شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ٢

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]

شواهد التنزيل لقواعد التفضيل - ج ٢

المؤلف:

عبيدالله بن عبدالله بن أحمد [ الحكام الحسكاني ]


المحقق: الشيخ محمّد باقر المحمودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١١

١٠٥٠ ـ ورواه جماعة عن أبي حامد [أحمد بن محمد بن الحسن] بن الشرقي ، وجماعة ، عن أحمد المروزي.

ورواه عن ليث بن أبي سليم جماعة كرواية القاسم ، منهم القعقاع بن عبد الله السعدي ، وجرير بن عبد الحميد (١).

__________________

(١) والحديث رواه الثعلبي مع الأبيات بسندين في تفسير سورة: «هل أتى» من تفسيره قال:

أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل أخبرني أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي حدّثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عمّ الأحنف بن قيس حدّثني أحمد بن حماد المروزي حدثني محبوب [ظ] بن حميد البصري ـ وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة [قال:] حدّثني القاسم بن بهرام ، عن ليث عن مجاهد ، عن ابن عباس.

وأخبرنا أيضاً عبد الله بن حامد أخبرني أحمد بن عبد الله المزني حدّثني أبو الحسن محمّد بن أحمد بن سهيل بن علي بن مهران الباهلي بالبصرة حدّثني أبو مسعود عبد الرحمن بن فهر بن هلال حدّثني القاسم بن يحيى عن أبي علي المقرئ عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس ...

وأيضاً رواه بسنده عن الثعلبي يحيى بن البطريق في الفصل: (١٢) من كتاب خصائص الوحي المبين صلي الله عليه وآله وسلم ١٠٠ ، وفي أواسط الفصل: (٣٦) في الحديث: (٥٧٠) من كتاب العمدة صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٠.

ورواه بسنده عنه الخوارزمي في الفصل: (١٧) من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام صلي الله عليه وآله وسلم ١٨٨ ، ط الغري.

ورواه ابن الأثير بسندين في ترجمة فضّة من كتاب أسد الغابة: ج ٥ صلي الله عليه وآله وسلم ٥٣٠ ط ١.

ورواه أيضاً ابن حجر في ترجمة فضّة من كتاب الإصابة ج ٤ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٨٧ قال:

أخرج أبو موسى في الذيل والثعلبي في تفسير سورة «هل أتى» من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عمّ الأحنف عن أحمد عن أحمد بن حماد المروزي عن محبوب بن حميد وسأله روح بن عبادة ـ عن القاسم بن بهرام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عبّاس ...

وساق متن الحديث باختصار ـ على ما هو عادته. ـ ثم ذكر عن الذهبي ما يدل على أنه ذهب الله بنور علمه وتركه في الظلمات.

٤٠١

١٠٥١ ـ أخبرناه أبو نصر المفسر [أخبرنا] عمي أبو حامد إملاء [أخبرنا] أبو الحسن علي بن محمد الوراق حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الحسن بن بشير الترمذي قال: حدثني أبو بكر بن سيار ، عن سهل بن خاقان حدثنا القعقاع بن عبد الله السعدي عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) وساق الحديث بطوله [و] أنا اختصرته.

ورواه جماعة عن [أبي الحسن] علي [بن محمد] الوراق كذلك.

١٠٥٢ ـ ورواه حبان بن علي أبو علي العنزي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.

__________________

وقال العاصمي بعد ما أجاب تفصيلاً عن شبهات المعاندين في آخر الفصل الأول من كتاب زين الفتى صلي الله عليه وآله وسلم ٦٨ من المخطوطة قال:

فلمّا فسدت هذه الأوجه التي تعلّقوا بها وبان فسادها وخسرت تجارتهم وظهر كسادها ثبتت صحّة ما قلناه وأنّها نزلت في المرتضى وذويه رضوان الله عليهم ودلّ على ذلك قول ابن عباس الذي هو بحر الأمّة وحبرها وشمسها وبدرها.

ذكر أبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد الوراق قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عليّ بن الحسن بن بشر الترمذي قال: حدثني أبو بكر ابن سيّار عن سهل بن خاقان قال: حدثنا القعقاع بن عبد الله عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس.

وروي عن الفضل بن الحكم قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدّثنا أحمد بن حمّاد المروزي قال: أخبرنا محمود بن حميد البصري ـ وسأل عن هذا الحديث روج بن عبادة ـ قال: حدّثنا القاسم بن مهران قال: حدثنا ليث عن مجاهد عن ابن عباس ...

أقول: ثم ساق الحديث مع الأبيات تفصيلاً بمثل ما مرّها هاهنا عن المصنّف تحت الرقم: (١٠٤٣) في صلي الله عليه وآله وسلم ...

وأيضاً ذكر العاصمي قبيل ما ذكرناه هنا في صلي الله عليه وآله وسلم ٦٧ من زين الفتى قال:

مع أنّه قد روي ذلك عن جعفر بن محمد الصادق رضوان الله عليه وهو الصادق كاسمه الأوفق بكماله ورسمه.

وقد [ظ] رُوي عن الحماني عن عطاء من طريق السُّديّ عن ابن عباس.

[وروى أيضاً] عن مجاهد عن مجاهد عن ابن عبّاس.

وكلّ واحد من هؤلاء هو المشار إليه في هذا الباب والمرجوع إليه في الأحكام والأسباب.

٤٠٢

ورواه [أيضا] الضحاك عن ابن عباس.

ورواه ابن جريج عن عطاء ، عن ابن عباس.

ورواه عبد الله بن المبارك عن يعقوب بن القعقاع ، عن مجاهد عن ابن عباس.

ورواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس.

١٠٥٣ ـ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ [بْنِ أَبِي رَافِعٍ] عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) [قَالَ:] أُنْزِلَتْ فِي عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ ، أَصْبَحَا وَعِنْدَهُمْ ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ ، فَأَطْعَمُوا مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، فَبَاتُوا جِيَاعاً فَنَزَلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَةُ.

١٠٥٤ ـ أَبُو النَّضْرِ فِي تَفْسِيرِهِ [قَالَ:] حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رُوحٍ الطَّرَطُوسِيُ (١) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْعَبَّاسِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) قَالَ: مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ مَرَضاً شَدِيداً ـ حَتَّى عَادَهُمَا جَمِيعُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم فَكَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالا: يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ لِلَّهِ نَذْراً. فَقَالَ عَلِيٌّ: لَئِنْ عَافَى اللهُ ـ سِبْطَيْ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ مِمَّا بِهِمَا مِنْ سُقْمٍ ـ لَأَصُومَنَّ لِلَّهِ نَذْراً ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ـ وَسَمِعَتْهُ فَاطِمَةُ فَقَالَتْ: وَلِلَّهِ عَلَيَّ مِثْلُ الَّذِي ذَكَرْتَهُ ـ وَسَمِعَهُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَقَالا: يَا أَبَهْ وَلِلَّهِ عَلَيْنَا مِثْلُ الَّذِي ذَكَرْتَ ، فَأَصْبَحَا وَقَدْ عَافَاهُمَا اللهُ تَعَالَى [فَصَامُوا] فَغَدَا

__________________

(١) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ ، وَفِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ: «الطَّرَسُوسِيُّ».

٤٠٣

عَلِيٌّ إِلَى جَارٍ لَهُ ـ فَقَالَ: أَعْطِنَا جِزَّةً مِنْ صُوفٍ تَغْزِلْهَا لَكَ فَاطِمَةُ ، وَأَعْطِنَا كِرَاهُ مَا شِئْتَ. فَأَعْطَاهُ جِزَّةً مِنْ صُوفٍ وَثَلَاثَةَ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِيرٍ.

وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مَعَ الْأَشْعَارِ إِلَى قَوْلِهِ: إِذْ هَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ يَهْنِيكَ مَا أُنْزِلَ فِيكَ وَفِي أَهْلِ بَيْتِكَ (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ) إِلَى آخِرِهِ ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلي الله عليه وآله وسلم [عَلِيّاً] وَجَعَلَ يَتْلُوهَا عَلَيْهِ ـ وَعَلِيٌّ يَبْكِي وَيَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَصَّنَا بِذَلِكَ.

[وَالْحَدِيثُ] اخْتَصَرْتُهُ.

١٠٥٥ ـ أَخْبَرَنَا عَقِيلٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السِّمَاكِ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الْهُذَيْلِ ، عَنْ مُقَاتِلٍ ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ (١) [وَ] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

__________________

(١) وَرَوَاهُ أَيْضاً السُّيُوطِيُّ فِي اللَّئَالِي: ج ١ صلي الله عليه وآله وسلم ١٩٢ ، ط ١ نَقْلاً ، عَنِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ بِسَنَدِهِ عَنْهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيِّعِ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّقَطِيُّ ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ حَبِيبٍ [كَذَا] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ السَّمَرْقَنْدِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: مَرِضَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللهِ ..

وَسَاقَ الْخَبَرَ إِلَى قَوْلِهِ: «أَرْجُو إِذَا أَطْعَمْتَ مِنْ مَجَاعَةٍ».

ثُمَّ رَوَاهُ حَرْفِيًّا بِنَحْوِ الْإِرْسَالِ عَنْ حَكِيمٍ التِّرْمِذِيِّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ.

٤٠٤

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ) قَالَ: [يَعْنِي بِهِمُ] الصِّدِّيقِينَ فِي إِيمَانِهِمْ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، يَشْرَبُونَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ كَأْسِ خَمْرٍ ـ كَانَ مِزَاجُهَا مِنْ عَيْنِ مَاءٍ يُسَمَّى الْكَافُورَ ، ثُمَّ نَعَتَهُمْ فَقَالَ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) يَعْنِي يُتِمُّونَ الْوَفَاءَ بِهِ (وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ) عَذَابُهُ (مُسْتَطِيراً) قَدْ عَلَا وَفَشَا وَعَمَّ ، نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمَا مَرِضَا مَرَضاً شَدِيداً ـ فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ [وَمَعَهُ وُجُوهٌ مِنْ أَصْحَابِهِ (١)] فَقَالَ: يَا عَلِيُّ انْذِرْ أَنْتَ وَفَاطِمَةُ نَذْراً ـ إِنْ عَافَى اللهُ وَلَدَيْكَ أَنْ تَفِيَ بِهِ. وَسَاقَهُ بِطُولِهِ.

١٠٥٦ ـ أَخْبَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَصْبَهَانِيُّ كِتَابَةً أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ [قَالَ:] حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ آجَرَ نَفْسَهُ ـ لَيَسْقِيَ نَخْلاً بِشَيْءٍ مِنْ شَعِيرٍ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَقَبَضَ الشَّعِيرَ ـ طَحَنَ ثُلُثَهُ فَجَعَلُوا مِنْهُ شَيْئاً ـ لِيَأْكُلُوهُ يُقَالُ: لَهُ الْحَرِيرَةُ ، فَلَمَّا تَمَّ إِنْضَاجُهُ أَتَى مِسْكِينٌ فَأَخْرَجُوا إِلَيْهِ الطَّعَامَ ، ثُمَّ عَمِلَا الثُّلُثَ الثَّانِيَ فَلَمَّا تَمَّ إِنْضَاجُهُ ـ أَتَى يَتِيمٌ فَسَأَلَ فَأَطْعَمُوهُ ثُمَّ عَمِلَا الثُّلُثَ الْبَاقِيَ ـ فَلَمَّا تَمَّ إِنْضَاجُهُ أَتَى أَسِيرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسَأَلَ فَأَطْعَمُوهُ وَطَوَوْا يَوْمَهُمْ ذَلِكَ.

__________________

(١) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَيْنِ كَانَ فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ بَيَاضاً ، وَأَخَذْنَاهُ مِنَ السِّيَاقِ.

وَقَرِيباً مِنْهُ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا فِي تَفْسِيرِ الْبُرْهَانِ: ج ٤ صلي الله عليه وآله وسلم ٤١١.

وَمِثْلُ مَا هُنَا حَرْفِيًّا رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الْوَاحِدِيُّ مُرْسَلاً عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَأْنِ نُزُولِ

٤٠٥

١٠٥٧ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ مِنْ أَصْلِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ الْمَرْزُبَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ [ثَلَاثِمِائَةٍ وَ] إِحْدَى وَثَمَانِينَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي قَطِيعَةِ جَعْفَرٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْحِبَرِيُّ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ، إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً ، إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) الْآيَاتِ [قَالَ:] نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَطْعَمَ عَشَاءَهُ وَأَفْطَرَ عَلَى الْقَرَاحِ(١).

١٠٥٨ ـ حَدَّثُونَا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَعْقِلِيِّ [قَالَ:] حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) قَالَ: لَمْ يَقُولُوا حِينَ أَطْعَمُوهُمْ (نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) وَلَكِنْ عَلِمَهُ اللهُ مِنْ قُلُوبِهِمْ ـ فَأَثْنَى بِهِ عَلَيْهِمْ لِيَرْغَبَ فِيهِ رَاغِبٌ.

__________________

الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ كِتَابِ أَسْبَابِ النُّزُولِ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٣١ ط ١.

وَرَوَاهُ أَيْضاً الْعِصَامِيُّ فِي سِمْطِ النُّجُومِ: ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٤٧٤ فِي عُنْوَانِ: «الْآيَاتِ فِي شَأْنِ عَلِيٍّ» قَالَ: وَمِنْهَا: قَوْلُهُ: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: آجَرَ عَلِيٌّ نَفْسَهُ فَسَقَى نَخِيلاً بِشَيْءٍ مِنْ شَعِيرٍ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَبَضَ الشَّعِيرَ فَطَحَنَ مِنْهُ فَجَعَلَ مِنْهُ شَيْئاً لِيَأْكُلُوهُ يُقَالُ لَهُ الْحَرِيرَةُ دَقِيقٌ بِلَا دُهْنٍ فَلَمَّا تَمَّ نِضَاجُهُ أَتَى مِسْكِينٌ يَسْأَلُ ، فَقَالَ: أَطْعِمُوهُ إِيَّاهُ ، وَطَوَوْا يَوْمَهُمْ ، ثُمَّ صَنَعُوا الثُّلُثَ الثَّانِيَ ، فَلَمَّا تَمَّ نِضَاجُهُ أَتَى يَتِيمٌ فَسَأَلَ فَقَالَ: أَطْعِمُوهُ إِيَّاهُ. ثُمَّ صَنَعُوا الثُّلُثَ الْبَاقِيَ [فَلَمَّا تَمَّ نِضَاجُهُ] أَتَى أَسِيرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسَأَلَ فَقَالَ: أَطْعِمُوهُ إِيَّاهُ. فَأَطْعَمُوهُ إِيَّاهُ وَطَوَوْا يَوْمَهُمُ فَنَزَلَتْ.

وَهَذَا قَوْلُ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ [وَ] أَنَّ الْأَسِيرَ كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.

(١) وَهَذَا هُوَ الْحَدِيثُ (٤٩) مِنْ تَفْسِيرِ الْحِبَرِيِّ الْوَرَقِ ٣٢ ـ أ ـ وَمَا وَضَعْنَاهُ مِنَ الْآيَاتِ بَيْنَ الْمَعْقُوفَيْنِ فَهُوَ مِنْهُ.

٤٠٦

١٠٥٩ ـ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْحِيرِيُّ [قَالَ:] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مِقْسَمٍ الْمُقْرِئُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الزَّجَّاجَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) هَذِهِ الْهَاءُ تَعُودُ عَلَى الطَّعَامِ ، [وَ] الْمَعْنَى: يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ أَشَدَّ مَا يَكُونُ حَاجَتُهُمْ إِلَيْهِ ، وَصَفَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالْأَثَرَةِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.

١٠٦٠ ـ و [ورد] في الباب عن زيد بن أرقم ، رواه فرات عن سقين الكديمي فساويته(١).

١٠٦١ ـ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُرَشِيُّ وَالْحَاكِمُ ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَاسِرْجِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِ (٢):

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم يَشُدُّ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْغَرَثِ ، فَظَلَّ يَوْماً صَائِماً لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ ـ فَأَتَى بَيْتَ فَاطِمَةَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَبْكِيَانِ (٣) فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم: يَا فَاطِمَةُ أَطْعِمِي ابْنَيَّ ـ فَقَالَتْ: مَا فِي الْبَيْتِ إِلَّا بَرَكَةُ رَسُولِ اللهِ

__________________

(١) كذا في النسخة الكرمانية ولعل «سقين» مصحف عن سفيان ، أو يونس كما في الحديث التالي. وفي الأصل اليمني: «عن سفيان» ولكن كأنّه شطب عليه.

ثمّ إنّ في نسخة تفسير فرات صلي الله عليه وآله وسلم ١٩٩ «عن زيد بن الربيع».

١٠٦١ ـ ورواه أيضاً محمد بن سليمان في الجزء الأول في الحديث: (٢٢ و ٩٣) من مناقب أمير المؤمنين الورق ١٧ ـ أ ـ و ٣٦ ـ أ ـ.

(٢) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ هُوَ الصَّوَابُ ، وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ: «الْقَاسِمِ بْنِ نُوَافٍ».

ثُمَّ إِنَّ النَّهَّاسَ بْنَ قَهْمٍ وَشَيْخَهُ الْقَاسِمَ بْنَ عَوْفٍ كِلَيْهِمَا مِنْ رِجَالِ بَعْضِ صِحَاحِ أَهْلِ السُّنَّةِ مُتَرْجَمَانِ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ: ج ٨ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٢٦ وَج ١٠ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٤٧٨.

(٣) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ وَمِثْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: (٩٣) فِي الْجُزْءِ (١) مِنْ مَنَاقِبِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَرَقِ٣٦ ـ أ ـ.

وَهَاهُنَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ تَصْحِيفٌ.

٤٠٧

فَالْتَقَاهُمَا (١) رَسُولُ اللهِ بِرِيقِهِ حَتَّى شِبَعَا وَنَامَا ـ وَاقْتَرَضَا لِرَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم ثَلَاثَةَ أَقْرَاصٍ مِنْ شَعِيرٍ ، فَلَمَّا أَفْطَرَ وَضَعَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ (٢) فَجَاءَ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُونِي مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم: يَا عَلِيُّ قُمْ فَأَعْطِهِ. قَالَ: فَأَخَذْتُ قُرْصاً فَأَعْطَيْتُهُ ، ثُمَّ جَاءَ ثَانٍ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ قُمْ يَا عَلِيُّ فَأَعْطِهِ. فَقُمْتُ فَأَعْطَيْتُهُ ، فَجَاءَ ثَالِثٌ فَقَالَ: قُمْ يَا عَلِيُّ فَأَعْطِهِ. [قَالَ:] فَأَعْطَيْتُهُ ، وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم طَاوِياً وَبِتْنَا طَاوِينَ ـ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَصْبَحْنَا مَجْهُودِينَ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً). [ثم إن] الحديث بطوله اختصرته في مواضع.

__________________

(١) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ ، وَفِي الْحَدِيثِ: (٩٣) مِنْ مَنَاقِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ: «فَأَلْعَقَهُمَا رَسُولُ اللهِ ...».

وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ وَالْحَدِيثُ: (٢٢) مِنْ مَنَاقِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ: فَأَلْقَاهُمَا رَسُولُ اللهِ ....».

(٢) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ ، وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: «وَاقترضا ... وَوضعاها» رَاجِعُانِ إِلَى عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ بِالْقَرِينَةِ الْمَقَامِيَّةِ ، وَهَاهُنَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ تَصْحِيفٌ ، وَفِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ: «وَاقْتَرَضْنَا لِرَسُولِ اللهِ ... فَلَمَّا أَفْطَرَ وَضَعْنَاهَا ...».

ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُخَالِفٌ فِي بَعْضِ الْخُصُوصِيَّاتِ لِمَا مَرَّ مِنَ الْأَخْبَارِ الْمُسْتَفِيضَةِ ، فَمَا تَفَرَّدَ بِهِ غَيْرُ مَقْبُولٍ حَتَّى مَعَ فَرْضِ اعْتِبَارِ سَنَدِهِ.

وَنَظِيرُهُ فِي شُذُوذِ بَعْضِ الْخُصُوصِيَّاتِ ، مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ فِي الْحَدِيثِ (٣٢٠) مِنْ مَنَاقِبِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٧٢ قَالَ:

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَيِّعُ ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدٍ الْكَاتِبُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْخُتَّلِيُّ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أُمِّي فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي مَدْيَنَ الزَّيَّاتِ ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَاكَ أَحْمَدَ بْنَ رَوْحٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ بُهْلُولٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ [أَبِي] سُلَيْمٍ.:

عَنْ طَاوُسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) الْآيَةِ [قَالَ:] نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ [كَذَا] صَامُوا وَفَاطِمَةُ وَخَادِمَتُهُمْ ، فَلَمَّا كَمَا عِنْدَ الْإِفْطَارِ ـ وَكَانَتْ عِنْدَهُمْ ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ ـ جَلَسُوا لِيَأْكُلُوا [إِذَا جَاءَهُمْ مِسْكِينٌ] فَقَالَ: أَطْعِمُونِي فَإِنِّي مِسْكِينٌ. فَقَامَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَعْطَاهُ رَغِيفَهُ ، ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُوا الْيَتِيمَ.

٤٠٨

قلت: اعترض بعض النواصب على هذه القصة ـ بأن قال: اتفق أهل التفسير على أن هذه السورة مكية ـ وهذه القصة كانت بالمدينة إن كانت فكيف كانت سبب نزول السورة ، وبان بهذا أنها مخترعة!!!

قلت: كيف يسوغ له دعوى الإجماع ـ مع قول الأكثر: أنها مدنية!!!

١٠٦٢ ـ فَلَقَدْ حَدَّثُونَا عَنْ أَبِي الشَّيْخِ الْأَصْبَهَانِيِّ [قَالَ:] أَخْبَرَنَا بُهْلُولٌ الْأَنْبَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (١).

وَحَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ الْمُفَسِّرُ حَدَّثَنَا عَمِّي أَبُو حَامِدٍ إِمْلَاءً سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ [وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ:] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي مُوسَى حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ:

__________________

فَأَعْطَتْهُ [فَاطِمَةُ] رَغِيفَهَا ، ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ فَقَالَ: أَطْعِمُوا الْأَسِيرَ. فَقَامَتِ الْخَادِمَةُ فَأَعْطَتْهُ الرَّغِيفَ وَبَاتُوا لَيْلَتَهُمْ طَاوِينَ فَشَكَرَ اللهُ لَهُمْ فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَاتِ.

أَقُولُ: إِنَّ الرِّوَايَةَ كَانَتْ مُشْتَمِلَةً عَلَى تَصْحِيفَاتٍ فَأَصْلَحْنَا بَعْضَهَا.

وَلِلْقِصَّةِ مَصَادِرُ وَأَسَانِيدُ وَمَنْ أَرَادَ الْمَزِيدَ فَعَلَيْهِ بِمَا رَوَاهُ الْمُحِبُّ الطَّبَرِيُّ فِي كِتَابِ ذَخَائِرِ الْعُقْبَى صلي الله عليه وآله وسلم ١٠٢ ، وَالرِّيَاضِ النَّضِرَةِ: ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٢٧ ، وَالشَّبْلَنْجِيُّ فِي كِتَابِ نُورِ الْأَبْصَارِ صلي الله عليه وآله وسلم ١٠٢ ، وَبِمَا رَوَاهُ سِبْطُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ حَوْلَ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ فِي الْبَابِ: (١١) مِنْ كِتَابِ تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٨١ ، وَتَفْسِيرِ سُورَةِ «هَلْ أَتَى» مِنْ تَفْسِيرِ الْكَشَّافِ وَالدُّرِّ الْمَنْثُورِ ، ج ٦ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٩٩ وَالْبَحْرِ الْمُحِيطِ: ج ٨ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٩٥ وَتَفْسِيرِ الْقُرْطُبُيِّ: ج ١٩ ، صلي الله عليه وآله وسلم ... وَتَفْسِيرِ مَعَالِمِ التَّنْزِيلِ لِلْبَغَوِيِّ: ج ٧ صلي الله عليه وآله وسلم ١٥٩. وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضاً الْكَنْجِيُّ الشَّافِعِيُّ فِي الْبَابِ: (...) مِنْ كِفَايَةِ الطَّالِبِ صلي الله عليه وآله وسلم ٣٤٥ وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْحُمَيْدِيِّ فِي فَوَائِدِهِ ثُمَّ قَالَ: وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ فِي مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ.

أَقُولُ: وَلَعَلَّ الْحَاكِمَ أَفْرَدَ مَنَاقِبَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا بِالتَّأْلِيفِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِيهِ إِذْ لَمْ أَجِدِ الْحَدِيثَ فِي مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا مِنْ كِتَابِ الْمُسْتَدْرَكِ.

(١) وَرَوَاهُ أَيْضاً الْبَيْهَقِيُّ فِي عُنْوَانِ: «ذِكْرِ السُّوَرِ الَّتِي نَزَلَتْ بِمَكَّةَ وَالَّتِي نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ» مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ الْوَرَقِ ٢٧٢ ـ ب ـ.

٤٠٩

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وَذَكَرَ [كَلَامَهُ] إِلَى قَوْلِهِ: هَذَا مَا نَزَلَ بِمَكَّةَ [وَهِيَ] خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سُورَةً.

وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ الْبَقَرَةُ ، وَآلُ عِمْرَانَ ، وَالْأَنْفَالُ ، وَالْأَحْزَابُ ، وَالْمُمْتَحِنَةُ ، وَإِذَا زُلْزِلَتْ وَالْحَدِيدُ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَالرَّعْدُ ، وَالرَّحْمَنُ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ! ، وَالطَّلَاقُ. وَذَكَرَ إِلَى قَوْلِهِ: فَذَلِكَ ثَمَانِي وَعِشْرُونَ سُورَةً ـ مِمَّا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ.

هَذَا لَفْظُ أَبِي نَصْرٍ ، وَقَالَ: بُهْلُولٌ:

ثُمَّ أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ ، الْبَقَرَةُ ، ثُمَّ الْأَنْفَالُ ، ثُمَّ آلُ عِمْرَانَ ، ثُمَّ الْأَحْزَابُ ، ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةُ ، ثُمَّ النِّسَاءُ ، ثُمَّ إِذَا زُلْزِلَتْ ثُمَّ الْحَدِيدُ ، ثُمَّ سُورَةُ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ الرَّعْدُ ، ثُمَّ سُورَةُ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ الطَّلَاقُ.

وَذَكَرَ إِلَى قَوْلِهِ: «فَذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ» وَزَادَ:

قَالَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ: [وَ] حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ.

وَرَوَاهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ جَمَاعَةٌ :

١٠٦٣ ـ أَخْبَرُونَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَرْبٍ الزَّاهِدِ ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيُّ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ تَأْلِيفِهِ [قَالَ:] حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ سُورَةَ هَلْ أَتَى مَدَنِيَّةٌ

ورواه عن مجاهد ابن أبي نجيح ، وأبو عمرو بن العلاء المقرئ.

٤١٠

١٠٦٤ ـ وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ مِنَ الْقُرْآنِ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ الْبَقَرَةَ ، وَالْأَنْفَالَ إِلَى [قَوْلِهِ] ثُمَّ الرَّحْمَنَ ، ثُمَّ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ الطَّلَاقَ ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ.

[و] رواه جماعة عن إسماعيل [بن عبد الله بن زرارة]

١٠٦٥ ـ قَرَأْتُ فِي التَّفْسِيرِ تَأْلِيفِ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ اللهِ بْنِ محمشاذ بْنِ إِسْحَاقَ [قَالَ]: كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّالَقَانِيُّ [قَالَ:] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ (١) حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ بِمَكَّةَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، ثُمَّ ن وَالْقَلَمِ ، ثُمَّ وَالضُّحَى ثُمَّ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ، ثُمَّ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، ثُمَّ تَبَّتْ ، ثُمَّ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. وَذَكَرَ إِلَى قَوْلِهِ: وَهِيَ ثَلَاثٌ وَثَمَانُونَ سُورَةً مِمَّا نَزَلَ بِمَكَّةَ.

__________________

(١) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ وَفِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ: «مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ».

٤١١

وَأَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ، ثُمَّ الْبَقَرَةُ ، ثُمَّ الْأَنْفَالُ ، ثُمَّ آلُ عِمْرَانَ ثُمَّ الْأَحْزَابُ ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةُ ثُمَّ النِّسَاءُ ثُمَّ إِذَا زُلْزِلَتْ ثُمَّ الْحَدِيدُ ثُمَّ سُورَةُ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ثُمَّ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ثُمَّ الطَّلَاقُ. وَذَكَرَ [كَلَامَهُ] إِلَى قَوْلِهِ:

وَإِذَا كَانَتْ فَاتِحَةُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ كُتِبَتِ [السُّورَةُ] مَكِّيَّةً ، ثُمَّ يَزِيدُ اللهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ بِالْمَدِينَةِ ، فَذَلِكَ ثَلَاثُونَ سُورَةً نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ.

١٠٦٦ ـ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الصَّيْدَلَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّخْتِيَانِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْجُرْجَانِيُ (١) قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِهَرَاةَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ فَأَقَرَّ بِهِ ، [حَدَّثَنَا] أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ قَالَ:

أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ هَذَا كِتَابُ مَا ذُكِرَ لَنَا مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ وَتَنْزِيلِ سُوَرِهِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ [مِمَّا نَزَلَتْ] بِمَكَّةَ ، وَمَا أُنْزِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْمَدِينَةِ. وَذَكَرَ كَلَامَه] إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. وَذَكَرَ إِلَى قَوْلِهِ ـ ثُمَ (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً). وَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

__________________

(١) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ ، وَفِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ: «أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّخْتِيَانِيُّ ... الْجَرْجَرَائِيُّ».

٤١٢

١٠٦٧ ـ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ إِمْلَاءً فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الثَّقَفِيُ (١) قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ (٢) عَنْ عِكْرِمَةَ ، وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ أَنَّ أَوَّلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وَن وَالْقَلَمِ. وَذَكَرَ [كَلَامَهُ] إِلَى قَوْلِهِ:

وَمَا أَنْزَلَ اللهُ بِالْمَدِينَةِ (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ). وَالْبَقَرَةَ ، وَالْأَنْفَالَ ، وَآلَ عِمْرَانَ ، وَالْأَحْزَابَ [وَسَاقَ كَلَامَهُ] إِلَى [قَوْلِهِ]: وَالرَّحْمَنُ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ، وَيَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ. الْحَدِيثَ.

١٠٦٨ ـ أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَدْلُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ قَالا مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) وَذَكَرَ إِلَى قَوْلِهِ:

وَ [أَمَّا] مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ [فَهِيَ] (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) ، وَالْبَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ ، وَالْأَنْفَالُ ، وَالْأَحْزَابُ ، وَالْمَائِدَةُ ، وَالْمُمْتَحِنَةُ ، وَالنِّسَاءُ ، وَإِذَا زُلْزِلَتْ وَالْحَدِيدُ ، وَمُحَمَّدٌ ، وَالرَّعْدُ ، وَالرَّحْمَنُ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ، وَالطَّلَاقُ ، وَلَمْ يَكُنْ.

وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [وَقَدِ] اخْتَصَرْتُهُ أَنَا وَسَاوَيْتُهُ فِي إِسْنَادِهِ.

__________________

(١) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ ، وَفِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ: «مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّقِيقِيُّ ...».

(٢) هَذَا هُوَ الصَّوَابُ الْمَذْكُورُ فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ ، وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ النَّحْوِيُّ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ مَوْلَاهُمُ الْمَرْوَزِيُّ مِنْ رِجَالِ جَمَاعَةٍ مِنْ أَرْبَابِ الصِّحَاحِ السِّتِّ الْمُتَرْجَمُ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ: ج ١١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٣٣٢.

وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ: «بُرَيْدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ...»

٤١٣

١٠٦٩ ـ أَخْبَرُونَا عَنْ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَدِيٍّ [قَالَ:] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى بْنِ أَبِي حَنْظَلَةَ أَمْلَاهُ بِصَيْدَا (١) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي أَيَاسٍ حَدَّثَنَا أَبُو شَيْبَةَ:

عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ فَاتِحَةُ سُورَةٍ بِمَكَّةَ كُتِبَتْ مَكِّيَّةً ، ثُمَّ يَزِيدُ اللهُ فِيهَا مَا يَشَاءُ بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، ثُمَّ الْأَنْفَالَ ، ثُمَّ آلَ عِمْرَانَ ، ثُمَّ الْأَحْزَابَ ، ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةَ ، ثُمَّ النِّسَاءَ ، ثُمَّ إِذَا زُلْزِلَتْ ثُمَّ الْحَدِيدَ ، ثُمَّ سُورَةَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ [سُورَةَ] الرَّعْدِ (٢) ثُمَّ سُورَةَ الرَّحْمَنِ ، ثُمَّ هَلْ أَتَى. الْحَدِيثَ.

١٠٧٠ ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ (٣) الْبَغَوِيُّ بِهَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُلْقَانِيُّ حَدَّثَنَا الْمُطَهَّرُ بْنُ الْحَكَمِ الْكَرَابِيسِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أَوَّلُ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَكَّةَ بِلَا خِلَافٍ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ثُمَّ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (٤) [وَسَاقَ الْكَلَامَ] إِلَى [قَوْلِهِ:].

وَأَوَّلُ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ الْبَقَرَةُ ، ثُمَّ الْأَنْفَالُ إِلَى قَوْلِهِ: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ) ثُمَّ آلُ عِمْرَانَ ، ثُمَّ الْأَحْزَابُ ، ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةُ ، ثُمَّ النِّسَاءُ ، ثُمَّ إِذَا زُلْزِلَتْ ثُمَّ الْحَدِيدُ ، ثُمَّ مُحَمَّدٌ ، ثُمَّ الرَّعْدُ ، ثُمَّ الرَّحْمَنُ ، ثُمَّ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ الطَّلَاقُ ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ ، ثُمَّ الْحَشْرُ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

__________________

(١) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمَذْكُورُ فِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ ، وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ: «إِمْلَاءً قَصْداً».

(٢) كَلِمَتَا: «مُحَمَّدٍ ثُمَّ» مَأْخُوذَتَانِ مِنَ الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ غَيْرُ مَوْجُودَتَيْنِ فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ.

(٣) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ ، وَأَمَّا الْأَصْلُ الْكِرْمَانِيُّ فَرَسْمُ خَطِّهِ غُرٌّ وَاضِحٌ.

(٤) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ ، وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ: «بِلَا اخْتِلَافٍ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) [ثُمَ](يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ...).

٤١٤

ثُمَّ إِنَّ شُعَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ أَيْضاً نَظَمُوا الْقِصَّةَ قَرْناً بَعْدَ قَرْنٍ قَالَ السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ:

وَمَنْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِيهِمْ «هَلْ أَتَى»

لَمَا تَحَدَّوْا لِلنُّذُورِ وَفَاءاً

مِنْ خَمْسَةٍ جِبْرِيلُ سَادِسُهُمْ وَقَدْ

مَدَّ النَّبِيُّ عَلَى الْجَمِيعِ عَبَاءاً

مَنْ ذَا بِخَاتَمِهِ تَصَدَّقَ رَاكِعاً فَأَثَابَهُ

ذُو الْعَرْشِ مِنْهُ وِلَاءاً

وَابْنُ الْجَوْزِيِّ مَعَ تَعَصُّبِهِ الشَّدِيدِ الَّذِي وَرِثَهُ عَنْ كَلَالَةٍ أَشَارَ فِي نَظْمِهِ إِلَى الْقِصَّةِ قَالَ سِبْطُهُ فِي بَابِ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ فِي الْبَابِ: (١١) مِنْ كِتَابِ تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٨٤ ط بيروت:

وَسَمِعْتُ جَدِّي يُنْشِدُ فِي مَجَالِسِ وَعْظِهِ بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بَيْتَيْنِ ذَكَرَهُمَا فِي كِتَابِ: «تَبْصِرَةِ الْمُبْتَدِي» وَهُمَا:

أَهْوَى عَلِيّاً وَإِيمَانِي مَحَبَّتُهُ

كَمْ مُشْرِكٍ دَمُهُ مِنْ سَيْفِهِ وَكَفَا

إِنْ كُنْتَ وَيْحَكَ لَمْ تَسْمَعْ فَضَائِلَهُ

فَاسْمَعْ مَنَاقِبَهُ مِنْ «هَلْ أَتَى» وَكَفَا

وَأَيْضاً ذَكَرَ سِبْطُهُ فِي هَذَا الْفَصْلِ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ:

يَا عُلَمَاءَ الشَّرْعِ أَعَلِمْتُمْ لِمَ آثَرَا [الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَالْأَسِيرَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ] وَتَرَكَا الطِّفْلَيْنِ [الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ] عَلَيْهِمَا أَثَرُ الْجُوعِ أَتَرَاهُمَا خَفِيَ عَنْهُمَا سِرُّ «ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» مَا ذَاكَ إِلَّا أَنَّهُمَا عَلِمَا قُوَّةَ صَبْرِ الطِّفْلَيْنِ وَأَنَّهُمَا غُصْنَانِ مِنْ شَجَرَةٍ «أَظَلَّ عِنْدَ رَبِّي» وَبَعْضِ جُمْلَةِ «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي» وَفَرْخُ الْبَطِّ سَابِحٌ.

٤١٥

[١٨٨] ومن سورة المرسلات [أيضا نزل] فيها قوله تعالى:

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) [٤١ / المرسلات: ٧٧]

١٠٧١ ـ أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَحْبُوبٍ بِفَسَا أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ خُصَيْفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:] (إِنَّ الْمُتَّقِينَ) [قَالَ: يَعْنِي] الَّذِينَ اتَّقَوُا الشِّرْكَ وَالذُّنُوبَ [وَ] الْكَبَائِرَ ، [وَهُمْ] عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ (فِي ظِلالٍ) يَعْنِي ظِلَالَ الشَّجَرِ وَالْخِيَامِ مِنَ اللُّؤْلُؤِ (وَعُيُونٍ) يَعْنِي مَاءً طَاهِراً يَجْرِي (١) (وَفَواكِهَ) يَعْنِي أَلْوَانَ الْفَوَاكِهِ (مِمَّا يَشْتَهُونَ) يَقُولُ: مِمَّا يَتَمَنَّوْنَ (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً) لَا مَوْتَ عَلَيْكُمْ فِي الْجَنَّةِ وَلَا حِسَابَ (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يَعْنِي تُطِيعُونَ اللهَ فِي الدُّنْيَا (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ فِي الْجَنَّةِ.

__________________

(١) كَذَا فِي النُّسْخَةِ الْكِرْمَانِيَّةِ ، وَفِي النُّسْخَةِ الْيَمَنِيَّةِ: «يَعْنِي مَاءاً طَاهِرَ الْجَرْيِ».

٤١٦

[١٨٩] ومن سورة النبإ [نزل أيضا] فيها قوله سبحانه:

(عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) [١ ـ ٢ / النبأ: ٧٨].

١٠٧٢ ـ فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُ (١) قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (عَمَّ يَتَساءَلُونَ ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) فَقَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَنَا وَاللهِ النَّبَأُ الْعَظِيمُ ـ الَّذِي اخْتَلَفَ فِيَّ جَمِيعُ الْأُمَمِ بِأَلْسِنَتِهَا (٢) وَاللهِ مَا لِلَّهِ نَبَأٌ أَعْظَمُ مِنِّي ، وَلَا لِلَّهِ آيَةٌ أَعْظَمُ مِنِّي.

١٠٧٣ ـ وحدثني جعفر ، قال: حدثني أحمد بن محمد الرافعي قال: أخبرني محمد بن حاتم ، عن رجل من أصحابه عن أبي حمزة به لفظا سواء.

١٠٧٤ ـ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ [أَيْضاً] عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [عليه السلام]:

أَبُو النَّضْرِ فِي تَفْسِيرِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ:

__________________

(١) ذَكَرَهُ مَعَ التَّالِي فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ تَفْسِيرِهِ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٠٢.

(٢) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ وَمِثْلُهُ فِي الْمَطْبُوعَةِ مِنْ تَفْسِيرِ فُرَاتٍ ، وَكَلِمَةُ: «بِأَلْسِنَتِهَا» غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ.

٤١٧

سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) قَالَ: النَّبَأُ الْعَظِيمُ عَلِيٌّ وَفِيهِ اخْتَلَفُوا ـ لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ (١).

١٠٧٥ ـ وَأَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُورِيُ (٢) حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ سُفْيَانَ (٣) عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ:

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَقْبَلَ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ حَتَّى جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: الْأَمْرُ بَعْدَكَ لِمَنْ قَالَ: لِمَنْ هُوَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى. فَأَنْزَلَ اللهُ (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) يَعْنِي يَسْأَلُكَ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ خِلَافَةِ عَلِيٍ (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) فَمِنْهُمُ الْمُصَدِّقُ وَمِنْهُمُ الْمُكَذِّبُ بِوَلَايَتِهِ ، (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) وَهُوَ رَدٌّ عَلَيْهِمْ سَيَعْرِفُونَ خِلَافَتَهُ أَنَّهَا حَقٌّ ـ إِذْ يُسْأَلُونَ عَنْهَا فِي قُبُورِهِمْ ـ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مَيِّتٌ فِي شَرْقٍ وَلَا غَرْبٍ وَلَا بَرٍّ وَلَا بَحْرٍ ـ إِلَّا وَمُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ يَسْأَلَانِهِ يَقُولَانِ لِلْمَيِّتِ: مَنْ رَبُّكَ وَمَا دِينُكَ وَمَنْ نَبِيُّكَ وَمَنْ إِمَامُكَ!

__________________

(١) وَقَالَ ابْنُ الْعَاصِ فِي قَصِيدَتِهِ الْمَعْرُوفَةِ بِالْجُلْجُلِيَّةِ مُخَاطِباً لِمُعَاوِيَةَ:

نَصَرْنَاكَ مِنْ جَهِلْنَا يَا ابْنَ هِنْدٍ

عَلَى النَّبَإِ الْأَعْظَمِ الْأَفْضَلِ

وَقَالَ غَيْرُهُ ـ وَقِيلَ: بَلْ هُوَ لِابْنِ الْعَاصِ أَيْضاً ـ :

هُوَ النَّبَأُ الْعَظِيمُ وَفُلْكُ نُوحٍ

وَبَابُ اللهِ وَانْقَطَعَ الْخِطَابُ

(٢) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ ، وَفِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ: «الْجَوْزِيُّ».

(٣) هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُوَافِقُ لِلْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ ، وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ: «عَنْ وَكِيعِ بْنِ سُفْيَانَ».

وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ مَعَ أَحَادِيثَ أُخَرَ عَنْ تَفْسِيرِ الْقَطَّانِ فِي عُنْوَانِ: «إِنَّهُ حَبْلُ اللهِ» مِنْ كِتَابِ مَنَاقِبِ آلِ أَبِي طَالِبٍ: ج ٢ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٧٦.

وَرَوَاهُ السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُؤْمِنٍ الشِّيرَازِيِّ فِي الْحَدِيثِ: (١٣٣) مِنْ كِتَابِ الطَّرَائِفِ: ج ١ ، صلي الله عليه وآله وسلم ٩٥.

٤١٨

[١٩٠] و [نزل أيضا] فيها قوله:

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً ، وَكَواعِبَ أَتْراباً ، وَكَأْساً دِهاقاً ، لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً ، جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) [٣١ ـ ٣٧ / النبأ: ٧٨](١).

١٠٧٦ ـ أَخْبَرَنَا عَقِيلٌ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ حَدَّثَنَا مُسَدِّدٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [فِي قَوْلِهِ تَعَالَى]: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً) قَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، هُوَ وَاللهِ سَيِّدُ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَخَافَهُ ، اتَّقَاهُ عَنِ ارْتِكَابِ الْفَوَاحِشِ ، وَخَافَهُ عَنِ اقْتِرَافِ الْكَبَائِرِ (مَفازاً) نَجَاةً مِنَ النَّارِ وَالْعَذَابِ وَقُرْباً مِنَ اللهِ فِي مَنَازِلِ الْجَنَّةِ.

__________________

(١) ما بين المعقوفين لم يذكره المصنف ، وبما أنّه متممّ ومبين لما ذكره أثبتناه. وقال الطبرسي رحمه الله في تفسير الآية الكريمة من تفسير مجمع البيان (حَدائِقَ) بدل من قوله: (مَفازاً) بدل البعض من الكلّ وكذلك ما بعده، و (أَتْراباً) صفة ل «كواعب» و «جزاء» منصوب [على المصدرية]».

٤١٩

[١٩١] [ومما نزل أيضا] فيها قوله:

(لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) [٣٦ / النبأء: ٧٨]

١٠٧٧ ـ فُرَاتُ [بْنُ إِبْرَاهِيمَ] قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ الْقُرَشِيُ (١) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ النَّقَّادُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ [فَ] قُلْتُ [لَهُ] يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ يَنْفَعُنِي. قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ كُلُّ [النَّاسِ] يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى. قُلْتُ: [هَلْ يُوجَدُ] أَحَدٌ يَأْبَى [أَنْ] يَدْخُلَ الْجَنَّةَ! قَالَ: نَعَمْ مَنْ لَمْ يَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، قُلْتُ: إِنِّي تَرَكْتُ الْمُرْجِئَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ وَالْحَرُورِيَّةَ وَبَنِي أُمَيَّةَ: يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: أَيْهَاتَ أَيْهَاتَ (٢) إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ سَلَبَهُمُ اللهُ إِيَّاهَا ـ فَلَمْ يَقُلْهَا إِلَّا نَحْنُ وَشِيعَتُنَا ، وَالْبَاقُونَ مِنْهَا بِرَاءٌ ، أَمَا سَمِعْتَ اللهَ يَقُولُ: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) [يَعْنِي] مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم.

__________________

(١) كَذَا فِي الْأَصْلِ الْيَمَنِيِّ ، وَمِثْلُهُ فِي تَفْسِيرِ الْفُرَاتِ ، وَفِي الْأَصْلِ الْكِرْمَانِيِّ: «الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ الْقُرَشِيُّ ...».

وَالْحَدِيثُ هُوَ الْحَدِيثُ الثَّالِثُ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّبَإِ ، مِنْ تَفْسِيرِ فُرَاتٍ صلي الله عليه وآله وسلم ٢٠٢ كَمَا أَنَّ الْحَدِيثَ التَّالِيَ هُوَ الْحَدِيثُ الْأَخِيرُ مِنْهُ.

(٢) هَذِهِ لُغَةٌ فِي هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ.

٤٢٠