تراثنا ـ العدد [ 23 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 23 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٨

١

الفهرس

من الأحاديث الموضوعة (٣)

*حديث خطبة عليّ عليه السلام بنت أبي جهل

..................................................... السيّد عليّ الحسيني الميلاني ٧

*من التراث الأدبي المنسي في الأحساء :

*حسن الجريري

......................................................... الشيخ جعفر الهلالي ٤٩

*أهل البيت ـ عليهم السلام ـ في المكتبة العربية (١٤)

.................................................... السيد عبدالعزيز الطباطبائي ٥٧

٢

* دليل المخطوطات :

* فهرس مخطوطات المدرسة الباقرية ـ مشهد المقدّسة (٢)

........................................................ الدكتور محمود فاضل ٨٨

* الإمامة : تعريف بمصادر الإمامة في التراث الشيعي (٦)

.......................................................... عبدالجبّار الرفاعي ١٢٥

*من ذخائر التراث :

*تخميس قصيدة البردة ـ للسيّد حسن الأعرجي

....................................................... تحقيق : أسد مولوي ١٥١

*من أنباء التراث............................................................ ٢٢١

__________________

*صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة «تخميس قصيدة البردة» للسيّد حسن الأعرجي ، المنشورة في هذا العدد ، ص ١٥١.

٣
٤

٥
٦

من الأحاديث الموضوعة

(٣)

حديث خطبة علي بنت أبي جهل

السيد علي الحسيني الميلاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.

وبعد

فإن ا لسنة النبوية وأخبار الرسول الكريم وأصحابه ، وحوادث صدر الإسلام المنعكسة في كتب الحديث والتواريخ والسير. بحاجة ماسة إلى التحقيق والتمحيص والدراسة العميقة الدقيقة لما لها من الأهمية الفائقة في حياتنا العقائدية والعملية تحقيقا وتمحيصا بعيدا عن الأغراض والتعصبات والأهواء والانحيازات. وهذه هي أولى الخطوات الواجب اتخاذها في سبيل خدمة تراثنا ، وإحيائه ونشره.».

لقد ولت عصور التعصب ، وتفتحت العيون ، وتنورت الأفكار ، وتوفرت الإمكانيات ، وانتشرت الكتب. فلا يسعنا. التهاون في هذا الواجب ثم إلقاء عبء القيام به على الآخرين ، أو القول بصحة كل ما جاء في هذا الكتاب أو ذاك من كتب الأقدمين.

صحيح أن المتحدثين لم يدونوا جميع ما رووه ووعوه ، بل أودعوا في "المصنفات"

٧

و «الصحاح» و «السنن» و «المسانيد» و «المعاجم» ما توصلوا باجتهادهم إلى ثبوته ونقحوه وصححوه. لكن ذلك لا يغنينا عن النظر في أحاديثهم ، ولا يكون عذرا لنا ما دمنا غير مقلدين لهم في آرائهم.

وحديث خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ابنة أبي جهل على حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعنده الزهراء الطاهرة سلام الله عليها من أوضح الشواهد وأتم المصاديق لما ذكرنا.

لقد راجعنا هذا الحديث المتعلق بالنبي والإمام والزهراء. في جميع مظانه. ولاحظنا أسانيده ومتونه ، فتدبرنا في أحوال رواته على ضوء كلمات أعلام الجرح والتعديل ، وأمعنا النظر في مدلوله على أساس القواعد المقررة في كتب علوم الحديث وبالاستناد إلى ما ذكره المحققون من شراح الأخبار فوجدناه حديثا موضوعا ، وقضية مختلقة ، وحكاية مفتعلة. يقصد من ورائه التنقيص من النبي في الدرجة الأولى ، ثم من علي والصديقة الكبرى.

إنه حديث اتفقوا على إخراجه في الكتب. لكنه مما يجب إخراجه من السنة!

هذه نتيجة التحقيق الذي قمت به حول هذا الحديث الذي لم أقف على من بحث حوله كما بحثت ، وما توفيقي إلا بالله وعليه توكلت .. وإليك التفصيل

٨

مخرجو الحديث وأسانيده

قد أشرنا إلى أن الحديث متفق عليه. لكن لا بين البخاري ومسلم فحسب ، بل بين أرباب الكتب الستة كلهم وأخرجه أيضا أصحاب المسانيد والسنن وغيرهم ، ممن تقدم عليهم وتأخر عنهم إلا القليل منهم.

ونحن نستعرض أولا ما ورد في أهم الكتب الموصوفة بالصحة عندهم ثم ما أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، ثم نتبعه بما رواه الآخرون.

رواية البخاري :

أخرج البخاري هذا الحديث في غير موضع من كتابه :

١ ـ فقد جاء في كتاب الخمس : «حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا يعقوب ابن إبراهيم ، حدثنا أبي ، أن الوليد بن كثير حدثه ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي ، حدثه أن ابن شهاب حدثه : أن علي بن حسين حدثه : أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة فقال له : هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ فقلت له : لا. فقال : فهل أنت معطي سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه؟ وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليهم أبدا حتى تبلغ نفسي.

إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها‌السلام فسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ـ وأنا يومئذ محتلم ـ فقال : إن فاطمة مني ، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها. ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه ، قال : حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ، ولكن ـ والله ـ لا تجتمع بنت رسول الله وبنت

٩

عدو الله أبدا».

٢ ـ وجاء في كتاب النكاح : «حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث ، عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ـ وهو على المنبر ـ : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب. فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن. إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما هي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها» (٢).

٣ ـ وجاء في كتاب المناقب ـ ذكر أصهار النبي منهم أبو العاص بن الربيع ـ «حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني علي بن الحسين أن المسور بن مخرمة قال : إن عليا خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله) وسلم فقالت : يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك ، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل.

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته حين تشهد يقول : أما بعد ، أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، وإني أكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد.

فترك علي الخطبة.

زاد محمد بن عمرو بن حلحلة : عن ابن شهاب ، عن علي ، عن مسور : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكر صهرا له من بني عبد شمس ، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن ، قال : حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي " (٣).

٤ ـ وجاء في باب الشقاق من كتاب الطلاق : «حدثنا أبو الوليد ، حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة الزهري ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه.

__________________

(١) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ١٦١ / ٦ ـ ١٦٢.

(٢) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٢٦٨ / ٩ ـ ٠ ٢٧.

(٣) صحيح البخاري ـ بشرح ابن حجر ـ ٦٨ / ٧.

١٠

وآله وسلم يقول : إن بني المغيرة استأذنوا في أن ينكح علي ابنتهم. فلا آذن " (٤).

رواية مسلم :

وأخرجه مسلم في باب فضائل فاطمة فقال :

١ ـ «حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد ، كلاهما عن الليث ابن سعد ، قال ابن يونس : حدثنا ليث ، حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي أن المسور مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المنبر وهو يقول : ألا إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم.».

٢ ـ «حدثني أحمد بن حنبل ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب حدثه أن علي ابن الحسين حدثه أنهم حين قدموا المدينة.».

٣ ـ «حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب.»

٤ ـ «وحدثنيه أبو معز الرقاشي ، حدثنا وهب ـ يعني : ابن جرير ـ عن أبيه ، قال : سمعت النعمان ـ يعني : ابن راشد ـ يحدث عن الزهري بهذا الإسناد نحوه» (٥)

رواية الترمذي :

وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب / فضل فاطمة :

١ ـ «حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ـ وهو عل المنبر ـ : إن بني هشام.

__________________

(٤) صحيح البخاري ـ بشرح العسقلاني ـ ١٥٢ / ٨.

(٥) صحيح مسلم ـ بشرح النووي هامش إرشاد الساري ـ ٣٣٣ / ٩ ـ ٣٣٥

١١

ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

وقد رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة نحو هذا ".

٢ ـ «حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا إسماعيل بن علية ه عن أتوب عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أن عليا ذكر بنت أبي جهل.

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

هكذا قال أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن الزبير. وقال غير واحد عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة. ويحتمل أن يكون ابن أبي مليكة روى عنهما جميعا » (٦).

رواية ابن ماجة :

وأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح / باب الغيرة :

١ ـ «حدثنا عيسى بن حماد المصري ، أنبأنا الليث بن سعد ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو على المنبر يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم».

٢ ـ «حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين : أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب. فنزل علي عن الخطبة» (٧).

رواية أبي داود :

وأخرجه أبو داود في كتاب النكاح قائلا :

١ ـ «حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي أن ابن شهاب

__________________

(٦) صحيح الترمذي ٦٩٨ ـ ٥ ـ ٦٩٩.

(٧) سنن ابن ماجة ٦٤٤ / ١.

١٢

حدثه أن علي بن حسين حدثه : أنهم حين قدموا المدينة ...

٢ ـ «حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، وعن أيوب ، عن ابن أبي مليكة بهذا الخبر. قال : فسكت علي عن ذلك ا لنكاح».

٣ ـ «حدثنا أحمد بن يونس وقتيبة بن سعيد المعنى (٨) قال أحمد : ثنا الليث ، حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي : أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المنبر يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها» (٩).

رواية الحاكم :

وقال الحاكم : ١ ـ «أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثي أبي ، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، أخبرني أبي ، عن الشعبي ، عن سويد بن غفلة ، قال : خطب علي ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : أعن حسبها تسألني؟ قال علي : قد أعلم ما حسبها ولكن أتأمرني بها؟ فقال : لا ، فاطمة مضغة مني ، ولا أحسب إلا وأنها تحزن أو تجزع. فقال علي : لا آتي شيئا تكرهه.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة».

٢ ـ «أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا سعيد بن مسعود ، ثنا يزيد بن هارون.

وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ،

__________________

(٨) كذا. والصحيح : الثقفي.

(٩) الصحيح من سنن المصطفى ٣٢٣ / ١ / ٣٢٤

١٣

ثنا يزيد بن هارون : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي حنظلة ـ رجل من أهل مكة (١٠) ـ أن عليا خطب ابنة أبي جهل ، فقال له أهلها : لا نزوجك على ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فبلغ ذلك رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنما فاطمة مضغة مني ، فمن آذاها فقد آذاني».

٣ ـ «حدثنا بكر بن محمد الصيرفي ، ثنا موسى بن سهل بن كثير ، ثنا إسماعيل ابن علية ، ثنا أيوب السختياني ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أن عليا رضي‌الله‌عنه ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " (١١).

رواية ابن أبي شيبة :

ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة بقوله : حدثنا محمد بن بشر ، عن زكريا ، عن عامر ، قال : خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام ، فاستأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها. فقال : عن حسبها تسألني؟ قال علي : قد أعلم ما حسبها ، ولكن أتأمرني بها؟ قال : لا ، فاطمة بضعة مني ، ولا أحب أن تجزع. فقال علي : لا آتي شيئا تكرهه» (٩٢).

رواية أحمد بن حنبل :

وأخرجه أحمد في (مسنده) وفي (فضائل الصحابة).

فقد جاء في «المسند» ما نصه :

١ ـ «حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت

__________________

(١٠) كذا. وستعرف ما فيه.

(١١) المستدرك على الصحيحين ١٥٨ / ٣.

(١٢) المصنف ١٢ / ١٢٨.

١٤

النعمان يحدث عن الزهري عن علي بن حسين عن المسور بن مخرمة : أن عليا خطب».

٢ ـ «حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب.».

٣ ـ «حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا يعقوب ـ يعني : ابن إبراهيم ـ ، ثنا أبي ، عن الوليد بن كثير ، حدثني محمد بن عمرو حدثني ابن حلحلة الدؤلي (١٣) أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين حدثه ـ أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي ـ لقيه المسور بن مخرمة ... أن في بن أبي طالب خطب».

٤ ـ «حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، حدثنا هاشم بن القاسم ، ثنا الليث ـ يعني : ابن سعد ـ ، قال : حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وهو على المنبر ـ يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا.» (١٤).

٥ ـ «حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، نا أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير ، أن عليا ذكر ابنة أبي جهل ، فبلغ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : إنها فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها» (١٥).

وجاء في فضائل فاطمة بنت رسول الله من (مناقب الصحابة) : ٦ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا يحيى بن زكريا ، قال : أخبرني أبي ، عن الشعبي ، قال : خطب علي ...».

٧ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا يزيد ، قال : أنا إسماعيل ، عن أبي حنظلة ، أنه : أخبره رجل من أهل مكة : أن عليا خطب.».

__________________

(١٣) كذا هنا ، حيث جاء (محمد بن عمرو) غير (ابن حلحلة الدؤلي).

(١٤) مسند أحمد ٣٢٦ / ٤ و ٣٢٨.

(١٥) مسند أحمد ٥ / ٤.

١٥

٨ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا سفيان ، عن عمرو عن محمد بن علي : إن عليا عليه‌السلام أراد أن ينكح ابنة أبي جهل فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ وهو على المنبر ـ : إن عليا أراد أن ينكح العوراء بنت أبي جهل ، ولم يكن ذلك له أن يجمع بين ابنة عدو الله وبين ابنة رسول الله ، وإنما فاطمة مضغة مني».

٩ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : أنا أيوب ، عن عبد الله (١٦) بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : إن عليا ذكر ابنة أبي جهل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : إنما فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ، وينصبني ما أنصبها».

١٠ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثي أبي ، نا هاشم بن القاسم ، قثنا الليث ، قال : حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ـ وهو على المنبر ـ يقول : إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم.».

١١ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا أبو اليمان ، قال : أنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني علي بن حسين ، أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل وعنده فاطمة. قال : فنزل علي عن الخطبة».

١٢ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : أنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة. وعن أيوب ، عن ابن أبي مليكة : أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح. فسكت علي عن ذلك النكاح وتركه».

١٣ ـ «حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، قال : سمعت النعمان يحدث عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن المسور بن مخرمة ، أن عليا خطب.» (١٧).

__________________

(١٦) كذ ا.

(١٧) فضائل الصحابة ٧٥٤ / ٢.

١٦

في المسانيد والمعاجم :

روى الهيثمي :

«عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه خطب بنت أبي جهل ، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : إن كنت تزوجتها فرد علينا ابنتنا.

إلى هنا انتهى حديث خالد ، وفي الحديث زيادة : قال : فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل.

رواه الطبراني في الثلاثة والكبير بنحوه مختصر ، والبزار باختصار.

وفيه : (عبيد الله بن تمام) وهو ضعيف» (١٨).

وروى ابن حجر العسقلاني :

«علي بن الحسين : أن علي بن أبي طالب أراد أن يخطب بنت أبي جهل ، فقال الناس : أترون رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يجد من ذلك؟! فقال ناس : وما ذلك؟! إنما هي امرأة من النساء. وقال ناس : ليجدن من هذا ، يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم!؟

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فما بال أقوام يزعمون أني لا أجد لفاطمة ، وإنما فاطمة بضعة مني ، إنه ليس لأحد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله.

هذا مرسل. وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدث به علي ابن الحسين» (١٩).

قلت : وحدث به علي بن الحسين الزهري!!

__________________

(١٨) مجمع الزوائد ٢٠٣ / ٩.

(١٩) المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ٦٧ / ٤.

١٧

روى التقي :

«عن الشعبي ، قال : جاء علي إلى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يسأله عن ابنة أبي جهل وخطبتها إلى عمها الحارث بن هشام. فقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : عن أي بالها تسألني؟ أعن حسبها؟ فقال : لا ، ولكن أريد أن أتزوجها ، أتكره ذلك؟ فقال النبي : إنما فاطمة بضعة مني ، وأنا أكره أن تحزن أو تغضب. فقال علي : فلن آتي شيثا ساءك. عب « » عن ابن أبي مليكة : أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل حتى وعد النكاح ، فبلغ ذلك فاطمة ، فقالت لأبيها : يزعم الناس أنك لا تغضب لبناتك وهذا أبو الحسن قد خطب ابنة أبي جهل وقد وعد النكاح.

فقام النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى بما هو أهله ، ثم ذكر أبا العاص بن الربيع فأثنى عليه في صهره ، ثم قال : إنما فاطمة بضعة مني ، وإني أخشى أن تفتنوها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل. فسكت عن ذلك النكاح وترك. عب» (٢٠).

__________________

(٢٠) عب : رمز لعبد الرزاق بن همام الصنعاني. كنز العمال ١٣

١٨

نظرات في أسانيد الحديث

استعرضنا طرق هذا الحديث في الصحاح والمسانيد وغيرها فوجدنا أنها تنتهي إلى :

١ ـ المسور بن مخرمة.

٢ ـ عبد الله بن العباس.

٣ ـ علي بن الحسين.

٤ ـ عبد الله بن الزبير.

٥ ـ عروة بن الزبير.

٦ ـ محمد بن علي.

للا ـ سويد بن غفلة.

له ـ عامر الشعبي.

٩ ـ ابن أبي مليكة.

١٠ ـ رجل من أهل مكة.

* ابن عباس :

ولم أجده إلا عند أبي بكر البزار والطبراني ، كما في مجمع الزوائد ، وقد عرفت أن الهيثمي قال بعده : «وفيه : عبيد الله بن تمام ، وهو ضعيف».

قلت : ذكره ابن حجر وذكر هذا الحديث من مناكيره. قال : «ضعفه الدارقطني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي. روى أحاديث منكرة وقال الساجي : كذاب يحدث بمناكير ، وذكره ابن الجارود والعقيلي وأورد له عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس : أن عليا خطب بنت أبي جهل فبعث إليه النبي صلى

١٩

الله عليه (وآله) وسلم : إن كنت متزوجا فرد علينا ابنتنا» (٢١).

* علي بن الحسين :

رواه ابن حجر العسقلاني ، ثم قال : «وأصل الحديث في الصحيح من حديث المسور أنه حدث به علي بن الحسين.

وفي هامشه : «قال البوصيري : رواه الحارث بسند منقطع ضعيف لضعف علي ابن زيد بن جدعان. وأصله في الصحيح من حديث المسور»

قلت : سنتكلم على حديث المسور بالتفصيل.

* عبد الله بن الزبير؟

رواه الترمذي وأحمد والحاكم وأبو نعيم (٢٢) عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عنه.

قال الترمذي : يحتمل أن يكون ابن أبي مليكة سمعه من المسور وعن عبد الله بن الزبير جميعا.

قال ابن حجر : «ورجح الدارقطني وغيره طريق المسور وهو أثبت بلا ريب ، لأن المسور قد روى في هذا الحديث قطعة مطولة قد تقدمت في باب أصهار النبي.

نعم ، يحتمل أن يكون ابن الزبير سمع هذه القطعة فقط ، أو سمعها من المسور فأرسلها» (٢٣)

قلت : إن كان قد سمعها من المسور فسنتكلم على حديث مسور بالتفصيل ، وإن كان هو الراوي للحديث بأن يكون قد سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

__________________

(٢١) لسان الميزان ٤ / ٩٧

(٢٢) حلية الأولياء ٢ / ٤٠.

(٢٣) فتح الباري ٦٨ / ٧.

٢٠