الصّحاح - ج ٢

إسماعيل بن حمّاد الجوهري

الصّحاح - ج ٢

المؤلف:

إسماعيل بن حمّاد الجوهري


المحقق: أحمد عبدالغفور عطّار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلم للملايين
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٢٣

١
٢

بابُ الدّالْ

فصل الألف

أبد

الأبَد : الدهر ؛ والجمع آبَادٌ وأُبُودٌ. يقال أَبَدٌ أَبِيدٌ ، كما يقال دهرٌ داهرٌ (١).

ولا أفعله أبَدَ الأَبِيدِ ، وأَبَدَ الآبِدِينَ كما يقال : دهر الداهرين ، وعَوضَ العائضين.

والأَبَدُ أيضاً : الدائم. والتأبِيدُ : التخليد.

وأَبَدَ بالمكان يَأْبِدُ بالكسر أُبُوداً ، أى أقام به.

وأَبَدَتِ البهيمة تَأْبُدُ وتأْبِدُ ، أى توحَّشَتْ.

والأَوابِدُ : الوحوشُ. والتَّأبِيدُ (٢) : التوحّشُ.

وتَأَبَّدَ المنزل ، أى أقفر وأَلِفَتْهُ الوحوش.

وجاء فلان بآبِدةٍ ، أى بداهيةٍ يبقى ذكرُها على الأَبَدِ. ويقال للشوارد من القوافى : أَوَابِدُ.

قال الفرزدق :

لَنْ تُدْرِكُوا كَرَمِى بِلُؤْمِ أَبِيكُمُ

وأَوَابِدِى بتَنَحُّلِ الأَشْعارِ

وأَبِدَ الرجل ، بالكسر : غضب. وأَبِدَ أيضاً : توحَّش ، فهو أَبِدٌ. قال أبو ذؤيب :

فافْتَنَّ بعدَ تَمامِ الظِمْءِ نَاجِيةً

مثلَ الهِراوةِ ثِنْياً بِكْرُها (١) أَبِدُ

أى ولدها الأول قد توحّش معها.

والإِبِدُ ، على وزن الإبل ، الوَلُودُ ، من أَمَةٍ أو أَتَانٍ. وقولهم :

لَنْ يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ

إلَّا بِجَدِّ ذى الإِبِدْ

فى كلِّ ما عَامٍ تَلِدْ

والإبِدُ ههنا : الأَمَةُ ، لأنَّ كونها ولوداً حرمانٌ وليس بجدٍّ ، أى لا تزداد إلا شرًّا.

أجد

نَاقَةٌ أُجُدٌ ، إذا كانت قوية موثَّقة الخلق.

ولا يقال للبعير أُجُدٌ.

وآجَدَهَا الله فهى مُوجَدَةُ القَرَا ، أى موثَّقَةُ الظهر.

وبناء مُؤْجَدٌ (١).

والحمد لله الذى آجَدَنِى بعد ضعف ، أى قَوَّانِى.

وإجِدْ بالكسر : زجرٌ للإبل.

__________________

(١) فى اللسان : «دهير».

(٢) فى اللسان : «التأبد».

(١) فى القاموس : بِنَاءٌ مُوجَدٌ : مُحْكَمٌ ، بدون همزٍ.

٣

أحد

أَحَدٌ بمعنى الواحد ، وهو أول العدد. تقول : أحدٌ واثنان ، وأحد عشر وإحدى عشرة.

وأما قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، فهو بدلٌ من الله ، لأنَّ النكرة قد تبدل من المعرفة ، كما يقال : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ. ناصِيَةٍ).

قال الكسائى : إذا أدخلْتَ فى العدد الألف واللام فأدخلْهما فى العدد كله. فتقول : ما فَعَلَتِ الأحدَ العشرَ الألفَ الدرهم. والبصريون يدخلونها فى أوله فيقولون : ما فَعَلَتِ الأحد عشر الألف درهم.

وتقول : لا أحد فى الدار ، ولا تقل فيها أحدٌ.

ويومُ الأحد يُجمع على آحاد.

وأما قولهم : ما فى الدار أحدٌ ، فهو اسمٌ لمن يصلح أن يخاطب ، يستوى فيه الواحد والجمع والمؤنث. وقال تعالى : (لَسْتُنَ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ) وقال : (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ).

واسْتَأْحَدَ الرجل : انفرد.

وجاءوا أُحَادَ أُحَادَ غير مصروفَين ، لأنهما معدولان فى اللفظ والمعنى جميعاً.

وأُحُدٌ : جبلٌ بالمدينة.

وحكى الفراء عن بعض الأعراب : معى عَشْرَةٌ فَأَحِّدْهُنَ ، أى صَيِّرهُنَ أحد عشر.

وفى الحديث أنه قال لرجلٍ أشار بسبَّابتيه فى التشهد : أَحِّدْ أَحِّدْ.

أدد

أَدَّتِ الناقة تَؤُدُّ أَدًّا ، إذا رَجَّعَتْ الحنينَ فى جوفها.

والأَدِيدُ : الجلبةُ. وشديدٌ أُدِيدٌ ، اتباع له.

والإدُّ بالكسر والإدَّةُ : الداهيةُ ، والأمر الفظيع. ومنه قوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) ، وكذلك الآدُّ مثل فاعلٍ. وجمع الإدَّةِ إدَدٌ.

وأَدَّتْ فلاناً داهيةٌ تَؤُدُّهُ أَدًّا ، بالفتح.

والأَدُّ أيضاً : القوة. قال الراجز :

نَضَوْتُ عنى شِرَّةً وأَدَّا (١)

مِن بعدِ ما كنتُ صُمُلًّا نَهْدَا

وأُدٌّ : أبو قبيلة ، بالضم ؛ وهو أُدُّ بن طابخةَ ابن الياس بن مضر.

وأُدَدُ : أبو قبيلة من اليمن ، وهو أَدَدُ بن زيد ابن كهلان بن سبأ بن حمير. والعرب تصرف أُدَداً ، جعلوه بمنزلة ثُقَبٍ ولم يجعلوه بمنزلة عُمر.

أزد

أزْدٌ : أبو حىٍّ من اليمن ، وهو أَزْدُ بن غوث ابن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ. وهو بالسين أفصح. يقال أَزْدُ شَنُوءَةَ ، وأَزْدُ عُمَانَ ، وأَزْدُ السَّرَاةِ. قال الشاعر النجاشى (٢) :

__________________

(١) فى اللسان :

نضون عن شدة وأدا

(٢) هو قيس بن عمرو.

٤

وكُنْتُ كَذِى رِجْلَيْنِ رِجْلٍ صحيحةٍ

ورجْلٍ بها رَيْبٌ من الحَدَثانِ

فأَمَّا التى صَحَّتْ فأَزْدُ شَنُوءَةٍ

وأَمَّا التى شَلَّتْ فأَزْدُ عُمَانِ

أسد

الأَسَدُ جمعه أُسُودٌ ، وأُسْدٌ مقصورٌ مثقَّلٌ منه ، وأُسْدٌ مخفَّفٌ ، وآسُدٌ ، وآسَادٌ مثل أَجْبُلٍ وأَجْبَالٍ.

قال أبو زيد : الأنثى أَسَدَةٌ.

وأَسَدٌ : أبو قبيلة من مضر ، وهو أَسَدُ بن خُزَيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر.

وأَسَدٌ أيضاً : قبيلةٌ من ربيعة ، وهو أَسَدُ ابن ربيعة بن نزار.

وأرضٌ مَأْسَدَةٌ : ذات أُسْدٍ.

وأَسِدَ الرجلُ بالكسر ، إذا رأى الأَسَدَ فَدهِش من الخوف. وأَسِدَ أيضاً : صار كالأَسَدِ فى أخلاقه. وفى الحديث : «إذا دخلَ فَهِدَ ، وإذا خرج أَسِدَ». واسْتَأْسَدَ عليه : اجترأ. واسْتَأْسَدَ النبتُ : قَوِىَ والتفّ. قال أبو خِرَاش الهذَلى :

* له عَرْمَضٌ مُسْتَأْسِدٌ ونَجِيلْ (١) *

وآسَدْتُ الكلبَ وأَوْسَدْتُهُ : أغريته بالصيد. والواو منقلبة عن الألف.

وآسَدْتُ بين القوم : أفسدْت.

والأَسْدُ لغة فى الأَزْدِ ، يقال هُمُ الأَسْدُ أَسْدُ شَنُوءَةَ.

والأَسْدِىُ : ضربٌ من الثياب ، وهو فى شعر الحطيئة (١). والإسَادَةُ لغة فى الوسادة.

أصد

الأُصْدَةُ بالضم : قميصٌ يُلبَس تحت الثوب.

قال الشاعر :

ومُرْهَقٍ سَالَ إمْتَاعاً بأُصْدَتِهِ

لم يَسْتَعِنْ وحَوامِى الموتِ تَغْشاهُ

وتَلبسه أيضاً صغار الجوارى. تقول : أَصَّدَتْهُ تَأْصِيداً. قال كثير :

وقد دَرَّعُوهَا وَهْىَ ذاتُ مُؤَصَّدٍ

مَجُوبٍ ولمَّا يَلْبَسِ الدِرْعَ رِيدُها

والأَصِيدُ ، لغةٌ فى الوَصِيدِ ، وهو الفِناء.

والأَصِيدَةُ كالحظيرة لغة فى الوصيدة.

وآصَدْتُ البابَ : لغةٌ فى أوصدْته ، إذا أغلقَته. ومنه قرأ أبو عمرو : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) بالهمز.

__________________

(١) وصدره :

يفجين بالأيدي على ظهر آجن

قوله يفجين أى يفرجن بأيديهن لينال الماء أعناقهن لقصرها. يعنى حمراً وردت الماء. والعرمض : الطحلب.

وجعله مستأسداً كما يستأسد النبت. والنجيل : النز والطين.

(١) هو قوله يصف القفر :

مستهلک الورد كالأسدي قد جعلت

أيدي المطى به عادية رغبا

٥

وكان مُجرَى داحسٍ والغَبراءَ من ذات الإصادِ ، وهو موضعٌ ، وكانت الغاية مائة غلوةٍ.

والإصاد ، هى رَدْهةٌ بين أَجْبُلٍ.

أفد

أَفِدَ الرجل بالكسر يَأْفَدُ أَفَداً ، أى عَجِلَ ، فهو أَفِدٌ على فَعِلٍ ، أى مستعجلٌ.

وأَفِدَ التَّرَحُّلُ ، أى دنا وأزِف.

أكد

التَّأْكِيدُ : لغة فى التوكيد. وقد أكَّدْتُ الشىءَ ووَكَّدْتُهُ.

أمد

الأَمَدُ : الغاية كالمدى. يقال : ما أَمَدُكَ؟ أى منتهى عمرك.

والأَمَدُ أيضاً : الغضب. وقد أَمِدَ عليه بالكسر ، وأَبِدَ عليه ، أى غضب.

وآمِدُ : بلدٌ فى الثغور.

أود

أَوِدَ الشىء بالكسر يَأْوَدُ أَوَداً ، أى اعْوَجَّ.

وتَأَوَّدَ : تَعَوَّجَ.

أبو زيد : آدَنِى الحِمْلُ يَؤُودُنِى أَوْداً : أَثقَلَنى. وأنا مَؤُودٌ مثال مَقُولٍ.

يقال : ما آدَكَ فهو لِى آيِدٌ.

وآدَهُ أيضاً بمعنى حَنَاهُ وعَطَفَهُ ، وأصلها واحد.

وآدَ العَشِىُّ ، أى مال. قال الهذلىُّ ساعدةُ ابن العَجْلان :

أَقَمْتُ به نَهَارَ الصَّيْفِ حَتَّى

رَأَيْتُ ظِلالَ آخِرِهِ تَؤْودُ

أى ترجع وتميل إلى ناحية المشرق. وقال المرقِّش (١) :

لا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ وال

غَارَاتِ إذْ قالَ الخَمِيسُ نعَمْ

والعَدْوَ بين المجلسينِ إذا

آدَ العَشِىُّ وتَنَادَى العَمّ

والانْئِيَادُ : الانحناء. قال العجاج :

مِنْ أَنْ تَبَدَّلْتُ بآدِى آدَا (٢)

لم يَكُ يَنْآدُ فَأَمْسَى أُنْآدَا

أى قد انآدَ ، فجعل الماضى حالاً بإضمار قد ، كقوله تعالى : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ).

وأُودُ بالضم : موضعٌ بالبادية.

وأَوْدٌ بالفتح : اسمُ رجلٍ. قال الأفوه الأوْدِىّ :

مُلْكُنَا مُلْكٌ لَقَاحٌ أَوَّلُ

وأَبُونَا من بَنِى أَوْدٍ خِيَار

__________________

(١) الأكبر.

(٢) قبله :

إما تريني أصل القمادا

وأتقى أن أنهض الإرعادا

٦

أيد

أبو زيد : [آدَ] الرجلُ يَئِيدُ أَيْدًا : اشتدَّ وقوى.

والأَيْدُ والآدُ : القوّة. قال العجاج :

* مِنْ أنْ تَبَدَّلْتُ بآدِى آدَا*

يعنى قوّة الشباب. تقول منه : أَيّدْتُهُ على فَعَّلْته ، فهو مُؤَيَّدٌ. وتقول من الأَيْدِ : أَيَّدْتُهُ تَأْيِيداً ، أى قوّيته. والفاعل مُؤَيِّدٌ ، وتصغيره مُؤَيِّدٌ أيضاً ، والمفعول مُؤَيَّدٌ.

وَتَأَيَّدَ الشىء : تقوَّى.

ورجلٌ أَيِّدٌ ، أى قوىّ. قال الشاعر :

إذَا القَوْسُ وَتَّرَهَا أَيِّدٌ (١)

رَمَى فأصَابَ الكُلَى والذُرَى

يقول : إذا اللهُ تعالى وَتَّرَ القوسَ التى فى السحاب رمى كُلَى الإبل وأسنمتَها بالشحم ، يعنى من النبات الذى يكون من المطر.

والإيَادُ : ترابٌ يجعَل حول الحوض أو الخباء يقرَّى به ، أو يمنع ماء المطر. قال ذو الرمة يصف الظليم :

دفَعْنَاهُ عن بَيضِ حِسَانٍ بأَجْرَعٍ

حَوَى حَوْلَهَا من تُرْبِهِ بإِيَادِ

يقول : طردناه عن بَيضِهِ.

وإيَادٌ : حىُّ من مَعَدٍّ. وقال الشاعر (٢) :

فى فُتُوٍّ حَسَنٍ أَوْجُهُهُمْ

مِنْ إيَادِ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدّ (١)

ويقال لميمنة العسكر وميسرته : إيَادٌ. قال الراجز :

عن ذى إيَادَيْنِ لُهَامٍ لَوْ دَسَرْ

بِرُكْنِهِ أَرْكَانَ دَمْخٍ لانْعَقَرْ (٢)

والمُؤْيِدُ ، مثال المؤمن : الأمرُ العظيمُ ، والداهيةُ. قال طرفة :

تقولُ وقَدْ تَرَّ الوَظِيفُ وسَاقُها

أَلَسْتَ تَرَى أنْ قد أَتَيْتَ بمُؤْيِدِ

فصل الباء

بجد

بجَدَ بالمكان بُجُوداً : أقام به.

وقولهم : هو عالمٌ بِبَجْدَةِ أَمْرِكَ ، وبُجْدَةِ أمرك ، وبُجُدَةِ أمرك ، بضم الباء والجيم ، أى بدِخْلَةِ أمرك وباطنه.

ويقال : عنده بَجْدَةُ ذلك ، بالفتح ، أى عِلْمُ ذلك. ومنه قيل للعالم بالشىء المتقِن : هو ابن بَجْدَتِهَا.

والبِجَادُ : كساءٌ مخطَّط من أكسية الأعراب. ومنه ذو البِجَادَيْنِ ، واسمه عبد الله (٣).

__________________

(١) بشد الياء.

(٢) أبو دواد الإيادى.

(١) فى اللسان : «بن مضر».

(٢) فى اللسان «لا نقعر».

(٣) عبد الله بن عبد نهم بن عفيف. وفى اللسان : «وهو عنبة بن نهم المزنى».

٧

بخد

البَخَنْداة والخَبَنْداة من النساء : التامة القَصب. قال الراجز (١) :

قامت تُريك خشيةً أن تَصرِما

ساقاً بخَنداةً وكعبا أدْرَما

وكذلك البَخَنْدَى والخَبَنْدَى ، والياء للإلحاق بسفرجل. قال الراجز (٢) :

تمشى كمشى الوَحِل المبهور

إلى خَبَنْدَى قصَبٍ ممكورِ

بدد

بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدَّا : فرَّقه. والتبديد : التفريق.

يقال : شملٌ مُبَدَّدٌ. وتَبَدَّدَ الشىء : تفرَّق.

والبِدَّةُ ، بالكسر : القوّة. والبِدَّةُ أيضاً : النصيب. تقول منه : أبَدَّ بينهم العطاءَ ، أى أعطى كلَّ واحدة منهم بِدَّتَهُ. وفى الحديث : «أَبِدِّيهِمْ تمرةً تمرةً». يقال فى السَّخلتين : أَبِدَّهُما نعجتين ، أى اجعلْ لكلِّ واحد منهما نعجةً ترضعه ، إذا لم تكفهما نعجةٌ واحدةٌ.

وأَبَدَّ يدَه إلى الأرض : مدَّها.

واسْتَبَدَّ فلانٌ بكذا ، أى انفرد به.

والبَدَادُ ، بالفتح : البِرازَ. يقال : لو كان البَدَادُ لما أطاقونا ، أى لو بارزناهم رجلٌ ورجلٌ.

وقولهم فى الحرب : يا قومِ بَدَادِ بَدَادِ ، أى ليأخذ كل رجل قِرْنَهُ. وإنَّما بُنى هذا على الكسر لأنّه اسمٌ لفعل الأمر ، وهو مبنىّ. ويقال : إنّما كسر لاجتماع الساكنين لأنه واقعٌ موقع الأمر. يقال منه : تَبَادَّ القوم يَتَبَادُّونَ ، إذا أخذوا أقرانهم.

ويقال أيضاً : لَقُوا بَدَادَهمْ (١) ، أى أعدادهم ، لكلِّ رجلٍ رجلٌ.

وقولهم : جاءت الخيل بَدَادِ ، أى مُتَبَدِّدَةً.

وبُنِىَ أيضاً على الكسر لأنّه معدول عن المصدر ، وهو البَدَدُ. قال الشاعر عوف بن الخَرِعِ :

* والخَيْلُ تَعْدُو فى الصَّعِيدِ بَدَادِ (٢) *

وتفرّق القوم بَدَادِ ، أى متبدِّدة. قال الشاعر حسان بن ثابت :

كُنَّا ثمانيةً وكانوا جَحْفَلاً

لَجِباً فشُلُّوا بالرِماحِ بَدَادِ

وإنما بنى للعدل والتأنيث والصفة ، فلما منِع بعلّتين من الصرف بُنِىَ بثلاث لأنَّه ليس بعد المنع من الصرف إلّا منْع الإعراب.

__________________

(١) هو العجاج.

(٢) هو العجاج أيضاً.

(١) وكذا فى القاموس. وفى اللسان : «أبدادهم».

(٢) قبله :

هلا فوارس؟ هجونهمم

عشرا تلوح في سرارة وادي

ألا كررت على ابن امك معبد

والعامري تقوده بصداد

وذكرت من لبن الملحق شربه

والخيل تعدو في الصعيد بداد

٨

وتقول : السَّبُعَانِ يَبْتَدَّانِ الرجلَ ابتداداً ، إذا أتياه من جانبيه. وكذلك الرضيعان يَبْتَدَّانِ أمَّهما. ولا يقال يَبْتَدُّها ابنها ، ولكن يَبْتَدُّها ابناها.

وقد لقى الرجلان زيداً فابْتَدَّاهُ بالضرب ، أى أخذاه من جانبيه.

وبايعْته بِدَاداً ، إذا بعته معارضةً. وكذلك بَادَدْتُهُ فى البيع مُبَادَّةً وبِدَاداً.

وقولهم : مَا لَكَ به بَدَدٌ وبَدَّةٌ ، أى ما لك به طاقةٌ.

ابن السكيت : البَدَدُ فى الناس : تباعُدُ ما بين الفخذين من كثرة لحمهما. قال : وفى ذوات الأربع تباعُدُ ما بين اليدين. تقول منه : بَدِدْتَ يا رجلُ بالكسر ، فأنت أَبَدُّ. وبقرةٌ بَدَّاءُ.

والأَبَدُّ : الرجلُ العظيم الخَلْقِ ؛ والمرأةُ بَدَّاءُ.

قال أبو نُخَيلة :

* أَلَدّ يمشِى مِشْيَةَ الأَبَدِّ (١) *

والبَادَّانِ : باطِنا الفخِذين.

وكلُّ من فَرَّجَ بين رجليه فقد بَدَّهُمَا.

ومنه اشتقاق بِدَادِ السَّرْجِ والقَتَبِ ، بكسر الباء. وهما بِدَادَانِ وبَدِيدانِ ، والجمع بَدَائدُ وأبِدَّة تقول : بَدَّ قتَبه يبُدُّه ، وهو أن يتَّخذ خريطتين فيحشوَهما فيجعلَهما تحت الأَحناء لئلّا يُدبِرَ الخشبُ البعيرَ.

والبَدِيدَانِ : الخُرجانِ.

والبَدِيدُ : المفازةُ الواسعةُ.

وقولهم : لا بُدَّ من كذا ، كأنه قال : لا فِراق منه. ويقال البُدُّ : العِوَضُ.

والبُدُّ : الصنم ، فارسىٌّ معرب ؛ والجمع البِدَدَةُ.

الفراء : طيرٌ أَبَادِيدُ ويَبَادِيدُ ، أى مفترِقٌ.

وأنشد (١) :

كأنَّمَا أهلُ حُجْرٍ ينظرونَ مَتَى

يَرَونَنِى خارجاً طيرٌ يباديدُ (٢)

برد

البَرْدُ : نقيض الحَرّ. والبُرُودَةُ : نقيض الحرارة.

وقد بَرُدَ الشىء بالضم. وبَرَدْتُهُ أنا فهو مَبْرُودٌ.

وبَرَّدْتُهُ تَبْرِيداً. ولا يقال أَبْرَدْتُهُ إلا فى لغة رديئة. قال الشاعر مالك بن الريب :

وعَطِّلْ قَلُوصِى فى الرِكَابِ فإنها

سَتُبْرِدُ أكْباداً وتُبْكِى بَوَاكِيا

وسقيته شربةً بَرَدَتْ فؤاده تَبْرُدُهُ بَرْداً.

__________________

(١) فى اللسان :

من كل ذات طائف وزود

بداء تمشي مشية الأبد

الطائف : الجنون. والزؤد : الفزع.

(١) الشعر لعطارد بن قران.

(٢) تصحف على الجوهرى فقال : طير يباديد ، وإنما هو طير اليناديد بالنون والإضافة ، والقافية مكسورة.

٩

وقولهم : لا تُبَرِّدْ عن فلان ، أى إن ظلمك فلا تشتُمه فتنتقِصَ من إثمه.

وابْتَرَدْتُ ، أى اغتسلت بالماء البارد ، وكذلك إذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك. قال الراجز :

لَطالما حَلَّأْتُمَاهَا لا تَرِدْ

فَخلِّيَاهَا والسِجالَ تَبْترِدْ

من حَرِّ أَيَّامِ ومن ليلٍ وَمِدْ

وهذا الشىء مَبْرَدَةٌ للبدن.

قال الأصمعى : قلت لأعرابى : ما يحملكم على نومة الضُحَى؟ قال : إنها مَبْرَدَةٌ فى الصيف ، مَسْخَنَةٌ فى الشتاء.

وبَرَدْتُ الحديد بالمِبْرَدِ. والبرَادَةُ : ما سقط منه.

وبَرَدَ الرجل عينه بالبَرُودِ : كَحَلها به.

ويقال : ما بَرَدَ لك على فلان؟ وكذلك : ما ذاب لك عليه؟ أى ما ثبَتَ ووجب. وبَرَدَ لى عليه كذا من المال. ولى عليه ألفٌ بارِدٌ.

وسَمُومٌ بارِدٌ ، أى ثابتٌ لا يزول. وأنشد أبو عبيدة :

اليومَ يومٌ بَارِدٌ سَمُومُه

مَنْ جَزِعَ اليومَ فلا تلُومُه

وبَرَدَ ، أى مات. وقول الشاعر (١) :

* بالْمُرْهَفَاتِ البَوَارِدِ (١) *

يعنى السيوف ، وهى القواتل.

والبَرْدَانِ : العَصْرَانِ ، وكذلك الأَبْرَدَانِ ، وهما الغَدَاةُ والعَشِىُّ ، ويقال ظِلَّاهُما. وقال الشماخ :

إذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيِه

خُدُودُ جَوَازِىٍ بالرَمْلِ عِينِ

والبَرْدُ : النومُ. ومنه قوله تعالى : (لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً). قال الشاعر العرجى :

وإن شِئْتِ حَرَّمْتُ النساءَ سِوَاكُمُ

وإن شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً (٢) ولا بَرْدَا

والبَرَدَةُ ، بالتحريك : التُخَمَةُ. وفى الحديث «أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ».

والإبْرِدَةُ ، بالكسر : عِلَّةٌ معروفة من غَلَبَةِ البَرْدِ والرطوبة ، تُفَتِّر عن الجماع.

ويقول الرجل من العرب : إنها لبَارِدَةٌ اليوم ؛ فيقول له الآخر : ليست بباردةٍ ، إنّما هى إبْرِدَةُ الثرى.

والبَرَدُ : حَبُّ الغمام. تقول منه : بُرِدَتِ الأرضُ بالضم ، وبُرِدَ بنو فلانٍ.

__________________

(١) هو العتابى كلثوم بن عمرو.

(١) البيت بتمامه :

وأن أمير المؤمنين أغضني

مغصهما بالمرهفات البوارد

(٢) النقاخ : الشراب العذب.

١٠

وسَحابٌ بَرِدٌ وأَبْرَدُ ، أى ذو بَرَدٍ. وسَحابةٌ بَرِدَةٌ. وقال :

* كَأَنَّهُمُ المَعْزَاء من وَقْعِ أَبْرَدَا*

والأُبَيْرِدُ : لقب شاعرٍ من بنى يربوع.

وقول الساجع :

* وصِلِّيَاناً بَرِدَا*

أى ذو بُرُودَةٍ.

والبَرُودُ : البَارِدُ. وقال الشاعر :

* بَرُودُ الثَنَايَا وَاضِحُ الثَغْرِ أَشْنَبُ (١) *

والبَرُودُ أيضاً : كلُّ ما بَرَدْتَ به شيئاً ، نحو بَرُودِ العَينِ ، وهو كحلٌ.

وتقول : هو لى بَرْدَةٌ (٢) يمينى ، إذا كان لك معلوما.

وذكر أبو عبيد فى باب نوادر الفعل : هى لك بَرْدَةُ نفسِها ، أى خالصا.

والبُرْدُ من الثياب ، والجمع بُرُودٌ وأَبْرَادٌ.

وأما قول يزيد بن مُفَرِّغٍ الحميرى :

وشَرَيْتُ بُرْداً لَيْتَنِى

مِنْ بَعْدِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهْ

فهو اسم عبدٍ. وشَرَيْتُ أى بِعْتُ.

وبُرْدَا الجندبِ : جناحاه. قال ذو الرمة :

كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلَا مُقْطِفٍ عَجِلٍ

إذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ

والبُرْدَةُ : كساء أسود مربَّع فيه صورٌ ، تلبسه الأعراب. وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه «بُردة فَلُوت». والجمع بُرَدٌ.

والثور الأَبْرَدُ : فيه لُمَعُ بياضٍ وسوادٍ.

والبُرْدِىُ بالضم : ضربٌ من أجود التمر.

والبَرْدِىُ بالفتح : نبات معروف. وقال الشاعر الأعشى :

كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَرِي

فِ سَاقَ الرِصَافُ إليه غَدِيرا

والبَرِيدُ المُرَتَّبُ. يقال : حُمِلَ فلان على البريد (١). وقال امرؤ القيس :

على كُلِّ مَقْصُوصِ الذُنابَى مُعاوِدٍ

بَرِيدِ السُرَى بالليل من خَيلِ بَرْبَرا

والبَرِيدُ أيضاً : اثنا عشر ميلاً. قال مُزَرِّدٌ يمدح عَرَابَةَ الأوسىّ :

فَدَتْكَ عَرَابَ اليومَ أُمِّى وخَالتِى

وناقَتِىَ النَّاجِى إلَيْكَ بَرِيدُها

أى سيرها فى البَرِيدُ.

وصاحبُ البَرِيدِ قد أَبْرَدَ إلى الأمير ، فهو مُبْرِدٌ ، والرسول بَرِيدٌ. ويقال للفُرَانِقِ ، لأنَّه يُنْذِرُ قُدَّامَ الأسدِ.

__________________

(١) صدره :

فبأت صجيعي في المنام مع المنى

(٢) فى المطبوعة الأولى : «لبردة» ، صوا به من اللسان.

(١) عبارة المختار : قلت : قال الأزهرى : قيل لدابة البريد بريد لسيره فى البريد ، وقال غيره : البريد البغلة المرتبة فى الرباط تعريب بريده دم ، ثم سمى به الرسول المحمول عليه ثم سميت به المسافة.

١١

وحكى أبو عبيد : سقيته فأَبْرَدْتُ له إبْرَاداً ، أى سقيته بَارِداً.

ويقال : جئناك مُبْرِدِينَ ، إذا جاءوا وقد بَاخَ الحرُّ.

والبَرَدَانُ بالتحريك : موضعٌ.

برجد

البُرْجُدُ : كساء غليظ.

بعد

البُعْدُ : ضد القرب. وقد بَعْدَ بالضم فهو بعيد ، أى تَبَاعَدَ. وأَبْعَدَهُ غيره ، وبَاعَدَهُ ، وبَعَّدَهُ تَبعيداً.

والبَعَدُ بالتحريك : جمع باعِدٍ ، مثل خَادِمٍ وخَدَمٍ. قال النابغة :

 ....... إنَّ لَهُ (١)

فَضْلاً على الناسِ فى الأَدْنِينَ والبَعَدِ (٢)

والبَعَدُ أيضاً : الهلاك. تقول منه : بَعِدَ بالكسر ، فهو باعِدٌ.

واسْتَبْعَدَ ، أى تَبَاعَدَ. واسْتَبْعَدَهُ : عَدَّهُ بعيداً.

وتقول : تَنَحَّ غيرَ بَاعِدٍ وغيرَ بَعَدٍ أيضاً ، أى غير صاغرٍ. وتَنَحَّ غير بَعِيدٍ ، أى كُنْ قريباً.

وما أنتم ببَعِيدٍ ، وما أنت مِنَّا ببَعِيدٍ ، يستوى فيه الواحد والجمع. وكذلك ما أنت منا بِبَعَدٍ ، وما أنتم منا بِبَعَدٍ.

وبيننا بُعْدَةٌ ، من الأرض والقَرَابةِ.

قال الأعشى :

* وَلَا تَنْأَ مِنْ ذِى بُعْدَةٍ إنْ تَقَرَّبَا (١) *

ويقال أَبْعَدَ الله الآخَرَ ؛ ولا يقال للأنثى منه شىء.

وقولهم : كَبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيهِ ، أى ألقاه لوجهه.

والأَبْعَدُ : الخائن.

والبُعْدَانُ : جمع بَعِيدٍ ، مثل رغيفٍ ورُغفان.

يقال : فلانٌ من قُرْبَانِ الأمير ومن بُعْدَانِهِ.

والأَبَاعِدُ : خلاف الأقارب.

وبَعْدُ : نقيض قَبْلُ ، وهما اسمان يكونان ظرفين إذا أضيفا ، وأصلهما الإضافة ، فمتى حذفت المضاف إليه لعِلْمِ المخاطب بَنَيْتَهُمَا على الضم لِيُعْلَمَ أنّه مبنىُّ ، إذْ كان الضم لا يدخلهما إعرابا ، لأنَّهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتدإ ولا الخبر.

وقولهم : رأيته بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ ، أى بُعَيْدَ فِراقٍ ، وذلك إذا كان الرجل يُمسِك عن إتيان

__________________

(١) صدره :

فتلك تبذمني النعمان إن له

(٢) يروى : «فى الأدنى وفى البعد».

(١) صدره :

بإن لا تبغى الود من متباعد

١٢

صاحبه الزمانَ ثم يأتيه ، ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه. قال :

* لَقِيتُهُ بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ (١) *

وهو من ظروف الزمان التى لا تتمكّن.

وقولهم «أمّا بَعْدُ» ، هو فصل الخِطاب.

بلد

بَلَدَ بالمكان : أقام به ؛ فهو بَالِدٌ.

والبَلْدَةُ والبَلَدُ : واحد البِلادِ ، والبُلْدَانِ (٢).

والبَلَادَةُ : ضدُّ الذكاء. وقد بَلُدَ بالضم فهو بَلِيدٌ.

وَتَبَلَّدَ : تكلَّف البَلَادَةَ. وَتَبَلَّدَ ، أى تردَّد متحيِّرا.

وبَلَّدَ تَبْليِداً : ضرب بنفسه الأرضَ.

وأَبْلَدَ : لصق بالأرض. وقال الشاعر يصف حوضا :

ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْماةٍ بمَهْلكَةٍ

جاوزْتُهُ بِعَلَاةِ الخَلْقِ عِلْيانِ

والمُبَالَدَةُ مثل المبالطة.

أبو زيد : أَبْلَدَ الرجل ، إذا كانت دابَّتُهُ بليدةً.

والبَلَدُ : الأثر ؛ والجمع أَبْلادٌ. قال ابن الرِقَاع :

عَرَفَ الدِيارَ تَوَهُّماً فاعْتادَها

مِنْ بَعْدِ ما شَمِلَ البِلَى أَبْلادَها

وقال القُطامىّ :

ليستْ تُجَرَّحُ فُرَّاراً ظُهورُهُمُ

وبالنُحُورِ كُلُومٌ ذاتُ أَبْلادِ

والبَلَدُ : أُدْحِىُّ النَّعَامِ. يقال : هو أَذَلُّ من بيضة البَلَدِ ، أى من بيضةِ النعامِ التى تتركها.

والبَلْدَةُ : الأرض. يقال : هذه بَلْدَتُنا ، كما يقال بَحْرَتُنَا. والبَلْدَةُ من منازل القمر ، وهى ستّة أَنْجُمٍ من القوس تَنْزِلُهَا الشمسُ فى أقصر يومٍ من السنة. والبَلْدَةُ : الصدر.

يقال : فلان واسعُ البَلْدَةِ ، أى واسع الصدر.

قال الشاعر ذو الرمة :

أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدَةً فَوْقَ بَلْدَةٍ

قليلٍ بها الأصْواتُ إلّا بُغَامُها

يقول : بَرَكَتِ الناقة وألقتْ صدرها على الأرض.

والبَلْدَةُ والبُلْدَةُ : نَقاوَة ما بين الحاجبين.

يقال : رجل أَبْلَدُ ، أى أبلج بيِّن البَلَدِ ، وهو الذى ليس بمقرونٍ.

والأَبْلَدُ : الرجل العظيم الخَلْق. والبَلَنْدَى :

__________________

(١) فى اللسان :

وأشنقد القميص دعوته

بعيدات بين لاهدان ولا نكس

 (٢) بضم الباء فإن قيل : ما المانع من كسرها مثل ولدان؟ قلت : فعلان بالكسر جمع فعل محركا سماعى كما في حواشى الأشمونى. قالوا : سمع منه خرب وخربان اه. وتقدم فى الصحاح شبث وشبثان ، وكذلك ولد وولدان. قاله نصر.

١٣

العريض. والمُبْلِنْدِى من الجِمال : الصُلبُ الشديدُ.

بند

البَنْدُ : العلَم الكبير ، فارسىُّ معرب. قال الشاعر :

* وأَسْيَافُنَا تحت البُنُودِ الصَوَاعِقُ*

بيد

البَيْدَاءُ : المفازة ، والجمع بِيدٌ.

وبَادَ الشىء يَبِيدُ بَيْداً وبُيُودًا : هلك.

وأَبَادَهُم اللهُ ، أى أهلكهم.

والبَيْدَانةُ : الأَتَانُ اسم لها. قال امرؤ القيس :

ويوماً على صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ

ويوماً على بَيْدَانةٍ أُمِّ تَوْلَبِ

وبَيْدَ بمعنى غير. يقال : إنّه كثير المال ، بَيْدَ أنّه بخيل.

فصل التّاء

تقد

التِقْدَةُ : بكسر التاء (١) : الكُزْبرة.

تلد

التَّالِدُ : المال القديم الأصلىّ الذى وُلِدَ عندك ، وهو نقيض الطارف. وكذلك التِلَادُ والإتْلَادُ.

وأصل التاء فيه واو ، تقول منه : تَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تلودًا. وأَتْلَدَ الرجلُ ، إذا اتَّخذ مالاً. ومالٌ مُتْلَدٌ. وفى الحديث : «هُنَّ من تِلَادِى» يعنى السُّوَرَ ، أى مِن الذى أخذتُه من القرآن قديماً.

والتَّلِيدُ : الذى وُلِدَ ببلاد العجم ثم حُمِل صغيراً فنبت ببلاد الإسلام. ومنه حديث شُريح فى رجل اشترى جارية وشرطوا أنّها مُوَلَّدَةٌ فوجدها تَلِيدَةً فردَّها. والمولَّدة بمنزلة التِلادِ ، وهو الذى ولد عندك.

وتَلَدَ (١) فلانٌ فى بنى فلان : أقام فيهم.

والأَتْلَادُ : بطونٌ من عبد القيس ، أَتْلَادُ عُمَانَ ؛ لأنَّهم سكنوها قديماً.

فصل الثاء

ثأد

الثَأْدُ : النَّدَى والقُرُّ. قال ذو الرمة :

فَبَاتَ يُشْئزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُهُ

تَذَؤُّبُ الرِيحِ والوَسْوَاسُ والهِضَبُ

وقد يحرَّك. ومكانٌ ثَئِدٌ ، أى نَدٍ. ورجلٌ ثَئِدٌ ، أى مقرورٌ.

والثَأْدَاء : الأَمَةُ ، مثل الدَأْثَاءِ ، على القلب.

قال الشاعر الكميت :

وَمَا كُنَّا بَنِى ثَأْدَاءَ لَمَّا

شَفَيْنَا بالأَسِنَّةِ كُلَّ وَتْرِ

وكان الفراء يقول : الثَأَدَاءُ والسَّحَنَاءُ ، لمكانِ حُروفِ الحَلْقِ.

__________________

(١) وبفتحها عن الهروى.

(١) كنصر وفرح أيضاً.

١٤

وقال أبو عبيد : ولم أسمع أحداً يقولهما بالتحريك غيره.

قال ابن السكيت : وليس فى الكلام فَعَلَاءُ بالتحريك إلا حرفٌ واحدٌ ، وهو الثَأَدَاءُ ، وقد يسكَّن ، يعنى فى الصفات. وأما الأسماء فقد جاء فيه حرفان : قَرَمَاءُ وجَنَفَاءُ ، وهما موضعان.

ثرد

ثَرَدْتُ الخبز ثَرْدًا : كسرته ، فهو ثَرِيدٌ ومَثْرُودٌ. والاسم الثُرْدَةُ بالضم. وكذلك اتَّرَدْتُ الخبز ، وأصله اثْتَرَدْتُ على افْتَعَلْتُ ، فلما اجتمع حرفان مخرجهما متقاربان فى كلمةٍ واحدة وجب الإدغام ، إلا أنّ الثاء لما كانت مهموسةً والتاء مجهورةً لم يصحَّ ذلك ، فأبدلوا من الأوّل تاءً وأدغموه فى مثله. وناسٌ من العرب يبدلون من التاء ثاءً ويدغمون ، فيقولون : اثَّرَدَ ، فيكون الحرف الأصلىّ هو الظاهر.

والتَّثْرِيدُ فى الذَبح هو الكسر قبل أن يَبْرُدَ ، وهو منهىُّ عنه.

والثَرَدُ ، بالتحريك : تشقُّقٌ فى الشفتين.

ثعد

الثَعْدُ : ما لانَ من البُسر ، واحدته ثَعْدَةٌ.

يقال : هذا بقلٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ ، إذا كان رَخْصاً غَضًّا.

والمَعْدُ إتباعٌ لا يُفْرَدُ ، وبعضهم يفرده. وثَرًى ثَعْدٌ وجَعْدٌ ، إذا كان ليِّناً.

ثمد

الثَمَدُ والثَمْدُ : الماء القليل الذى لا مادَّةَ له.

واتَّمَدَ الرجلُ واثَّمَدَ بالإدغام ، أى ورد الثَمَدَ.

ومَاءٌ مَثْمُودٌ ، إذا كثُر عليه الناس حتَّى يُنفِدوه إلَّا أقلَّه.

وروضةُ الثَمْدِ : موضعٌ.

ورجلٌ مَثْمُودٌ ، إذا كثر عليه السُؤال حتَّى ينفدَ ما عنده. وكذلك إذا ثَمَدَتْهُ النساء فأكثر الجماعَ حتَّى انقطع ماؤه.

والثَامِدُ من البَهْمِ ، حينَ قَرَمَ ، أى أكل.

وثَمُودُ : قبيلةٌ من العرب الأولى. وهم قومُ صالحٍ ، يصرف ولا يصرف.

والإثْمِدُ : حجرٌ يكتحل به.

ثهد

الثَوْهَدُ والفَوْهَدُ : الغلام السَّمين التامُّ الخَلْق الذى قد راهَقَ الحُلمَ. والجارية ثَوْهَدَةٌ.

ثهمد

ثَهْمَدُ : اسمُ موضعٍ. قال طرفة :

* لِخَوْلَةَ أَطْلَالٌ ببُرْقَةِ ثَهْمَدِ (١) *

فصل الجيم

جحد

الجُحُودُ : الإنكار مع العلم. يقال : جَحَدَهُ حقّه وبحقّه ، جَحْداً وجُحُوداً.

__________________

(١) عجزه :

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

١٥

والجَحْدُ أيضاً. قلّة الخير ، وكذلك الجُحْدُ بالضم. وقال الشاعر :

لَئِنْ بَعَثَتْ أُمُّ الحُمَيدَيْنِ مائرًا

لَقدْ غَنِيَتْ فى غِيرِ بُؤْسٍ ولا جَحْدِ

والجَحَدُ بالتحريك مثله. يقال : نَكَداً له وجَحَداً.

وجَحِدَ الرجل بالكسر جَحَداً ، فهو جَحِدٌ (١) ، إذا كان ضيّقاً قليل الخير. وأَجْحَدَ مثلُه. قال الفرزدق:

وبَيْضاءَ مِنْ أهْلِ المدينةِ لم تَذُقْ

بَئِيساً (٢) ولم تَتْبَعْ حَمُولةَ مُجْحِدِ

وعامٌ جَحِدٌ : قليلُ المطر.

وجَحِدَ النبتُ ، إذا قلَّ ولم يَطُلْ.

وجُحَادَةُ : اسمُ رجلٍ.

جدد

الجَدُّ : أبو الأَبِ وأبو الأُمِّ. والجَدُّ : الحظ والبَخْت ؛ والجمع الجُدُودُ. تقول : جُدِدْتَ يا فلان ، أى صرْت ذا جَدٍّ ، فأنت جَدِيدٌ حظيظٌ ، ومَجْدُودٌ محظوظٌ ، وجَدٌّ حظٌّ ، وجَدِّيٌ حَظِّيٌ (٣).

عن ابن السكيت.

وفى الدُعاء : «ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ» أى لا ينفع ذا الغنى عندك غناه ، وإنما ينفعه العمل بطاعتك. ومنك ، معناه عندك.

وقوله : (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) ، أى عظمة ربنا ، ويقال غِناه.

وفى حديث أنس رضى الله عنه : كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآلَ عمران جَدَّ فينا ، أى عظُم فى أعيننا.

والجَدَدُ : الأرض الصلبة. وفى المثل : «من سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثَارَ».

وقد أَجَدَّ القوم ، إذا صاروا إلى الجَدَدِ.

وأَجَدَّ الطريق : صار جَدَداً.

والجَادَّةُ : مُعظَمُ الطريق ؛ والجمع جَوَادُّ.

والجِدُّ : نقيض الهزلِ. تقول منه : جَدَّ فى الأمر يَجِدُّ بالكسر جِدًّا.

وجَدَّ فلان فى عينى يَجِدُّ جَدًّا بالفتح : عظُم.

والجِدُّ : الاجتهاد فى الأمور. تقول منه : جَدَّ فى الأمر يَجِدُّ جَدَّا بالفتح ، ويَجُدُّ. وأَجَدَّ فى الأمر ، مثله.

قال الأصمعى : يقال إن فلاناً لَجَادُّ مُجِدُّ ، باللغتين جميعاً.

وقولهم : أَجَدَّ بها أمراً ، أى أجَدَّ أمرَه بها ، نصب الأمر على التمييز ، كقولك : قَرَرْتُ به عيناً أى قَرَّتْ عينى به.

وجَادَّهُ فى الأمر ، أى حاقَّهُ.

__________________

(١) وجحد أيضاً بالفتح.

(٢) فى اللسان : «يبيساً» ، وهو تحريف.

(٣) وجديد حظيظ ، إذا كان ذا جد وحظ.

١٦

وفلان محسن جِدًّا ، ولا تقل جَدًّا.

وهو على جِدِّ أمرٍ ، أى عجلة أمر.

وقولهم : فى هذا خطرٌ جِدُّ عظيمٍ ، أى عظيم جِدًّا.

وقولهم : أَجِدَّكَ وأَ جَدَّكَ (١) بمعنىً. ولا يتكلم به إلا مضافاً.

قال الأصمعى : معناه أَبِجِدٍّ منك هذا. ونصبهما على طرح الباء.

وقال أبو عمرو : معناه ما لك أَجِدًّا منك.

ونصبهما على المصدر.

قال ثعلب : ما أتاك فى الشعر من قولك أَجِدَّكَ فهو بالكسر ، فإذا أتاك بالواو وجَدَّكَ فهو مفتوح.

والجُدُّ بالضم : البئر التى تكون فى موضعٍ كثير الكلأ. قال الأعشى يفضل عامراً على علقمة :

ما جُعِلَ الجُدُّ الظَنُونُ الذى

جُنِّبَ صَوْبَ اللَجِبِ الماطِرِ (٢)

مثلَ الفُرَاتِىِّ إذا ما طَما

يَقْذِفُ بالبُوصِىِّ والماهِرِ (٣)

وجُدَّةُ : بلد على الساحل.

والجُدَّةُ : الخُطَّةُ التى فى ظهر الحمار تخالف لونه. والجُدَّةُ : الطريقة ؛ والجمع جُدَدٌ. قال تعالى : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ) ، أى طرائق تخالف لون الجبل. ومنه قولهم : ركب فلان جُدَّةً من الأمر ، إذا رأى فيه رأياً.

وكِسَاءٌ مُجَدَّدٌ : فيه خطوط مختلفة.

والجُدَّادُ : الخُلقانُ من الثياب ، وهو معرب «كُدَادْ» بالفارسية. قال الأعشى يصف خَمَّارا :

أضاءَ مِظلَّتُه بالسِرا

جِ والليلُ غَامِرُ جُدَّادِها

وكلُّ شىء تعقَّد بعضه فى بعض من الخيوط وأغصان الشجر فهو جُدَّادٌ. قال الطِرِمّاح يصف ظبية :

تَجْتنِى ثَامِرَ (١) جُدَّادِهِ

من فُرَادَى بَرَمٍ أو تُؤَامْ

ويقال : إنه صغار الشجر.

والجُدْجُدُ بالضم : صَرَّارُ الليل ، وهو قَفَّازٌ ، وفيه شبه من الجراد ؛ والجمع الجَدَاجِدُ.

والجَدْجَدُ بالفتح : الأرض الصلبة المستوية.

وقال الشاعر (٢) :

* صُمِّ السَّنَابِكِ لا تَقِى بالجَدْجَدِ (٣) *

__________________

(١) بكسر الجيم وفتحها ، والهمزة والدال مفتوحان.

(٢) الظنون : القليلة الماء.

(٣) البوصى : النوتى الملاح ، ويقال البوصى : الزورق.

والنوتى : الملاح.

(١) فى المخطوطة : «تامر» بالتاء المثناة.

(٢) ابن أحمر الباهلى.

(٣) صدره :

لجني بأوظفة شداد أسرها

١٧

وجدَّ الشىءُ يَجِدُّ بالكسر جِدَّةً : صار جديداً ، وهو نقيض الخَلَقِ.

وجَدَدْتُ الشىء أَجُدُّهُ بالضم جَدًّا : قطعته.

وثوبٌ جديد ، وهو فى معنى مَجْدُودٍ ، يراد به حين جَدَّهُ الحائك ، أى قطعه. قال الشاعر (١) :

أَبَى حُبِّى سُلَيْمَى أَنْ يبِيدَا

وأَمْسَى حَبْلُها خَلَقاً جديدا (٢)

أى مقطوعا. ومنه قيل مِلحفةٌ جَديدٌ ، بلا هاء ، لأنها بمعنى مفعولة. وثياب جُدُدٌ ، مثل سريرٍ وسُرُرٍ.

وتَجدَّدَ الشىء : صار جَديداً. وأَجَدَّهُ ، واسْتَجَدَّهُ ، وجَدَّدَهُ ، أى صيَّره جديداً. وبَهِىَ (٣) بيتُ فلان فأَجَدَّ بيتاً من شَعَر.

ويقال لمن لبس الجديد : أَبْلِ وأَجِدَّ واحْمَدِ الكَاسِىَ.

والجَدِيدُ : وجه الأرض.

وقولهم : لا أفعله ما اختلف الجَدِيدَانِ ، وما اختلف الأَجَدَّانِ ، يُعنَى به الليلُ والنهار.

وجَدِيدَةُ السَّرجِ : ما تحت الدَفَّتين من الرِفادة واللِبْدِ المُلْزَقِ. وهما جَدِيدَتانِ ؛ وهو مُوَلَّدٌ.

والعرب تقول : جَدْيَةُ السرجِ وجَدِيَّةُ السرجِ (١).

وجَدَّ النخل يَجُدُّهُ ، أى صَرَمه. وأَجَدَّ النخلُ : حان له أن يُجَدَّ. وهذا زمن الجِدَادِ والجَدَادِ ، مثل الصَّرَامِ والقَطَافِ ، فكأنَّ الفِعَالَ والفَعَالَ مُطَّرِدَانِ فى كل ما كان فيه معنى وقتِ الفعلِ ، مُشَبَّهان فى معاقبتهما بالإِوَانِ والأَوانِ.

والمصدر من ذلك كله على الفَعْل ، مثل الجَدِّ والصَّرْمِ والقَطْفِ.

وجُدَّتْ أخلافُ الناقة ، إذا أضرَّ بها الصِرَارُ وقطعها ، فهى ناقة مجدودةُ الأخلافِ.

وامرأة جَدَّاءُ : صغيرة الثدى. وفلاةٌ جَدَّاءُ : لا ماء بها.

وتَجَدَّدَ الضَرعُ : ذهب لبنُه.

ابن السكيت : الجَدُودُ : النعجةُ التى قل لبنُها من غير بأسٍ ؛ والجمع الجَدَائِدُ. ولا يقال للعنز جَدُودٌ ولكن مَصُورٌ. قال : والجَدَّاءُ التى ذهب لبنُها من عيب.

وجَدُودُ : موضعٌ فيه ماءٌ يسمَّى الكُلَابُ ، وكانت به وقعةٌ مرَّتين. ويقال للكُلاب الأول يَوْمُ جَدُودَ ، وهو لتَغْلِبَ على بكر بن وائل.

قال الشاعر :

__________________

(١) الوليد بن يزيد.

(٢) يروى : وأضحى حبلها.

(٣) فى اللسان : «بلى» وهو تحريف ما هنا. والباهى من البيوت : الخالى المعطل.

(١) جدية السرج الأولى بفتح فكون ، والثانية بكسر الدال وشد الياء.

١٨

أَرَى إِبِلِى عَافَتْ جَدُودَ فلم تَذُقْ

بها قَطْرَةً إلَّا تَحِلَّةَ مُقْسِمِ

جرد

الجَرَدُ : فضاء لا نبات فيه. قال أبو ذؤيبٍ يصف حمار وحش وأنَّه يأتى الماء ليلاً فيشرب :

يَقْضِى لُبَانَتَهُ بالليلِ ثم إذا

أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حولَه جَرَدُ

والجَرَدُ فى قول الراجز (١) :

يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ

على مُبِينِ جَرَدِ القَصِيمِ

اسمُ موضعٍ ببلاد بنى تميم.

وأرضٌ جَرْدَةٌ وفضاءٌ أَجْرَدُ : لا نبات فيه ؛ والجمع الأَجَارِدُ.

وأُجَارِدُ بالضم : موضعٌ.

ورجلٌ أَجْرَدُ بيِّن الجَرَدِ : لا شعر عليه.

وفرسٌ أَجْرَدُ ، وذلك إذا رَقَّتْ شَعْرَتُهُ وقصُرتْ ؛ وهو مدحٌ.

وقول أبى ذؤيب :

تَدَلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ

بجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها

يعنى صخرةً ملساءَ.

والجَرِيدُ : الذى يُجْرَدُ عنه الخوصُ. ولا يسمَّى جَرِيداً ما دام عليه الخُوص ، وإنّما يسمَّى سَعَفاً ، الواحدة جَرِيدةٌ. وكلُّ شىءٍ قشرتَه عن شىء فقد جَرَدْتَهُ عنه. والمقشور مَجرودٌ. وما قُشِرَ عنه جُرَادَةٌ.

ورجلٌ جارُودٌ ، أى مشئومٌ. وسنةٌ جارُودٌ ، أى شديدة المَحْلِ.

والجَارُودُ العبدىُّ : رجلٌ من الصحابة ، واسمه بِشْر بن عمرو بن عبد القيس. وسمِّى الجَارُودَ لأنَّه فرّ بإبله إلى أخواله بنى شَيبانَ وبها داءٌ ، ففشا ذلك الداء فى إبل أخواله فأهلكها. وفيه قال الشاعر :

* كما جَرَدَ الجَارُودُ بَكْرَ بن وائِلِ*

والجَارُودِيَّةُ : فرقة من الزَيديَّة نُسبوا إلى أبى الجَارُودِ زِيَادِ بن أبى زِيَادٍ.

ويقال : جريدةٌ من خيلٍ ، لجماعة جُرِدَتْ من سائرها لِوَجْهٍ.

وعامٌ جَرِيدٌ ، أى تَامٌّ.

وقال الكسائى : ما رأيته مُذْ أَجْرَدَانِ ومُذْ جَرِيدَانِ ، يعنى يومين أو شهرين.

والجُرْدَةُ بالضم : أرض مستوية مُنْجَرِدَةٌ (١).

ويقال أيضاً : فلانٌ حسنُ الجُرْدَةِ والمُجَرَّدِ والمُتَجَرَّدِ ، كقولك : حسنُ العُرْيَةِ والمُعَرَّى ، وهما بمعنىً.

__________________

(١) هو حنظلة بن مصبح.

(١) فى المخطوطة : «متجرذة».

١٩

والجَرْدةُ بالفتح : البُردةُ المُنْجَرِدةُ الخَلَقُ.

قال أبو ذؤيب :

وأشعثَ بَوْشِىٍّ شَفَيْنَا أُحَاحَهُ

غَداتَئِذٍ ذى جَرْدَةٍ مُتماحِلِ

بَوْشِىٍّ : كثيرِ العيالِ. متماحلٍ : طويلٍ.

شفينا أحاحه ، أى قتلناه.

والمُتجرِّدةُ : اسم امرأة النُعمان بن المنذر ملك الحِيرة.

والتَّجرِيدُ : التعريةُ من الثياب. وتَجْرِيدُ السيفِ : انتضاؤه. والتَّجرِيدُ : التشذيبُ.

والتَّجَرُّدُ : التعرِّى.

وتَجَرَّدَ للأمر ، أى جَدَّ فيه.

وانْجَرَدَ بنا السيرُ ، أى امتدَّ وطال. وانْجَرَدَ الثوبُ ، أى انسحق ولَانَ.

والجُرْدَانُ بالضم : قضيبُ الفرسِ وغيره.

والجَرَادُ معروفٌ ، الواحدة جَرَادةٌ ، يقع على الذكر والأنثى. وليس الجَرَادُ بذكرٍ للجرادة ، وإنّما هو اسم جنسٍ ، كالبقر والبَقَرَةِ ، والتمر والتَّمْرَةِ ، والحمام والحمامة ، وما أشبه ذلك ، فحقُّ مذكَّرِهِ أن لا يكون مؤنثه من لفظه ، لئلّا يلتبس الواحد المذكَّر بالجمع.

وقولهم : ما أدرى أىُ جَرَادٍ عَارَهُ ، أىْ أىُّ الناس ذهبَ به.

والجَرَادتانِ : اسم قَيْنَتَيْنِ كانتا بمكّة فى الزمن الأوّل.

وجُرِدَتِ الأرضُ فهى مجرُودةٌ ، إذا أكل الجَرَادُ نبتَها. ويقال أيضاً : جُرِدَ الإنسان ، إذا أكل الجَرَادَ فاشتكى بطنَه ، فهو مَجْرُودٌ.

وجَرِدَ الرجلُ بالكسر جَرَداً ، إذا شَرِىَ جلدُه من أكل الجراد.

جرهد

المُجْرَهِدُّ : المسرع فى الذَهاب. قال الشاعر :

لَمْ تُرَاقِبْ هناك نَاهِلَةَ ال

وَاشِينَ لمَّا اجْرَهَدَّ نَاهِلُها

جسد

الجَسَدُ : البدنُ. تقول منه : تَجَسَّدَ ، كما تقول من الجسم : تَجَسَّمَ.

والجَسَدُ أيضاً : الزعفران أو نحوُه من الصِبْغِ ، وهو الدمُ أيضاً. قال النابغة :

* وما هُرِيقَ على الأَنْصَابِ من جَسَدِ (١) *

والجَسَدُ أيضاً : مصدر قولك جَسِدَ به الدمُ يَجْسَدُ ، إذا لصِقَ به ، فهو جَاسِدٌ وجَسِدٌ. قال الطرِمّاح :

* منها جَاسِدٌ ونَجِيعُ (٢) *

__________________

(١) وصدره :

فلا لعمر الذي مسحت كعبته

(٢) قال الطرماح يصف سهاما بنصالها :

فراغ عواري الليط تكسى ظباتها

سبائب منهما جاسد وتجيع

٢٠