نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام

احمد حسين يعقوب

نظريّة عدالة الصّحابة والمرجعيّة السياسيّة في الإسلام

المؤلف:

احمد حسين يعقوب


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٥٢

ذريتي في صلب علي (١) وهذا معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( كل بني أنثى ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم (٢) وهذا معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً « وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي ... »(٣) وقوله مشيراً لعلي ( هذا أخي وابن أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي ... ) (٤) وليس صدفة أن تنحصر ذرية النبي بولد فاطمة ، وقد أحيطت الأمة علماً بذلك وعلمت علم اليقين أنه ليس للنبي ولد إلا ولد فاطمة ، وطالما ردد بنشوة عارمة أمام جموع الصحابة ( هذا ابني الحسن ، وهذا ابني الحسين ، وإن الله سماهما باسميهما فهما سيدا شباب أهل الجنة في الجنة وريحانتاي من هذه الأمة ). وبالرغم من المحاولات المستميتة لإبادة نسل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ما بعد ، وبالرغم من سم الحسن وقتل الحسين ، إلا أنه قد تحدر من هذه السلالة المباركة اثنا عشر إماما واخرهم المهدي المنتظر عجل الله فرجه.

سكن النبي وخليفته من بعده

نظمت العناية الالهية حتى سكن النبي وخليفته من بعده واستقطبت حوله الاسماع والاذهان ليبقى هذا التمييز واضحاً.

وقف الرسول خطيباً فقال ( إن رجالاً يجدون في أنفسهم شيئاً ان أسكنت علياً في المسجد وأخرجتهم ، والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله اخرجهم واسكنه. ان الله عز وجل قد اوحى إلى موسى ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبله وأقيموا الصلاة وإن علياً مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي ولا يحل لأحد منكم أن ينكح فيه النساء إلا هو ) (٥).

__________________

(١) راجع كنز العمال ج ٦ ص ١٥٢ الحديث ٥٢١٠.

(٢) اخرجه الطبراني وهو الحديث ٢٢ من الأحاديث التي اوردها ابن حجر في الفصل ٢ من الصواعق المحرقة ص ١١٢ وراجع ج ٣ ص ١٦٤ من المستدرك للحاكم وقال انه صحيح.

(٣) راجع المناقب للخوارزمي ص ٢٧.

(٤) راجع الغدير للاميني ج ٣ ص ١١٩.

(٥) راجع المراجعات ص ١٦١ ـ ١٧٥ وينابيع المودة للقندوزي من كتاب فضائل أهل البيت باب ١٨.

٢٤١

وأخرج رسول الله عمه العباس وغيره من المسجد فقال العباس ( تخرجنا وتسكن علياً؟ ) فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( ما أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه ) (١).

وكان لنفر من أصحاب الرسول أبواب شارعة على المسجد ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( سدّوا هذه الأبواب إلا باب علي ) فتكلم الناس في ذلك ، فقام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي ، فقال فيه قائلكم. واني ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشيء فأتبعته ) (٢) وقال ( ما أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت ، إن أتبع إلا ما يوحى إليّ ) (٣).

وقال أيضاً : ( إن الله اوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنت وهارون وإنّ الله أوصى إلي أن ابن لي مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنا وأخي علي ) (٤).

علي وصي النبي

فقد أكد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن الوصي من بعده هو علي ، فقال ( هذا أخي ووصيي وخليفتي ) وحديث الدار من أصح الآثار (٥) ولقد كرر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النص بالوصاية

__________________

(١) أخرجه ابن ماجة ج ١ ص ٩٢ من سننه واخرجه الترمذي والنسائي في صحيحيهما وهو الحديث ٢٥٣١ من الكنز ج ٦ ص ١٥٣ واخرجه أحمد في مسنده ج ٤ ص ١٦٤ وج ١ ص ١٥١.

(٢) راجع مسند الإمام أحمد ج ٤ ص ٣٦٩ واخرجه الضياء المقدسي والطبراني وراجع منتخب الكنز ج ٥ ص ٣٩ من مسند الإمام أحمد على الهامش.

(٣) اخرجه الطبراني كما ذكره صاحب منتخب الكنز ج ٥ ص ٢٩ من مسند الإمام احمد.

(٤) راجع الصواعق المحرقة ص ١٠٦ لابن حجر المقصد الخامس من مقاصد الآية ٤.

(٥) راجع على سبيل المثال : تاريخ الطبري ج ٢ ص ٣١٩ ـ ٣٢١ والكامل في التاريخ لابن الاثير ج ٢ ص ٦٢ و ٦٣ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣١١ ومسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٤١ و ٤٢ الهامش وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ٨٥ .... الخ.

٢٤٢

حيث قال ( لكل نبي وصي ووارث وإنّ علياً وصيي ووارثي ) (١) وكقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( لكل نبي وصي ووارث وإنّ وصيي ووارثي علي بن أبي طالب ) (٢) وكقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( ان وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب ) (٣) وكقوله لأنس بن مالك ( يا أنس اول من يدخل عليك من هذا الباب امير المؤمنين ، وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين فدخل علي ... ) راجع تتمة الحديث (٤) وكقوله لفاطمة ( يا فاطمة أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الارض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً ثم اطلع ثانية فاختار بعلك فأوحي إليّ فأنكحته واتخذته وصياً ) (٥) وبعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احتج الحسن بن علي بالوصية ، فقال في خطبته ( ... أنا ابن النبي وأنا ابن الوصي ) (٦) وقد شاعت الوصية في الأدب شعره ونثره (٧) وانظر إلى قول جابر ( حدثني وصي

__________________

(١) راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ ص ٥ ومناقب علي لابن المغازلي ص ٢٠٠ والمناقب للخوارزمي ص ٤٢ وذخائر العقبى للطبري والميزان للذهبي ج ٢ ص ٢٧٣ وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٢٣٢ و ٢٤٨.

(٢) تاريخ ابن عساكر ج ٣ ص ٥ والمناقب للخوارزمي ص ٤٢ والمناقب لابن المغازلي ص ٢٠٠ والميزان للذهبي ج ٢ ص ٢٧٣ ... الخ.

(٣) مجمع الزوائد ج ٩ ص ١١٣ وكنز العمال ج ٦ ص ١٥٤ ومسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٣٢ الهامش.

(٤) راجع حلية الاولياء لابي نعيم ج ١ ص ٦٣ وشرح النهج ج ٩ ص ١٦٩ تحقيق محمد أبو الفضل ، والمناقب للخوارزمي ص ٤٢ وكفاية الطالب للكنجي ص ٢١٢ وميزان الاعتدال للذهبي ج ١ ص ٦٤ وفضائل الخمسة ج ٢ ص ٢٥٤ ومطالب السؤول لابن طلحة ص ٢١.

(٥) كفاية الطالب ص ٢٩٦ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٥٣ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٢٨١ ومناقب علي لابن المغازلي ص ١٠١ وينابيع المودة ص ٩٢ والغدير ج ٣ ص ٢٣ وملحق المراجعات ص ٢٤٤.

(٦) ذخائر العقبى ص ١٣٨.

(٧) راجع وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٢٧ و ٣٨٢ و ٤٣٦ والمناقب للخوارزمي ص ٣٨ و ٦٥ و ١٣٤ و ٢٨٨ ومروج الذهب للمسعودي ج ٢ ص ٢٣٨ والعقد الفريد لابن عبد ربه ج ٤ ص ٤١١ والفصول لابن الصباغ المالكي ص ٨. وملحق المراجعات يوضح ذلك.

٢٤٣

الأوصياء يعني علياً ) (١).

إنكار الوصية

وقد أنكر بخاري ومسلم أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أوصى ، وقد استندا إلى الحديث المنسوب لأم المؤمنين عائشة ، ومفاده أن النبي مات بين سحرها ونحرها وعلى فخذها ولم يوص ، لأن الثابت أن حادثة موت النبي لم تتم بهذه الصورة ، ولا ينبغي أن تتم عقلاً بها ، بل الثابت أن النبي مات على صدر علي وأن جهودا جبارة بذلت حتى لا يخلص النبي الموقف لأصحابه ، وأسفرت هذه الجهود عن الحيلولة بين النبي وبين كتابة ما أراد. والبخاري نفسه روى عن ابن عباس أن الرسول قد أوصاهم حيث قال ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزه وسكت عن الثالثة أو قال : فنسيتها »(٢).

ومن جهة ثانية فإن الرسول لم يمت على الصورة التي نسبت لأم المؤمنين إنما مات على صدر علي ، وتلك حقيقة أقرها الخليفة عمر بن الخطاب. ففي زمان عمر كان الصحابة يجلسون ، فسأل كعب ( ما كان آخر ما تكلم به رسول الله؟ ) فقال عمر ( سل علياً ) فروى علي كيف مات رسوله الله وماذا قال ... ولما حضرته الوفاة قال ( ادعو لي اخي فدعوا علياً ، فقال ادن مني فدنا منه فلم يزل يكلمه حتى فاضت نفسه الزكية فأصابه بعض ريقه ) (٣) والخلاصة أن النبي لم يمت

__________________

(١) ميزان الاعتدال ج ١ ص ٨٣ ، والملحق ص ٢٨٤.

(٢) راجع صحيح بخاري كتاب النبي إلى كسرى وقيصر باب مرض النبي ووفاته ج ٥ ص ١٣٧ دار الفكر.

(٣) راجع الطبقات لابن سعد ج ٢ ص ٢٦٢ ـ ٢٦٤ وراجع الحديث ١١٠٧ ص ١٥٥ ج ٤ من كنز العمال والحديث ١٠٠٩ ص ٣٩٢ ج ٦ والحديث ١١٠٦ ص ٥٥ ج ٤ والحديث ١١٠٨ ج ٤ ص ٥٥ من الكنز وراجع ٢ ص ٥١ من الطبقات لابن سعد وص ١٩٦ ج ٢ من شرح النهج وص ٥٦١ مجلد ٢ وص ٢٠٧ و ٥٠٩ ومجلد ٢ من شرح النهج وقد روى هذا الحديث علي ، وابن عباس وام سلمة وعبد الله بن عمر وعلي بن الحسين وسائر الائمة أهل البيت الكرام.

٢٤٤

بالصورة التي نسبوها لأم المؤمنين واستندوا عليها لإنكار الوصية.

اختصاص الولي وخليفة النبي بمزايا خاصة

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي في محضر من أصحابه ( يا علي أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها احد من قريش :

أنت أولهم ايماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسوية ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزية ) (١).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لاصحابه يوماً : ( علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ) (٢) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوماً لأصحابه ( علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة ) (٣).

__________________

(١) راجع حلية الاولياء لابي نعيم ج ١ ص ٦٥ ـ ٦٦ وراجع ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ١١٧ ح ١٦٠ ، وراجع الرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ٢٦٢ وراجع مطالب السؤول ج ١ ص ٩٥ وراجع شرح النهج ج ٩ ص ١٧٣ تحقيق محمد أبو الفضل وراجع المناقب للخوارزمي ص ٧١ وراجع الميزان للذهبي ج ١ ص ٣١٣ ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٧٠ والغدير للاميني ج ٣ ص ٩٦ وينابيع المودة للقندوزي ص ٣١٥ ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٣٤ وفرائد السمطين ج ١ ص ٢٢٣ ح ١٧٤.

(٢) راجع المناقب للخوارزمي ص ١١٠ والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ٥٥ وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٣٩٩ والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ٥٥ وكفاية ابن حجر ص ١٢٢ و ١٢٤ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٧٣ واسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الابصار ص ١٥٧ ونور الابصار ص ٧٣ والغدير للاميني ج ٣ ص ١٨٠ وينابيع المودة للقندوزي ص ٤٠ و ٩٠ و ١٨٥ ... الخ. وغاية المرام ص ٥٤٠ والجامع الصغير للسيوطي ج ٢ ص ٥٦ .... الخ.

(٣) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١٤ ص ٣٢١ وترجمة الإمام من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ ص ١١٩ ح ١١٦٢ وغاية المرام ص ٥٣٩ والإمامة والسياسة ج ١ ص ٧٣ ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج ٥ ص ٣٠.

٢٤٥

تحصين الولي والخليفة من بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي في محضر من صحابته ( يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني ) (١).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( من سب علياً فقد سبني ) (٢) وقال لأصحابه ( من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار ) (٣) وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه ( من آذى علياً فقد آذاني ) (٤) وقال لهم أيضاً : ( من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني ) (٥).

__________________

(١) راجع المستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٤٦ وذخائر العقبى للطبري ص ٦٦ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣٥ ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٢٦٨ ح ٧٨٩ ومناقب علي لابن المغازلي ص ٢٤١ والرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ٢٢٠ وينابيع المودة للقندوزي ص ٩١ والميزان للذهبي ج ٢ ص ١٨ ... الخ.

(٢) خصائص امير المؤمنين للنسائي ص ٢٤ والمناقب للخوارزمي ص ٨٢ وذخائر العقبى للطبري ص ٦٦ وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ١٨٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣٠ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٧٣ ومشكاة المصابيح ج ٣ ص ٢٤٥ والفتح الكبير للنبهاني ج ٣ ص ١٩٦ ومنتخب الكبير بهامش مسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٣٠.

(٣) راجع ذخائر العقبى للطبري ص ٦٦ والمناقب للخوارزمي ص ٨١ و ٨٢ ومناقب علي لابن المغازلي ص ٨٣ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ١١١ والرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ٢١٩ ... الخ.

(٤) المستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٢٢ وتلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك ج ٣ ص ٤٨٣ من مسند أحمد وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ٣٨٩ ترجمة علي وشواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ ص ٩٨ ومناقب علي لابن المغازلي ص ٥٢ والاستيعاب بهامش الاصابة ج ٣ ص ٣٧ وذخائر العقبى للطبري ص ٦٥ والصواعق المحرقة لابن حجر ص ٧٣ و ٧٤ وانساب الاشراف للبلاذري ج ٢ ص ١٤٦ وتاريخ الخلفاء للسيوطي .... وراجع ص ١٥١ ـ ١٥٢ من ملحق المراجعات ... الخ.

(٥) راجع الاستيعاب بهامش ج ٣ ص ٣٧ والميزان للذهبي ج ٢ ص ١٢٨ ومناقب علي لابن المغازلي ص ١٠٩ والرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ١٦٥ ، ومسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٣٠

٢٤٦

الفصل الخامس

تتويج الولي خليفة للنبي

١ ـ المناسبة حجة الوداع

لمّح النبي لأصحابه وللوفود التي تقاطرت عليه أن حجته ذلك العام ستكون آخر حجة فتأهب المسلمون من كل حدب وصوب لينالوا ثواب الحجة وشرف الصحبة والوداع ، فتجمع ٠٠٠ ، ٩٠ ألف وقيل ٠٠٠ ، ١١٤ وقيل ٠٠٠ ، ١٢٠ مسلم وقيل أكثر. ومن المؤكد أن هذا العدد كان مع النبي في غدير خم (١).

٢ ـ مكان التتويج

قال حذيفة بن أسيد الغفاري : لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا ، ثم بعث إليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى ثم قام خطيباً ...(٢) وبرواية زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم .... وبرواية البراء بن عازب : كنا مع الرسول فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاة جماعة ، وكسح رسول الله تحت شجرتين ... ) وبرواية سعد بن أبي وقاص : ( سمعت رسول الله يوم الجمعة فأخذ بيد علي وخطب فحمد الله ... ) وبرواية سعد أيضاً ( كنا مع رسول الله ولما بلغ غدير

__________________

الهامش ... الخ ، وراجع ملحق المراجعات ص ١٥٣.

(١) راجع تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص ٣٠ وراجع السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٥٧. والسيرة النبوية لزيني دحلان بهامش الحلبية ج ٣ ص ٣ والغدير للاميني ج ١ ص ٩.

(٢) برواية الطبراني في المعجم الكبير.

٢٤٧

خم ، وقف الناس ثم رد من تبعه ولحق من تخلف ، فلما اجتمع الناس اليه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ) فمن المؤكد ان مكان التتويج أمام الجميع غدير خم.

الأمر الإلهي بتنصيب الولي والخليفة من بعد النبي

أهل المدينة ومن حولها على علم بأن الولي والخليفة من بعد النبي هو علي ، ولقد حصلوا هذا العلم من خلال التصريحات المتلاحقة التي صدرت أمامهم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد تمت بمحضرهم أفرادا وجماعات ، جماعات.

والمدينة هي عاصمة دولة الإسلام ، وأهل المدينة ومن حولها هم أصحاب الشأن شرعياً وواقعياً بتنصيب الولي والخليفة من بعد النبي.

فأراد ربك أن يعلموا مجتمعين أن الولي والخليفة من بعد النبي هو علي ، فأمر الله نبيه أن يعلمهم بذلك في حجة الوداع فلا حجة بعدها حتى لا تنسى ، وقرب غدير ماء والماء عصب الحياة وسرها في الجزيرة ، وفي مكان يقال له خم ، فلا يوجد في الجزيرة مكان متميز مثله ، ولا يوجد مكان اسمه خم غيره. ولكن إعلان هذا الحدث الكبير أمام هذا العدد بالنسبة لسكان العالم آنذاك يثير آلاف التساؤلات والاحتمالات والتعديلات ، لأن الذين تكون منهم هذا العدد تفاوتوا بايمانهم وعلمهم وتقديرهم للأمور ، هذه أمور كان بذهن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يتأهب ويعد لابلاغ من معه بالأمر الإلهي ، فأراد ربك ان يثبت فؤاد نبيه وان يجعل له مبرراً وسطاناً لتبيلغ الامر الإلهي ، القاضي بتنصيب الولي والخليفة من بعد النبي فأنزل آية التبليغ.

آية التبليغ

فنزل جبريل سريعاً ومعه آية التبليغ ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس والله لا يهدي القوم الكافرين ) (١).

فكان مستقبل الرسالة الإسلامية يتوقف على هذا التبليغ. وقد نزلت هذه الآية

__________________

(١) سورة المائدة آية ٦٧.

٢٤٨

يوم ١٨ من ذي الحجة في غدير خم ، وهو اليوم الذي نصب فيه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً علماً للناس ، وولياً وخليفة من بعده ، وصادف يوم خميس (١).

نص قرار تنصيب الولي والخليفة من بعد النبي

١ ـ النص برواية حذيفة بن اسيد الغفاري وكما أخرجها الطبراني في الكبير

يقول حذيفة : ثم قال النبي : ( يا أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لا أظن أني يوشك أن ادعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ ) قالوا ( نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً ).

__________________

(١) راجع ترجة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٢ ص ٨٦ وفتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة السيد صديق حسن خان ج ٣ ص ٦٣ وشواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكم الحسكاني ج ١ ص ١٨٧ الأحاديث ٢٤٣ ـ ٢٥٠ وراجع اسباب النزول للواحدي ص ١١٥ وراجع الدر المنثور في تفسيرالقرآن لجلال الدين السيوطي الشافعي ج ٢ ص ٢٩٨ ، وراجع فتح القدير للشوكاني ج ٢ ص ٦٠ وراجع مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج ١ ص ٤٤ وراجع الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٢٥ وراجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١٢٠ و ٢٤٩ وراجع الملل والنحل للشهرستاني الشافعي ج ١ ص ١٦٣ وبهامش الفصل لابن حزم ج ١ ص ٢٢٠ وراجع فرائد السمطين للحمويني ج ١ ص ١٥٨ وراج الغدير للعلامة الاميني ج ١ ص ٢١٤ عن كتاب الولاية في طريق حديث الغدير لابن جرير الطبري صاحب التاريخ المشهور ، وراجع الإمام للمحاملي وما نزل من القرآن في امير المؤمنين لابي بكر الشيرازي وراجع الكشف والبيان للثعالبي مخطوط. وراجع تفسير النيسأبوري ج ٦ ص ١٦٠ وراجع تفسير القرآن لعبد الوهاب البخاري عند تفسير قوله تعالى ( قل لا اسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى ) وراجع الاربعين لجمال الدين الشيرازي ، وراجع مفتاح النجا للبدخشي ص ٤١ وروح المعاني للآلوسي ج ٢ ص ٢٤٨ وراجع تفسير المنار لمحمد عبده ج ٦ ص ٤٦٣ ، وراجع ارجح المطالب لعبيد الله الحنفي ص ٦٦ و ٦٧ و ٦٨ و ٥٦٦ و ٥٦٧ و ٥٧٠ واما الشيعة فإنها مجمعة على ان هذه الآية نزلت يوم ١٨ ذي الحجة في غدير خم وفيها أمر الله نبيه ان يجعل علياً خليفة من بعده واماما راجع ملحق المراجعات ص ٧١٧.

٢٤٩

فقال : ( أليس تشهدون أن لا اله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور؟ ) قالوا ( بلى نشهد بذلك ) قال النبي ( اللهم اشهد ).

ثم قال : ( يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا ـ يعني علياً ـ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ).

ثم قال : ( يا أيها الناس إني فرطكم ، وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانتظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ، ولا تضللوا ، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا ـ لن يفترقا ـ حتى يردا عليّ الحوض ) انتهى النص (١).

٢ ـ نص قرار التنصيب برواية زيد بن ارقم

قال زيد : ( لما رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( كأني دعيت فأجبت ، وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي

__________________

(١) راجع الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ، ومجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج ٩ ص ١٦٤ وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٤٥ ح ٥٤٥ وكنز العمال للمتقي الهندي ج ١ ص ١٦٨ ح ٩٥٩ والغدير للاميني ج ١ ص ٢٦ ـ ٢٧ وعبقات الانوار مجلد حديث الثقلين ج ١ مجلد ١٢ ص ٣١٢ وج ١ ص ١٥٦ وراجع نوادر الاصول للحكيم الترفدي ص ٢٨٩ وقد حذفت يد الطبع الآثمة هذا الحديث ولم تبق إلا الاشارة اليه وقد نقل عنه هذا الحديث تاما الرخشي في كتابه نزل الابرار ص ١٨ وراجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٣٧ ويوجد بلفظ آخر في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٢٩ ومناقب علي لابن المغازلي ص ١٦ ح ٢٣ وكنز العمال ج ١ ص ١٦٨ ح ٩٥٨ برواية زيد.

٢٥٠

أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال : إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) (١) انتهى النص.

٣ ـ نص قرار التنصيب برواية البراء بن عازب

قال البراء كنا مع رسول الله فنزلنا بغدير خم فنودي الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال ( ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ) قالوا : بلى. قال ( ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ ) قالوا : بلى. قال : وأخذ بيد علي فقال ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا ابن أبي طالب أصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. انتهى النص (٢).

٤ ـ نص قرار التنصيب برواية سعد بن أبي وقاص

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الجمعة ، فأخذ بيد علي وخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أيها الناس إني وليكم ) قالوا ( صدقت يا رسول الله ) ثم رفع يد علي فقال ( هذا وليي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه (٣).

__________________

(١) خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٩٣ وص ٢١ والمناقب للخوارزمي ص ٩٣ وينابيع المودة للقندوزي ص ٣٢ والغدير للاميني ج ١ ص ٣٠ وكنز العمال للمتقي الهندي ج ١٥ ص ٩١ ح ٢٥٥ وعبقات الانوار حديث الثقلين ج ١ ص ١١٧ و ١٢١ و ١٤٤ و ١٥٢ و ١٦١.

(٢) راجع ذخائر العقبى للطبري الشافعي ص ٦٧ وفضائل الخمسة ج ١ ص ٣٥٠ والرياض النضرة للطبري الشافعي ج ٢ ص ٢٣ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٢٤ وراجع الحاوي للفتاوي لجلال الدين السيوطي ج ١ ص ١٢٢ وكنز العمال ج ١٥ ص ١١٧ وملحق المراجعات ١٧٦ وقريب منه ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٤٧ ح ٥٤٦ ـ ٥٤٩ و ٥٥٠ وانساب الاشراف للبلاذري ج ٢ ص ٢١٥ والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ٩٤ والغدير للاميني ج ١ ص ١٨ ـ ٢٠ وفرائد السمطين ج ١ ص ٦٤ و ٦٥ و ٧١ وملحق المراجعات ١٧٦.

(٣) خصائص امير المؤمنين للنسائي ص ١٠١ وفضائل الخمسة ج ١ ص ٣٦٥ والبداية والنهاية ج ٥

٢٥١

٥ ـ قرار تنصيب برواية ثانية لسعد

كنا مع رسول الله فلما بلغ غدير خم وقف الناس ثم رد من تبعه ولحق من تخلف ، فلمّا اجتمع الناس إليه قال ( أيها الناس من وليكم؟ ) قالوا ( الله ورسوله ثلاثاً ) ثم أخذ بيد علي فأقامه ، ثم قال ( من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) (١) انتهى النص.

فهم مضمون القرار وتقبل التهاني

فهم الحاضرون في غدير خم مضمون القرار ، وأقبلوا على الولي وخليفة النبي يقدمون له التهاني بتلك النعمة الإلهية وكان من أبرز المهنئين عمر بن الخطاب حيث قال

لعلي بالحرف ( بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ) (٢) وقال ثانية وبالحرف ( هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (٣).

__________________

ص ٢١٢ والغدير ج ١ ص ٣٨ و ٤١ وملحق المراجعات ص ١٧٦.

(١) خصائص امير المؤمنين للنسائي ص ١٠١ وفضائل الخمسة ج ١ ص ٣٦٥ واسعاف الراغبين بهامش نور الابصار ص ١٤٩ والرياض النضرة للطبري الشافعي ج ٢ ص ٢٨٢ وملحق المراجعات.

(٢) راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٧٥ ح ٥٧٥ و ٥٧٧ و ٥٧٨ ومناقب علي لابن المغازلي ص ١٨ ص ٢٤ والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ٩٤ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ ص ٢٩٠ وشواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ ص ١٥٨ ح ٢١٣ وسر العالمين لابي حامد الغزالي ص ٢١ واحقاق الحق ج ٦ ص ٢٥٦ والغدير للاميني ج ١ ص ١٣٢ وفرائد السمطين ج ١ ص ٧٧.

(٣) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٥٠ ح ٥٤٨ و ٥٤٩ و ٥٥٠ والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ٩٤ ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج ٤ ص ٢٨١ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص ٢٤ والحاوي للفتاوي للسيوطي ج ١ ص ١٢٢ وذخائر العقبى ص ٦٧ وفضائل الخمسة ج ١ ص ٣٥٠ وفضائل الصحابة للسمعاني ، وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ١٩٧ وعلم الكتاب لخواجه الحنفي ص ١٦١ ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص ١٠٩ وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٣٠ و ٣١ و ٢٤٩ وتفسير الفخر الرازي ج ٣

٢٥٢

وطوال حياة عمر لم ينس هذا اليوم : قيل له وهو خليفة ( إنك تصنع لعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي ). فقال عمر ( إنه مولاي ) (١) واختصم أعرابيان إلى عمر ، فالتمس من علي القضاء بينهما ، فقال أحدهما ( هذا يقضي بيننا؟ ) فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال ( ما تدري من هذا؟ هذا مولاك ومولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن ) (٢).

نصوص مبتسرة لقرار التنصيب الخالد

يجمع أهل السنّة على ان الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قال لعلي يوم غدير خم :

النص الأول

( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من

__________________

ص ٦٣ وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص ٢٩ وراجع مشكاة المصابيح ج ٣ ص ٢٤٦ وعبقات الانوار قسم حديث الثقلين ج ١ ص ٢٨٥ وفرائد السمطين للحمويني والغدير ج ٣ ص ٢٧٢ وعبقات الأنوار قسم حديث شيبة والمسند الكبر لابن العباس الشيباني والمسند لابي يعلي الموصلي وتفسير ابن مردويه والكشف والبيان للثعلبي ، وراجع الرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ١٦٩ وكفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب للشنقيطي ص ٢٨ والمناقب لابن الجوزي الحنبلي والخصائص العلوية للنطنزي ووسيلة المتعبدين لعمر بن الملا والبداية والنهاية لابن كثير ج ٥ ص ٢١٢ والخطط للمقريزي ص ٢٢٣ وبديع المعاني للاذرعي الشافعي ص ٧٥ وشرح ديوان امير المؤمنين للمبيدي ص ٤٠٦ وكنز العمال ج ٦ ص ٣٩٧ ووفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي الشافعي ج ٢ ص ١٧٣ والصراط السوي في مناقب آل النبي لمحمود الشيخاني المدني ... الخ.

(١) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص ٢٦ وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٨٢ ح ٥٨١ والرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج ٢ ص ٢٢٤ والملحق ص ٢١٢.

(٢) الصواعق المحرقة ص ١٠٧ وذخائر العقبى للطبري ص ٦٨ والمناقب للخوارزمي الحنفي ص ٩٨ والرياض النضرة للطبري ج ٢ ص ٢٢٤ والغدير ج ١ ص ٣٨٢ والملحق للمراجعات ص ٢١٢.

٢٥٣

نصره واخذل من خذله ) (١).

النص الثاني

( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ).

النص الثالث

( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) (٢).

وأنت تلاحظ أن هذه النصوص فككت قرار التنصيب فاعترفت بمكان وقوعه غدير خم وتناسب حجم الجمع الذي سمع القرار وأنه بآخر حجة للنبي ، وكان قرار التنصيب من القوة بحيث أنه فرض خلاصته فرضاً ، فبالرغم من أن مسبة علي كانت واجباً رسمياً على رعاية الدولة الأموية ، وبالرغم من أن هذه الدولة كانت تملك سيطرة فعلية على موارد الدولة وإمكانياتها ووسائل اعلامها ، إلا أنها عجزت تماماً عن طمس هذا القرار بل بقيت خلاصته خالدة مع الأيام وشاهدة على غدر الأمة بولي عهد النبي وخليفته من بعده. ولله عاقبة الأمور.

__________________

(١) على سبيل المثال :

تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ١٣ ح ٥٠٨ و ٥١٣ ـ ٥١٥ ... وكنز العمال ج ٦ ص ٤٠٣ وخصائص امير المؤمنين للنسائي ص ٩٦ والفصل في الملل والنحل لابن حزم ج ١ ص ٢٦٠ ، والهامش ومسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٣٢ الهامش وانساب الاشراف للبلاذري ج ٢ ص ١١٢ والمناقب للخوارزمي ص ٢٤٩ والملحق ص ١٨٣ .... الخ.

(٢) صحيح الترمذي ج ٥ ص ٢٩٧ وتاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ٢١٣ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٣ والخصائص للنسائي ص ٩٤ والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج ٣ ص ١١٠ وصححه وجامع الاصول لابن الاثير ج ٩ ص ٤٦٨ والمناقب للخوارزمي ص ٧٩ وتلخيص المستدرك للذهبي ج ٣ ص ١١٠ الهامش وحلية الاولياء ج ٥ ص ٢٦ والدر المنثور للسيوطي ج ٥ ص ١٨٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ١٩٦ وتاريخ بغداد للبغدادي ج ٨ ص ٢٩٠ ... الخ.

٢٥٤

حديث الغدير وواقعة التنصيب يقين

فقد رواه الإمام أحمد بن حنبل من ٤٠ طريقاً ورواه ابن جرير من ٧٢ طريقاً والجزري المقري من ٨٠ طريقاً وابن عقدة من ١٠٥ طرق وأبو سعيد ، السجستاني من ١٢٠ طريقاً وأبو بكر الحصابي من ١٢٥ طريقاً ومحمد اليمني قال إن له ١٥٠ طريقاً ورواه أبو العلاء العطار الهمداني من ٢٥٠ طريقاً (١).

وأهل الشيعة قاطبة يؤمنون أن حديث الغدير يقين لا ريب فيه ، وأن عملية تنصيب الولي والخليفة من بعد النبي في غدير خم لا ريب فيها.

وأهل السنّة قاطبة يعترفون بحديث الغدير ويفسرونه يقيناً بصدوره عن النبي ، ولكنهم تبنوا تأويل الحكام للحديث ولواقعة التنصيب ، إذ اعتبر الحكام أن الحديث إن صح مجرد فضيلة من فضائل علي ، لا تقدم ولا تؤخر ، وورثوا هذه المقولة وهذا التأويل كما يورث المتاع ، واعتبروا هذا الرأي تقليداً سنه السلف ولا يجوز الخروج عليه ، لأنهم لو قالوا غير ذلك لسحبوا بساط الشرعية من تحت أقدام بني أمية وبني العباس وبني عثمان ، وقد تمتد عملية سحب بساط الشرعية إلى غير هؤلاء ، ولكان في ذلك إثبات بأن الشيعة على حق ، وكيف تكون الشيعة على حق وقد ورثوا من الحكام أن الشيعة أعداء الدين.

عيد يوم الغدير

لقد اتخذ المسلمون يوم الغدير عيداً في الأزمنة المتقدمة ، وكانوا يحتفلون به في كل عام ، ولما آلت الأمور لأعداء أهل البيت أحجم المسلمون عن الاحتفال بهذا اليوم وتناسته الأجيال اللاحقة تحت ضغط الحكام رغبة أو رهبة ، وما زال هذا اليوم عيداً من أعظم أعياد شيعة علي وللآن (٢).

__________________

(١) راجع الغدير للأميني ج ١ ص ١٤ ـ ٢١٣ وعبقات الأنوار في حديث الغدير وغاية المرام وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٥ ـ ٩٠ وملحق المراجعات ص ١٨٢.

(٢) راجع الغدير للعلامة الأميني ج ١ ص ٢٦٧ نقله عن الاثار الباقية في القرون الخالية للبيروني ص ٣٣٤ وراجع مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج ١ ص ٤٤ ، ووفيات الاعيان لابن

٢٥٥

صوم يوم الغدير

أبو هريرة قال : ( من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد علي فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ) فقال عمر بن الخطاب ( بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ) (١).

__________________

خلكان ج ١ ص ٩٠ وترجمة المستعلي بن المنتصر ج ١ ص ٢٢٣ في ترجمة المنتصر بالله العبيدي وراجع ملحق المراجعات ص ٩٢.

(١) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٧٥ ح ٥٧٥ ـ ٥٧٧ وشواهد التنزيل للحسكاني ج ١ ص ١٥٧ ح ٢١٠ و ٢١٣ والغدير للاميني ج ١ ص ٤٠٢ وتاريخ بغداد ج ٨ ص ٢٩٠ وفرائد السمطين للحمويني ج ١ ص ٧٧ ب ١٣ وملحق المراجعات ص ١٩٢ ـ ١٩٣.

٢٥٦

الفصل السادس

بتنصيب الإمام كمل الدين وتمت النعمة

بعد أن نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً بن أبي طالب أمام هذا الجمع الحاشد إماما وخليفة على أمته كمل الدين وتمت النعمة الإلهية ، فالمنظومة الحقوقية الإلهية مكتملة ، والولي من بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد نصب ، فيمكن للنبي أن يترك الدنيا وهو مطمئن على دينه وعلى أمته ، فما على الولي المنصب علي إلا أن يتابع المشوار وفق المنهج الذي علمه النبي إياه طوال ثلاث وعشرين عاماً.

وبعد أن نصب النبي خليفته من بعده نزلت آية الإكمال (١) :

__________________

(١) ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ ص ٧٥ ح ٥٧٥ ـ ٥٧٨ و ٥٨٥ وشواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ ص ١٥٧ ح ٢١١ ـ ٢١٥ ومناقب علي لابن المغازلي ص ١٩ ح ٢٤ وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ ص ٢٩٠ والدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٢٥٩ والاتقان للسيوطي ج ١ ص ٢١ والمناقب للخوارزمي ص ٨٠ وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٣٠ وتفسير ابن كثير ج ٢ ص ١٤ ومقتل الحسين للخوارزمي ج ١ ص ١١٥ وفرائد السمطين للحمويني ج ١ ص ٧٢ و ٧٤ و ٣١٥ ، وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٣٥ والغدير للاميني ج ١ ص ٢٣٠ وكتاب الولاية لابن جرير الطبري وصاحب التاريخ ، ومفتاح النجا للبدخشي ، وما نزل من القرآن في علي لابي نعيم الاصبهاني ، وكتاب الولاية لابي سعيد السجستاني والخصائص العلوية لابي الفتح النطنزي وتوضيح الدلائل على ترجيح الفضائل لشهاب الدين أحمد وتاريخ ابن كثير الدمشقي ج ٥ ص ٢١٠ والمناقب لعبيد الله الشافعي ص ١٠٦ مخطوط ، والكشف والبيان للثعلبي مخطوط وروح المعاني للآلوسي ج ٦ ص ٥٥ والبداية والنهاية لابن الأثير ج ٥ ص ٢١٣ وج ٧ ص ٣٤٩ وأما الشيعة فهم مجمعون على ذلك راجع ملحق المراجعات ص ١٨٨ ـ ١٨٩.

٢٥٧

( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) (١).

فلو أن النبي فارق الدنيا ولم ينصب الإمام والخليفة من بعده ولم يبين كيفية انتقال منصب الإمام لنا في ذلك كمال الدين وتمام النعمة ، لأن الإمام هو القائم مقام النبي ، والنبي هو أساس نظام الدين ونظام الدنيا وهو محور كل تحرك.

وقد اكتشف الحكام ذلك ، فلم يصدف على الإطلاق أن مات حاكم دون أن يعين عملياً الحاكم الخليفة الذي يليه ، وقالوا : ( إن هذا حق مطلق لهم ) أنظر إلى قول ابن خلدون عن الخليفة :

( فهو وليهم والأمين عليهم ينظر لهم ، ذلك في حياته ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد مماته ويقيم لهم من يتولى أمورهم كما كان هو يتولاهم ويثقون بنظره لهم في ذلك ، كما وثقوا به في ما قبل ... ) (٢).

فإذا لم يعين الخليفة القائم من يخلفه من بعده لكان موضع لوم ، انظر بربك إلى قول عبد الله بن عمر لأبيه : ( يا أمير المؤمنين استخلف على أمة محمد ، فإنه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله أو غنمه لا راعي لها للمته وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة ، فكيف يا أمير المؤمنين بأمة محمد ) (٣).

ثم انظر قول عائشة أم المؤمنين لعبد الله بن عمر : ( يا بني أبلغ عمر سلامي وقل له : لا تدع أمة محمد بلا راع ، استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملاً ، فإني أخشى عليهم الغشة ). فأتى عبد الله فأعلمه فقال ( ومن تأمرني أن أستخلف؟ ... الخ ) (٤).

كل الخلفاء طوال التاريخ أدركوا بأن ترك الخليفة القائم للأمة دون أن يعين من يخلفه ، عمل ينافي الحكمة ، ويفتح باب الفتنة ، ويعرض من يفعل ذلك اللوم ، كما

__________________

(١) سورة المائدة آية ٣.

(٢) راجع مقدمة ابن خلدون فصل ٣٠ ص ١٢٠.

(٣) راجع مروج الذهب للمسعودي ج ٢ ص ٣٥٣.

(٤) راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص ٢٣.

٢٥٨

يتعرض الراعي عندما يترك غنمه أو إبله. وعائشة أم المؤمنين امرأة أدركت ذلك ، وقد بينت ذلك في باب المرجعية ووثقته.

لهف نفسي على الإسلام فكيف يدرك كل هؤلاء الناس هذه الناحية ولا يدركها رسول الله؟!

كيف يؤتمن كل حاكم على تعيين من يليه ولا يؤتمن رسول الله؟!

كان أمام الذين أعمالهم التقليد ، واحد من طريقين : إما دين محمد كما بينه للناس ، وإمّا الدين كما فهمه الحكام ، فاختاروا دين الحكام لأنهم مع من غلب : ( نحن مع من غلب ) تلك مقولة عبد الله بن عمر التي تحولت إلى نص شرعي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فمن يعينه الحاكم من بعده سيحكم ومن يغلب كائناً من كان يحكم أمة محمد!! ولله عاقبة الأمور.

الترتيب الإلهي لانتقال منصب الإمام بعد وفاة الولي

الله أنزل القرآن كرسالة وعقيدة إلهية إلى بني البشر ، وكضرورة من ضرورات بيان وتوضيح هذه العقيدة ، أنزل هذا القرآن على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالذات لأنه المعد من قبل الله ليكون الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها ، تلك العقيدة التي هي بمثابة المجموعة القانونية النافذة ولأنه هو الأفضل من بين أتباع هذه العقيدة ، ولأنه من جهة ثالثة هو الأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع في الحال والمآل. ومن هنا فقد كان النبي هو مرشد الدعوة وعندما تمخضت الدعوة عن دولة ترأس محمد الدعوة نفسه. وسيرة محمد سنة وجزء من العقيدة سواء قوله أو فعله أو تقريره ولا أحد في الدنيا كلها ينوب عن محمد بهذه المهمة ولا أحد يغني عنه أو يسد مسده أثناء حياته المباركة. محمد كمرشد للدعوة ، وكقائد للدولة هو مركز الدائرة وقائد الأمة ومرجعها في كافة الشؤون الدينية والدنيوية.

من هو صاحب الاختصاص بتعيين النبي الإمام؟

إن صاحب الاختصاص بتعيين الإمام هو الله سبحانه وتعالى لأن أول ولي وإمام ورئيس للدولة الإسلامية هو محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد عينه الله في هذا المنصب ، لأنه هو الأعلم بالعقيدة والأفهم لأحكامها ، والأفضل بين أتباعها ،

٢٥٩

والأنسب لقيادة هؤلاء الأتباع وتطبيق أحكام العقيدة عليهم ، ولأنه لا أحد يعرف على وجه الجزم واليقين المتصف بهذه الصفات إلا الله ، لذلك حصر بنفسه حق اختيار هذا الإمام ، أو المرجع أو الولي وتقديمه للناس ، وخوَّل هذا الإمام صلاحية بيان العقيدة في كل زمان وصلاحية المرجعية وصلاحية الجمع بين الولاية على الأتباع والمرجعية في الدين والدنيا ، والحكم بين الناس على ضوء أحكام هذا الدين عليه.

من هو هذا الإمام؟

إمام الأمة في كل زمان هو عميد أهل بيت النبوة ، لماذا عمادة أهل البيت بالذات؟ لأن القرآن ثقل وأهل البيت ثقل آخر ، وإنّ الهداية لا تدرك إلا بالتمسك بالثقلين ، والضلالة على المدى البعيد ، وبالنتيجة لا يمكن تجنبها إلا بالتمسك بالثقلين ، وهذا ليس اجتهاداً ، إنما هو نص شرعي ثابت في القرآن والسنة بفروعها الثلاثة القول والفعل والتقرير (١) ولأن الله يبين لنا أنهم للمسلمين بمثابة سفينة نوح من ركبها في كل زمان نجا ومن تخلف عنها غرق (٢) ولأنهم من جهة ثالثة الأمان من الاختلاف وقد أعدهم الله لذلك (٣) ولأنهم ذرية محمد ، فكل نبي من الأنبياء جعل الله ذريته في

__________________

(١) راجع على سبيل المثال :

راجع صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٢٨ ، وصحيح مسلم باب فضائل علي ج ٢ ص ٣٦٢ و ١٥ ص ١٨١ بشرح النووي وتفسير ابن كثير ج ٤ ص ١١٣ ومصابيح السنّة للبغوي ص ٢٠٦ وجامع الاصول لابن الاثير ج ١ ص ١٨٧ واحياء الميت للسيوطي بهامش الاتحاف ص ١١٤ والفتح الكبير للنبهاني ج ١ ص ٥٠٣ والصواعق المحرقة لابن حجر ١٤٧ و ٢٢٦ والدر المنثور للسيوطي ج ٦ و ٣٠٦ وذخائر العقبى للطبري ص ١٦ والمعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ١٣٥ وكنز العمال ج ١ ص ١٥٤ والطبقات لابن سعد ج ٢ ص ١٩٤ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٢١ الهامش لزيني دحلان وخصائص امير المؤمنين للنسائي ص ٢١ ... الخ.

(٢) راجع على سبيل المثال : تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك والصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٨٤ و ٢٣٤ وتاريخ الخلفاء للسيوطي واسعاف الراغبين للصبان الشافعي ص ١٠٩ ومجمع الزوائد للهيثمي ج ٩ ص ١٦٨ والمعجم الصغير للطبراني ج ٢ ص ٢٢ وحلية الاولياء لابي نعيم ج ٤ ص ٣٠٦ والجامع الصغير للسيوطي ج ٢ ص ١٣٢ ومسند الإمام أحمد ج ٥ ص ٩٢ الهامش.

(٣) راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٤٠ وإحياء الميت للسيوطي بهامش وذخائر العقبى

٢٦٠