عرف الطّيب من أخبار مكّة ومدينة الحبيب

محمد بن محمد بن عبد الله الواسطي بن العاقولي

عرف الطّيب من أخبار مكّة ومدينة الحبيب

المؤلف:

محمد بن محمد بن عبد الله الواسطي بن العاقولي


المحقق: الدكتور علي عمر
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-352-7
الصفحات: ٩٥

١
٢

٣
٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدمة المحقق

لا نعرف عن بدايات التأليف فى تاريخ مكة ، وخاصة المؤلفات التى أفاد منها اللاحقون سوى مؤلف فى تاريخ مكة للحسن بن يسار البصرى المتوفى سنة ١١٠ ه‍ ، الذى كتب رسالة عن «فضائل مكة المشرفة» كانت فيما بعد أحد المصادر الرئيسية للفاسى المتوفى سنة ٨٣٢ ه‍ ، فى كتابه «شفاء الغرام» وفى كتابه «الزهور المقتطفة فى تاريخ مكة المشرفة».

ومؤلف آخر فى تاريخ مكة لعثمان بن ساج المتوفى سنة ١٨٠ ه‍ ، ويرجح أن كتابه فى تاريخ مكة كان أحد مصادر الأزرقى المتوفى نحو سنة ٢٥٠ ، فى كتابه «أخبار مكة».

ثم جاء أبو الوليد الأزرقى فكتب فى «أخبار مكة» وقد استقى كثيرا من معلوماته الواردة فى كتابه عن عبد الله بن عباس وتلاميذه ، حيث كانت لديهم معلومات وفيرة عن مكة.

ويبدو أن الأزرقى كان مولعا بمعرفة الأخبار التاريخية وروايتها ، كما أن اسمه يظهر كمصدر للمعلومات عن تاريخ مكة القديم ، وكذلك فيما يتعلق بتاريخها الإسلامى وما صاحبه من أحداث.

وقد استغرق ثلاثة أرباع كتابه ذكر قصص كانت قد نمت فى الجاهلية حول حرم مكة ووصف الشعائر ذات الصلة بمكة.

أما الربع الباقى فيبحث فى الأماكن المقدسة الأخرى من مكة بالإضافة إلى الحديث عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعاصريه من المكيين ، وعن خطط مكة وأطرافها.

وقد حظيت مرويات الأزرقى باهتمامات المؤرخين اللاحقين حتى عهد الفاسى والعهود اللاحقة.

٥

كما كتب الفاكهى مؤرخ مكة المتوفى سنة ٢٧٢ ه‍ كتابا فى «تاريخ مكة» أشاد به الفاسى ، حيث ذكر أن كتابه فى أخبار مكة حسن جدا ، لكثرة ما فيه من الفوائد النفيسة ، وفيه غنية عن كتاب الأزرقى ، وكتاب الأزرقى لا يغنى عنه ، لأنه ذكر فيه أشياء كثيرة حسنة مفيدة جدّا لم يذكرها الأزرقى ، وأفاد فى المعنى الذى ذكره الأزرقى أشياء كثيرة لم يفدها الأزرقى.

ولا شك أن الفاكهى دوّن فى كتابه المعلومات التاريخية التى تجمعت حتى ذلك الوقت لدى أهل طبقته عن مكة ، فكتب عن تاريخها القديم قبل الإسلام على ضوء القصص والروايات التى تناقلتها الأجيال جيلا بعد جيل.

وقد ظل الفاكهى لفترات طويلة تجاوزت عصره ، من أبرز وجوه مكة الفكرية لدى مؤرخى مكة.

وقد استفاد مؤرخو مكة اللاحقون إلى حد بعيد من كتاب الفاكهى ، كما أفادت منه المؤلفات اللاحقة حتى عصر الفاسى ومن بعده.

وبعد إسهامات كل من الأزرقى والفاكهى انقطع التأريخ تقريبا للحجاز منذ أواخر القرن الثالث الهجرى إلا ما يتصدق به عليه المؤرخون الطارئون تكريما للمدن المقدسة ، وتعريفا بها ، وإشادة بفضائلها.

وقد أكد على ذلك الفاسى بعد أن ذكر فضل السبق فى تدوين تاريخ مكة لكل من الأزرقى والفاكهى ، فقال : «وكانا ـ أى الأزرقى والفاكهى ـ فى المائة الثالثة ، ومن عصرهما إلى تأريخه ـ شفاء الغرام ـ خمسمائة سنة ونحو أربعين سنة وأزيد ، ولم يصنف بعدهما فى المعنى الذى صنفا فيه أحد ... وإنى لأعجب من إهمال فضلاء مكة بعد الأزرقى للتأليف على منوال تاريخه ، ومن تركهم تأليفا لتاريخ مكة يحتوى على معرفة أعيانها ، من أهلهم وغيرهم ، من ولاتها وأئمتها وقضاتها وخطبائها وعلمائها ، كما وضع فضلاء غيرها من البلاد».

وكيفما كان الأمر فقد افتتح مدرسة التاريخ فى مكة تقى الدين الفاسى ، أعظم أساتذتها بآثاره الخالدة ، والتى برز فيها فيما بعد : النجم عمر بن فهد المتوفى

٦

سنة ٨٨٥ ه‍ ، وعز الدين عبد العزيز بن فهد المتوفى سنة ٩٢٢ ه‍ ، وجار الله بن فهد المتوفى سنة ٩٥٤ ه‍ ، وغيرهم.

والدارس لكتابات الفاسى يلحظ أنه شكل بكتاباته مدرسة تاريخية مستقلة عن غيرها من مدارس الشام ومصر ، كما يلحظ أنه أدرك أهمية الأخبار المستقاة من المصادر الرئيسية ثم تتبع حوادث مكة وكتب عنها حسب مشاهداته وإحساساته وما يصله من معلومات.

ويعدّ هذا الصنيع من الملامح المميزة لمدرسة التاريخ فى مكة وقتئذ ، حيث اتصفت كتابة التاريخ منذ عصر الفاسى بجمع وتلخيص ما أنجزه المؤرخون السابقون ، ثم كتابة ما تلا ذلك من الأحداث التاريخية.

والكتاب الذى نقدم له اليوم من الكتابات التى اتسمت بتلخيص ما أنجزه المؤرخون السابقون ، فهو خلاصة لكتاب أخبار مكة ولما جاء فيها من الآثار ، لأبى الوليد الأزرقى (ت نحو ٢٥٠ ه‍).

وكتاب آخر ، هو : جامع الأصول فى أحاديث الرسول لمجد الدين ابن الأثير الجزرى (ت ٦٠٦ ه‍).

وقد تناول العاقولى فى كتابه : أحوال البيت الحرام والمشاعر العظام ومدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وكتاب العاقولى سبق أن طبع عن مكتبة مدبولى بالقاهرة سنة ١٩٨٩ م ، وهى طبعة رديئة سقيمة أساءت إساءة بالغة إلى الكتاب ومؤلفه.

وما أسهل على من له إلمام بمعرفة هذا الفن أن يسود عشرات الصفحات فى إحصاء الأخطاء البيّنة الواضحة ، وتعليقاتنا على الكتاب شاهد صدق على صحة ذلك.

وثمة أخطاء فاحشة غير الأخطاء الوارد بمتن الكتاب ، وهى الأخطاء التى لحقت بالتعريف ببعض الأعلام فى الحواشى ، وقد بلغت بعض هذه الأخطاء من القبح ما يندى له الجبين ، وسوف أشير فقط إلى واحد منها ليكون القراء والدارسون على بيّنة من بقيتها.

٧

جاء فى طبعة مدبولى ص ١٢٧ : «عبد الله بن عدىّ بن الحمراء».

وبالهامش : «هو أبو أحمد بن عدى بن عبد الله بن محمد بن مبارك الجرجانى ، ولد سنة ٢٧٧ ه‍ ، ومات سنة ٣٦٥ ه‍ انظر ترجمته فى : مرآة الجنان ٢ / ٣٧١ ، البداية والنهاية ١١ / ٢٨٣ ، تاريخ جرجان ٢٢٥ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٤٠ ، شذرات الذهب ٣ / ٥١ ، طبقات الشافعية للسبكى ٣ / ٣١٥ ، اللباب ١ / ٢١٩ ، وهكذا أثقل المصحح حواشى الكتاب بأخطاء كان فى غنى عنها لو أن منهجه اتسم بإعمال الفكر والرويّة.

ذلك أن عبد الله بن عدى بن الحمراء المذكور بالمتن صحابى ، وقد أورد حديث : «والله إنك لخير أرض الله ...» ابن عبد البر حين ترجم لابن الحمراء فى الاستيعاب ـ ص ٩٤٩.

ومن ثم يجب على الباحثين والدارسين أن يأخذوا ما كتب بالحواشى عن بعض الأعلام بكثير من الحذر والحيطة.

والمصحح فى بعض الأحيان يضع إضافات بالمتن ، ويشير فى الهامش بقوله : «إضافة من عندنا» كما فى ص ٧٤ من طبعته ، والإضافة تكون موجودة عند الأزرقى.

وذكر فى المقدمة : «أن هذا الكتاب هو تهذيب وتلخيص كبار أمهات الكتب التاريخية والجغرافية والمعمارية وخاصة كتاب «أخبار مكة للأزرقى ، وكتاب معجم البلدان لياقوت ، وكتاب فتوح البلدان للبلاذرى ، وكتاب معجم ما استعجم للبكرى وغيرها من الكتب التى تناولت تاريخ مكة والمدينة».

قلت : لم يهذب المصنف أو يلخص الكتب المذكورة ، وإنما رجع إلى كتابين فقط ذكرهما فى المقدمة بقوله : «فإن كتابنا هذا «عرف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب» يشتمل على خلاصة كتاب أبى الوليد الأزرقى ، وجامع الأصول لمجد الدين ابن الأثير الجزرى».

ومؤلف الكتاب هو : محمد بن عبد الله الواسطى الأصل البغدادى ، غياث الدين ، أبو المكارم ، ابن العاقولى (٧٣٣ ـ ٧٩٧ ه‍) عالم بغداد ومدرسها فى

٨

عصره ، ولد بها ، وكان هو وأبوه وجده كبراءها ، انتهت إليهم الرياسة فى العلم والتدريس ، ولما دخل تيمور لنك بغداد ، هرب ابن العاقولى منه ، فنهبت أمواله ، ورجع بعد ذلك فتوفى فيها.

من كتبه : البيان لما يصلح لإقامة الدين من البلدان ، وشرح منهاج البيضاوى ، وشرح مصابيح البغوى ، والدراية فى معرفة الرواية ، وكفاية الناسك فى معرفة المناسك.

هذا وقد استندت فى تحقيق نص كتاب «عرف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب» إلى مصورة عن دار الكتاب المصرية رقم ٥٢٤٧ ، تاريخ ، كتبت بخط نسخى سنة ١١٤٨ ه‍ ، فى ١٥ ورقة ، ومسطرتها ٢٥ سطرا.

والله أرجو أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

القاهرة فى مايو ٢٠٠٧

ربيع الآخر ١٤٢٨ ه

د. على عمر

٩
١٠

١١

١٢

١٣
١٤

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (١).

الحمد لله الذى جعل البيت الحرام مثابة (٢) للناس وأمنا ، وكساه الإجلال والإعظام (٣) تفضلا منه ومنّا ، والصلاة على سيدنا محمد الممنون علينا به ، حيث ابتعثه الله تعالى منّا [وعلى](٤) آله وأصحابه فأعطى ، فجمع رسوله ما تمنّى.

وبعد : فإن كتابنا هذا : «عرف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب» يشتمل على خلاصة كتاب أبى الوليد الأزرقى ، وجامع الأصول لمجد الدين المبارك ابن الأثير الجزرى ، من أحوال البيت الحرام ، والمشاعر (٥) العظام ، ومدينة محمد عليه أفضل [الصلاة و](٦) السلام.

يحتوى على ثلاثة أبواب ، منزه عن الإطناب والإسهاب.

وأما كتاب الأزرقى فإنه روايتنا عن جماعة منهم الشيخ [العلامة](٧) عز الدين محمد (٨) بن عبد الله الشافعى ، عن مسند الدنيا فخر الدين أبى الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد المقدسى ، عن أبى الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى ، عن القاضى أبى بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى ، عن أبى طالب محمد بن على بن أبى الفتح الحربى (٩) العشارى ، عن أبى بكر أحمد بن أبى

__________________

(١) بعدها فى المطبوع : «تسليما» وليست فى الأصل.

(٢) تحرف فى المطبوع إلى : «ثنابة» وهو تحريف قبيح.

(٣) فى المطبوع : «جلالا وعظمة» والمثبت من قراءة النص ، وهو نفس النص الذى رجع إليه مصحح المطبوع.

(٤) ساقط من المطبوع.

(٥) تحرف فى المطبوع إلى : «البيت الحرام والأكثار».

(٦) ما بين حاصرتين ساقط من المطبوع.

(٧) ساقط من المطبوع

(٨) تحرف فى المطبوع إلى : «إبراهيم».

(٩) تحرف فى المطبوع إلى : العربى» وهو تحريف قبيح ، صوابه من الأصل ، ومثله لدى الخطيب البغدادى.

١٥

موسى (١) بن عبد الصمد الهاشمى ، عن أبى إسحاق إبراهيم بن محمد الهاشمى ، عن أبى الوليد محمد بن عبد الله بن أحى بن الوليد [بن الأزرق](٢) الأزرقى الغسانى المؤلف.

وأما كتاب «جامع الأصول» (٣) فإن روايتنا عن جماعة منهم : الشيخ عز الدين الحسين بن محمد الشافعى ، عن شيخه فخر الدين أبى الفضل عبد الله بن أبى الثناء محمود بن داود بن بلدجى ، عن مجد الدين المبارك بن محمد بن عبد الكريم الجزرى (٤) المؤلف ، وبالله تعالى العون والتوفيق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

__________________

(١) تحرف فى الأصل والمطبوع إلى : «أحمد بن موسى» وصوابه من تاريخ بغداد ٥ / ٦٤.

(٢) ساقط من المطبوع

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «جامع الأحوال ، واسم الكتاب كاملا : «جامع الأصول فى أحاديث الرسول».

(٤) أسماء رواة كتاب الأزرقى وكتاب ابن الأثير نسبت إلى غير مصادرها فى حواشى طبعة مدبولى ، وقارن بما ورد بشأنها ص ١٩ ـ ٢٢ تجد عجبا.

١٦

الباب الأول

فى ذكر ما كانت الكعبة عليه فوق الماء

قبل أن يخلق الله السموات

والأرض وما جاء فى ذلك

١٧
١٨

عن سعيد بن المسيب قال : قال كعب الأحبار : كانت الكعبة غثاء على الماء قبل أن يخلق الله عزوجل السموات والأرض (١).

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض بعث الله ريحا هفافة فصفقت الماء فأبرزت عن خشفة فى موضع [هذا] البيت كأنها قبة فدحا الله تعالى الأرضين من تحتها فمادت ثم مادت فأوتدها الله تعالى بالجبال فكان أول جبل وضع فيها أبو قبيس فلذلك سميت [مكة] أم القرى (٢).

عن ليث بن معاذ قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذا البيت خامس خمسة عشر بيتا [سبعة] منها فى السماء إلى العرش ، وسبعة منها إلى تخوم الأرض السفلى ، وأعلاها الذى يلى العرش ، البيت المعمور ، لكل بيت منها حرم كحرم هذا البيت ، لو سقط منها لسقط بعضها على بعض إلى تخوم الأرض السفلى ، ولكل بيت من أهل السماء ومن أهل الأرض من يعمره كما يعمر هذا البيت (٣).

عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : لما أهبط الله عزوجل آدم عليه‌السلام إلى الأرض من الجنة كان رأسه فى السماء ورجلاه فى الأرض وهو مثل الفلك من رعدته ، قال فطأطأ الله عزوجل منه إلى ستين ذراعا فقال : يا رب ما لى لا أسمع أصوات الملائكة ولا أحسهم؟ قال خطيئتك يا آدم ، ولكن اذهب فابن لى بيتا فطف به واذكرنى حوله كنحو ما رأيت الملائكة تصنع (٤) حول عرشى ، قال : فأقبل آدم عليه‌السلام يتخطّى فطويت له الأرض وقبضت له المفاوز فصارت كل مفازة يمر بها خطوة وقبض له ما كان من مخاض ماء أو بحر فجعل له خطوة ولم تقع

__________________

(١) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣١.

(٢) أخبار مكة للأزرقى ٢ / ٣٢ وما بين حاصرتين منه.

(٣) أخبار مكة للأزرقى ١ / ٣٥ وما بين حاصرتين منه.

(٤) تحرف فى المطبوع إلى : «تضع» وصوابه من الأصل ، ومثله لدى الأزرقى الذى ينقل عنه المصنف

١٩

قدمه فى شىء من الأرض إلا صار عمرانا [وبركة] حتى انتهى إلى مكة فبنى البيت الحرام ، وإن جبرئيل عليه‌السلام ضرب بجناحه الأرض فأبرز عن أس ثابت على الأرض السفلى فقذفت فيه الملائكة الصخر ما لا يطيق [حمل] الصخرة منها ثلاثون رجلا ، وأنه بناه من خمسة أجبل ، من لبنان ، وطور زيتا ، وطور سينا ، والجودى ، وحراء حتى استوى على وجه الأرض (١).

عن عبد الله بن أبى زياد [أنه] قال : لما أهبط الله تعالى آدم عليه‌السلام من الجنة قال : يا آدم ابن لى بيتا بحذاء بيتى الذى فى السماء تتعبد فيه أنت وولدك كما تتعبد ملائكتى حول عرشى ، فهبطت عليه الملائكة فحفر حتى بلغ الأرض السابعة فقذفت فيها الملائكة الصخر حتى أشرف على وجه الأرض ، وهبط آدم عليه‌السلام بياقوتة حمراء مجوفة لها أربعة أركان بيض فوضعها على الأساس ، فلم تزل الياقوتة كذلك حتى كان زمن الغرق فرفعها الله سبحانه وتعالى (٢).

ذكر البيت المعمور

عن مقاتل يرفع الحديث إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى حديث به قال : سمى البيت المعمور لأنه (٣) يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك ثم ينزلون إذا أمسوا فيطوفون بالكعبة يسلمون على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم ينصرفون فلا تنالهم النوبة حتى تقوم الساعة (٤).

ذكر حج آدم عليه‌السلام ودعائه لذريته

عن أبى المليح [أنه] قال : كان أبو هريرة يقول حج آدم عليه‌السلام فقضى المناسك ، فلما حج قال (٥) أى رب إن لكل عامل جزاء ، قال الله تعالى : أما أنت يا آدم فقد

__________________

(١) الأزرقى ١ / ٣٦ وما بين حاصرتين منه.

(٢) الأزرقى ١ / ٤٣ وما بين حاصرتين منه.

(٣) تحرف فى المطبوع إلى : «أنه».

(٤) الأزرقى ١ / ٤٩.

(٥) فى هامش المطبوع : «وردت فى الأصل قالوا».

قلت : لم ترد فى الأصل وإنما وردت فى حاشية الأصل بلفظ : «قال».

٢٠