شرح شواهد المغني

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح شواهد المغني

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: لجنة التراث العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١٤٦

إذا ما أتوا به قال مرحبا

لجوا الباب حتّى يأتي الجوع قاتله

فلو لم يكن في كفّه غير نفسه

لجاد بها فليتّق الله سائله (١)

قوله : صحا القلب ، أي انكشف عنه ما كان به من سكر الباطل. وأقصر : كف. وعرى أفراس الصبا : مثل ضربه ، أي تركت الصبا فلا أركبه. والصبا : الميل الى الباطل. والأبيض : السيد (٢). وفياض : سخى. والمعتفون : الذين يأتونه فيطلبون ما عنده. وما تغب : أي انها دائمة لا تنقطع ، لا يكون غاية في كل يوم. ونوافله : عطاياه (٣). والصريم : قال ابن قتيبة : جمع صريمة ، وهي القطعة من الرمل تنقطع من معظمه. قال أبو عبيدة : الصريم : الليل. وأراد أنه غدا عليه في بقية من الليل. ويقال الصريم : الصبح ، لأنه يصرم بين الليل والنهار. وعواذله : يعذلنه على انفاق ماله. وقوله : يدرين : أي لا يدرين أين الأمر الذي يختلنه فيه أي كيف يخدعنه. وأخو ثقة : أي يوثق به. وقوله : لا يذهب الخمر ماله : لا يفنى ماله في اللذات لكن في المكارم. والنائل : النوال والعطاء. ومتهلل : ضاحك. والجند : الفرسان. والأعراب : الرجالة. والكلاب : بضم الكاف ، ماء بأرض بني عامر. والهوامل : الإبل بلا راع. ولجوّا : ادخلوا. وقاتل الجوع : القرى. ومن أبيات هذه القصيدة قوله :

فقلت تعلّم أنّ للصّيد غرّة

وإلّا تضيّعها فإنّك قاتله

وقد استشهد به المصنف في التوضيح على وقوع تعلم على أنّ وصلتها.

__________________

(١) من الغريب أن ينسب هذا البيت لزهير ، وهو مشهور وسائر لأبي تمام من قصيدته في مدح المعتصم بالله التي أولها :

أجل أيها الربع الذي حف أهله

لقد أدركت فيك النوى ما تحاول

وهو في ديوان أبي تمام ٣ / ٢٩ وترتيبه في القصيدة رقم ٣٧

(٢) الأبيض : يريد به النقي من العيب. والعرب اذا وصفوا بالبياض لا يريدون به بياض اللون ، وانما يريدون المدح بالكرم ونقاء العرض من الدنس والعيوب.

(٣) ويروى : (وفواضله) بدل (نوافله).

٩٤١

٨٣٤ ـ وأنشد :

ولكنّما أهلي بواد أنيسه

ذئاب تبغّى النّاس مثنى وموحد (١)

هذا من قصيدة لساعدة بن جؤية يرثي بها ابنه أبا سفيان ، وأوّلها (٢) :

ألا بات من حولي نياما ورقّدا

وعاودني حزني الّذي يتجدّد

وعاودني ديني فبثّ كأنّما

خلال ضلوع الصّدر شرع ممدّد

بأوب يدي صنّاجة عند مدمن

غوىّ إذا ما ينتشي يتغرّد

ولو أنّه إذ كان ما حمّ واقعا

بجانب من يحفى ومن يتودّد

ولكنّما أهلي بواد أنيسه

ذئاب تبغّى النّاس مثنى وموحد

أرى الدّهر لا يبقى على حدثانه

أبود بأطراف المناعة جلعد

قوله : ديني : أي حالي. وخلال : بين. وشرع : بكسر المعجمة وسكون الراء آخره مهملة ، الوتر الذي في الملاهي. والمعنى : كأن حنيني ضرب عود في أضلاعي. وأوب : رجوع وترديد في الضرب. ومدمن : أي للخمر. وينتشي : يسكر. ويتغرّد : يتغنى ويطرب. وحم : قدر. ويحفى : يكرم. ويرفق : يقول : لو كان ابني اذ أصابه ما قدرّ له من الموت بجانب من يودّه ويكرمه لكان أهون لما بي ، ولكنه بواد ليس له أنيس مع الذئاب والوحش. وأورد المصنف البيت مستشهدا به على استعمال مثنى وموحد نعتين لذئاب ، أو خبرين لمبتدأ محذوف ، أي بعضهم مثنى وبعضهم موحد. وقيل : هما بدلان من ذئاب. ورده أبو حيان بقلة ولائهما العوامل. والإبدال انما يكون بالأسماء التي بابها ان تلي العوامل.

__________________

(١) ديوان الهذليين ١ / ٢٣٧ وفيه : (سباع تبغى ....).

(٢) ديوان الهذليين ١ / ٢٣٦ ـ ٢٤٢ وفيه : يرثي ابن أبي سفيان.

٩٤٢

وتبغي أصله تبتغي ، فحذف إحدى التاءين. يقال : تبغيته إذا طلبته وبغيته. والأبود : الأبد المتوحش. والمناعة : بلدة. وجلعد : غليظ.

٨٣٥ ـ وأنشد :

ولا أرض أبقل إبقالها (١)

هو لرجل طائي ، وهو عامر بن جوين بالتصغير ، وصدره :

فلا مزنة ودقت ودقها

ومزنة : مبتدأ وأسم لا على إلغائها أو إعمالها عمل ليس. وهي واحدة المزن ، وهو السحاب الأبيض. ويقال للمطر : حب المزن. قال المصنف : وهمّ ابن يسعون فقال : إنه المطر نفسه. ويردد قوله تعالى : (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ) والودق : بالدال المهملة ، المطر. ودقت تدق : قطرت. والجملة خبر المبتدأ ، أو خبره ، أو نعت لمزنة. والخبر محذوف أي موجودة. وودقها وابقالها مصدر ان تشبيهان. وأرض : اسم للبرية المزنة. وأبقل : خبرها ، فمحله الرفع ، أو نعت لاسمها ، فمحله النصب والرفع. ويقال للمكان أول ما ينبت فيه البقل : أبقل ، وقد يقال : بقل بقلا وبقولا. ولوجه الغلام أول ما ينبت فيه الشعر : بقل ، لا غير. وأنكر جماعة واستشهد بقوله : بقل ، على حذف التاء من الفعل المسند الى ضمير المؤنث المجازي منهم الأصمعي بقل في المكان ، وادّعوا أن باقلا من الشواذ ، كأعشب فهو عاشب ، ضرورة. قال المصنف : وكأنه لما اضطر حمل الأرض على الموضع. وزعم ابن كيسان : ان ذلك جائز في النثر ، وأن البيت بضرورة لتمكنه من أن يقول أبقلت ابقالها ، بنقل كسرة الهمزة الى التاء ، فتحذف الهمزة. وأجاب السيرافي : بأنه يجوز أن يكون هذا الشاعر ليس من لغته تخفيف الهمزة. وذكر ابن يسعون : أن بعضهم رواه بالتاء وبالنقل المذكور. قال المصنف : فإن صحت الرواية وصح أن القائل ذلك هو الذي قال : (ولا أرض أبقل) بالتذكير ، صح لابن كيسان مدّعاه ، وإلا

__________________

(١) الخزانة ١ / ٢١ وابن عقيل ١ / ١٧٢

٩٤٣

فقد كانت العرب ينشد بعضهم قول بعض ، وكل يتكلم على مقتضى لغته التي فطر عليها ، ومن هنا تكثرت الروايات في بعض الأبيات. وذكر ابن الغواص في شرح ألفية ابن معطي : أنه روى ابقالها ، فلا شاهد فيه حينئذ. وزعم بعضهم أنه لا شاهد فيه على رواية النصب أيضا ذات ، وان التقدير : ولا مكان أرض. فحذف المضاف وقال : أبقل ، على اعتبار المحذوف. وقال : ابقالها على اعتبار المذكور.

٨٣٦ ـ وأنشد :

صفحنا عن بني ذهل

وقلنا : القوم إخوان (١)

عسى الأيّام أن يرجع

ن قوما كالّذى كانوا

هما من قصيدة للفند الزّمّاني قالها في حرب البسوس ، وأولها :

أقيدوا القوم إنّ الظّل

م لا يرضاه ديّان

وإنّ النّار قد تص

بح يوما وهي نيران

وفي العدوان للعدوا

ن توهين وإقران

وفي القوم معا للقو

م عند البأس أقران

وبعض الحلم يوم الجه

ل للذّلّة إذعان!

صفحنا عن بني ذهل

وقلنا القوم إخوان

عسى الأيّام أن يرجع

ن قوما كالّذى كانوا

فلمّا صرّح الشّ

رّ بدا والشّرّ عريان (٢)

__________________

(١) الخزانة ٢ / ٥٧ ، والحماسة ١ / ٢١.

(٢) في الحماسة والخزانة : (فأمسى وهو عريان).

٩٤٤

ولم يبق سوى العدوا

ن دنّاهم كما دانوا

أناس أصلنا منهم

ودنّا كالّذى دانوا

وكنّا معهم نرمي

فنحن اليوم أخدان

وفي الطّاعة للجا

هل عند الحرّ عصيان

فلمّا أن أبوا صلحا

وفي ذلك خذلان

شددنا شدّة اللّيث

غدا واللّيث غضبان (١)

بضرب فيه تأميم

وتفجيع وإرنان (٢)

بطعن كفم الزّقّ

غذا والزّقّ ملآن

فائدة :

الفند هذا اسمه شهل ، بالمعجمة ، ابن شيبان بن ربيعة بن زمّان بن مالك ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جذيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، من شعراء الجاهلية. وسمي فندا لأن بكر بن وائل بعثوا الى بني حنيفة في حرب البسوس يستنصرونهم فأمدّوهم به ، فلما أتى بكرا ، وهو مسنّ جدا ، قالوا : وما يغني هذا عنا؟ قال : أما ترضون أن أكون لكم فندا تأوون إليه. والفند : القطعة العظيمة من الجبل. قوله : صفحنا : أي عفونا عن جرمهم ، وأما أصفحت عنه فمعناه أضربت عنه. يرجعن قوما ، يرونهم الى الصلة بعد القطيعة. ورجع : مصدر متعد ، قال تعالى : (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ) قوله : كالذي كانوا ، قال التبريزي : يحتمل أن يكون معناه : كالذي كانوه قبل من الإلفة والاتفاق. ويحتمل أن يكون المراد : كانوا ، فحذف النون تخفيفا. والفرق بينهما

__________________

(١) في المراجع السابقة : (مشينا مشية الليث).

(٢) في المراجع السابقة : بضرب فيه توهين وتخضيع واقرأن

٩٤٥

أنه أمل في الوجه الأول أن ترد الأيام أحوالهم كما كانت. وفي الثاني : أن ترجع الأيام أنفسها كما عهدت. وصرّح الشر : خلص فلم يشبه خير شبه باللبن الصريح ، وهو الذي ذهبت رغوته ، وإذا ذهبت الرغوة فاللبن عريان. وقيل : صرح بمعنى تبين. ويروى :

فأمسى وهو عريان

وأمسى : بمعنى صار ، ويروى فأضحى. قال البياري : وهي وأخواتها قد يوصفن في الشعر توسعا موضع منازعة. والعدوان : الظلم والبغي ، يقول : لما أصرّوا على البغي والظلم والقطيعة وأبوا أن يرعووا لم يبق الا أن نقاتلهم كما اعتدوا ، ودناهم كما دانوا : أي حكمنا عليهم كما حكموا علينا ، وجازيناهم كما اعتدوا علينا. وأطلق على فعلهم المجازاة من باب المشاكلة كقوله تعالى : (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) وفي المثل : كما تدين تدان. شددنا : حملنا. وغدا : بالمعجمة ، وخص الغدوّ لأنه أشد لصولته ذاهبا لمطلبه لما عنده من سورة الجوع. ويروى : بالمهملة ، أي عدا على فريسته. وكرّر الليث : ولم يأت بضميره تفخيما ، وهم يفعلون ذلك في أسماء الاجناس والأعلام. وبضرب متعلق بشددنا. وغذا : بمعجمتين ، أي سال ، وهو في موضع الحال. قوله : (وفي العدوان ... البيت) أي في اعتدائنا عليهم بالجزاء قمع لعدوانهم وردع ، وهو كقولهم : بالشر ترد عادية الشر. واقران : أي اطاقة ، من أقرن له اقرانا أي أطاقه أي بمثل العدوان فيدفع شره. قال البياري : وأجود منه أن يجعل الاقران هنا اللين والخشوع ، أي لا تذله وتقهره إلّا أن تقاتله بمثله ، من قولهم : أقرن الجبن ، واستقرن : إذا نضج. وقوله : (وبعض الحلم ... البيت) أي ارتكاب الحلم عند الجهل ، دخول تحت الذل. وإذعان : أي انقياد له. وتوهين : تضعيف للمضروب. وتخضيع : تذلل. وارنان : رنة وتأوه منه لشدته. ويروى : تأميم وتفجيع ، أي يصير النساء أيامى ، أي فاقدات الأزواج لقلتهم ، وتفجع الرجل بابنه وأخيه بقتله. وقوله :

بطعن كفم الزّقّ

٩٤٦

شبه الطعن ونجيع الدم بفم الزق إذا سال عن ملء. وقوله : والزّق ملآن : تتميم جاء بعد تمام المعنى ، وفيه إقامة الظاهر مقام المضمر.

٨٣٧ ـ وأنشد :

إذ النّاس ناس والزّمان زمان

أنشده صاحب الحماسة البصرية هكذا :

ألا هل إلى أجبال سلمي بذى اللّوى

لوى الرّمل من قبل الممات معاد

بلاد بها كنّا ونحن نحبّها

إذ النّاس ناس والبلاد بلاد

لم يسم قائله. وقال في الأغاني (١) : هما لرجل من عاد فيما ذكر. ثم أخرج عن حماد الرواية قال : حدثني ابن أخت لنا من مراد قال : وليت صدقات قوم من العرب فقال لي رجل منهم : ألا أريك عجبا؟ فأدخلني في شعب من جبل ، فإذا أنا بسهم من سهام عاد قد نشب في ذروة من الجبل عليه مكتوب :

ألا هل إلى أبيات شمح إلى اللّوى

من الرّمل يوما للنّفوس معاد

بلاد بها كنّا وكنّا من اهلها

إذ النّاس ناس والبلاد بلاد

ثم أخرجني الى ساحل البحر فإذا أنا بحجر عليه مكتوب : يا ابن آدم! يا عبد ربه ، اتق الله ولا تعجل في أمرك فانك لن تسبق رزقك ، ولا ترزق ما ليس لك.

٨٣٨ ـ وأنشد :

أنا أبو النّجم وشعرى شعرى (٢)

__________________

(١) ٢١ / ١٠٥

(٢) الخزانة ١ / ٢١١ ، والكامل ٤٢ والاغاني ٢٢ / ٣٧١ (الثقافة).

٩٤٧

أخرج أبو الفرج في الأغاني عن الأصمعي قال : قال أبو النجم للعديل بن الفرخ : أرأيت قولك :

فإن تك من شيبان أمّي فإنّني

لأبيض عجليّ شديد المفارق

أكنت شاكا في نسبك حتى قلت هذا؟ فقال له العديل : أفشككت أنت في نفسك وشعرك حيث قلت :

أنا أبو النّجم وشعرى شعرى

لله درّى ما يجنّ صدرى (١)

فأمسك أبو النجم واستحيا.

٨٣٩ ـ وأنشد :

كادت النّفس أن تفيض عليه

مذ ثوى حشو ريطة وبرود (٢)

لم يسم قائله (٣). وتفيظ : بالظاء المعجمة ، يقال : فاظ الليث ، بالظاء ، وفاضت نفسه ، بالضاد. قال الزجاج : وفاظت نفسه بالظاء جائز عند الجميع إلا

__________________

(١) في الخزانة : (... ما أجن صدري)

وبعده :

من كلمات باقيات الحرّ

تنام عيني وفؤادي يسري

مع العفاريت بأرض قفر

وفي الكامل ٤٢ : (أنا أبو النجم وشعري شعري : أي شعري كما بلغك وكما كنت تعهد ، وكذلك قولهم : الناس الناس ، أي الناس كما كنت تعهدهم).

وفي الخزانة : (على أن عدم مغايرة الخبر للمبتدأ انما هو للدلالة على الشهرة ، أي شعري الآن هو شعري المشهور المعروف بنفسه لا شيء آخر).

والدّر في الاصل اللبن ، يقال في المدح لله درّه أي عمله. وقوله : ما أجنّ صدري ، هو صيغة تعجب من الجنون ، قال في الصحاح : وقولهم : ما أجنّه ـ في المجنون ـ شاذ لا يقاس عليه.

(٢) ابن عقيل ١ / ١٣٢ وفيه : (إذا غدا حشو).

(٣) قال العلامة الشنقيطي : هو لمحمد بن مبادر شاعر البصرة ، وقبله :

ليت شعري وهل درى حاملوه

ما الذي يحملون من عفاف وجود

٩٤٨

الأصمعي ، فإنه لا يجمع بين الظاء والنفس ، بل يقول : فاظ الرجل بالظاء ، وفاضت نفسه بالضاد. وقال ابن بري : الذي يجوز فاظت نفسه بالظاء. يحتج بهذا البيت ، وضمير عليه للميت المرثي. والريطة : بفتح الراء وسكون التحتية وفتح الطاء المهملة ، الملائة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن ذات لفقين. والبرود : جمع برد. والبيت استشهد به المصنف في التوضيح على دخول إن في كاد.

__________________

قلت : ليس اسمه ابن مبادر ـ بالباء المنقوطة ـ ، وانما هو (مناذر) والبيت من قصيدة طويلة يرثي عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي وهي في الكامل ١٢٢٥ ـ ١٢٢٨ ، وطبقات ابن المعتز ١٢٢ ـ ١٢٤ ونهاية الأرب ٣ / ٨٣ ونسبت فيه خطأ لابن ميادة ، ومنها أبيات متفرقة في الاغاني والزهرة ٣٦٧ والموشح ، وقد روي البيت الذي ذكره العلامة الشنقيطي بلفظ :

ما دري نعشه ولا حاملوه

ما على النعش من عفاف وجود

٩٤٩

الكتاب السابع

٨٤٠ ـ وأنشد :

ألم أك جاركم ويكون بيني

وبينكم المودّة والإخاء؟ (١)

هذا من قصيدة للحطيئة أولها :

ألا قالت أمامة هل تعزّى؟

فقلت أمام ، قد غلب العزاء

إذا ما العين فاض الدّمع منها

أقول بها قذى وهو البكاء

لعمرك ما رأيت المرء تبقى

طريقته وإن طال البقاء

على ريب المنون تداولته

فأفنته وليس له فناء

إذا ذهب الشّباب فبان منه

فليس لما مضى منه لقاء (٢)

ومنها :

ألا أبلغ بني عوف بن كعب

فهل قوم على خلق سواء

ألم أك نائيا فدعوتموني

فجاء بي المواعد والرّجاء

ألم أك جاركم ويكون بيني

وبينكم المودّة والإخاء

__________________

(١) ابن عقيل ٢ / ١٢٦ ، وسيبويه ١ / ٤٢٥ ، وانظر الكامل ٥٤١

(٢) ويروى (بقاء) كما في اللآلي ٤٥٩

٩٥٠

وإنّي قد علقت بحبل قوم

أعانهم على الحسب الثراء

هم القوم الّذين إذا ألمّت

من الأيّام مظلمة أضاؤوا

هم القوم الّذين علمتموهم

لوى الدّاعي إذا رفع اللّواء

والبيت فيه شواهد ، أحدها : ورود همزة الإستفهام للتقرير. والثاني : حذف نون أكن لاجتماع الشروط. والثالث : نصب المضارع بأن مقدرة بعد الواو لوقوعه بعد الإستفهام. وعلى ذلك أورده ابن مالك.

٨٤١ ـ وأنشد :

تحلّم عن الأدنين واستبق ودّهم

ولن تستطيع الحلم حتّى تحلّما (١)

هذا من قصيدة لحاتم الطائي الجواد ، وأوّلها :

أتعرف أطلالا ونؤيا مهدّما

كخطّك في رقّ كتابا منمنما

أذاعت به الأرواح بعد أنيسه

شهورا وأيّاما وحولا محرّما

ونفسك فاكرمها فإنّك إن تهن

عليك فلن تلقى لها الدّهر مكرما

أهن للّذي تهوى التّلاد ، فإنّه

إذا متّ صار المال نهبا مقسّما

ولا تشقين فيه فيسعد وارث

به حين تخشى أغبر الجوف مظلما

يقسّمه غنما ويشري كرامة

وقد سرت في خطّ من الأرض أعظما

قليلا به ما يحمدنّك وارث

إذا اختار ممّا كنت تجمع مغنما

تحلّم عن الأدنين واستبق ودّهم

ولن تستطيع الحلم حتّى تحلّما

__________________

(١) سيبويه ٢ / ٢٤٠ ، وأساس البلاغة (حلم) والقصيدة في الخزانة ١ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣ ببعض الاختلاف وهي تتعلق بالكرم ومكارم الاخلاق.

٩٥١

متى ترق أظعان العشيرة بالأنا

وترك الأذى يحسم لك الدّاء محسما

وما تغشّتني في هواي لجاجة

إذا لم أجد ما في أمامي مقدّما

إذا شئت نازيت امرأ السّوء ما نزا

إليك ولاطمت اللّئيم الملطّما

وعوراء قد أعرضت عنها فلم تضر

وذي أود قوّمته فتقوّما

وأغفر عوراء الكريم ادّخاره

وأعرض عن شتم اللّئيم تكرّما

ولا أخذل المولى وإن كان خاذلا

ولا أشتم ابن العمّ إن كان مفحما

ولا زادني عنه غناي تباعدا

وإن كان ذا نقص من المال معدما

قال ابن يسعون : هذه الأبيات من أحسن ما قيل في مداراة الأقارب.

٨٤٢ ـ وأنشد :

فإنّ نكاحها مطر حرام

تقدم شرحه في شواهد التنوين ضمن قصيدة الأحوص (١).

__________________

(١) انظر ٧٦٧ من قصيدة الشاهد رقم ٥٥٢ ص ٧٦٦ ويروى (مطر) بالرفع والنصب والجر.

٩٥٢

الكتاب الثامن

٨٤٣ ـ وأنشد :

فتى هو حقّا غير ملغ قوله (١)

ولا تتّخذ يوما سواه خليلا

٨٤٤ ـ وأنشد :

إنّ امرأ صّني يوما مودّته

على التّنائي لعندي غير مكفور

هو لأبي زبيد الطائي يمدح أخاه لأمه وليد بن عقبة عامل الكوفة في خلافة عمثان رضي‌الله‌عنه. وسبب ذلك أن بني تغلب أخواله كانوا قد أخذوا له إبلا فاقتلعها منهم وليد المذكور ، وبعده :

أرعى وأروى وأدناني وأظهرني

على العدوّ بنصر غير تعذير

أرعى : جعل إبله ترعى. وأروى : سقاها. والتعذير التقصير (٢).

٨٤٥ ـ وأنشد :

أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أب (٣)

هو لعامر بن الطّفيل ، وصدره :

فما سوّدتني عامر عن وراثة

__________________

(١) كذا بالاصل ، وصحتها كما في المغني (توله).

(٢) ورد هذا النص بالحرف الواحد في حاشية الامير ٢ / ١٨٩

(٣) الخزانة ٣ / ٥٢٧ والعيني ١ / ٢٤٢ والشعراء ٢٩٥ والكامل ١٤٠

٩٥٣

قال الصولي : حدثني الحسن بن اسمعيل قال : سمعت المعتضد يقول : لا فخر أفخر من قول عامر بن الطفيل :

وإنّي وإن كنت ابن سيّد عامر

وفارسها المشهور في كلّ موكب

فما سوّدتني عامر عن وراثة

أبى الله أن أسمو بأمّ ولا أب

ولكنّني أحمي حماها ، وأتّقي

أذاها ، وأرمي من رماها بمنكبي

هذا والله السؤدد أن يشرف بنفسه ، يزيد بذلك شرفه بآبائه ، فإن نقص عنهم كان ذلك لاحقا به لا بهم. والأبيات المذكورة من قصيدة ، أولها :

تقول ابنة العمريّ مالك بعد ما

أراك صحيحا كالسّليم المعذّب

السليم : اللديغ. وسوّدتني : من السيادة. وأسمو : من السمو ، وهو العلو والارتفاع. والمنكب : بكسر الكاف وفتح الميم ، رأس العرفاء في النكاية ، وهي العرافة. وقيل أعوان العرفاء. والمعنى : وأرمي من رماها بجماعة رؤساء من الفوارس. وعامر بن الطفيل العامري ، ورد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسلم وتهدّده ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهمّ اكفنيه بما شئت (١)! فأخذه الطاعون كما ثبت ذلك في كتاب المعجزات. وفي شرح شواهد الإيضاح أنه يكنى أبا الجزاز ، بزائين. وقيل أبا جزيز بالتصغير. وأنه لما قدم كان له بضع وثمانون سنة ، وكان أعور.

٨٤٦ ـ وأنشد :

إذا رضيت عليّ بنو قشير

تقدم شرحه في شواهد على (٢).

__________________

(١) في الشعراء ٢٩٤ : (اللهم اكفني عامرا واهد بني عامر).

(٢) الشاهد رقم ٢١٥ ص ٤١٦

٩٥٤

٨٤٧ ـ وأنشد :

فيها خطوط من سواد وبلق

كأنّه في الجلد توليع البهق

تقدم شرحه في شواهد التنوين (١).

٨٤٨ ـ وأنشد :

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله

كاليوم هانىء أينق جرب (٢)

قال القالي في أماليه : حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو عامر (٣) عن أبي عبيدة قال : خرجت تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشّريد ، وهي الخنساء ، وهي في زود لها جرّب ، ثم نضت عنها ثيابها واغتسلت ، ودريد بن الصّمّة يراها لا تراه ، فقال دريد :

حيّوا تماضر واربعوا صحبي

وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي

ما إن رأيت ولا سمعت بمثله

كاليوم هانىء أينق جرب

متبذلا تبدو محاسنه

يضع الهناء مواضع النّقب

متحسّرا نضخ الهناء به

نضخ العبير بريطة الهضب (٤)

أخناس قد هام الفؤاد بكم

واعتاده داء من الحبّ

فسليهم عنّى خناس إذا

غضّ الجميع هناك ما خطبي (٥)

__________________

(١) انظر ص ٧٦٤ والشاهد رقم ٥٥٣

(٢) الامالي ٢ / ١٦١ ، والاغاني ١٠ / ٢٢ (الدار) برواية :

(... به كاليوم طالي أنيق جرب) ، وانظر حاشية الامير ٢ / ١٩٠

(٣) كذا بالاصل ، وفي الامالي (أبو حاتم).

(٤) كذا بالاصل ، وفي الامالي والاغاني : (العصب).

ويروي : (العطب) بالضم وبضمتين ، وهو القطن.

وأصلحنا في الاصل (البصير) بالعبير ، كما في المراجع السابقة.

وكذا في الامالي ، وفي الاغاني :

(٥)

غضّ الجميع الخطب ما خطبي

٩٥٥

قال القالي : النّقب ، بكسر القاف ، ويقال أيضا بفتحها ، القطع المتفرّقة من الجرب في جانب البعير ، والواحدة نقبة (١). وغضّ : من الغضاضة واللّين. وخناس : هي الخنساء الشاعرة المشهورة وأسمها تماضر. وأخرج أبو الفرج في الأغاني عن أبي عبيدة وابن الأعرابي وابن الكلبي مثل هذه القصة. وزاد : فلما أصبح غدا على أبيها يخطبها ، فدخل عليها أبوها فقال : يا خنساء ، أتاك فارس هوزان وسيّد جشم دريد بن الصّمّة يخطبك! فقالت : أنظرني حتى أشاور نفسي ، ثم بعثت وليدة لها فقالت : انظري دريدا إذا بال ، فإن وجدت بوله قد خرق الأرض ففيه بقية ، وإن وجدته قد ساح على وجهها فلا فضل فيه. فاتّبعته وليدتها ثم عادت اليها فقالت : قد وجدت بوله قد ساح على وجه الأرض. فعاودها أبوها فقالت : يا أبه ، أتراني تاركة بني عمّي مثل عوالي الرمّاح وناكحة شيخ بني جشم هامة اليوم أو غد! فصرف دريد.

٨٤٩ ـ وأنشد :

لما أغفلت شكرك فاصطنعني

فكيف ومن عطائك جلّ مالي

٨٥٠ ـ وأنشد :

يا ليت حظّي من نداك الصّافي

والفضل أن تتركني كفاف (٢)

هذا من رجز لرؤبة يخاطب به أباه العجّاج وقد سرق ، أعني أباه ، قصيدة له وأنشدها سليمان بن عبد الملك فأجازه عشرة آلاف درهم ، فطلب منه ابنه نصيبا منها لكونه أجيز بشعره فأبى. وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق أبي سعيد السّيرافي عن أبي بكر بن السراج عن أبي العباس المبرد عن الرياشي عن الأصمعي قال (٣) : قال رؤبة : خرجت مع أبي أريد (٤) سليمان بن عبد الملك ، فلما صرنا ببعض

__________________

(١) النقب : بضم النون وتسكين القاف أو فتحها. ولم يذكر القالي انها بكسر القاف. وفيه : (في جلد البعير).

(٢) في المغني : (من جداك الصافي) ، وهو في الخزانة ١ / ٢٤٥ بلفظ :

فليت حظي من جداك الضافي

والنفع ان تتركني كفاف

(٣) انظر الخزانة ١ / ٢٤٦.

(٤) في الخزانة (يريد).

٩٥٦

الطريق قال لي : أبوك راجز وجدّك راجز وأنت مفحم. قلت : أفأقول؟ قال : نعم ، قلت :

كم قد حسرنا من علاة عبس

ثم أنشدته إياها فقال : اسكت فضّ الله فاك. فلما انتهينا الى سليمان قال له : ما قلت؟ فأنشده أرجوزتي ، فأمر له بعشرة آلاف درهم. فلما خرجنا من عنده قلت : أتسكتني وتنشد أرجوزتي؟ فقال : اسكت ويلك! فإنك أرجز الناس. قال : فالتمست منه أن يعطيني نصيبا مما أخذه بشعري (فأبى (١)) فنابذته فقال (٢) :

لطالما أجرى أبو الجحّاف

لبدته بعيدة الإتحاف (٣)

يأتي عن الأهلين والألّاف

سر هفته ما شئت من سرهاف (٤)

حتّى إذا ما آض ذا أعراف

كالكردن السّرود بالإكاف (٥)

قال : الّذي عندك لي صراف (٦)

من غير ما كسب ولا اعتراف (٧)

__________________

(١) مزيدة.

(٢) انظر بالاضافة الى الخزانة اللآلي ٧٨٨

(٣) في الخزانة : (لهيئة بعيدة الاطراف). وفي اللآلي : (لفرقة طويلة التجافي).

(٤) وفي اللالي : (سرعفته) ، أي أحسنت غذاءه ، وكذلك سرهفته.

(٥) كذا بالاصل ، وصحتها (كالكودن) كما في الخزانة واللالي ، والامالي ٢ / ١٦٦ والكودن : الهجين ولا يشد الإكاف الّا على القوي منها ، وقوله : آض ذا أعراف ، هذا مثل ، يقول : صار مثل البرذون.

والإكاف : البرذعة. وهذه صفات ذم له ، يريد أنه حتى صار رجلا ذا لحية.

(٦) في اللآلي برواية : (قال : الذي جمّعت لي صواف). وصراف اسم فعل أمر بمعنى اصرف. وصواف ـ على رواية اللآلي ـ أي خوالص دون ولدك.

(٧) في الخزانة : (ولا احتراف) بالحاء المهملة.

٩٥٧

فقال رؤبة يجيبه :

إنّك لم تنصف أبا الجحّاف

وكان يرضى منك بالإنصاف

ظلمتني غيّك ذو الإسراف

يا ليت حظّي من نداك الصّافي

والفضل أن تتركني كفاف

أبو الجحاف : بجيم ثم حاء مهملة وفاء ، كنية رؤبة. وروى صاحب كتاب (مناقب الشبّان وتقديمهم على ذوي الأسنان) من طريق محمد بن سلام ، عن أبي يحيى الضبي قال : كان رؤبة يرعى إبل أبيه حتى بلغ وهو لا يقرض الشعر ، فتزوّج أبوه امرأة يقال لها عقرب ، فعادت رؤبة ، وكانت تقسم إبله على أولادها الصغار ، فقال رؤبة : ما هم بأحق مني لها! ، إني لأقاتل عنها السنين ، وأنتجع بها الغيث. فقالت عقرب للعجّاج : اسمع هذا وأنت حي! فكيف بنا بعدك؟ فخرج فزبره وصاح به وقال له اتبع إبلك ، (ثم قال (١)).

لطالما أجرى أبو الجحّاف

وكان يرضى منك بالإنصاف

لمّا رآني أرعشت أطرافي

استعجل الدّهر وفيه كاف

يخترف الإلف عن الألّاف (٢)

في أبيات ، فأنشد رؤبة يجيبه :

إنّك لم تنصف أبا الجحّاف

وهو عليك دائم التّعطاف

وكان يرضى منك بالإنصاف

قال صاحب مناقب الشبان : قوله :

__________________

(١) مزيدة.

(٢) كذا بالاصل ، وفي الخزانة : (يخترم الالف ..).

٩٥٨

استعجل الدّهر وفيه كاف

كقول الآخر :

يعين عليّ الدّهر والدّهر مكتف

وقول كسرى :

إذا أدبر الدّهر عن قوم كفى عدوّهم

٨٥١ ـ وأنشد :

جالت لتصرعني فقلت لها اقصري

إنّي امرؤ قتلي عليك حرام (١)

هو من قصيدة لامرىء القيس بن حجر قوافيها كلها مجرورة سوى هذا البيت فإنه وقع في الإقواء ، وأولها (٢) :

لمن الدّيار غشيتها بسحام

فعمايتين فهضب ذي أقدام

دار لهند والرّباب وفرتنى

ولميس قبل حوادث الأيّام

عوجا على الطّلل المحيل لأنّنا

نبكي الدّيار كما بكى ابن جذام

ومنها :

ومجدّة نسّأتها فتكمّشت

رتك النّعامة في طريق حام

تخدي على العلّات سام رأسها

روعاء منسمها رثيم دام

__________________

(١) ديوان امرىء القيس ١١٦ وفيه (إني امرؤ صرعي) ، وفي المغني بلفظ (جاءت لتصرعني) ، وهو خطأ.

(٢) ديوانه ١١٤ ـ ١١٨

٩٥٩

جالت لتصرعني فقلت لها اقصري

إنّي امرؤ قتلي عليك حرام

فجزيت خير جزاء ناقة واحد

ورجعت سالمة القرى بسلام

سحام ، بمهملتين مضموم الأول. وذى أقدام : موضعان. وعمايتان : بمهملة ، جبلان. وهضب وهند والرباب وفرتنا ولميس أسماء نساء (١). وعوجا : اعطفا. والمحيل : المتغير. ولأنّنا : لغة في لعلّنا. وقد استشهد بالبيت على ذلك. وابن جذام : شاعر قديم (٢). ومجدة : ناقة سريعة. والواو واورب. ونسأتها : زجرتها. وتكمشت : أسرعت. ورتك : سرعة. وحام : حار من الشمس. وتحدى : تسرع. والعلاة : المشاد. وسام : مرتفع. وروعاء : نشيطة. والمنسم : طرف الخف. ورثيم : مجروح. ودام : نفر دمه. وجالت : اضطربت. وتصرعني : تسقطني واقصري : كفي. والبيت في ديوان امرىء القيس بلفظ :

صرعي عليك حرام

والقرى : بالقاف الظهر.

٨٥٢ ـ وأنشد :

طلبوا صلحنا ولات أوان

تقدم شرحه في شواهد لات (٣).

٨٥٣ ـ وأنشد :

ما تنقم الحرب العوان منّي

__________________

(١) في الديوان : الهضب جمع هضبة ، وهي قطعة من الجبل مرتفعة.

(٢) كذا ، والمعروف انه ابن خذام ، ويروى ابن حذام وابن حمام. وهو رجل من طىء لم يسمع شعره الذي بكى فيه ولا شعر ذكر فيه غير هذا البيت الذي ذكر امرؤ القيس ، وانظر ابن سلام ٣٣ ، والمؤتلف ١١ و ١٢٩ ، والعمدة ١ / ٧٠

(٣) الشاهد رقم ٣٩٨ ص ٦٤٠.

٩٦٠