صفة جزيرة العرب

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني

صفة جزيرة العرب

المؤلف:

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني


المحقق: محمّد بن علي الأكوع الحوالي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢

وادي سبّان ووادي خبان (١) وذو بلق ووادي حرد ووادي ذي يعزز وثريد (٢) ، ومن المصانع حصن كحلان وحصن مثوة وكهال (٣) ومنها الصّولع ولبو والمواعلة ومليان (٤) وهيرة وصلاف فإلى ما حادّ حيشان (٥) فيحصب العلو من ناحية ظفار (٦) فراجعا إلى مخلاف ميتم وحدود مذحج من بني حبيش ، وحقل صالح من أرض الرّبيعيين

__________________

وعلى السلالم وهو في آل عمار من ذي رعين ، وكهال : بضم الكاف آخره لام : قلعة شماء مسامتة لشخب من الجنوب بينهما غلوة سهم نسبت الى كهال بن عدي ـ راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ١٩٢ ، وينسب اليها آل الكهالى أصحاب فقه ومعرفة ونباهة ، وفيها وقعت حادثة للسلطان المعزّ طغتكين الأيوبي قيدناها في التاريخ ، فارجع اليه.

(١) وادي سبان : بفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحدة آخره نون ورسمه خطأ في «ل» و «ب» بالياء المثناة من تحت بدل الباء الموحدة والوادي يحتفظ باسمه الى التاريخ وعليه تقع قرية ذي أشرع ذات القصور والمقاصير والمنظر الخلاب وغيرها ، ووادي خبان : بضم الخاء المعجمة وفتح الباء آخره نون ، وهو أسفل منه وعليه تشرع قرية الذاري التي يسمى اليوم باسمها وادي الذاري ويليه أيضا وادي سبان الذي يسمى اليوم وادي الرضمة التي تطل عليه من الشرق كما يطلق على الجميع وادي خبان إذ هو مخلاف من ذي رعين.

(٢) ذو بلق : هو ما يسمى وادي القشيب من خبان ، ثم من بني قيس وعنس ، ووادي حرد : بفتح الحاء والراء المهملتين آخره دال. ورسمه في «ل» و «ب» بالخاء خطأ ، ووادي ذي يعزز : بفتح الياء المثناة من تحت ثم عين مهملة ساكنة ثم زائين ، وكلا الواديين حرد وذي يعزز في عزلة كحلان من خبان شرقي مدينة يريم ، وثريد : بفتح الثاء المثلثة والراء ثم ياء ودال : وهو واد مشهور كريم التربة غزير المياه اليه تلتقي سائلة بنا وسائلة خبان كما سلف ذكر ذلك وتسقط على مخلاف أبين وفيه الحمام الطبيعي المشهور بحمام دمت ، قال ياقوت : ثريد : بفتح أوله وثانيه على فعيل وهذا وزن غريب ليس له نظير.

(٣) كحلان : بضم أوله آخره نون ، ويقال له حصن كحلان وكحلان الحداد ، وكحلان خبان ، وهو مصنعة مدورة الشكل في وسطه صخرة ثابتة من الأصل كأنها الرأس وفيه آثار حميرية وكرف عادية نحتت من أصل الصفا وفيه عرقة حمراء من خارجه وليس له غير باب واحد. وقد اتخذه ملك اليمن أبو حسان أسعد بن أبي يعفر الحوالي دار ملكه ومقر عزه من سنة ست وثلاثمائة من الهجرة إلى أن توفي سنة ٣٣٢ ه‍ ، واستمر خلفاؤه فيه من بعده إلى أن انقرضوا ، وفيه توفي المنشىء البليغ والمؤرخ الكبير محمد بن الحسين الوحاظي الكلاعي في حدود سنة ٤٠٣ ه‍ وذكره المؤرخ المسعودي في «مروج الذهب» وقد نوهنا بخبره في التاريخ ، وحصن مثوة : بفتح وسكون آخره هاء : قلة عظيمة أعلاها مربع الشكل وفيه زروع وحروث ونبع ماء وهو معاند لحصن كحلان من الشمال الشرقي بينهما ما يزيد على أربعة أميال وفيه وقعت معركة ضارية بين الرعينيين والملك علي بن محمد الصليحي ثم بينهم وبين ابنه المكرم بن علي الصليحي وكان النصر حليف الملكين وهي اليوم أطلال وخرائب.

(٤) الصولع : وتسمى ذي الصولع : قرية آهلة بالسكان من كحلان وخبان. لبو والمواعلة من المقاطعة التي تسمى «رعين» وهما اليوم أطلال وخرائب ، مليان : بكسر الميم آخره نون : بلدة عامرة من «رعين» وهذه البقاع شرقي مدينة يريم ، وذو لبوة : بلدة من مخلاف الشعر وهو رعيني.

(٥) هيرة وصلاف : لا تعرفان وهما في حكم أمس الدارس اللهم إلا أن تكون هيرة هي هيوة بإبدال الراء واوا ، فإن هيوة قرية معلقة في برج السماء من مخلاف عامر : صباح وهذه الحدود للمخلاف المذكور هي هي كما ذكرها المؤلف.

(٦) هذه الحدود لا تزال.

٢٠١

والزيادّيين (١). وقد يعد من مخلاف رعين التراخم مثل بنا وشراد والخبار (٢) وميتم وشرعة وماوة وكانوا ملوك رعين وهم من ولد ذي ترخم بن يريم ذي الرمحين بن عجرد من سبأ الصغرى. وجميع مخلاف رعين لا يسكنه إلا آل ذي رعين مثل يحيرو وسن والأملوك والأحروث وغيرهم (٣) وأحياء آل ذي رعين بهذا المخلاف أوفر منهم في جنوب بلد رعين ومشرقها الذين غلب على أكثرهم مذحج.

مخلاف جيشان (٤) : جيشان من مدن اليمن ولم يزل بها علماء وفقهاء وتجار أبرار وكان من شعرائها ابن جبران وهو من شعراء الرافضة وهو صاحب الكلمة المحرضة على المسلمين (٥).

__________________

(١) ميتم هذا ميتم مذحج سلف بيانه وانه غير ميتم الوادي المشهور من ذي الكلاع ، وبنو حبيش هم الذين يسمون اليوم الحبيشية ، حقل صالح : يحمل اسمه الى هذه الغاية وهو ما بين دمت ثريد ، والمقرانة : التي كانت عاصمة السلطان عامر بن عبد الوهاب بن طاهر وهو الى المقرانة أقرب ويقع على قارعة الطريق الى جبن وقد نزلته مستظلا من حرارة الشمس في جولتي الى جبن فأكرموا نزلي ، وبينما كنت في الغرفة أتناول فنجانا من القهوة اذ دخل علينا رب المنزل وقال : افتحوا الكوّة للضوء ، إذ كانت الغرفة مظلمة ، فوقعت مني كلمة «الكوّة» موقع الاستغراب وكالفاكهة الطرّية الغريبة اللذيذة ، إذ السائد في وطننا هي الطاقة للنافذة ، وفي «ل» و «ب» صابح بابدال اللام باء موحدة.

(٢) بنا وشراد : سلف الكلام عليهما ، والخبار في أصلنا بالخاء المعجمة والباء الموحدة آخر راء. وفي «ل» باهمال كلا الحرفين ولم أعثر على هذا الموضع ثم عثرت على موضع في شراد يسمى الجبار بالجيم والباء الموحدة وصح لى ذلك ، والتراخم ؛ لهم بقية (راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٢٤) وكانت مساكنهم في قرية خار من رعين ولا يزال حصنها يسمى التراخم وكذا في بنا وشراد.

(٣) يحير : بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الحاء المهملة ثم ياء وراء ، بلفظ المضارع من حار يحير وهي عزلة من خبان رعين وفرقة منهم في مخلاف ذي مأذن ، نسب الى يحير بن الحارث من ذي رعين ، وممن نسب الى يحير القبيلة الأديب الشاعر البليغ سليمان بن عبد الله اليحيري الرعيني الحميري من أعيان القرن الخامس وكان شاعرا مترسلا (انظر «معجم البلدان»). ووسن زنة وعل : لا تعرف اليوم ، والأملوك : بفتح الهمزة وضم اللام آخره كاف : عزلة من مخلاف الشعر عرفت بانتاج القات ، والأحروث : بالثاء المثلثة آخر الحروف : وهو ما يسمى اليوم بعزلة الحرث من مخلاف بعد ان واشتهرت بالحبوب لا سيما البرّ ، فهو أطيب وأفخر ما عرفنا.

(٤) مخلاف جيشان : قد اختفى اسم هذا المخلاف لاختفاء مدينته التي كانت زاخرة بالمعارف والتجارة وغير ذلك كما اختفت قبائله ودخل المخلاف في عداد مخلاف العود ، وحجر وبدر : بلاد قعطبة اليوم ونسب الى جيشان بن غيدان ابن حجر بن يريم ذي رعين (راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٢٣٣ و «معجم البلدان» و «اللباب») ، وقبيلة جيشان ممن لبت الدعوة المحمدية ، وبعثت وفدا الى المدينة كما فازت بشرف الجهاد المقدس في الفتوحات الاسلامية واشتركت في فتح مصر ولهم خطة هنالك ـ راجع التاريخ ، ونسب اليهم عالم ونسب الى جيشان الخمر السود الجيشانية ، وتقع مدينة جيشان في عزلة الأعشور من العود شمال قعطبة وهي من مدة غير قصيرة أطلال وخرائب ولي معها خبر ذكرناه في غير هذا.

(٥) نقل ياقوت كلام المؤلف برمته وزاد على ما هنا قوله : منها :

وليس حي من الأحياء نعلمه

من ذي يمان ولا بكر ولا مضر

إلا وهم شركاء في دمائهم

كما تشارك إيسار على جزر

وهذا يروى لدعبل ، ثم اكمل كلام المؤلف عن جيشان ، ويبدو ان لشعر كان موجودا في نسخة ياقوت من هذا الكتاب بدليل قوله : وهذا يروى لدعبل.

٢٠٢

ومن جيشان كان مخرج القرامطة باليمن ومن الجند (١) ، ويسكن مخلاف جيشان بطون من يريم ذي رعين بن سهل بن زيد الجمهور (٢) وفيها الصراريون والرعديون والرّغامد (٣) وباديتها انجاد ، ويعد من مخلاف جيشان حجر وبدر وصور وحضر وثريد وبلد بني حبيش وجانب بلد العدوّيين من حبّ وسخلان والعود ووراخ.

مخلاف رداع وثات : مخلاف رداع القريتان رداع وثات العروش (٤) وبشران واذنة ورحبتها (٥) وبلد ردمان وقد دخل أسماء كثيرة مما حلّيتها (٦) في قصيدة الرداعي في آخر الكتاب ، ولا يسكنها ومخاليفها جميعا إلا بطون مذحج والقليل من بقايا حمير وبرداع وثات الأسوديون والربيعيون والزياديون وخليطي بعد ذلك من العرب. العرش وحرية (٧) لبني الحارث ابن كعب وهم أهل كراع القريتين ورؤساؤهم آل الذّملّق وآل العيزار وآل الياس. وكومان بلد واسع يسكنها كومان وهم من زوف وسلمة وصنابح ويصلى كومان إلى بلد ذي جرة بلد الحدا بن نمرة بن مذحج (٨) وهم وكومان من أرمى العرب وأحدّه ، ولا يكاد يدخل بلد الحدا سبع لذهابهم على السّبع بالرمي.

مخلاف مارب (٩) : الجبل لبني مالك من مراد ولبني طلية (١٠) وقائفة وفجاءة

__________________

(١) وسبب مخرج القرامطة ان ابن فضل من جيشان وقرأ بالجند (راجع التاريخ).

(٢) الجمهور : زنة السموأل.

(٣) الصراريون : لهم بقية وكذلك الرعديون دون الرغامد فلا أعرف.

(٤) العروش : وهو ما يسمى اليوم العرش وقد مضى ذكره.

(٥) اذنة : تقدم الكلام عنها ، ورحبتها : هي الرحبة ورحابة سلف ذكرهما.

(٦) حليتها : أي بالحاء المهملة ثم لام ثم ياء مثناة من تحت ثم تاء مثناة من فوق : من التحلية وهو الذي يتبادر الى الذهن ، وفي «ب» و «ل» حيلتيها أي بالحاء المهملة ثم ياء مثناة من تحت ولام ثم تاء مثناة من فوق وياء مثناة من تحت وبقية الحروف كالأول ، ولم تظهر هذه العبارة.

(٧) تقدم ضبطها وهذه حرية هي التي تسمى حرية الحجلة وتقع في الكنف الشرقي من جبل احرم الواقع في الشمال الشرقي من مدينة رداع بمسافة ميل ونصف تقريبا وعدادها اليوم في قائفة قيفة (راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٥٢٥).

(٨) لا يزال اسم الحدا يحمل اسمه كما انه جاء ذكر الحدا في المساند الحميرية.

(٩) مأرب : بفتح الميم وثانيه وكسر الراء آخره باء موحدة : هكذا ننطق به معاشر اليمنيين وهكذا ورد ضبطه في معجم البكري ، وزاد : ويقال : مأرب باسكان ثانيه وأما ياقوت بانه لم يأت إلا بلغة الهمزة ساكنة ثم تكلم عن اشتقاقه ، وهو بلد العجائب والغرائب ، والفردوس المفقود الذي قال فيه الهمداني في «الاكليل» : هي بيضة العز ودار المملكة وبقعة الجنتين ووكر قحطان ووسط الاقليم وما سماه الله بلدة طيبة. والكلام حول مأرب يطول.

(١٠) بنو طلية : بفتح الطاء واللام وتشديد الياء من تحت مشددة ثم هاء ، ولهم بقية.

٢٠٣

ورأسها جبل دقرار (١) وهو من الجبال المسنمة ومنها السويق وتحتم (٢) ومن أذنة ما سفل من رحبة ورحابة وكان بها نخل عظيم ، وكان أكثر تمر صنعاء منها وبها جنس يقال له الونش (٣) ، ثم أخربتها الفتنة وكان يسقيها أسافل دقرار فالسويق فحبنون. وهذه المواضع مساقطها من الجبل في جنوبي مأرب ومساقطه في شمالها إلى نهج الجوف والعوهل وهينا وصرواح وأودية موضح وشرقيها القاع الأمق من صيهد ونهبيّة من دغل فإلى جبل الملح وليس بجبل منتصب ولكنه جبل في الأرض يحفر عليه ويمعن في الأرض وهو يبقي منه أساطين تحمل ما استقلّ من تلك المحافر وربما انهدم على الجماعة فذهبوا. وهو أرض لا نبات فيها فيحمل اليها الماء والزاد والحطب والعلف ويتحفظ على الماء من أجل الغراب أن ينسر السّقاء فيذهب ماؤه وهو من مأرب على ثلاث مراحل خفاف وثنتين بطيئتين (٤) ، ومأرب بحذاء صنعاء شرقا وأما قرن (٥) فقد يعد الى مأرب وحريب وبيحان وقد يعدّ الى ردمان (٦).

المخاليف التي بين المعافر وصنعاء غربا : بلد الرّكب وهو الملح وحيس وهو بلد آل أبي النمر الرّكبيّين وقريتهم بحيس القناة. جبلان العركبة بلد واسع ونعمان بلد وساكن العركبة الشّراحيّون منهم آل يوسف ملوك تهامة من عهد المعتصم إلى أيام المعتمد (٧) الوصابيون من سبأ الأصغر وهو وصاب بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة

__________________

(١) دقرار : بكسر الدال آخره راء : لا يزال يحمل اسمه لهذه الغاية ولعله الذي يسمى جبل مراد.

(٢) تحتم : بفتح التاء المثناة من فوق وسكون الحاء ثم تاء أيضا مكسورة آخره ميم : موضع بوادي قضيب من مراد.

قال السليك بن السلكة :

بحمد الإله وامريء هو دلني

حويت النهاب من قضيب وتحتما

وقال لبيد :

وهل يشتاق مثلك من ديار

دوارس بين تحتم فالخلال

هكذا ضبطناه وصححناه من «معجم ما استعجم» للبكري ، وكان في الأصول كلها تحما باسقاط التاء الثانية وهو وهم ، وهو في وادي عبيدة ويطلق عليه اليوم اسم قحازة وحبنون.

(٣) كذا في مخطوطة (ح) وفي المطبوعتين : الرئيس.

(٤) كذا في أصلنا بطيئتين : من البطء.

(٥) قرن : بالتحريك وقد سلف ذكره (راجع ياقوت ج ٤ ـ ٣٣١) ، فانه وهم كما وهم الجوهري في «الصحاح».

(٦) هو كذلك اليوم تارة بتارة.

(٧) راجع نسب الشراحيين «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٤٦ ، ومنهم الأديب الشاعر ابن خمرطاشة صاحب المقصورة من أعيان القرن السادس الهجري ، والمعتصم هو أبو الخليفة العباسي المعتمد ، فعلى هذا تكون ولاية الشراحيين لتهامة واحدة وستين سنة وتكون قبل ظهور الزياديين في تهامة وولاية الشراحيين لتهامة كما لم يذكرها الجندي ولا الخزرجي ولا غيرهما ممن كتبهم معنا وكلهم تبعوا عمارة اليمني وقد حققنا الموضوع في التاريخ.

٢٠٤

وهو حمير الاصغر بن سبأ الأصغر (١) وجبلان هذه بين وادي زبيد ووادي رمع ، وجبلان ريمة (٢) هي ما فرق بين وادي رمع ووادي سهام ووادي صيحان والعرب الى أرض حراز وهو سبعة اسباع ومن جبلان تجلب البقر الجبلانية العراب الحرش الجلود الى صنعاء وغيرها وهي بلاد كثيرة البقر والزرع والعسل وسوقها يصلي تهامة ، قعار ويسكن البلد بطون من حمير من نسل جبلان ومن الصرّادف ومن بني حيّ بن خولان وهي ملوكها (٣) ، ويصلي جبلان ريمة مما يصلي الشمال وادي سهام ومما يصلي الشمال والمغرب جبل برع (٤) وهو من الجبال المسنّمة وهو واسع يسكنه الصّنابر من حمير وبريمة جبّلان منهم قوم (٥) ايضا ، ويسكن برع أيضا بطن من سبأ الصغرى وفرق من همدان ، وسوق برع الصّليّ في القاع من شرقيه ، وما يصلي الظهار (٦) ، وسلطانه محمد بن عبد الله البرعيّ حميري شريف كريم وهو من عوادي اليمن وقرومها وانجادها وله صولة وبعدة غائلة ، ويفرق بين جبل برع وبين جبل ضلع وريمة وادي سير ووادي العرب (٧) ثم يفرق بين وادي سردد وبين وادي سهام

__________________

(١) وصاب : بضم الواو آخره باء موحدة ، ويقال له أصاب بالهمزة وهو صقع يشتمل على مخلاف نعمان ومخلاف عركبة وهما وصاب السافل والعالي ، وهو بلد واسع رخي طيب الأرض مبارك الأجواء زكي الأرجاء وله تاريخ مستقل ، ونسب اليه أعلام كثيرون منهم أم الدرداء الوصابية التابعية المشهورة زوج ابي الدرداء الصحابي المشهور ، ومنهم ابن أبي الصيف صاحب التآليف المتوفي بمكة مجاورا ، ومنهم الشاعر محمد حمير الوصابي الهمداني المتوفي سنة ٦٥١ ، ومنهم بنو الوصابي المشهورون بالتصنيف والتأليف وعيرهم ، وقال ياقوت ج ٥ ـ ٣٨٨ وصاب اسم جبل يحاذي زبيد باليمن وفيه عدة بلاد وقرى وحصون وأهله عصاة لا طاعة عليهم لسلطان اليمن إلا عنوة بهذا ومعاناة من السلطان لذلك.

(٢) ريمة : هي التي تسمى ريمة الأشابط لقوم ترأسوها ، وتسمى أيضا ريمة بدون إضافة وهي بهذا أشهر : مخلاف واسع جدا يحتوي على خمس نواح كلها في غاية الخصب والرخاء وتسميها الأعراب «سكاب اليمن» جؤجؤه ، ووصفها يكثر ونسب اليها خلق منهم الشاعر البليغ محمد ابن عيسى الريمي. ووهم ياقوت في ضبط ريمة وفرق بينها وبين غيرها ، وما يحمل اسم ريمة كثير ذكرناها في المعجم.

(٣) راجع أنساب هذه القبائل «الاكليل» ج ١ وج ٢.

(٤) برع : زنة زفر : جبل عظيم ومخلاف جليل شهير الوصف عتيق الأصل ، وأشهر مزروعاته البن الذي لا ينقطع ثمره في جميع فصول السنة ، وممن نسب اليه الشاعر المعروف بابن مكرمان البرعي الحميري من أعيان المائة السادسة (راجع عمارة ٣١٤) ، ومنهم الأديب المشهور عبد الرحيم البرعي من أهل القرن الحادي عشر.

(٥) الصنابر : بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة ثم ألف وباء أيضا مكسورة آخره راء : قبيلة من حمير لا تزال تحمل هذا الاسم الى هذه الغاية ولهم في جبلان ريمة قرية تحمل اسم الصنابر لا يسكنها إلا هم كما لهم بقية في برع ، وإليهم ينسب نقيل الصنابر وفي وصاب نسبت الى صنبر بن ذي نصبان (انظر «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٨١).

(٦) الظهار : وهو بالفتح.

(٧) كذا في نسخة (ح) وفي أصلنا بحدف واو العطف من وادي العرب : أي ان الفاصل بين برع وجبلان هو وادي العرب ، وأنا أعتقد ان الواو من ووادي سير محذوفة وأنه فاصل أيضا وفي «ب» و «ل» باثبات الواوين ، ووادي العرب بلفظ العرب ، وفي «ب» و «ل» الغزب بالغين والزاي المعجمتين وهو خطأ.

٢٠٥

بلد حزار وهوزن وفرع سردد أهجر شبام وذلك ما حاذى صنعاء.

مخلاف ذمار : (١) ذمار قرية كبيرة جامعة بها زروع وآبار قريبة ينال ماؤها باليد ويسكنها بطون من حمير وأنفار من الأبناء (٢) ورأس مخاليفها بلد عنس وساكنه اليوم بعض قبائل عنس بن مذحج ، ويقال انه منسوب (٣) لعنس بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر (٤) وهو مخلاف نفيس كثير الخير عتيق الخيل كثير الأعناب والمزارع (٥) والمآثر به بينون وهكر وقصور قد ضمّن ذكرها كتاب «الاكليل (٦)» ومنها مداقة وبوسان ورخمة (٧) وجبل (لبؤة) بن عنس (٨) وجبل اسبيل منقسم بنصفين فنصف الى مخلاف رداع (٩) ونصف الى مخلاف عنس وشماليه الى كومان. وأسي ما بين إسبيل وذمار ، أكمة سوداء تسمى حمّة ، بها جرف يسمى حمّام سليمان

__________________

(١) كذا في (ح) وفي أصلنا باضافة مخلاف الى ذمار وفي «ب» و «ل» بحذف ذمار الأولى مكتفيا «مخلاف ذمار جامعة» والخطأ واضح.

(٢) هكذا عرفت ذمار في سن الطفولة ان ماءها ينال باليد ويحدثنا آباؤنا وذو والأسنان العالية انه كان فيها غيول تسح على الأرض وتسقي الى مسافات بعيدة. واليوم قلّت مياه الآبار واختفت الغيول لقلة هطول الأمطار وتوالي الجدب ، والأبناء : تلاشوا في المجتمع اليمني فلا يعرف منهم أحد ، وفي «معجم البلدان» : وأبقاء من الأبناء. وهم سقط.

(٣) كذا في أصلنا وفي «ح» و «ب» و «ل» «سبق لعنس» وهو غلط واضح.

(٤) راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ١٦١ عن نسب عنس.

(٥) كادت الخيل والأعناب تختفي من هذا المخلاف ويحدثنا الآباء عن الأجداد ان الخيل في هذا المخلاف بما فيها ذمار كانت في المزارع والحقول أشبه بالأغنام والأبقار لكثرتها.

(٦) الجزء الثامن.

(٧) مداقة : بكسر الميم وآخره هاء : بلدة عامرة هي اليوم في عداد الحدا وقد تسمى بيت قحطان ، وبوسان : سلف ضبطها والكلام عليها وكما وهم «ب» و «ل» في رسمها وهم هنا. ورخمة : بفتح الراء وقد تضم وفتح الخاء المعجمة ورسمها في «ب» و «ل» بالجيم وفي «الفهرست» بالحاء المهملة.

(٨) ما بين القوسين تصحيح من «الاكليل» ج ٢ ـ ١٦١ وكان في أصلنا وفي «ل» لبود به عفو وفي «ب» لبود بن عفو ، ولبؤة : بفتح اللام وضم الباء الموحدة ثم واو مهموزة بعدها هاء : وهو جبل فيه قرى ومزارع يسكنه آل زياد شمال شرقي مدينة ذمار.

(٩) إسبيل : بكسر الهمزة وسكون السين المهملة ثم باء موحدة مكسورة وياء مثناة من تحت آخره لام : وهو جبل عاف منيف شاهق واسع الأطراف يرى من بعد وكأنه الهلال في ابداره أو معصم الحوار في استوائه ويبعد عن مدينة ذمار شرقا بمسافة ثلاث فراسخ تقريبا وزيادة ، وهو لا يزال كما قال المصنف منقسما بنصفين : فنصف لمخلاف رداع وهو في حوزة قايفة ، ونصف لعنس وهو الأكثر من الشمال والجنوب والغرب ، وشاهدته لما زرت رداع في رجب سنة ١٣٨٣ لاصلاح بين بعض القبائل دوّنت طرفا من أحوال هذا الحيّز ، وانظر «معجم البلدان» ومعجم البكري.

٢٠٦

والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك (١) ، وبعين شراد (٢) أيضا ينتشر الناس بها ويعافون. وذمار القرن قرية قديمة خراب (٣) ، وأما ذمار المخدر فغيرها (٤) وذو جزب ودلان (٥) وسربة واد كثير الماء والمطاحن (٦) ، والأودية التي بها مطاحن الماء فهي سربة وشراد وبنا وماوة والموفد وجمع ، وبصيد ، وبأودية رعين وبوادي ضهر. وأما مخاليف ذمار من غربيها فهي مصنعة أفيق للمغيثيّين (٧) وجمع والموفد وسربة ووادي القضب لبني عبد كلال (٨) وحمر ووادي حمر منسوب الى حمر بن عدي وهي تصلي جبلان وسيّة والجبجبة والجبجب والصّلي ويسكن هذه المواضع من

__________________

(١) أسي : بفتح الهمزة وضمها وكسر السين المهملة اخره ياء مثناة من تحت ، وهو ما يسمى اليوم اللسي : بلام التعريف مع لام مكسورة وبقية الحروف كالأول وهو كما وصف المؤلف ولزيادة الايضاح هي أكمة كبيرة كأنها الصبرة من الطعام وفي جوانبها فجوات بتفاعل معدن الكبريت الموجود بها وكان يستعمل الى عهد قريب والحمام لا يزال معروفا باسمه ووصفه ، والجرف : بالفتح آخره فاء إن كان فردا وجمعه جرف : بضم أوله وهو الكهف ، والجرف : بمعنى الكهف لغة فصحى دارجة في عموم اليمن ، وهذا الجرف لا يسع إلا إنسانا واحدا فيدخله مستصحبا معه جرة ماء وسرعان ما ينش بالعرق وتحمى الجرة فيغتسل ويستحم وهلم جرا ، وقال في «معجم ما استعجم» : أسي بضم أوله وكسر ثانيه وتشديده بعده ياء مشددة هكذا تكرر في كتاب الهمداني مضبوطا في نسخة معاناة أسي ونقل عن الهمداني كلاما غير ما هنا لم أجده في كتب الهمداني التي بين أيدينا وأعتقد انه في كتابه «المسالك والممالك اليمنية».

(٢) شراد : بفتح أوله وآخره دال مهملة : هو ما يسمى اليوم وادي المطاحن وهو من غرر أودية اليمن ويقع جنوب مدينة ذمار ومربوط بأعمالها ، ومعنى ينتشر الناس : اي يستشفون بها ، والعين لا زالت معروفة وتسمى اليوم «معين جبر» وتؤدي نفس الشيء.

(٣) ذمار القرن التي ذكرها المؤلف انها في عصره خراب هي اليوم أعمر ما تكون بنيانا وأوفر سكانا لا سيما حصنها المسمى القرن وهي جنوب مدينة ذمار بمسافة ميلين ونصف. وقد اتصل العمارة بها وصارت مراجيا مدينة ذمار.

(٤) ذمار المخدر : بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وآخره راء : وهي اليوم خراب يباب وتقع في الشمال الغربي من ذمار بمسافة أربعة أميال وفيها وفي ذمار القرن آثار حميرية.

(٥) دلان : بكسر الدال آخره نون : قرية عامرة وتقع في ظاهر شرعة وينسب الى نسائها الجمال الفاتن ، والدلاني : بزيادة ياء النسبة : بلدة من بني الحارث في يحصب العلو اليها ينسب سيل الدلاني.

(٦) مضى الكلام على سربة وقد أقفرت من المطاحن منذ زمن وغيرها مما ذكره المؤلف.

(٧) المصنعة : معروف ضبطها ومعناها ، وما يحمل اسم المصنعة في وطننا كثير ولكن الذي في هذا النهج مصنعتان إحداهما مصنعة قرب أفيق وتسمى اليوم مصنعة انس جهران وتقع في الشمال الغربي من ذمار وأفيق قرية عامرة لا تزال وفيها أسر الإمام إبراهيم بن تاج الدين أسره الملك المظفر الرسولي الغساني سنة ٦٧٤ ه‍ وتسمى اليوم أفق ، وأفيق أيضا بلدة من عنس من مشرق ذمار (راجع «الإكليل» ج ٢ ـ ١٦١) ، والمصنعة الثانية مصنعة مرية وتقع غربي ذمار بمسافة فرسخين وهي مصنعة عظيمة وفي أعلاها بنيان مترامي الأطراف وهي أنقاض وكان فيها طريق معبدة مرصوفة بالأحجار وفيها أيضا مسند حميري أثبتناه في غير هذا التعليق ، ويقال لها مصنعة أسعد.

(٨) وادي القضب : باسم القضب المعروف ، وفي «ل» و «ب» بالصاد المهملة وهو وهم ، وهو واد خصب وفيه غيول ، وبنو عبد كلال : بضم الكاف : من أقبال حمير المشاهير ولهم بقية ليس في هذا الوادي (راجع «الإكليل» ج ٢ ـ ٣٦٢) والوادي المذكور في شمال غربي ذمار.

٢٠٧

بطون حمير من أوزاعي (١) ومغيثي وغير ذلك ، وفي شمالي هذه المواضع أرض مقري وجبل أنس وأرض الهان ومن شمالي ذمار بعض حقل جهران ، وأهل جهران من حمير وفيهم قوم من وضيع تبع وكذلك بقتاب منهم قوم وفي ذلك يقول تبّع :

فسكّنت العراق خيار قومي

وسكنّت النبيط قرى قتاب

وهو حقل قتاب بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وجهران منسوب الى جهران ابن يحصب (٢).

مخلاف ألهان ومقري (٣) : هو مخلاف واسع ينسب اليه غربي حقل جهران مثل ذي خشران ومعبر (٤) وألهان في ذاتها بلد واسع ومجمعها الجبّ جب ألهان ويسكنها الهان بن مالك أخو همدان (٥) وبطون من حمير وقراها تكثر ، ومقرى يسكنها آل مقرى بن سميع (٦) ومما يصلى ألهان الى وادي الشّجبة الذي يصبّ إلى شجبان ثم رمع : جبل أنس وفيه محفر البقران ووتيح وسمح وريمة الصغرى وحدا (٧) ومن هذا الصّقع في حيز سهام هو وبقلان وعشار وكثير مما ذكرنا من غربي ذمار يعد في مقرى

__________________

(١) راجع أنساب الأوزاعيين والمغيثين («الإكليل» ج ٢ ـ ٢٥٢ ، ٢٨٢) ، ومن الأوزاعيين المحدث الشهير أبو عبد الرحمن الأوزاعي المدفون بمدينة بيروت بالشام ، ومن المغيثين الحافظ عبد الرزاق بن همام الصنعاني المغيثي.

(٢) في «ب» و «ل» بالضاد المعجمة خطأ.

(٣) مضى الكلام على الهان وقد غلب اليوم مخلاف أنس على اسم مخلاف الهان.

(٤) خشران : بالخاء المعجمة وسبق ضبطها. وفي «ب» و «ل» بالحاء المهملة كما سبق لهما الوهم في ما تقدم ، ومعبر : بفتح وسكون آخره راء : وتشكل مركز ناحية جهران وتقع على المحجة.

(٥) هذا قول نساب كهلان (راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ١٠٣).

(٦) قال المؤلف في «الاكليل» ج ٢ ـ ٢٥١ : مقرى : زنة معطى وهو عبد الله بن سميع فاذا نسبت اليه شددت الياء فقلت مقري مثل بحري ، والمخلاف هذا لا تعرف معالمه اذ قد دخل بعضه في اعمال ذمار والبعض الآخر في مخلاف أنس وقد استقرينا حدوده ومعالمه في المعجم ، وقبيلة مقرى ممن هاجرت وساهمت في الفتوحات ونزلت بالشام ونسب اليهم بشر بن شريح بن عبد الله المقري روى عن أبي امامة ، وإليهم تنسب قرية مقرى : بالفتح والسكون بالشام فيما أعتقد ونسب الى القرية المذكورة كثير من العلماء ، وقال توفيق بن محمد النحوي :

سقى الحيا أربعا تحيا النفوس بها

ما بين مقرى الى باب الفراديس

ومن مقرى ثم من ذي الحود شيخنا المقرىء الكبير صالح بن محمد الحودي المقري الحميري المتوفي سنة ١٣٦٢ ه‍ عن سن عالية وكان أعمش وحافظا لعلوم شتى ومن الزهاد العباد ، ومنهم بنو مقرى في عتمة.

(٧) وتيح : مضى ذكره ، وسمح ويسمى السمح : بفتح السين وسكون الميم آخره حاء مهملة وهو في ظاهر بكيل معاند لضوران بينهما ميلان ، وريمة الصغرى تحمل اسمها الى هذا العهد وهي في جبل موشك غربي مدينة ذمار ومن أعمالها ، حدا بالضم وهو ما يسمى حداد بزيادة دال ثانية وهو أيضا في جبل موشك.

٢٠٨

شجبان : سوق أغوار هذه المخاليف ، وهو الحد بين هذه المخاليف وبين جبلان ريمة وما بين جبل أنس وحقل جهران ضوران ومذاب وبها الصبّليّون من حمير (١).

مخلاف حراز وهوّزن (٢) : وهو سبعة أسباع أي سبع بلاد حراز المستحرزة (٣) وهوزن وكرار واليها تنسب البقر الراريّة وصعفان ومسار (٤) ولهاب ومجيح وشبام ويجمع الجميع اسم حراز وهوزن وهما بطنان من حمير الكبرى وهما ابنا الغوث بن سعد بن عوف بن عدي وبحراز الحناتلة ولد حنتل بن عوف بن عدي (٥) ولعف ونشق من همدان (٦) وبطون أخرى من حمير وهي بلد كثيرة الزّرع والورس والعسل والبقر العراب مثل الجبلانية وحراز مختلطة من غربيها بأرض لعسان من عك (٧) فمنها التّيم والأدروب (٨) وعجب والعبر والعرقين ووادي حار (٩) وبوادي سهام الماء الحارّ ، ينضج البيض والرز بحرارته ، فمن وادي حار العقيل والحبيل والأنغوم والأنعوم بطن من حمير (١٠) وشط الحجل (١١) والأحصّ وهو منهل الظّهار ظهار بن بشير النّشقي من

__________________

(١) الصبليون : بفتح الصاد المهملة وضم الباء الموحدة : نسبة إلى صبل بفتح وضم ـ بن الحارث بن يامن كما في «الإكليل» ج ٢ ـ ٣٣٢ ، وإليهم تنسب القصور الثلاثة المشهورة بضوران كما نسبت اليهم قرية صبل من عزلة المنار من مخلاف مقرى سابقا ، ووهم في «ب» و «ل» فحذف الباء التي بعد الصاد.

(٢) مخلاف حراز : يحمل اسمه لهذه الغاية كما غلب على جميع ما ذكره المؤلف ويقع غربي مدينة صنعاء وعليه تشرع طريق صنعاء ـ الحديدة ، وهوزن : بفتح وسكون : لا يزال معروفا باسمه ومن قراه الهجرة بالتحريك ، ونسب إلى حراز بشر غير يسير (انظر «تاريخ عمارة» و «اللباب» و «معجم البلدان»).

(٣) حراز المستحرزة : وهو ما يسمى اليوم الشرقي.

(٤) صعفان : بفتح الصاد المهملة وسكون العين المهملة وآخره نون : عزلة من أجود بلد حراز خصبا وريفا ، ومن أجود منتجاتها البن والعقاقير ، ووهم في «ب» و «ل» فرسم مشار بالشين المعجمة وهكذا في كل ما جاء ذكره.

(٥) الحناتلة : لهم بقية في حراز وهم من ولد حنتل بالحاء المهملة والنون ثم تاء مثناة من فوق ثم لام ، وفي «الإكليل» ج ٢ ـ ٢٣٩ بالباء الموحدة وباقي الحروف كالأول ولعله سبق قلم.

(٦) لعف : بضم اللام آخره فاء ولهم بقية في بني اسماعيل من حراز وفيهم يقول الهمداني :

وفي هوزن من حي لعف عصابة

ومن آل نشق كل رخو الحمائل

(٧) لعسان : بكسر اللام وسكون العين المهملة آخره نون.

(٨) التيم : بفتح التاء وسكون الياء المثناة من تحت آخره ميم : لا يزال قائما ، والتيم أيضا من هوزن ثم من حراز ، والأدرب : هو الأدروب : واد عداده اليوم في صعفان من حراز السفلى.

(٩) وادي حار : معروف وفيه الماء الحار بشدة كما وصفه المؤلف وماء بارد وهو شرقي باجل بمرحلة ، ووادي الحار بالتعريف في غربي ذمار بجنوب ، وآخر في بني شهاب ثم من حضور.

(١٠) العقيل : يحتفظ باسمه ، والحبيل هو ما يسمى اليوم الحبل ، والأنعوم التي في لعسان والتي في حراز من حمير لا زالتا معروفتين.

(١١) شط الحجل : يحتفظ باسمه ويسمى اليوم شط الحجلية وفيه نهر يسقي ذات اليمين وذات الشمال ، والأحص شرقي عبال ، والذنبات وتسمى الذنبة وذنبة الصنيف ، المعشور موجود وعداده اليوم من سفالة برع ، والرّخام :

٢٠٩

همدان والذنبات والعارضة والمعشر والدرخام والجمع والسّوق والحورانيّان وثولانة والبويّة حصنان.

ومناهل لعسان : السّنانيّة وذو الكامة والمقطرة والعقل والمليحة وذو الخناصر وذو القطب والمرياس والحماطة والخلّا والحسّان والمصلب مع الركبتين والملاهي والفيّاض ووادي النّميل ووادي المثاوي مما يلي سردد والسّعور وطفيّة وبرام هذه المواضع أسافل حراز وأعلى بلد لعسان وسوق هذه المواضع وأعالي حراز بالموزة فأمّا أرض لعسان في بطن تهامة فالجعدية والهندية والشّقعل ومربل وذات العظام وذات الأوتاد والعمد والأمان والندج وذو الرداع والمسيل والجريب والحبال والتّنام والفواهة وذات المذنبين والمحترقة والصعيد والحنشات ، وموارد هذه المواضع أسفل سهام واسفل سردد وسوقها المهجم والكدراء حمى لغسان وهو يوم في يوم ويسمى المسالمة. قال أبو محمد : إنما استقصينا في هذه المواضع دون سائر البقاع من اليمن تنبيها على أن هذه المواضع لم تكن محالّ لربيعة بن نزار كما يتوهم الجهّال بالأخبار القديمة في أيام العرب ومحالها ، وسنمر بك بأسماء ديار ربيعة في صفة أرض نجد ان شاء الله.

مخلاف حضور وهو حضور (١) بن عدي بن مالك من ولده شعيب النبي ابن مهدم بن ذي مهدم بن المقدم بن حضور عليه‌السلام وهو الذي قتله قومه ، ويقال قتله أهل حضورى وعربايا وكان بعث اليهم ، فسافله حضور يناع وشمّ وماظخ وصابح والأغيوم ويريس (٢) ومنهم بحزا وعلسان (٣) فهذه سافلة حضور ، ويتصل

__________________

بالضم : من أعمال برع وهو لعساني ، والجمع : هو ما يسمى المجتمع لأنه تجتمع فيه مياه الأودية ، والرخّام يقال له اليوم المرخام ، والمقطرة بضم الميم وفتح القاف وتشديد الطاء المهملة ثم راء وهاء وهي في العبسية من أعمال المراوعة والعقل والمليحة بضم الميم وكسر اللام آخره هاء ، تحمل اسمها الى هذه الغاية وهي يماني لعسان ذو الخناصر ، والحماطة تحمل اسمها لهذه الغاية وهي بالفتح ويقال لها حماطة مناخة وعدادها من حراز.

(١) راجع نسب حضور وما قيل في النبي شعيب عليه‌السلام ـ الاكليل ج ٢ ـ ٢٨٣ ، وحظور بالظاء المعجمة وكان في الأصول بالضاد والتصحيح من الأكليل وغيره.

(٢) هذه الأماكن تعد اليوم من الأخروج الحيمة كما سلف التنبيه لها وماظخ بالظاء المسألة كما بيناه سابقا وتكرر الوهم في «ب» و «ل» فرسمه بالضاد والأغيوم يحتفظ باسمه وعداده في الحيمة ، ويريس بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الراء ثم ياء أيضا ساكنة آخره سين وهي بلدة وحروث في عزلة الأحبوب تحت جبل حضور ورسمه في «ب» و «ل» بالباء الموحدة أول الكلمة والشين المعجمة بآخره وهم ، ويريس ايضا عزلة من جبل حبيش من الكلاع وتريس بالتاء المثناة من فوق بلدة بحضرموت سلف ذكرها وبربش بالباء الموحدة اول الكلمة والشين المعجمة آخرها بلدة من مخلاف اقيان كما يأتى ذكرها للمؤلف.

(٣) فى الأصول بحزا بالحاء المهملة والزاي بعدها الف إلا (ح) ففيها بهرا وعلسان بالتحريك عزلة من الحيمة الداخلية معروفة مشهورة. واطنه حزاز.

٢١٠

بها بلد الأخروج (١) بن الغوث بن سعد ويقال نسب البلد إلى خرجة (٢) من همدان والأخروج بين حضور وهوزن وهو بلد واسع وموسطها ذات جردان (٣) وعليها الطريق الى نقيل الشّجة (٤) الذي في رأسه هوزن وببلد الأخروج اليوم الصّليحيّون (٥) من همدان وبحضور الصّيد يتهمدنون ويقال انهم من حمير وهم غير صيد همدان (٦) ، والجحادب من حمير وقد يتهمدنون (٧) ، وعالية حضور واضع والمعلل وحقل سهمان (٨) بلاد ينسب لىّ واضع والمعلل وسهمان بني الغوث ابن سعد ويجمع هذه المواضع مخلاف المعلل كما يجمع ضهر ضلع وريعان مخلاف ماذن من آل ذي رعين (٩) ويقال مخلاف ماذن وحملان كما يقال مخلاف ذي جرة وخولان (١٠) ، فأما حملان فهو مخلاف لاعة وسنذكره ان شاء الله تعالى.

مخلاف اقيان بن زرعة بن سبا الأصغر (١١) : شبام اقيان قرية بها مملكة بني حوال وحارب يغفر بن عبد الرّحمن الحوالي (١٢) بها من قوّاد المعتصم والواثق والمتوكّل (١٣) منصور بن عبد الرحمن التنوخي والشّير ويسمّيه العجم الشار باميان

__________________

(١) الأخروج هو ما يسمى اليوم الحيمة الداخلية والخارجية.

(٢) خرجة بن اسلم بن عليان من جشم بن حاشد وقد سميت بلدة من نواحي حجة قرب الظفير وهي بضم الخاء المعجمة.

(٣) جردان بفتح الجيم وضمها آخره نون وهو ما يسمى اليوم جريد في حجرة ابن مهدي على المحجة وفي الأكليل ج ٢ ـ ٢٨٤ بالحاء المعجمة.

(٤) نقيل الشجة بكسر الشين المعجمة آخره هاء معروف مشهور وهو اليوم مهجور باستبداله بطريق السيارات ويقع يسار النازل الى الحديدة.

(٥) راجع تاريخ الصليحيين وتاريخ عمارة.

(٦) سبب تهمدنهم لما وافق اسمهم اسم صيد همدان ظنوا انهم منهم والحال انهم من حمير.

(٧) الجحادب : بالجيم والحاء آخره باء موحدة : وطن وقبيل لا زالت تحمل هذا الاسم وعدادها الن؟؟؟ من الحيمة ومنهم منيع بن إسحاق الجحدبي الزعيم الكبير أحد من ناهض ثورة الصليحي علي بن محمد (راجع «تاريخ عمارة»).

(٨) مضى الكلام على هذه الأسماء وهذه المخاليف تسمى اليوم مخلاف أعلى ومخلاف بلاد البستان وحازة بني شهاب وكلها تعتبر اليوم من حضور.

(٩) راجع نسب ذي ماذن «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٥٤.

(١٠) أي أنهما متلازمان إذا نطلق بأحدهما جيء بالآخر تلقائيا.

(١١) أقيان : بفتح الهمزة آخره نون : ولا تزال اسماء قرى وأماكن وضياع تسمى أقيان ومخلاف أقيان يسمى مخلاف شبام ، وبقية نسب ذي أقيان بن زرعة في «الأكليل» ج ٢ ـ ١٠٦.

(١٢) يعفر : بضم الياء وسكون العين المهملة وكسر الفاء ، والحوالي : بكسر الحاء المهملة أفصح من فتحها (راجع «تاريخ الحواليين» و «تاريخ عمارة» ـ ٥١).

(١٣) الواثق : اسمه هارون بن المعتصم العباسي ، ولد سنة ١٧٦ ه‍ ومات سنة ٢٣٢ ه‍. وأخباره مدونة في التواريخ ، والمتوكل اسمه جعفر بن المعتصم ، ولد سنة ٢٠٧ وبويع له بالخلافة سنة ٢٣٢ بعد أخيه الواثق ، ومات المتوكل شهيدا في مؤامرة الأتراك مع ابنه المستنصر سنة ٢٤٧ ، وأخباره في التاريخ.

٢١١

وجعفر بن دينار الخياط فردّهم وفلهم (١) ويقال إنها سمّيت بشبام بن عبد الله رجل من همذان توطّنها واسمها القديم يحبس (٢) ويسكنها مع الحوليين آل ذي جدن ومن بقايا الأقيانيين (٣) ، وأحوازها جبل ذخار مطل عليها وهي في أصله وفيها عيون تخرج منه تشق بين المنازل الى البساتين وهو خمسة ، المثيرة وفي رأس الجبل مما يطل عليها قصر كوكبان (٤) وفي صفوح الجبل (٥) مياه تجري مثل حبلة والخلتب (٦) ووادي الأهجر وبه مطاحن وهو رأس سردد ومياهه من جبل ذخار ، وثلا حصن وقرية للمرّانيين من همدان (٧) ، ونجر لهمدان ، وحلملم وقارن الهمدان ، وحضور بني أزاد وبيت خيام وبيت أقرع ويبعد بيت أقرع وحضور من المصانع (٨) والمصانع [فمن رواد

__________________

(١) انظر عن هؤلاء الولاة «قرة العيون».

(٢) يحبس : بفتح المثناة من تحت وضم الباء الموحدة وآخره سين مهملة : وبه سمي وادي يحبس من بلاد لاعة.

(٣) في بعض النسخ الخطية بعد قوله يسكنها زيادة : «رجال منهم» ولا معنى له ، والأقيانيون والجدنيون : لا يعرفون اليوم.

(٤) المثيرة : غيل مشهور ، وكوكبان : تثنية كوكب : وهو من أشهر معاقل اليمن وأبعدها صيتا وأعظمها ذكرا وأمنعها مناعة ، ولا زال آهلا بالسكان وله في التاريخ صدى طويل ذكر عريض مستفيض ، وكوكبان أيضا حصن في بلاد حجة ثم في أرض دوران ، وكوكبان أيضا في نجران.

(٥) صفوح الجبال : بالصاد المهملة : أعاليها ، وسفوحها : بالسين : أسافلها وأدانيها.

(٦) غيل الحبلة : بالباء الموحدة بعد الحاء المهملة : لا زال عذبا نميرا مدرارا ، والخلتب : بالخاء المعجمة واللام والباء الموحدة ثم تاء مثناة من فوق : وهو ما يسمى اليوم غيل الخلتبي بزيادة ياء آخره وفي «ل» و «ب» بالحاء المهملة خطأ ، وهو شلال عظيم طوله خمسة وستون متراكما قرره الخبراء الأجانب وانه يصلح عليه محركات كهربائية تنار منه صنعاء.

(٧) ثلا : بضم المثلثة والعامة تكسرها : وهي قرية كبيرة مسورة على ربوة مربعة الشكل وبها مساجد عامرة بالعماء والفضلاء وذوي المروءة والدين وفيها حمام وتنساب اليها ينابيع المياه العذبة تتخلل أزقتها ومساجدها وحولها أشجار الفواكه ، ونسب اليها من أرباب الفضل وحملة الأقلام وذوي الزعامة ناس كثير تحدثنا عنهم في «التاريخ» ، ويسكنها اليوم أوزاع من حميريين وهمدانيين وغيرهم وحصنها المطل عليها من الغرب يحتفظ بمناعته وشممه وفيه آثار حميرية ، وفيه يقول بعض الأدباء :

أما رأيت ثلا في نصب قامته

يبدو لنا من حضيض الأرض تكميشا

كأنه طائر هيّا قوادمه

لأن يطير ولما ينشر الريشا

(٨) نجر : بفتح النون وسكون الجيم ثم راء : موضع معروف جنوب مدينة عمران ومن أعمالها اليوم ، وحلملم : سلف ضبطها ، وكذا قارن ، وحضور بني أزاد : هي حضور الشيخ كما سلف ، وبيت خيام : بضم الخاء المعجمة آخره ميم : بلدة عامرة بالسكان وتقع في وادي الأهجر ؛ وبيت أقرع : بالقاف بعد الهمزة ورسمها في «ل» و «ب» بالفاء وهو خطأ وقد سلف ذكره.

٢١٢

شبام](١) ولباخة وزغبان وحبابة وأيفعان وحنظان والكمخ (٢) والرشح (٣) وسارع العليا والجوعر (٤) والمعينان ، وحاز قرية عظيمة وبها آثار جاهلية ، والعرّ وخلقة وعبراحزا (٥) وبريش والبادة وبيت رفح وبيت كرب وبيت حيقر والدّموم الى محيب ومسيب (٦) من حد حضور وضهر وضلع وهما جنّتا اليمن من حد مأذن ومنها الطرف والشرف والجريب الأعلى (٧) ويعرف مخلاف شبام بمخلاف الشرف الأعلى والشرف الأسفل من بلد بني عريب بن جشم بن حاشد لهمدان (٨) ، انقضى مغرب صنعاء ورجعنا الى شرقيها (٩).

__________________

(١) هذه التي بين القوسين لم يظهر معناها.

(٢) لباخة : بضم اللام وفتح الباء الموحدة والخاء آخره هاء : بلدة خربة في ظاهر شبام ، وزغبان : بفتح الزاي وسكون الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة آخره نون ورسمها في «ب» و «ل» بالراء والعين المهملتين وياء مثناة من تحت عن خطأ ووهم ، وهو وادي شمال شبام وفيه أنقاض قرى ، وأيفعان : بفتح الهمزة وآخره نون : وهو الذي يسمى اليوم يفعان وهو جبل شمال كوكبان فيه قرى ومزارع ، وما يحمل اسم يفعان ذكرناه في «الاكليل» ج ٢ ـ ١٨٠ و «المعجم» ، وحنظان : بفتح الحاء المهملة وضم النون وفتح الظاء المعجمة المشالة : وهو واد وقرية جنوب شبام عداده اليوم من حضور.

(٣) الرشح : بفتح الراء المشددة وسكون الشين المعجمة وحاء مهملة ، هكذا ضبطناه وصححناه بعد البحث التام وكان في الأصول كلها وفي «الاكليل» ج ٢ ـ ١٠٨ بالواو بدل الراء ، ودليل قولنا قول الأخ الأديب السيد عبد الله ابن اسماعيل المروني وقد راسلته ليتولى البحث عن الوشح بالواو وكان يتولى منصب عامل بني سعد وقيهمة وهي من أعمال شبام القديمة فأجابني شعرا :

نعم رشح بالرا محل بسارع

على جبل والاسم غاية مقصدي

ابو سارع لا شك أصل وإنما

به العتمي شيخ البلاد المجدد

بنى فيه دورا زينت بمفارج

سمت فوق وادي سارع خير مورد

راجع «الإكليل» ٢ ـ ١٠٨.

(٤) الجوعر : قرية عامرة جنوب شبام : والمعينان : تثنية معين : يحتفظ باسمه في وادي الأهجر وحاز : بالحاء المهملة آخره زاي : بلدة قائمة العمارة وآثارها شاخصة وقد أشبعنا الموضوع عنها في «المعجم» وسلف ذكرها ، وجوعر : قرية من مخلاف زبيد جنوب ذمار.

(٥) العر : يحتفظ باسمه ورسمه ويقع في عزلة الشاحذية غرب جنوب شبام ، وخلقة : بفتحات : لا تزال عامرة وتعد اليوم من مخلاف ماذن : همدان ، ولم يظهر «عبرا حزا» بعد البحث وفي (ح) عبر آخر.

(٦) بريش : بفتح الباء الموحدة آخره شين معجمة : وهي بلدة قائمة العمارة وتعد اليوم من مخلاف مأذن : همدان في شرق شبام ، والبادة : غير معروفة ، وبيت رفح بالفاء لا بالقاف كما في «ب» و «ل» وسلف ذكرها ، وبيت كرب : بفتح الكاف وكسر الراء وباء موحدة آخره بلدة قائمة وعدادها من حضور ، وكذا حيقر ، والدموم : وهي التي تسمى الدمم باسقاط الواو : وعدادها من مأذن ، ومسيب ومحيب : مضى ذكرها ، والبادة : قرية حية في الشاحذية.

(٧) الطرف والشرف : بالتحريك : يحتفظان باسميهما الى هذه الغاية ، وكذا الحريب قد سبق ضبطه وهو واد فيه قرى بين حنطان والعروس وعداده اليوم في حضور ، والطرف أيضا في مخلاف حراز.

(٨) الشرف الأسفل : هو من الشهرة بحيث إذا أطلق انصرف الذهن اليه وهو من أعمال لواء حجة ، وعريب بن جشم : بالعين المهملة وفي «ب» و «ل» بالغين المعجمة وهم.

(٩) لم يذكر المؤلف مخلاف حملان لاعة كما وعد بل أدمجه في بلد همدان بينما حمير تنسبه اليها.

٢١٣

مخلاف ذي جرة وخولان : أما مشرق صنعاء الذي يقع بينها وبين مأرب فإنه مخلاف خولان بن عمرو وهم خولان العالية التي ذكرها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) فقال : «اللهم صلّ على السّكاسك والسّكون وعلى الأملوك أملوك ردمان وعلى خولان العالية». ويتصل بمخلاف خولان مخلاف آل ذي جرة بن يكلى بن عمرو بن مالك ابن الحارث بن مرّة بن أدد (١) من جنوبيه الى ما يحادّ بلد عنس والحدا من مراد ، ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى خزانة اليمن وذمار ورعين والسحول مصر اليمن لأن الذّرة والبرّ والشعير تبقى في هذه المواضع المدة الكثيرة ، ورأيت بجبل مسور (٢) برّا أتى عليه ثلاثون سنة لم يخنز ولم يتغير ، فأما الذرة فانها لا تكون إلا في بلد حار ولا تختزن في البيوت لحال ما يسرع اليها من الفساد ولكن يحفر لها في الأرض وتدفن في مدافن يسع المدفن منها خمسة آلاف قفيز (٣) الى ما هو أقل ويسد عليها حتى ربما نبت على السداد الشجر العري (٤) وتقيم العمر ولا تنفخش (٥) ولكن تتغير رائحتها وطعمها. فاذا كشف منها المدفن ترك أياما حتى يبرد ويسكن بخاره ولو دخله داخل عند كشفه لتلف بحرارته وهذا المخلاف واسع فلنذكر اوديته على النسق :

الأودية أولها من شمالها : وادي السّر سر بن الرّوية (٦) فيه العيون والآبار وهو من عيون أودية اليمن وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضيافة ولمن سبل الطريق ، وفيها من جبال مراد جبل برجام (٧) من السر ، ومنازل آل الروية بأعفاف وحذان (٨) من

__________________

(١) تمام النسب في «الإكليل» ج ١٠ وفي الجزء الأول ، والحديث المذكور أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في معاجمه.

(٢) مسور : سبق ضبطه ولعل مسور هذا مسور المنتاب المسمى جبل تخلى ، ويأتي وصفه للمؤلف ولأنه أقام فيه أياما ، أما مسور خولان فإنما يقال له مسور أو وادي مسور ولا يقال له جبل مسور.

(٣) القفيز : مكيال معروف أكثر ما يستعمل في مصر.

(٤) الشجر العري : الذي ينبت من نفسه كالطلح والعلب وغيرهما ، ولقد سمعنا في زماننا بمثل ما حكاه المؤلف وذلك في ذي رعين ثم في خبان منها بقرية ذي أشرع.

(٥) ينفخش : من فخشه إذا أزال قشرته ولم يظهر لبابه ، ومنه : فخشه : إذا جرحه وأزال قشرته برؤوس أظفاره.

وهي لغة يمنية لم أجدها في القاموس.

(٦) بنو الروية : كانوا زعماء ورؤساء اليهم ينتهي الجود والكرم ومكارم الأخلاق في عصرهم وقد لعبوا دورا هاما في أحداث تاريخ وطنهم وكانت مساكنهم السرّ وثات من رداع وفي مأرب وهم من مذجح (راجع التاريخ).

(٧) برجام : بكسر الباء الموحدة : وهو ما يسمى اليوم رجام : بكسر الراء وهو من غرر أودية السر ذو أعناب كثيرة وشجرة القات.

(٨) أعفاف : بفتح الهمزة آخره فاء. وهو ما يسمى اليوم عفافة ـ بضم العين آخره هاء ـ وتقع في أعلى السر ، وحذان : بالحاء المهملة والذال المعجمة : بلدة عامرة ، وفي الأصول بالدال المهملة وهم.

٢١٤

السرّ وفيه بعد ذلك قرى كثيرة مثل الأسحريين والبركة والقرظة (١) وغير ذلك وسكنه من خولان ومن يخلط من هذا الجبل المرادي ، ومن الجبال المعروفة ذباب بفتح الذال وصرع (٢) وسامك والفلكة وأذير (٣). والسّر مبتدأ المحجة الى البصرة من صنعاء ووادي سعوان وهو واد يكاد ان يسنت سنين متوالية ثم إذا أقبل اتى بثمر كثير وقد ذكره بعض قدماء حمير فقال : احلك (٤) الأرض مسور ، واختها بتوعر ، واحور فأحور (٥) ، وسعوان لو يمطر (٦) ووادي التناعم وفيه أودية منها سحر وصبر (٧) ووادي عاشر (٨) ووادي رمك ووادي غيمان ويفد ويداع (٩) ووادي مسور ، فمن أدناه ثربان وعصفان ومن اقصاه زبار والحجلة والحسف (١٠) ووادي ملاحا (١١) وملاحا

__________________

(١) البركة : بالتحريك : تحتفظ باسمها ، والقرظة : بفتحات : قرية كبيرة عامرة بالأهل والسكن ، وفي «ل» و «ب» القرطة ـ بالطاء المهملة ـ وهو وهم.

(٢) ذباب : جبل واسع فيه آثار عمران كما فيه معدن الفحم ، وصرع : بضم الصاد المهملة آخره عين مهملة : سلف ذكره ، وفي «ب» و «ل» رسمه بالضاد المعجمة غلطا.

(٣) سامك : تقدم الكلام عنه ؛ والفلكة : بالتحريك : تحمل اسمها الى هذا التاريخ ، وأذير : بفتح الهمزة وسكون الذال المعجمة ثم ياء مثناة من تحت ثم راء : وهو ما يسمى اليوم ذير بحذف الهمزة ، وكان في الأصول كلها بالدال المهملة والتصحيح من المعلومات.

(٤) أحلك : وهو من الحلك بالضم : وهو شدة الحلاوة مع زيادة خاصية الذوق والطعم ، وهي لغة يمانية مستعملة الى هذه الغاية.

(٥) توعر : بفتح التاء المثناة من فوق آخره راء : واد في اليمانيتين من خولان ، وأحور : هو المشهور في جنوب اليمن سالف الذكر.

(٦) وزاد بعض المتأخرين في المثل : وضهر لو يسلم الشرّ.

(٧) التناعم : هو ما يسمى تنعم وتنعمة ، وسحر : بالتحريك ، وصبر : زنة صبر : الجبل المشهور السالف الذكر ، وكل هذه الأماكن تحمل اسمها عامرة ، وسحر أيضا قرية عامرة في مخلاف سنحان ذي جرة جوار قرية الجوزة ، وذي سحر ـ بفتح وسكون ـ قرية من ضواحي مدينة ذمار اشتهرت بمنتوج البر الطيب.

(٨) وادي عاشر : بكسر الشين المعجمة ثالث الحروف : وهو من بني سحام وبه تعمل الآنية الفخارية العاشرية التي تستعمل للطبخ والقهوة.

(٩) وادي غيمان : مشهور وهو من خولان ثم من بني بهلول وهو أحد محافد اليمن المشهورة ، راجع «الاكليل» الثاني والثامن و «التاريخ» ، ويفد : بفتح الياء المثناة من تحت وكسر الفاء ثم دال ، ويداع : بفتح الياء والدال آخره عين مهملة ، وكلا الواديين في غيمان.

(١٠) زبار : هي بلدة عامرة في وادي زبار ونسب اليها جماعة من الفضلاء ذكرناهم في غير هذا الموطن ، وفي زبار ووادي مسور جرى لأهله مع معن بن زائدة خبر ذكرناه في «التاريخ» ، والحجلة. بكسر الحاء المهملة آخره هاء : لا زالت قائمة والحسف بكسر الحاء أيضا آخره فاء بلدة قائمة في وادي مسور ، والحجلة أيضا قرية في جبل حبيتن وحاظة.

(١١) وادي ملاحا الذي في خولان لا يزال يحمل اسمه الى هذه الغاية ، ويقع في بني شداد وفيه العنب الأبيض والأسود الجيدان.

٢١٥

ايضا (١) بالجوف واليها ينسب يوم رزم ملاحا وقتلت همدان من مذحج بشرا وقتل يومئذ فوارس الأرباع بنو ذي الغصّة. وادي قروى ووادي سيان ووادي مقولة ووادي خدار ووعلان ووادي سامك ووادي دبرة (٢) ووادي مرحب ووادي هروب ووادي حبابض (٣) ووادي يكلى ووادي الشّزب ووادي عرقب (٤) فالشّزب وعرقب الحد ما بين ذي جرة وخولان وبين عنس ويحادّها من ناحية القحف الحدا بن نمرة ومن ناحية يكلى جيرة وهي الحد بينها وبين عنس ، وأودية عنس فقد يختلط بينها بوسان والأهجر (٥) بالشّزب وعرقب. ومن أودية ذي جرة الى حريب عنس (٦). فأما جمهور مياه هذا المخلاف فإلى ثلاثة مواضع الى مأرب بعض وإلى الجوف بعض وإلى تهامة بعض ، فالذي يصبّ الى خارد الجوف منها السرّ وسعوان والتّناعم وغيمان وسيّان وظبوة ويلاقيها سيل مغارب صنعاء من مخلاف مأذن والمعلل وحضور الى حدقان والبوارق (٧) ثم يتكوّر (٨) الجميع في الخارد الى الجوف ، وأما ما يصب الى سهام منها ثم تهامة الى البحر فوادي خدار ووعلان وسامك وعدّورد فيجتمع اليها سيل السّهلين

__________________

(١) ملاحا الجوف : هو أرض فيه حلل وغابات وفيه غيل كبير قرب الحراشف ، ويوم الرزم : بالراء والزاي ، ويقال فيه يوم الردم ـ بالراء والدال المهملتين ثم ميم ، وكان يوم الردم بين همدان وبين مذحج وصادف وقوعها يوم وقعة بدر التي أظهر الله بها دين الاسلام وفرق بين الحق والباطل وذلك في سنة اثنتين للهجرة وانظر «الإكليل» ٢ / ٤٦٢.

(٢) وادي قروي : بفتح وسكون : من أودية خولان الشهيرة المنتجة للأعناب الطيبة الناهية وتقول الأعراب : ما مثل قروي ومسور. وبقية الأودية سبق التعريف بها وعدادها من سنحان وبلد الروس التي هي من ذي جرة.

ومقولة : بالقاف لا بالعين كما في «ل» و «ب». وسيان : بفتح السين آخره نون : معروف ومشهور ومن وادي سيان الى دبرة تقع جنوب صنعاء.

(٣) وادي مرحب وهروب : بفتح أولهما : معروفان من خولان : وقد جاء ذكر وادي مرحب في المساند الحميرية ، ووادي حبابض مشهور وكان فيه سد مشهور كما أن فيه غيلا جاريا ، ولا تزال كتابة المسند على صدفي السد.

(٤) وادي الشزب : بفتح الشين والزاي آخره باء موحدة : يحمل اسمه وهو ما بين أعماس الحدا وبني ظبيان ، وعرقب : بضم العين المهملة وسكون الراء وضم القاف آخره باء : واد فيه غيل كبير وقرى عامرة ، واشتهر بفاكهة الفرسك الخوخ وعداده من عنس ، وأهل عرقب هم الذين أسروا الناصر بن محمد وسلموه للامام مطهر بن محمد فحبسه في كوكبان شبام ، إلى أن مات ، وذلك سنة ٨٦٦ ه‍ ، ويكلى : عدادها اليوم من الحدا.

(٥) بوسان : سبق ضبطه بضم الباء الموحدة ثم سين مهملة آخره نون ، ورسمه في «ب» و «ل» بالشين المعجمة وهو غلط ، والأهجر : هجر عظيم في بني بدا من الحدا فيه مساند حميرية وسبق ذكرها.

(٦) حريب عنس : قرية خربة وأنقاض متراكمة في نهاية بلدة عنس من الشمال قرب بني بدا.

(٧) البوارق ؛ جمع بارق : يسمى به الموضع المعروف الى اليوم في أول بلد أرحب.

(٨) في أصلنا بالنون آخر الحروف ، وفي «ب» و «ل» و «ح» بالراء من التكور.

٢١٦

والحقلين وحافد (١) وسيل أعشار وبقلان الى سهام ، وما يصبّ منها إلى مأرب فهو ملاق لمياه عنس وذمار ومخلاف رداع وردمان ونجد بلاد قرن والمتار والعروش وبلد بني وابش وتنين والشّزب وعذيقة ونباع (٢) ورمك والقحف وباقي ما تقدّمت تسميته.

بلد همدان : أما بلد همدان فإنه آخذ لما بين الغائط وتهامة من نجد والسّراة (٣) في شمالي صنعاء ما بينها وبين صعدة من بلد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (٤) وهو منقسم بخط عرضيّ ما بين صنعاء وصعدة فشرقيّه لبكيل وغربيّه لحاشد وفي قسم بكيل بلاد لحاشد وفي قسم حاشد بلاد لبكيل. فأول شق بكيل الصمّع وحدقان وبئر العرم (٥) من شرقي الرّحبة ويسكن هذه المواضع بلحارث ومن همدان (٦) ، ووادي شرع ومطرة لعذر بن سعد بن أصبا وبمطرة أودية عظام فيها الزّروع والعنوب والرمّان ، منها ثاجر (٧) وتنقلب كلها الى الخارد وعذر مطرة أحدّ العرب وأقنصه ، ومسورة وملح وبرّان وثجّة الخارد لمرهبة ونهم (٨) ، وجبل ذيبان وشق محصم الشرقي وحرمة (٩) وإتوة والمرفق لذيبان بن عليان وهو بلد كثيرة الأعناب وفي ذيبان كرم ونجدة وحدّة ، وجبال نهم الدنيا الى أصحر جبل يام الى هيلان الى حريب الرّضراض الى مساقط الجوف من ناحية المنبج ، وبراقش وهينا ومساقط الرضاض ونجده لنهم ومرهبة بن الدّعام وقد تشترك في شرقي وادي محصم وأسفله صبارة مع

__________________

(١) حافد : معروف من مخلاف حضور.

(٢) عذيقة ، بضم العين المهملة وفتح الذال المعجمة آخره هاء : وهو واد وبلد في اليمانية العليا جوار الحدا ، ونباع : بفتح النون والباء الموحدة آخره عين مهملة : وهو ما يسمى نبيعة بضم النون وفتح الباء وسكون الياء المثناة من تحت ثم عين وهاء : بلفظ التصغير : وهو موضع في بني ظبيان محادد للحدا ، وتنين : سبق ضبطها ، وفي ياقوت : التنين : بالضم والفتح : قرية باليمن من أعمال ذمار.

(٣) السراة : هي الجبال المطلة على تهامة وسبق ذكرها ونجد اليمن ما حاذاها من الشرق ، راجع «اليمن الخضراء».

(٤) هي التي تسمى خولان الشام وخولان صعدة.

(٥) بئر العرم : بفتح أوله وكسر ثانيه : معروفة.

(٦) أي من بني الحارث بن كعب المذحجيين المشهوريين وهم اليوم يتهمدنون. والبعض يتعرف بحارتيتهم.

(٧) ثاجر : بالثاء المثلثة أول الحروف وآخره راء : بلد من نهم.

(٨) ثجة الخارد : بفتح الثاء المثلثة : معروفة ، وأقنصة : هي في «الاكليل» ١٠ / ١٦١ : أقصّة.

(٩) حرمة : بكسر الحاء المهملة وسكون الراء آخره هاء : بلدة عامرة من ذيبان أرحب.

٢١٧

ذيبان (١). ثم الجوف الأعلى وبه من القرى شوابة وهرّان (٢) والسفل والمناحي على شط الخارد وبهذا الجوف من الأنهار داعم والخوير والمسيرب (٣) تصب هذه كلها بالخارد وتمر بالمناحي وفرع الجوف الأعلى العقل وورور (٤) والرزوة وهينان وجبل ورور ومشام (٥) النخلة من مساقط أكانط وحباشة وقرية في أسفل محصم وما بين فرعه من العقل ومحصم فج المولدة (٦) وصولان وفوق العقل وصولان خرفان والكساد (٧) ويسكن هذه المواضع سفيان بن أرحب ، والسّبيع فيه بنو عبد بن عبّاد السقل وبنو حرب والأداهم وقوم من السبيع بن السّبع وحاوتان ورخمات وأوجر وأصحر وبيحر والعبلة وساكن هذه المواضع ضاحية ضياف ومخلد بن عليان وما ارتفع الى جبل ذيبان الكبر والعيلة فنصف خيوان الشرقي فالخدنية فعيان فجميع حدود ما بين خيوان وحدود صعدة كله لبكيل ثم لسفيان بن أرحب من بكيل وهو الخدنية ـ فعيان فبركان فالضّرك فطالعين فالعمشيّة فجميع ما قد ذكر الرّداعي في طريق مكة فمذاب فشبحان فقصران فوتران فالحجر فبلد شاكر وهو برط والعستان وجدرة وطلاح وأكتاف ونشور (٨) والغليل وحلف وضدح (٩) وقضيب ثلاثة أودية تصب الى الغائط ومياه بلد شاكر تنصب

__________________

(١) صبارة : بضم الصاد المهملة : أبو قبيلة ووطن تسمى باسمه وهو صبارة بن سفيان بن أرحب.

(٢) شوابة : بضم الشين المعجمة وفتح الباء الموحدة آخره هاء ، وهران : بكسر الهاء آخره نون : وهما اسمان متلازمان يقرن أحدهما بالآخر كما انهما في محل واحد ، وفي شوابة كان قتل الامام المهدي أحمد بن الحسين الذي تلقبه العامة أباطير والمقبور في ذي بين ، وذلك في المعركة التي دارت بين أولاد المنصور عبد الله بن حمزة وبينه سنة ٦٥٦ ه‍ ، ورثاه القاسم بن هتيمل بقصيدة عصماء جاء فيها قوله :

ما كان يوم شوابة في عصرنا

إلا كيوم الطفّ أو صفّين

وانظر «مطلع البدور». وهي في شمال صنعاء بمسافة ثلاثة أيام تقريبا ، وفي هران الجوف أثر سدّ حميري ، ووهم ياقوت بقوله في شوابة : وهي بلدة على طرف وادي ضروان من ناحية الجنوب بينها وبين صنعاء أربعة أميال. ولا لوم على ياقوت فقد بذل مجهودا يشكر عليه ويجازى بأوفر الجزاء.

(٣) داعم : بكسر العين ، والخوير : بضم الخاء ، والمسيرب : بضم الميم ، وهذه الأنهار لا تزال تحتفظ باسمها ومادتها.

(٤) ورور : بفتح الواو واسكان الراء وآخره راء مضيق وجبل مشهور وهو أسفل شوابة وكثيرا ما يتحدث عنه التاريخ لوقوع اشتباكات فيه عنيفة والرزوة بفتح الراء المشددة بعدها زاي وواو مشددة مضمومة آخره هاء ويقع في ظاهر حرث.

(٥) مشام النخلة يحمل اسمه لهذه الغاية وعداده في أرحب وحباشة بضم الحاء والباء الموحدة بلدة في أعلى ارحب.

(٦) فج المولدة بكسر اللام المشددة معروفة واشتهرت بالعنب الفاخر.

(٧) راجع انساب هذه القبائل الجزء العاشر من الاكليل.

(٨) نشور بضم النون آخره راء وفي «ب» و «ل» بالياء المثناة من تحت وهو غلط.

(٩) ضدح هو اضدح وقد سلف ذكره ووهم في «ب» و «ل» فرسمه بالخاء المعجمة كما سبق لهما.

٢١٨

الى نجران والى الجوف والى الغائط ، وفي أعالي أودية شاكر الصابة في الغائط بين نجران والجوف مواضع حمير الوحش في مثل قضيب والمصادر من الأغبر فإلى رشاحة فالى نجد الهلب (١) وسنذكر الجوف وبلد شاكر فيما بعد إن شاء الله عزوجل. ومن مكان حمير الوحش أسافل الأودية بين الجوف ومأرب فإلى صرواح والمأزمين (٢) والمراشي لبني عبد ابن عليان ولصبارة بن سفيان وقد ذكرنا الجوف وبلد بكيل من نصف الرّحبة رحبة صنعاء إلى نجران فالحضن من نجران (٣) لواثلة من شاكر ولأمير من شاكر وسميت الرّحبة باسم صاحبها الرّحبة بن الغوث بن سعد بن عوف (٤) وجعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم) للحاملة والعاملة ثم للشّاء ، وقد يروى أنه نهى عن عضد عضاهها وكان قدماء المسلمين يتوقون ذلك ثم قد انهمك الناس في قطعها وحطبها وما يحسن عن فعل ذلك الحال (٥). ولا سوق لبكيل غير ورور وغرق وريدة وهي في بلد حاشد (٦). وأما أول بلد حاشد فالجراف (٧) من الرّحبة فذهبان فعشر فعلمان فرحابة الى حدود حار (٨) فالخشب اكثر سكنه خليطي من وادعة وغيرها من حاشد وبكيل ايضا وقد

__________________

(١) نجد الهلب لا يزال يحمل اسمه وهو بضم الهاء واللام بين نجران وحواير.

(٢) المازمين : المضيقين في سائلة اذنة مأرب.

(٣) الحصن : قرية في نجران لا زالت عامرة.

(٤) راجع بقية نسب الرحبة بن الغوث «الاكليل ج ٢ ـ ٢٣٧» وضبط الرّحبة بفتح الراء المشددة والحاء المهملة آخره هاء. عده المؤلف من حقول اليمن المشهور كما يأتي وهو واسع جدا فيه القرى والمزارع والأعناب والفواكه واعتبرها المؤلف من الجراف واليوم تعتبر من خارج الروضة وتقع شمال صنعاء وتتفاوت المسافة بتفاوت الاعتبارين فتتراوح فيما بين ميلين الى أربعة أميال ، ووهم ياقوت فضبطها بضم أوله وسكون ثانيه ثم ساق كلاما إلى أن قال : ورحبة قرية من صنعاء اليمن على ستة أيام منها ، وهي أودية ذات طلح وفيها بساتين وقرى لها ذكر في حديث العنسي ثم قال : رحبة صنعاء وساق كلام المؤلف برمته من قوله : وسميت الخ الى ان قال : وهي على ستة أيام من صنعاء ثم ساق كلامه الأول : فأنت ترى ما فيه من الوهم في الضبط وتقدير المسافة ولا لوم على ياقوت فهو معذور لبعده عنها.

(٥) كانت الرحبة عبارة عن غابة : هيجة كبيرة كثيرة الاشجار المدوحة ملتفة الاغصان والأعشاب والحراج وكانت تأوي اليها الوحوش وحيوانات الصيد ، وكانت القرى من خلفها وفيها قتل الملك سيف بن ذي يزن لما ذهب اليها يتصيد فاهتبل الأحباش انفراده فقتلوه راجع التاريخ ، وجاء في احداث التاريخ انها جرت حكومة بين الأبناء وبين أهل صنعاء بشأن احتطاب الرحبة وكان يتمسك الأبناء ان بيدهم عهدا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينهي عن احتطابها كما ذكر المؤلف بينما أهل صنعاء ينكرون ذلك انظر «قرة العيون».

(٦) لا زالت ريدة سوقا لحاشد وبكيل الى يومنا هذا.

(٧) في «ب» و «ل» والجراف ، بالواو بدل الفاء ولعله غلط مطبعي ، والجراف : بكسر الجيم آخره فاء : ضاحية من ضواحي صنعاء بين شعوب وذهبان وفيها مساكن وأهل ، والجراف أيضا بلدة من حاشد ثم في بني صريم ، والجراف أيضا حارة من حجة. ونجاف الذي في وصف قد اسند عمران صنعها اليه.

(٨) ذهبان : بلدة في شمال صنعاء في غول ذات نبع جار وبساتين وتعتبر من مخارف صنعاء نسبت الى ذهبان بن ذي ثعلبان (راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٢١) وما يحمل اسم ذهبان اوردناه في «المعجم» ، وعشر سلف ذكرها وضبطها وموقعها ، وكذا علمان ، ورحابة : بضم الراء : وهي قرب حاز واخرى شرقي المعمر.

٢١٩

يقال : إن أول حدود حاشد رحابة وأن ما وراءها إلى صنعاء مأذنيّ وكذلك هو وعليه كان القديم ثم البون (١) : وهو من أوسع قيعان نجد اليمن هو وحقل جهران والرّحبة وحقل شرعة وحقل قتاب وقاع الجند وحقل صعدة ، فاما جهران فإن به من القرى ضاف وتفاضل وكاران والمدارة والخربة والعليب وقرن عسم وقريس وقرن يراحب وقرن قباتل وذو خشران وطلحامة ومعبر والواسطة (٢) ، وأما البون فقراه ريدة للعويين ورؤوس من بكيل وفيها بيت من شاور حديث ، وبيت من آل ذي العثرب من ناعط وبيت شهير للمرّانيين ، وبيت ذانم للعويين ، وحمدة للشاولي وذي اللب ابني الدّعام أخوي أرحب ومرهبة ، وعثار للعويين ، وصيحة ومساك وبيت الفواقم (٣) وجوب (٤) لشاكر وبقايا من جوب بن شهاب وقوم من الأبناء ، وصليت خليطي من الكل من جلامدي وعثر بي وضّبّاعين ، مثل ذلك الغيل لبني عليان بن أرحب ، الجنات خليطي ، لغابة مثل ذلك ، ناهرة مثل ذلك ، ضبرة (٥) لبني

__________________

(١) البون : بفتح الباء الموحدة اخره نون ، وهو بونان : البون الأعلى والبون الأسفل. وقد يقال البون الكبير والبون الصغير وهو في شمال صنعاء بمرحلة.

(٢) ضاف : قرية عامرة ولها حصن ، وتفاضل : بفتح التاء المثناة من فوق وضم الضاد المعجمة آخره لام : تحمل اسمها لهذه الغاية ؛ ويكاران : بلفظ التثنية والمعروف اليوم يكار بالإفراد وهو بفتح أوله : بلدة ماثلة للعيان في شرقي جهران ولها حصن ، والمدارة والخربة : معروفتان ، والعليب : بضم العين المهملة آخره باء : موضع آهل بالسكان من مشرق جهران ؛ وقرن عسم : بلدة وحصن في وسط جهران ؛ وقريس : بفتح القاف وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحت آخره سين مهملة : قرية وحصن أطلال وخرائب وكان في الحصن نفق الى البئر التي في شماله والتي قد درست وتقع في جنوب القاع المذكور شرقي قرية رصابة بمسافة كيل واحد ، التي قامت على اثر خراب قريس ، وفيه ـ أي قريس ـ قبض الامام الناصر على الامام مطهر بن محمد والأمير سنقر فحبس الأول وقتل الآخر وذلك سنة ٨٤٠ ه‍ (راجع التاريخ) ، وقريس : بضم أوله وفتح ثانيه وباقي الحروف كالأول : موضع خرب بين الضيق وأفق شمال ذمار بفرسخ وفيه آثار حميرية ، وطلحامة بكسر الطاء وفتح الحاء المهملتين آخره هاء ، ومعبر والواسطة : كلها عامرة حية ، وفي «ل» و «ب» بالخاء المعجمة من طلحامة وذلك وهم.

(٣) عثار : بفتح العين المهملة والثاء المثلثة : بلدة آهلة بالسكان من البون الأسفل ثم في خارف شرقي ريدة ، وصيحة : سلف ذكره ، ومساك : هو ساك ، وبيت الفواقم : هو ما يسمى الفواقم وكلها من البون الصغير وعدادها من خارف وكلها مضى التعريف بها.

(٤) جوب : بفتح الجيم آخره باء موحدة : وطن آهل بالسكان نسب الى جوب بن شهاب بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل ويقع جنوب ريدة وشمال عمران وهو إلى ريدة أقرب وكان بجوب هذه عدد من المشاهير ممن ذكرناهم في «التاريخ» وانظر «قرة العيون» و «الأكليل» ٢ / ٣٦٠.

(٥) صليت : بكسر الصاد المهملة واللام المشددة ثم ياء من تحت ساكنة آخره تاء مثناة من فوق : بلدة خربة في وسط البون ، وخليطى : بضم الخاء وتشديد اللام المكسورة آخره ألف مقصورة : معناه مختلطون من هذا وذا ، والغيل : موجود في البون الصغير وهو لبكيل ، والجنات : بلدة عامرة وذات بساتين ويجانبها محلة ذات سور تسمى قصر الجنات وهما شمال عمران بمسافة ميل ، ينسب اليها الحسين بن فلان الجناتي وذكرناه في «التاريخ» ، وظبرة : بضم الظاء المشالة آخره هاء : وهو ما يسمى الظبر بحذفها : وتقع في البون الأعلى.

٢٢٠