عرف الطّيب من أخبار مكّة ومدينة الحبيب

محمد بن محمد بن عبد الله الواسطي بن العاقولي

عرف الطّيب من أخبار مكّة ومدينة الحبيب

المؤلف:

محمد بن محمد بن عبد الله الواسطي بن العاقولي


المحقق: الدكتور علي عمر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-352-7
الصفحات: ٩٥

الباب الثانى

فى ذكر الملتزم وغيره من الأماكن

٤١
٤٢

ذكر الملتزم والقيام فى ظهر الكعبة

عن أبى الزبير المكى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : الملتزم والمدعى والمتعوذ ما بين الحجر والباب ، قال أبو الزبير فدعوت هنالك فاستجيب لى (١).

عن مجاهد قال : رأيت ابن عباس وهو يستعيذ ما بين الركن والباب (٢).

عن مجاهد قال : ما بين الركن والباب يدعى الملتزم ، ولا يقوم عبد ثمّ فيدعو الله عزوجل بشىء إلا استجاب له (٣).

عن مجاهد قال : الصق خديك بالكعبة ولا تضع جبهتك (٤).

عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال : طفت مع عبد الله بن عمرو فلما جئنا دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ؟ قال : أعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر فقام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفه بسطا ، وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعل (٥).

عن عطاء قال : مر ابن الزبير بعبد الله بن عباس بين الباب والركن الأسود فقال ليس ها هنا الملتزم ، الملتزم دبر البيت ، قال ابن عباس : هناك ملتزم عجايز قريش (٦).

عن مجاهد قال : قال معاوية بن أبى سفيان : من قام عند ظهر البيت فدعا استجيب له وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (٧).

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٧.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٧.

(٣) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٧.

(٤) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٧.

(٥) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٧.

(٦) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٨.

(٧) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٨.

٤٣

عن أيوب قال : رأيت القاسم بن محمد وعمر بن عبد العزيز يقفان فى ظهر الكعبه بحيال الباب فيتعوذان ويدعوان (١).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : من التزم الكعبة ثم دعا استجيب له [فقيل له] : وإن كانت استلامة واحدة؟ قال : وإن كانت أوشك من برق الخلب (٢).

عن عبد الله بن أبى سليمان مولى بنى مخزوم أنه قال : طاف آدم عليه‌السلام سبعا بالبيت حتى نزل ثم صلى وجاه باب الكعبة ركعتين ثم أتى الملتزم فقال : اللهم إنك تعلم سريرتى وعلانيتى فاقبل معذرتى ، وتعلم ما فى نفسى وما عندى فاغفر لى ذنوبى ، وتعلم حاجتى فأعطنى سؤلى ، اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبى ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبنى إلا ما كتبت لى والرضا بما قضيت علىّ ، فأوحى الله إليه يا آدم قد دعوتنى بدعوات واستجبت لك ، ولن يدعونى بها أحد من ولدك إلا كشفت همومه وغمومه وكففت عليه ضيعته ، ونزعت الفقر من قلبه ، وجعلت الغنى بين عينه ، وتجرت له من وراء تجارة كل تاجر وأتته الدنيا [وهى] راغمة وإن كان لا يريدها (٣).

قال أبو الوليد : حدثنى أحمد بن نصر العرنى عن عثمان بن اليمان عن حفص ابن سليمان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طاف أدم بالبيت سبعا حين نزل ... ثم نسق مثل هذا الحديث (٤).

قال أبو الوليد : ذرع الملتزم ، وهو ما بين الكعبة وحد الركن الأسود أربعة أذرع (٥).

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٨.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٨ وما بين حاصرتين منه.

(٣) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٨ وما بين حاصرتين منه.

(٤) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٤٩.

(٥) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٥٠.

٤٤

الصلاة فى وجه الكعبة

عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال أمّنى (١) جبريل عند باب الكعبة مرتين (٢).

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : البيت كله قبلة ، وقبلته وجهه ، فإن أخطأك وجهه فقبلة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقبلة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بين الميزاب إلى الركن الشامى الذى يلى المقام(٣).

الحطيم وأين موضعه (٤)

عن مسلم بن خالد الزنجى قال : الحطيم (٥) ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر ، وكان إساف ونايلة رجل وامرأة دخلا الكعبة فقبّلها فيها فمسخا حجرين فأخرجا من الكعبة فنصب أحدهما فى مكان زمزم ونصب الآخر فى وجه الكعبة ليعتبر بهما الناس ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا.

قال : فسمى هذا الموضع الحطيم لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالأيمان ويستجاب فيه الدعاء على الظالم للمظلوم ، فقلّ من دعا هنالك على ظالم إلا أهلك ، وقلّ من حلف (٦) هناك إثما (٧) إلا عجّلت له العقوبة ، فكان ذلك يحجز (٨) بين الناس عن الظلم ويتهيب الناس الأيمان هنالك ، فلم يزل ذلك حتى جاء الله عزوجل بالإسلام فأخر الله تعالى ذلك لما أراد إلى يوم القيامة (٩).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «أتانى».

(٢) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٥٠.

(٣) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٥٠.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «يلى المقام وأى موضعه».

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «قال : كان تحطيم» وهو تحريف قبيح جدّا.

(٦) تحرف فى المطبوع إلى : «خلف» بالخاء المعجمة.

(٧) تحرف فى المطبوع إلى : «إيمانا».

(٨) تحرف فى المطبوع إلى : «يحجر» بالراء المهملة.

(٩) أخبار مكة ٢ / ٢٣.

٤٥

المقام والأثر الذى فيه

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ليس فى الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام ، فإنهما جوهرتان من جوهر الجنة ، ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله (١).

عن مجاهد فى قوله سبحانه وتعالى : (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) (سورة آل عمران : آية ٩٧) قال : أثر قدميه فى المقام صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

عن قتادة : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى) (سورة البقرة : آية ١٢٥) [قال] إنما أمروا أن يصلوا عنده ولم يؤمروا بمسحه ، ولقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها ، ولقد ذكر لنا بعض من رأى أثره وأصابعه فما زالت هذه الأمة تمسحه حتى اخلولق وانماح (٣).

قال أبو الوليد : وذرع المقام ذراع ، والمقام مربع سعة أعلاه أربع عشرة إصبعا فى أربع عشرة إصبعا ، ومن أسفله مثل ذلك ، وفى طرفيه من أعلاه (٤) ، ومن أسفله طوق من ذهب ، وعرض حجر المقام من نواحيه إحدى وعشرون إصبعا ، ووسطه مربع والقدمان داخلتان فى الحجر سبعة أصابع ، ودخولهما منحرفتان ، وبين القدمين من الحجر إصبعان ووسطه قد استدق من التمسح به (٥).

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٢٩.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٢٩.

(٣) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٢٩.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «من أعلام».

(٥) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٣٨.

٤٦

ذكر بئر زمزم

عن وهب بن منبه قال فى زمزم والذى نفسى بيده إنها لفى كتاب الله مضنونة [وإنها لفى كتاب الله برة ، وإنها لفى كتاب الله شراب الأبرار](١) وإنها لفى كتاب الله طعام طعم وشفاء سقم (٢).

عن إبراهيم بن نافع عن ابن أبى حسين (٣) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث إلى سهيل ابن عمرو يستهديه من ماء زمزم ، فبعث إليه براويتين وجعل عليهما كرا غوطيا (٤).

عن جابر رضى الله عنه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : [ماء] زمزم لما شرب له (٥).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق» (٦).

عن عطاء أن كعب الأحبار حمل منها اثنتى عشرة راوية إلى الشام (٧).

عن الضحاك بن مزاحم قال : بلغنى أن التضلع (٨) من ماء زمزم براءة من النفاق ، وأن ماءها يذهب بالصداع ، وأن الاطلاع فيها يجلو البصر (٩) ، وأنه سيأتى عليها زمان تكون أعذب من النيل والفرات (١٠).

قال أبو محمد الخزاعى وقد رأينا ذلك فى سنة (١١) إحدى واثنتين وثمانين ومائتين ، وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة فسال واديها بأسيال عظام فى سنة

__________________

(١) ما بين حاصرتين ساقط من المطبوع.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٤٩.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «عن أبى حسين».

(٤) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٠.

(٥) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٢ ، وما بين حاصرتين منه.

(٦) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٢.

(٧) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٢.

(٨) تحرف فى المطبوع إلى : «التطلع».

(٩) تحرف فى المطبوع إلى : «الصبر» وهو تحريف قبيح.

(١٠) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٤.

(١١) تحرف فى المطبوع إلى : «وقد روينا ذلك فى مسند إحدى» وهو تحريف قبيح جدّا.

٤٧

تسع وسبعين وسنة ثمانين ومائتين ، فكثر ماء زمزم وارتفع حتى قارب رأسها فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إلا سبعة أذرع أو نحوها ، وما رأيتها قط كذلك ولا سمعت من يذكر أنه رآها كذلك ، وعذبت (١) جدّا حتى كان ماؤها أعذب من مياه مكة التى يشربها أهلها (٢).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : رأيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزع له دلو من [ماء] زمزم فشرب قائما (٣).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : كنا مع النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى صفة (٤) [زمزم] فأمر بدلو فنزعت له من البئر فوضعها على شفة (٥) البئر ثم وضع يده من تحت عراقى الدلو ثم قال : باسم الله ، ثم كرع فيها فأطال ثم أطال فرفع رأسه فقال : الحمد لله ، ثم عاد فقال : باسم الله [ثم كرع فيها فأطال ، وهو دون الأول ، ثم رفع رأسه فقال : الحمد لله ، ثم كرع فيها فقال : بسم الله ، فأطال](٦) ، وهو دون الثانى ، ثم رفع رأسه فقال : الحمد لله ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : علامة ما بيننا وبين المنافقين لم يشربوا منها قط حتى يتضلعوا (٧).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «وغربت».

(٢) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٤.

(٣) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٧ ، وما بين حاصرتين منه.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «فى اصله».

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «شقة».

(٦) ما بين حاصرتين ساقط من المطبوع.

(٧) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٥٧.

٤٨

ذكر [حد](١) المسجد الحرام

وفضله وفضل الصلاة فيه

عن على الأزدى (٢) قال : سمعت أبا هريرة يقول : إنا لنجد فى كتاب الله المنزل أن حدّ المسجد من الحزورة (٣) إلى المسعى (٤).

عن عبد الله بن عمرو بن العاصى قال : أساس المسجد الحرام الذى وضعه إبراهيمعليه‌السلام من الحزورة إلى المسعى (٥) إلى مخرج سيل (٦) أجياد (٧).

عن عبد الجبار بن الورد المكى قال : سمعت عطاء بن أبى رباح يقول : المسجد الحرام الحرم كله (٨).

عن ابن جريج قال : كان المسجد الحرام ليس عليه جدرات محاطة إنما كانت الدور محدقة به من كل جانب ، غير أن بين الدور أبوابا (٩) يدخل منها [الناس] من كل نواحيه ، فضاق على الناس ، فاشترى عمر بن الخطاب رضى الله عنه دورا فهدمها ، وهدم على من قرب من المسجد ، وأبى بعضهم أن يأخذ الثمن وتمنع من البيع فوضعت أثمانها فى خزانة الكعبة حتى أخذوها بعد ، ثم أحاط عليه جدارا قصيرا وقال لهم عمر : إنما نزلتم على الكعبة فهو فناؤها ولم تنزل [الكعبة] عليكم ، ثم كثر الناس فى زمان عثمان فوسع المسجد واشترى من قوم وأبى آخرون أن يبيعوا فهدم عليهم فصيحوا به فدعاهم فقال : إنما جرأكم (١٠) علىّ حلمى عنكم ، قد فعل بكم عمر هذا فلم يصح به أحد فاحتذيت على مثاله[فصيحتم].

__________________

(١) ساقط من المطبوع.

(٢) تحرف فى المطبوع إلى : «الأزمى».

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «الخزورة» بالخاء المعجمة.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «السعى» والخبر لدى الأزرقى ٢ / ٦٢.

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «السّعى».

(٦) تحرف فى المطبوع إلى : «سبيل».

(٧) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٦٢.

(٨) فى الأصل : «أجمع» وتحرف فى المطبوع إلى : «الحرم ما جمع» والمثبت رواية الأزرقى ٢ / ٦٢.

(٩) تحرف فى المطبوع إلى : «بين الدور لها بوابا» وهو تحريف قبيح جدا.

(١٠) تحرف فى المطبوع إلى : «جزاكم».

٤٩

ثم زاد الخلفاء فيه زيادات أخرى (١).

قال أبو الوليد رحمه‌الله تعالى : ذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع ، وذرع المسجد الحرام طولا من باب بنى جمح إلى باب بنى هاشم الذى عنده العلم الأخضر مقابل دار العباس بن عبد المطلب ، أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع جدريه يمر فى بطن الحجر لاصقا بجدر الكعبة ، وعرضه من باب دار الندوة إلى الجدر الذى يلى الوادى عند باب الصفا لا صقا بوجه الكعبة ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع وذرع [عرض] المسجد الحرام من المنارة التى عند المسعى إلى المنارة التى عند باب بنى شيبة الكبير مائتا ذراع وثمانية وسبعون ذراعا ، وذرع عرض المسجد الحرام من منارة باب أجياد إلى منارة بنى سهم مائتا ذراع وثمانية وسبعون ذراعا (٢).

وعدد أساطين المسجد الحرام من شقه الشرقى مائة وثلاث أسطوانات ، ومن شقه الغربى مائة أسطوانة ، وخمس أسطوانات ، ومن شقه الشامى مائة وخمس وثلاثون أسطوانة ، و [من] شقه اليمانى مائة وإحدى وأربعون أسطوانة ، فجميع ما فيه من الأساطين أربعمائة أسطوانة وأربع وثمانون أسطوانة ، طول كل أسطوانة عشرة أذرع ، وتدويرها ثلاثة أذرع ، وبعضها (٣) يزيد على بعض فى الطول والغلظ ، وذرع ما بين كل أسطوانتين ستة أذرع وثلاثة عشر إصبعا (٤).

قال أبو الوليد ، رحمه‌الله تعالى : وفى المسجد الحرام ثلاثة وعشرون بابا فيها ثلاث وأربعون طاقا ، منها فى الشق الذى يلى المسعى ، وهو الشرقى ، خمسة أبواب ، وهو إحدى عشرة طاقا (٥).

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٦٨ وما بين حاصرتين منه.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٨١ وما بين حاصرتين منه.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «أذرع وجها يزيد».

(٤) أخبار مكة ٢ / ٨٢.

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «إحدى عشرة نطاقا» والخبر لدى الأزرقى ٢ / ٨٦.

٥٠

فضل المسجد الحرام والصلاة فيه

عن أبى سعيد الخدرى قال : قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تشد الرحال (١) إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدى هذا ، والمسجد الأقصى (٢).

عن سعيد بن المسيب قال : استأذن رجل من عمر بن الخطاب فى إتيان بيت المقدس ، فقال له اذهب فتجهز ، فإذا تجهزت فأعلمنى ، فلما تجهز جاءه فقال له عمر : اجعلها عمرة ، قال : ومر به رجلان وهو يعرض إبل الصدقة فقال لهما : من أين جئتما؟ فقالا : من بيت المقدس ، قال : فعلاهما بالدرة ، قال : أحج كحج البيت ، قالوا : إنما كنا مجتازين(٣).

عن عطاء بن أبى رباح قال : جاء رجل إلى الرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح فقال : إنى نذرت أن أصلى فى بيت [المقدس] فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ها هنا [فصلّ] فرد ذلك عليه ثلاثا ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذى نفسى بيده لصلاة ها هنا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من البلدان (٤).

عن ابن أبى مليكة (٥) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : صلاة فى مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ، وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من خمس وعشرين صلاة فيما سواه من المساجد (٦).

عن ابن الزبير (٧) قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فضل المسجد الحرام على مسجدى مائة صلاة(٨).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «الرجال» بالجيم المعجمة.

(٢) الأزرقى ٢ / ٦٣.

(٣) الأزرقى ٢ / ٦٣.

(٤) الأزرقى ٢ / ٦٣ وما بين حاصرتين منه.

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «عن أبى مليكة».

(٦) الأزرقى ٢ / ٦٤.

(٧) تحرف فى المطبوع إلى : «أبى الزبير».

(٨) الأزرقى ٢ / ٦٤.

٥١

ذكر الصفا وذرع ما بينه وبين الركن الأسود

وذرع ما بين الصفا والمروة.

قال أبو الوليد رحمه‌الله تعالى : وذرع ما بين الركن الأسود إلى الصفا مائتا ذراع واثنان وستون ذراعا وثمانية عشر أصبعا ، وذرع ما بين المقام إلى المسجد الذى يخرج منه إلى الصفا مائة ذراع وأربعة وستون ذراعا ونصف ، وذرع ما بين باب المسجد الذى يخرج منه إلى الصفا إلى وسط الصفا مائة ذراع واثنا عشرة ذراعا ونصف ، وعلى الصفا اثنتا عشرة درجة حجارة ، ومن وسط الصفا إلى علم المسعى الذى فى حد المنارة مائة ذراع واثنان وأربعون ذراعا ونصف ، والعلم أسطوانة طولها ثلاثة أذرع ، وهى مبنية فى حدّ المنارة ، وهى من الأرض على أربعة أذرع ، وهى ملبسة بفسيفساء وفوقها لوح طوله ذراع وثمانية عشر إصبعا ، وعرضه ذراع ، مكتوب فيه بالذهب وفوقة طوق ساج ، وذرع ما بين العلم الذى فى حد المنارة إلى العلم الأخضر الذى على باب المسجد ، وهو المسعى ، مائة ذراع واثنا عشر ذراعا ، والسعى بين العلمين ، وطول العلم الذى على باب المسجد عشرة أذرع وأربعة عشر إصبعا ، منه أسطوانة مبيضة ستة أذرع ، وفوقها أسطوانة طولها ذراعان وعشرون إصبعا ، وهى ملبسة فسيفساء أخضر ، وفوقها لوح طوله ذراع وثمانية عشر إصبعا ، واللوح مكتوب فيه بالذهب ، وذرع ما بين العلم الذى على باب المسجد إلى المروة خمس عشرة درجة ، وذرع ما بين الصفا والمروة سبعمائة ذراع وستة وستون ذراعا ونصف ، وذرع ما بين العلم الذى على باب المسجد إلى العلم الذى بحذائه على باب دار العباس بن عبد المطلب ، وبينهما عرض المسعى خمسة وثلاثون ذراعا ونصف ، ومن العلم الذى على باب دار العباس إلى العلم الذى عند دار ابن عباد (١) ، الذى بحذاء العلم الذى فى حد المنارة وبينهما الوادى مائة ذراع وإحدى وعشرون ذراعا (٢).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «بن عباس».

(٢) الأزرقى ٢ / ١١٨.

٥٢

ذرع طواف سبع بالكعبة

قال أبو الوليد : [ذرع طواف سبع بالكعبة] ثمانمائة وستة وثلاثون ذراعا وعشرون إصبعا ، ومن المقام إلى الصفا مائتا ذراع وسبعة وسبعون ذراعا ، ومن الصفا إلى المروة طواف واحد سبعمائة وستة وستون ذراعا ونصف ، يكون سبع بينهما خمسة آلاف وثلاثمائة ذراع وخمسة وستون ذراعا ونصفا (١).

ذكر بناء درج الصفا والمروة

قال أبو الوليد : حدثنى جدى أحمد بن محمد ، قال : كان الصفا والمروة يسند فيهما من سعى بينهما ، ولم يكن بينهما بناء ولا درج ، حتى كان عبد الصمد بن على فى خلافة أبى جعفر المنصور فبنى درجهما التى هى اليوم درجهما (٢).

ذكر الحرم وكيف حرم

عن وهب بن منبه أن آدم عليه‌السلام اشتد بكاؤه وحزنه لما كان من عظيم المصيبة ، حتى إن كانت الملائكة لتحزن لحزنه ولتبكى لبكائه ، فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة وضعها بمكة فى موضع الكعبة قبل أن تكون ، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة ، وفيها ثلاثة قناديل من ذهب من تبر الجنة يلتهب [فيها نور] من نور الجنة ، فكان ضوء ذلك النور ينتهى إلى موضع الحرم ، فلما سار آدم عليه‌السلام [إلى] مكة حرسه الله وحرس تلك الخيمة بالملائكة ، فكانوا يقفون على مواقع أنصاب الحرم يحرسونه ويزودون عنه سكان الأرض ، وسكانها يومئذ الجن والشياطين ، فلا ينبغى لهم أن ينظروا إلى شىء من الجنة ، لأن من نظر إلى شىء منها وجبت له ، والأرض يومئذ نقية (٣) طاهرة طيبة ، لم تنجس ، ولم تسفك فيها الدماء ، ولم يعمل فيها بالخطايا ، فلذلك جعلها الله سبحانه يومئذ مستقرّا لملائكته ،

__________________

(١) الأزرقى ٢ / ١٢٠.

(٢) الأزرقى ٢ / ١٢٠.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «بقية».

٥٣

وجعلهم فيها كما كانوا فى السماء يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، فلم تزل تلك الخيمة مكانها حتى قبض الله عزوجل آدم عليه‌السلام ، ثم رفعها إليه (١).

ذكر أول من نصب أنصاب الحرم

عن ابن عباس ، رضى الله عنهما ، أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم يريه ذلك جبريل عليه‌السلام ، فلما كان عام الفتح بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تميم بن أسد الخزاعى فجدد ما رثى منها (٢).

ذكر حدود الحرم

قال أبو الوليد ، رحمه‌الله تعالى : من طريق المدينة دون التنعيم عند بيوت غفار (٣) ثلاثة أميال ، ومن طريق اليمن من طرق إضاءة لبن فى ثنية لبن على سبعة أميال ، ومن طريق جدة منقطع الأعشاش عشرة أميال ، ومن طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نمرة ، على أحد عشر ميلا ، ومن طريق العراق على ثنية خل (٤) بالمقطع على سبعة أميال ، ومن طريق الجعرانة فى شعب (٥) آل عبد الله بن خالد بن أسيد على تسعة أميال (٦).

__________________

(١) الأزرقى ٢ / ١٢٧ وما بين حاصرتين منه.

(٢) الأزرقى ٢ / ١٢٨.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «تغار» وهو تحريف قبيح.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «حد».

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «شعث».

(٦) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ١٣٠.

٥٤

تعظيم الحرم والذنب (١) فيه

عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال : إن كانت الأمة من بنى إسرائيل لتقدم [مكة](٢) فإذا بلغت ذا طوى خلعت نعالها تعظيما للحرم (٣).

عن مجاهد فى قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (سورة الحج : آية ٢٥) قال : كان لعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان : أحدهما فى الحل ، والآخر فى الحرم ، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم فى الحل ، وإذا أراد أن يصلى صلى فى الحرم فقيل له فى ذلك فقال : إنّا كنا نتحدث أن من الإلحاد أن يقول : كلّا والله ، وبلى والله (٤).

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه كان يقول لقريش : يا معشر قريش ، الحقوا بالأرياف فهو أعظم لأخطاركم ، وأقلّ لأوزاركم (٥).

عن سعيد بن المسيّب أنه رأى رجلا من أهل المدينة بمكة فقال : ارجع إلى المدينة ، فقال الرجل : إنما جئت أطلب العلم ، فقال سعيد بن المسيب : أما إذا أبيت (٦) فإنا كنا نسمع أن ساكن مكة لا يموت حتى يكون عنده [الحرم] بمنزلة الحلّ ، لما يستحل من حرمتها (٧).

عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبيه قال : أخبرت أن عمر بن عبد العزيز وافقه (٨) شهر رمضان بمكة فخرج فصام بالطائف (٩).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «والذين» وهو تحريف فاحش.

(٢) ساقط من المطبوع.

(٣) أخبار مكة ٢ / ١٣١.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «أن يقول كلام الله ويلى والله» وهو من الأدلة على امتهان النص ، والخبر لدى الأزرقى ٢ / ١٣١.

(٥) الأزرقى ٢ / ١٣٤.

(٦) تحرف فى المطبوع إلى : «أما إذا بيت».

(٧) القرى لقاصد أم القرى ـ ص ٦٦١ ، وما بين حاصرتين منه.

(٨) تحرف فى المطبوع إلى : «مواقعه».

(٩) الأزرقى ٢ / ١٣٥.

٥٥

عن ابن جريج قال : بلغنى أن الخطيئة بمكة بمائة خطيئة ، والحسنة على نحو (١) ذلك.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : الإلحاد [فى الحرم] شتم الخادم ، فما [فوق] ذلك [ظلما](٢).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : حج الحواريون ، فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيما للحرم (٣).

قال أبو الوليد : حدثنى [جدى](٤) عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال :كان يعجبهم إذا قدموا مكة أن لا يخرجوا منها حتى يختموا القرآن (٥).

تذكر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه بمكة

عن ابن أبى نجيح قال : قالت عائشة ، رضى الله عنها ، لولا الهجرة لسكنت مكة ، إنى لم أر السماء بمكان قط أقرب إلى الأرض منها بمكة ، ولم يطمئن قلبى ببلدة قط ما (٦) اطمأن بمكة ، ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة (٧).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما أخرج من مكة : [أما] والله لأنى لأخرج منك وأنى لأعلم أنك أحب البلاد إلى الله ، وأكرمها على الله ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت (٨) ، يا بنى عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر بعدى فلا تمنعن طائفا ببيت الله ، عزوجل ، أى ساعة شاء من ليل

__________________

(١) الأزرقى ٢ / ١٣٧.

(٢) تحرف فى المطبوع إلى : «الإلحاد ظلم الجازم فما هو ذلك» وهو تحريف قبيح جدّا ، وما بين حاصرتين لدى الأزرقى ٢ / ١٣٧.

(٣) الأزرقى ٢ / ١٣٧.

(٤) ساقط من المطبوع.

(٥) القرى ـ ص ٥٥١.

(٦) فى المطبوع : «كما».

(٧) الأزرقى ٢ / ١٥٣.

(٨) تحرف فى المطبوع إلى : «فأخرجت».

٥٦

أو نهار ، ولولا أن تطغى (١) قريش لأخبرتها بما لها عند الله عزوجل ، اللهم أذقت أولها وبالا ، فأذق آخرها (٢) نوالا (٣).

ذكر المحصب وحد المحصب

من الحجون مصعدا فى الشق الأيسر وأنت ذاهب إلى منى إلى حائط خرمان (٤) مرتفعا عن بطن الوادى ، فذلك كله المحصب ، والحجون الجبل المشرف على مسجد الحرس (٥) بأعلى مكة على يمينك وأنت مصعد ، وهو أيضا مشرف على شعب [الجزارين إلى موضع القبة بمسجد] سلسبيل أم زبيدة (٦).

عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت : إنما كان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينزل به ـ يعنى المحصب ، لأنه كان أسمح لخروجه [حين يخرج] فمن شاء نزله ومن شاء تركه (٧).

منزل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم

عن عطاء أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد ما سكن المدينة كان لا يدخل بيوت مكة ، قال : كان إذا طاف بالبيت انطلق إلى أعلى مكة فاضطرب به إلا بنية ، قال عطاء فى حجته : فعل ذلك أيضا ونزل أعلى مكة قبل التعريف ، وليلة النفر نزل أعلى الوادى (٨).

عن أبى رافع قال : قيل للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح : ألا تنزل منزلك بالشعب؟ قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا؟ [قال] وكان عقيل بن أبى طالب قد باع

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «ولولا أتطغى».

(٢) تحرف فى المطبوع إلى : «اللهم أذقت أولها وبالإفادق أخرها» وهو تحريف قبيح جدّا.

(٣) الأزرقى ٢ / ١٥٥ وما بين حاصرتين منه.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «خرسان».

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «الحرمين».

(٦) الأزرقى ٢ / ١٦٠ وما بين حاصرتين منه.

(٧) الأزرقى ٢ / ١٦٠ وما بين حاصرتين منه.

(٨) الأزرقى ٢ / ١٦١.

٥٧

منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومنازل إخوته من الرجال والنساء بمكة حين هاجروا ، ومنزل كل من هاجر من بنى هاشم ، فقيل لرسول الله (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فانزل فى بعض بيوت مكة فى [غير] منزلك ، فأبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [وقال] لا أدخل البيوت ، فلم يزل مضطربا بالحجون لم يدخل بيتا ، وكان يأتى المسجد من الحجون (٢).

عن أسامة بن زيد قال : قلت : يا رسول الله ، أين منزلك غدا؟ قال وذلك فى حجته ، قال : وهل ترك لنا عقيل منزلا؟ قال : ونحن نازلون غدا إن شاء الله تعالى بخيف (٣) بنى كنانة ، يعنى المحصب [حيث] تقاسمت قريش على الكفر ، وذلك أن بنى كنانة حالفت (٤) قريشا على بنى هاشم أن لا يناكحوهم ، ولا يبايعوهم ولا يوارثوهم ، إلا أبا لهب ، فإنه لم يدخل الشعب مع بنى هاشم ، وتركته قريش لما تعلم من عداوته للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت بنو هاشم كلها ، مسلمها وكافرها ، يحتمى للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا أبا لهب ، قال أسامة : ثم قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك : لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم (٥).

ذكر منى ومنزل النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم

عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : أين منى؟ قال : [من] العقبة إلى محسر (٦) ، قال عطاء : فلا أحب أن ينزل أحد [إلا] فيما [بين] العقبة إلى محسر (٧).

عن طاوس قال : منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمنى على يسار مصلى الإمام ، وكان يترل أزواجه موضع دار الإمارة ، وكان منزل الأنصار خلف دار الإمارة ، وأومأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الناس [أن] انزلوا ها هنا وها هنا (٨).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «فقيل رسول الله».

(٢) الأزرقى ٢ / ١٦١ وما بين حاصرتين منه.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «بجيف» وهو تحريف قبيح.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «خالفت» بالخاء المعجمة.

(٥) الأزرقى ٢ / ١٦٢ وما بين حاصرتين منه.

(٦) تحرف فى المطبوع إلى : «مجسر» بالجيم المعجمة.

(٧) الأزرقى ٢ / ١٧٢ وما بين حاصرتين منه.

(٨) الأزرقى ٢ / ١٧٢ وما بين حاصرتين منه.

٥٨

ذكر مسجد الخيف وفضل الصلاة فيه

قال أبو الوليد : ذرع مسجد الخيف من وجهه (١) فى طوله من حدته التى تلى دار الإمارة إلى حدته التى تلى عرفة مائتا ذراع وثلاثة وسبعون ذراعا واثنا عشر إصبعا. ومن حدته التى تلى الطريق السفلى فى عرضه إلى حدته التى تلى دار الإمارة مائتا ذراع وأربعة وستون ذراعا وثمان عشرة إصبعا ، وعرضه مما يلى الإمارة مائتا ذراع (٢).

عن مجاهد قال : حج خمسة وسبعون نبيّا ، كلهم قد طاف بالبيت وصلى فى مسجد منى ، فإن استطعت أن لا تفوتك صلاة فى مسجد منى فافعل (٣).

عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية أن خالد بن مضرس أخبره أنه رأى أشياخا من الأنصار يتحرّون (٤) مصلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمام المنارة قريبا منها (٥).

قال : أبو الوليد : قال جدّى : الأحجار التى بين يدى المنارة ، وهى موضع مصلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم [لم] نزل نرى الناس وأهل العلم يصلون (٦) هنالك ، ويقال له : مسجد العيشومة (٧) وفيه عيشومة خضراء أبدا فى الخصب والجدب بين حجرين من القبلة ، وتلك العيشومة قديمة لم تزل [ثم](٨).

عن أبى الطفيل قال : سمعت ابن عباس رضى الله عنهما يسأل عن منى ويقال له : عجبا لضيقه فى غير الحج ، فقال ابن عباس : إن منى يتسع بأهله كما يتسع الرحم للولد(٩).

__________________

(١) تحرف فى المطبوع إلى : «الخيف وجده فى».

(٢) الأزرقى ٢ / ١٨١.

(٣) الأزرقى ٢ / ١٧٤.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «يستمرّون».

(٥) الأزرقى ٢ / ١٧٤.

(٦) تحرف فى المطبوع إلى : «يعلمون».

(٧) تحرف فى المطبوع إلى : «العبشومة» بالباء الموحدة.

(٨) الأزرقى ٢ / ١٧٤ وما بين حاصرتين منه.

(٩) الأزرقى ٢ / ١٧٩.

٥٩

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال إنما سميت منى منى لأن جبريل عليه‌السلام حين أراد أن يفارق آدم عليه‌السلام قال له [تمن : قال أتمنى الجنة ، فسميت منى لأمنية آدم عليه‌السلام ، عن عمر بن مطرف قال : إنما سميت منى لما يمنى (١)] فيها من الدماء (٢).

قال أحمد بن عمر : إنما سميت الجمار الجمار لأن آدم عليه‌السلام كان يرمى إبليس فيجمر (٣) من بين يديه ، والإجمار (٤) : الإسراع (٥).

ذكر ذرع مسجد مزدلفة وذرع ما بين منى ومزدلفة

قال أبو الوليد : ومن حد مؤخر مسجد منى إلى مسجد المزدلفة ميلان وذراع ، أو [إلا](٦) ذراعا ، وذرع مسجد مزدلفة مكسرا ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع وإحدى وأربعون ذراعا (٧).

وله ستة أبواب ، باب فى القبلة ، وبابان فى الجدر الأيمن ، وبابان فى الجدر الأيسر إلى قزح أربعمائة ذراع وعشرة أذرع ، وقزح (٨) عليه أسطوانة من حجارة مدورة تدوير ما حولها أربعة وعشرون ذراعا ، وطولها فى السماء اثنا عشر ذراعا ، وفيها خمس وعشرون درجة ، وهى على أكمة مرتفعة كان يوقد عليها فى خلافة هارون الرشيد بالشمع ليلة المزدلفة ، وكانت قبل ذلك توقد عليها (٩) النار والحطب ، فلما مات هارون ، أمير المؤمنين ، كانوا يضعون ـ عليها مصابيح كبارا

__________________

(١) ما بين حاصرتين ساقط من المطبوع.

(٢) الأزرقى ٢ / ١٨٠.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «فيحمر» بالحاء المهملة.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «بين يديه إلا جمار».

(٥) الأزرقى ٢ / ١٨٠.

(٦) ساقط من المطبوع.

(٧) الأزرقى ٢ / ١٨٦.

(٨) تحرف فى المطبوع إلى : «قزع».

(٩) تحرف فى المطبوع إلى : «عليه».

٦٠