ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

سلمان هادي آل طعمة

ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

المؤلف:

سلمان هادي آل طعمة


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١

١
٢

٣

٤

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

بين يدي القارئ مجموعة من قصائدي اشتملت على مدائح ومراثي النبي الكريم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيته الغرّ الميامين ، قلتها في أزمان متفاوتة ، نشر قسم منها في الصحف والمجلات العراقية ، اما القسم الآخر فقد القي في المناسبات الدينية.

وقد رغبت في جمعها وتسجيلها في مجموع ، ثم نشرها في كتاب مستقل ، خدمة للقراء الاعزاء ، وحفظاً لها من الضياع والشتات ، سائلاً العلي القدير حسن الصنيع وقبول هذا الأثرمن لدن عبده الذليل ، انه نعم المولى ونعم النصير.

المؤلف

سلمان هادي آل طعمة

كربلاء ـ العراق

٥
٦

الرسول الاعظم

صلى‌الله‌عليه‌وآله

٧
٨

بشرى بمولد أحمد

في ذكرى مولد الرسول الاعظم محمّد (ص) :

جنح الفجر يغني في ابتهال

يسكب الالحان في درب الجمال

وانبرى الشوق يناغي طرباً

فوق هام المجد مبهور الخيال

يا لها من ذكريات عبقت

في سماء العرب كالعطر المسال

أي بشرى غمرت تاريخنا

بوليد لاح موفور الكمال

ويتيم رفرف المجد به

وتباهى الكون بالسحر الحلال

٩

ولد الحق ، وما اعظمه

من فتى هد طواغيت الرجال

فغدا البيت كفجر باسم

وشدا الدهر بأنغام الجلال

فتسامت شرفاً ( ام القرى )

وسمت قدراً وفازت بالمنال

* * *

يا أبا الزهراء ، ما انت سوى

قبس شق دياجير الضلال

انت اشراقة فجر ابلج

ونشيد ذاب في طيف الخيال

هل للأحرار من بعد الدجى

لامعاً كالسيف في روع السجال

وأقام الدين شمساً نورها

يبهر الأفكار في أسنى مثال

* * *

جئت للعالم بدراً ساطعاً

ورسولاً في العلى فذّ الخصال

١٠

تحمل القرآن دستور الهدى

ينشر النور بأعماق الليالي

جئت والعالم موج صاخب

يعتريه الجهل في أسوء حال

فإذا سهم الإبا منتفض

يحصد الكفر ويودي بالوبال

واذا الايمان في الشعب اصطلى

يتحدى الخصم في عزم الرجال

كنت للعلم مناراً سامياً

تسحر الالباب في حسن المقال

وسحقت الظلم في يوم الوغى

ودحرت الكفر بالسمر العوالي

ومحوت الشرك في اوكاره

وتحديت اراجيف الظلال

ونشرت العدل ما بين الورى

وجعلت الحق عنوان الكمال

* * *

شع نور « المصطفى » مؤتلقاً

وغدا مبتسماً ثغر المعالي

١١

فاذا الباطل مهزوز القوى

وإذا الحق كأصداف اللئالي

قد حباه الله فخرا سامقا

تتوارى دونه شم الجبال

صادق القول امين عادل

مرهب الاسد بساحات القتال

خلق بر وعز شامخ

يملأ الدنيا بآيات الجمال

* * *

انما الدين الذي جئت به

ينشد الحق ويدعو للنضال

أنه ثورة عدل حطمت

معقل الأحرار بالبيض الصقال

وتحدت غائل الموت وكم

جرعت اعدائها كأس الوبال؟

يا رسول الله نبراس الهدى

زادك المجد جلال بجلال

هكذا تبقى منارا للحجى

تزدهي فخرا وتهدي للكمال

١٩٥٩

١٢

مولد المصطفى

تبهى دلالا ليلة السمر

في مهرجان المولد العطر

وتبسمي ، فإلافق متشح

بالحسن والابداع والصور

هذي القلوب تعج من فرح

وتسيل الحاناً على الوتر

والذكريات تطل حافلةً

توّاقة كالنور للبصر

ومواكب الاعراس زاخرة

تنساب فيها رقة السحر

ترنو الى الامال في دعةٍ

وتجر ذيل الغنج والخفر

وتسامر الدنيا مهللة

بشرى بنوّار اخى عطر

فإذا النجوم تخر ساجدة

لجلال خير الخلق والبشر

واذا بنور الحق مؤتلق

في بطن « مكة » كالسنى النضر

زيدي بهاءً ـ ليلة السمر ـ

« ام القرى » بمحمد افتخري

* * *

١٣

بشرى بمولد « احمد » وبمن

اهدى الانام لأوضح الاثر

واباد جيش الكفر حين رأى

صرح الضلال يقام في الصُحُر

واطاح بالاصنام لا « هبلاً »

ابقى ولا ابقى على « نسر »

ودعى الى الاسلام ، رائده

اصلاح حر الرأي والفكر

* * *

قسما بحبك ، وهو في خلدي

باق بقاء الدهر والعمر

ذكراك تعبق في عواطفنا

بالطهر والانسام والعطر

ذكراك اشواق مؤججة

تزهو لنا فتّانة الصور

ذكراك نور يستضاء به

للعدل والايمان والظفر

ومواقف لك وهي خالدة

يزدان فيها جيش منتصر

ابليت في الغزوات مقدرة

ودحرت حزب المارق القذر

ومضيت يحدوك التقى قدماً

لم ترض في ضيم ولا كدر

فسموت بالعلياء مكرمة

وغرست مجداً طيب الثمر

ورسالة ادّيتها فسرت

بين الشعوب كنفحة الزهر

مازال ذكراك ملهم البشر

يضفي على ادنيا رؤى القمر

آب ١٩٦٢

١٤

مولد النور

قيلت في مولد محرّر الانسانية ومنقذها من الجهل والظلام النبي محمد (ص) ١٤٠٦ هـ :

هتفت بأسمك واهتزّت رباها

امة العرب ونالت مبتغاها

وزهت شوقا لباني مجدها

وبه الايام زهواً تتباهى

شعّ نور المصطفى مؤتلفاً

وبأبهى حلّة منه كساها

اي عيدٍ قد علت هيبته

كزهور الروض فوّاح شذاها

بدرُ علمٍ ومنار زاخر

قد تجلى في السما عبر مداها

سيرة وضّاءة من مكة

اشرقت كالشمس تزهو بسناها

عمت البشرى كأنسام الصبا

تبعث العشق فما ابهى رؤاها

وعلا الكون ضياء باهر

كالنجوم الغرّ يزداد بهاها

١٥

كل قلب دخل العشق به

يوم ميلاد رسول الله طه

ايها الناس عليه سلموا

ثم صلوا فهو نبراس هداها

* * *

ولد الحب فما اروعه

منهلا روّى قلوباً وسقاها

يا رسولاً زاده الله علاً

وانتشى الكون بذكراه وتاها

واصطفاها هاديا رب السما

فسما قدرا به يرضي الاله

وهوت آلهة الشرك فكم

دمر الاوثان واجتاح دجاها؟

واباد الظلم في مكمنه

ولاوكار الضلالات محاها

واذا ما انتفضت ثائرة

امة الاسلام ما خاب رجاها

* * *

نزل القرآن ذكراً خالدا

فكرُ غرّاء ، جبريل تلاها

بينات نزلت في لغة

رفع الله على الكون لواها

والرسول الصادق الهادي الذي

ملأ الآفإق نوراً اذ اتاها

فإذا الباطل مهزوم القوى

دعوة كان لها قطب رحاها

دعوة للمصطفى صادقة

من جلال الله قد شعّ ضياها

يا ابا الزهراء ذكراك لنا

ثورة عارمة نحذو خطاها

قد ولجت الدهر فذّا اصيدا

وفتوحات الحجى كنت فتاها

غزوات خضتها منتصرا

تسعر الحرب ولاتخش لظاها

امة الضاد التي في ارضها

هبط الوحي وبالحق جلاها

١٦

عاشت العرب بليل جائر

وتغشى الجهل فيها وعراها

لانظام عادل يخضعها

سفكت من ذلك الهول دماها

وأدت لفلاذها عن سفه

خشية الاملاق ان يفني قواها

سامها الخسف ولولا احمد

لم يكن ينجو من الغي حماها

وغدت في ظل عيش آمن

فوق هام النجم تزهو بعلاها

* * *

ايها المبعوث في امته

رحمة ما عمّت الدنيا سواها

قد حباك اله من افضاله

مثلا عليا ومجدا لا يضاهى

فسرت في كل قلب نابض

موجة الحب وللنفس هداها

التعاليم التي جئت بها

دولة القرآن قد شاد بناها

جئت للعالم فجراً ابلجا

مثلما الشمس تجلّت في سماها

ايها المختار قد عاد لالنا

فجرك البكر الذي عمّ الجباها

عاد بالاسلام فأجتاح المدى

واضاء الارض طرّاً اذ علاها

فاذا الايمان فجر زاحف

برؤى مشبوبة الابداع تاها

انها ثورة فكر نيّر

بالدم الحر وبالنور بناها

١٩٨٥م

١٧

الذكرى الخالدة

قيلت في ذكرى وفاة فخر الكائنات النبي محمد (ص) :

يا قلب مالك لا تنام جزعٌ أقضَّك أم غرام؟
إن الحياة كما علمت مصيرها الموت الزؤام
والعيش أعذبه التوادد والتحابب لا الخصام
يا قلبُ ماذا قد دهاك وأنت في البلوى مضام
والأفق كاد يلفه صمتٌ فما سجع الحمام
فإذا بذكرى أحمدٍ سلوى يجددها الأنام
يومٌ به لاقى الرسول الحتف إذ جَن الظلام
وعلا وجوه الأهل حزنٌ واعترى الصحب اهتضام
وإذا بيثرب نابها جطبٌ ونازلها حمام

١٨

فقدت رسول الله من للحقِّ جلَّ له المقام

* * *
جار الحياة وعصرها عصرٌ يُسَربِلُهُ الظلام

فكأنهَّ مُذ جاءها وزَها بها بدرٌ تمام

فأنار للمتخبطين سبيلهم وهو المرام

ودعا إلى الإسلام رائده المحبة والوئام

ذاك النبيُّ المصطفى سجدت له الأمم العظام

لم أنسَ ما مرَّت به الأهوال والكُرَبُ الجسَام

لاقى نوائِبُ جمةٍ وتعالتِ الهُوجُ الطغام

* * *

مولاي ذكرك خالدٌ يزهو به المجدُ الرُكام

ولَأَنت في الجيش العرمرم ليثه الصلب الهمام

ذكراك تبعث في القلوب الطهر يصحبه السلام

فلقد أتيتك نادباً والقلب يُصليهِ الضِرام

١٩٥٧ م

١٩

ميلاد رسول الإنسانية

أُلقيت في قاعة نقابة المعلمين بكربلاء بمناسبة ميلاد الرسول الكريم محمد (ص) :

ناغيتُ حبك عاشقا متبولا

ومحضتُ ودّك أروعاً وبجيلا

كالوا له المشتاق يخفق قلبه

وجداً يفيض صبابةً وغليلا

من كل حوراء العيون جمالها

كاد الفؤاد به يموت قتيلا

نشوانة الأعطاف تسرحُ كالمها

فتخالها قمراً أطلَّ جميلا

وأنا المتيَّمُ صرتُ أحتلبُ المنى

كم بات قلبيَّ من جوىً مغلولا؟

يا أيها القمر المنير به زهت

أُمُّ القرى وتهلَّلَتْ تهليلا

حَنَّ الزمان إلى رؤاكَ فجئته

ترعى الأنام سميدعا بهلولا

وكواكبُ الجوزاءِ من شوقٍ هوتْ

ترجو نداك كطالبٍ تقبيلا

لِتقود مدرسةَ الحياةِ مُشرِّعاً

لكتابها ومبشِّراً ورسولا

٢٠