شرح شواهد المغني

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح شواهد المغني

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: لجنة التراث العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١٤٦

النفس تنبو حينئذ وتسلو ويخف ما بها؟ فقال (١) :

إذا عبتها شبّهتها البدر طالعا

وحسبك من عيب لها شبه البدر

لقد فضّلت لبنى على النّاس مثل ما

على ألف شهر فضّلت ليلة القدر

وأخرج أيضا عن المدائني قال : ماتت لبنى فخرج قيس في جماعة من قومه فوقف على قبرها وقال :

ماتت لبينى فموتها موتي

هل ينفعن حسرة على الموت

فسوف أبكي بكاء مكتئب

قضى حياة واجدا على ميت

ثم أكب على القبر يبكي حتى أغمى عليه فرفعه أهله وهو لا يعقل ، فلم يزل عليلا لا يفيق ولا يجيب مكلما ثلاثا ، ثم مات ودفن إلى جانبها.

٣١٧ ـ وأنشد قول عنترة :

جادت عليه كلّ عين ثرّة

فتركن كلّ حديقة كالدّرهم

تقدم شرحه في شواهد في (٢) ، وهو من معلقته المشهورة ، وقبله :

وكأنّما نظرت بمقلة شادن

رشأ من الغزلان ليس بتوأم

وكأنّ فأرة تاجر بقسيمة

سبقت عوارضها إليك من الفم

أو روضة أنفا تضمّن نبتها

غيث قليل الدّمن ليس بمعلم

جادت عليه كلّ عين ثرّة

فتركن كلّ حديقة كالدّرهم

__________________

(١) ديوانه ٩٢ ، والاغاني ٩ / ١٩٥ (الدار).

(٢) انظر ص ٤٨٠ ، والشاهد رقم ٢٦٨ ص ٤٧٩.

٥٤١

٣١٨ ـ وأنشد :

من كلّ كوماء كثيرات الوبر

٣١٩ ـ وأنشد :

وما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه

وما كلّ مؤت نصحه بلبيب

قال ابن يسعون : هو لأبي الاسود الدؤلي (١) ويقال لمودود العنبري ، وقبله :

أمنت على السّرّ امرأ غير حازم

ولكنّه في الودّ غير مريب (٢)

أذاع به في النّاس حتّى كأنّه

بعلياء نار أوقدت بثقوب

ثم رأيت ابن أبي الدنيا قال في كتاب الصمت ، حدثني محمد بن اسكاب ، حدثنا أبي عن المبارك بن سعيد ، عن عمر بن عبيد قال : اطلع أبو الاسود الدؤلي مولى له على سرّ له فبثه ، فقال أبو الاسود وذكر الابيات الثلاثة وزاد بعدها :

ولكن إذا ما استجمعا عند واحد

فحقّ له من طاعة بنصيب

وأخرج أبو الفرج الاصبهاني في الاغاني عن ابن عياش قال (٣) : خطب أبو الأسود الدؤلي امرأة من عبد القيس يقال لها أسماء بنت زياد ، فأسرّ أمرها الى صديق له من الأزد يقال له الهيثم بن زياد ، فحدّث به ابن عم لها فذهب فتزوّجها ، فقال أبو الأسود وذكر الأبيات (٤).

__________________

(١) ديوان أبي الأسود ٩٨ ـ ٩٩ والاغاني ١٢ / ٣٠٥ (الدار) وانظر الحيوان ٥ / ٦٠١ ، والمؤتلف والمختلف ١٥١ ، والاصابة ٢ / ٢٣٣ والعمدة ٢ / ٤

(٢) في الديوان والاغاني برواية :

أمنيت أمرا في السر لم يك جازما

ولكنه في النصح غير مريب

(٣) ١٢ / ٣٠٥ (الدار).

(٤) رواية الاغاني : (كان يخطبها ـ وكان لها مال عند أهلها ـ فمشى ابن عمها الخاطب لها إلى أهلها الذين مالها عندهم ، فأخبرهم خبر أبي الأسود ، وسألهم أن يمنعوها من نكاحه ، ومن مالها الذي في أيديهم ، ففعلوا ذلك ، وضارّوها حتى تزوجت بابن عمها ، فقال أبو الأسود الدؤلي في ذلك ...).

٥٤٢

فائدة :

أبو الأسود الدؤلي ، اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل ، من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدّثيهم. روي عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فأكثر ، واستعمله عمر وعثمان وعلي. قال في الأغاني (١) : وذكر أبو عبيدة انه أدرك فحول الاسلام وشهد بدرا مع المسلمين ، وما سمعت بذلك عن غيره.

أخرج البخاري في تاريخه عن صالح البراد قال : قال أبو الأسود الدؤلي لولده : قد أحسنت إليكم قبل أن تولدوا ، قالوا : كيف؟ قال : لم أضعكم في موضع تستحون منه.

وأخرج القالي في أماليه عن أبي عبيدة قال (٢) : جرى بين أبي الأسود الدّؤلي وبين امرأته كلام في ابن كان لها منه وأراد أخذه منها ، فصارا الى زياد ، وهو والي البصرة ، فقالت المرأة : أصلح الله الأمير ، هذا ابني كان بطني وعاءه ، وحجري فناءه ، وثديي سقاءه ، أكلؤه إذا نام ، وأحفظه اذا قام ، فلم أزل بذلك سبعة أعوام حتى اذا استوفى فصاله وكملت خصاله ، واستوعكت أوصاله (٣) ، وأمّلت نفعه ، ورجوت دفعه ، أراد أن يأخذه مني كرها ، فآدني أيها الأمير ، فقد رام قهري ، وأراد قسري. فقال أبو الأسود : أصلحك الله ، هذا ابني حملته قبل أن تحمله ، ووضعته قبل أن تضعه ، وأنا أقوم عليه في أدبه ، وأنظر في أوده ، وأمنحه علمي ، وألهمه حلمي ، حتى يكمل عقله ، ويستحكم فتله. قالت المرأة : أصلحك الله ، حمله خفّا ، وحملته ثقلا ، ووضعه شهوة ، ووضعته كرها. فقال له زياد : أردد على المرأة ولدها فهي أحقّ به منك ، ود عني من سجعك. قال القالي : استوعكت : اشتدت. وقولها : فآدني : أي قوّني وأعنّي.

٣٢٠ ـ وأنشد :

إخوتي لا تبعدوا أبدا

وبلى والله قد بعدوا (٤)

__________________

(١) ١٢ / ٢٩٧ (الدار).

(٢) ٢ / ١٢

(٣) في الامالي (استوكعت) أي اشتدت.

(٤) الحماسة ٢ / ٣٦٨

٥٤٣

كلّ ما حيّ وإن أمروا

واردو الحوض الّذي وردوا

هما لفاطمة بنت الأخرم الخزاعية (١) ، وبين هذين البيتين :

لو تملّتهم عشيرتهم

لاقتناء العزّ أو ولدوا

هان من بعض الرّزيّة أو

هان من بعض الّذي أجد

قال شارح الحماسة : يروى إخوتي وإخوتا بقلب الياء ألفا ليمتد الصوت. وأبدا : ظرف لتبعدوا ، وأدخل القسم بين بلى والفعل ، ولا يعد ذلك فصلا. لو تملّتهم : أي لو عاشوا معهم مليّا من الدهر ، أي لو طالت أعمارهم فاقتنت عشيرتهم العزبهم ، أو كان لهم خلف كان بعض غمي لهم أهون عليّ. و (لاقتناء) متعلق به. وقوله : (ولدوا) يحتمل أن يكون اسما مفردا كما تقول ابن ، وان يكون جملة من فعل وفاعل. و (هان) جواب لو. و (من) عند الأخفش زائدة. وعند غيره لابتداء غاية التحقير والتقليل. و (ما) زائدة. و (حيّ) يحتمل أن يراد به ضد الميت. وجمع الضمير العائد اليه اما تعويلا على معنى كل ، أو لارادة الجنس ، وأن يراد به القبيلة ، فيكون الضمير للفظ حي. وأمروا : أكثروا ، وعائد الذي محذوف ، أي وردوه.

٣٢١ ـ وأنشد :

قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي

عليّ ذنبا كلّه لم أصنع (٢)

__________________

(١) كذا بالاصل ، وفي الحماسة ٢ / ٣٦٦ : (فاطمة بنت الأجحم). وفي شرح التبريزي : هو أحجم بن دندنة الخزاعي زوج خالدة بنت هاشم ابن عبدالمطلب ، وكان أجحم هذا أحد سادات العرب.

(٢) ابن الشجري ١ / ٧ و ٨٠ و ٢٩٣ ، وفيه : (أراد : لم اصنعه) ، وسيبويه ١ / ٤٤ والخزانة ١ / ١٧٣ مستشهدا به على أن الضمير العائد على المبتدأ من جملة الخبر يجوز حذفه قياسا عند الفراء اذا كان منصوبا مفعولا به ، و ١ / ٤٢٥ استشهد به على ان لم ليست من الحروف المستحقة للصدارة حتى لا يجوز أن يعمل مابعدها فيما قبلها.

لان ما بعدها هنا قد عمل فيما قبلها. وذلك ـ كما صرح الرضي ـ لامتزاجها بالفعل بتغييرها معناه الى الماضي فصارت كالجزء منه.

ومثلها في ذلك (لن) و (ولا) بخلاف (ما) و (ان) النافيتين.

والعيني ٤ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦.

٥٤٤

هو مطلع أرجوزة لأبي النجم العجلي ، وبعده :

من أن رأت رأسي كرأس الأصلع

ميّز عنه قنزعا عن قنزع

جذب اللّيالي : أبطئي أو أسرعي

قرنا أشيبيه وقرنا فانزعي

أفناه قيل الله للشّمس : اطلعي!

حتّى إذا داراك أفق فارجعي (١)

حتّى بدا بعد السخام الأقرع

جرّ بكرش الأخرج الهجنّع

يمشي كمشي الأهدء المكنّع

ألم يكن يبيضّ إن لم يصلع

إن لم يصبني قبل ذاك مصرعي

أفناه ما أفنى إيادا فاربعي

يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي

لا تسمعيني منك لوما واسمعي

أيهات أيهات ولا تطلّعي

هي المقادير ، فلومي أو دعي

لا تطمعي في فرقتي لا تطمعي

ولا تروّعيني ولا تروّعي

واستشعري اليأس ولا تفجّعي

فذاك خير لك من أن تجزعي

فتحبسي وتشتمي وتوجعي

أم الخيار : زوجة أبي النجم. والأصلع : الذاهب شعر الرأس. والقنزع : شعر حوالي الرأس. وقيل الله : قول الله. والسخام : بضم السين المهملة وبالخاء المعجمة ، السواد. والأخرج : بخاء معجمة ثم راء ثم جيم ، الذي له لونان من بياض وسواد. والهجنّع : بتشديد النون ، الطويل الضخم. والأهدء : الأحدب. والمكنع : بالنون ، من التكنيع وهو التبعيض. قوله : (يا ابنة عما) استشهد به في التوضيح على ابدال

__________________

(١) في الخزانة : (حتى إذا واراك).

٥٤٥

الألف من ياء المتكلم في النداء ، والأصل ابنة عمي. واهجعي : من الهجوع ، وهو النوم بالليل خاصة.

٣٢٢ ـ وأنشد :

وقولي كلّما جشأت وجاشت :

مكانك تحمدي أو تستريحي! (١)

هذا من أبيات لعمرو بن الأطنابة ، وهي أمه. وأبوه : زيد بن مناة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج جاهلي ، وقبله :

أبت لي عفّتي وأبى بلائي

وأخذي الحمد بالثّمن الرّبيح

وإقدامي على المكروه نفسي (٢)

وضربي هامة البطل المشيح

بأبيض مثل لون الملح صاف

ونفس ما تقرّ على القبيح

وقولي كلّما جشأت وجاشت :

مكانك تحمدي أو تستريحي

لأدفع عن مآثر صالحات

وأحمي بعد عن عرض صحيح

أخرج أبو أحمد العسكري في كتاب ربيع الآداب بسنده عن أبي حاتم (٣) قال : قال عبد الملك بن مروان : وجد فرسان العرب في أشعارها ثمانية : اثنان منهم لم يجزعا من الموت ، وستة : جزعوا. فمن الستة عمرو بن الأطنابة حيث يقول : أبت لي عفتي : الأبيات .. فلم تجش نفسه إلا وقد جبن. وعنترة حيث يقول (٤) :

__________________

(١) الخزانة ١ / ٤٢٣ والامالي ١ / ٢٥٨ ، واللآلي ٥٧٤ ، وعيون الاخبار ١ / ١٢٦ ، والعيني ٤ / ٤١٥ ، وابن أبي حديد ٢ / ٢٨٦ ، والكامل ١٢٣٢ ، والمزهر ٢ / ٣١٠ ، والمجتبى لابن دريد ٥٢. واللسان (جشأ).

(٢) في الكامل : (وإجشامي ...) وفي المجتبى (وإكراهي). وفي الامالي : (وإعطائي على الإعدام مالي).

(٣) أنظر الخبر في الخزانة برواية عن أبي عبيدة ١ / ٤٢٢ ـ ٤٢٣

(٤) من معلقته وقد سبقت ص ٤٧٩ ـ ٤٨٤ والبيتان في ديوانه ص ١٥٣

٥٤٦

يدعون عنتر والرّماح كأنّها

أشطان بئر في لبان الأدهم

إذ يتّقون بي الأسنّة لم أخم

عنها ، ولكنّي تضايق مقدمي!

فلم يضق مقدمه إلا وقد جبن ، وأبو القيس بن الأسلت حيث يقول :

وقولي كلّما جشأت لنفسي

من الأبطال ويحك لن تراعي

فإنّك لو سألت حياة يوم

سوى الأجل الّذي لك لم تطاعي

فما جشأت نفسه إلّا وقد جبن. ودريد بن الصمّة حيث يقول :

ولقد أصرفها مدبرة

حين للنّفس من الموت هدير

ولقد أجمع رجليّ بها

حذر الموت وإنّي لوقور

كلّما ذلّل منّي خلق

وبكلّ أنا في الرّوع جدير

فلم يحذر الموت إلا وقد جبن. وعمرو بن معدي كرب حيث يقول :

ولمّا رأيت الخيل زورا.

الأبيات السابقة ، فلم تجش نفسه إلا وقد جبن (١). وأما اللذان لم يجزعا الموت فعباس بن مرداس حيث يقول (٢) :

أكرّ على الكتيبة لا أبالي

أحتفي كان فيها أم سواها

وقيس بن الخطيم حيث يقول (٣) :

__________________

(١) انظر ص ٤١٨ الشاهد رقم ٢١٧ ، والأصمعيات ص ١٢٩.

(٢) العقد الفريد ٦ / ١٥٠ وفيه : (أشد على الكتيبة).

(٣) معجم الشعراء ١٩٦ وديوانه ٢٣ وفيه (الحرب الضروس).

وأنظر التبريزي ١ / ١٨١ ، والخزانة ٣ / ١٦٨.

٥٤٧

وإنّي بالحرب العوان موكّل

بإقدام نفس ما أريد بقاءها

وأخرج القالي وابن عساكر عن معاوية أنه قال (١) : هممت بالفرار يوم صفين ، فما منعني إلا قول ابن الأطنابة ، وذكر الأبيات.

وقد قيل انها أجود ما قيل في الصبر في مواطن الحروب.

والبطل : الشجاع. والمشيح : المجد في الأمر ، من أشاح يشيح. وجشأت : بالجيم والشين المعجمة ، يقال : جشأت جشوا نفسي إذا انقضت وجاشت من حزن أو فزع ، وهو مهموز. والبيت استشهد به في التوضيح على جزم المضارع ، وهو (تحمدي) لوقوعه جواب الطلب باسم فعل ، وهو مكانك ، فإن معناه اثبتي.

__________________

(١) الامالي ١ / ٢٥٨ والمجتبى لابن دريد ٥٢

٥٤٨

شواهد كلا

٣٢٣ ـ وأنشد :

إنّ للخير وللشّرّ مدى

وكلا ذلك وجه وقبل (١)

هو من قصيدة لعبد الله بن الزّبعرى قالها في وقعة أحد ، وقبله وهو أول القصيدة :

يا غراب البين أسمعت فقل

إنّما تنطق شيئا قد فعل

والعطيّات خساس بينهم

وسواء قبر مثر ومقلّ

كلّ عيش ونعيم زائل (٢)

وبنات الدّهر يبغين بكلّ

أبلغا حسّان عنّي آية

فقريض الشّعر يشفي ذا العلل

كم ترى بالجرّ (٣) من جمجمة

وأكفّ قد أنزّت ورجل

وسرابيل حسان سريت

عن كماة أهلكوا في المنتزل

كم قتلنا من كريم سيّد

ماجد الجدّين مقدام بطل

صادق النّجدة قرم بارع

غير ملتات لدى وقع الأسل (٤)

__________________

(١) الاغاني ١٥ / ١٣٧ (الثقافة) وابن أبي حديد ٣ / ٣٨٢ ، وابن سيد الناس ٢ / ٣٢ ـ ٣٣. وفيه : (وسواه قبر مثر ومقل). وابن عقيل ٢ / ١٣

(٢) في الاغاني (كل بؤس) وفي ابن أبي حديد (كل خير). وانظر ابن سلام ١٩٨.

(٣) في ابن أبي حديد (بالحسر).

(٤) في ابن أبي حديد (غير ملطاط).

٥٤٩

فسل المهراس ما ساكنه

بين اقحاف وهام كالحجل

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل (١)

حين حكّت بقباء بركها

واستحرّ القتل في عبد الأشل

ثمّ خفّوا عند ذاكم رمضا

رقص الجفان يعلو في الجبل

فقتلنا الضّعف من أشرافهم

وعدلنا مثل بدر واعتدل (٢)

لا ألوم النّفس إلّا أنّنا

لو كررنا لفككنا المعتقل

بسيوف الهند يعلو هامهم

عللا يعلوهم بعد نهل (٣)

وقد أجابه حسان :

ذهبت يا ابن الزّبعرى وقعة

كان منّا الفضل فيها لو عدل

ولقد نلتم ونلنا منكم

وكذاك الحرب أحيانا دول

نضع الأسياف في أكتافكم

حيث نهوى عللا بعد نهل

إذ تولّون على أعقابكم

هربا في الشّعب أشباه الرسل

إذ شددنا شدّة صادقة

فاجأناكم إلى سفح الجبل

بحياطيل كأمذاق الملا

من يلاقوه من النّاس بهل

__________________

(١) في ابن ابي حديد : (كثير من الناس يعتقدون ان هذا البيت ليزيد ابن معاوية ... وإنما قاله يزيد متمثلا لما حمل إليه رأس الحسين عليه‌السلام).

(٢) في ابن سلام ٢٠٠ (وعدلنا ميل بدر ...)!

(٣) في ابن أبي حديد : (تبرد الغيظ ويشفين الغلل).

٥٥٠

ضاق عنّا الشّعب إذ نجزعه

وملأنا القرط منهم والرجل

برجال لستم أمثالهم

أيّدوا جبريل نصرا فنزل

وعلونا يوم بدر بالتّقى

طاعة الله وتصديق الرّسل

وقتلنا كلّ رأس منهم

وقتلنا كلّ جحجاح رفل

وتركنا في قريش عبرة

يوم بدر وأحاديث المثل

ورسول الله حقّا شاهدا

يوم بدر والتّنابيل الهبل

في قريش من جموع جمعوا

مثل ما يجمع في الخصب الهمل

نحن لا أنتم بني أستاهها

نحضر البأس إذا البأس نزل

قوله :

أقمنا يوم بدر فاعتدل

قال القالي (١) : يقال اعتدل مثل بدر ، أو قتلنا مثلهم يوم أحد.

فائدة :

عبد الله ابن الزّبعرى بن قيس بن عديّ بن ربيعة بن سهم أحد شعراء قريش المعدودين ، قال هذه القصيدة قبل أن يسلم ، ثم أسلم بعد ذلك فقال :

يا رسول المليك ، إنّ لساني

راتق ما فتقت إذ أنا بور

__________________

(١) ١ / ١٤٢ ، وفيه (ميل بدر).

٥٥١

إذ أجاري الشّيطان في الغيّ

ومن مال ميله مثبور (١)

أمن اللّحم والعظام بما قل

ت فنفسي الفدا وأنت النّذير

٣٢٤ ـ وأنشد :

كلا أخي وخليلي واجدي عضدا

في النّائبات وإلمام الملمّات (٢)

لم يسم قائله ، وعضدا : أي معينا ، ونائبات الدهر : مصائبه ، جمع نائبة. والالمام : الاتيان والنزول. وألم به : نزل به ، والملمات جمع ملمة ، وهي النازلة من نوازل الدهر. والبيت استشهد به على إضافة كلا الى اثنين مفرقين شذوذا (٣).

٣٢٥ ـ وأنشد :

كلاهما حين جدّ الجري بينهما

قد أقلعا ، وكلا أنفيهما رابي (٤)

هو للفرزدق ، وقبله :

ما بال لومكها وجئت تعتلها

حتّى اقتحمت بها أسكفّة الباب

يقال : عتله : إذا جذبه جذبا عنيفا ، قاله ابن دريد. وقال صاحب العين : إذا أخذ بتلبيبه فجرّه وذهب به. واقتحم المنزل : إذا هجمه. والأسكفة : بضم الهمزة وتشديد الفاء ، العتبة السفلى ، ووزنها أفعلة. وفي قوله : (كلاهما) التفات ، والأصل كلاكما ، و (حين) ظرف للخبر ، وهو (قد أقلعا) لا خبرا ، لأن الزمان

__________________

(١) في الاستيعاب ٣ / ٩٠٢ برواية :

إذا جاري الشيطان في سنن الف ... يّ أنا في ذاك خاسر مبثور وفي السيرة : (إذا أباري ..).

(٢) ابن عقيل ٢ / ١٣.

(٣) الشاهد في قوله : (كلا أخي وخليلي) حيث أضيفت (كلا) الى اثنين متفرقين ، وهو شاذ ، لان من شروط إضافتها أن يكون المضاف إليه مفهم اثنين بدون تفريق.

(٤) ديوانه ٣٤ ، وفي المغني : (جد السير ...).

٥٥٢

لا يخبر به عن الجثة ، واسناد جد إلى الجري مجاز. والأصل جد في الجري. والاقلاع عن الشيء : الكف عنه. والواو في وكلا واو الحال ، والتثنية في أنفيهما واجبة ، وان كان الأرجح جدعت آنافهما ، مثل : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) لأن كلا لا تضاف إلا لمفهم اثنين. ورابي : اسم فاعل من ربا يربو ، وربو الأنف ارتفاعه عند التعب من جرى ونحوه. ويقال : ربا الفرس ، إذا انتفخ من عدو أو فزع. وقد اجتمع في البيت مراعاة معنى كلا ولفظها حيث عاد في أقلعا بضمير التثنيه ، وفي راب بالافراد ، وفيه شاهد ثان حيث قال : (أنفيهما) ولم يقل : (آنافهما) كما هو الأفصح مثل : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما).

٣٢٦ ـ وأنشد :

قول الأسود بن يعفر :

إنّ المنيّة والحتوف كلاهما

يوفي المنيّة يرقبان سوادي (١)

هذا من قصيدة للأسود بن يعفر ، بفتح الياء ، وقيل بضمها ، ابن عبد القيس ابن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم النهشلي ، شاعر متقدم فصيح من شعراء الجاهلية ذكره ابن عبد السلام في الطبقة الثانية (٢) وليس بمكثر ، أوّلها (٣) :

نام الخليّ وما أحسّ رقادي

والهمّ محتضر لديّ وسادي

من غير ما سقم ولكن شفّني

همّ أراه قد أصاب فؤادي

__________________

(١) المفضليات ص ٢١٦ ، واللآلي ١٧٤ و ٣٦٨ ، والاغاني ١١ / ١٢٩

(٢) كذا ، وعده ابن سلام ص ١١٩ من الطبقة الخامسة.

(٣) قال ابن سلام ١٢٣ : (وله واحدة طويلة رائعة لاحقة بأجود الشعر لو كان شفعها بمثلها قدمناه على مرتبته وهي : نام الخلي ...).

وهي معدودة من مختار أشعار العرب وحكمها ، مفضلة مأثورة.

ولقد تقدم رجل من أهل البصرة من بني دارم ليشهد عند سوار بن عبد الله القاضي ، فوجده يتمثل بأبيات منها ، فسأله الفاضي : أيروي هذا الشعر أو يعرف من يقوله؟ فأجاب : أن لا! فقال له : رجل من قومك له هذه النباهة ، وقد قال مثل هذه الحكمة لا ترويها ولا تعرفه!! ثم توقف في قبول شهادته حتى يسأل عنه. ولقد وعد الرشيد من ينشده إياها جائزة عشرة آلاف درهم ... وانظر الاغاني ١١ / ١٢٩ ومنتهى الطلب ١ / ٨١ ـ ٨٢ ، وشعراء الجاهلية ٤٨٠ ـ ٤٨٣.

٥٥٣

وقبل هذا البيت (١) :

ولقد علمت سوى الّذي نبّأتني

أنّ السّبيل سبيل ذي الأعواد

وبعده :

لن يرضيا منّي وفاء رهينة

من دون نفسي ، طارفي وتلادي

ماذا أؤمّل بعد آل محرّق

تركوا منازلهم وبعد إياد

جرت الرّياح على محلّ ديارهم

فكأنّما كانوا على ميعاد

ومنها :

أين الّذين بنوا فطال بناؤهم

وتمتّعوا بالأهل والأولاد

فإذا النّعيم وكلّ ما يلهى به

يوما يصير إلى بلى ونفاد

وآخرها :

فإذا وذلك لا نفاد لذكره

والدّهر يعقب صالحا بفساد

قال التبريزي : الخلي : الخالي من الهموم. وما أحس ، أي ما أجد. وذو الاعواد : جد أكثم بن صيفي كان من أعز أهل زمانه ، فاتخذت له قبة على سرير فلم يكن يأتيها خائف إلا من ، ولا ذليل إلا أعز ، ولا جائع إلا أشبع. يقول : لو أغفل الموت أحدا لأغفل ذا الأعواد ، وإني لميت مثله. ويقال : إنه أراد بذي الأعواد الميت لأنه حمل على السرير. قوله : (يوفي المخارم) (٢) المخرم ، منقطع أنف الجبل ، يريد أن المنية والحتوف ترقبه وتستشرفه ، وعنى بسواده شخصه. قوله : (ان يرضيا مني) يريد

__________________

(١) أي بيت الشاهد.

(٢) وذلك في رواية الشاهد : (يوفي المخارم يرقبان سوادي) كما في المفضليات.

٥٥٤

أن المنية والحتوف لا يقبلان منه فدية ، وإنما يطلبان نفسه ، ثم فسر الرهينة ما هي فقال : طارفي وتلادي.

٣٢٧ ـ وأنشد :

كلانا غنيّ عن أخيه حياته

ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا (١)

هو لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطالبي من شعراء الدولتين يخاطب ابن الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، وكانا صديقين ثم تهاجرا ، من قصيدة أوّلها :

أرى حبّنا قد كان شيئا ملفّقا

فمحّضه التّكشيف حتّى بداليا (٢)

ولست براء عيب ذي الودّ كلّه

ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا

فعين الرّضا عن كلّ عيب كليلة

ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا

أأنت أخي ما لم تكن لي حاجة

فإن عرضت أيقنت أن لا أخاليا

فلا زاد ما بيني وبينك بعد ما

بلوتك في الحالين إلّا تماديا

هكذا في الحماسة البصرية ، ورأيت في نوادر ابن الأعرابي : قال الأبيرد الرياحيّ لحارثة بن بدر :

كلانا غنيّ عن أخيه حياته

ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا

أحارث فالزم فضل برديك إنّما (٣)

أجاع وأعرى الله من كنت كاسيا

__________________

(١) الاغاني ١٣ / ١٢٧ (الثقافة) منسوب للأبيرد الرياحي ، وهو في ذيل اللآلي ٧٣ لسيار بن هيبرة. والكامل ١٨٣ لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

(٢) في الكامل برواية :

رأيت فضيلا كان شيئا ملفقا

فكشّفه التمحيص حتى بداليا

(٣) في ذيل الامالي ٧٤ برواية :

أخالد فامنع فضل رفدك إنما

٥٥٥

وكذا في الأغاني أورده له من قصيدة يهجو بها حارثة بن بدر. والأبيرد بن معد بن عمرو بن قيس شاعر بدوي من شعراء الاسلام ، في أوّل دولة بني أمية ، وليس بمكثر ولا ممن ورد الى الخلفاء فمدحهم. وقال القالي في أماليه : قرأنا على أبي الحسن على بن سليمان الأخفش ، وذكر أنه سمع ذلك من أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، وقرأها عليه ، وذكر أبو جعفر أنه سمع ذلك مع أبيه من أبي محلم ، قال : أنشدني مكورة وأبو محضة وجماعة من بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة لسيّار بن هبيرة بن نبطي بن المجر (١) ، أحد بني ربيعة بن الجوع (٢) بن مالك بن زيد مناة يعاتب خالدا أو زيادا أخويه ويمدح أخاه منجلا (٣) :

تناس هوى أسماء إمّا نأيتها

وكيف تناسيك الّذي أنت ناسيا

فذكر قصيدة طويلة عدّتها اثنان وثلاثون بيتا ، ومنها هذا البيت المستشهد به ، وقبله :

وإنّي لعفّ الفقر مشترك الغنى

سريع إذا لم أرض داري احتماليا

__________________

(١) في ذيل الأمالي : (لسيار بن هبيرة بن ربيعة بن المنحوّ). وعلق الشارح انه في بعض نسخ ما يوافق ما ذكره السيوطي.

(٢) في ذيل الامالي : (ربيعة الجوع).

(٣) في ذيل اللآلي ، (منخّلا).

٥٥٦

شواهد كيف

٣٢٨ ـ وأنشد :

كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت

تقدم شرحه في كى (١).

٣٢٩ ـ وأنشد :

إلى الله أشكو بالمدينة حاجة

وبالشّام أخرى كيف يلتقيان

قال العيني في الكبرى : قيل إنه للفرزدق. وقوله : (كيف يلتقيان) بدل من قوله حاجة. وأخرى ، كأنه قال أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقاؤهما ، هكذا قدره ابن جني. قلت : وجدت البيت في نوادر ابن الأعرابي وأورد بعده :

سأعمل نصّ العيس حتّى يكفني

غنى المال يوما أو غني الحدثان

٣٣٠ ـ وأنشد :

إذا قلّ مال المرء لانت قناته

وهان على الأدنى فكيف الأباعد

__________________

(١) انظر ص ٥٠٧ الشاهد رقم ٢٩٢

٥٥٧

حرف اللام

٣٣١ ـ وأنشد :

ويوم عقرت للعذارى مطيّتي

هو من معلقة امرىء القيس بن حجر المشهورة ، وتمامه :

فيا عجبا من رحلها المتحمّل (١)

فظلّ العذارى يرتمين بلحمها

وشحّم كهدّاب الدّمقس المفتّل

قوله : (ويوم) في موضع جرّ عطفا على يوم في قوله :

ولا سيّما يوم بدارة جلجل

وهو مبني على الفتح لاضافته الى الماضي. وعقرت : نحرت. والعذارى : الأبكار ، جمع عذراء ، وهو أحد الألفاظ التي جاءت ممدودة في مفرد ، مقصورة فى الجمع ، وهي قليلة معدودة ، ذكرتها في الأشباه والنظائر النحوية. والمطية : الناقة. والرحل : معروف. والمتحمل : المحمول على غيرها. ويرتمين : يرمي بعضهنّ الى بعض. والهدّاب : الخيوط. والدمقس : الحرير الأبيض. والمفتل : الشديد الفتل.

__________________

(١) ديوانه ص ١١ وانظر ص ٣٦٠ وأبيات من المعلقة في ص ٢٠ ، الشاهد رقم ٣ وص ٩٦ و ٩٧ و ٤٥١ و ٤٦٣

٥٥٨

٣٣٢ ـ وأنشد :

... عوض لا نتفرّق

تقدم شرحه في شواهد الباء ضمن قصيدة الأعشى (١).

٣٣٣ ـ وأنشد :

وأنت الّذي في رحمة الله أطمع

قيل إنه لمجنون بني عامر (٢) ، وصدره :

فيا ربّ ليلى أنت في كلّ موطن

وقوله : (في رحمة الله) من إقامة الظاهر مقام المضمر. أي في رحمتك.

٣٣٤ ـ وأنشد :

إذا قال : قدني ، قلت : آليت حلفة

لتغني عنّي ذا إنانك أجمعا (٣)

قال ثعلب في أماليه (٤) : أنشد ابن عنّاب الطائي :

عوى ثمّ نادى هل أحستم قلائصا

وسمن على الأفخاذ بالأمس أربعا (٥)

__________________

(١) انظر الشاهد رقم ١٣٧ ص ٣٠٣ ، وانظر ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، وسقط من ه ١ ص ٣٠٥ كلمة ، وصحة الجملة فيها. (... ولم يذكره السيوطي هناك كاملا) أي البيت الشاهد.

(٢) ليس البيت في ديوان المجنون.

(٣) الخزانة ٤ / ٨٠ ، وأمالي ثعلب ٦٠٦ ، وهو في المغني برواية : (إذا قلت قدني قال بالله حلفة). وانظر رواية ثعلب فيما يأتي.

(٤) ٦٠٤ ـ ٦٠٧ ، ونقل القصيدة صاحب الخزانة عن ثعلب في ٤ / ٥٨٣ ـ ٥٨٤ ، وذكر أنها في الجزء الحادي عشر من الامالي. وهو ما يوافق ترتيب ثعالب في أماليه.

(٥) أحستم ، أي أحسستم ، كما جاء قول أبي زبيد :

أحسن به فهن إليه شوس

أي أحسسن. وفي اللسان (سما) أنشد البيت (أحصتم) مخرما

٥٥٩

غلام قليعيّ يحفّ سباله

ولحيته طارت شعاعا مفزّعا (١)

غلام أضلّته النّبوح فلم يجد

بما بين خبت فالهباءة أجمعا (٢)

أناسا سوانا فاستمانا فلا ترى

أخا دلج أهدى بليل وأسمعا (٣)

فقلت أجرّا ناقة الضّيف إنّني

جدير بأن تلقى لنائي مترعا

فما برحت سجواء حتّى كأنّما

تغادر بالزّيزاء برسا مقطّعا

كلا قادميها يفضل الكفّ نصفه

كجلد الحباري ريشه قد تزلّعا (٤)

دفعت إليه رسل كوماء جلدة

وأغضيت عنها الطّرف حتّى تضلّعا

إذا قال قدني قلت آليت حلفة (٥)

لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا

قال ثعلب : احستم يريد احسستم. واستمانا : تصيّدنا. والمستمي المتصيّد. وسجواء : ساكنة عند الحلب. وتغادر : تترك. والزّيزاء : الموضع الصّلب من الأرض. والبرس : القطن ، شبه ما سقط من اللبّن به. والرسل : اللبن. وتضلع : امتلأ ما بين أضلاعه. وقدني : حسبي. وآليت : أي حلفت أن تشرب جميع ما في إنائك. ويروى : لتغنن. وهذا إنما يكون للمرأة ، إلا أنه

__________________

(١) قليعي : نسبة الى قليع ، بضم القاف ، وهي قبيلة ، أو إلى قليعة.

مصغر قلعة ، وهو موضع في طرف الحجاز واسم مواضع أخر.

واصلحنا (يخف سباله) ويحف سباله : يبالغ في قص شاربه.

والشعاع : المتفرق. والمقزع : المفتول.

(٢) أراد : أضل هو النبوح لم يجدها. والنبوح : ضجة الحي وأصوات كلابهم. وخبت والهباءة موضعان. والبيت متعلق بما بعده.

(٣) في الحزانة وثعلب : (فلم نرى). وأناسا ، معمول (يجد) في الذي قبله. وقد رفع الفعل بعد (لم) محلا لها على (ما) كما في قوله :

لو لا فوارس من ذهل وأسرتهم

يوم الصليفاء لم يوفون بالجار

وانظر الخزانة ٣ / ٦٢٦. وفي اللسان : (فلا ترى) كما في الاصل.

(٤) انظر اللسان (زلع).

(٥) في ثعلب : (إذا قلت قطني) ، أي حسبي.

٥٦٠