فرائد السمطين - ج ٢

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ٢

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣
الجزء ١ الجزء ٢

الباب السابع والأربعون

[في حديث النجوم وأن أهل البيت عليهم‌السلام أمان للأمة كما أن النجوم أمان لأهل السماء]

٥١٥ ـ أخبرنا الإمام قطب الدين المرتضى بن محمود بن محمد بن محمد الحسني إجازة ـ في شهور سنة إحدى وسبعين وستّ مائة بهمدان ـ قال : أنبأنا والدي رحمه‌الله.

وأنبأنا الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين الكرجي ـ بقراءتي عليه [في] ظاهر قرية «قهود» وهي التي تدعى ب «نقورقلعة» قال : وأنبأنا جدّي لأمي الإمام مجد الدين أبو محمد عبد الرحمن بن الإمام مجد الدين أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني ، قال : أنبأنا شيخ الإسلام جمال السنّة معين الدين أبو عبد الله محمد بن حمويه الجويني ـ سلام الله عليه ولا زالت رسائل لطفه ورضاه متواصلة إليه ـ قال : أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن عليّ بن الفضل الفاريدي رضي‌الله‌عنه ، قال : أنبأنا الإمام أبو القاسم عبد الله بن عليّ ـ شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومقدّم أهل الإسلام والشريعة رضي‌الله‌عنه ـ قال : أنبأنا شيخ الإسلام أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ـ يوم الثلثاء السابع من شوال سنة ستّ وأربع مائة ـ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ، حدثنا محمد بن شيبان العرّار ، حدثنا بهلول بن موزون ، حدثنا موسى بن عبيدة ، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه [قال] :

إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي (١).

__________________

(١) وللحديث طرق كثيرة وأسانيد جمّة ، ويجيء أيضا تحت الرقم : (٥٢١ ـ ٥٢٢) في الباب : (٤٨) ص ٢٥٠ عن مصدر آخر وبسند آخر.

ورواه أيضا الطبرسي في تفسير الآية : (١٦) من سورة النحل من مجمع البيان.

٢٤١

[في أن أهل بيت النبيّ صلى الله عليهم أجمعين سفن نجاة الأمة وأن مثلهم مثل باب حطة بني إسرائيل فمن تمسّك بهم وأخذ بمحجّتهم البيضاء نجا ، ومن تخلّف عنهم غرق. ومأواه من النار أسفل الدرك] (١).

٥١٦ ـ أخبرنا الشيخ الصالح كمال الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عليّ السيّد قاني الجويني رحمه‌الله فيما كتب لي وأجاز [لي] ـ في روايته [عنه] في ذي الحجّة سنة أربع وستين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الإمام جمال الدين أبو الفضل جمال ابن معين الطبري ، أنبأنا زاهر بن طاهر بن محمد المستملي (٢) أنبأنا أبو الفتوح حمزة بن محمد بن عليّ الملقّب ببحسول الهمداني ، قال : أنبأنا الإمام أبو الفتح محمد بن عليّ بن عبد الله المذكّر بهراة ، قال : أنبأنا إسماعيل بن زاهر النوماجي (٣) في كتابه ، قال : أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم الأصفهاني ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني (٤) قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز الكلابي [حدثنا أبي] قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حمّاد المقرئ ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

وإنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له.

__________________

(١) كذا هاهنا ، وانظر ما تقدم في الباب : (٢١) من هذا السمط تحت الرقم : (٤٠٨) ص ٩٥.

(٢) وبعده في أصليّ بياض مقدار خمس كلمات.

وهذا رواه البحراني في الباب : (٣٢) من كتاب غاية المرام ص ٢٣٧ ، ولم يتعرّض لبيان المحذوف.

(٣) كذا في أصلي ، ولعلّ الصواب : «النوقاني». وفي كتاب غاية المرام : البوناني؟

(٤) رواه في ترجمة محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي أبي مليل الكوفي من المعجم الصغير : ج ٢ ص ٢٢ ط ٢ ثم قال الطبراني :

لم يروه عن أبي أسامة إلّا ابن أبي حمّاد ، تفرّد به عبد العزيز بن محمد.

وهذا وما بعده رواه البحراني عن هذا الكتاب وعن غيره في الباب : (٣٢ و ٣٣) من كتاب غاية المرام : ص ٢٣٧ ـ ٢٤٠.

٢٤٢

[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّ : أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ، ومثلك ومثل الأئمة من ولدك مثل سفينة نوح ... ومثلكم مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة].

٥١٧ ـ أخبرني المشايخ الجلّة من أهل الحلّة : السيّدان الإمامان جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني وجلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد بن فخار الموسوي ، والإمام العلّامة نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن الحسين ابن يحيى بن سعيد ـ رحمهم‌الله ـ بروايتهم عن السيّد الإمام شمس الملّة والدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين ابن بابويه القمّي رحمه‌الله (١) قال : حدثنا عليّ بن أحمد بن عبد [الله] بن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد ابن [أبي] عبد الله ، عن أبيه : محمد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا عليّ أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبّني [وهو] يبغضك ، لأنك منّي وأنا منك ، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ، وأنت إمام أمّتي ، وخليفتي عليها بعدي. سعد من أطاعك ، وشقي من عصاك ، وربح من تولّاك ، وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك ، وهلك من فارقك.

__________________

(١) رواه في آخر المجلس : (٤٥) من أماليه ص ٢٣٨.

ورواه عنه وعن فرائد السمطين في الباب : (٣٢ ـ ٣٣) من كتاب غاية المرام ص ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

٢٤٣

مثلك ومثل الأئمة من [ولدك] بعدي مثل سفينة نوح ، من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق (١).

ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة.

[أبيات الإمام الصادق عليه‌السلام في استقامتهم على منهاج الكرامة والشهامة ، وأن السرّاء والضرّاء لا يزحزحهم عن السيادة والعدالة وأن مثلهم مثل النجوم الثاقبة التي يهتدي بها المهتدون].

٥١٨ ـ كتب [إ] ليّ السيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد [بن] فخار بن معد الموسوي ـ وأظن أنّي سمعته منه وأنبأني به [شفاها] ـ قال : أملى عليّ والدي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرني الشيخ العالم المحدّث أبو القاسم عليّ بن عليّ بن منصور الخازن الحائري إملاء ، قال : أخبرني الشيخ الحافظ أبو القاسم ذاكر بن كامل الخفّاف سنة اثنين وثمانين وخمس مائة ببغداد ، قال : أخبرني الشيخ أبو سعيد أحمد ابن عبد الجبّار بن أحمد الصيرفي ، قال : أخبرني القاضي أبو القاسم عليّ بن المحسن التنوخي ، قال : أخبرني الشيخ أبو عبيد الله محمد بن عمر [ان] المرزباني ، قال : روى لنا محمد بن زكريا الغلابي : أن سفيان الثوري ، قال : روى لنا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام ، هذه الأبيات لنفسه :

لا اليسر يبطرنا يوما فيطربنا (٢)

ولا نرى لاعتسار نظهر الجزعا

__________________

ـ وحديث سفينة عن ابن عباس رواه ابن المغازلي تحت الرقم : (١٧٣ ـ ١٧٦) من مناقبه ص ١٣٤.

(٢) وفي الأمالي : «مثلك ومثل الأئمة من ولدك مثل سفينة نوح من ركبها ...».

(١) كذا في أصليّ. ولعلّ الصواب : «بطربنا يوما فيبطرنا».

ورواه في باب معالي أمور الإمام الصادق عليه‌السلام من مناقب آل أبي طالب : ج ٢ ص ٣٩٧ ، ـ

٢٤٤

إن سرّنا الدهر لم نبهج ببهجته (١)

أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا

مثل النجوم على آثار أوّلنا (٢)

إن غاب هذا فهذا بعد قد طلعا

__________________

ـ وفي ط ٣ : ج ٤ ص ٢٧٦ وفيه : «لا اليسر يطرقنا يوما فيبطرنا».

ورواه أيضا في باب : «محاسن أخلاق الإمام الصادق» عليه‌السلام من بحار الأنوار : ج ١١ ، ط ١ ، ص ... وفي ط ٣ : ج ٤٧ ص ٢٥ نقلا عن كتاب المناقب ، وفيه : «لا اليسر يطرؤنا ...».

(١) وفي كتاب المناقب والبحار : «لم نبهج لصحبته».

(٢) وفي كتاب مناقب آل أبي طالب وبحار الأنوار :

مثل النجوم على مضمار أولنا

إذا تغيّب نجم آخر طلعا

أقول : وروى السيد أبو طالب في أماليه ـ كما في الباب : (٨) من تيسير المطالب ص ١٢٩ ـ قال :

أخبرنا أبو العباس الحسني ، قال : حدثنا عبد العزيز بن إسحاق ، قال : حدثني أبو صالح أحمد بن يوسف ، قال : حدثني نصر بن حمّاد ، قال : سمعت شعبة يقول : ـ حين ظهر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم‌السلام ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي في أمّتي مثل النجوم كلما أفل نجم طلع نجم.

٢٤٥

الباب الثامن والأربعون

[في تشبيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهل بيته بسفينة نوح برواية الصحابي العظيم أبي ذرّ الغفاري رفع الله مقامه].

٥١٩ ـ روى الإمام المفسّر عليّ بن أحمد الواحدي العديم [النظير] في أنواع الفضائل واستنباط المعاني جزاه الله خيرا عن دين الإسلام وعن أهل بيت محمد عليه وعليهم‌السلام.

وقد أخبرني [بسندهم عنه] جماعة منهم : العلامة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني ـ فيما أجازوا لي روايته عنهم ـ قالوا : أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ، عن عبد الجبّار بن محمد الخواري إجازة ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ [بن أحمد] الواحدي ، قال : أنبأنا الفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عليّ ابن أبي بكر الفقيه ، أنبأنا محمد بن إدريس الشافعي ، حدثنا المفضّل ابن صالح ، عن أبي إسحاق السبيعي :

عن حنش بن المعتمر الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ وهو آخذ بباب الكعبة وهو يقول : يا أيّها الناس من عرفني فأنا من قد عرفتم ، ومن لا يعرفني فأنا أبو ذرّ ، إنّي سمعت رسول الله (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك.

قال الواحدي [و] رواه الحاكم في صحيحه (٢) عن أحمد بن جعفر بن حمدان ،

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه في غاية المرام عن هذا الكتاب ، وفي اصليّ : «سمعت النبيّ ...».

(٢) رواه في آخر باب مناقب أهل البيت من المستدرك : ج ٣ ص ١٥٠.

ورواه بعينه جعفر بن حمدان القطيعي في زيادات باب مناقب الحسن والحسين عليهما‌السلام في الحديث : ـ

٢٤٦

__________________

ـ (٥٥) من كتاب الفضائل.

وأيضا رواه الحاكم في آخر تفسير سورة «هود» من كتاب التفسير من المستدرك : ج ٢ ص ٣٤٣ قال :

أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار ، حدثنا يونس بن بكير ، حدثنا المفضّل ابن صالح ، عن أبي إسحاق :

عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذرّ يقول ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ومن أنكرني فأنا أبو ذرّ ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

ورواه أيضا الطبراني في ترجمة الحسين بن أحمد من المعجم الصغير : ج ١ ، ص ١٣٩ ، وفي ط ... ص ٧٨ قال :

حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجادة البغدادي ، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق :

عن حنش بن المعتمر ، أنّه سمع أبا ذرّ الغفاري يقول : ...

ورواه أيضا يعقوب بن سفيان في ترجمة عبد الله بن عباس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ١ ، ص ٥٣٨ ط ١.

عن عبيد الله [بن موسى] عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ...

ورواه أيضا ابن المغازلي في الحديث : (١٧٥) من مناقبه ص ١٣٣ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان ، حدثنا سويد ، حدثنا المفضل بن عبد الله ، عن أبي إسحاق :

عن ابن المعتمر عن أبي ذرّ الغفاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ؛ من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل ، كما رواه عنه في كتاب مشكاة المصابيح ص ٥٧٣.

ورواه أيضا أبو يعلى ، كما رواه عنه ابن كثير الدمشقي في تفسير الآية : (...) من سورة ......

من تفسيره بهامش فتح البيان : ج ٩ ص ١١٥.

ورواه أيضا السيوطي نقلا عن أبي يعلى في كتاب الخصائص الكبرى : ج ٢ ص ٢٦٦.

وراجع أيضا كتاب المعارف ـ لابن قتيبة ـ ص ٨٦ ، وكتاب عيون الأخبار ـ له أيضا ـ : ج ١ ، ص ٢١١ ، والمعجم الصغير للطبراني ص ١٧٠ ، وتاريخ الخلفاء ص ٥٧٣ ، وكتاب الصواعق المحرقة ص ١٨٤.

وأيضا رواه سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ الغفاري ، كما رواه بسنده عنه الطبراني في المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٣٠ / وفي ط الحديث ج ٢ ص ... قال :

حدثنا عليّ بن عبد العزيز ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا عليّ بن زيد بن جذعان :

عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلهم [قاتلنا «خ ل»] في آخر الزمان فكأنّما قاتل مع الدجال.

ورواه أيضا الخوارزمي في الفصل السادس من مقتله : ج ١ ، ص ١٠٤ ، ط ١ ، عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني ، عن محمود بن إسماعيل الأصبهاني ، عن أحمد بن محمد بن الحسين ، عن سليمان بن أحمد الطبراني ... ـ

٢٤٧

__________________

ـ ورواه أيضا البزار كما رواه عنه وعن الطبراني في مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٨ ، ورواه في كتاب ذخائر العقبى ص ٢٠ عن الملا

ورواه أيضا الذهبي في ترجمة ..... تحت الرقم : (١٨٢٦) من ميزان الاعتدال : ج ١ ، ص ٢٢٤ وفي ط ... ص ٤٨٢.

ورواه أيضا بسنده عن سعيد بن المسيّب عن أبي ذرّ ، ابن المغازلي في الحديث : (١٧٧) من مناقبه ص ١٣٤ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو نصر ابن الطحّان إجازة ، عن القاضي أبي الفرج الخيوطي ، حدثنا أبو الطيّب ابن فرج ، حدثنا إبراهيم ، حدثنا إسحاق بن سنان ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا عليّ بن زيد :

عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي ذرّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ؛ من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق ، ومن قاتلنا. في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال.

وأيضا روى هذا الحديث جماعة أخر من الصحابة كعبد الله بن العباس وسلمة بن الأكوع ، وأنس ابن مالك ، وأبي سعيد الخدري ، وعبد الله بن الزبير ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة.

أمّا حديث ابن عباس فقد رواه ابن المغازلي تحت الرقم : (١٧٣ و ١٧٦) من مناقبه ص ١٣٤ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفّر بن أحمد العطّار الفقيه الشافعي رحمه‌الله ، حدّثنا أبو محمد عبد الله ابن محمد بن عثمان الملقّب بابن السقّاء الحافظ الواسطي ، قال : حدثني أبو بكر محمد بن يحيى الصولي النحوي ، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي ، حدثنا جهم بن السباق أبو السباق الرياحي ، حدثني بشر بن المفضّل ، قال :

سمعت الرشيد يقول : سمعت المهديّ يقول : سمعت المنصور يقول : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك.

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه‌الله ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي السقطي إملاء ، حدثنا أبو يوسف ابن سهل الحضرمي ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن رزمة ، حدثنا سليمان بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا أبو الصهباء :

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق.

ورواه أيضا أبو نعيم في حلية الأولياء : ج ٤ ص ٣٠٦.

وأما رواية سلمة بن الأكوع فذكرها أيضا ابن المغازلي تحت الرقم : (١٧٤) من مناقبه ص ١٣٢ ، قال :

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذنا ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا سويد ، حدثنا عمر بن ثابت ، عن موسى بن عبيدة :

عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا

ورواه أيضا في كتاب ذخائر العقبى ص ١٧ ، وقال : أخرجه أبو عمرو الغفاري.

وأمّا حديث أنس بن مالك فرواه الخطيب في ترجمة ..... تحت الرقم : (...» من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ٩١. ـ

٢٤٨

عن عباس بن [إبراهيم] القراطيسي ، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي ، عن المفضّل ابن صالح ...

ثم قال الواحدي رحمه‌الله : انظر كيف دعا الخلق إلى التشبّث إلى ولائهم والسير تحت لوائهم بضرب مثلهم بسفينة نوح عليه‌السلام (١).

جعل [صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما] في الآخرة من مخاوف الأخطار وأهوال النار كالبحر الذي يلجّ براكبه (٢) فيورده مشارع المنيّة ، ويفيض عليه سجال البليّة.

وجعل أهل بيته [عليه وعليهم‌السلام] سبب الخلاص من مخاوفه (٣) والنجاة من متالفه ، فكما لا يعبر البحر المهياج (٤) عند تلاطم الأمواج إلا بالسفينة ؛ كذلك لا يأمن لفح الجحيم ، ولا يفوز بدار النعيم إلّا من تولىّ أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحل لهم ودّه ونصحه (٥) وأكّد في موالاتهم عقيدته ، فإنّ الذين تخلّفوا عن تلك السفينة آلوا شرّ مال ، وخرجوا من الدنيا إلى أنكال وجحيم ذات أغلال.

وكما ضرب مثلهم [ب] سفينة نوح ، قرنهم بكتاب الله تعالى فجعلهم ثاني الكتاب وشفع التنزيل (٦) وهو ما :

__________________

ـ وأمّا أحاديث أبي سعيد وابن الزبير ، وأبي الطفيل فتجدها في كتاب المعجم الصغير : ج ٢ ص ٢٢ والجامع الصغير ص ٤٦٠ ، وكتاب منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد : ج ٥ ص ٩٠ وكتاب الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ج ١ ، ص ٧٦.

(١) هذا هو الظاهر ، ومثله في كتاب غاية المرام نقلا عن فرائد السمطين. وفي مخطوطة طهران : «يضرب مثلهم سفينة نوح عليه‌السلام».

(٢) هذا هو الظاهر من السياق ، يقال : لجّت السفينة : خاضت اللجّة أي معظم الماء. والتجّ البحر : هاج واضطرب. وفي أصليّ : «الذي نجح براكبه». وفي كتاب غاية المرام : «لجّ براكبه».

(٣) هذا هو الظاهر ، وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين وغاية المرام : «سبب الإخلاص ...».

(٤) المهياج : المتحرك المضطرب. وفي غاية المرام : «البحر الهيّاج».

(٥) هذا هو الظاهر ، وفي مخطوطة طهران : «نصيحته ...». و «نحل لهم ودّه» : أعطاهم ودّه أو خصّهم به. والفعل على زنة ذهب.

(٦) الشفع : القرين.

٢٤٩

[حديث الثقلين بسند عليّ بن أحمد الواحدي عن الصحابي الكبير زيد بن أرقم]

٥٢٠ ـ أخبرنا أبو بكر أحمد [بن] محمد بن عبد الله الحافظ (١) أنبأنا عبد الله ابن محمد بن جعفر الحافظ ، حدثنا محمد بن يحيى بن مندة ، حدثنا حميد بن سعد (٢) حدثنا حيّان الكرماني ، عن سعيد بن مسروق ، عن يزيد بن حيّان ، قال :

دخلنا على زيد بن أرقم ، فقال : خطبنا رسول الله (٣) صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله عزوجل ، من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة. ثم أهل بيتي (٤) أذكّركم الله في أهل بيتي ـ [قالها] ثلاث مرّات ـ.

قلنا : [يا زيد] من أهل بيته؟ نساؤه؟ (٥) قال : لا ، أهل بيته : أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، آل عليّ وآل العباس وآل جعفر ، وآل عقيل.

[ثمّ] قال الواحدي : [و] رواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة ، عن [محمد] ابن فضيل ، عن أبي حيّان ، عن يزيد بن حيّان (٦).

__________________

(١) ورواه عنه في الحديث : (٣١) من الباب : (٢٨) من كتاب غاية المرام ص ٢١٥ ، وزاد بعد هذه الجملة قوله : «أنبأنا عبد الله الحافظ».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «حميد بن سعيد». وفي كتاب غاية المرام : «حميد ابن مسعود»؟

(٣) وفي الكلام حذف جليّ يوضحه رواية مسلم وابن عساكر وغيرهما.

(٤) كذا في نسخة طهران ، ومثلها في كتاب غاية المرام ، أي وثانيهما أهل بيتي ...

وفي نسخة السيد علي نقي : «ثم قال : [و] أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي».

(٥) وفي رواية مسلم عن محمد بن بكار بن الريّان ... : «فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».

(٦) قد تقدّمت رواية مسلم في تعليق الحديث : (٥١٣) في الباب : (٤٦) من هذا السمط ص ٢٣٢. ـ

٢٥٠

__________________

ـ والحديث رواه أيضا الحافظ ابن عساكر في ترجمة : «شارزما» بنت جعفر أمة العزيز الديلمية من تاريخ دمشق من النسخة الظاهرية : ج ١٩ / الورق ٢٣١ / ب / قال :

أخبرنا أبو محمد ابن الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتّاني ، أخبرتنا أمة العزيز «شارزما) ابنة جعفر الديلمية ـ قدمت علينا ـ قراءة عليها ، قالت : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن [ظ] يحيى بن مندة ، أنبأنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق ، أنبأنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ، أنبأنا حسّان ، عن سعيد بن مسروق ، عن سعيد بن حيّان : [كذا] :

عن زيد بن أرقم ، قال [سعيد] : دخلنا عليه فقلنا له : [يا زيد] لقد رأيت خيرا [كثيرا] صاحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصلّيت خلفه. قال : لقد رأيته ولقد خشيت إنما أخّرت لشرّ!! ما حدّثتكم به فاقبلوه ، وما سكتّ عنه فدعوه. ثم قال :

قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بواد بين مكّة والمدينة يدعى بخمّ [ظ] ـ وقال : إنما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ، ألا وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل من اتّبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة. ثم قال : وأهل بيتي اذكروا [كم] الله في أهل بيتي ثلاث مرات.

ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر بسند آخر في ترجمة أحمد بن عليّ بن محمد أبي نصر الطوسي تحت الرقم : (٥٨) من معجم الشيوخ الورق ١١ /.

٢٥١

[حديث النجوم برواية الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام وسلمة بن الأكوع الصحابي]

٥٢١ ـ أنبأني السيّد الإمام جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني ، والسيّد النسّابة جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي رحمهما‌الله ، بروايتهما عن السيّد شمس الدين [شيخ] الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن محمد ابن عليّ بن الحسين بن بابويه القمي ، قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر ، قال : حدثنا عبد الرحمن ابن صالح ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة [بن الأكوع] عن أبيه ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي (١).

٥٢٢ ـ وبالإسناد [المتقدم آنفا] إلى ابن بابويه [قال :] حدّثنا محمد بن عمر ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن السري بن سهل ، قال : حدثنا عباس بن الحسين ،

__________________

(١) ورواه أيضا يعقوب بن سفيان الفسوي في ترجمة عبد الله بن العباس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج ١ ، ص ٥٣٨ ط ١ ، قال :

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثنا موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمّتي.

٥٢٢ ـ والحديث تقدم تحت الرقم : (٥١٥) في الباب : (٤٧) ص ٢٣٩ بسند آخر عن موسى ابن عبيدة ...

ورواه أيضا في الحديث : (٢٦٧) من باب فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب الفضائل ـ تأليف أحمد بن حنبل وابنه وتلميذه ـ قال : ـ

٢٥٢

قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده

عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ذهبت السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

[كلام الإمام محمد بن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام في نعت أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين].

٥٢٣ ـ وبه [أي بالسند المتقدم تحت الرقم : ٥٢١] عن أبي جعفر ابن بابويه قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري ، عن أبي المغراء حميد ابن المثنّى العجلي ، عن أبي بصير ، عن خيثمة الجعفي :

عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : نحن جنب الله ، ونحن صفوة الله ، ونحن خيرته ، ونحن مستودع مواريث الأنبياء ، ونحن أمناء الله عزوجل ، ونحن حجّة الله ، ونحن أركان الإيمان ، ونحن دعائم الإسلام ، ونحن من رحمة الله على خلقه ، ونحن من بنا يفتح (١) وبنا يختم ، ونحن أئمة الهدى ، ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى (٢) ونحن السابقون ، ونحن الآخرون ، ونحن العلم المرفوع للحقّ ،

__________________

ـ وفيما كتب إلينا أيضا [محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي] يذكر أن يوسف بن نفيس حدثهم قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن جده :

عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النجوم أمان لأهل السماء ، إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.

ورواه عنه في كتاب ذخائر العقبى ص ١٧.

(١) جملة : «نحن من بنا يفتح» غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «نحن منازل الهدى».

٢٥٣

من تمسّك بنا لحق ، ومن تأخّر عنّا غرق ، ونحن قادة الغرّ المحجّلين ، ونحن خيرة الله ، ونحن الطريق الواضح ، والصراط المستقيم إلى الله ، ونحن من نعمة الله عزوجل على خلقه ، ونحن المنهاج ، ونحن معدن النبوّة ، ونحن موضع الرسالة ، ونحن الذين مختلف الملائكة ، ونحن السراج لمن استضاء بنا ، ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ، ونحن الهداة إلى الجنّة ، ونحن عرى الإسلام (٣) ونحن الجسور والقناطر ، من مضى عليها لم يسبق ، ومن تخلّف عنها محق ، ونحن السنام الأعظم ، ونحن الذين [بنا] ينزل الله الرحمة ، وبنا يسقون الغيث ، ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب ، فمن عرفنا وأبصرنا وعرف حقّنا وأخذ بأمرنا فهو منّا وإلينا.

__________________

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «ونحن عزّ الإسلام».

٢٥٤

الباب التاسع والأربعون

[في أن من مات على حبّ آل محمد واهتدى بهديهم فله عند الله تعالى الكرامة العظمى ، ومن مات على بغض آل محمد فله من الخزي الفاضح ما يؤويه من الجحيم الطبقة السفلى].

٥٢٤ ـ أخبرني الشيخ الصالح المسند شرف الدين ابو الفضل أحمد بن هبة الله ابن أحمد بن محمد بن (١) الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه بها ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام رضيّ الدين المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي إجازة ، أنبأنا جدّي لأمّي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة سماعا عليه ، قال : أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي ، قال : أنبأنا الإمام أحمد بن محمد ابن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي ، قال : حدثنا عبد الله بن حامد ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عليّ بن الحسين البلخي ، حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق ، حدثنا محمد ابن أسلم الطوسي ، حدثنا يعلى بن عبيد الله البلخي (٢) عن إسماعيل ابن أبي خالد ، عن قيس بن حازم ، عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

[ألا] من مات على حب آل محمد مات شهيدا.

[ألا] ومن مات على حبّ آل محمد مات مغفورا له.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «محمد بن محمد بن الحسن بن عساكر ...».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «يعلى بن عبيد».

٢٥٥

[ألا] ومن مات على حبّ آل محمد مات تائبا (٣).

ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان.

ألا ومن مات على حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنّة ، ثم منكر ونكير.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد يزفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد جعل الله زوّار قبره ملائكة الرحمن.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات على السنّة والجماعة.

ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله.

ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا.

ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنّة.

[قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : معرفة آل محمد براءة من النار وحبّ آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب].

٥٢٥ ـ رأيت بخطّ جدّي شيخ الإسلام جمال السنّة أبي عبد الله محمد بن حمّويه ابن محمد الجويني قدّس الله روحه ، أنبأنا الحافظ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي ، قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد بن صباح بن (١)

__________________

(٣) ما بين المعقوفين في هذه الفقرة وما قبلها مأخوذ من رواية الزمخشري في تفسير الآية : (٢٣) من سورة الشورى ٤٢ وهي آية المودّة من تفسير الكشاف.

ورواه عنه الرازي في تفسيره.

وروى الخطيب في ترجمة أبي قيراط محمد بن جعفر بن محمد تحت الرقم (٥٦٣) من تاريخ بغداد : ج ٢ ص ١٤٦ ، ط ١ ، قال :

أخبرنا أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضرّاب ، قال : [أ] نبأنا محمد بن إسماعيل الوراق ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن جعفر العلوي ، قال : أنبأنا سليمان بن علي الكاتب ، قال : حدثني القاسم بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده محمد بن عمر ، عن أبيه عمر بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شفاعتي لأمّتي من أحبّ أهل بيتي وهم شيعتي.

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أحمد بن جناح ...».

٢٥٦

يونس بن عبيد التميمي البخاري ، قال : أنبأنا الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري (٢) الكلابادي ـ يعرف بأبي بكر ابن إسحاق ـ رضي‌الله‌عنهم أجمعين ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا محمد بن عبيد بن خالد ، حدثنا محمد بن عثمان البصري ، حدثنا محمد بن الفضل ، عن محمد بن سعد أبو طيبة :

عن المقداد بن الأسود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحبّ آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب.

[وقد] أخبرنا بهذا الحديث الشيخ الإمام تاج الدين عليّ بن أنجب بن عبيد الله ابن الخازن إجازة ببغداد ـ في سنة إحدى وسبعين وستّ مائة ـ قال : أنبأنا الشيخ ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن عليّ بن عليّ إذنا.

وأخبرنا به الإمام مجد الدين أبو الحسن محمد بن يحيى بن الحسين ـ بقراءتي عليه بمدينة خانقين ـ قلت له : أخبرك جدّك لأمّك الإمام مجد الدين أبو محمد إجازة ، قال : أنبأنا أبي الشيخ الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد الله بن حيدر القزويني ، قالا : أنبأنا الشيخ معين الدين أبو عبد الله محمد بن حمّويه بن محمد الجويني قدس الله روحه ، قال : [قال] القاضي الإمام أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي في مصنفه الموسوم بكتاب الشفاء في حقوق المصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه. وقد أخبرني به سراج الدين عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر المالكي كتابة من بغداد ، قال : أنبأنا الإمام شرف الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي سماعا من لفظه ، قال : أنبأنا أقضى القضاة أبو القاسم عبد الرحيم ابن أقضي القضاة بمدينة «فاس» المعروف بابن الملحوم سماعا ـ قال :

أنبأنا القاضي المصنف عياض بن موسى رحمه‌الله ، قال : قال بعض العلماء : معرفتهم معرفة مكانهم من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإذا عرفهم بذلك عرف وجوب حقّهم وحرمتهم بسببه.

__________________

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «قال : أنبأنا الإمام الكلابادي [و] يعرف بأبي بكر ابن إسحاق ...».

٢٥٧

الباب الخمسون

[في حثّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حبّ عليّ خاصة ثم على حبّ أهل البيت عامة وأن من أحبّ عليا يقبل الله منه صلاته وصيامه].

٥٢٦ ـ أنبأني الرشيد محمد بن أبي القاسم ابن عمر المقرئ ، عن محي الدين يوسف بن أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي إجازة ، عن ناصر بن أبي المكارم كتابة ، عن أبي المؤيّد ابن أحمد الخطيب (١) ـ إذنا إن لم يكن سماعا ـ قال : أنبأنا الحافظ الحسن بن أحمد أبو العلاء العطّار ، ونجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين ابن محمد البغدادي ، قالا : أنبأنا الشريف نور الهدى عليّ بن الحسن بن محمد بن عليّ أبو طالب الزينبيّ ، عن الإمام محمد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان ، قال : حدثني القاضي أبو محمد الحسن بن محمد بن موسى ، عن عليّ بن ثابت ، عن حفص بن عمر ، عن يحيى بن جعفر ، عن عبد الرحمن بن إبراهيم (٢) عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أحبّ عليا قبل الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه.

ألا ومن أحبّ عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنّة.

ألا ومن أحبّ آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط.

ألا ومن مات على حبّ آل محمد فأنا كفيله بالجنّة مع الأنبياء.

ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله.

__________________

(١) وهو الموفّق بن أحمد الخوارزمي ،.

والحديث رواه في الفصل السادس من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ص ٣٢ ط الغري ، كما رواه أيضا في أواسط الفصل : (٤) من مقتل الحسين عليه‌السلام : ج ١ ، ص ٤٠ ط الغري.

(٢) كذا في نسخة طهران ، ومناقب الخوارزمي ومقتل الحسين عليه‌السلام له ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن عبد الله بن إبراهيم».

٢٥٨

[أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا بكتابة ما يمليه عليه ثم بيان بركات الأئمة من ولده وأن أولهم هو الإمام الحسن وبعده الحسين وأن الأئمة من بعده من ولده].

٥٢٧ ـ أخبرني السيد النسّابة جلال الدين عبد الحميد ، عن أبيه الإمام شمس الدين شيخ الشرف فخار بن معد بن فخار الموسوي ، عن شاذان بن جبرئيل القمّي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن بابويه (١) قال : أنبأنا أبي ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل :

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : أكتب ما أملي عليك. قال : يا نبيّ الله وتخاف عليّ النسيان؟ فقال : لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله عزوجل لك أن يحفظك ولا ينسيك (٢) ولكن اكتب لشركائك. قال : قلت : ومن شركائي يا نبيّ الله؟ قال : الأئمة من ولدك بهم يسقى أمّتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء. وهذا أوّلهم. وأومأ بيده إلى الحسن ثم أومأ بيده إلى الحسين عليهما‌السلام ثم قال عليه وآله السلام : الأئمة من ولده.

__________________

(١) رواه في الحديث الأول من المجلس : (٦٣) من أماليه ص ٣٥٩ ط الغري ، وليس فيه قوله : «أنبأنا أبي».

(٢) ولهذا الصدر شواهد كثيرة مذكورة في تفسير قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) [١٢ / الحاقّة] من كتاب شواهد التنزيل : ج ٢ ص ٢٧٢ ، وفي الباب : (٦٩) من كتاب غاية المرام ص ٣٦٦.

٢٥٩

[حديث ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى نبيّه : إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا].

٥٢٨ ـ أخبرني الإمام العدل الثقة أبو طالب عليّ بن أنجب بن عثمان الخازن وغيره كتابة وإذنا ، بروايتهم عن الشيخ أبي أحمد بن عليّ بن أبي منصور إجازة ، بروايته عن عبد الجبّار بن محمد بن أحمد الخواري (١) إجازة جميع مسموعاته ، قال : أنبأنا الشيخ سهل بن إبراهيم السبعي خادم مسجد المطرّز ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام ركن الإسلام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني رحمه‌الله ، قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمد العطاري ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، أنبأنا محمد بن شداد المسمعي ، أنبأنا أبو نعيم ، أنبأنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبيه عن سعيد بن جبير :

عن ابن عباس قال : أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا.

قال الشيخ الإمام [أبو محمد الجويني] : يحتمل أن يكون سبعون ألفا من قاتليه وأتباعهم ، وسبعون ألفا من خاذليه وأشياعهم.

__________________

(١) كذا في مخطوطة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «أحمد بن محمد الجوازي».

والحديث رواه الحاكم في باب مناقب الإمام الحسين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٧٨ ، وصحّحه هو والذهبي.

ورواه أيضا بسندين في تفسير سورة آل عمران من كتاب التفسير : ج ٢ ص ٢٩٠.

ورواه أيضا الخطيب في ترجمة الإمام الحسين عليه‌السلام من تاريخ بغداد : ج ١ ، ص ١٤٢ ، عن أحمد بن عثمان بن ميّاح السكّري عن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، عن محمد بن شداد المسمعي ...

ورواه بسنده عنه الحافظ ابن عساكر في الحديث : (٢٨٦) من ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ٢٤١ ط ١.

٢٦٠