صفة جزيرة العرب

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني

صفة جزيرة العرب

المؤلف:

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني


المحقق: محمّد بن علي الأكوع الحوالي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢

إلى هذه المواضع عاين منها الواحد والزوج في بعض هذه الأودية ، ووادي السباع في بلد إياد وفيه لأبي دواد ولابنه دواد (١).

مواضع الجن المضروب بها المثل : جنّة عبقر. قال زهير :

بخيل عليها جنّة عبقرية

وجن البديّ. قال لبيد :

جن البديّ رواسيا أقدامها

وجن البقار. قال النابغة :

تحت السنّوّر جنّة البقّار

وجنّ ذي سمار وغول الربضات وعدار لحج وملح (٢) وجن حود وقوّر بالمعافر (٣) وجيهم ، قال حميد بن ثور (٤) :

احاديث جن زرن جنا بجيهما

وابرق الحنّان يسمع فيه عزيف الجن (٥) ... قال الشاعر :

سقى الله أمواها عرفت مكانها

جرابا وملكوما وبذّر والغمرا

المناهل القديمة : ومن المياه القديمة توضح وهي بين رمل الشيحة وشرج بذات الطّلح ، والسّمينة بناحية رمل السّمينة وهو الأحمر الذي يكون للصّاغة ، وزعق بين النّباج والينسوعة ، ربض بين بئر الجواء وناظرة ، طويلع بين الصّمّان والدّ. قال

__________________

(١) لعل هنا سقطا اذ لم يكمل الخبر والمذكوران من الشعراء لم يأت لهما ذكر.

(٢) العدار بالكسر لا يزال ايضا عندنا معروفا وللناس في ذلك حوله روايات وأخبار لا سيما ايام الطفولة هي أشبه بالخرافات. وذكر ابن الفقيه الهمذاني شيئا من الخرافات عنه.

(٣) حود وقور بفتح الحاء المهملة وآخره دال مهملة والحود في لغتنا الجرف : الكهف وقور بضم القاف وبكسر الواو مشددة آخره راء ولا زال الموضعان معروفين الى التاريخ وهما حول منطقة ذبحان المعافر وقد افضنا القول عن حول القضايا التي وقعت وتقع في المعجم.

(٤) حميد بالتصغير بن ثور هو الهلالي وله صحبة وديوان مطبوع.

(٥) بياض في الأصول كلها.

٢٤١

بعض العرب ـ وسئل عن طويلع ـ عند المثابة المشرفة أما والله ما علمت الا انه الطويل الرّشاء بعيد العشاء مشرف على الاعداء وفيه يقول بعض بني تميم :

ولو كنت حربا ما وردت طويلعا

ولا جوفه إلا خميسا عرمرما

والجأب وفيه يقول الأسود بن يعفر (١) :

وكأنّ مهري ظلّ ثمّ مخيّلا

يكسو الأسنة مغرة الجأب (٢)

وعنيزة ، قال مهلهل :

كأنّا غدوة وبني أبينا

بجال عنيزة رحيا مدير

والمريرة في بعض شقائق الدهناء ، ولصاف بالاياد ، وبرهوت بئر بسفلى حضرموت قديمة (٣). وأقدم آبار الأرض بئر سام بن نوح (٤) بصنعاء وبئر ميمون بمكة (٥) وهى في بعض التفاسير معنى قول الله عزوجل : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) وهو ميمون بن قحطان الصدفي من ولد أبد (٦) بن أبيود بن مالك بن الصّدف.

مواضع الخمر : خمر عانات وخمر بيسان ، وخمر الخص قرية من أسفل الفرات قال ، امرؤ القيس :

كأنّ التّجار أصعدوا بسبيئة

من الخصّ حتّى أنزلوها على يسر

__________________

(١) الأسود بن يعفر : هو النهشلي احد الشعراء الذين لقبوا بالأعشى ، فيقال له أعشى بني نهشل وهو من شعراء الجاهلية.

(٢) المغرة : بالسكون ويحرّك : طين أحمر معروف ، والجأب كانت في الأصول : اللجان.

(٣) برهوت : بكسر الباء اكثر من فتحها وهي بئر لا تزال معروفة ولها أخبار وأحاديث يطول ذكرها ـ راجع ياقوت و «المعجم».

(٤) راجع الجزء الثامن من «الإكليل» عن بئر سام بن نوح.

(٥) راجع «الإكليل» ج ٢ ـ ٣٣.

(٦) أبيود كذا في «الاكليل» ٢ / ٨ وضبطه ابن ماكولا ١ / ١١ : أبّود ـ بضم الباء وتشديدها.

٢٤٢

والفلسطينية من فلسطين ، وخمر ثات (١) ، وخمر ضهر ، والحيريّة تنسب الى الحيرة ، وبيت رأس موضع للخمر بالأردنّ.

مساكن من تشاءم من العرب : أما مساكن لخم فهي متفرقة وأكثرها بين الرملة ومصر في الجفار ومنها في الجولان ومنها في حوران والبثنيّة ومدينة نوى وبها خلف ابن جبلة القصيري وابن عزير اللّخمي مسكنه طرف جبال الشّراة ، وأما جذام فهي بين مدين الى تبوك فإلى أذرح ومنها فخذ مما يلي طبريّة من أرض الأردن الى اللجّون واليامون الى ناحية عكا. وأما عاملة فهي في جبلها مشرفة على طبريّة الى نحو البحر وأما ذبيان فهي من حدّ البياض بياض قرقرة وهو غائط بين تيماء وحوران لا يخالطهم إلا طيّء وحاضرهم السّواد ومرو والحيّانيّات. وأما كلب فمساكنها السماوة ولا يخالط بطونها في السّماوة احد ومن كلب بأرض الغوطة عامر بن الحصين بن عليم وابن رباب المعقلي ـ وإما حسمى فبين فزارة وجذام وهي من حدود جذام وبحسمى بئر إرم من مناهل العرب المعروفة ، وقراقر بين كلب وذبيان وهو منهل ، وعراعر وكان يوم قراقر وعراعر بين كلب وعبس ، ومن ديار غطفان يثقب وبيثقب روضة الأجداد التي ذكرها النابغة بقوله :

عفت روضة الأجداد منها فيثقب

ومن حشم بن جذام بطن يقال لهم بنو جرى ينزلون بالرمل من الفرما وبنو بياضة

__________________

(١) ثات : بالثاء المثلثة أول الحروف وبالمثناة آخرها ، هكذا ينطق بها اليمنيون وفيها لغة ثانية ثاه أي بالهاء : وهي بلدة متسعة في الغرب الشمالي من مدينة رداع بمسافة ثلاثة اميال تقريبا وأنقاضها المتناثرة الكثيرة تدل انها كانت مدينة عامرة وفيها مساند حميرية ونقوش وبها مسجد جامع كبير وحولها بساتين وحدائق فيها من الفواكه البرقوق والفرسك : الخوخ والعنبرود : الكمثري والأعناب ويسقيها نهر جار ؛ حكى الأصمعي انه وقف على أعرابي في مكة يرقص ابنته وهو يقول :

بنيتي من أكرم البنات

من خير آباء وأمهات

حياتها تعدل لي حياتي

وموتها أن لا يكون آت

كيوم ذي فائش أو ذي ثات

نسب إلى ذي ثات بن عريب بن أيمن ، راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٣٣ ، وقال ياقوت : ثات آخره تاء مثناة : مخلاف باليمن ينسب اليه مقول من مقاول حمير عن نصر ، وفي «معجم ما استعجم» ج ٢ ـ ٣٣٣ : ثاث بثاء مثلثة بعد الألف بلد بناحية اليمن يسكنه بنو رمان بن غانم بن يزيد بن ذي الكلاع. فأنت ترى كيف رسمه بالثاء أوله وآخره ، وفي ذلك وهم ولعلهما لغة ثالثة.

٢٤٣

من جذام وبنو راشدة من لخم ينزلون بالبقّارة والورّادة والعريش ويغلب على عريش بنو الثعل من بني جرى ، ومن بني الثّعل بعبسان قرية بداروم غزّة ولبني جرى جزائر بني جرى بأرض مصر وهي رملة بيضاء. وأما بنو أبير رهط هدبة بن خشرم (١) من عذرة فإن دارهم بتل قرسيس والمحاب ، ومن عذرة من ينزل بجزيرة الصوامع على رملة بيضاء من كورة ضيّان ومنهم قوم بزنكلوم وقوم بالصعيد من مصر. أما بنو حنّ بن عذرة فمنها من ينزل بالبحيرة مما يلي المغرب من أرض مصر ومن بني الحارث بن كعب بيت يسكنون بالفلجة من أرض دمشق منهم عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي (٢).

مساكن العرب فيما جاوز المدينة : بين المدينة ووادي القرى خمس مراحل على طريق المروة ، ولها طريق اخرى أيمن من تلك في أرض نجد على حصن بني عثمان مسافتها أربعة أيام ، ولخيبر الى المدينة طريقان إحداهما قاصفة من المدينة ، والثانية تعدل من حصن بني عثمان ذات اليمين وبخيبر قوم من يهود وموال وخليّطى من العرب ، ومساكن بني حرب ما بين هذه المواضع هي وجهينة وبليّ ومزينة. وهذه القبائل قديما تطرقت الى بلد طيء دون بني حرب. ومن المروة الى المدينة مرحلتان : السويداء وفيها الماء ثم المدينة ، وأوال الحجازية أيمن من السّويداء ، فإذا جاء حاج مصر والشام من السويداء الى المدينة مال الى أوال ثم خرجوا منها الى السّيالة. وبأوال هذه نخل. المروة ويسكنها الجعافر والموالي وخليط : العيص فيها جهينة ومزينة ، وتنفرد دار جهينة من حدود رضوى والأشعر الى واد ما بين نجد والبحر ، ثم من منقطع دار جهينة دار بليّ الى حد دار جذام بالنّبك (٣) على شاطىء البحر ثم عينونا من خلفها ثم لها ميامن البر الى حد تبوك ثم إلى جبال الشراة ثم إلى معان ثم راجعا إلى أيلة إلى أن تقول المغار : ها أناذه ، والمغار منزل للخم ثم وقعت في ديار لخم من حد المغار ثم الداروم ثم الجفار ، والجفار رمال الى حد الفرما وما خلف الفرما إلى مصر للقبط. وأما ما تياسر نحو البحر من بلد القبط فهو يماني فيه بليّ ولخم ومن

__________________

(١) راجع ترجمة هدبة بن الخشرم في تفسير الدامغة و «الأغاني».

(٢) ترجم له ابن المعتز في طبقاته ص ٢٧٦ ، وذكره الهمداني في ج ٢ ـ ٣ من «الأكليل» وانظر «مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق» السنة ٣٢ ص ٤٠١ / ٤١١ / ٥٦١ / ٥٧٦.

(٣) النبك هذا هو المعروف الآن باسم المويلح وانظر كتاب «المناسك» ص ٦٥١.

٢٤٤

قيس ولفائف من الناس ثم للخم ومن يخالطها من كنانة ما حول الرّملة إلى نابلس ولهم أيضا ما جاز تبوك الى زغر وهو بلد النّخل ومنها التمر الزّغري ثم البحيرة الميتة التي يرمي فيها وادي اليرموك والأردن ، وللخم أيضا الجولان وما يليها من البلاد ، نوى والبثنيّة وشقص من أرض حوران ويخالطهم في هذه المواضع جهينة وذبيان ومن القين. وعن أيسر جبال الشّراة مدائن قوم لوط منها منزل ذو خشب والغمر وهي غمرة ، انقضى هذا الصّقع وعدنا لتصنيف ما بقي من ديار العرب شرقا وشأما من وادي القرى. فمن وادي القرى إلى خيبر الى شرقي المدينة الى حد الجبلين الى ما ينتهي الى الحرة ديار سليم لا يخالطهم إلا صرم من الأنصار سيّارة وقد يحالون طيّئا وأما نجد ما بين مكة والمدينة من ذات عرق فإلى الجبلين فالمعدن معدن سليم فراجعا الى وادي القرى الى الحجر موضع ثمود والناقة مرحلة وفيه آثار عظيمة وما بينهما العيص وإليه ينسب التمر العيصي ، ثم من الحجر الى تيماء موضع السموأل في دهناء ثلاث مراحل بطان ويسكن ما بين ذلك من طيّىء بنو صخر وإخوتها بنو عمرو وبطن من بحتر وقرار تيماء اليوم لطيىء ثم لبني زريق وبني مرداس وبني جوين والغثاة وهم موال ، فإذا خرجت من تيماء قصد الكوفة ثانيا فأنت في ديار بحتر من طيىء إلى أن تقع في ديار بني أسد قبل الكوفة بخمس وهذه الطريق بين القريّات يسرة مما يلي البياض والمنهب عن أيمانهم ، والقريات لذبيان وبحتر من طيىء وخليط. وإن مر تيماء راجعا الى المحجّة إلى الكوفة خرج على فيد إن شاء وإن شاء على الجبلين حتى يلزم المحجة والمسلك في هاتين الطريقتين بالخفارة ، وان تياسرت وقعت من تيماء في ديار ذبيان والبياض الى أن تقول حوران ها أناذه ويخلطهم من كلب بعراعر وما يليه ثم من حوران في ديار كلب عن يمينك في السماوة ثم في الدهناء الى أن ترى نخل الفرات ولا يخالط كلبا سواها وان أخذت يسرة وقعت في الحيّانيات وما يليها ديار القين حيث كانت بقية من جديس اخوة طسم ، وان تياسرت عن ذلك أيضا وقعت في ديار عاملة وهي مجاورة للأردن وجبل عاملة مشرف على عكا من قبل البحر يليها ويطل على الأردن والفلجة وبها رهط من عكّ ومن همدان ومن مذحج من بلحارث ثم من بني مالك وهم رهط ابن عبد الرحيم الحارثي ، فإذا جزت جبل عاملة تريد قصد دمشق وحمص وما يليها فهي ديار غسان من آل جفنة وغيرهم ، فإن تياسرت من حمص عن البحر الكبير

٢٤٥

وهو بحر الروم وقعت في أرض بهراء (١) حي لقاح لا يدينون وهم أهل سؤدد وعز ، ثم من أيسرهم مما يصلى البحر تنوخ وهي ديار الفضيض سادة تنوخ ومعكودهم (٢) منها اللاذقيّة على شاطىء البحر ثم تقع في نصارى وغير ذلك الى حد الفرات الى بالس في برية خساف وهي من الدهناء ومنها تخرج الى تدمر ذات اليمين وهي تدمر القديمة وهي جانب السّماوة. وما وقع في ديار كلب من القرى تدمر وسلميّة والعاصميّة وحمص وهي حميرية وخلفها مما يلي العراق حماة وشيزر وكفر طاب لكنانة من كلب ثم ترجع بكنانة كلب من ديارها هذه الى ناحية السماوة والفرات من المدن تل منّس وحرص وزعرايا ومنبج ، ومنبج مشتركة بينهم وبين بني كلاب الى حد وادي بطنان ، ثم تأتي الفرات من بلد الروم شاقّا في طرف الشأم على التواء الى العراق فغربيه ديار كلب وشرقيه ديار مضر ، ومن المدن الرافقة وهي على شط الفرات يسكنها أخلاط مضر ، وحرّان موضع آلة القياس مثل الأسطرلابات وغيرها وبها تعمل مقاود الابل الحرانية من كتّان وشعر لبني تميم ومن يخالط من بني سليم ، والرّها لبني سليم ، وكنيسة الرهاء التي يضرب بها المثل ، ومربعا والخابور لبني عقيل أعلاه لبني مالك وبني حبيب وبطون تغلب الباقي ، ثم آخر ديار مضر رأس العين للنمر بن قاسط.

ديار ربيعة وما خلفها : أولها وآخر ديار مضر رأس العين ، ثم كفرتوثا لجشم عن أياسرها مارة من موضع الحيّات المضروب بها المثل وهي تطل على دارين ، ثم نصيبين موضع العقارب وهي دار آل حمدان بن حمدون موالى تغلب (٣) ، فمن نصيبين الى أذرمة والسّميعية مسيرة يوم ، وعن أيمن ذاك جبل سنجار جبل شراة بني تغلب والشرّاة منها بنو زهير وبنو عمرو ثم من أيمن ذلك دهنا الى رخبة مالك بن طوق وقرقيسياء ، ثم ترجع الى أذرمة الى برقعيد وهي ديار بني عبد من تغلب وفيهم يقول القائل :

لا تخدعنك برقعيد وشيدها

واحتل لنفسك عيشة بنهار

__________________

(١) بهراء : قبيلة من قضاعة. راجع الجزء الأول من «الاكليل».

(٢) تنوخ : من قضاعة من حمير ، راجع الجزء الأول من «الاكليل» ، والمعكود : المقيم اللازم او لسان القوم.

(٣) منهم سيف الدولة ممدوح المتنبي وأبو فراس الحمداني الشاعر ، وانظر «وفيات الأعيان» لابن خلكان وتاريخ ابن الأثير وغيرهما.

٢٤٦

ثم منها إلى بلد وفيها شراة وغير ذلك ، إلى حد الموصل ، وإن أردت بعد أرض الموصل مررت بتكريت وكان الثرثار عن يمينك وأكثر أهل الموصل مذحج وهي ربيعة فإن تياسرت منها وقعت الى الجبل المسمى بالجودي يسكنه ربيعة وخلفه الأكراد وخلف الأكراد الأرمن ، وإن تيامنت من الموصل تريد بغداد لقيتك الحديثة وجبل بارمّا يسمى اليوم حمرين ويقال إنه جبل لا يخلو يوما من قتيل ، ثم السّنّ والبوازيج بلاد الشرّاة من ربيعة ثم يقع في جبل الطور البرّيّ وهو أول حدود ديار بكر وهو لبني شيبان وذويها ولا يخالطهم الى ناحية خراسان إلا الأكراد ، وأما ما بين بغداد والبصرة مما يلي الشمال وخراسان فديار بني راسب الجرميّة (١) ثم البصرة واتصلت منازل العرب هنالك بأسياف البحر وكاظمة وقد يخرج من شاطيء البحر كثير عن الجزيرة مثل من بالجيزة من أرض مصر واسوان والمغرب والصعيد وما شرع على غربي بحر القلزم من أسوان الى ناحية باضع وسواكن والمعادن.

باب نبات اليمن : نبات اليمن بين روض وشجر عرى (٢) وعضاه مطعمة وعضاه شوكة وحشائش وزهور وأنوار فأما الحشائش ففيها اكثر حشائش العقّار ولكن أهلها البدوية لا يعرفونها وانما يعرفها الحكيم من الناس من اهل صناعة الطب وكل جنس من هذه الضروب لا تحصى فنونه غير أن العرب قد تميل في اسماء الرجال الى العضاه الشائكة والمرتعيّة لما فيها من الخشونة والحدة والصلابة والصبر على قلة المياه وعدم الرّي ، فمن أسمائهم طلحة وسمرة وعوسجة وعرفطة وقتادة وعلقمة وحدقة وشبرمة وبقيلة وقرظة وطرفة وأرطاة وأثبة وعرابة وسلمة وجمعها سلم وجماع سلامة سلام وسلمة باسم الحجر وجمعها سلام وعثربة ودندنة وقطرة وعلّفة وجعدنه وعنكثة وغضورة وغضاة وعلاثة وخليلة وحمزة وسحمة واراكة وجعثنة وثغامة وعلقمة وحبقة وعجرمة وصبرة وضبرة ومرّة وشرخة وشرخ وشطبة وجرهدة. ومن النساء : كرمة وجعثن وعرادة وعرمة ومظّة وغلقة ـ والأغلوق من زبّيد ـ وعلقة وعلقى وسخبرة وبشامة وحلزة وتنضبة ومرخة وهرمة وبسر وبسرة وشرزة وشرية وعلفة وجرجة وهما ثمر الطلح من غيره قال الشاعر :

__________________

(١) نسبة الى جرم وهو ابن ربان وهم من قضاعة ، وفي الأزد راسب بن الحارث بن عبد الله بن الأزد.

(٢) الشجر العري : الذي ينبت بدون عناء في الجبال ونحوها.

٢٤٧

بجيد أدماء تنوش العلّفا

وحمضة ومنها المنذر بن أبي حمضة الوادعي (١) ومظة بن الجمجم من حكم وحرملة وخمخمة وغير ذلك لمن تتبعه ، واما من اسماء الأثمار : مثل بسر وبسرة ورطبة وزبيبة وعنجدة وشعيرة ودخنة وطهفة وعدسة وغير ذلك.

لغات أهل هذه الجزيرة : أهل الشحر والأسعاء ليسوا بفصحاء ، مهرة غتم يشاكلون العجم. حضرموت ليسوا بفصحاء ، وربما كان فيهم الفصيح وأفصحهم كندة وهمدان وبعض الصدف. سرو مذحج ومأرب وبيحان وحريب فصحاء ورديّ اللغة منهم قليل. سرو حمير وجعدة ليسوا بفصحاء وفي كلامهم شيء من التحمير (٢) ويجرون في كلامهم ويحذفون فيقولون يابن معم في يابن العم وسمع في اسمع. لحج وأبين ودثينة افصح والعامريّون من كندة والأوديون أفصحهم. عدن لغتهم مولدة رديّة وفي بعضهم نوك وحماقة إلا من تأدب. بنو مجيد وبنو واقد والأشعر لا بأس بلغتهم. سافلة المعافر غتم وعاليتها أمثل (٣). والسكاسك وسط بلد الكلاع نجدية مثيل مع عسرة من اللسان الحميري سراتهم فيهم تعقد. سخلان وجيشان ووراخ وحضر والصّهيب وبدر قريب من لغة سرو حمير ، ويحصب ورعين أفصح من جبلان ، وجبلان في لغتهم تعقد ، حقل قتاب فإلى ذمار الحميرية القحّة المتعقدة ، سراة مذحج مثل ردمان وقرن ونجدها مثل رداع ، وإسبيل وكومان والحدا وقائفة ودقرار فصحاء ، خولان العالية قريب من ذلك ، سحمّر وقرد والحبلة وملح ولحج وحمض وعتمة ووتيح وسمح وأنس وألهان وسط والى اللكنة أقرب ، حراز والأخروج وشمّ وماظخ والأحبوب والحجادب وشرف أقيان والطرف وواضع والمعلل خليطي من متوسط بين الفصاحة واللكنة وبينها ما هو أدخل في الحميرية المتعقدة لا سيما الحضورية من هذه القبائل. بلد الأشعر وبلد عك وحكم بن سعد من بطن تهامة وحوازها لا بأس بلغتهم إلا من سكن منهم القرى ، همدان من كان في سراتها من حاشد خليطي من فصيح مثل عذر وهنوم وحجور وغتم مثل بعض قدم وبعض الجبر ، نجدي بلد

__________________

(١) راجع الجزء العاشر من «الاكليل» ص ٨١.

(٢) أي اللغة الحميرية.

(٣) لا تزال الى اليوم.

٢٤٨

وكان قد سكن هذه المواضع ونجعها ورعاها وسافر فيها وكان بها خبيرا.

مدينة البحرين العظمى هجر وهي سوق بني محارب من عبد القيس ومنازلها ما دار بها من قرى البحرين فالقطيف موضع نخل وقرية عظيمة الشأن وهي ساحل وساكنها جذيمة من عبد القيس سيدهم ابن مسمار ورهطة ، ثم العقير من دونه وهو ساحل وقرية دون القطيف من العطف وبه نخل ويسكنه العرب من بني محارب ، ثم السّيف سيف البحر وهو من أوال على يوم وأوال جزيرة في وسط البحر مسيرة يوم في يوم وفيها جميع الحيوان كله الا السباع ثم السّتار تعرف بستار البحرين وهو منادى بني تميم فيه متصلة البيضاء وكان بها نخل وسكن ، والفطح وهو طريق بين الستار والبحر الى البصرة ومن المياه المتصلات معقلات ثم خمس ثم معقلا طويلع وهو عن يمين سنام ثم كاظمة البحور ساحل وفيها يقول فروة الأسدي :

عدتهنّ المخاوف عن سنيح

وعن رمل النّقار فهنّ زور

هي النقار وهي الجفار وهي الحظائر حظائر مدرك

ضمنت لهنّ أن يهجرن نجدا

وأن يحللن كاظمة البحور

ثم رحلية الى البصرة ، ومن مياه ستار البحرين ثيتل والنّباج والنّباك وكل فيه نخل كثير وماء يقال له قطر.

والسباج بلاد كثيرة القرى ويقال له نباج بني عامر وهي عيون تنبج بالماء ونخيل وزروع وأعلاها يواصل الجبلين اجأ وسلمى بينهما مسيرة يومين ، النّعف نعف محجّر بناحية العرمة ، وأما السّليّ فواد عظيم وهو الذي ذكره الأعشى بقوله :

عجزاء ترزق بالسّليّ عيالها

ففرع السّليّ من دون قارات الحبل من عن يمين حجر من قصد مطلع الشمس يلبّ خنزير بينه وبين برقة السّخال فيه الحفيرة العليا والحفيرة السفلى وهما ماءان دفانان وفي وسط السّلي من تحت خنزير هيت النجدية ثم يدفع الوادي لأسفل البراشيع

٢٤٩

همدان البون منه المشرق والخشب عربي يخلط حميرية ظاهر همدان النجدي من فصيح ودون ذلك ، خيوان فصحاء وفيهم حميرية كثيرة الى صعدة ، وبلد سفيان بن أرحب فصحاء إلا في مثل قولهم أم رجل وقيّد بعيراك ورأيت اخواك ويشركهم في إبدال الميم من اللام في الرجل والبعير وما أشبهه الأشعر وعك وبعض حكم من أهل تهامة (١). وعذر مطرة ونهم ومرهبة وذيبان وسكن الرّحبة من بلحارث فصحاء ضياف بالجوف الأعلى دون ذلك خرفان وأثافت لا بأس بفصاحتهم ، سكن الجوف فصحاء إلا من خلطهم من جيرة لهم تهاميين ، قابل نهم الشمالي ونعمان مرهبة فظاهر بني عليان وظاهر سفيان وشاكر فصحاء. بلد وادعة بنو حرب أهل إمالة في جميع كلامهم ، وبنو سعد أفصح ، من ذمار الى صنعاء متوسط وهو بلد ذي جرة ، صنعاء في أهلها بقايا من العربية المحضة ونبذ من كلام حمير ، ومدينة صنعاء مختلفة اللغات واللهجات لكل بقعة منهم لغة ومن يصاقب شعوب يخالف الجميع (٢) ، شبام أقيان والمصانع وتخلى حميرية محضة ، خولان صعدة نجديها فصحاء وأهل قدّها وغورها غتم ، ثم الفصاحة من العرض في وادعة فجنب فيام فزبيد فبني الحارث فما اتصل ببلد شاكر من نجران الى أرض يام فأرض سنحان فأرض نهد وبني أسامة فعنز فخثعم فهلال فعامر بن ربيعة فسراة الحجر فدوس فغامد فشكر (٣) ففهم فثقيف فبجيلة فبنو علي غير أن أسافل سروات هذه القبائل ما بين سراة خولان والطائف دون أعاليها في الفصاحة. وأما العروض ففيها الفصاحة ما خلا قراها وكذلك الحجاز فنجد السفلى فالى الشام والى ديار مضر وديار ربيعة فيها الفصاحة الا في قراها ، فهذه لغات الجزيرة على الجملة دون التبعيض والتفنين.

صفة العروض والبحرين ونجد السفلى وطرف نجد العليا ومراعي هذه البلاد واعداد مياهها ودحولها وجبالها وقراها وبواديها الى أطراف الحجاز وأشراف الشام وسواد العراق :

البحرين ونواحيها عن أبي مالك أحمد بن محمد بن سهل بن صباح اليشكري

__________________

(١) هكذا لا تزال.

(٢) هي كذلك والى اليوم.

(٣) في الأصول فيشكر ـ وتقدم.

٢٥٠

وهي شباك ولروضة القرح ثم يعارض العرض من وسط الفضاء عن يساره الفرزة (١) ويقابل العرمة غار المغرة وغار الطين الذي يأكل الناس ومقابل لهما من مطلع الشمس رحا إبل ورحا غنم وقد ذكر الأعشى اكثر هذه المواضع فقال :

قالوا نمار فبطن الخال جادهما

فالعسجديّة فالأبلاء فالرّجل

فالسّفح يجري فخنزير فبرقته

حتى تتابع فيه الوتر والحبل

الوتر واد يدخل في وادي حجر وكان منزل الأعشى من منفوحتين بدرنا ، هذه المواضع باليمامة تخاطت بنا الصفة اليها عن صقع البحرين.

ثم ترجع إلى البحرين فالاحساء منازل ودور لبني تميم ثم لسعد من بني تميم ، وكان سوقها على كثيب يسمى الجرعاء تتبايع عليه العرب ، وعن يمين البحرين ودونها يبرين والخنّ موضع فيه نخل كثير لبني ودعة ، ويبرين نخل وحصون وعيون جارية وغير جارية وسباخ ، والبحرين إنما سميت البحرين من أجل نهرها محلّم ولنهر عين الجريب.

ثم تصعد منها قاصدا اليمامة فيكون من عن يمينك خرشيم وهي هضاب وصحراء مطرّحة إلى الحفرين وإلى السّلحين (٢) والحفران هما حفر الرّمّانتين وهن من مياه العرمة وأمام وجهك وأنت مستقبل مغرب الشمس مطلعك من الجيش فالحابسيّة تم مزلقّة مفعّلة ثم الموارد ثم الفروق الأدنى ثم الفروق الثاني ثم تطلع من الفروق في الخوار خوار الثّلع ثم الصّليب وعن يمينك الصّلب صلب المعى والبرقة برقة الثّور.

ثم الصّمّان ومياهه وهي دحول تحت الأرض مخرّقة في جلد الأرض منها ما يكون سبعين بوعا ومائة بوع تحت الأرض وأقل وأكثر ، منها دحل العيض ، ومنها دحل أريكة بالصّحصحان ، ومنها دحل السمرات ، ومنها الدحل الضبيّ يكون

__________________

(١) في الأصول : الفزرة. والفرزة في طرف العرمة الجنوبي غرب الخرج ومنها عين تعرف الآن باسم (فرزان) وأصبحت قرية.

(٢) يعرفان الآن باسم سلح ورويغب منهلان غرب الدهناء.

٢٥١

ماؤها من ماء السماء عذب ، وبالصّمان المصانع وهي معمولة من الأرض غدر مرصوفة بالصفا من جوانبها وليس بالصمان ماء عدّ إلا ما كان مياه العرمة قربها.

ثم ترجع إلى طريق زرى قاصدا إلى اليمامة ، فمن عن يسارك الدّبيب ماء يسمى بالدبيب وأنت جائز بالصحصحان ومن عن يمينك ماء يقال له الدّحرضي وفيه يقول عنترة :

شربت بماء الدّحرضين فأصبحت

ثم تقطع بطن قوّ ثم السمراء وهو أرض سهب ثم تأخذ في الدهناء وهي هناك مسيرة يوم وتثني من طريق زري وتأخذ على الشجرة وهي شجرة ذي الرمة التي مات تحتها وكتب فيها شعره ، ثم تخرج من الجبال والشقاق إلى العثاعث وهي السلاسل وأنت في ذلك تأخذ طريقا يقال لها الخلّ خل الرمل فأول ماء ترده من العرمة من عن يسارك قلت هبل وهي تنكش (١) وتعضب سريعا ، ومن عن يمينك قلات يقال لها النّظيم نظيم الجفنة ، ومن عن يمين ذلك على ميسرة الشباك شباك العرمة والغرابات ثم تقطع العرمة فترد وشيعا وهو من مياه العرمة إلا أنه مفضى في ناحية القاع وفيه يقول الرّاجز :

كأنها إن وردت وشيعا

خيطان نبع كتمت صدوعا

ثم تسير في السّهباء ثم تقطع جبيلا قريبا يقال له أنقد ثم الروضة ثم ترد الخضرمة جوّ الخضارم مدينة وقرى وسوق فيها بنو الاخيضر بن يوسف وهي دار بني عديّ بن حنيفة ودار بني عامر بن حنيفة ودار عجل بن لجيم وديار هوذة بن علي السّحيمي الحنفي (٢) وهي أول اليمامة من قصد البحرين. وعن يمين ذلك واد من الدّام يقال له الرّوحان والدام قفّ بظهره البياض وفيه مياه منها الخويرات والثلماء

__________________

(١) ينكش : ينزف ويغيض. وتعضب : تنقطع.

(٢) هو الملقب ذو التاج. قال أبو عمرو : لم يتوّج معدي قط وإنما كانت التيجان لليمن ، قيل له : فهوذة بن علي ، فقال : إنما كانت خرزات تنظم له وقد كتب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) الى هوذة يدعوه كما كتب الى الملوك ولم يسلم لأنه عاجله الموت. ووفد هوذة على كسرى فسأله عن بنيه فذكر منهم عددا ، فقال : أيهم أحب اليك؟ فقال : الصغير حتى يكبر والغائب حتى يقدم والمريض حتى يصح. «كامل المبرد» ج ٢ ـ ٢٤٩.

٢٥٢

والاكبشة ثم ينحدر في نخل جوّ وحصونه منها الغبيب وذو الاراكة والاقعس والريان والعيون والظبية ، ومن عن يسار ذلك العين التي يخرج منها السّيح الكبير ومن عن يمينه المنصف وهو حصن لبني عامر بن حنيفة ثم المنيصف وهو يسقيه المنخرق منخرق نساح ، ثم اسفل من ذلك القرى من اليمامة الضبيعة والملحاء والخرج وهو في قنع الرمل والقنع مفضى القاع والرّملة فالرملة في أصل الدام وهي تسمى رملة المغسل وبين الدام وبين الرّملة اللوى وهي سكة بين القفّ والرمل وفي اللوى ماء يقال له السّويدية في مدفع وادي المغسل وهو واد يجري من قطمان ومن جوّجان ومن الشّعنة بسفل الجبانة جبانة الخرج ، وهذه اليمامة حصون متفرقة ونخل ورياض وقفّ من عن يمينها بينها وبين نساح يقال لها أكلب (١) وهي منازل بني قيس بن ثعلبة وكانت قبل لبني سعد بن زيد مناة فغلبوا عليها ، والخرج قاع مثل يدك وحصون ويدفع فيه من الأودية نعام وبرك ووادي المجازة وهذه الأودية مفضاها واحد مفضى في بطن السوط الابرك النّعام فانه يفضي في ذات نصب (٢) وهو من ديار جرم وإجلة في اسفل المجازة والعرمة واسفل وادي نعام وهما جرميّتان وكل هذه الأودية فيها نخل وزروع ومساكن وهي تسمى الثنايا ثنايا العارض ، وهو قفّ مستطيل أدناه بحضرموت وأقصاه بالجزائر في غربيه الدهناء وفي شرقيه تسايره ، وقف العارض مرة تركبه الرمال فما انخفض ومرة يستطيل فينيف وهذه الأعراض تجيء منه وهي تدفع جميعا إلى قرارها بالروضة من جو لخضارم ثم تخرج من جو فتفلق العرمة فلقا ثم الدهناء فلقا ثم تخرج حتى تصب في البحر ، وبرك يحدر فيه بطن الركاء ومسيرة رأس الركاء من ديار بني عقيل خمس أو ست ، ومن ميامين اودية اليمامة نساح وملك ولحا ، والعرض ، في كلها قرى ميتة وحية ومن فراعها قرقرى والهزمة والنهي ومياه السباعة والمحضة وقراها والبرثين (٣) والديار كلها ربعيّة وهي بين بطن قف العارض

__________________

(١) كذا في الأصل : أكلب ، والمعروف الكلب : جبل يشاهد من الخرج رأي العين. غرب قرية السيح وورد في شعر الأعشى.

(٢) تسمى الآن النصبية وهي روضة.

(٣) كذا البرثين والصحيح البرتين مثنى البرّة.

٢٥٣

وبين رملة الوركة إلى أقصى الوشوم فهي من عويند بني خديج فالرغام فرملة الحصادة فمنفوح فالبردان فثرمدا فذات غسل فالشقراء وأشيقر فراجعا قصد الفروع فإلى مرأة فإلى بطن الأزرقة فإلى توضح فمارد غربهن وهو قفيف منقطع ممدود مد الحبل. بلاد بني تميم فيها النخيل والقرى والزروع والبئار ثم ترجع في بطن العرض عرض بني عدي فأولها القري ، قريّ بني يشكر ثم القلتين لبني يشكر وعن يسار ذلك الشعبتان وهما لبني ضور من قيس بن ثعلبة عن يسارهما وادي لحا اسفله لبني يشكر وأعلاه لضور من قيس بن ثعلبة فمصعدا ثم ترجع إلى بطن العرض فالفارعة فالموصل لبني يشكر ثم المصانع لضور ثم منفوحتان وهما المنافيح لبني قيس ابن ثعلبة ثم محرقة لبني زيد بن يربوع وهم البادية وكان سيدهم يومئذ قائد الجرباء عمير بن سلميّ وهو الذي وفد على النبي عليه‌السلام من بني يربوع وتغلّب على اليمامة في أيام الفتنة بين بني هاشم وبني عبد شمس ، ثم القرية الخضراء خضراء حجر التي التقطها عبيد بن ثعلبة بن الدول ولم يشرك فيها أحدا ، وهي حصون طسم وجديس وفيها آثارهم وحصونهم وبتلهم الواحد بتيل وهو هن مربّع مثل الصومعة مستطيل في السماء من طين. قال أبو مالك : لحقت منها بناء طوله مائتا ذراع في السماء قال وقيل كان منها ما طوله خمسمائة ذراع من أحدها نظرت زرقاء اليمامة (١) إلى من نزل من جوّجان من رأس الدام مسيرة يومين وليلتين وكانت جديس تسكن الخضرمة وكانت طسم تسكن الخضراء ، ثم تخرج من حجر مصعدا في العرض فأول واد من العرض وهو واد يجمع ثلاثمائة واد فأول ما يلقاك من عن يمينك ففيشان والرّوضة تسمى حزنة ثم تخرج إلى قرية بني عدي النقب (٢) ثم أباض والجعاد وعقربا ، وبها قتل جيش خالد بن الوليد يوم مسيلمة بن حبيب الحنفي ثم ظفر خالد وخربها آخر النهار وهي عدوّية أيضا ثم الهدّار وهي ذهليّة من ذهل بن الدّول والهدار حصون ونخول وقصور عادية ثم تمضي بفرع العرض والعيين وهي

__________________

(١) زرقاء اليمامة مشهورة ولها خبر طويل ، فراجع كتب التاريخ وديوان الأعشى.

(٢) في الأصول : الثقب.

٢٥٤

لبني عامر وعن يسارها ثنية الأحيسى ، ثم تمضي في رأس العارض ويحبس عليك العرض فترد القرية ـ من وراء الأبكّين وهما قرنان جبيلان ـ قرية بني سدوس بن ذهل بن ثعلبة وهي قرية جيدة وفيها قصر سليمان بن داود عليه‌السلام مبني بصخر منحوت عجيب خراب ، وبقيت القصبة ، ثم تطلع منه إلى نقيل قرّان وريمان ، مكان وأودية ووتر (١) فقرّان وريمان لبني سحيم بن الدّول بن حنيفة ووتر لبني غبر وهي نخيل وحصون عادية وغير عادية ثم تطلع نقيلا من النّقل فتهبط على بئر بني سحيم فيها النخيل والحصون واسفلها مدافع في قابل العرمة منها إلى الغميّم وإلى رعن الصّوابة وإلى البقائع وإلى سارع وإلى رملة كتلة فإلى خنزير ، فإلى السّخال وذا كله من وراء حجر ومن دونها إلى جوّ ، ثم تنزل من نقيل طحبل إلى بطن العتك وإلى البكرات فمن ايمن بطن العتك تمر وتمير ومبايض وروضة العرقوبة ويقابلك ضاحك وهي نقيل في العرمة يدفع إلى مياسر الدهناء من عن يمين فلج وبأعلاه الحقلة والثمد وكل ما عددت من مياه العتك وقراه للرّباب من بني تميم ، ثم تقفز من العتك في بطن ذي أراط ثم تسند في عارض الفقي فأول قراه جماز وهي ربابيّة ملكانية عدويّة من رهط ذي الرّمة ثم تمضي في بطن الفقيّ وهو واد كثير النخل والآبار فتلتقي قارة بلعنبر وهي مجهلة والقارة اكمة جبل منقطع في رأسه بئر على مئة بوع وحواليها الضياع والنخيل قال راجزهم :

إنّا بنينا قارة وسط الفقي

من الدبابيب ومن سحّ المطي

ومن أمير جائر لا يرعوي

لا يتقي الله ولا يرثي شقي

ثم تصعد في بطن الفقي فترد الحائط حائط بني غبر قرية عظيمة فيها سوق وكذلك جماز سوق في قرية عظيمة ايضا ، ثم تخرج منها إلى الروضة روضة الحازمي وبها النخيل وحصن منيع ، ثم تمضي إلى قارة الحازمي وهي دون قارة العنبر وأنت في النخيل والزروع والآبار طول ذلك ، ثم توم ثم أشّي ثم الخيس ثم تنقطع الفقي وتيامن

__________________

(١) وتر هو واد يعرف الآن باسم وادي صلبوخ وصلبوخ اسم حديث.

٢٥٥

كأنك تريد البصرة فترد منيخين ثم الحنبلي وهما ماءان فبمنيخين نخل قليل ولا نخل على الحنبلي ، ثم الفردوس في وسط الحزن ، ثم تعارض فلج واد يفلق الحزن وفيه المياه ومن عن يمينه ومن عن شماله وهن بعيدات القعور ومنها ما بعده أبواع كثيرة وحفر أبي موسى (١) أقرب من ذلك ثم تقع في الدوّ وهي مسيرة ثلاث ليس فيه ماء ولا شجر إلا النّصي والصّليان يخبز القوم فيه بأصول الصليان والبعر وهشيم النّقد والنّقدة شجرة ذليلة ، ثم يقطعونه إلى سنام ، ثم إن تيامنوا بالمسعدية قرية أيمن النضّة خراب وبها أحساء كثيرة ، وإن تياسرت عن فلج وقعت بالبرّيت وهو مكان ينبت فيه الصّعتر وعن يساره طريق الجادّة الى العراق الى الكوفة ومن وراء الطريق طريق البرك وهو ينقلب من الطريق طريق العراق يسارا من وراء الهبير على مرحلة ومرحلتين فتأخذ على البرك وأيسر منه الأخياس أخياس كلب وحوران وهو جبل في ميامن حرة ليلى القصوى وهو أدنى علام الشأم (٢) ، قال : وهو مبلغي من هذه الجهة.

ومناهل الطريق فالعقبة وسميرا وفيد والنّقرة والحاجر والرّبذة والعمق وأفيعية والمسلح وغمرة ، وعن يسارها وجرة على طريق البصرة المارة بفلج والموحدة وليس بها ماء ، ثم خرمان ويدعى أم خرمان ، ثم ذات عرق ثم بطن نخلة ، وتأتيك من عن يسارك في بطن نخلة ثنية جبل ثم دار البرمكي ثم الزّيمة (٣) ، ثم الحائط ، ثم ترجع على الطريق البصري فتشرب بوجرة وهو بئر وبركة مقضّضة (٤) ثم تهبط السّي وهي بلد مضلّة (٥) ثم أسفل منه بسيان وفيه كانت تنزل وتضرب فيها خرقاء بنت فاطمة العامرية

__________________

(١) هو أبو موسى الأشعري الصحابي العظيم ـ راجع عنه «الإصابة» و «قرة العيون» ـ وأصبح هذا الحفر الآن بلدة تدعى الحفر بدون إضافة.

(٢) علام الشام : جمع علم كأعلام : معروف.

(٣) الزيمة : بكسر الزاء آخره هاء : موضع ذات ينابيع وبساتين يقع بعد السيل الكبير شرقي مكة الى الطائف ، وفي «ل» : «الريمة» بالراء وهم.

(٤) قوله : بركة مقضضة من التقضيض والقضاض وهو خلط الحصا والأحجار الصغيرة بالنورة ثم يمعن في دقها وإتقان عملها ثم تستخدم في تلبيس الجدران وفي الشقوق لحفظ المياه من خرق الجدران ومن الفئران والهوام وغيرها ، وهي لغة يمانية لم أجدها في القاموس ، ويكاد هذا العمل يختفي لقيام الاسمنت مقامه ولكن القضاض أمتن منه وأطول عمرا فانه يبقى آلاف السنين.

(٥) مضلة : بكسر الضاد المهملة وفتحها وفتح الميم : يضلّ فيها الدليل والمسافر.

٢٥٦

التي يقول فيها ذو الرّمة :

تمام الحجّ ان تقف المطايا

على خرقاء حاسرة القناع

وفيها يقول وسرق الزيارة فلم تر :

فلمّا مضى بعد المثنّين ليلة

وزاد على عشر من الشّهر أربع

عشت من منى جنح الظلام فأصبحت

ببسيان أيديها مع الشرق تلمع (١)

إذا هنّ قادتهنّ حرف كأنها

أحمّ القرى عاري الظنّابيب أقرع (٢)

وأسفل من بسيان النثراوات (٣) وهن هضاب ثلاث ، ثم الشبكة شبكة الكراع ، ثم قبا وعليه بهش (٤) ونخل وخراب وهو لعامر من ربيعة ، وعن يمينه بمسقط الحرة ذرقان وهما ماءان يحسيان ، ثم تخرج من الحرة فعن يسارك الغدير غدير الحرة وهي الحرة الدنيا ووراءها الحرة القصوى حرة ليلى وبينهما الاشراط الغديران أدماء ومطرق وهما في اقصى الحرة وعند منقطع الحرة من عن يسار الطريق العراقي زرود ورمل زرود ثم دون ذلك قصد مطلع الشمس الشرّبة ومياهها وهي ذو طلال وذو القضة والأثبجة ، الأفعلة وشعبى وفيها وادي المياه وهي أدنى الشربّة إلى ضرية وشعبى حد الحمى. وهذه ديار عامر بن ربيعة ثم رجعنا إلى نعت الطريق فمنه مرّان نخل وبهش وحصين وهو بين قبا وبين الشبيكة زائغا في الحرّة ثم تفضي في صحراء ظلم جبل اسود طويل في بطن القاع ـ وما بين ضهر ورحابة باليمن جبل أسود عال له سنام يسمى ظلم أيضا (٥) ـ ثم الدثينة ماء ثم الصّخّة (٦) ثم المريط فيها قلتة يقال له العذرة فعلة وفيه بئر

__________________

(١) المشهور : مشت من منى وفي الشطر الثاني أيديها مع الصبح.

(٢) في الأصل : الهثنين. والحرف : الناقة الضامرة البطن ، وأحمّ : أسود أو أبيض ، والقرى بالفتح : الظهر ، والظنابيب جمع ظنبوب : عظم الساق من قدّام ، وأقرع : عار ، وفي «معجم البلدان» : سرت بدل عشت.

(٣) المعروف النفراوات وهي في وسط ركبة.

(٤) البهش : المقل ما دام رطبا فاذا يبس : فخشل وهو ما يشبه النخل ، ولا تزال الكلمة مستعملة في بلدنا. وقبا منهل معروف.

(٥) ظلم : بكسر اللام وفتح الظاء المشالة فيهما ، وعثر بقربه حديثا على معدن ذهب عرف بمعدن ظلم عمل زمنا ثم وقف العمل فيه ، ويمر طريق الحجاز المعبد حديثا بظلم هذا ، والجبل الذي في اليمن معروف ، وظلم مقاطعة في ذي رعين من آل عمار ، وذو ظلم : بلدة في الهان.

(٦) كذا في (ح) وفي الأصل (الضنجة).

٢٥٧

يقال لها المضياعة ، ثم إن تياسرت لمياه الشربة فالثعل والبقرة والينوفة ينوفة خنثل وهي قرن جبل فارد ، وعن يساره المحدث وبراق نملى والحوءب ومطلوب ، وعن يسار ذلك في مياسر الشربة من قصد الطريق الأيسر إلى قرن اليمانية النخلية وناصحة والبغرة وبريم ويبدو له حصن من شرقي قرن اليمانية ثم ترجع فتأخذ أطراف العبرى ثم الأثبجة ثم ضرية وهي منازل وبلد يزرع فيه وحصنان وسوق جامعة ويقع في الحمى حمى ضرية وحواليها أعلام منها عسعس ومنها هضب الحجر وهو ماء عذب قلتة يدخل له تحت الهضبة وحولها هضاب متفرقة ، وعلم أيضا يقال له وسط مثل عسعس ، ثم الضّلع ضلع الوكر ، ثم يطلع في الحزيز وهو رأس الحمى حمى ضرية ، والحمى قطب بما دار حوله إلى أقصى مواطيء أبي مالك.

فمن عن يسار ضرية مما يلي الشمال من المناهل والموارد والمراعي ضلفع هضاب وصحراء ترعاها الإبل قال الراجز :

يا إبلا هل تعرفين ساقا

وضلفعان المرتع الرّقاقا

وفوزة المشرفة الأنساقا

ثم ساق الفروين ثم أبانان الأسود وأبان الأبيض جبلان يمر بينهما بطن الرّمّة ودونهما عشيرة وهي طائية ، وبفراعه أجأ وسلمى جبلا طيء ثم وراء ذلك القصيم وهو بلد واسع كثير النخل والرمل والنخل في حواء الرمل وهو كثير الماء كثير الحصون ، وإلى ناحيته خيبر من قصد الحجاز وهضب القنان ، وللقنان قنّة سوداء ، وصارة وذو عاج وهو ماء ثم الخبراء عن يمين ذلك والينسوعة وهما من مياه الطريق البصري وبركة طخفة دونهما إلى بركة ضرية ، والقصيم تحته رمل الشقيق إلى حظائر مدرك وعن يسار ذلك إلى ناحية الحجاز رخام (١) وهو ماء قارات الزّنابي والبجليتان وذلك كله دون أبلى فرأس الشرّبّة.

ثم ضريّة إلى مطلع الشمس فكبشان هضب والبكرات هضبات فيهن بئر تسمى

__________________

(١) في (ح) : حافر.

٢٥٨

البكرة ، ثم عن يسار ذلك أمواه الضباب فمنها الموجنيّة وغول والخصافة ووادي ذي أجراد وعن يسار ذي أجراد ماء يقال له منية (١) وهضبة لها حمراء ضخمة وعن يسارها هضبة وعن يمين ذلك ثهمد وهو جبل أسود في رأسه وشل وذات فرقين وهي هضبة مقسوم رأسها بنصفين مثل جبل شجان ، وكل تلك الأعلام في صحراء مطرحة بيداء ، ثم يليها حلّيت وهو جبل أسود طويل بلا عرض وعن يساره في ميل الحمى ماء يقال له نفي يروي أربعة آلاف بيت وخمسة آلاف بيت احساء تحسي من البطحاء ووراءه واريات وهي أقرن حمر مشرفات على بطن السرير (٢) واعشاش التي يذكرها الفرزدق :

عزفت بأعشاش وما كدت تعزف (٣)

وقنوان وهما قرنان جبلان وفيهما يقول الكلابي :

أيا ليت شعري هل تغيّر بعدنا

معارف ما بين الحمى فابان

وهل زايل الرّيّان بعد مكانه

وغول وهل باق على الحدثان

وطلحة أعشاش التي طاب ظلها

إذا مال منها بالضّحى فننان

وكان الهوى قد مات للنأي موتة

فعاش الهوى لما بدا قنوان

الريان من مياه الضباب (٤) ، وأيمن من قنوين وأسفل منه الفرية بالفاء بئر وغريف والحصاة حصاة جبلة هضبة عظيمة ، في شعب منها دخلت بنو عامر من تميم في حربهم المعروفة يوم جبلة وهي كثيرة المياه ويحفها من عن يسارها بطن السرير وهو أسفل وادي الرمة (٥) ويقطعه من ورائه بطن السرّ ومياهه وهو واد فيه المياه عكاش وخف والنطاف وفي أسفله أدنى مياه حائل والعويند والأعبدة ومكينة يدفع أسفله في القريتين في وسط الشّور وهو فيف مطيريح طوله خمسة أميال ثم ترجع عن بطن السرير يحفك رمل الشعافيق عن يسارك وأنت مستقبل مطلع الشمس وشول وهذه المياه في غول طلح

__________________

(١) منية هضبة عظيمة لا تزال معروفة يدعها طريق المتجه من نفء (نفي) إلى ضرية يمينه في منتصف الطريق.

(٢) المعروف : واردات. والتّسرير ولكن التّسرير جنوب وادي الرمة وليس أسفله.

(٣) عزفت بالعين المهملة والزاي المعجمة فيهما وكان في الأصول بالراء والتصحيح من «اساس البلاغة».

(٤) والريان ايضا جبل في همدان الدنيا شمال صنعاء. والريان ايضا قمة من قمم جبل أجا ـ جبل طيء المعروف ـ والريان : قرية في الفرع في الحجاز. والاسم يطلق على مواضع أخرى كثيرة. والريان أيضا في مأرب.

(٥) المعروف التّسرير يعرف الآن بوادي الرشاء ولا يتصل بوادي الرمة.

٢٥٩

وبين السر والسرير قفّ يقال له الخلة فيه مياه كثيرة وطوله قدر نصف نهار ، من مياهه المصلوق والصلية وفي طرفها الثبر وهي عثعثة من رمل صغار منقطعة وغول يقال له عاقل ومن مياه السرّسلى وساجر وهما ماءان.

ومن قصد شرقي الحمى من المياه الساقة والخنوقة إلى بطن الرشاء وهو بين الخنوقة وبين ثهلان وابن دخن وثهلان جبل وابن دخن جبل منقطع من ثهلان ثم من يمين ذلك الحرامية والاسودة والحريجة وكنيفة والعويند.

ومن جنوبي ضرية في الحمى الكود بئر ولها قرن يقال له الكود ومنعى وزقا ماءان قال الشاعر :

فلن تردى مذعى ولن تردى زقا

ولا الكود الّا ان تمنّى امانيا

وذو عثث واد وكل هذه المواضع بين النير وبين ضرية والنير جبل قال :

ولن تسمعي صوت المهيب عشيّة

بذي غثث يدعو الثقال التّواليا

والخوان (١) ثنية والشّطون بئر ، ومن مياه النير الحنابج وذو بحار والجثجانة وجفنا بها نخل وحصن لبني عمرو بن كلاب ، وأسفل من جفنا الأنسر وهي جبيلات مطرحات في جو من الأرض سود يضربن الى حمرة ، وبظهر النّير بينه وبين الجنوب بطن العبري واحساء بني حوثة وحلاقيم ماء ، وفي رأس العبرى (٢) سواج والأخرج وفي الأخرج ماء يقال له الضماخ ، وبطن الجريب وصوقع والمدان مدّان الغائط وهو ماء والهضب هضب القليب والحفير حفير الضبيب ومعدن الحسن ، واسفل من ذلك زربعين ، وقد ذكرنا القرى من الحمى في الطريق الى المحجة مثل الأثبجة وذي عاج ومنها العبامة وهي قليب الحارث بن عباد عن يسارها الحذيات والذنائب مشرفات على الدثينة والخال قرن مطروح أسود في قابل الصّنجة (٣) وثنية قضة في الحمى مشرفة على رأس الحزيز ، انقضى الحمى وآخره من الجنوب هضب شبيب.

ومما يصالي الحمى : بطن الرشاء وهو بظهر ثهلان الى ذات النّطاق ، ومن مياه

__________________

(١) لعله : الخوار بالراء.

(٢) انظر «الهجري» ٣٨٢.

(٣) لعله الصخّة.

٢٦٠