فرائد السمطين - ج ٢

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني

فرائد السمطين - ج ٢

المؤلف:

ابراهيم بن محمّد بن المؤيّد الجويني الخراساني


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٣
الجزء ١ الجزء ٢

أبو إبراهيم موسى بن جعفر الثقة ، أمّه جارية اسمها حميدة.

أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا ، أمّه جارية اسمها نجمة.

أبو جعفر محمد بن عليّ الزكيّ ، أمّه جارية اسمها خيزران.

أبو الحسن عليّ بن محمد الأمين ، أمّه جارية اسمها سوسن.

أبو محمد الحسن بن عليّ الرفيق ، أمّه جارية اسمها سمانة.

أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجّة الله القائم ، أمّه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين.

قال الشيخ أبو جعفر ابن بابويه : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه‌السلام والذي أذهب إليه ما روي من النهي عن تسميته (١).

__________________

(١) قال أبو جعفر المحمودي : إن صحّ مستند الشيخ أبي جعفر ابن بابويه رحمه‌الله فهو وارد في غير المقام وناظر إلى غير مقام تعريف حجّة الله وتوصيفه بما لا ينطبق إلّا عليه ، وإلّا يلزم نقض الغرض وعدم السبيل إلى معرفة حجّة الله.

١٤١

الباب الثالث والثلاثون

[في حديث الثقلين وحثّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسّك بالقرآن وأهل بيته عليهم‌السلام].

٤٣٦ ـ ٤٤١ ـ أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن عليّ بن أبي الغنائم والإمام سديد الدين يوسف بن عليّ بن المطهّر الحلّيّان فيما كتبا إليّ رحمة الله عليهما قالا : أنبأنا الشيخ مهذّب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي رحمه‌الله بروايته عن محمد بن الحسين بن عليّ بن محمد بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جده محمد عن أبيه ، عن جماعة منهم : السيّد أبو البركات علي بن الحسين الجوري العلوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن عليّ المعمري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه رحمه‌الله (١) قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا العباس بن الفضل المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن عليّ بن منصور ، قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا خالد عن الحسن بن عبد الله [عن أبي الضحى] :

عن زيد بن أرقم (٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم

__________________

(١) وهو الشيخ الصدوق ، روى الحديث مع التوالي في أواسط الباب : (٢٢) من كتان ب إكمال الدين : ج ١ ، ص ١٣٦ ، ط ١ ، وما وضعناه بين المعقوفين مأخوذ منه.

(٢) ولزيد بن أرقم رحمه‌الله روايات كثيرة في الموضوع وأطولها ـ بحسب فحصنا ـ هو ما ذكره ابن المغازلي في الحديث : (٢٣) من مناقبه ص ١٦ ، ط ١ ، وقد علقناه على الحديث : (٥٤٤) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٣ ط ١.

وليراجع أيضا الحديث : (٧) من الباب ؛ (٣) من كتاب الإمامة من بحار الأنوار : ج ٧ ص ٣٠ ط ١. الكمباني وفي ط الحديث : ج ٢٣ ص ج ٢٣ ص ١٠٦. ـ

١٤٢

الثقلين كتاب الله وعترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (١).

__________________

ـ وحديث الثقلين هذا وقد رواه أيضا أبو يعلى الموصلي في مسنده.

ورواه أيضا البلاذري في الحديث : (٤٦) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من أنساب الأشراف : ج ١ ، ص ٣١٥.

ورواه أيضا الحاكم بأسانيد وصحّحه وأقرّه أيضا الذهبي في باب مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام من المستدرك : ج ٣ ص ١٠٩.

ورواه الخوارزمي بسنده عنه في الفصل : (١٤) من مناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٩٣ ط الغري.

كما تشاهد جميع ذلك في الحديث : (٥٣٤) وتعليقاته من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٣٦ ط ١.

وقد رواه أيضا النسائي في الحديث : (٧٣) من كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ٩٣ ط الغري ، وفي ط مصر ، ص ٢١ قال :

أخبرنا أحمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن معاذ ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل :

عن زيد بن أرقم قال : لما دفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجّة الوداع ونزل «غدير خمّ» أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

ثم قال : إن الله مولاي وأنا وليّ كل مؤمن. ثم إنه أخذ بيد عليّ رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.

[قال أبو الطفيل] : فقلت لزيد : [أنت] سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه.

(١) كذا في نسخة طهران ، ومثلها في إكمال الدين ط ١ ، غير أن فيه في جميع الموارد : «لن يفترقا».

وفي نسخة السيد عليّ نقي : «وعترتي أهل بيتي ...».

١٤٣

وبه أنبأنا أبو جعفر ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن سعيد (١) الجوهري أبو محمد قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن الركين (٢) ابن الربيع ، عن القاسم بن حسّان :

عن زيد بن ثابت قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض.

وبه عن ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ، قال : أنبأنا القشيري قال : حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلّب (٣) قال : حدثني أبي قال : حدثني عبد الله ابن داوود ، عن فضيل بن مرزوق (٤) عن عطية العوفي :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إني تارك فيكم أمرين ـ أحدهما أطول من الآخر ـ : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله ، وعترتي ألا وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض.

__________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب ، وهكذا ذكره في إكمال الدين ط ١ ، ولكن كتب فيه في هذا الحديث فقط ـ دون ما قبله وما بعده ـ فوق لفظة : «سعيد» هكذا : «شعيب خ ل».

وفي نسخة طهران : «الحسين بن عليّ بن شعيب ...» وفي نسخة السيد علي نقي : «الحسن بن شعيب الجوهري».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «عن الدكين بن الربيع». وفي إكمال الدين : «عن دركة ابن الربيع ...».

والحديث رواه أيضا تحت الرقم : (٥٦) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن محمود الأصبهاني ـ جار أبي بكر ابن أبي داوود ـ أنبأنا عليّ بن خشرم المروزي ، أنبأنا الفضل ، عن شريك ـ هو ابن عبد الله ـ يعني عن الركين ، عن القاسم بن حسّان :

عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إني قد تركت فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما يردان عليّ الحوض.

(٣) هذا هو الصواب الموافق لنسخة طهران وإكمال الدين ، ولكن صحف كاتب أصليّ كليهما من فرائد السمطين «المهلب» ب «الملهب». وفي نسخة السيد علي نقي : «حدثنا الحسن بن الملهب ، قال : حدثني عبد الله بن داوود ...».

(٤) قوله : «عن فضيل بن مرزوق» غير موجود في إكمال الدين ط ١.

١٤٤

فقلت لأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته.

حدثنا عليّ بن الفضل البغدادي قال : سمعت أبا عمرو (١) صاحب أبي العباس غلام ثعلب ، يقول : سمعت أبا العباس ثعلب يسأل (٢) عن معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين» : لم سميا بثقلين؟ (٣) قال : لأن التمسّك بهما ثقيل.

__________________

(١) كذا في إكمال الدين ص ١٣٧ ، ط ١ ، وفي أصليّ معا : «سمعت عمر صاحب أبي العباس».

(٢) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي وإكمال الدين ط ١ : «سئل ...».

(٣) كذا في أصليّ معا ، وفي إكمال الدين ط ١ : «لم سميا الثقلين ...».

والحديث رواه أيضا الشيخ الصدوق في الباب : (٣٤) من كتاب معاني الأخبار ، ص ٩٠ ط ٣.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٦) من الباب : (٦) من كتاب عيون أخبار الإمام الرضا عليه‌السلام ص ٤٦.

ولحديث الثقلين من طريق أبي سعيد الخدري أسانيد ومصادر كثيرة جدا وكثير منها مذكورة في كتاب حديث الثقلين من كتاب عبقات الأنوار ، ص ... ط أصفهان ، وفي ط قمّ ص ...

وقد رواه أيضا أبو يعلى الموصلي في مسنده الورق ٦٨ / أ/ من نسخة تركيا ، قال :

حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : يا أيها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين ـ ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي ـ : أحدهما أكبر من الآخر ـ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي [و] إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

أقول : وكان في الأصل : «إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي الثقلين ...».

ورواه أيضا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في تفسير الآية :(١٠٣) من سورة آل عمران من تفسيره : ج ١، ص .. قال:

حدثنا الحسن بن محمد بن حبيب ، قال : وجدت في كتاب جدّي بخطه قال : حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : أيها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ـ أو قال : إلى الأرض ـ وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

أقول : هكذا رواه عنه في الحديث : (٧) من الباب : (٢٨) من غاية المرام ص ٢١٢.

ورواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث : (٣٥ و ٣٦) من باب فضائل الحسن والحسين عليهما‌السلام من كتاب الفضائل ، وفي مسند أبي سعيد الخدري من كتاب المسند : ج ٣ ص ١٤ ، و ١٥ ، ط ١ قال :

حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا أبو إسرائيل عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

[و] حدثنا أبو النضر ، حدثنا محمد ـ يعني ابن طلحة ـ عن الأعمش ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري :

أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما.

ورواه أيضا العقيلي في ترجمة عبد الله بن داهر من ضعفائه الجزء : (٦) الورق ١٠٤ ، قال : ـ

١٤٥

وبه عن ابن بابويه ، حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري قال : حدثنا عليّ بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن عطيّة العوفي :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين ـ أحدهما أكبر من الآخر ـ : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض.

__________________

ـ حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال : حدثنا عبد الله بن داهر ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال :

قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي وإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

ورواه أيضا في ترجمة هارون بن سعد من ضعفائه : الجزء (١٢) الورق ٢٢٨ / / قال :

حدثنا محمد بن عثمان ، حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز ، حدثنا محمد بن أبي حفص العطار ، عن هارون بن سعد ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

وقد رواه أيضا من أجلّاء الصحابة : أبو ذرّ الغفاري ، وحذيفة بن أسيد ، وجابر بن عبد الله :

كما رواه عنهم الترمذي تصريحا وتلويحا في باب مناقب أهل البيت عليهم‌السلام تحت الرقم : () من سننه : ج .. ص ... وبشرح تحفة الأحوذي : ج ١٢ ، ص ١٩٩ ، قال :

حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي ، حدثنا زيد بن الحسن ـ هو الأنماطي ـ عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي.

ثم قال الترمذي : و [ورد] في الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد ، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم.

أقول : أمّا حديث زيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري فأسانيده ومصادره غير محصورة ، وأمّا حديث حذيفة بن أسيد فقد رواه الطبراني في مسند حذيفة من المعجم الكبير : ج ١ / الورق ١٤٩ / ب / وفي ط ١ : ج ١ ، ص بسندين.

ورواه عنه في باب مناقب أهل البيت من مجمع الزوائد : ج ٩ ص ١٦٤.

ورواه ابن عساكر بسند آخر عن زيد بن الحسن ، عن معروف بن خرّبوذ ، عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد ، في الحديث : (٥٤٦) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق : ج ٢ ص ٤٧ ط ١. وأمّا حديث أبي ذرّ فمذكور.

١٤٦

وبه عن ابن بابويه (١) قال : حدثنا محمد بن عمر قال : حدثني الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عليّ التميمي ، قال : حدثني أبي قال : حدثني سيّدي عليّ بن موسى ابن جعفر ، قال : حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد ، عن أبيه عليّ ، عن أبيه الحسين بن عليّ :

عن أبيه عليّ عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض (٢).

[أحاديث جابر بن سمرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أن الدين لا يزال قائما حتى تقوم الساعة ويكون على الناس اثنا عشر خليفة كلهم من قريش].

٤٤٢ ـ ٤٤٥ ـ أخبرنا شيخنا الإمام أبو عمرو عثمان بن الموفّق الأذكاني رحمه‌الله ـ بقراءتي عليه صحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رضي‌الله‌عنه ، بقصبة أسفرايين في مجالس أولها بكرة يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستّ مائة ، وآخرها ضحوة يوم الجمعة خامس شهر رجب [من] السنة ـ قال : أنبأنا الإمام رضي الدين المؤيّد بن محمد بن علي الطوسي سماعا عليه ، قال : أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي سماعا عليه قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي سماعا عليه ، أنبأنا أبو

__________________

(١) وهو الشيخ الصدوق رحمه‌الله ، والحديث رواه في أواسط الباب : (٢٢) من كتاب إكمال الدين : ج ١. ص ١٣٨ ، ط ١.

(٢) وقريبا منه رواه البزار في مسنده : ج ١ / الورق ٧٥ / ب / قال :

حدثنا الحسن بن عليّ بن جعفر ، قال : أنبأنا عليّ بن ثابت ، قال : أنبأنا سعاد بن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث :

عن عليّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّي مقبوض وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنكم لن تضلّوا بعدهما ...

٤٤٢ ـ ثم إنّا بدأنا بتبييض هذا الحديث ـ من الأصل الذي كان عندي بخطّ ولدي ـ في ليلة الخميس الموافق للسابع وعشرين أو (٢٨) من شهر ذي القعدة الحرام من سنة : (١٣٩٧) في بيت الشيخ محمد جواد معرفة في طهران ، وأكملناه في ليلة الجمعة في جوار مرقد الإمام الرضا عليه‌السلام بخراسان.

١٤٧

أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي قراءة عليه ـ في شهور سنة سبع وخمسين وثلاث مائة ـ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن (١) سفيان ، يقول : سمعت مسلم بن الحجاج القشيري رضي‌الله‌عنه (٢) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير بن حصين ، عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

حيلولة : وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي ـ واللفظ له ـ حدثنا خالد ـ يعني ابن عبد الله الطحان ـ عن حصين :

عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيها اثنا عشر خليفة.

قال : ثم تكلّم بكلام خفي عليّ قال : فقلت لأبي : ما قال :؟ قال : [قال]: كلهم من قريش.

[وبالسند المتقدم قال مسلم بن الحجاج القشيري] : حدثنا ابن أبي عمر (٣) حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، ولفظ : «محمد» غير موجود في نسخة طهران.

(٢) رواه مسلم في الحديث : (٥) من كتاب الإمارة : (٣٣) تحت الرقم ؛ (١٨٢١) من صحيحه : ج ٣ ص ١٤٥٢.

وللحديث مصادر جمّة وطرق كثيرة كاد أن يكون متواترا.

وقد رواه في ترجمة جابر بن سمرة من المعجم الكبير بأسانيد ،.

كما رواه أيضا في الحديث : (١٤) وما بعده من الباب : (٢٤) من إكمال الدين ص ٢٧٩ بطرق كثيرة.

كما رواه أيضا بطرق كثيرة عن مصادر كثيرة في الحديث : (١٩) وما بعده من الباب : (٤١) من بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٢٩ ، وفي ط ٢ : ج ٣٦ ص ٢٣٤.

وورد أيضا عن أبي جحيفة كما رواه أبو نعيم في ترجمة محمد بن بكير من أخبار أصبهان : ج ٢ ص ١٧٦ ، قال :

حدثنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، حدثنا محمد بن بكير الحضرمي ، حدثنا يونس بن أبي يعفور العبدي ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه ، قال :

كنت عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يخطب وعمّي بين يديّ في المجلس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تزال أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، قال : وخفض بها صوته ، فقال أبي لعمه : ما قال؟ قال : أي بنيّ [قال] : كلّهم من قريش.

(٣) هذا الحديث كان في أصليّ من فرائد السمطين مقدما على الحديث السالف ، وهو من خطأ الكتّاب إذ لم يتقدّمه سند المصنف إلى مسلم ولا جرى ذكره سابقا حتى يصحّ أن يقال : حدثنا.

ومما يؤيّد ما صنعناه تأخيره في صحيح مسلم عن الحديث المتقدّم فذكر الأول تحت الرقم : (٥) من كتاب الإمارة ، وذكر هذا تحت الرقم : (٦) منه.

١٤٨

عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا.

[قال ابن سمرة] : ثم تكلم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكلمة خفيت عليّ فسألت أبي ما ذا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : [قال] : كلهم من قريش (١).

[وبالسند المتقدم قال مسلم] : وحدثنا هدبة (٢) بن خالد الأزدي ، حدثنا حماد ابن سلمة ، عن سماك بن حرب ، قال :

سمعت جابر بن سمرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة.

ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال : فقال : [قال] : كلهم من قريش (٣).

[وأيضا بالسند المتقدم قال مسلم] : حدثنا قتيبة بن سعيد ، وأبو بكر ابن أبي شيبة ، قالا : حدثنا حاتم ـ وهو ابن إسماعيل ـ عن المهاجر بن مسمار ، عن عامر ابن سعد بن ابي وقّاص ، قال :

كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله

__________________

(١) وأيضا ذكره مسلم بعده في صحيحه بسند آخر ، قال :

وحدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أبو عوانة ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بهذا الحديث ولم يذكر : «لا يزال أمر الناس ماضيا».

(٢) كذا في الأصل ، وهذا هو الحديث : (٧) من كتاب الإمارة : (٣٣) من صحيح مسلم ، وفي النسخة المطبوعة سنة (١٣٧٥) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي : «هدّاب بن خالد ...».

وأيضا قال مسلم في الحديث الثامن وما بعده من كتاب الإمارة : (٣٣) :

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا أبو معاوية ، عن داوود ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال :

قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة.

قال [جابر] : ثم تكلّم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي : ما قال؟ فقال : [قال] : كلهم من قريش.

[و] حدثنا نصر بن عليّ الجهضمي ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا ابن عون.

حيلولة : وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي ـ واللفظ له ـ حدثنا أزهر ، حدثنا ابن عون ، عن الشعبي ، عن جابر بن سمرة ، قال :

انطلقت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعي أبي فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة.

فقال كلمة [أ] صمّنيها الناس فقلت لأبي : ما قال؟ قال : [قال] : كلهم من قريش.

(٣) ما بين المعقوفات زيادة مني.

١٤٩

صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : فكتب إليّ : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يوم جمعة عشيّة رجم الأسلميّ ـ يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش (٣).

__________________

(٣) ذكره في الحديث : (١٠) من كتاب الإمارة : (٣٣) تحت الرقم : (١٨٢٢) من صحيحه : ج ٣ ص ١٤٥٣ ، ط سنة : (١٣٧٥) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، وفيه : «أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش».

ثم ذكر للرواية ذيلا غير مرتبط بما سبقه ، ثم قال : حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن مهاجر بن مسمار ، عن عامر بن سعد انه أرسل إلى ابن سمرة العدوي : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : فذكر نحو حديث حاتم.

١٥٠

الباب الرابع والثلاثون

فضيلة

كزهر رياض باكرتها السحائب الغرر للمنازلين بكل معترس (١) وللطيبين معاقد الأزر ، ومنقبة تختال عرائسها في برود الجلال رصيدا لأعناق ذوات العيون الخزر ، [و] للمسعفين بكل ملتمس سمر العداة وآفة الحرر [في ولادة الإمام الحسين وأمر الله تعالى بتزيين الجنان ، وهبوط جبرئيل إلى الأرض لتبشير النبي وتسليته]

٤٤٦ ـ أنبأنا الشيخ سديد الدين يوسف بن عليّ المطهّر الحليّ رحمه‌الله ، عن الشيخ الفقيه مهذب الدين أبي عبد الله الحسين بن أبي الفرج ابن ردّة النيلي رحمه‌الله ، بروايته عن محمد بن الحسين بن عليّ بن عبد الصمد ، عن والده ، عن جدّه محمد ، عن أبيه عن جماعة منهم ، السيد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري وأبو بكر محمد ابن أحمد بن عليّ المعمري والفقيه أبو جعفر محمد بن إبراهيم القائني ، بروايتهم عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي جميع مصنّفاته ورواياته رحمه‌الله ، قال : حدّثنا (٢) عليّ بن ماجيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا محمد ابن عليّ القرشي ، قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : حدثنا جرير ، عن ليث ابن أبي سليم ، عن مجاهد ، قال :

__________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «النازلين بكلّ معترك ...».

(٢) رواه في الحديث : (٣٦) من باب ما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في النصّ على القائم صلوات الله عليه ـ وهو الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٢ وفي ط ٣ ص ٣٩٨.

ورواه عنه في الحديث : (٢٤) من الباب : (١١) من بحار الأنوار : ج ١٠ ، ص ٧٠ طبع الكمباني ، وفي طبع الحديث : ج ٤٣ ص ٢٤٨.

١٥١

قال ابن عباس : سمعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الله تبارك وتعالى ملكا يقال له : دردائيل كان له ستّ عشر ألف جناح ، ما بين الجناح إلى الجناح هواء ، والهواء كما بين السماء إلى الأرض ، فجعل يوما يقول في نفسه : أفوق ربّنا جلّ جلاله شيء (١) فعلم الله ما قال ، فزاده أجنحة مثلها فصار له اثنان وثلاثون ألف جناح ، ثم أوحى الله جلّ جلاله إليه : أن طر ، فطار مقدار خمسين عاما فلم ينل رأس قائمة من قوائم العرش.

فلمّا علم الله إتعابه أوحى إليه : أيّها الملك عد إلى مكانك فأنا عظيم كل عظيم وليس فوقي شيء (٢) ولا أوصف بمكان. فسلب الله أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.

فلما ولد الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ـ وكان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة ـ أوحى الله عزوجل إلى مالك خازن النار : أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى رضوان خازن الجنان : أن زخرف الجنان وطيّبها لكرامة مولود ولد لمحمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى الحور العين : أن تزيّنوا وتزاوروا (٣) لكرامة مولود ولد لمحمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى الملائكة : أن قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد [والتمجيد] والتكبير لكرامة مولود ولد لمحمد [صلى‌الله‌عليه‌وآله] في دار الدنيا.

وأوحى الله تعالى إلى جبرئيل : أن أهبط إلى نبيّي محمد في ألف قبيل ـ والقبيل ألف ألف ـ من الملائكة على خيول بلق مسرجة ملجمة عليها قباب الدرّ والياقوت ، ومعهم ملائكة يقال لهم : الروحانيون بأيديهم حراب من نور (٤) أن بهنّئوا محمدا بمولوده (٥) وأخبره يا جبرئيل أني قد سميته الحسين فهنّئه وعزّه!! وقل له : يا محمد

__________________

(١) قال في البحار : لعلّ هذا ـ على تقدير صحة الخبر ـ كان بمحض خطور البال من غير اعتقاد بكون الباري تعالى ذا مكان. أو المراد بقوله : «فوق ربنا شيء» ، فوق عرش ربنا إما مكانا أو رتبة فيكون ذلك منه تقصيرا في معرفة عظمته وجلاله ، فيكون على هذا ذكر نفي المكان لرفع ما ربّما يتوهّم متوهّم والله العالم.

(٢) كذا في إكمال الدين والبحار ، وزاد في أصليّ بعده لفظ : «عظيم».

(٣) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين والبحار : «تزيّنّ وتزاورن».

(٤) كذا في الأصل ، ومثله في البحار ، وفي إكمال الدين : «بأيديهم أطباق».

(٥) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين والبحار : «أن هنّئوا محمدا بمولوده».

١٥٢

يقتله شرّ أمّتك على شرّ الدواب (١) فويل للقاتل وويل للسائق وويل للقائد.

قاتل الحسين أنا منه بريء وهو مني بريء لأنه لا يأتي يوم القيامة أحد [من المذنبين] إلّا وقاتل الحسين أعظم جرما منه ، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أنّ مع الله إلها آخر ، والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع الله إلى الجنّة.

قال : فبينا جبرئيل عليه‌السلام يهبط من السماء إلى الدنيا إذ مرّ بدردائيل ، فقال له دردائيل : يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء؟ أقامت القيامة على أهل الدنيا؟ قال : لا ، ولكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله تعالى إليه لأهنّئه بمولوده.

فقال له الملك : يا جبرئيل بالذي خلقك وخلقني إذا هبطت إلى محمد فاقرأه مني السلام (٢) وقل له : بحقّ هذا المولود عليك إلا ما سألت ربّك أن يرضى عنّي ويردّ عليّ أجنحتي ومقامي من صفوف الملائكة.

فهبط جبرئيل عليه‌السلام على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهنّأه كما أمره الله تعالى وعزّاه ، فقال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [أ] تقتله أمّتي؟ قال : نعم يا محمد. فقال [النبيّ] صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما هؤلاء بأمّتي أنا بريء منهم والله برىء منهم. قال جبرئيل : وأنا بريء منهم يا محمد.

فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فاطمة عليها‌السلام فهنّأها وعزّاها فبكت فاطمة ثمّ قالت : يا ليتني لم ألده قاتل الحسين في النار. فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وأنا أشهد بذلك يا فاطمة ؛ ولكنه لا يقتل حتى يكون منه إمام يكون منه الأئمة الهادية.

[ثمّ] قال عليه‌السلام : والأئمة بعدي هم :

الهادي عليّ.

والمهتدي الحسن.

والعدل الحسين.

والناصر عليّ بن الحسين.

والسفّاح محمد بن عليّ.

والنفّاع جعفر بن محمد.

والأمين موسى بن جعفر.

__________________

(١) كذا في الأصل ، وفي إكمال الدين والبحار : «شرار أمّتك على شرار الدواب.

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب إكمال الدين ، وفي أصليّ هاهنا حذف وتصحيف.

١٥٣

والمؤتمن عليّ بن موسى.

والإمام محمد بن علي.

والفعّال عليّ بن محمد.

والعلّام الحسن بن عليّ.

ومن يصلّي خلفه عيسى بن مريم عليه‌السلام.

فسكنت فاطمة عليها‌السلام من البكاء ، ثمّ أخبر جبرئيل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقصة الملك وما أصيب به.

قال ابن عباس : فأخذ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [الحسين] وهو ملفوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء ، ثم قال : اللهمّ بحقّ هذا المولود عليك ، لا بل بحقك عليه وعلى جدّه محمد وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب إن كان للحسين بن عليّ [و] ابن فاطمة عندك قدر فارض عن دردائيل وردّ عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة.

فردّ الله تعالى أجنحته ومقامه ، فالملك ليس يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال : هذا مولى الحسين بن عليّ [و] ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

__________________

(١) ثم إنّا كتبنا من بداية الحديث : (٤٤٢) من هذا السمط إلى أواخر هذا الحديث في ليلة الخميس الموافق للسابع وعشرين أو الثامن وعشرين من ذي قعدة الحرام من سنة (١٣٩٧) الهجرية ،.

بدأنا به في بيت الشيخ محمد جواد معرفة في طهران ، وأكملناه في بيت الشيخ الوجيه علي نمازي في خراسان ، وأتممناه في يوم الإثنين الموافق لليوم الثاني من ذي حجّة الحرام في بيت ابن أخي في قم وأنا مكروب كظيم.

١٥٤

الباب الخامس والثلاثون

[في تقريض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنه الحسين والأئمة من ولده وبيان ما كانوا يواظبون عليه من الأدعية ، وبيان بعض علامات الإمام المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين].

٤٤٧ ـ وروى الشيخ الجليل أبو جعفر ابن بابويه (١) قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي بمدينة السلام ، حدثنا محمد بن الفضل [النحوي] حدثنا محمد بن عليّ بن عبد الصمد الكوفي ، حدثنا عليّ بن عاصم ، عن محمد بن عليّ بن موسى [عليه‌السلام] عن أبيه عليّ بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين ابن عليّ عليهم‌السلام ، قال :

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده أبيّ بن كعب ، فقال لي [رسول الله] صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض. قال أبيّ : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال : يا أبيّ والذي بعثني بالحقّ نبيّا إن الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض ، وإنّه المكتوب على يمين العرش [أنه] مصباح هدى (٢) وسفينة نجاة وإمام غير وهن ، وعزّ وفخر

__________________

(١) رواه في الحديث : (١١) من الباب : (٢٤) من كتاب إكمال الدين ص ٢٦٤ وفي ط ٢ ص ٢٥٩ وفي ط .. ص ١٥٤.

ورواه أيضا في الحديث : (٢٩) من الباب السادس من عيون الأخبار : ج ١ ، ص ٥٩ وفي ط ١ ص ٣٥.

ورواه عنهما في الحديث : (٨) من الباب : (٤٠) من بحار الأنوار : ج ٩ ص ١٢٢ ، وفي ط الحديث : ج ٣٦ ص ٢٠٤.

(٢) كذا في الأصل عدا ما وضعناه بين المعقوفين فإنّه زيادة توضيحيّة منّا.

وفي ط الغري من إكمال الدين : «فإنه مكتوب عن يمين العرش مصباح هاد».

١٥٥

وعلم وذخر. وإن الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكية خلقت من قبل ان يكون مخلوق في الأرحام ، أو يجري ماء في الأصلاب ، أو يكون ليل أو نهار.

ولقد لقّن دعوات (٣) ما يدعو بهنّ مخلوق إلّا حشره الله عزوجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرّج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسّر أمره وأوضح سبيله وقوّاه على عدوّه ولم يهتك ستره.

فقال له أبيّ بن كعب : ما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال : تقول إذا فرغت من صلواتك وأنت قاعد :

اللهمّ إنّي أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكّان سماواتك وأرضك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي فقد رهقني عن أمري عسر (٥) فأسألك أن تصليّ على محمد وأن تجعل لي من أمري يسرا.

فإن الله عزوجل يسهّل أمرك ويشرح [لك] صدرك ويلقنك شهادة أن لا إله إلّا الله عند خروج نفسك.

قال له أبيّ : يا رسول الله فما هذه النطفة في صلب حبيبي الحسين؟ قال : مثل هذه النطفة [مثل] القمر ، وهي نطفة تبيين وبيان ، يكون من اتّبعه رشيدا ، ومن ضلّ عنه هويّا.

قال : فما اسمه وما دعاؤه؟ قال : اسمه عليّ ودعاؤه :

يا دائم يا ديّوم ، يا حيّ يا قيّوم ، يا كاشف الغمّ ويا فارج الهمّ ، ويا باعث الرسل ، ويا صادق الوعد.

من دعا بهذا الدعاء حشره الله مع عليّ بن الحسين وكان قائده إلى الجنّة.

قال له أبيّ : يا رسول الله فهل له من خلف أو وصيّ؟ قال : نعم له مواريث السماوات والأرض. قال : وما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟ قال : القضاء بالحقّ والحكم بالديانة ، وتأويل الأحكام ، وبيان ما يكون.

قال : وما اسمه؟ قال : اسمه محمد ، وإن الملائكة ليستأنس به في السماوات ، ويقول في دعائه : إن كان لي عندك رضوان وودّ فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي ، وطيّب لي ما في صلبي.

فركّب الله عزوجل في صلبه نطفة مباركة زكية ، وأخبرني عليه‌السلام أن الله تعالى طيّب هذه النطفة وسماها عنده جعفرا ، وجعلها هاديا مهديا راضيا مرضيا ،

١٥٦

يدعو ربّه ويقول في دعائه :

يا ديّان غير متوان يا أرحم الراحمين ، اجعل لشيعتي من النار وقاء ، ولهم عندك رضاء ، واغفر ذنوبهم ويسّر أمورهم واقض ديونهم ، واستر عوراتهم ، وهب لي الكبائر التي بينك وبينهم.

يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، اجعل لي من كل غمّ فرجا ومخرجا.

[و] من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنّة.

يا أبيّ إن الله تعالى ركّب هذه النطفة نطفة زكيّة مباركة أنزل عليه الرحمة وسمّاها عنده موسى.

قال له أبيّ : يا رسول الله كأنّهم (١) يتواصفون ويتناسلون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضا. قال : وصفهم لي جبرئيل عليه‌السلام عن ربّ العالمين جلّ جلاله.

قال : فهل لموسى دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟ قال : نعم. يقول في دعائه :

يا خالق الخلق ويا باسط الرزق ، وفالق الحبّ وبارئ النسم ، ومحي الموتى ومميت الأحياء ، ودائم الثبات ومخرج النبات ، افعل بي ما أنت أهله.

من دعا بهذا الدعاء قضى الله حوائجه وحشره الله يوم القيامة مع موسى بن جعفر.

وإن الله ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة مرضيّة ، وسماها عنده عليّا ، يكون لله في خلقه رضيّا في علمه وحكمه ، ويجعله حجّة لشيعته يحتجّون به يوم القيامة ، وله دعاء يدعو به :

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد ، وأعطني الهدى وثبّتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع ، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة.

وإنّ الله عزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة مرضيّة وسمّاها محمد ابن عليّ فهو شفيع شيعته ووارث علم جدّه ، له علامة نبيّه وحجّة ظاهرة ، إذا ولد يقول :

لا إله إلا الله ، محمد رسول الله. ويقول في دعائه :

يا من لا شبيه له ولا مثال ، أنت الله لا إله إلّا أنت ، ولا خالق إلّا أنت ، يفنى

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «كلهم».

١٥٧

المخلوقين وتبقى أنت ، حلمت عمّن عصاك ، وفي المغفرة رضاك.

من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن عليّ شفيعه يوم القيامة.

وإنّ الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية ، بارّة مباركة طيّبة طاهرة ، سمّاها عنده عليّ بن محمد ، فألبسها السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكتوم ، من لقيه وفي صدره شيء أنبأه وحذّره من عدوّه ، ويقول في دعائه :

يا نور يا برهان ، يا منير يا مبين ، يا ربّ اكفني شرّ الشرور وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور.

من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنّة.

وإن الله تبارك وتعالى ركّب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن وجعله نورا في بلاده وخليفة في ارضه ، وعزّا لأمّة جدّه وهاديا لشيعته ، وشفيعا لهم عند ربّه ، ونقمة على من خالفه (١) وحجّة لمن والاه ، وبرهانا لمن اتخذه إماما ، يقول في دعائه :

يا عزيز العزّ في عزّه ، ويا عزيز أعزّني بعزّك وأيّدني بنصرك وأبعد عنّي همزات الشياطين ، وادفع عنّي بدفعك ، وامنع منّي بمنعك ، واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد.

من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه ونجّاه من النار ولو وجبت عليه.

وإن الله تبارك وتعالى ركّب في صلب الحسن (٢) نطفة مباركة زكيّة طيّبة طاهرة مطهّرة يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية ، ويكفر به كلّ جاحد ، وهو إمام تقيّ نقيّ سارّ مرضيّ هاد مهديّ يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدّق الله عزوجل [و] يصدّقه الله في قوله.

يخرج من تهامة حتى يظهر الدلائل والعلامات ، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضّة إلا خيول ورجال مسوّمة.

يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدّة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا.

معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وصنائعهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم كدّادون مجدّون في طاعتهم.

__________________

(١) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «ونقمة لمن».

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي ، وفي نسخة طهران : «وركب في صلبه».

١٥٨

فقال أبيّ : وما دلالته وعلامته يا رسول الله؟ قال : له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه ، وأنطقه الله عزوجل فناداه العلم : اخرج يا وليّ الله [و] اقتل أعداء الله وهما رايتان وعلامتان.

وله سيف مغمد ، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عزوجل فناداه السيف : اخرج يا وليّ الله فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء الله.

فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله.

يخرج [و] جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن ميسرته وشعيب بن صالح على مقدّمته.

وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى الله عزوجل.

يا أبيّ طوبى لمن لقيه وطوبى لمن أحبّه ، وطوبى لمن قال به ولو بعد حين ، وينجيهم من الهلكة في الإقرار بالله وبرسوله وبجميع الأئمة ، يفتح الله لهم الجنّة.

مثلهم مثل المسك الذي يسطع ريحه فلا يتغيّر أبدا. ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفئ نوره أبدا.

قال أبيّ : يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عند الله عزوجل؟ قال : إن الله تعالى أنزل عليّ اثني عشر خاتما واثنتا عشرة صحيفة ، اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته ، والحمد لله ربّ العالمين.

١٥٩

الباب السادس والثلاثون

[في تغيير الآفاق عند قتل الإمام الحسين وصيرورة الورس رمادا ، وذكر ما كان مكتوبا في كنائس الروم قبل بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بثلاث مائة سنة]

٤٤٨ ـ ٤٤٩ ـ أخبرني المشايخ تاج الدين عليّ بن أنجب بن عثمان بن عبيد الله الخازن ، ومجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش (١) وكمال الدين عليّ بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهرباني (٢) وجماعة آخرون رحمهم‌الله إجازة ، قالوا : أنبأنا محبّ الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبراوي (٣) إجازة إن لم يكن سماعا ، قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن أحمد بن سليمان ـ سماعا يوم الأحد سلخ رجب سنة خمس وثلاثين (٤) وخمس مائة ـ أنبأنا أبو الحسن عليّ بن الحسين بن أيّوب البزّار ، أنبأنا أبو عليّ محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق الصوّاف قراءة عليه وأنا أسمع فأقرّ به ، حدثنا أبو عليّ بشر بن موسى ، حدثنا محمد بن موسى ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا جرير : عن الأعمش ، قال : لما قتل الحسين بن عليّ عليهما‌السلام احمرّت آفاق السماء أربعة أشهر وصار الورس رمادا.

وبالإسناد [المتقدم آنفا] حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا محمد بن موسى ، حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا أبو سعيد التغلبيّ ، [عن أبي اليمان ، عن إمام لمسجد

__________________

(١) كذا هاهنا.

وفي الحديث (١٩١) في الباب : (٤٨) من السمط الأول : «عبد القادر بن أبي الحسن البغدادي».

(٢) ومثله في الحديث : (١٧٩) في الباب : (٤٥) من السمط الأول.

(٣) وفي الحديث : (١٧٩) في الباب : (٤٥) من السمط الأول : «العكبري».

(٤) كذا في نسخة طهران ، وفي نسخة السيد علي نقي : «خمس وخمسين».

١٦٠