فرائد السمطين - ج ٢

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ٢

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣
الجزء ١ الجزء ٢

[في أنه يوم القيامة لا تزول قدم عبد حتى يسأل عن أربعة أشياء الرابع منها حب أهل البيت عليهم‌السلام].

٥٥٧ ـ أنبأني السيد النسّابة زين مسند النقابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار ابن معد الموسوي ـ رحمة الله عليه ـ فيما أهداه إليّ ، قال : أنبأني والدي النقيب رحمة الله عليه ، قال : أخبرني أبو القاسم عليّ بن عليّ بن منصور الخازن إجازة (١).

وأخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحنبلي إجازة ، قالا : أنبأنا أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف إجازة ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ابن الحسين الخلّال سماعا [عليه] قال : أنبأنا الشيخ الزكيّ أبو أحمد حمزة بن فضالة ابن محمد الهروي بهراة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن (٢) محمد بن عبد الله بن يزداد بن عليّ بن عبد الله الرازي ، ثمّ البخاري ببخارا ـ قرء عليه في داره فأقرّ به في صفر سنة سبع وسبعين (٣) وثلاث مائة ـ قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمد بن مهرويه القزويني بقزوين ، قال : حدّثنا داوود بن سليمان بن يوسف بن أحمد الغازي (٤) قال : حدّثني عليّ بن موسى الرضا ، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إذا كان يوم القيامة لم تزل قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن مال اكتسبه من أين اكتسبه (٥) وفيما ذا أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي الباب : (٥٢) من كتاب غاية المرام ص ٢٦١ : «الحاري».

(٢) كذا في كتاب غاية المرام نقلا عن فرائد السمطين ، وفي مخطوطة طهران : «أخبرنا أبو إسحاق ابن إبراهيم ...».

(٣) كذا في مخطوطة طهران ، وفي كتاب غاية المرام : «سنة سبع وتسعين ...».

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب غاية المرام ، وفي مخطوطة طهران : «القاري»

(٥) كذا في مخطوطة طهران ، وفي كتاب غاية المرام : «وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفي ما ذا أنفقه؟». ـ

٣٠١

__________________

ـ ورواه أيضا السيد أبو طالب في أماليه كما في الباب الثالث من ترتيبه تيسير المطالب ص ٧٣ قال :

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمد البحري قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن عليّ بن الحسن بن عليّ ابن عمر بن عليّ بن الحسين رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى الأودي ، قال : حدثنا جندل ابن والق التغلبي ، قال : حدثنا محمد بن حبيب العجلي ، عن إبراهيم بن الحسن بن زياد ، عن الاصبغ ابن نباتة :

عن عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأله الله عزوجل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله مما اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت.

فقال أبو برزة : ما علامة حبّكم يا رسول؟ قال : حبّ هذا. ووضع يده على رأس عليّ عليه‌السلام.

ورواه الطبراني بسند آخر في كتاب المعجم الأوسط. كما رواه عنه في مجمع الزوائد : ج ١٠ ، ص ٣٤٦.

ورواه عنه وعن غيره في فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٧٧.

ورواه أيضا الشيخ الصدوق في الحديث : (٢٠) من المجلس : (١٠) من أماليه ص ٣٥.

أقول : ورواه أيضا الخوارزمي بسند آخر في الفصل : (٦) من مناقبه ص ٣٥ ورواه أيضا في الفصل الرابع من مقتله : ج ١ ، ص ٤٢.

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (١٥٧) من مناقبه ص ١١٩.

ورواه عنهم وعن غيرهم في الباب : (٥٢ و ٥٣) من كتاب غاية المرام ص ٢٦١ ، وللحديث أسانيد ومصادر أخر ذكر بعضها في الحديث : (٦٤٤) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ١٦٠ ط ١.

٣٠٢

[وصية الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري لعطيّة العوفي بحفاظه على محبة آل محمد ومحبّيهم وعلى بغض أعدائهم ولو كانوا صوّامين. وقوله : أطعم الطعام وافش السلام وصلّ بالليل والناس نيام فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ...].

٥٥٨ ـ أخبرني الإمام حافظ الدين بقيّة العلماء العاملين محمد بن محمد بن نصر البخاري رحمة الله عليه ـ كتابة في شعبان سنة أربع وستين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن عبد الستّار بن محمد العمادى الكردري البراتفسي (١) رحمة الله عليه ، قال : أنبأنا أبو الحسن عليّ بن أبي بكر ابن عبد الجليل الراشداني ، عن والده بروايته عن محمد بن أحمد بن حامد البخاري الساكن ببغداد ، عن أبي مالك تميم بن برسام بن عليّ بن زرعة التميمي الخطيب ب «بلخ» ، عن الشيخ الفقيه الزاهد أبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي رحمه‌الله (٢) قال : حدّثنا عبد الوهاب بن محمد السمرقندي ، قال : حدثنا أبو بكر ابن عمرو ابن سعيد ، عن عليّ بن الأزهر ، عن جرير ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، قال :

قال لي جابر بن عبد الله [الأنصاري] : يا عطيّة احفظ وصيّتي ما أراك تصاحبني غير سفري هذا ، أحبّ آل محمد ، وأحبّ محبّ آل محمّد عليه‌السلام ولو وقع في الذنوب والخطايا.

وأبغض مبغض آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولو كان صوّاما.

وأطعم الطعام وأفش السلام ، وصلّ بالليل والناس نيام ، فإنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلّا لإطعامه الطعام وإفشائه السلام وصلاته بالليل والناس نيام.

__________________

(١) كذا في الأصل هاهنا مهملة الأواخر.

(٢) رواه السمرقندي في كتاب تنبيه الغافلين ص ١٥١ ، ط القاهرة هكذا :

قال الفقيه أبو الليث السمرقندي رحمه‌الله : حدثنا محمد بن عبد الوهاب بن محمد ، حدثنا أحمد ابن عليّ ، حدثنا أبو ثابت أحمد بن وداعة ، حدثنا أبو بكر ابن عمرو ابن سعيد بن عليّ بن الأزهر عن جرير ، عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ...

هكذا رواه عنه في هامش ملحقات إحقاق الحقّ : ج ٩ ص ٥٠٦

٣٠٣

[حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام : أدّبوا أولادكم على خصال ثلاث : حبّ نبيّكم وأهل بيته وقراءة القرآن ...].

٥٥٩ ـ أخبرني المشايخ جمال الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن عليّ بن الدباب البغدادي ، والشيخة الصالحة زينب بنت عمرو بن كندي بعلبكيّة إجازة ، بروايتهما عن الشيخ الإمام حجّة الدين عبد المحسن ابن أبي العهد بن خالد الأبهري رحمه‌الله إجازة ، قال : أخبرنا صفيّ الدين أبو المحاسن عبد الرزاق بن حافظ الإمام أبي الفرج إسماعيل بن محمد القومساني قراءة عليه وأنا أسمع ـ في محرم سنة سبع وسبعين وخمس مائة بهمدان ـ حدّثنا الشيخ الزاهد أبو محمد عبد الرحمن بن حمد ابن الحسين الدوي ، أنبأنا أبو سعيد عبد الغفّار بن عبد الله بن محمد بن زيرك قراءة عليه ، أنبأنا أبو عاصم المصفر الحسين النهاوندي بها ، حدثنا عليّ بن عامر ، حدثنا عليّ بن العباس بن الوليد المقانعي بالكوفة ، حدّثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري ، حدّثنا الحسن والحسين ، حدّثنا صالح بن الأسود ، عن مخارق بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه [عن جدّه] :

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أدّبوا أولادكم على خصال ثلاث : على حبّ نبيّكم وأهل بيته ، وعلى قراءة القرآن.

حملة القرآن في ظلّ الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه مع أنبيائه وأصفيائه (١).

__________________

(١) والحديث رواه أيضا المتّقي الهندي في كنز العمال : ج ٨ ص ٢٧٨ ط ١ ، وقال :

أخرجه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده ، والديلمي في الفردوس ، وابن النجّار عن عليّ عليه‌السلام.

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٢ ص ٧٨. وعن متن الفيض القدير : ج ١ ، ص ٢٢٥ ، وعن ابن حجر في صواعقه.

٣٠٤

[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جواب الصحابي العظيم أبي ذرّ الغفاري رضوان الله عليه : المرء مع من أحبّ].

٥٦٠ ـ أخبرني القاضي الإمام نصير الدين محمد بن محمد بن عليّ البياكني (١) ثمّ الأسفراييني رحمه‌الله إجازة ، أنبأنا الإمام عماد الدين أبو محمد محمد بن محمد ابن محمد الخطيب الأسفرائني سماعا عليه ، قال : أخبرنا الإمام شرف الدين أبو حفص عمر بن أبي بكر ابن منصور الصفّار الأسفرايني ، حدّثنا الإمام أبو القاسم محمود بن خلف الكرهوري ، أنبأنا أبو العسار عمر بن أبي الحسن ابن سعدويه الحافظ الدهستاني ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن القاسم الملحي بهراة ، أن أبا العباس عبد الصمد بن عبد الله بن الليث المعمري حدّثهم [قال :] حدّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة ، أنبأنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني رحمه‌الله ، حدّثنا الإمام الأعظم أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي‌الله‌عنه ، حدّثنا مالك عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :

[قال] أبو ذرّ : يا رسول الله إنّي أحبّكم أهل البيت. قال : المرء مع من أخبّ.

[قال المؤلف : و] أعلم أن أهل البيت أهل ألف مدينة (٢) من علم الله ومعرفة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي كل مدينة لم إلا خمسين مدينة ما فيها أم هي الريد على الكلمة (٣) وكلّ المدائن كانت مملوءة من علم الضعاف؟

فبعث الله تعالى نوحا عليه‌السلام إلى تلك المدائن ولبث في كل مدينة سنة ، ونوّر أهلها ، وخرب حجبها وهوبها (٤) وكان معه موسى وعيسى وخاتم الأولياء وعلمهم

__________________

(١) كذا في الأصل هاهنا.

(٢) لعلّ هذا هو الصواب بقرينة ما يأتي في آخر الصفحة التالية ، وفي أصلي من مخطوطة طهران : «اعلم أن أهل البيت كان ألف مدينة».

(٣) كذا.

(٤) لعلّ هذا هو الصواب ، وذكرهما في الأصل بنحو الإهمال.

٣٠٥

علم الأسرار وهو علم الرأس وعلم الأجداء ، وهو علم القوائم وعلم الاعتداء وعلم الذات ، قال الله سبحانه وتعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) [١ / الإسراء : ١٧] وقوله تعالى : (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) [١٩٤ / البقرة : ٢)]. وأخذ الطوفان رجز الشيطان ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ) [١٤ / العنكبوت : ٢٩].

فأزال [نوح] ظواهر الشياطين وخرّب بيوتهم وحصونهم وهو المعنى بالرجز ، وبقي رجس الشيطان ، وأراد الله تعالى أن يطهّر أهل البيت من الرجس أيضا ، قال الله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [٣٣ / الأحزاب : ٣٣].

وقد ذكرنا أن صورة الرجس في الجمود والجحود ، وهي حجاب على صورة الخلود ، وأراد الله تعالى أن يطهّر أهل البيت من الرجس حتى يطهّر سرح السراج ، ورهط الأسرار والمعراج.

[و] أعلم أن أهل البيت أهل ألف مدينة مشحونة بنبإ التوحيد ونور العقل وعيش اليقظ في صورة سرّ التسخير والتمليك. والبيت الذي هو من تسعة وجودات وهي وجودات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأهل ما ظهر إلا بواسطة أهل البيت والأنبياء والأولياء (١) ، ولله تعالى بيتان (٢) بيت من أربعة وجودات ، وبيت من تسعة وجودات فالبيت [الذي] من الوجود الأربع بيت إبراهيم الخليل وهو المسجد الأقصى [و] لهذا المعنى قال تعالى : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) [٧٣ / هود : ١١].

والبيت الذي هو من الموجودات التسعة بيت الأنبياء وخواصّ الأولياء وأزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عكس لهذا المعنى قال : «ويطهّركم تطهيرا». بلفظ التذكير ، وقال تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) بلفظ التذكير أيضا ، ويكون الأول طهارة البيت ثم طهارة أهله.

وقد ذكرنا أن أهله أهل ألف مدينة ، كل مدينة بدأ من معنى باسم من أسماء الله

__________________

(١) هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : «إلّا بواسطة البيت وأهل البيت الأنبياء والأولياء».

(٢) هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : «والله تعالى تبيان».

٣٠٦

تعالى ، وباسم من صفاته وهي ألف اسم كل اسم مدينة (١). والمدينة التي هي عكس البيت وهي عكس الاسم الأعظم ، فهي من ثلاثة وجودات : وجود الروح ، ووجود العقل ، ووجود السيّد ، وأهل هذه المدينة عيسى وموسى وخاتم الأولياء. والداخل في البيت طاهر الحصة ، وباب البيت عليّ رضي‌الله‌عنه ، وأركانه العشرة المبشّرة بالجنّة [و] الحسن والحسين مثل الخليفتين على الباب ، وأهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجال مطهّرون سرّيّون ، وفي البيت الجليل رجال يحبّون أن يتطهّروا والله يحبّ المطهّرين ، فالحبيب الطاهر في البيت الطاهر ، وعكس الحبيب لا ينزل إلا في البيت الطاهر الرحل بواسطة المخالفات والمجاهدات ، وبيت الأقصى بيت الطاهر وبابه باب مسجد الحرام مقفول بقفلين ، والبيت الباطن [هو] بيت الحرام وبابه مسدود لا يفتح إلّا عبد علم أنّ من دخل [دخل] في حسب الله وحسابه على ما ذكرنا [ه] من النعت ، فيهم الأسماء الحسنى في عالم الغيب والشهادة.

وهي على ثلاثة أقسام : قسم منها من طعم الحياة مع ذات المر (٢) مثل حمزة بن عبد المطّلب.

وقسم من حقيقة الحياة مع ذات الألوهية ولهم الصورة العظمى مثل الحسن والحسين وعليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، وخاتم الأولياء.

وقسم من نور الله مع صورة الربّ مثل سائر الصحابة (٣) رضوان الله عليهم أجمعين [و] فيهم شهداء أحد ، وفي الحقيقة (٤) هم الأسماء الحسنى لحقيقة نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال الله تعالى : (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [٢٤ / الحشر : ٥٩].

فأسماء ذاتية ، وأسماء صفاتية ، وأسماء خلقيّة واحد عكس صورة الأحدية.

والأسماء الحسنى عكس حقيقة هذا العكس ، فرفع صورته وترك نسخته وسنّته وحالته ، فصورة الأحديّة : آدم ونوح وإبراهيم عليهم الصلاة ، ولهذا المعنى قال عليه‌السلام : «أحد جبل يحبّني وأحبّه» والذين أصابهم القرح هم أصحاب الإرادة

__________________

(١) بعد قوله : «ألف اسم» في أصلي بياض بمقدار أربع كلمات أو خمس كلمات ، والظاهر عدم سقوط شيء. منه.

(٢) كذا.

(٣) يعني الصلحاء منهم دون مثل عبد الله بن أبي ونظرائه.

(٤) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وفي أصليّ : «فيهم شهداء في الحقيقة وهم الأسماء الحسنى ...».

٣٠٧

واللوعة والحرقة ، وهم أصناف ثلاثة : مقرب وسابق وأصحاب اليمين ، فلهم مشاهدة ذات صورة الكمال ، ومشاهدة كمال الصورة ، ومشاهدة كمال الأخلاق ، قال الله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) [١٧٢ / آل عمران : ٣]. [و] الذين طلبوا وجاهدوا وسعوا فلهم صورة الرجاء والطمع بعد كمالها.

قال محمد بن المؤيّد الحمويني ـ قدّس الله روحه وو الى من عالم الغيب فتوحه ـ في مصنفه الموسوم بكتاب مشاهدة الآيات في أشراط الساعة وظهور العلامات :

اعلم أنّه تولّد من نداء الخالق جلّ جلاله (١) بنداء الجنّة الخلق الحسن رضي‌الله‌عنه [كذا] لأنّه ظهر من الروح الأصلي سناء (٢) الحياة ونقص بقدر ذلك شأن الحياة (٣) ومن ذلك السناء ظهر في القلوب روح ، ثم رجع ذلك الروح إلى الروح الأصلي وصار روحا منجليا على قلبه ، فأحيا الله تعالى بهذا الروح السابقين المقرّبين ، فهذا معنى قوله : (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) [٢٩ / الرعد : ١٣] فيكون السابق والمقرّب من أولاد الحسن رضي‌الله‌عنه.

وتولّد من نداء خير البريّة حين نادى أهل الجنّة بنداء أصحاب الأعراف الحسين رضي‌الله‌عنه ، لأنه ظهر في العقل الأصلي وصار روح (٤) وظهر عكسه في النفوس فوجدوا من مشاهدته راحة ولذّة في القلوب ، وهي الزيادة في الحسنى.

ثمّ أحيا الله تعالى من هذا الروح أصحاب اليمين ، فهم أولاد أمير المؤمنين ، حسين رضي‌الله‌عنه ، والمشير إليه قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) [٢٦ / يونس : ١٠] وزيادة بالحسنى أمير المؤمنين صلى الله على رسول الله ربّ العالمين (٥) وعليه وعلى أولاده أجمعين.

ثمّ تولّد من النداء بين لسان الحقّ في الروح الأصلي ، وتولّد منه نسل في العقل الأصلي وهو روح الفهم في ذات الروح الأصلي والعقل الأصلي. وظهر من هذا النسل ترجمان في القلوب يترجم لسان الحقّ فيحمل معرفة الروح الأصلي بهذا اللسان السابق والمقرّب لأصحاب اليمين ، وهو صورة الزلفى وهي حقيقة أمير المؤمنين عليّ بن أبي

__________________

(١) هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «من نداء الخلق».

(٢) الظاهر أن هذا هو الصواب ، ولفظ الأصل غير واضح.

(٣) كلمة : «شأن» رسم خطّها في الأصل غير جليّ.

(٤) كذا.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «على رسول رسول الله ربّ العالمين».

٣٠٨

طالب كرّم الله وجهه ، والمشير إليه في قوله تعالى : (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) [٢٥ / صاد : ٣٨].

وصورة الزلفى تعدم صورة الحجب ، ولهذا المعنى قال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا» (١) فتكون طريقتنا من بركات أهل البيت [أهل بيت] نبيّنا ورسولنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

اللهمّ كما علّمتني بفضلك ورحمتك وسابقة علمك ـ علم هذه الأشياء ـ فارزقني مشاهدتها والعمل بها على قدر ما يتصوّر على أحسن الأحوال وأيسرها وأبركها ، وكن عونا ومعينا وناصرا وحافظا ووكيلا ، للضعيف فيما انقلب فيه من أنواع برّك ولطفك وفضلك ، فلك الحمد ولك الشكر ، لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك ، ولك الحمد حتى ترضى يا أرحم الراحمين.

اللهمّ صلّ على محمد المبارك الميمون المقدّس المطهّر المصطفى المجتبى صلاة تعود بركاتها إلى أمّته وترفع أمّته إلى علّيين ، واكتب اسم عبدك محمد في هذه الساعة وعبد عبدك عبد الرحمن في ديوان الحكمة واجعلني حكيما بحكمة نبيّك ورسولك ، ولقّنّي تمام الحكمة وكمال الحكمة وصفاء الحكمة ، وضياء الحكمة ، ونور الحكمة وشعاع الحكمة ، واجعلني مسبوقا على عرس الحكمة ، وناولني مناولة المنّة ، ولا تخرجني من الدنيا إلّا كنت راضيا عنّي رضا يزيد ولا يبيد ، وارزقني الوسيلة العظمى عند نبيك ورسولك ، وارزقني برد عفوك وحلاوة مغفرتك ، في لباس مغفرتك ، بحقّ جبرئيل أمين ربّ العالمين.

__________________

(١) رواه الجاحظ في المائة التي اختارها من كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٣٠٩

[في قبس مما ورد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في البشارة بظهور المهديّ المنتظر من ذرّيّته ، وقيامه ببسط العدل وإملائه الدنيا قسطا بعد ما ملئت ظلما جورا وقد رواه عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جماعة كثيرة من الصحابة منهم أبو سعيد الخدري رضوان الله عليه].

٥٦١ ـ أخبرني العلامة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم الزوزني كتابة ، والشيخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله الخازن شفاها ، والشيخ شمس الدين أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدّامة الخطيب فيما كتب إليّ ، قالوا : أخبرنا مجد الدين أبو سعد عبد الله بن عمر الصفّار النيسابوري إجازة.

[وأخبرنا] شيخنا أبو عمرو عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه ، عن عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إذنا ، عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن إجازة ، بروايتهما عن المقرئ أبي عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن ، قال : أخبرنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثنا أبي (١) حدّثنا عبد الرزّاق ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن المعلّى بن زياد ، حدّثنا العلاء بن بشر ، عن أبي الصديق [الناجي بكر بن عمرو].

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبشّركم بالمهديّ يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسّم المال صحاحا.

__________________

(١) رواه في الحديث : (٣٦٣) من مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ٣٧ ط ١.

٣١٠

فقال رجل : وما صحاحا؟ قال [با] السويّة بين الناس (١)

__________________

(١) وبعده في كتاب المسند هكذا : قال : ويملأ الله قلوب أمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم غنىّ ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي فيقول : من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول : ائت السدان ـ يعني الخازن ـ فقل له : إنّ المهديّ يأمرك أن تعطيني مالا. فيقول له : احث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم ، فيقول : كنت أجشع أمّة محمد نفسا أو عجز عنّي ما وسعهم؟! قال : فيردّه فلا يقبل منه فيقال له : إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه.

فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده. أو قال : ثمّ لا خير في الحياة بعده.

وأيضا رواه أحمد في الحديث : (٤٢٠) من مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ٥٢ قال :

حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني حمّاد بن زيد ، حدثنا المعلى بن زياد المعولي ، عن العلاء بن بشير المزني عن أبي صديق الناجي [بكر بن عمرو] :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبشّركم ـ لمهديّ يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، ويملأ الله قلوب أمّة محمد غنى فلا يحتاج أحد إلى أحد ، فينادي مناد : من له في المال حاجة؟ قال : فيقوم رجل فيقول : أنا. فيقال له : ائت السادن ـ يعني الخازن ـ فقل له : قال لك المهديّ : أعطني. قال : فيأتي السادن فيقول له ، فيقال له : احتثي فيحتثي ، فإذا أحرزه قال : كنت أجشع أمّة محمد نفسا أو عجز عنّي ما وسعهم؟!.

قال : فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في الحياة أو في العيش بعده.

ثمّ قال أحمد : حدّثنا زيد بن الحباب ، حدثني جعفر بن سليمان ، حدثنا المعلى بن زياد ، عن العلاء ابن بشير المزني ـ وكان بكاء عند الذكر شجاعا عند اللقاء ـ عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري مثله وزاد فيه :

فيندم فيأتي به السادن فيقول له [السادن] : لا نقبل شيئا أعطيناه.

٣١١

[شزرة من روايات ابن عباس حول ظهور المهديّ المنتظر وإملائه الدنيا قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا].

٥٦٢ ـ أخبرني مفيد الدين أبو جعفر محمد بن عليّ بن أبي الغنائم ابن الجهم الحليّ رحمه‌الله إجازة ، قال : أنبأنا القاضي خطير الدين محمود بن محمد بن الحسين ابن عبد الجبّار الطوسي ، عن عمّه زين الدين عبد الجبّار ، عن أبيه ، عن الصّفي أبي تراب ابن الداعي ، عن أبي محمد جعفر بن محمد الدوريستي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (١) قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلّى بن محمد البصري ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكيم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير :

عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] : إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي لاثني عشر ، أولهم أخي وآخرهم ولدي.

قيل : يا رسول الله ومن أخوك؟ قال : عليّ بن أبي طالب. قيل : فمن ولدك؟ قال : المهديّ الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

والذي بعثني بالحقّ بشيرا لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهديّ ، فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض (٢) بنور ربها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب.

__________________

(١) رواه في أواخر الباب : (٢٤) وهو باب ما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في النّص على القائم عليه‌السلام من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ١٤٩ ، ط ١.

(٢) بعد كلمة : «الأرض» كان في الأصل بياض بقدر كلمة والظاهر عدم سقوط شيء كما يدلّ عليه نقل الحديث هكذا من الكتاب في الحديث : (٦) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٢.

٣١٢

٥٦٣ ـ ٥٦٤ ـ [وبالإسناد المتقدم] إلى أبي جعفر ابن بابويه ، قال : حدّثنا عليّ بن [محمد بن] عبد الله الورّاق الرازي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة :

عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون (١).

قال [أبو جعفر ابن بابويه : و] حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان] قال : حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب (٢) قال : حدّثنا الفضل بن الصقر العبدي ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي :

عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنا سيّد المرسلين (٣) وعليّ بن أبي طالب سيّد الوصيين ، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، وآخرهم القائم (٤).

__________________

(١) وهذا الحديث قد تقدّم تحت الرقم : (٤٣٠) في أوّل الباب : (٣١) من هذا السمط ص ١٣٢.

٥٦٣ ـ ٥٦٤ ـ رواهما الشيخ الصدوق رحمه‌الله في الحديث : (٢٨) وتاليه من الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين ص ٢٧٤ ط الغري. وما بين المعقوفات مأخوذ منه.

ورواه عنه في الحديث : (٨) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لإكمال الدين وغاية المرام ، وفي أصلي : «أبي بكر بن عبد الله بن حبيب ...».

(٣) كذا في أصلي المخطوط ، وفي كتابي إكمال الدين وغاية المرام : «أنا سيّد النبيين».

(٤) كذا في الأصل ، ومثله في كتاب إكمال الدين ، وفي كتاب غاية المرام : «المهديّ» ..

وقريبا منه رواه الشيخ الصدوق رحمه‌الله بسند آخر في آخر المجلس : (٩٢) من أماليه ص ٥٦٣.

٣١٣

[حديث أبي أمامة الباهلي حول قيام المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وصفته وفتحه مدائن الشرك]

٥٦٥ ـ أخبرنا شيخنا العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه ، بروايته عن مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة ، قال : أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني رحمه‌الله ، أخبرني الشيخ المعمّر أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمران الأنصاري كتابة من الإسكندرية ، والشيخان أمين الدين إسماعيل ابن أبي عبد الله ابن حمّاد العسقلاني أبو الفضل ، وبدر الدين أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني كتبا إليّ من دمشق [قالوا :] أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني ، قال : حدّثنا الحافظ المقرئ أبو عليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد الأصفهاني إجازة ، قال : أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني ، قال : حدّثنا سليمان بن أحمد (١) حدّثنا عليّ بن سعد الرازي ، حدّثنا عليّ بن الحسين الموصلي ، حدّثنا عنبسة بن أبي صغيرة (٢) عن الأوزاعي ، عن سليمان بن أبي حبيب ، قال :

سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : بينكم وبين الروم سبع سنين (٣). فقال له رجل من عبد القيس ، يقال له المستورد بن حبلان (٤) : يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟ قال : المهديّ من ولدي ابن أربعين سنة ، كأن وجهه كوكب درّيّ في خده خال أسود ، عليه عباءتان قطرانيتان (٥) كأنه من رجال بني إسرائيل ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك.

__________________

(١) رواه في مسند أبي أمامة صدى بن عجلان الباهلي من المعجم الكبير.

وقريبا منه رواه عنه وعن الروياني في الصواعق وغيرهما ص ٩٨ .. كما رواه عنه في الفضائل الخمسة ج ٣ ص ٣٣٧.

ورواه أيضا عن الطبراني في ترجمة عنبسة بن أبي صغيرة من الميزان ولسان الميزان : ج ٤ ص ٣٨٣.

ورواه أيضا في ترجمة المستورد بن حبلان العبدي من الإصابة : ج ٣ ص ٤٠٧.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي نسخة طهران من فرائد السمطين وغاية المرام تصحيف.

(٣) كذا في أصلي ومثله في الحديث : (٩) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ، وفي لسان الميزان والإصابة :

«سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، تقوم الرابعة على يد رجل من آل هرقل يدوم سبع سنين ...».

(٤) كذا في كتاب الإصابة والظاهر أنه هو الصواب ، ورسم الخطّ من الأصل وغاية المرام غير واضح.

(٥) كذا في مخطوطة طهران من هذا الكتاب ، وفي كتاب غاية المرام ـ نقلا عن فرائد السمطين ـ والإصابة ولسان الميزان : «قطوانيتان».

٣١٤

[قبسات أخر من روايات أبي سعيد الخدري وابن عمر حول المهديّ المنتظر عجّل الله تعالى فرجه].

٥٦٦ (١) ـ ٥٦٩ ـ أخبرني الشيخ شهاب الدين أبو عبد الله [محمد بن] يعقوب ابن أبي الفرج إجازة ، أخبرنا يحيى بن أسعد بن يونس التاجر ، وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر إجازة.

وأخبرنا شيخنا أبو عمرو ابن الموفّق بقراءتي عليه بروايته عن عبد الحميد بن محمد ابن إبراهيم إجازة ، قال : أخبرنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار ، بروايتهم عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصفهاني رحمه‌الله ، قال : حدّثنا أبو محمد ابن محمد ، حدّثنا محمد بن يحيى ، عن محمد بن عصام ، عن أبيه ، عن سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن أبي الصديق :

عن أبي سعيد الخدري ـ رضي‌الله‌عنه ـ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يكون في أمّتي المهديّ ، إن قصر عمره فسبع سنين وإلّا فثمان سنين ، وإلّا فتسع سنين. تتنعّم أمّتي في زمانه نعيما لم يتنعّموا مثله قطّ البرّ والفاجر ، يرسل السماء عليهم مدرارا ؛ و [لا] تدّخر الأرض شيئا من نباتها.

__________________

(١) ٥٦٦ ـ وقريبا منه رواه أبو يعلى في مسنده ، الورق ٦٧ / ب / قال :

حدثنا قطن بن نسير [ظ] حدثنا عديّ بن أبي عمارة ، حدثنا مطر الورّاق ، عن أبي صديق ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ليقومنّ على أمّتي من أهل بيتي رجل أقنى أجلى يوسع الأرض عدلا كما وسعت ظلما وجورا سبع سنين.

ورواه مع زيادة مختصرة في آخره في كنز العمال : ج ٧ ص ١٨٩ ، ط ١ ، وقال :

أخرجه الدارقطني في الأفراد ، والطبراني في الأوسط ، عن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد. كما رواه عنه في كتاب فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٣٣٦.

ورواه الحاكم بأسانيد في آخر كتاب الفتن والملاحم من المستدرك : ج ٤ ص ٥٥٧ قال :

٣١٥

وبهذا الإسناد [الذي مرّ آنفا] إلى الحافظ أبي نعيم رحمه‌الله ، قال : أنبأنا عبد الله بن عبيدة ، حدّثنا أبو الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يخرج المهديّ في أمّتي يبعثه الله عيانا تنعم [به] الأمّة وتعيش الماشية ، وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحا.

وبهذا الإسناد إلى أبي نعيم قال : حدّثنا أبو محمد الغطريفي ، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدّثنا عبد الوهاب بن ضحّاك ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن كثير بن مرّة ، عن عبد الله بن عمر ـ رضي‌الله‌عنهما ـ قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج المهديّ وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهديّ فاتبعوه.

وبه حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم بن محمد الحمصي ، حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن ابن جبير ، عن كثير بن مرّة ، عن عبد الله بن عمر ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يخرج المهديّ وعلى رأسه ملك ينادي : إنّ هذا المهديّ فاتّبعوه.

__________________

حدثنا الشيخ أبو بكر ابن إسحاق ، وعليّ بن حمشاذ العدل وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قالوا : حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف بن أبي جميلة.

وحدثني الحسين بن علي الدارمي ، حدثنا محمد بن إسحاق الإمام ، حدّثنا محمد بن بشّار ، حدّثنا ابن أبي عديّ ، عن عوف ، حدثنا أبو الصديق الناجي.

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وجورا وعدوانا ، ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.

قال الحاكم ـ وأقرّه الذهبي ـ : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والحديث المفسّر بذلك الطريق وطرق حديث عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله كلها صحيحة على ما أصّلته في هذا الكتاب بالاحتجاج بأخبار عاصم ابن أبي النجود إذ هو إمام من أئمة المسلمين.

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني ، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، حدثنا عمران القطان ، حدثنا قتادة ، عن أبي نضرة :

عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المهديّ منّا أهل البيت أشمّ الأنف أقنى أجلى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يعيش هكذا : وبسط يساره وإصبعين من يمينه المسبحة والإبهام وعقد ثلاثة.

قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ـ

٣١٦

__________________

ـ أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا النضر بن شميل ، حدثنا سليمان بن عبيد ، حدثنا أبو الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يخرج في آخر أمّتي المهديّ يسقيه الله الغيت ، وتخرج الأرض نباتها ، ويعطي المال صحاحا ، وتكثر الماشية وتعظم الأمّة يعيش سبعا أو ثمانيا ، يعني حججا.

قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي : صحيح.

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا حجّاج بن الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن مطر وأبي هارون ، عن أبي الصديق الناجي :

عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : تملأ الأرض جورا وظلما فيخرج رجل من عترتي. الحديث.

[قال الحاكم] : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

٣١٧

[حديث أبي هريرة في قيام المهديّ من أهل البيت عليهم‌السلام وأنه من الأمور الحتميّة قبل قيام القيامة].

٥٧٠ ـ أخبرني شيخنا نجم الدين عثمان بن الموفّق بقراءتي عليه ، أنبأنا عبد الحميد ابن محمد بن إبراهيم الخوارزمي إجازة ، أنبأنا أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ، أخبرني الشيخ فخر الدين عليّ بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي إجازة بروايته عن [عمر بن محمد بن محمد] (١) والشيخة أمّ العرب فاطمة بنت عليّ بن القاسم ابن عساكر الدمشقية بروايتها عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني إجازة بروايتهم (٢) ثلاثتهم عن الشيخ أبي علي الحسن بن أحمد الحداد الأصفهاني إجازة ، قال : أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رحمه‌الله ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن عمر ، حدّثنا أبو حصين محمّد بن الحسن بن حبيب ، حدّثنا بحر بن عبد المجيد ، حدّثنا قيس بن الربيع ، عن أبي حسين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال :

[قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :] لا يقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية وجبل الديلم. ولو لم يبق إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يفتحها (٣).

__________________

(١) ما بين المعقوفين أخذناه من الحديث : (٢٥٧) من السمط الأول وكان محلّه في الأصل بياضا.

(٢) هذا هو الصواب ، وفي أصلي : «بروايتهما».

ورواه عنه في ذيل الحديث : (٣٦) في الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٥ والظاهر أن فيهما معا حذفا.

(٣) ورواه أيضا ابن ماجة في أبواب الجهاد من تحت الرقم : (١٠٠٠) من سننه.

ورواه عنه في فضائل الخمسة : ج ٣ ص ٣٣٠.

٣١٨

[حديث أبي سلمى في ازدهار الدنيا بقيام المهديّ المنتظر صلوات الله وسلامه عليه].

٥٧١ ـ وبالأسانيد المذكورة (١) إلى الإمام السعيد ضياء الدين أخطب الخطباء موفّق بن أحمد المكّي الخوارزمي رحمه‌الله (٢) قال : أخبرني قاضي القضاة نجم الدين محمد بن الحسين بن محمد البغدادي فيما كتب إليّ من همدان ، أنبأنا الشريف الإمام نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي رحمه‌الله ، عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن شاذان رحمه‌الله ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ ، حدّثني عليّ بن عليّ بن سنان الموصلي [أنبأنا] أحمد بن محمد بن صالح ، عن سلمان ابن محمد ، عن زياد بن مسلم (٣) عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر ، عن سلامة :

عن أبي سلمى (٤) راعي [إبل] رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (٥) : ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جلّ جلاله : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) [٢٨٥ / البقرة : ٢] قلت : «والمؤمنون» قال : صدقت يا محمد من خلّفت في أمّتك؟ قلت : خيرها. قال : عليّ بن أبي

__________________

(١) في الحديث : (٥٥١) المتقدم في ص ٢٩٢ في الباب : (٦١) وغيره مما تقدمه.

(٢) ورواه عن ابن شاذان في الفصل السادس من مقتل الحسين عليه‌السلام ص ٩٥ ط ١.

(٣) كذا في مقتل الخوارزمي ، وفي أصلي من مخطوطة طهران من فرائد السمطين : «عن زيات بن مسلم».

(٤) ذكره ابن حجر تحت الرقم : (٥٦٣) من باب الكنى من كتاب الإصابة : ج ٤ ص ٩٤ قال :

أبو سلمى الراعي خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقال : اسمه حريث. ووقع مسمى عند ابن مندة وغيره ، تقدم في الأسماء ...

(٥) من قوله : «قال سمعت ـ إلى قوله ـ يقول» كان قد سقط من نسخة طهران من فرائد السمطين ، وأخذناه من مقتل الخوارزمي ، ومما رواه عنه في الحديث : (٢٧) من الباب : (١٤١) من كتاب غاية المرام ص ٦٩٥.

٣١٩

طالب؟ قلت : نعم يا ربّ. قال : يا محمد إنّي اطلعت على الأرض اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر إلّا ذكرت معي فأنا المحمود وأنت محمد. ثمّ اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو عليّ.

يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من شبح نوري (١) [و] عرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ، ومن جحدها كان [عندي] من الكافرين.

يا محمد لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتّى ينقطع أو يصير كالشنّ البالي ثمّ أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم.

يا محمد [أ] تحبّ أن تراهم؟ قلت : نعم يا ربّ. فقال لي : التفت عن يمين العرش. فالتفتّ فإذا أنا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمد بن عليّ وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ومحمد بن عليّ وعليّ ابن محمد ، والحسن بن عليّ والمهديّ في ضحضاح من نور قياما يصلّون [و] هو في وسطهم ـ يعني المهديّ ـ كأنّه كوكب درّيّ.

وقال : يا محمد هؤلاء الحجج ، وهو الثائر من عترتك ، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي ، والمنتقم من أعدائي.

__________________

(١) كذا في أصلي ، وفي مقتل الخوارزمي : «من سنخ نور من نوري».

٣٢٠