عدالة

١٢٠