شرح شواهد المغني

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

شرح شواهد المغني

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: لجنة التراث العربي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١٤٦

بني أمّ ذي المال الكثير يرونه

وإن كان عبدا سيّد الأمر جحفلا (١)

وهم لمقلّ المال أولاد علّة

وإن كان محضا في العشوة (٢) مخولا

وليس أخوك الدّائم العهد بالّذي

يذمّك إن ولّى ويرضيك مقبلا

ولكن أخوك النّائي ما كنت آمنا

وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

قال شارح ديوانه : قيل للأصمعي : هل يجوز في سكرة ، بضم السين؟ فقال : لم يرد السكر ، إنما أراد السكرة من الغم ، مثل قوله تعالى : (إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) وتأمّل : تثبت في أمره. والحمول : الهوادج ، كانت له حينا اذا مرّت به. وقوله : (ألا أعتب) معناه : ألا اني أنا أعتب ، ولم يرد الاستفهام. وقوله : مخلط الامر مزيلا ، أي أخالط بأمري في موضع المخالطة ، وأزايل في موضع المزايلة ، أي أخلط وأميز ما ينبغي أن أميزه. وقوله : أقيم ، أي ما كانت الاقامة جزما ، وأحر : أي أخلق إذا تغيرت بأن أتحوّل عنها (٣). والرديني : الرمح منسوب الى ردينة (٤). وشبهه بنوى القسب (٥) ، لأن نواه ضامر غير منتشر. وعرّاص : كثير الاضطراب ، إذا هز. ومزج : منصل معمول له زج ونصل قد ركبا فيه. وقوله : (هل تذكرنّ) أي هل تعرف رجلا يدلني على غنم تهون المؤنة فيه. وقوله :

على خير ما أبصرتها من بضاعة

__________________

(١) في اللسان (جحفل): (سيد القوم).

(٢) كذا ، وفي الديوان (في العمومة) ، وفي الجمهرة (في العشيرة).

(٣) لم يشرح السيوطي البيت : (وإني امرؤ أعددت ..). ففي شرح شواهد الشافية : (قوله : واني امرؤ أعددت ، أي هيأت عدة ، وأعصل ، بمهملتين ، أعوج). وقال ابن السكيت : (يقول : هي حرب قدمت وأسنت فهو أشد لها).

(٤) وهي امرأة كانت تقوم الرماح ، وكان زوجها سمهر أيضا يقوم الرماح يقال لرماحه السمهرية. وانظر ص ٣٥٩ حين الكلام على بيت أبي دؤاد (كهز الرديني).

(٥) القسب : تمر يابس ، نواه مر صلب.

٤٠١

من بضائع الناس ، ان أراد بها بيعا أو أراد بها غنما. والتبكل : الغنيمة ، يقال تبكل ، أي تغنم. وشامخ شاهق ، واحد (١). يقال : هو طويل في السماء ، قليل العرص ، فصغره لهذا. وهو أشد لصعوده إذا دق وهب في السماء وقل عرضه. وجحفل : كثير الشأن والاتباع ، وأصله الجيش العظيم فضربه له مثلا. ويروى : وهم لقليل المال (٢). وأولاد علة : لأمهات متفرّقات. والمحض : الخالص النسب. والمخول : الكريم الأخوال. والنائي : بالنصب ، أي وأخوك الذي هو أخوك الذي ينأى عنك نائيا إذا أمنت وإذا نابتك نائبة جاءك فأعانك بنفسه. وقال : مرة ، صير المصدر في موضع الصفة. قال أبو حاتم : ويجوز عندي النائي ممدود كالقاضي ، فحذف الياء. قال : وأظنّ هذا البيت مصنوعا. وأعضل الأمر : اشتد. والأمر المعضل : الشديد. انتهى ملخصا من شرح الديوان.

٢٠٠ ـ وأنشد :

وكلّ أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفرّ منها الأنامل

تقدّم شرحه في شواهد أم (٣).

٢٠١ ـ وأنشد :

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم محول (٤)

هذا من معلقة امرىء القيس بن حجر المشهورة ، وبعده :

إذا ما بكى من خلفها انحرفت له

بشقّ وشقّ عندنا لم يحوّل

طرقت : أتيتها ليلا. فألهيتها : شغلتها. عن ذي : أي ولد ذي. وتمائم ، جمع تميمة ، وهي التعويذه التي تعلق على الصبي. ومحول : أتى عليه حول ، وكان قياسه محيل بالاعلال ، كمقيم. إلا أنه جاء على الأصل كاستحوذ. ويروى :

__________________

(١) أي لم تكن لتبلغ رأسه. وانظر أمالي ابن الشجري ٢١٨.

(٢) أي البيت. (وهم لمقل المال أولاد علة). وانظر شرح شواهد الشافية ، وفيه : أي يبغضون من لامال له وان كان شريفا).

(٣) سبق ص ١٥٠ وما بعد ، وهو الشاهد ٥٩ ، وهو أيضا في أمالي ابن الشجري ١ / ٢١

(٤) ديوانه ١٢

٤٠٢

انصرفت ، بدل انحرفت. ويحلحل : بدل يحول. أي لم يحرّك. والبيت استشهد به على إضمار رب بعد الفاء (١).

٢٠٢ ـ وأنشد :

بل بلد ذي صعد وآكام

أورده الفارسي بلفظ : ذي صعد وأصاب. والصعد ، بضم المهملة : العقبات ، جمع صعود ، بفتح الصاد. والآكام : بالمد ، جمع آكمة ، وهي التل المرتفع :

٢٠٣ ـ وأنشد :

رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله

هذا البيت تقدّم شرحه في حرف الجيم (٢).

٢٠٤ ـ وأنشد :

وسنّ كسنّيق سناء وسنّما

زعرت بمدلاج الهجير نهوض (٣)

هو من قصيدة لامرىء القيس بن حجر ، وقيل لأبي دؤاد الأيادي ، أوّلها (٤) :

أعنّي على برق أراه وميض

يضيء حبيّا في شماريخ بيض

_________________

(١) روى البيت في الديوان :

تمثلك حبلى قد طرقت ومرضعا

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل

وشرحه فقال : (من نصب ، مثلك ، فعلى قوله : طرقت ، ومن خفضه فعلى معنى : ربّ. والتمائم : معاذات تعلّق على الصبى.

والمغيل : المرضع وأمه حبلى ، أو الذي يرضع وأمه تجامع ، وإنما أراد أن ينفي عن نفسه الفرك ، وهو بغض النساء للرجال ، فأخبر أن المراضع والحبالي معجبات به ، وخصهن دون الأبكار ، لان البكر أشد محبة للرجال وأبعدهن عن الفرك).

(٢) سبق ص ٣٦٥ ، وانظر ص ٣٦٦.

(٣) ديوانه ٧٦

(٤) ديوانه ٧٢ ـ ٧٧ ، وانظر ٣٩٤ ـ ٣٩٦

٤٠٣

ومنها :

وقد أغتدي والطّير في وكناتها

بمنجرد عبل اليدين قبيض

وآخرها :

كأنّ الفتى لم يغن في النّاس ساعة

إذا اختلف اللّحيان عند الجريض

ومض البرق يمض ومضا ووميضا : لمع لمعانا خفيا. والحبىّ : السحاب. والشماريخ : جمع شمراخ : وهو رأس الجبل. وبيض : لانبات بها. قوله : (وقد اغتدى ... البيت) نظير قوله في المعلقة المشهورة (١) :

وقد أغتدي والطّير في وكناتها

بمنجرد قيد الأوابد هيكل

ومنجرد : فرس. وعبل اليدين : ضخمهما. وقبيض : بقاف وموحدة ، سريع نقل القوائم. والجريض : بجيم وراء ، الغصة بالريق عند الموت ، يقال : جرض بريقه يجرض وهو يجرض بنفسه أي يكاد يقضي. والبيض : أورده الجوهري في الصحاح شاهدا على ذلك. وسنّ : الواو واو رب ، والسن هنا الثور. وسنّيق : بضم المهملة وتشديد النون وتحتية ساكنة ، جبل. وسناء : ارتفاعا ، ونصبه على الحال. والمعنى : أن هذا الثور لهذا الرجل طولا أي مرتفعا ، وسمنا : عطف على موضع سن ، لأنه في المعنى مفعول زعرت. والسنم : البقرة الوحشية. وقيل إنه اسم جبل. ومن زعم أنه عطف على سنأ فقد غلّطوه. ومدلاج : أي فرس كثير السير. والهجير : القائلة. ونهوض : بضم النون ، كثير النهوض.

٢٠٥ ـ وأنشد :

ربّما ضربة بسيف صقيل

بين بصرى وطعنة نجلاء (٢)

__________________

(١) انظر ص ٩٦ ـ ٩٧

(٢) الخزانة ٤ / ١٨٧ ، ومعجم الشعراء ٨٦ ، والاصمعيات ١٧٠ ، الأصمعية رقم ٥١ ، وشرح شواهد العيني ٣ / ٣٤٢. وقد نسبت بعض ابيات القصيدة الى صالح بن عبد القدوس في معجم الادباء وحماسة البحتري ٣٤٠ وانظر سمط اللآلي ص ٨ ، هامش ٥.

٤٠٤

هو من قصيدة لعديّ بن الرعلاء الغسّاني شاعر مجيد. والرعلاء اسم أمه ، وقبله :

كم تركنا بالعين عين أباغ

من ملوك وسوقة ألقاء

فرّقت بينهم وبين نعيم

ضربة من صفيحة نجلاء

ليس من مات فاستراح بميت

إنّما الميت ميّت الأحياء

إنّما الميت من يعيش كئيبا

كاسفا باله قليل الرّجاء

فأناس يمصّصون ثمارا

وأناس حلوقهم في الماء

وعموس تضلّ فيها يد الأ

سي وأعيت طبيبها بالشّفاء

رفعوا راية الضّراب وقالوا

ليذودنّ سامر الملحاء

فدفعنا العقاب للطّير حتّى

جرت الخيل بينهم في الدّماء

ربّما ضربة بسيف صقيل

بين بصرى وطعنة نجلاء

عين أباغ : بضم الهمزة وآخره غين معجمة ، موضع بين الكوفة والرقة ، كانت فيه وقعة للعرب ، قتل فيها المنذر بن ماء السماء. وكاسفا باله : سيئا حاله. وقوله : البيت ، أورده المصنف. والبيت استشهد به على اعمال رب مع ما. وقوله : بين بصرى : أي بين جهات بصرى ، فأضاف بين إلى المفرد لاشتماله على أمكنة. ويروى : دون بصرى. وبصرى بضم الباء ، بلد بالشام. وطعنة : عطف على ضربة. ونجلاء : بفتح النون وسكون الجيم ، صفة طعنة ، أي واسعة. ويقال : أمر عموس ، أي شديد مظلم لا يدري من أين يؤته له (١). والآسي : الطبيب.

٢٠٦ ـ وأنشد :

ربّما الجامل المؤبّل فيهم

وعناجيج بينهنّ المهار (٢)

__________________

(١) وفي المراجع السابقة : (غموس) بالغين المعجمة ، وهي الطفة النجلاء

(٢) الواسعة.

الخزانة ٤ / ١٨٨ ، وابن عقيل ١ / ٢٤٥

٤٠٥

هو من قصيدة لابي دؤاد جارية بن الحجاج الايادي ، وأوّلها :

أوحشت من سروب قومي تعار

فأروم فشابة فالسّتار (١)

بعد ما كان سرب قومي حينا

لهم النّخل كلّها والبحار

فقد أمست ديارهم بطن فلج

ومصير بصيفهم تعشار

ربّما الجامل المؤبّل فيهم

وعناجيج بينهنّ المهار

ورجال من الأقارب بانوا

من حذوق هم الرّؤس الخيار

أوحشت : أقفرت. والسروب : جمع سرب ، وهو المال السارح. وتعار بفتح المثناة الفوقية (٢). وأروم : بفتح الهمزة وضم الراء. وشابة : بالشين المعجمة وفتح الباء الموحدة الخفيفة. والستار بكسر السين المهملة كلها مواضع. وكذلك بطن فلج موضع ، وهو بفتح الفاء وسكون اللام وجيم ، وكذا تعشار اسم موضع ، وهو بكسر المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وبالشين المعجمة. والجامل : بالجيم ، جماعة من الابل لا واحد له من لفظه. وقيل : القطيع من الابل مع رعاته وأربابه. والمؤبل : الميم وفتح الهمزة وتشديد الموحدة ، يقال إبل مؤبلة إذا كانت للقنية. والعناجيج : جمع عنجوج بضم العين المهملة وجيمين ، وهي الخيل الطويلة الأعناق. والمهار : بكسر الميم ، جمع مهر ، وهو ولد الفرس. وفي البيت : كف (ربّ) بما ، ودخولها على الجملة الأسمية. وقال الفارسي : يجب أن يقدر (ما) اسما مجرور المعنى شيء ، والجامل خبر ضمير محذوف ، وتكون الجملة صفة (ما) والتقدير : رب شيء هو الجامل.

__________________

(١) البيت في البكري ١٤٢ برسم (أروم) برواية : (أقفرت من سروب ..)

(٢) قوله وتعار بفتح المثناة خطأ والصواب كسرها. قلت : انظر البكري ١٤٢.

٤٠٦

٢٠٧ ـ وأنشد :

فإن أهلك فربّ فتى سيبكي

عليّ مهذّب رخص البنان

أخرج المعافيّ بن زكريا ، وابن عساكر في تاريخه ، بسند متصل عن ابن لأعرابي قال (١) : بلغني أنه كان رجل من بني حنيفة يقال له جحدر بن مالك ، فتاكا شجاعا ، قد أغار على أهل حجر وناحيتها ، فبلغ ذلك الحجاج بن يوسف ، فكتب إلى عامله باليمامة يوبخه بتلاعب جحدر به ويأمره بالاجتهاد في طلبه. فلما وصل اليه الكتاب أرسل إلى فتية من بني يربوع ، فجعل لهم جعلا عظيما إن هم قتلوا جحدرا أو أتوا به أسيرا. فانطلقوا حتى اذا كانوا قريبا منه أرسلوا اليه أنهم يريدون الانقطاع اليه والتحرز به ، فاطمأن اليهم ووثق بهم ، فلما أصابوا منه غرة شدوه كتافا ، وقدموا به على العامل ، فوجه به معهم الى الحجاج. فلما أدخل على الحجاج قال له : من أنت؟ قال : أنا جحدر بن مالك. قال : ما حملك على ما كان منك؟ قال : جراءة الجنان ، وجفاء السلطان ، وكلب الزمان. قال : وما الذي جرى منك ، فجرأ جنانك؟ قال : لو بلاني الأمير ، أكرمه الله ، لوجدني من صالحي الأعوان ، وبهم الفرسان. ولوجدني من أنصح رعيته. وذلك أني ما لقيت فارسا قط إلا وكنت عليه في نفسي مقتدرا. قال له الحجاج : إنا قاذفون بك في حائر ، فيه أسد عاقر ضار ، فإن هو قتلك كفانا مؤنتك ، وإن أنت قتلته خلينا سبيلك. قال : أصلح الله الأمير ، عظمت المنة وقويت المحنة. قال الحجاج : فإنّا لسنا بتاركيك تقاتله إلا وأنت مكبل بالحديد. فأمر به الحجاج فغلت يمينه الى عنقه وأرسل به إلى السجن ، فقال جحدر لبعض من يخرج إلى اليمن : تحمل عني شعرا؟ وأنشأ يقول :

تأوّبني فبتّ لها كنيعا

هموم لا تفارقني حواني

هي العوّاد لا عوّاد قومي

أطلن عيادتي في ذا المكان

إذا ما قلت قد أجلين عنّي

ثنى ريعانهنّ عليّ ثاني

__________________

(١) ابن عساكر ٣ / ٦٣ وانظر البلدان (حجر) والخزانة ٤ / ٤٨٣ والامالي ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ والبلوىّ ٢ / ٥٠١ مع تقديم وتأخير في رواية أبيات القصيدة.

٤٠٧

فإنّ مقرّ منزلهنّ قلبي

فقد أنفهنه فالقلب آن (١)

أليس الله يعلم أنّ قلبي

يحبّك أيّها البرق اليماني

وأهوى أن أعيد إليك طرفي

على عدواء من شغل وشان (٢)

ألا قد هاجني فازددت شوقا (٣)

بكاء حمامتين تجاوبان

تجاوبتا بلحن أعجميّ

على غصنين من غرب وبان (٤)

فقلت لصاحبيّ ، وكنت أحزو

ببعض الطّير ما ذا تحزوان

فقال : الدّار جامعة قريب

فقلت : بل أنتما متمنّيان

فكان البان أن بانت سليمى

وفي الغرب اغتراب غير داني

أليس الله يجمع أمّ عمرو

وإيّانا ، فذاك لنا تداني (٥)

بلى ، وترى الهلال كما أراه

ويعلوها النّهار كما علاني

فما بين التّفرّق غير سبع

بقين من المحرّم أو ثماني

فيا أخويّ من جشم بن سعد

أقلّا اللّوم إن لم تنفعاني

__________________

(١) في الامالي : (وكان ... الهم آني).

(٢) في الامالي

(... أن أردّ إليك ... من شغلي وشأني)

والعدواء ـ كغلواء ـ : الشغل يصرفك عن الشيء.

(٣) في الامالي : (ومما هاجني).

(٤) البيت والذي يليه في عيون الاخبار ٢ / ١٩٤ الى المعلوط السعدي.

(٥) البيت الذي سبق الاخير في العيون ١٩٤١ بدون نسبة ، وهما في الشعراء ٤١٠ للمعلوط ، وفي الخزانة : (والبيتان أبرد ما قيل في باب القناعة من لقاء الاحباب). وانظر نهاية الأرب ٢ / ٢٥٨ ، واللآلي ٦١٧ و ٩٦١.

٤٠٨

إذا جاوزتما سعفات حجر

وأودية اليمامة فانعياني

إلى قوم إذا سمعوا بنعيي

بكى شبّانهم وبكى الغواني

وقولا : جحدر أمسى رهينا

يحاذر وقع مصقول يماني

يحاذر صولة الحجّاج ظلما

وما الحجّاج ظلّاما لجاني

ألم ترني عديت أخا حروب

إذا لم أجن كنت مجن جان

فإن أهلك فربّ فتى سيبكي

عليّ مهذّب رخص البنان

ولم أك ما قضيت ديون نفسي

ولا حقّ المهنّد والسّنان

قال : وكتب الحجاج الى عامله بكسكران يوجه إليه بأسد ضارعات (١) يجرّ على عجل ، فأرسل به ، فلما ورد الأسد على الحجاج أمر به فجعل في حائر (٢) ، وأجيع ثلاثة أيام ، وأرسل الى جحدر فأتي به من السجن ويده اليمنى مغلولة الى عنقه ، وأعطي سيفا ، والحجاج وجلساؤه في منظرة لهم ، فلما نظر جحدر الى الأسد أنشأ يقول :

ليث وليث في مجال ضنك

كلاهما ذو أنف ومحكّ

وشدّة في نفسه وفتك

إن يكشف الله قناع الشّكّ

فهو أحقّ منزل بترك

فلما نظر إليه الأسد زأر زأرة شديدة ، وتمطى وأقبل نحوه ، فلما صار منه على قدر رمح وثب وثبة شديدة ، فتلقاها جحدر بالسيف ، فضربه ضربة حتى خالط ذياب

__________________

(١) كذا بالاصل ، ولعله (الاضارع).

(٢) الحائر : شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر.

٤٠٩

السيف لهواته ، فخرّ الأسد كأنه خيمة قد صرعتها الريح ، وسقط جحدر على ظهره من شدة وثبة الأسد وموضع الكبول. فكبّر الحجاج والناس جميعا ، وأكرم جحدرا وأحسن جائزته. أخرجه ابن بكار في الموفقيات بطوله من طريق آخر عن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر.

قوله تأوّبني : أي أتاني ليلا. وكنيعا : من كنع الرجل ، إذا خضع ولان. وحوان : من الحين بالفتح ، وهو الهلاك (١). والنفهة : بالفاء ، من نفهت نفسه بالكسر ، أعيت وكلت. وأنفهها فلان أكلها. وآن : انتهى حرّه. والعدواء : بضم العين وفتح الدال المهملتين والمد. وقال في الصحاح : العدواء : المكان الذي لا يطمئن من قعد عليه. وعدواء الشغل أيضا : موانعه. والعدواء أيضا : بعد الدار. والغرب : بفتح الغين المعجمة والراء ضرب من الشجر. والحزو : الكهان. والمهذب : المطهر الأخلاق. والرخص : الناعم. والبنان : أطراف الاصابع.

٢٠٨ ـ وأنشد :

يا ربّ قائلة غدا

يا لهف أمّ معاويه

هو لهند زوج أبي سفيان ، أم معاوية ، من أبيات قالتها في وقعة بدر ، أوّلها :

لله عينا من رأى

هلكا كهلك رجاليه

يا ربّ باك لي غدا

في النّائبات وباكيه

غودروا يوم القلي

ب غداة تلك الواعية

من كلّ غيث في السّن

ين إذ الكواكب خاويه

قد كنت أحذر ما أرى

فاليوم حقّ حذاريه

قد كنت أحذر ما أرى

فأنا الغداة مراميه

__________________

(١) قوله : وحوان من الحين وهو الهلاك ، غلط محض ، والصواب : ان حوان جمع حانية من الأنحاء لا من الحين.

٤١٠

بل ربّ قائلة غدا

يا ويح أمّ معاويه

قوله : خاوية ، قال في الصحاح : خوت النجوم تخوى خيا. أمحلت ، وذلك إذا سقطت ولم تمطر في نوئها. والبيت استدل به ابن مالك على انه لا يلزم من وصف المجرور برب. قال ابن الدماميني : وقد يقال : الموصوف محذوف ، أي يا رب امرأة قائلة.

٤١١

٢٠٩ ـ وأنشد :

حرف السين

وما أدري وسوف إخال أدري

أقوم آل حصن أم نساء

تقدم شرحه في شواهد أم (١).

٢١٠ ـ وأنشد :

فيا ربّ إن لم تقسم الحبّ بيني وبينها

سواءين فاجعلني على حبّها جلدا (٢)

الجلد : بفتح الجيم وإسكان اللام ، الشديد الصلب ، يقال : جلد الرجل بالضم جلدا بالفتح وجلادة ، أي صلب فهو جلد.

٢١١ ـ وأنشد :

ولا سيّما يوم بدارة جلجل (٣)

هو من معلقة امرىء القيس المشهورة وصدره :

ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح

ودارة جلجل : بجيمين اسم لغدير.

__________________

(١) الشاهد رقم ٤٨ ص ١٣٠.

(٢) وهو في اللسان (سوا) منسوب الى قيس بن معاذ.

(٣) ديوانه ١٠ ، والخزانة ٢ / ٦٣ وإعجاز القرآن ٢٤٩ والبكري ٣٨٩ وفيه : (موضع بديار كنده ، يقال له الحمى). وللبيت خبر في ديوانه وهو من معلقته وانظر ص ٩٧ و ٤٠٤.

٤١٢

٢١٢ ـ وأنشد :

فه بالعقود وبالأيمان ، لا سيّما

عقد وفاء به من أعظم القرب

قوله فه : أمر من الوفاء (١). وقوله : لا سيما ، فيه شاهد على حذف الواو وتخفيف الياء معا.

__________________

(١) في حاشية الامير ١ / ١٢٣ : (فه : تكتب هاء السكت ولا ينطق بها في الوصل إلا إذا أجرى مجرى الوقف).

٤١٣

حرف العين

شواهد على

٢١٣ ـ وأنشد :

تحنّ فتبدي ما بها من صبابة

وأخفي الّذي لو لا الأسى لقضاني

هذا من قصيدة لعروة بن حزام العذري ، وقبله (١) :

فمن يك لم يغرض فإنّي وناقتي

بحجر إلى أهل الحمى غرضان

وأوّل القصيدة :

خليليّ من عليا هلال بن عامر

بصنعاء عوجا اليوم وانتظراني

ومنها :

على كبدي من حرّ عفراء لوعة

وعيناي من وجد بها تكفان

فياليت كلّ اثنين بينهما هوى

من النّاس والأنعام يأتلفان

ومنها :

تحمّلت من عفراء ما ليس لي به ،

ولا للجبال الرّاسيات يدان

__________________

(١) شعر عروة بن حزام (مجلة كلية الآداب) ، والاغاني ٢٣ / ٣٠٧ و ٣١٠ و ٣١٣ (الثقافة). وذيل الامالي ١٥٨ وحاشية الامير ١ / ١٢٥.

٤١٤

كأنّ قطاة علّقت بجناحها

على كبدي من شدّة الخفقان!

ومنها :

ألا لعن الله الوشاة وقولهم

فلانة أضحت خلّة لفلان

إذا ما جلسنا مجلسا نستلذّه

تواشوا بنا حتّى أملّ مكاني

تكنّفني الواشون من كلّ جانب

ولو كان واش واحد لكفاني

ولو كان واش باليمامة داره

وداري بأعلا حضرموت أتاني

ومنها :

وإنّي لأهوى الحشر إذ قيل إنّني

وعفراء يوم الحشر نلتقيان

تحنّ : من الحنان ، وهو الرحمة والحنو ، وضميره للناقة. والأسى بضم الهمزة ، جمع أسوة فعلة ، من التأسي وهو الاقتداء. قال ابن هشام : ومن ظنه بفتح الهمزة أخطأ لأن ذلك بمعنى الحزن ، ولا مدخل له هنا من حيث المعنى. وقوله : لقضاني. أصله لقضى عليّ ، فحذف الجار وعدي الفعل الى الضمير. وقد قيل أنه ضمن قضى معنى قتلني أو أهلكني ، فعداه بنفسه. ويغرض : بمعجمتين بينهما راء ، يقال غرض إلى كذا أي اشتاق. وهو من باب علم يعلم. وقوله : غرضان ، بفتح الغين وكسر الراء ، تثنية غرض ، صفة مشبهة من الفعل المذكور. والحر : بفتح الحاء ، اسم موضع. وعفراء ، بفتح المهملة وسكون الفاء ، اسم محبوبته.

فائدة :

عروة بن حزام بن مهاجر العذري ، شاعر إسلامي ، أحد المتيمين الذين قتلهم الهوى (١). قال في الاغاني : ولا يعرف له شعر إلا في عفراء بنت عمه عقال بن مهاجر ،

__________________

(١) انظر الشعراء ٦٠٤ ـ ٦١٠ والاغاني ٢٠ / ١٥٢ ـ ١٥٨ وذيل الامالي ١٥٧ ـ ١٦٢ ، وذيل اللآلي ٧٣ ـ ٧٤ ، والخزانة ١ / ٥٣٣ ـ ٥٣٦.

٤١٥

وكان هويها وهويته ، فخطبها إلى عمه فأبت أمها عليه لفقره ، وزوجوها برجل من الشام ذي مال ، فاشتد ضنى عروة ومات رحمه‌الله. فجزعت عفراء عليه جزعا شديدا ، وماتت بعده بأيام قلائل ، وبلغ معاوية بن أبي سفيان الخبر فقال : لو علمت بحال هذين لجمعت بينهما.

وأخرج أبو الفرج من طريق الكلبي عن أبي صالح قال : كنت مع ابن عباس بعرفة ، فحمل إليه فتى لم يبق إلا خياله فقالوا : ادع له ، قال : وما به؟ قالوا : الحب ، ثم خفق في أيديهم فإذا هو قد مات. فما رأيت ابن عباس في عشية سأل الله الا العافية مما ابتلي به ذلك الفتى ، وسألت عنه فقيل هذا عروة بن حزام.

٢١٤ ـ وأنشد :

وبات على النّار النّدى والمحلّق

تقدم شرحه (١).

٢١٥ ـ وأنشد :

إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها (٢)

هو للقحيف بن خمير العقيلي ، شاعر مقل من شعراء الاسلام ، شبب بخرقاء التي شبب بها ذو الرّمّة ، وبعده

ولا تنبو سيوف بني قشير

ولا تمضي الأسنّة في صفاها

قال الجوهري : ربما قالوا : رضيت عليه ، في معنى رضيت عنه ، وأنشد البيت. وقال غيره : ضمن رضى معنى عطف. وقال المبرد في الكامل (٣) : بنو كعب بن ربيعة يقولون : (رضي الله عليك). وقال الكسائي : حمل رضي الله على نقيضه ، وهو سخط. وبنو قشير ، بضم : قبيلة. وخبر لعمر الله محذوف ، أي يمنيني. وأعجبني

__________________

(١) سبق ص ٣٠٣ ، الشاهد رقم ١٣٧.

(٢) الخزانة ٤ / ٢٤٧ ، وابن عقيل ١ / ٢٤٢ ، والكامل ٥٣٨.

(٣) ص ٥٣٨

٤١٦

جواب إذا. وضمير رضاها عائد إلى بني قشير ، وأنثه باعتبار القبيلة. وقد ذكر الجمحي القحيف هذا في الطبقة العاشرة من شعراء الاسلام وسمّى أباه سليما (١).

٢١٦ ـ وأنشد :

في ليلة لا ترى بها أحدا

يحكي علينا ، إلّا كواكبها (٢)

هذا لعدي بن زيد ، قاله سيبويه. وقيل : لبعض الأنصار ، حكاه الزمخشري في شرح أبيات الكتاب. قال الأعلم : وصف انه خلا بمن يحب في ليلة لا يطلع فيها عليهما ويخبر بجمالهما الا الكواكب ، لو كانت ممن يخبر ويملي. وقد استشهد سيبويه بهذا البيت على رفع الكواكب بدلا من الضمير الفاعل في يحكى ، لانه في المعنى منفي ، ولو نصب على البدل من أحد لكان أحسن ، لان أحدا منفي في اللفظ والمعنى ، فالبدل منه أقوى. وقبل البيت :

يشتاق قلبي إلى مليكة لو

أمست قريبا لمن يطالبها

ما أحسن الجيد من مليكة وال

لّمبّات إذ زانها ترائبها

يا ليتني ليلة هجع الن

ناس ورام الكلاب صاحبها

في ليلة لا ترى بها أحدا

يحكي علينا ، إلّا كواكبها

وبذلك عرف ان القافية مرفوعة. ثم رأيت صاحب الاغاني قال (٣) : ان هذه الأبيات لأحيحة بن الجلاح بن الجريش الأوسي ، يكنى أبا عمرو. وزاد بعدها :

لتبكني قينة ومزمرها (٤)

ولتبكني قهوة وشاربها

__________________

(١) الطبقات ٥٨٣

(٢) الخزانة ٢ / ١٨ وسيبويه : ٢ / ٣٦١ ، والاغاني ١٥ / ٣١ و ٩٥ (الثقافة) وفيه (في ليلة لا يرى ... يسعى علينا) وابن الشجري ١ / ٦١.

(٣) ١٥ / ٣١ (الثقافة).

(٤) في الأغاني ١٥ / ٣٤ (ومزهرها).

٤١٧

ولتبكني ناقة إذا رحلت

وغاب في سربخ مناكبها (١)

ولتبكني عصبة إذا اجتمعت

لم يعلم النّاس ما عواقبها

٢١٧ ـ وأنشد :

علام تقول الرّمح يثقل عاتقي

إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت (٢)

هذا من قصيدة لعمرو بن معدي كرب الزبيدي ، وقبله :

ولمّا رأيت الخيل زورا ، كأنّها

جداول زرع أرسلت فاسبطرّت

هتفت بخيل من زبيد فداعست

إذا طردت جالت قليلا فكرّت (٣)

فجاشت إليّ النّفس أوّل مرّة

فردّت على مكروهها فاستقرّت

زور : بضم الزاي ، جمع أزور ، وهو المعوج الزّور. والجدول : النهر الصغير. واسبطرت : امتدت. قال التبريزي : والتشبيه وقع على جري الماء في الأنهار. وجاشت النفس : ارتفعت (من الفزع) (٤) ، والفاء في : فجاشت ، يحتمل زيادتها. والفعل جواب لما (٥). ويحتمل أن يكون الجواب محذوفا ، أي طعنت أو أبليت ، كذا قال. وأنت ترى الجواب مصرحا به في قوله : هتفت. وعلام : حرف الجر ، دخل على ما الاستفهامية ، حذف ألفها. والرمح : يروى بالرفع (٦) ، وبالنصب ، على جعل تقول كتظن ، قاله التبريزي. وكذا أورده المصنف في التوضيح شاهدا على إعمال

__________________

(١) في الأغاني : (في سروح مناكبها).

(٢) الخزانة ١ / ٤٢٢ والحماسة ١ / ١٥٨

(٣) البيت في الخزانة برواية : هتفت فجاءت من زبيد عصابة.

(٤) مزيدة من الخزانة ، واضاف : (وهذا ليس لكونه جبانا ، بل هذا بيان حال النفس) ، وانظر الحماسة ١ / ١٥٧.

(٥) تكون الفاء زائدة في قول الكوفيين وأبي الحسن الأخفش. وانظر التبريزي ١ / ١٥٧.

(٦) فعلى ظاهر الأمر.

٤١٨

تقول عمل تظن. والمعنى : بأي حجة أحمل السلاح إذا لم أقاتل عند كرّ الخيل. ويروى : ساعدي ، بدل : عاتقي. وقوله : إذا أنا لم أطعن ، أي : لم يثقل ساعدي بالرمح في وقت تركي الطعن بزمان كرّ الخيل. فاذا الأول ظرف (ليثقل) والثاني ظرف لقوله (لم أطعن). وكرّت : من الكرّ وهو الرجوع.

فائدة :

عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عاصم بن زبيد الأصغر ، وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبّه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب ابن سعد العشيرة بن منحج الزّبيدي المذحجي (١) يكنى أبا ثور. قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في وفد زبيد فأسلم سنة تسع أو عشر. وأقام بالمدينة برهة ثم شهد عامة الفتوح بالعراق. وكان شاعرا محسنا مشهورا بالشجاعة ، قتل يوم القادسية ، وقيل مات عطشا يومئذ ، وقيل جرح في وقعة نهاوند فحمل فمات بقرية من قراها يقال لها رودة سنة احدى وعشرين.

٢١٨ ـ وأنشد :

إنّ الكريم وأبيك يعتمل

إن لم يجد يوما على من يتّكل (٢)

وقبله :

إنّي لساقيها وإنّي لكسل

وشارب من مائها ومغتسل

٢١٩ ـ وأنشد :

ولا يؤاتيك فيما ناب من حدث

إلّا أخوثقة ، فانظر بمن تثق (٣)

__________________

(١) في نسب عمرو بن معد يكرب خلاف وارتباك ، وانظر الاغاني ١٤ / ٢٤ ، والاصابة رقم ٥٩٧٠ ، والخزانة ١ / ٤٢٥.

(٢) الخزانة ٤ / ٢٥٢

(٣) المؤتلف والمختلف ١٩٧ برواية : (ولا يواسيك).

٤١٩

أورده ثعلب في أماليه ، وقبله :

يا أيّها المتحلّي غير شيمته

ومن خليقته الإفراط والملق

عليك بالقصد فيما أنت قائله

إنّ التّخلّق يأتي دونه الخلق

وبعده :

يا جمل إن يبل سربال الشّباب فما

يبقى جديد على الدّنيا ولا خلق

وإنّما النّاس والدّنيا على سفر

فناظر أجلا منهم ومنطلق

ورأيت في المؤتلف والمختلف للآمدي عزو ذلك إلى سالم بن وابصة بن عبيدة ابن قيس الأسدي ، من شعراء عبد الملك بن مروان ، قوله : (ولا يواتيك) أي يعاطيك ويعاملك بما ترضاه. فيما ناب : أي أصاب من حدث ، أي نازلة من نوازل الدهر.

٢٢٠ ـ وأنشد :

أبي الله إلّا أنّ سرحة مالك

على كلّ أفنان العضاه تروق (١)

هذا من قصيدة لحميد بن ثور الهلالي الصحابي رضي‌الله‌عنه ، أوّلها :

نأت أمّ عمرو فالفؤاد مشوق

يحنّ إليها نازعا ويتوق (٢)

أخرج أبو الفرج في الأغاني عن محمد بن أبي فضالة النحوي قال : تقدم عمر بن الخطاب أن لا يشيب رجل بامرأة إلا جلده ، فقال حميد بن ثور ، وكانت له صحبة ، فذكر شعرا فيه :

__________________

(١) ديوانه ٤١ ، والاغاني ٤ / ٣٥٨ (الثقافة) و ٤ / ٣٥٧ (الدار) واساس البلاغة (روق).

(٢) في الديوان والاغاني : (والها ويتوق).

٤٢٠