صفة جزيرة العرب

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني

صفة جزيرة العرب

المؤلف:

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني


المحقق: محمّد بن علي الأكوع الحوالي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢

الدرج ما إذا ضربناه في أميال الدرجة خرج لنا من الأميال ألف وخمسمائة وثلاثة وثلاثون ميلا ، فاذا قسمناها على أميال المرحلة للمجد في السير ، خرج لنا ست وسبعون وثلثان ، وهذا طول هذه الجزيرة وعرضها القراري من أسفلها ، فأما عرضها من أعلاها ، فهو بناحية عدن أبين قليل ، ثم يزداد فيها السعة أكثر ، من ناحية المشرق الى حضرموت فبلد مهرة فعمان ، ويميل البحر حيث ما دخل في تهامة الشيء بعد الشيء الى المغرب حتى يكون مميلها من سواحل الحجاز الى القلزم نحو المغرب أكثر ، فصارت هذه الجزيرة تقطع على أشرف الأقاليم في موسطها ، وصار فيها ما تسامتها الشمس والكواكب الجارية مرتين في الثور والأسد ، وفي الجوزاء والسرطان ، وهي أقرب العمران من خط الاستواء وهي تحت برج من بروج البأس ، وبها البيت الحرام ، والبيت الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، ومقام ابراهيم عليه‌السلام ، وأم القرى ، ومخرج النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومتبوأ إبراهيم ، ومنشأ إسماعيل ، ومولد محمد صلى الله تعالى عليهم أجمعين ، ومقطن آل الله ، ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعتّاب بن أسيد (١) : «إني مستخلفك على آل الله» وإليها كان يسير آدم ، وبها كان قطونه ، وبها أرض يثرب مهاجر النبي عليه‌السلام ، وحرمه ، ومركز الاسلام ، ومقام الإمامة ، وقطب الخلافة ، ودار العز ، ومحل الامرة ، وبها الوادي المقدس طوى ، وطور سيناء ، ومسجد إيلياء ، وآثار الأنبياء ، ومنابت الأتقياء ، ومحافد الأصفياء ، وعرصة المحشر وجبال الرحمة ، ومتعلّق السيّاحة ، والعبادة والسراة ، القاطعة من أعلى اليمن الى أسفل الشأم ، وبها بقاع الفصاحة والصباحة واعتدال المزاج وحسن الألوان ، لا الصهبة ولا الزرقة ، ومتوسط النبات في الشّعر ، لا القطط ، ولا السبط ، واسوداد الأحداق ، واحورار المقل ، مع الحميّة والأريحيّة والسخاء والكرم والجود بما تشح به الأنفس ، والصبر بساعة البأس ، وبها أفرس من ركب الخيل فهم لها حزم وأحلاس ، وأحسن من امتطى الابل فهم لها أرباب

__________________

(١) عتاب بن أسيد ، عتاب بتشديد التاء المثناة من فوق ، وأسيد بفتح الهمزة ـ ابن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي أسلم عام الفتح واستعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مكة لما سار الى حنين وقال له هذه المقالة التي ذكرها المؤلف وكان عمره نيفا وعشرين سنة وحج بالناس وأقره أبو بكر ومات يوم مات أبو بكر وكان فاضلا ورعا زاهدا ، راجع «الاصابة».

٤١

وأقباس (١) ، وأوفى من تقلد ذمة ، وأبرع من نطق بحكمة ، وبها من يعد المائة بين حجة وعمرة ، ومن يزور قبر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) قاصدا غير متطرّق وبها المسجد المؤسس على التقوى ، وبها الممالك القديمة ، والآثار العظيمة ، مثل ناعط وغمدان ، وهكروريدان ، وبينون وغيمان ، وبرك الغماد ، و (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ)(٢) ، وجميع ما اشتمل عليه الكتاب الثامن من الإكليل (٣).

معرفة وضع هذه الجزيرة في المعمور

من الأرض وموضعها منه

اعلم أن الأرض ليست بمنسطحة ، ولا ببساط مستوي الوسط والأطراف ، ولكنها مقببة ، وذلك التقبيب لا يبين مع السعة ، انما يبين تقبيبها بقياساتها الى أجزاء الفلك ، فيقطع منها أفق كل قوم على خلاف ما يقطع عليه أفق الآخرين طولا وعرضا في جميع العمران ، ولذلك يظهر على أهل الجنوب كواكب لا يراها أهل الشمال ، ويظهر على أهل الشمال ما لا يراه أهل الجنوب ويكون عند هؤلاء نجوم أبدية الظهور والمسير حول القطب ، وهي عند أولئك تظهر وتغيب ، كما يكون عند أولئك نجوم أبدية الظهور وهي عند هؤلاء تظهر وتغيب ، وسأضع لك في ذلك مقياسا بينا للعامة ، من ذلك أن ارتفاع سهيل بصنعاء وما سامتها إذا حلق ، زيادة على عشرين درجة ، وارتفاعه بالحجاز قرب الشعر ، وهو بالعراق لا يرى إلا على خط الأفق ، ولا يرى بأرض الشمال ، وهناك لا تغيب بنات نعش ، وهي تغيب على المواضع التي يرى فيها سهيل ، فهذه شهادة العرض. وأما شهادة الطول فتفاوت أوقات بدء الكسوفات

__________________

(١) كذا في الأصل أقباس بالباء الموحدة بعد القاف من القبس الشعلة ، وفي «ل» و «ب» أقياس بالياء المثناة من تحت : جمع قوس.

(٢) ناعط في حاشد ثم في الخارف وغمدان بضم أوله كان في صنعاء وهكر بفتح أوله وكسر ثانيه في عنس وشرقي ذمار بجنوب ونعت بجمال نسائها حتى يوم الناس هذا قال امرؤ القيس الكندي :

هما ظبيتان من ظباء تبالة

على جؤذرين أو كبعض دما هكر

وبينون من عنس. وغيمان من خولان العالية. وبرك الغماد يأتي ذكرها وكذا(إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ).

(٣) عن هذا الجزء انظر مقدمتيه في طبعتي الأب ماري الكرملي ببغداد سنة ١٩٣١ ، والدكتور فارس في برنستن سنة ١٩٤٠ ، وقد حققناه ونشرناه ولله الحمد.

٤٢

ووسطها وانجلائها على خط فيما بين المشرق والمغرب ، فمن كان بلده أقرب الى المشرق كانت ساعات هذه الأوقات من أول الليل والنهار أكثر ؛ ومن كان بلده أقرب الى المغرب كانت ساعات هذه الأوقات من آخر الليل وآخر النهار منكوسا الى أولهما أكثر ، فذلك دليل على تدوير موضع المساكن والأرض ، وأن دوائر الأفق متخالفة في جميع بقاع العامر ، ولو كان سطح الأرض صفيحة ، لكان منظر سهيل وبنات نعش واحدا.

واعلم أن العامر من الأرض ليس هو منها الكل ؛ ومن الدليل على ذلك : أن الشمس في يومي الاستواء لا تسامت أحدا من سكان الأرض إلا من كان منهم على خط الاستواء ، وهو منطقة الأرض الوسطى ، وهم أول سكان العامرة من جنوبيّ الصين وجنوبيّ الهند وبلد الزنج والدّيبجات ، ثم تميل الى نحو الشمال في شهور الربيع ، الى أن توافي رأس السرطان في منتهى طول النهار ولا تسامت إلا ما بين خط الاستواء ، والبلد الذي عرضه أربعة وعشرون جزءا ، من الحجاز والعروض وما سامت ذلك شرقا وغربا ، ومن دخل عن هذا الخط في الشمال فانه لا يسامتهم من الكواكب الجارية كوكب إلا أن يكون أقصى عرضه في الشمال ، يوافق أن يكون في رأس السرطان في أقصى عرضها ، فتبعد مسامتتها عن رأس الحمل اثنتين وثلاثين درجة ، فتسامت من كان عرض بلده هذا المقدار ؛ فبان لك أن العمران من نصف الأرض إلى جانبها الشمالي ، ولما كانت مدورة كان العمران على هذه الصورة :

٤٣

أول هذا العمران من خط الاستواء الذي لا عرض له إلى منقطع الإقليم السابع حتى يكون العرض وهو ارتفاع القطب خمسين جزءا ونصف ، وهذا حد مساكن الأمم المعروفة ، وقد يخرج عن ذلك ما يكاد أن يسكن وينتجع إليه في الصيف أقاصي الخزر وأقاصي الترك والتّغزغز والبرغر (١) مما يصالي الروم وما وراء ذلك ، فان نهاره يقصر ويتلاشى حتى يصير الليل عليه أغلب ، وهو الموضع الذي يسمى الظلمات ، وكانت ملوك العرب تنافس في دخولها لأجل السمعة وبعد الصوت لا أن ثم غنيمة ولا جوهرا مما ترويه العامة ، وفي بعض تلك المواضع هلك تبّع الأقرن.

وأما ما خلف خط الاستواء الى الجنوب ، فان طباعه تكون على طباع شق الشمال سواء في جميع أحواله إلا قدر ما ذكرنا في كتاب «سرائر الحكمة» من اختلاف حالي الشمس في رأس أوجها ونقطة حضيضها (٢) ، وقد ذكر هرمس أن فيه أقاليم كمثل هذه ، والذي يحجر الناس عن بلوغه انفهاق البحر الأعظم دونه ، وشدة الخب (٣) فيه ، وسلطان الرياح ، وعظم الموج ، وبعد المتناول ، وقد يكاد أن يتعذر المركب في خلجه التي منها بحر الزنج وبحر المشرق ، فكيف به وأكثر ما يمتنع به في الأوقات المسعفة ، البعد والسعة ، فأما بحر المغرب المظلم فانما امتنع عن العابرين عليه لدخوله في الشمال ، وبعده عن مدار الكواكب ، فغلظ ماؤه ، وتكاثفت الأرواح عليه لعدم مسامتته الشمس ، وما سامتته الشمس من البحار فقد تلطفه وتنفي عنه كثيرا من غلظ الأرواح ، ويظهر فيه مرامي العنبر ومنابت الصدف وغير ذلك.

معرفة قسمة الأقاليم لهرمس الحكيم (٤)

الأول : الهند ، والثاني : الحجاز واليمن ، والثالث : أرض مصر ، والرابع : أرض بابل ، والخامس : أرض الروم ، والسادس : ياجوج وماجوج ، والسابع : أرض الصين ، وجعل الاقليم الرابع وسطا ، وجعل الستة الباقية مطيفة به

__________________

(١) التغزغز أمة من الترك بين الصين ومفاوز خراسان والبرغر آخره راء وفي المعاجم بالزاي وهي أمة من الترك أيضا.

(٢) أوج الشيء أعلاه وما ارتفع ، والحضيض ما سفل وانخفض.

(٣) الخب بالفتح اضطراب البحر وهياجه.

(٤) هرمس هو بابلي الأصل ، انتقل الى مصر وتوفي هنالك. «فهرست ابن النديم» وله مؤلفات ومنها رسالة معاتبة النفس طبعت بأوروبا.

٤٤

حتى يلتقي الأول بالسابع عليه ، وجعلها قسمة مستوية يدخل في كل بلد من هذه المشهورة (١) ما صاقبه ودخل في حيزه.

حدود هذا الاقليم الرابع وهو بابل : الحد الأول : الثّعلبيّة (٢) من أرض العرب ، والحد الثاني : شط نهر بلخ ، والحد الثالث : نصيبين ، والحد الرابع : الدّيبل وهو حد الإقليم السابع ، الثاني : حده البحر مما يلي عمان الى جدّة على ما دار به من اليمن الى أرض الزنج والحبش ، الى الثّعلبية ، والإقليم الثالث : حده منتهى أرض الحبشة مما يلي أرض الحجاز ؛ الى نصيبين ، إلى أقصى الشأم (٣) إلى البحر الذي بين أرض مصر وبين الشأم. الى وسط البحر الذي يلي الأندلس مما يلي المغرب ، وحد الإقليم الخامس : بحر الشأم الى أقصى الروم مما يلي البحر ، الى أرض الخزر وياجوج وماجوج ، الى حد الاقليم الرابع ، وحد الاقليم السادس : أرض الصين الى نهر بلخ ، الى بحر الشأم الذي يلي المشرق ، وحد الإقليم السابع : من الهند الى حد الاقليم الرابع ، الى حد الاقليم السادس ؛ وجعل كل إقليم من هذه بتقدير سبعمئة فرسخ في سبعمائة ، وقد تخالف الناس في مقاديره.

معرفة قسمة الأقاليم لبطليموس (٤)

وأما بطليموس وقدماء اليونانيين فانهم رأوا أن طباع الأقاليم وجبلّتها لا تكون إلا

__________________

(١) في نسخة المشهودة.

(٢) الثعلبية بفتح أوله من منازل مكة الى الكوفة سميت بثعلبة بن مزيقياء بن ماء السماء ـ الأزدي في قضية طويلة راجع «معجم البلدان ج ٢ ـ ٧٨».

(٣) نهر بلخ هو نهر جيحون وبلخ بفتح أوله وسكون ثانيه مدينة من أجل مدن خراسان ، ونصيبين بفتح النون وكسر الصاد المهملة آخره نون : مدينة ما بين الموصل والشام والديبل بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة آخره لام : مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند ياقوت ج ٢ ـ ٤٩٥. وبحر الشام هو ما يسمى ببحر الروم واليوم البحر الأبيض المتوسط.

(٤) بطليموس : بفتح الباء الموحدة وسكون ثانيه وهو الذي يسمى القلودى بالقاف والذال المعجمة ويقال له أيضا الحكيم ، يوناني الأصل نبغ في أواسط القرن الثاني للميلاد ومولده ووفاته بمصر. وله مؤلفات كثيرة. وله جغرافيته الشهيرة جمع فيها كل ما عرفه اليونان من أحوال العالم القديم كما فعل ياقوت في معجمه وخصص بطليموس قسما من كتابه لبلاد العرب فذكر مدنها وقبائلها وعين الأماكن باعتبار الدرجات طولا وعرضا بشرح واف ونقلت كتبه الى العربية ومنها : المجسطى. ومن كلامه : ما أحسن الانسان يصبر عما يشتهي وأحسن منه أن لا يشتهي الا ما ينبغي. وقال : موضع الحكمة من قلوب الجهال كموقع الذهب من ظهر الحمار. «دائرة المعارف» ج ١ ـ ٣٣٨ «فهرست ابن النديم» ، «تاريخ العرب قبل الاسلام» جرجي زيدان.

٤٥

طرائق من المشرق الى المغرب متجاورة بعضها الى بعض ، من خط الاستواء الى حيث يقع القطب الشمالي خمسين درجة ، وهو ضعف الميل وزيادة جزئين وكسر ، وقد حدّ في قانونه عرض كل إقليم منها وساعات نهاره الأطول على وسطه دون طرفيه بقول من نقل عنه ؛ فجعل وسط الاقليم الأول : مدينة سبأ بمأرب من أرض اليمن ، وجعل العرض : ستة عشر جزءا وربعا وخمسا ، وساعات نهاره الأطول : ثلاث عشرة سواء ، وعرض الاقليم الثاني : منتهى الميل ، وهو ثلاثة وعشرون جزءا وخمسة أسداس ، وساعات نهاره الأطول : ثلاث عشرة ونصف ، والثالث : إقليم إسكندرية وعرضه ثلاثون جزءا وسدس وخمس جزء ، وساعاته : أربع عشرة ، والرابع : إقليم بابل ، وعرضه : ستة وثلاثون جزءا وعشر ، وساعات نهاره الأطول : أربع عشرة ونصف ، والاقليم الخامس : عرضه أربعون جزءا وتسعة أعشار وثلث عشر ساعة ، وساعاته : خمس عشرة ساعة ، والاقليم السادس : عرضه خمسة وأربعون جزءا ونصف وسدس عشر ، وساعات نهاره الأطول : خمس عشرة ساعة ونصف. والاقليم السابع : عرضه ثمانية وأربعون جزءا ونصف وثلث عشر ، ونهاره الأطول : ست عشرة ساعة ، وقد حد أقاصيها وأدانيها وبعض ما تشتمل عليه من البلاد المشهورة فقال : إن

الاقليم الأول : يمر على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها (١) على ما ذكرناه وابتداؤه حيث يكون نهاره الأطول : اثنتي عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة. وعرضه : اثني عشر جزءا ونصف ، وانتهاؤه حيث يكون نهاره الأطول : ثلاث عشرة ساعة وربع ، وعرضه : عشرون جزءا وربع ، قال : ووسط هذا الاقليم مدينة سبأ وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض ، وابتداؤه من المشرق من أقاصي بلاد الصين ، فيمر على جنوب الصين الى سواحل البحر الذي في جنوب بلاد الهند والسند (٢) ويقطع البحر الى جزيرة العرب وأرض اليمن وبحر جدة الماد الى القلزم وبلاد الحبشة وما وراء النيل وجنوب بلاد البربر الى أن ينتهي الى حد بلاد المغرب وهو دون البحر المظلم بمقدار ما نحن ذاكروه فيما بعد إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) لفظ «على» ساقط من «ل» و «ب»

(٢) السند مقاطعة من الباكستان المسلمة فتحها محمد بن القاسم الثقفي القائد المشهور ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي.

٤٦

الاقليم الثاني : ويمر الإقليم الثاني على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما ذكرناه ، وابتداؤه من المكان الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الأول الى حيث يكون نهاره الأطول ثلاث عشرة ساعة وخمسا وأربعين دقيقة ، وعرضه سبع وعشرون درجة وخمس ، قال : ووسط هذا الاقليم بتهامة من أرض العرب وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض ، وابتداؤه من المشرق من بلاد الصين فيمر ببلاد الهند والسند الى حيث يلتقي البحر الأخضر ـ يريد بحر الزنج ـ وبحر البصرة ، ويقطع جزيرة العرب ومكة والحجاز وبحر القلزم وصعيد مصر ، ويقطع النيل وأرض المغرب على وسط بلاد أفريقية وبلاد البربر الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.

الاقليم الثالث : ويمر الاقليم الثالث على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قد ذكرناه ؛ وابتداؤه من الموضع الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الثاني الى حيث يكون نهاره الأطول أربع عشرة ساعة وربعا ، وعرضه ثلاثة وثلاثون جزءا وثلث جزء ، ووسط هذا الاقليم بالتقريب في برية الكوفة مما يلي تيه بني اسرائيل أيام موسى عليه‌السلام ؛ وما كان في مثل عرضه من مواضع الأرض ؛ وابتداؤه من المشرق في شمال بلاد الصين والهند والسند والقندهار (١) وكابل وفارس وسجستان وعسقلان وأرض مصر وبلاد برقة وإفريقية ومدينة القيروان (٢) الى أن ينتهي الى حد المغرب من دول البحر المظلم.

الاقليم الرابع : ويمر الاقليم الرابع على وسطه من المشرق الى المغرب على

__________________

(١) القندهار بضم القاف وسكون النون وضم الدال المهملة آخره راء : مدينة مشهورة بالسند ولما فتحها المسلمون وأصيب فيها رجال من المسلمين قال يزيد بن مفرّغ الحميري :

كم بالجروم وأرض الهند من قدم

ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا

بقندهار ومن تكتب منيته

بقندهار يرجم دونه الخبر

ياقوت ج ٤ ـ ٤٠٢.

(٢) سجستان : بكسر أوله وثانيه وسكون السين المهملة ، ثم تاء مثناة من فوق آخره نون : ناحية كبيرة وولاية واسعة من بلاد فارس ، وعسقلان مدينة من مدن فلسطين ، وهو اليوم بيد الصهيونية أرجعها الله للمسلمين. وبرقة مدينة من طرابلس الغرب ، وأفريقية مشهورة إحدى القارات راجع ياقوت وغيره. والقيروان مدينة بأفريقية في تونس اختطها المجاهد العظيم والصحابي الجليل عقبة بن نافع الفهري وجعلها عاصمة الاسلام بأفريقيا وهي اليوم منطقة خاملة الذكر.

٤٧

المواضع التي يكون نهارها الأطول ، وعرضها ما قد ذكرناه ؛ وابتداؤه من الموضع الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الثالث ، وعرضه الى حيث يكون نهاره الأطول أربع عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة وعرضه ثمانيا وثلاثين درجة ونصف درجة ، وسط هذا الاقليم بالتقريب مدينة أصبهان (١) وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض. وابتداؤه من المشرق آخر أرض الصين وتبّت وبلخ وخراسان والجبال وأرض الموصل وشمال الشأم وبعض الثغور وبحر الشأم وجزيرة قبرس وبلاد طنجة الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.

الاقليم الخامس : ويمر الإقليم الخامس على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قدمنا ذكره ؛ وابتداؤه من الموضع الذي انتهى اليه عرض الاقليم الرابع ساعاته الى حيث يكون نهاره الأطول خمس عشرة ساعة وربعا ، وعرضه ثلاث وأربعون درجة ، ووسط هذا الاقليم بالتقريب مدينة مرو (٢) ؛ وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض فابتداؤه من المشرق داخل بلاد الترك وشمال خراسان وأذربيجان وكور إرمينية وبلاد الروم سواحل بحر الشأم والشمالية والأندلس الى أن ينتهي إلى حد المغرب من دون البحر المظلم.

الاقليم السادس : ويمر الاقليم السادس على وسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قد تقدم ذكره ؛ وابتداؤه من الموضع الذي انتهت اليه ساعات الاقليم الخامس ، وعرضه الى حيث يكون نهاره الأطول خمس عشرة ساعة وثلاثة أرباع ، وعرضه ستة وأربعون جزءا ونصف وثلث ونصف

__________________

(١) أصبهان بفتح الهمزة وسكون الصاد ثم باء موحدة آخره نون وقد تكسر الهمزة : من مدن فارس الشهيرة الحافلة بأئمة الاسلام والتي خرج منها من الاعلام ما لم يخرج من مدينة من المدن وفتحها أبو موسى الأشعري سنة ١٩ ه‍ وتبت بضم التاء المثناة من فوق وتشديد الموحدة مفتوحة ثم تاء أيضا : بلد بين الصين والهند مشهور. قال دعبل بن علي الخزاعي يفخر بقومه الحميريين في بعد المغار ، وهي من دامغته المشهورة :

وهم كتبوا الكتاب بباب مرو

وباب الصين كانوا الكاتبينا

وهم سموا قديما سمّرقندا

وهم غرسوا هناك التبتينا

وخراسان بضم الخاء المعجمة من فارس مشهورة. والجبال ويقال لها بلاد الجبال من فارس أيضا والموصل من العراق الشقيق وأهله عرب أقحاح. وجزيرة قبرس : بضم القاف وسكون الموحدة وضم الراء آخره سين مهملة من جزر البحر الأبيض مشهورة. وطنجة بالفتح والسكون مدينة على ساحل بحر المغرب الأقصى.

(٢) مرو بفتح أوله وسكون ثانيه مدينتان من مدن فارس. انظر كتاب «بلدان الخلافة» و «معجم البلدان».

٤٨

عشر جزء. ووسط هذا الاقليم بالتقريب أرض أرمينية الشمالية ؛ وابتداؤه من المشرق داخل بلاد الترك الى الشمال وبلاد الخزر. ويقطع وسط بحر جرجان الى بلاد الروم والقسطنطينيّة وبلاد برجان الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.

الاقليم السابع : ويمر الاقليم السابع بوسطه من المشرق الى المغرب على المواضع التي يكون عرضها وساعات نهارها الأطول ما قد طواه الشرح وابتداؤه من الموضع الذي انتهى اليه عرض الإقليم السادس ، وساعاته الى حيث يكون نهاره الأطول ست عشرة ساعة وربعا ، وعرضه خمسين درجة ، ووسط هذا الاقليم بالتقريب المواضع الواغلة في شمال بلاد الترك ، وابتداؤه من المشرق من شمال بلادهم ، ويمر على ساحل بحر جرجان الشمالي وبحر الروم وبلاد برجان والصقالبة الى أن ينتهي الى حد المغرب من دون البحر المظلم.

معرفة ما بعد الإقليم السابع : ثم منتهى عرض الإقليم السابع الى عرض أربعة وخمسين جزءا لا يخلو من هذه الأمم التي ذكرناها في الاقليم السابع هذا المقدار لهم متطرّق ومنجع لا يزال يتردد الفرق من التّغزغز والخزر وجيلان والبرغز والصقالبة فيه ، ثم تنقطع العمارة فيما بعد هذا العرض الى الموضع الذي يكون بعده من وتد الأرض الشمالي الذي يكون على سمته القطب مقدار درج الميل ، وهي أربع وعشرون وزيادة ثلث درجة ، وذلك ما عرضه ست وستون درجة ، لأن من هذا المقدار الى تسعين يبعد عن مدار الشمس ويفرط فيه البرد ، ولا يفارقه الثلج والجليد والضّريب والشفيف والصّقيع والقريس والبليل والهجا وغير ذلك مما يضاد نشوء الحيوان والنبات ، وقد فصّل بطليموس (١) جميع المسكون والخراب على ربع ساعة ، ربع ساعة ، وسنذكر ما قال تلو هذا الباب ـ إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) في أصلنا فصل بالصاد المهملة وكذا ما بعده وفي «ب» و «ل» بالضاد المعجمة وهذه الألفاظ المترادفة للبرد لا تزال عندنا مستعملة إلا أن في معانيها تفاوتا فالثلج والجليد : البرد المصحوب بالثلج والجليد وهو ما نسميه بالجمد.

والضريب : البرد الشديد الذي يمحق الثمار عندنا. والشفيف البرد الممزوج بريح خفيفة لاذعة والقريس قريب منه. والبليل البرد المصحوب برذاذ من المطر والهجا بكسر الهاء لغة يمانية لم ترد في المعاجم وهو برد معه سحاب رقيق. والصقيع البرد الشديد الذي يصحبه ارتعاش. والطخا بكسر الطاء المهملة ثم خاء معجمة وهو مثل الهجا وأكثر ما يكون صباحا ومن هذا التاهم بالتاء المثناة من فوق وهو السحاب المنتشر الذي يسبب سخونة وبرودة في حين آخر وقد يكون معه رذاذ ، ومثله العما ويسمى العميّاني ومن المترادف الصرد والجمد.

٤٩

ما أتى عن بطليموس من تفصيل أجزاء شق الشمال

قال بطليموس المهندس : نحن نجد الأرض تضطر العقل ببراهينها الهندسية أنها كريّة في جوف دائرة الفلك متجافيا عنها من كل جانب من جوانبها بتسعين جزءا ، ويقطعها فلك الاستواء ، وهي معدّل النهار الدائر نطاقه من رأس الحمل الى رأس الميزان ذاهبا ، ومن رأس الميزان الى رأس الحمل راجعا بقسمين متساويين في الأجزاء : أحدهما : الشق الجنوبي ، والثاني : الشق الشمالي ، والفارق بين هذين القسمين خط الاستواء من الأرض ، وهو نطاقها المحاذي لنطاق فلك الاستواء ووسط الاستواء قبة الأرض التي تحت قبة الفلك ـ يريد رأس كرة الأرض ـ ويقطع دائرة أفق القبة على نصف السماء علوا ونصفها سفلا ، وينقسم الأرض على تلك الهيئة بقسمين : ظاهر وباطن ، فصارت أربعة أقسام : شمالي متعال ، وشمالي متسافل ، وجنوبي متعال ، وجنوبي متسافل ، والقسمة دائرة الأفق في هذه المواضع ، وفيما كان على خطه بنصفين متساويين صارت فيه الأيام مثل الليالي سواء سواء ، والساعات اثنتي عشرة من الليل والنهار أبدا ، والظل في رأس الحمل والميزان معدوم ، فاذا مالت الشمس في الشمال الى رأس السرطان سقطت الأظلال بها الى الجنوب ؛ وإذا مالت من رأس الميزان الى الجدي ، سقطت أظلالها الى الشمال ، ويكون منتهى الظل الصيفي والشتوي بها خمس أصابع وثلث أصبع ، وتسامتهم الكواكب المحيرة إذا كانت في نقطة الربيع ونقطة الخريف ، ومن الكواكب الثابتة ما كان مداره على مدار النهار ـ يريد خط الاستواء ـ ويرون الكواكب كلها طالعة وغاربة إذ كان قطب الكرة على دائرة أفقهم بعينها ، وقمن أن تكون هذه المواضع من الأرض في الغاية من اعتدال المزاج ، وذلك أن الشمس لا يطول لبثها عليهم في النقط التي على الرؤوس ، لسرعة حركتها من نقطتي الاعتدالين في الميل ، لأنها في المبدأ من قوس الميل ، فتأخذ في الطول درجة وفي العرض ميل عامتها ، ولا تبعد عنهم أكثر من درج الميل ، وهي أربعة وعشرون جزءا غير سدس ، فيكون الصيف والشتاء هناك معتدل المزاج. قال : وأما المساكن في هذه البلاد على هذا الخط فلست أقدر أن أقول في ذلك ما [لا] أحيط بعلمه ، لأنه لم يصر اليها الى هذه الغاية أحد ممن عندنا ، وما يقال فيها فهو إلى أن يجري مجرى الحدس أقرب منه الى أن يجري مجرى الخبر عن المشاهدة ؛ فهذه هي خواص خط الاستواء

٥٠

والدائرة العظمى التي هي تحت معدل النهار على جملة القول ، وما مال عن هذه الدائرة جنوبا وشمالا تخالف عليه القطبان فظهر واحد وخفي واحد ، وبدت بذلك كواكب تكون أبديّة الظهور ، وخفي كواكب أبدية الخفاء مما تقارب القطبين ، ويقسم دوائر الأفق الدوائر المسامتة لهذين الشقين بقسمين مختلفين : من أعلى وأسفل ، فيكون الأعلى أعظم وأطول نهارا ، والأسفل أشف وأقصر ليلا في المسامتة فقط ؛ فأما على الشق الثاني من كل شق فعلى العكس ، وهو أن دوائر أرض الشمال المسامتة تنقطع بآفاقها ظاهرا على أكبر القسمين لمسامتتهم الدوائر المسامتة لأهل الجنوب ظاهرا على أصغر القسمين فيقصر عنهم النهار إذا كانت الشمس في دوائر الجنوب وكذلك فعل في الجنوب إذا حوّلت بميلها الى الشمال ، وحيثما ظهر أحد القطبين فلا بد أن يكون عليه كواكب أبدية الظهور وحيث ما خفي فلا بد أن يكون عليه كواكب أبدية الخفاء. انقضت الدائرة الأولى.

قال : وأما الدائرة الموازية الثانية : فهي التي تبلغ غاية النهار بها اثنتي عشرة ساعة وربعا من ساعات الاعتدال ـ يريد المستوية ـ وبعد هذه الدائرة من دائرة معدل النهار أربعة أجزاء وربع جزء ، وترسم مارة بالجزيرة المسماة : (طبروباني) وهذه الدائرة من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا كانت الشمس تصير أيضا عند كل من تحتها على سمت الرؤوس مرتين ، وكذلك سبيل ما كان تحت سهمي الميل من رأس السرطان ورأس الجدي الى الوتر المسامت خط الاستواء ويكون ظل رأس الحمل في هذه الدائرة (١) ثلاثا وخمسين دقيقة وخمس عشرة ثانية من أصبع ، ويقع المقاييس تحتها ، ويسقط الظل إذا كانت الشمس ما بين عشرة أجزاء ونصف من الحمل الى تسعة عشر جزءا ونصف من السنبلة نحو الجنوب ، فيكون أطول ظلها في الصيف ، أربع أصابع وست عشرة دقيقة وأربعا وعشرين ثانية ، وذلك في مئة درجة وتسع وخمسين درجة ، وهو ما بين الموضعين اللذين حددناهما في الحمل والسنبلة ، ويكون أطول ظلها في الشتاء ست أصابع وأربعا وعشرين دقيقة وستا وثلاثين ثانية من أصبع ، وذلك من تسعة عشر جزءا ونصف من أجزاء السنبلة الى عشرة أجزاء ونصف من أول الحمل ، فذلك مائتا درجة ودرجة ، ولا ظل لها أوقات توسط الشمس السماء على هذا الخط.

__________________

(١) في «ل» و «ب» : الدوائر ، بلفظ الجمع.

٥١

والدائرة الموازية الثالثة : هي الدائرة التي يصير أطول ما يكون من النهار فيها اثنتي عشرة ساعة ونصفا ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار وخط الاستواء ثمانية أجزاء وخمس وعشرون دقيقة ، وترسم مارة بالخليج المسمى (أو اليطيس) وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا كانت الشمس تصير على سمت الرؤوس ممن يسكن تحتها مرتين ، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي إلى كل واحدة من الجهتين تسعة وستين جزءا ـ يريد ما بين إحدى وعشرين درجة من الحمل الى تسع درجات من السنبلة ـ ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها ، فالشمس إذا كانت تسير في هذه المائة والثمانية والثلاثين جزءا كان وقوع أظلال المقاييس الى ناحية الجنوب عنها ، وإذا كان مسيرها في الأجزاء الباقية ـ وهي مائتا جزء واثنان وعشرون جزءا ـ كان وقوع الأظلال الى ناحية الشمال عنها ، ويكون ظل رأس الحمل بها أصبعا وستا وأربعين دقيقة وخمسا وعشرين ثانية من أصبع ، ومبلغ ظلها في الانقلاب الصيفي ثلاث أصابع وثماني عشرة دقيقة وثمانيا وثلاثين ثانية من أصبع ، وظل الانقلاب الشتوي من رأس الجدي بها سبع أصابع وأربع وثمانون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الرابعة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها اثنتي عشرة ساعة ونصفا وربع ساعة ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار اثنا عشر جزءا ونصف جزء ، وترسم مارة بالخليج المسمى (أودوليطيقوس) وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذا صارت الشمس على سمت الرؤوس عند من يسكن تحتها أيضا مرتين ، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي في رأس السرطان الى كل واحدة من الجهتين سبعة وخمسين جزءا وثلثي جزء ، ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها فالشمس ما دامت تسير في هذه المائة والخمسة عشر جزءا وثلث جزء ـ يريد ما بين درجتين وثلث من الثور الى سبع وعشرين درجة وثلثي درجة من الأسد ـ يكون وقوع أظلال المقاييس الى ناحية الجنوب عنها ؛ فاذا كان مسيرها في أجزاء الفلك الباقية وهي مائتا جزء وأربعة وأربعون وثلثا جزء ، كان فيها الى ناحية الشمال عنها ، ويكون ظل رأس الحمل على هذا الموضع أصبعين وتسعا وثلاثين دقيقة وثلاثين ثانية من أصبع ، ومنتهى ظل الصيف في رأس السرطان :

٥٢

أصبعان وأربع وعشرون دقيقة وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع ، ومنتهى ظل الشتاء في رأس الجدي : ثماني أصابع وخمسة أسداس أصبع.

والدائرة الموازية الخامسة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ستة عشر جزءا وسبع وعشرون دقيقة ، وترسم : مارة بالجزيرة المسماة (ما روى) ـ يريد مأرب أرض سبأ ـ وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين إذ كانت الشمس تصير على سمت الرؤوس عند من يسكن تحتها مرتين ، والمقاييس فيها إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي ـ يعني رأس السرطان الى كل واحدة من الجهتين ـ خمسة وأربعين جزءا ، ولا ظل لها في أوقات توسط الشمس السماء عليها مسامتة لها ـ يريد بهذه الأجزاء من نصف الثور الى أول السرطان الى نصف برج الأسد ـ فاذا كانت الشمس تسير في هذه التسعين جزءا كان وقوع الأظلال الى ناحية الجنوب عنها ، وإذا كان مسيرها في باقي أجزاء الفلك ـ وهي مائتان وسبعون جزءا ـ كان وقوع الأظلال الى ناحية الشمال ، ويكون ظل رأس الحمل على هذا الموضع ثلاث أصابع واثنتين وثلاثين دقيقة وثماني عشرة ثانية ، وظل رأس السرطان عليها أصبع وثلاث وثلاثون دقيقة واثنتا عشرة ثانية ، وظل رأس الجدي عليها عشر أصابع وعشر دقائق ، وست وثلاثون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية السادسة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدّل النهار عشرون جزءا وأربع عشرة دقيقة ، وترسم مارّة بالمواضع المسماة (ناباطو) يريد أجزاء الاقليم الأول فيما شارف مكة ، وهذه الدائرة أيضا من الدوائر التي يقع الظل فيها الى الجهتين اذا كانت الشمس تصير فيها على سمت الرؤوس مرتين ، والمقاييس في انتصاف النهار إذا كان بعد الشمس من الانقلاب الصيفي الى كل واحدة من جهته أحدا وثلاثين جزءا ـ يريد آخر جزء من الثور ، وأول جزء من الأسد ـ ولا ظل للشمس في هذين الجزءين ، وهما في مسامتة هذا الموضع ، واذا جازت (١) من هذين

__________________

(١) كذا في الأصل بالزاي وفي «ل» و «ب» بالراء.

٥٣

الجزءين في الشمال وقعت الأظلال نحو الجنوب ، وإذا كان مسيرها في باقي أجزاء الفلك وهي مائتا جزء وثمانية وتسعون جزءا كان سقوط الأظلال الى ناحية الشمال ، وظل رأس الحمل في هذا الموضع أربع أصابع وعشرون دقيقة وست عشرة ثانية ، وعلى رأس السرطان خمس وأربعون دقيقة وأربع عشرة ثانية من أصبع وظل رأس الجدي أحد عشر اصبعا وسبع وثلاثون دقيقة وخمس ثوان من أصبع.

والدائرة الموازية السابعة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثة وعشرون جزءا وإحدى وخمسون دقيقة ، وهي سمت أقصى الميل ، وترسم مارة بالجزيرة المسماة (سوينى) ـ يريد الحجاز ـ وهذه الدائرة أول الدوائر التي تسمى ذوات ظل واحد ، وذلك أن أظلال المقاييس في انتصاف النهار لا تقع عند من يسكن تحتها في وقت من الأوقات الى ناحية الجنوب لكن الشمس في الانقلاب الصيفي (١) نفسه فقط تصير على سمت رؤوسهم ، ولا يرى للمقاييس حينئذ ظل ، وذلك أن بعدهم عن معدل النهار هو بعد الانقلاب الصيفي عنه ، وأما سائر الزمان كله فان أظلال المقاييس تقع عندهم الى ناحية الشمال ، وظل رأس الحمل في هذا المكان خمس أصابع وثماني عشرة دقيقة وخمس وأربعون ثانية من أصبع ، ولا ظل لرأس السرطان كما ذكرنا لمسامتته هذا الموضع ، وظل رأس الجدي عليه ثلاث عشرة أصبعا ، وإحدى عشرة دقيقة وست وثلاثون ثانية من إصبع ، وجميع الدوائر التي هي أميل الى الشمال من هذه الدائرة لا ظل لها جنوبيّ الى أقصى الشمال إذ كانت الشمس لا تبلغهم.

والدائرة الموازية الثامنة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثلاث عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار سبعة وعشرون جزءا وخمس جزء ، وترسم مارة بالمدينة المسماة ب (طولامايس) وهي المعروفة ب (أرميس) في بلاد (تيبايس) وظل رأس الحمل في هذا الموضع ست أصابع وعشر دقائق واثنتا عشرة ثانية من أصبع ويكون ظل الصيف في رأس السرطان اثنتين وأربعين أصبعا واثنتي عشرة ثانية من أصبع ويكون ظل الشتاء عليه في رأس الجدي أربع عشرة أصبعا وخمسين دقيقة وسبعا وثلاثين ثانية من أصبع.

__________________

(١) كذا في «ل» و «ب». وفي أصلنا : الصيفي عند نفسه.

٥٤

والدائرة الموازية التاسعة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثون جزءا واثنتان وعشرون دقيقة ، وترسم مارة بأسفل أرض مصر وما أخذها شرقا وغربا ، وظل رأس الحمل في هذا الموضع سبع أصابع ودقيقتان وأربع عشرة ثانية من أصبع ويكون به الظل الصيفي من رأس السرطان أصبعا واثنتين وعشرين دقيقة واثنتي عشرة ثانية من أصبع ويكون به ظل الشتاء من رأس الجدي ست عشرة أصبعا وتسعا وثلاثين دقيقة وأربع عشرة ثانية من أصبع ..

والدائرة الموازية العاشرة : هي التي يصير أطول ما يكون النهار فيها أربع عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثة وثلاثون جزءا وثماني عشرة دقيقة ، وترسم مارة بوسط بلاد الشأم ، وظل رأس الحمل بها سبع أصابع وثلاث وخمسون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع ، والظل الصيفي من رأس السرطان أصبع وتسع وخمسون دقيقة وإحدى وخمسون ثانية من أصبع يكون أصبعين بالتقريب ، وظل الشتاء من رأس الجدي ثماني عشرة أصبعا وخمس وثلاثون دقيقة وسبع وعشرون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الحادية عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ستة وثلاثون جزءا ، وترسم مارة بالجزيرة المسماة (رودس) يريد بابل ، وظل رأس الحمل هنالك ثماني أصابع وثلاث وأربعون دقيقة من أصبع وظل رأس السرطان أصبعان وأربع وثلاثون دقيقة وسبع وخمسون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي بها عشرون أصبعا وتسع وثلاثون دقيقة وتسع وثلاثون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الثانية عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها أربع عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وثلاثون جزءا وخمس وثلاثون دقيقة ، وترسم مارة بالجزيرة المسماة ب (سمورنا) وظل رأس الحمل فيها تسع أصابع وثلاث وثلاثون دقيقة وخمس وعشرون ثانية من أصبع ، وظل رأس السرطان الصيفي ثلاث أصابع وست عشرة ثانية

٥٥

من أصبع ، وظل رأس السرطان الصيفي ثلاث أصابع وست عشرة ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي الشتوي اثنتان وعشرون أصبعا وتسع وخمسون دقيقة وأربع وثلاثون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الثالثة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار بها خمس عشرة ساعة من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار أربعون جزءا وست وخمسون دقيقة ، ترسم مارة بالبلاد المسماة (السنطس) وظل رأس الحمل بها عشر أصابع وأربع وعشرون دقيقة واثنتان وثلاثون ثانية من أصبع ، وظل رأس السرطان الصيفي بها ثلاث أصابع وإحدى وأربعون دقيقة وعشر ثوان من أصبع ، وظل رأس الجدي الشتوي بها خمس وعشرون أصبعا وتسع وعشرون دقيقة وست عشرة ثانية.

والدائرة الموازية الرابعة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثلاثة وأربعون جزءا وأربع دقائق ، وترسم مارة بالجزيرة المسماة (ماساليا) وظل رأس الحمل بها إحدى عشرة أصبعا وسبع عشرة دقيقة من أصبع ، وظل رأس السرطان الصيفي بها أربع أصابع وثلاث عشرة دقيقة وست وثلاثون ثانية من أصبع ، ومنتهى الظل الشتوي من رأس الجدي بها ثمان وعشرون أصبعا وأربع وعشرون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الخامسة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار خمسة وأربعون جزءا ودقيقة واحدة ، وترسم مارة بوسط بحر (بنطس) وظل رأس الحمل بها اثنتا عشرة أصبعا وست وعشرون ثانية من أصبع ، وظل رأس السرطان الصيفي أربع أصابع وثمان وثلاثون دقيقة وثلاثون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي الشتوي إحدى وثلاثون أصبعا وثلاث دقائق وثمان وعشرون ثانية.

والدائرة الموازية السادسة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها خمس عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من

٥٦

معدل النهار ستة وأربعون جزءا واحدى وخمسون دقيقة ، وترسم مارة بعيون النهر المسمى (اسطروس) وظل رأس الحمل بها اثنتا عشرة أصبعا وثمان وأربعون دقيقة وست ثوان من أصبع ، ومنتهى ظل الصيف بها خمس أصابع وعشر أصبع ، ومنتهى ظل الشتاء بها أربع وثلاثون أصبعا وسبع عشرة دقيقة وست ثوان.

والدائرة الموازية السابعة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون النهار فيها ست عشرة ساعة مستوية ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وأربعون جزءا واثنتان وثلاثون دقيقة وترسم مارة بمخارج النهر المسمى (بورسطانس) وظل رأس الحمل به ثلاث عشرة أصبعا وأربع وثلاثون دقيقة وست وخمسون ثانية من أصبع ، والظل الصيفي من رأس السرطان خمس أصابع وإحدى وثلاثون دقيقة وخمس عشرة ثانية من أصبع ، والظل الشتوي من رأس الجدي سبع وثلاثون أصبعا وتسع وأربعون دقيقة وسبع عشرة ثانية.

والدائرة الموازية الثامنة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار خمسون جزءا وأربع دقائق ، وترسم مارة بوسط البحيرة المسماة (ما أوطس) وظل رأس الحمل فيها أربع عشرة أصبعا وخمس وعشرون دقيقة وخمس وأربعون ثانية من أصبع وظل رأس السرطان خمس أصابع وسبع وخمسون دقيقة وأربع وعشرون ثانية ، وظل رأس الجدي اثنتان وأربعون أصبعا وثماني دقائق وست وثلاثون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية التاسعة عشرة : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار واحد وخمسون جزءا ونصف جزء ، وترسم مارة بأقاصي ناحية الجنوب من بلاد (برطانيا) وظل رأس الحمل هناك خمس عشرة أصبعا ونصف سدس أصبع ، وظل رأس السرطان ست أصابع وسبع عشرة دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي خمس وأربعون أصبعا واحدى وأربعون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية العشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ست عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل

٥٧

النهار اثنان وخمسون جزءا وخمسون دقيقة ، وترسم مارة بمغايض (رينس) وظل رأس الحمل هناك خمس عشرة أصبعا وسبع وأربعون دقيقة وعشرون ثانية من أصبع ، وظل رأس السرطان ست أصابع وتسع وثلاثون دقيقة وأربع وأربعون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي خمسون أصبعا وثلاث وأربعون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الحادية والعشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها سبع عشرة ساعة مستوية ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار أربعة وخمسون جزءا ودقيقة واحدة ، وترسم مارة بمغايض (طانايس) وظل رأس الحمل هناك ست عشرة أصبعا وإحدى وثلاثون دقيقة وثمان وثلاثون ثانية من أصبع ، وظل رأس السرطان ست أصابع وثمان وخمسون دقيقة وخمسون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي خمس وخمسون أصبعا وخمسون دقيقة واثنتان وخمسون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الثانية والعشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها سبع عشرة ساعة وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار خمسة وخمسون جزءا ، وترسم مارة بالموضع المسمى (بريغانطيس) من بلاد (برطانيا) الكبرى ، وظل رأس الحمل في هذا المكان سبع عشرة أصبعا وثماني دقائق ، وظل رأس السرطان سبع أصابع وخمس عشرة دقيقة وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي ستون أصبعا وست وخمسون دقيقة وسبع وعشرون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الثالثة والعشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون النهار فيها سبع عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ستة وخمسون جزءا ، وترسم مارة بوسط بلاد (برطانيا) الكبرى ، وظل رأس الحمل فيه سبع عشرة أصبعا وسبع وأربعون دقيقة من أصبع ، وظل رأس السرطان سبع أصابع واثنتان وثلاثون دقيقة واثنتان وأربعون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي سبع وستون أصبعا وست دقائق وتسع ثوان من أصبع.

والدائرة الموازية الرابعة والعشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون

٥٨

النهار فيها سبع عشرة ساعة ونصفا وربعا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار سبعة وخمسون جزءا ، وترسم مارة بالموضع المسمى (قاطور قطونيس) من بلاد (برطانيا) وظل رأس الحمل في هذا المكان ثماني عشرة أصبعا وتسع وعشرون دقيقة من أصبع ، وظل رأس السرطان سبع أصابع وخمسون دقيقة واثنتان وأربعون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي أربع وسبعون أصبعا وسبع وثلاثون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية الخامسة والعشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون من النهار فيها ثماني عشرة ساعة من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار ثمانية وخمسون جزءا ، وترسم مارة بنواحي الجنوب من بلاد (برطانيا) الصغرى ، وظل رأس الحمل في هذا الموضع تسع عشرة أصبعا وخمس أصابع ، وظل رأس السرطان بها ثماني أصابع وثماني دقائق واثنتان وأربعون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي ثلاث وثمانون أصبعا وست وخمسون دقيقة وست وثلاثون ثانية من أصبع.

والدائرة الموازية السادسة والعشرون : هي التي يصير مبلغ أطول ما يكون النهار فيها ثماني عشرة ساعة ونصفا من ساعات الاستواء ، وبعد هذه الدائرة من معدل النهار تسعة وخمسون جزءا ونصف جزء وترسم مارة بالمواضع الوسطى من بلاد (برطانيا) الصغرى وظل رأس الحمل هناك ٢٠ و ٢٥ و ٣ وظل رأس السرطان ٨ ، ٣٦ ، ٢١ وظل رأس الجدي (١).

قال : وانما لم نستعمل في هذه المواضع التفاصيل بربع ساعة من قبل ان الدوائر الموازية تصير حينئذ متقاربات متصلا بعضها ببعض واختلاف الارتفاعات لا يجتمع منه عند ذلك ولا جزء واحد على التمام ، ومن قبل انه لا يجب لنا نستقصي أمر الدوائر التي هي أميل من الدوائر التي ذكرناها الى الشمال على مثال ما استقصينا شرح أمر تلك الدوائر ، ولذلك رأينا أن وضعنا أيضا نسبة المقاييس الى الأظلال فيها كما توضع ، وكما فعلنا في المواضع المعروفة المحدودة من الفصل.

__________________

(١) كذا ورد بالأرقام. وأما أصلنا فانه أورد بلفظ وظل رأس الحمل هناك عشرون وثلاثون ، وظل رأس السرطان ثمان واحدى وثلاثون وإحدى وعشرون ، وظل رأس الجدي وبعده بياض في الأصول كلها.

٥٩

فأما الموضع الذي مبلغ أطول ما يكون النهار فيه تسع عشر ساعة من ساعات الاستواء ، فان بعد دائرته الموازية من معدل النهار أحد وستون جزءا وترسم مارة بأقاصي الشمال من بلاد (برطانيا) الصغرى ولم يذكر ظلا فانا علمناه ، وظل رأس الحمل هناك إحدى وعشرون أصبعا وتسع وثلاثون دقيقة من أصبع ، وظل رأس السرطان تسع أصابع وخمس دقائق وثلاث وثلاثون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي مائة وثلاث وثلاثون أصبعا.

والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون من أيام النهار فيه تسع عشرة ساعة ونصف ساعة من ساعات الاستواء يكون بعد دائرته الموازية من معدل النهار اثنين وستين جزءا وترسم مارة بالجزيرة المسماة (أبو دوهي) (اورنقى) ولم يذكر ظلا ، وظل رأس الحمل هناك اثنتان وعشرون أصبعا وأربع وثلاثون دقيقة من أصبع ، وظل رأس السرطان تسع أصابع وثلاث وعشرون دقيقة وسبع وعشرون ثانية من أصبع ، وظل رأس الجدي مائة وست وستون أصبعا وخمس وعشرون دقيقة وسبع وخمسون ثانية من أصبع.

والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون النهار فيه عشرون ساعة من ساعات الاستواء يكون بعد دائرته الموازية من معدل النهار ثلاثة وستين جزءا وترسم مارة بالجزيرة المسماة (ثولي) ولم يذكر ظلا ، وظل رأس الحمل هناك ثلاث وعشرون أصبعا وثلاث وثلاثون دقيقة من أصبع ، وظل رأس السرطان تسع أصابع وست وأربعون دقيقة وتسع ثوان من أصبع ، وظل رأس الجدي عشرون ومائتا أصبع وثلاث وعشرون دقيقة وأربع وعشرون ثانية من أصبع.

والموضع الذي مبلغ أطول ما يكون من النهار فيه إحدى وعشرون ساعة من ساعات الاستواء فان بعد دائرته الموازية من معدل النهار أربعة وستون جزءا ونصف جزء وترسم مارة بأمم لا يعرفون ولا يعدون من الصقالبة ، ولم يذكر ظلا ، وظل رأس الحمل هناك خمس وعشرون أصبعا وسدس أصبع وظل رأس السرطان عشر أصابع (١) ... وظل رأس الجدي أربع وستون وأربعمائة أصبع ، واثنتان وعشرون دقيقة وثمان وأربعون ثانية من أصبع.

__________________

(١) بياض في الأصول كلها.

٦٠