فضائل القدس

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]

فضائل القدس

المؤلف:

أبي الفرج عبد الرحمن بن علي [ ابن الجوزي ]


المحقق: الدكتور جبرائيل سليمان جبّور
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: منشورات دار الآفاق الجديدة
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٦٨

وتضرع ، وقال : زد في عمري ، فأوحى الله [٢٨] إلى شعيا أن ربك قد رحمه ، وقد أخرّ أجله خمس عشرة سنة ، وأنجاه من عدوه ، فأصبح جميع الأعداء موتى إلّا خمسة من كتابه ، وسنحاريب ، وأحدهم (٩) بخت نصر ، فتركوا في أعناقهم الجوامع ، وطافوا بهم سبعين يوما حول بيت المقدس. ثم آل الأمر إلى أن قتل شعيا ، ثم صار ملك بيت المقدس والشام لاشناسب بن لهواسب ، وعامله على ذلك كله بخت نصر (١٠). وأما السبب في قتلهم يحيى ابن زكريا عليه السلام ، فان ملكهم أراد نكاح امرأة لا تحل له ، وهويها ، فنهاه يحيى ، وقال السدي عن أشياخه : كانت بنت امرأته فحقدت أمها على يحيى ، فقالت لابنتها تزيني له ، فان أرادك فقولي لا : إلّا برأس يحيى ، ففعلت ، فأمر به فجيء برأسه والرأس يتكلم ويقول إنها لا تحل لك. وما زال دم يحيى يغلي حتى قتل عليه من بني إسرائيل سبعون الفا ، فسكن (١١) وقال ابن اسحق لما رجع بنو إسرائيل من بابل إلى [٢٩] بيت

__________________

(٩) هناك تنقيط بخط متأخر بحيث اصبحت الكلمة «وأخذهم» ، كذلك «كتابه» هي بالاصل كنانه ولكن النقط بخط متأخر. انظر الطبري ١ : ٦٤٠ حيث تجد الخبر نفسه.

(١٠) في الطبري تاريخ ١ : ٦٤٤ «لاشتاسب بن لهراسب» وهو تحريف هستاسبوس ابن اربساس ووالد داريوس. الذي ملك على الفرس من ٥٢١ ـ ٤٨٦ ق. م. وفي تفسير الطبري ١٥ : ١٨ ـ ١٩ فبعث الملك في طلبه فأدركه الطلب في مغارة وخمسة من كتابه احدهم بخت نصر فجعلوهم في الجوامع (أي القيود) .. وطاف بهم سبعين يوما حول بيت المقدس ايليا.

(١١) في تفسير الطبري ١٥ : ٢٥ الرواية نفسها عن السدي بشكل مطول قال : ثم ان ملك بني اسرائيل كان يكرم يحيى بن زكريا ويدني مجلسه ويستشيره في امره ولا يقطع امرا دونه وأنه هوى ان يتزوج ابنة امرأة له فسأل يحيى عن ذلك فنهاه عن نكاحها وقال : لست ارضاها لك فبلغ ذلك امها فحقدت على يحيى حين نهاه ان يتزوج ابنتها فعمدت ام الجارية حين جلس الملك على شرابه فألبستها ثيابا رقاقا حمرا وطيبتها وألبستها من الحلي وقيل انها ألبستها فوق ذلك كساء

١٠١

المقدس ، ما زالوا يحدثون الأحداث ويكذبون الأنبياء إلى أن بعث زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام ، فبعث الله عز وجل عليهم بعد عيسى ملكا من ملوك بابل يقال له خردوس (١٢) ، فدخل بيت المقدس فوجد دما يغلي (١٣) ، قالوا : دم قربان ، قال : ويلكم اصدقوني. قالوا : دم نبيّ منا قتلناه. قال : فلهذا انتقم فيكم منكم. قال الله عز وجل : فاذا جاء وعد أولاهما ، أي عقوبة أولى المرتين ، بعثنا أي أرسلنا عليكم عبادا لنا. وفيهم خمسة أقوال. أحدها (١٤) جالوت (١٥) وجنوده. أخبرنا عبد

__________________

اسود وارسلتها الى الملك وامرتها ان تسقيه وان تعرض له نفسها فان ارادها على نفسها ابت عليه حتى يعطيها ما سألته فاذا اعطاها ذلك سألته ان يأتي برأس يحيى ابن زكريا في طست ففعلت فجعلت تسقيه وتعرض له نفسها فلما اخذ فيه الشراب ارادها على نفسها فقالت : لا افعل حتى تعطيني ما أسألك. فقال : ما الذي تسأليني قالت : اسألك ان تبعث الي يحيى ابن زكريا فأوتي برأسه في هذا الطست ... وتنتهي هذه الرواية في ان بخت نصر اتى ورأى الدم يغلي وقتل من بني اسرائيل ٧٠ الفا. وقابل مع الكامل لابن الاثير ١ : ٢١٤ ـ ٢١٦.

(١٢) انظر الطبري (تاريخ) ١ : ٧٢٠ ـ ٧٢٣ ولعل الاسم محرف عن هيرودس وفي تفسير الطبري ١٥ : ٣٢ يسميه خردوس وقد ذكر الطبري في تاريخه هذا الخبر وزاد على هذا انه كان لخردوس هذا قائد تحت امرته اسمه نبوزر اذ ان نفذ اوامره بالانتقام ليحيى من بني اسرائيل. وهذا القائد هو دون شك نبوزراذان المذكور في التوراة قائدا لحرس نبوخذ نصر وقد خلفه وراءه في فلسطين ليكمل الهدم وقد احرق كما يقول ارميا ٥٢ : ١٢ ـ ٣٠ القدس وحمل كثيرين من اهلها اسرى ويظهر ان مؤرخي العرب ومنهم الطبري وابن الجوزي قد خلطوا بين خردوس المحرفة عن هيرودس وبين نبوخذ نصر ملك بابل. على انه يجب ان نذكر هنا ان الطبري لم يقبل قول من قال ان نبوخذ نصر انتقم ليحيى حيث ان هناك نحو ٤٠٠ سنة تفصل بينهما.

(١٣) لعل هناك شيئا ساقطا بين «يغلي» و «قالوا» كأن يكون : فسألهم عنه.

(١٤) بالاصل «احدهما».

(١٥) هو جليات التوراة الذي قتله داود انظر سورة البقرة الايات (٢٤٧ ـ ٢٥١) لخبر جالوت وطالوت وانظر نص هذه الاقتباسات من القرآن في سورة ١٧ : ٥.

١٠٢

الوهاب ابن المبارك (١٦) الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل ابن خيرون. أنبأنا أبو علي ابن سادان ، أنبأنا أحمد ابن كامل ، حدثني محمد ابن سعد ، حدثني أبي عن عمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عبّاس ، بعثنا عليكم عبادا لنا جالوت فجاسوا خلال ديارهم ، وضربوا عليهم الخراج والذل ، فسألوا (١٧) الله أن يبعث لهم ملكا يقاتلون في سبيل الله ، فبعث الله طالوت ، فلما أفسدوا بعث الله عليهم في المرّة [٣٠] الأخرى بخت نصر. والثاني ان الذي بعث في المرة الاولى بخت نصر. قاله سعيد ابن المسيّب ، واختاره الفرّاء ، والزجاج. والثالث العمالقة وكانوا كفارا. قاله (١٨) ابن الحسن. والرابع سنحاريب قاله سعيد ابن جبير (١٩). والخامس قوم من أهل فارس قاله مجاهد (٢٠). قال ابن

__________________

(١٦) احد شيوخ ابن الجوزي ولد سنة ٤٦٢ ه‍. وتوفي سنة ٥٣٨. درس عليه ابن الجوزي الحديث في جامع المنصور في بغداد واثنى على علمه بالحديث (ابن الجوزي (صفة) ٢ : ٢٨١) وقال ايضا فيه : «ولقد كنت اقرأ عليه الحديث في زمان الصبا ولم أذق بعد طعم العلم فكان يبكي بكاء متصلا. وكان ذلك البكاء يعمل في قلبي واقول ما يبكي هذا هكذا الا لامر عظيم. فاستفدت ببكائه ما لم استفد بروايته ابن الجوزي (المنتظم) ١٠ : ١٠٨ وانظر ايضا ابن رجب (الذيل) ٢٤٠ وابن العماد الحنبلي ٤ : ١١٦. وكلاهما نقل عن ابن الجوزي.

(١٧) في الاصل «فسلوا».

(١٨) لا نعلم من هو ابن الحسن هذا.

(١٩) سعيد مولى بني والبة وهو احد القراء والمحدثين عينه الحجاج قاضيا في الكوفة ثم كاتبا لواليها ابي بردة. ثم ثار على الحجاج في فتنة ابن الاشعث وهرب بعدها الى مكة فألقي عليه القبض وارسل الى الحجاج فقتله سنة ٩٤ ه‍. النووي (تهذيب) ٢٧٨.

(٢٠) هو الامام ابو الحجاج مجاهد ابن جبر كان مولى بني مخزوم وضع تفسيرا للقرآن وعرضه فيما قال ٣٠ مرة على ابن عباس ليتأكد ان كل اية قد فسرت على الوجه الصحيح.

اعتمد على كثير من الصحابة في عمله ويعد من اعظم رجال التفسير توفي في مكة سنة ١٠٣ ه‍. (الطبري (تفسير) ١ : ٣١ ، الاصبهاني (الحلية) ٣ : ٢٧٩ ـ ٣١٠ ، ابن الجوزي (صفة) ٢ : ١١٧ ، ابن العماد الحنبلي ١ : ١٢٥ ، النووي (تهذيب) ٥٤٠.

١٠٣

زيد (٢١) :

سلط عليهم سابور ذا الأكتاف (٢٢) من ملوك فارس «أولي بأس شديد» ، أي ذوي (٢٣) عدد وقوة في القتال «فجاسوا خلال الديار» ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه ، «وكان وعدا مفعولا» ، لا بدّ من كونه ، «ثم رددنا لكم الكرة عليهم» ، حين قتل داود جالوت. وعاد ملكهم اليها ، «وجعلناكم أكثر نفيرا» أي عددا «إن أحسنتم» وقلنا لكم «فاذا جاء وعد الآخرة» ، (٢٤) أي وعد عقوبة المرة الأخرة من إفسادكم ، وهو قتل يحيى ، وقصدهم عيسى ، بعثناهم فسلط الله عليهم ملوك فارس والروم (٢٥) ، فقتلوهم وسبوهم ، وقتل بخت نصر ، فانه أخرب [٣١] المساجد وسبى الذرية ، وهم سبعون الف غلام. أخبرنا عبد الوهاب الحافظ ، أنبأنا أبو الفضل ابن خيرون ، أنبأنا أبو علي ابن شادان ، أخبرنا أحمد ابن كامل ، حدثني محمد ابن سعد ، حدثني أبي ، حدثنا عمي ، عن ابيه ، عن جدّه ، عن ابن عباس ، قال : بعث الله عليهم في المرة الأخيرة

__________________

(٢١) لعله خارجة ابن زيد ابن ثابت وكان من رجال الحديث وعده ابن سعد ثقة (٥ : ١٩٣ ـ ١٩٤) توفي سنة ١٠٠ في خلافة عمر ابن عبد العزيز. النووي (تهذيب) ٢٢٣.

(٢٢) في الاصل الاكتان وهو شابور الثاني ٣١٠ ـ ٣٧٩ م. الساساني سمى كذلك لانه فيما يقال ثقب اكتاف الاسرى العرب.

(٢٣) في الاصل : «ذو».

(٢٤) هذه العبارات التي بين علامات الاقتباس كلها من القرآن سورة الاسراء ٥ ـ ٧ «فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا ، ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوعوا وجوهكم» الى اخر الاية.

(٢٥) الكامل لابن الاثير ١ : ٢٠٨ وسبب تسليط الله اياه (اي ملك الفرس) عليهم قتلهم يحيى بن زكريا .. ثم يقول : وقيل ان الذي غزا بني اسرائيل طيطوس ابن اسفيانوس ملك الروم فقتلهم وسباهم.

١٠٤

بخت نصر ، فخرب المساجد ، «وتبرّ ما علوا تتبيرا ، عسى ربكم أن يرحمكم فرحمهم (٢٦) بعد انتقامه منهم ، وعمر بلادهم ، وأعاد نعمتهم بعد سبعين سنة «وان عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة» (٢٧) قال العلماء : ثم عادوا إلى المعصية. فبعث الله عليهم ملوكا من فارس والروم. ثم كان آخر ذلك أن بعث الله سبحانه محمدا فتركهم في عذاب الجزية (٢٨). فصل (٢٩) : واختلف العلماء في الذي مر على قرية ، فقال الأكثرون هو عزيز (٣٠). أخبرنا ابن الحصين (٣١) ، أنبأنا ابن غيلان ، حدثنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا أبو يعقوب الحربي ، حدثنا أبو حذيفة النهدي ، حدثنا سفيان ثوري ، عن أبي اسحاق [٣٢] ، عن ناجيه (٣٢) ابن كعب ، «أو كالذي مرّ على قرية» (٣٣) ، قال ، هو عزيز. وهذا مذهب علي ابن أبي طالب

__________________

(٢٦) الاسراء : ٨ ، فرحمهم فرد اليهم ملكهم الطبري (تفسير) ١٥ : ٢٧.

(٢٧) «وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين مصيرا» (الاسراء ٨).

(٢٨) في تفسير الطبري ١٥ : ٣٥ : ثم كان ختام ذلك ان بعث الله عليهم هذا الحي من العرب فهم في عذاب منهم الى يوم القيامة فهم يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون.

(٢٩) لم تستعمل هذه الكلمة سوى هذه المرة في كل الكتاب وليس غريبا ان يكون قد وضعها فاصلا بين قسمي هذا الباب لانه اطول الابواب كلها. وكان يمكن ان يظن من ورود كلمة «فصل» في هذا الباب ان الكتاب في الاصل كان مطولا وقسمت بعض ابوابه الى فصول حذفت حين اختصر ولم يبق لها ذكر الا في هذا الموضع.

ولكننا اشرنا في المقدمة الى اننا نرجح ان الكتاب الذي بين ايدينا ليس موجزا كما يمكن ان يظن.

(٣٠) هو عزرا في التوراة.

(٣١) وردت ترجمة له في المقدمة.

(٣٢) احد الصحابة سمي ناجيه لانه نجا من العذاب الذي كان تسيمه اياه اعداء النبي.

وكان موكلا بابل النبي وعده ابن الاثير (اسد الغابة) ٥ : ٦. من محدثي المدينة.

(٣٣) القرآن ، البقرة : ٢٥٩.

١٠٥

وابن عباس. قال وهب ابن منبه : كان عزير (٣٤) من السبايا التي سباها بخت نصر من بيت المقدس ، فرجع إلى الشام فبكى على فقد التوراة ، فنّبىء (٣٥) وكان بخت نصر لما دخل إلى بيت المقدس قد أحرق التوراة (٣٦) وساق بني إسرائيل إلى بابل (٣٧) ، فتلاها عزير عليهم فافتتنوا به ، وقالوا : هو ابن الله ، ودفعها إلى تلميذ له ، ومات ، وكان اسم التلميذ ميخائيل ، فبدّلها وزاد فيها ونقص منها. ويدل على ذلك أن فيها أحاديث أسفار موسى ، وما جرى له ، وموته ، ووصيته ، وليس هذا من كلام الله عز وجل. وأتى عزير على بيت المقدس بعد ما خربه بخت نصر البابلي ، فقال : أنى (٣٨) تعمر هذه بعد خرابها. فأماته الله مئة عام (٣٩) ، فأول ما خلق منه رأسه ، ثم ركبت فيه عيناه ، فجعل ينظر إلى عظامه تتصل بعضها ببعض. ومات وهو ابن أربعين سنة [٣٣] وابنه ابن عشرين. فلما عاش أتى قومه فقال : أنا عزير ، فقالوا : حدثنا أباؤنا أن عزيرا مات بأرض بابل فأملى التوراة (٤٠) عليهم. وقيل ذلك الرجل ارميا ، روى عبد الصمد ابن معقل (٤١) عن وهب ابن منبه ، قال :

__________________

(٣٤) كان عزير او عزوريا من الذين سباهم بخت نصر الطبري (تفسير) ١٥ : ٢٦.

(٣٥) في الاصل فبني ولعل هناك شيئا قد اهمله الناسخ.

(٣٦) وحمل التوراة معه ثم ألقاها في النار الطبري ١٥ : ٢٧.

(٣٧) قابل بتفسير الطبري ١٥ : ٢٦ ـ ٢٧.

(٣٨) في الاصل أنا راجع ابن الفقيه ٩٨ وانظر القرآن : البقرة ٢٥٩.

(٣٩) ابن الفقيه ٩٨ فاخربه بخت نصر فمر عليه شعيا فرآه خرابا فقال انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه. وابتناه ملك من ملوك فارس يقال له كوشك.

(٤٠) في الاصل التورية.

(٤١) في الاصل يعقل وهو ابن اخي وهب وتلميذه وعني كعمه بنقل اخبار اهل الكتاب (ذكره الطبري في مواضع كثيرة انظر الفهرس وابن سعد ٥ : ٣٩٨).

١٠٦

اقام ارميا بارض مصر ، فاوحى الله تعالى اليه ، ان الحق بارض ايلياء فان هذه ليست لك بارض مقام. فركب حماره ، حتى اذا كان ببعض الطريق ، واخذ معه سلة من عنب وسقاء جديدا فيه ماء ، فلما بدا له شخص بيت المقدس ، وما حوله من القرى والمساجد ، ونظر الى خراب لا يوصف ، قال : أنّى يحيى هذه الله بعد موتها. ثم ربط حماره وعلفه وسقاه فالقى الله عليه النوم ، واماته في نومه ، فمرت عليه سبعون سنة ، فارسل الله ملكا إلى ملك من ملوك فارس عظيم ، فقال :

ان الله يامرك ان تنفر بقومك ، فتعمر بيت المقدس ، وايلياء وارضها ، حتى تعود اعمر مما كانت (٤٢). فندب ثلثة الاف (٤٣) قهرمان ، ودفع الى كل [٣٤] قهرمان الف عامل ، وما يصلحه من اداة العمل ، فساروا اليها وهم ثلاثة الاف (٤٤) عامل ، فلما وقعوا في العمل رد الله عز وجل روح الحياة في عيني ارميا ، واخر جسده ميت ، فنظر إلى ايلياء وما حولها من المدائن والمساجد والحروث تعمل وتعمر وتحدد حتى عادت اعمر ما كانت بعد ثلاثين سنة تمام المئة ، فرد الله اليه الروح ، فنودي من السماء كم لبثت [قال](٤٥) يوما ، ثم نظر إلى بقية الشمس فقال : يوما او بعض يوم. فنظر إلى طعامه وشرابه وكان معه تين وعنب ، ولم يتغير ، ونظر إلى حماره وقد تفرقت او صاله فجمعه الله عز وجل (٤٦). انبأنا ابو المعمر ، اخبرنا ابو الحسين الفراء ، انبأنا عبد العزيز ابن احمد ، انبأنا ابو بكر محمد ابن احمد الخطيب ، حدثنا عيسى ابن عبيد الله اخبرني علي

__________________

(٤٢) قابل بما سفر عزرا ١ : ١ ـ ٣. وفي الاصل ألقى الله عليه النوم.

(٤٣) في الاصل ألف.

(٤٤) في الاصل ألف.

(٤٥) في الاصل «يوما» دون قال.

(٤٦) قابل هذه القصص بما ورد في الكامل في التاريخ لابن الاثير ج ١ : ١٨٩ ـ ١٩٢.

١٠٧

ابن جعفر الرازي ، حدثنا محمد ابن سليمان ابن مسكين ، حدثنا اسحق ابن رزيق ، حدثنا عثمان ابن عبد الرحمن القرشي ، حدثنا يزيد ابن (٤٧) عمر عن منصور عن ربعي ابن حراش ، عن حذيفة ، (٤٨) [٣٥] ابن اليمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال : غزا طاطري بن اسمانوس (٤٩) بني اسرائيل فسباهم ، وسبى حلي بيت المقدس ، وأحرقها بالنيران ، وحمل منها في البحر الفا وسبع مئة سفينة حليا ، حتى اورده رومية. قال حذيفة فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليخرجن المهدي ذلك حتى تؤديه إلى بيت المقدس (٥٠). أنبأنا محمد ابن ناصر ، انبأنا عبد الرحمان ابن منده ، حدثنا ابي ، حدثنا احمد ابن محمد ابن ابراهيم ابن حكيم (٥١) ،

__________________

(٤٧) كذا بالاصل ولكنها قد أصلحت بخط متأخر لتقرأ «بن مدين» بدل «يزيد بن»

(٤٨) حذيفة العبسي صاحب السر المكنون في تمييز المنافقين (ابن العماد الحنبلي ١ : ٤٤) كان من الصحابة وكان النبي يعزه وسمي ابن اليمان لان جده حالف بني عبد الاشهل وهم من اليمن. توفي سنة ٣٦ ، النووي (تهذيب) ١٩٩ ، ابن القيسراني (الجمع) ١ : ١٠٧.

(٤٩) هو الامبراطور طيطس فلافيوس سابينوس فسبسيانوس ولد ٤٠ او ٤١ م. ومات ٨١ وقابل هذا بما في الكامل لابن الاثير ١ : ٢٠٨ ففيه وقيل ان الذي غزا بني اسرائيل طيطوس بن اسفيانوس ملك الروم فقتلهم وسباهم وخرب بيت المقدس ... الخ.

(٥٠) ليس لهذا الحديث ولا للذي قبله ذكر فيما روي عن حذيفة في كتاب حلية الاولياء ج ١ : ٢٧٠ ـ ٢٨٧ ولكنه موجود في الكامل في التاريخ لابن الاثير ١ : ٢٠٨ وقيل ان الذي غزا بني اسرائيل طيطوس ابن اسفانيوس ملك الروم فقتلهم وسباهم وخرب بيت المقدس. وكانت الروم غزت بلاد فارس يطلبون ثأر انطيخس الخ.

وفي تفسير الطبري ١٥ : ١٧ : الثالث ملك رومية يقال له قاقس بن اسبايوس فغزاهم في البر والبحر فسباهم وسبى حلي بيت المقدس واحرق بيت المقدس بالنيران ... فقال النبي هذا من صفة حلي بيت المقدس ويرده المهدي الى بيت المقدس وهو الف سفينة وسبعماية سفينة يرسى بها على يافا حتى تنقل الى بيت المقدس وبها يجمع الله الاولين والاخرين.

(٥١) بالاصل حليم وقد ضبطناها عن ص ٥٦ من المخطوطة.

١٠٨

حدثنا محمد ابن النعمان ابن بشير ، حدثنا سليمان ، حدثنا الوليد عن سعيد ابن عبد العزيز ، قال : اخربت الروم اهل رومية ، مسجد بيت المقدس واتخذته مزبلة ، حتى ان كانت المرأة لتبعث بخرق من دمها حتى تلقى في مسجد بيت المقدس فلما قرأ قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يدعوه إلى الاسلام ، فقرأه على بطارقة الروم ببيت المقدس فلما فرغ من قراءته قال : ويلكم ما ترون وقد خربتم هذا المسجد واتخذتموه مزبلة توبوا مما [٣٦] صنعتم والا قتلتم عليه كما قتلت بنو اسرائيل على دم يحيى ابن زكريا. فاخذوا في كنسه ، وهو يومئذ مزبلة ، وقد حاذت محراب داود. فما كنسوا الا الثلث حتى قدم المسلمون وحضر عمر ابن الخطاب فتحها ، وولي كنسها بنفسه ومن معه من المسلمين.

١٠٩

الباب الثّالث عشر

في غزاة موسى ارض بيت المقدس

قال علماء السير : امر الله عز وجل موسى وقومه بالسير إلى اريحا. وهي أرض بيت المقدس. قال السدي (١) : فساروا حتى إذا كانوا قريبا منها ، بعث موسى اثني عشر نقيبا من جميع أسباط بني اسرائيل ليأتوا (٢) بخبر الجبارين ، فلقيهم عوج (٣) فأخذ الاثني عشر فجعلهم في حجزته (٤) ، وعلى رأسه حمل حطب ، فانطلق بهم إلى امرأته ، فقال : انظري إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتلنا ، فطرحهم بين يديه ، فقال : ألا أطحنهم برجليّ؟ قالت : لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا ، فلما خرجوا قال بعضهم لبعض : يا قوم انكم إن اخبرتم بني [٣٧] اسرائيل خبر القوم رجعوا عن نبي الله ، ولكن اكتموا واخبروا نبي الله. فانطلق عشرة

__________________

(١) انظر تفسير الطبري ٦ : ١١٤.

(٢) في الاصل لياتونه.

(٣) ملك باشان الاموري وهو من سلالة الرفائيين وامتد ملكه من وادي ارنون الى جبل حرمون وكان جبارا شديد البأس (تثنية ٣ : ١ ـ ١١) و (يشوع ١٢ : ٤ ، ٥).

(٤) غير منقطة بالاصل والحجزة معقد الازار.

١١٠

منهم فاخبروا أهاليهم ، وكتم رجلان. فقال الناس : إن فيها قوما جبارين ، وأنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ، والرجلان يوشع وكالب ابن يوفنّا ، فقال الله تعالى فانها محرّمة عليهم ، فضرب عليهم التيه ، فكان موسى لما نزل بأرض كنعان من أرض الشام وفيهم بلعام قالوا له ادع عليه! قال ويلكم : كيف ادعو (٥) على نبي الله فالزموه فدعا عليهم فتاهوا (٦).

__________________

(٥) في الاصل ادعوا.

(٦) قابل بما في سفر التثنية ١ : ٢٣ ـ ٣٨ الطبري (تفسير) ٦ : ١١٣ ـ ١١٥ ، ١١٩.

١١١

الباب الرّابع عشر

في فتح يوشع بيت المقدس

قال أهل السير : أمر الله عزّ وجلّ يوشع ابن نون المسير إلى أريحا لحرب من فيها من الجبارين ، وهي التي امتنع بنو اسرائيل عن دخولها فماتوا في التيه ، ومات موسى وهرون في التيه ، ومات الكل سوى يوشع وكالب ، إنما دخل يوشع بابنائهم ، فدخلوا عليهم فقتلوهم ، فكانت العصابة من بني اسرائيل تجتمع [٣٨] على عنق الرجل حتى يقطعوها (١). وكان القتال يوم الجمعة ، فخافوا من دخول السبت ، فقال يوشع : اللهم احبس الشمس. فوقفت بينها وبين الغروب قيد رمح (٢) ، فثبتت مقدار ساعة حتى افتتحها ، وقتل أعداءه ، وهدم أريحا ومدائن الملوك. أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد ابن جعفر ، حدثنا عبد الله ابن أحمد ، حدثني

__________________

(١) في الاصل حتى يقطعونها وفي تفسير الطبري ٦ : ١١٧ فاقتحموا عليهم يقاتلونهم فكانت العصابة من بني اسرائيل يجتمعون على عنق الرجل لا يقطعونها. وقابل بسفر يشوع ١٠ : ٢٤ ـ ٢٥ حيث تجد «تقدموا وضعوا ارجلكم على اعناق هؤلاء الملوك».

(٢) قابل بما في سفر يشوع ١٠ : ١٢ ـ ١٣.

١١٢

أبي ، حدثنا اسيود ابن عامر ، حدثنا أبو بكر ابن هشام عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشمس لم تحبس على بشر إلا يوشع ابن نون ليالي سار إلى بيت المقدس (٣). وقال وهب ابن منبه : كان يسرج في بيت المقدس ألف قنديل ، وكان يخرج زيت من طور سينا مثل عنق البعير حتى يصب في القنديل ولا يمس بالأيدي. وكانت تنحدر نار من السماء بيضاء فيسرج بها ، وكان على السراج ابنا هارون ، فاوحى الله تعالى اليهما أن لا تسرجا بنار الدنيا ، فابطأت النار عنهما عشيّة ، فعمدا إلى نار من نار الدنيا فاسرجا بها ، [٣٩] فانحدرت النار فأحرقتهما ، فخرج الصريخ إلى موسى ، فخرج إلى الموضع الذي كان يناجي فيه ربه ، فقال : اي رب! ابنا هرون أخي قد علمت منزلتهما مني ومكاني ، فانحدرت النار فأحرقتهما. فقال له : يا موسى هكذا أفعل بأوليائي إذا عصوني فكيف بأعدائي.

__________________

(٣) ابن حنبل ٢ : ٣٢٥ حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا اسود بن عامر انبأنا ابو بكر عن هشام عن ابن سيرين عن ابي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الشمس لم تحبس على بشر الا ليوشع ليالي سار الى بيت المقدس.

١١٣

الباب الخامس عشر

في ذكر صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى بيت المقدس

قال الزهري (١) : لم يبعث الله عز وجل منذ خلق آدم إلى الدنيا نبيا إلا جعل قبلته صخرة بيت المقدس ، وقد صلى إليها نبينا صلى الله عليه وسلم. أخبرنا عبد الأول (٢) ، أنبأنا ابن المظفر ، أنبأنا ابن اعين ، أنبأنا الفربري (٣) ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله ابن رجاء عن اسرائيل ،

__________________

(١) هو محمد ابن مسلم ابن عبيد الله المعروف بأبي شهاب الزهري. محدث مشهور ولد حوالي منتصف القرن الاول للهجرة وتوفي سنة ١٢٤ ه‍. اخذ الحديث عن عروة ابن الزبير وسعيد ابن المسيب ويقال انه اول من دون الاحاديث وقد اخذ عنه ابن اسحاق كاتب السيرة ويروي انه لما رأى الخليفة عبد الملك ان عبد الله ابن الزبير اخذ يرغم الحجيج على مبايعته سعى في تحويل السوريين الى الحج الى بيت المقدس واستعان بالزهري لدعمه في ذلك (ابن خلكان ٢ : ٢٢٤ ، ابن قتيبة (المعارف) ٢٣٩ ، اليعقوبي ٢ : ٣١١ ، ابن سعد ٥ : ١٥٨ ، النووي (تهذيب) ١١٧.

(٢) ابو الوقت عبد الاول ابن عيسى السجزي محدث وصفه ابن العماد الحنبلي بأنه مسند الدنيا حمله ابوه من هراة وقدم بعدها بغداد فازدحم الخلق عليه وكان خيرا متواضعا وتوفي فيها عام ٥٥٣ ه‍.

(٣) غير واضحة في الاصل وهي مهملة التنقيط وقد راجعت اصولا كثيرة في البحث عمن اخذوا عن البخاري فوقعت في شذرات الذهب ٢ : ٣٨٦ على اسم صاحبنا وهو «محمد ابن يوسف ابن مطر الفربري صاحب البخاري كان بفربر وهي بليدة على طرف جيحون ، وهو احسن من روى الحديث عن البخاري».

١١٤

عن أبي اسحق ، عن البراء (٤) ، قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، وكان يحب أن يتوجه إلى الكعبة. أخرجاه في الصحيحين (٥). وقال [٤٠] ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام : وددت أن ربي عز وجل صرفني عن قبلة اليهود إلى قبلة آبائي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب (٦).

__________________

(٤) البراء ابن عازب ابن الحارث ، محدث صحابي انصاري منعه النبي من المساهمة في واقعة بدر لانه كان صغيرا ولكنه قاتل في واقعة أحد وفي غزوات اخرى (ابن حجر ١ : ١٤٧) وقد ذكره الطبري في مواضع كثيرة من تاريخه وذكره ابن العماد الحنبلي ٧ : ٦٣ بين المحدثين المكثرين وزعم النووي عنه انه روى ثلاثمئة وخمسة احاديث (تهذيب) ص ١٧٢. استقر اخيرا في الكوفة وتوفي سنة ٧٢ (ابن حنبل ٤ : ٢٨٠ ـ ٣٠٤).

(٥) راجع البخاري ١ : ٧١ وانظر ايضا ابن حنبل ٤ : ٢٨٣ تجد هذا الحديث في مسنده.

(٦) في البخاري ١ : ٧٢ عن انس قال : قال عمر : وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى فنزلت الاية واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. واية الحجاب قلت : يا رسول الله لو امرت نساءك ان يحتجبن فانه يكلمن البر والفاجر. فنزلت اية الحجاب. واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت له : عسى ربه ان طلقكن ان يبد له ازواجا خيرا منكن فنزلت هذه الاية.

١١٥

الباب السّادس عشر

في ذكرى مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى بيت المقدس

وما جرى له هناك وذكر صلاته اليه

أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد ابن جعفر ، أنبأنا عوف عن زرارة ابن أوفى ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (١) لما كان ليلة أسري بي ، فأصبحت بمكة ، قطعت بأمري وعرفت أن الناس مكذّبي. فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا ، فمر به أبو جهل (٢) ، فجاء حتى جلس إليه ، فقال له كالمستهزىء : هل كان من شيء؟ قال : نعم! قال : وما هو؟ قال : اني (٣) أسري بي في (٤) الليلة. قال : إلى أين؟ قال : إلى بيت المقدس.

__________________

(١) الحديث التالي مذكور بتمامه في مسند ابن حنبل ١ : ٣٠٩.

(٢) المخزومي وكان يضطهد المسلمين وقتل يوم بدر راجع ابن هشام ١ : ٢٦٢ ، ٥٠٤ ، ٥٠٩ وجبور (حياة ابن ابي ربيعة) ٤ ، ٧ ، ١٠.

(٣) في المسند «انه».

(٤) «في» غير موجودة في المسند.

١١٦

قال : ثم أصبحت بين ظهر انينا؟ قال : نعم! قال : فلم يره أنه [٤١] مكذبه (٥) مخافة أن يجحده الحديث إن (٦) دعا (٧) قومه اليه. قال (٨) : إن دعوت قومك اتحدثهم (٩) بما حدثتني؟ فقال : نعم! فقال : ها (١٠) معشر بني (١١) كعب ابن لوي ، حتى انفضت (١٢) اليه المجالس ، وجاءوا حتى جلسوا اليهما (١٣). فقال : حدّث قومك ما (١٤) حدثتني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اني أسري بي في (١٥) الليلة. قالوا : إلى أين؟ قال (١٦) : إلى بيت المقدس. قالوا : ثم أصبحت بين ظهر انينا؟ قال : نعم! فمن بين مصفق ومن بين واضع يديه على رأسه متعجبا للكذب. زعم ، قالوا : وهل تستطيع (١٧) أن تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (١٨) : فما زلت

__________________

(٥) في المسند يكذبه.

(٦) في المسند اذا.

(٧) في الاصل : دعى وفي المسند دعا.

(٨) في المسند قال أرأيت.

(٩) في المسند تحدثهم.

(١٠) في المسند هيا.

(١١) في الاصل : بن وفي المسند بني.

(١٢) في المسند فانتقضت.

(١٣) في المسند اليهما وفي الاصل اليه.

(١٤) في المسند بما.

(١٥) غير موجودة في المسند.

(١٦) في المسند قلت وفي الاصل قال.

(١٧) في المسند وهل تستطيع وفي الاصل وتستطيع.

(١٨) في المسند «وسلم فذهبت انعت».

١١٧

أنعت حتى التبس علي بعض النعت (١٩) فجيء بالمسجد وأنا أنظر اليه (٢٠) حتى وضع دون دار عقيل ، فنعته وأنا أنظر اليه (٢١) ، قال القوم أما النعت فو الله لقد أصاب (٢٢).

أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد ابن جعفر ، حدثنا عبد الله ، حدثني [٤٢] أبي ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، قال ابن شهاب ، قال أبو سلمة ، سمعت ابن عبد الله (٢٣) يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما كذبتني قريش حين اسري بي إلى بيت المقدس ، فقمت (٢٤) ، في الحجر (٢٥) فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم من آياته وأنا أنظر اليه (٢٦).

__________________

(١٩) في المسند النعت قال.

(٢٠) غير موجودة في المسند.

(٢١) في المسند اليه وكان مع هذا نعت لم احفظه.

(٢٢) انظر ايضا نص هذا الحديث عن الاسراء في ابن كثير ٣ : ١١٣ ففيه تغيير طفيف لعله من تصرف ابن كثير وفي تفسير الطبري ١٥ : ١٢ ـ ١٣ قالوا يا محمد تخبرنا انك اتيت بيت المقدس واقبلت من ليلتك ثم اصبحت عندنا بمكة؟

(٢٣) هو جابر ابن عبد الله الانصاري. صحابي رافق النبي في ١٧ غزاة وكان بين المحدثين السبعة الذين روي ان كلا منهم روى اكثر من الف حديث عن النبي وقد نسب اليه رواية ١٥٤٠ حديثا وكان ابوه صحابيا ايضا وقتل في يوم أحد. توفي في المدينة عام ٧٣ ه‍. أو ٧٨ وقيل كان عمره ٩٤ سنة (النووي (تهذيب) ١٨٤ ، ابن الاثير (اسد) ١ : ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، ابن سعد مجلد ٣ قسم ٢ ص ١١٤ والبخاري ٢ : ٢٨٢ حيث تجد الحديث الذي في اعلاه.

(٢٤) بالاصل فنمت.

(٢٥) الحجر هو الساحة بين الكعبة والجدار الشمالي.

(٢٦) قابل بما في البخاري ٢ : ٢٨٢ وابن كثير ٣ : ١١٣.

١١٨

أنبأنا محمد ابن ناصر الحافظ ، حدثنا أبو بكر أحمد ابن علي ابن العلبي (٢٧) الزاهد ، أنبأنا أبو يعلى ابن الفراء ، أنبأنا موسى ابن عيسى ابن عبد الله السراج ، أنبأنا البغوي ، حدثنا محمد ابن حميد ، حدثنا أبو نميلة ، حدثنا الزبير ابن جنادة عن ابن بريدة عن أبيه (٢٨) ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : لما انتهى به جبريل إلى بيت المقدس ، فنزل عن البراق (٢٩) فأراد أن يشده ، فقال جبريل باصبعه ، فثقب الحجارة فشده. أنبأنا أبو المعمر ، أنبأنا أبو الحسين القاضي ، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب ، حدثنا عمر ابن الفضل ، حدثنا أبي حدثنا الوليد ابن حماد ، حدثنا عبد الرحمن ابن محمد ابن منصور ابن ثابت ، حدثنا أبي عن أبي طاهر [٤٣] أحمد ابن محمد ، عن كعب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء قبل ، قال : ثم دخل جبريل أمامه ، فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء ، وحشر الله له المرسلين ، ثم أقام الصلاة. وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين ، ثم تقدم فوضع له مرقاة من ذهب ، ومرقاة من فضة ، وهو المعراج. وهي القبة الدنيا التي عن يمين الصخرة. ومن أتى القبة قاصدا ، وله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ، فصلى ركعتين أو أربع ركعات ، تبين له سرعة اجابته. أنبأنا المبارك ابن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن محمد ، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر النصيبي ، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن صالح ابن عمر المقرىء ، حدثنا عيسى

__________________

(٢٧) غير واضحة في الاصل ومهملة التنقيط.

(٢٨) بريدة ابن الحصيب صحابي من رواة الحديث رافق النبي في ١٦ غزاة (ابن حنبل ٥ : ٣٤٩) وساهم في الفتوح في خلافة عثمان (ابن حجر ١ : ١٥١) حيث استقر في خراسان ومات بها سنة ٦٢ أو ٦٣ ه‍. (ابن الفقيه ٣١٦) وقد نسب اليه انه روى ١٦٤ حديثا (النووي (تهذيب) ١٧٣) وكان من الحفاظ (ابن سعد ٧ قسم ٢ ص ٩٩).

(٢٩) من «برا» الفارسية بمعنى حصان او فرس واللاحقة «القاف»).

١١٩

ابن عبد الله ، حدثنا علي ابن جعفر الرازي ، حدثنا العباس ابن أحمد ابن عبد الله الرازي ، حدثنا العباس ابن أحمد ابن عبد الله (٣٠) ، حدثنا عبد الله ابن عمر المقدسي ، حدثنا بكر [٤٤] ابن زياد الباهلي عن عبد الله ابن المبارك ، عن سعد ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن زرارة ابن أوفى ، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما أسري بي إلى بيت المقدس ، مرّ بي جبريل على قبر ابراهيم. فقال انزل فصلّ هاهنا ركعتين. هاهنا قبر أبيك ابراهيم. ثم مرّ بي ببيت لحم ، فقال انزل صلّ هاهنا ركعتين [هاهنا] ولد أخوك عيسى. ثم أتى بي إلى الصخرة فقال من هاهنا عرج ربك إلى السماء. قال أبو بكر المقرىء ، حدثنا أبو القسم البغوي ، حدثنا أبو نصر السمار (٣١) حدثنا سعيد ابن عبد العزيز ، عن زياد ابن (٣٢) أبي سودة ، أن عبادة ابن الصامت (٣٣) قام على سور بيت المقدس فبكى ، فقال بعضهم : ما يبكيك؟ فقال : من هاهنا أخبرنا النبي

__________________

(٣٠) كذا بالاصل ولعل اسم الراوي مكرر خطأ.

(٣١) كذا بالاصل وهي غير واضحة ، مهملة التنقيط.

(٣٢) في الاصل عن ويعرف عن زياد ابن ابي سودة انه نقل الحديث عن فضائل القدس من ميمونة خادمة النبي (ابن حجر (الاصابة) ٨ : ١٩٣).

(٣٣) عبادة ابن الصامت ابن قيس ابن الخزرج ويكنى ابا الوليد احد النقباء الاثني عشر شهد بدرا والمشاهد كلها كان طويلا جسيما جميلا ونقل عن النبي ١٨١ حديثا وكان يكتب بعض ما كان يسمعه من القرآن وقد بعث به عمر الى سورية ليعلم الناس القرآن فحل اولا في حمص ثم انتقل الى فلسطين حيث عين قاضيا. ومات اما في الرملة او في القدس حيث دفن سنة ٣٤ ه‍. عن ٧٢ عاما. (انظر فهرس الطبري ، وابن الاثير (اسد) ٨ : ١٠٦ ، والنووي (تهذيب) ٣٢٩ ، وابن حجر (الاصابة) ٤ : ٢٧.

١٢٠