صفة جزيرة العرب

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني

صفة جزيرة العرب

المؤلف:

الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني


المحقق: محمّد بن علي الأكوع الحوالي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الإرشاد
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٢

ثم وادي زبيد وقد ذكرناه ، وما بين بلد بني مجيد وأبين من الأودية المنتهية ذات الجنوب إلى حيّز عدن ، فأول واد منها من تلقاء المشرق وادي الرّغّادة (١) قوم من حمير ، فجبل صرر من أرض السكاسك فجبل الحشا (٢) من بلد السكاسك فبعدان (٣) ، وريمان والشّعر من بلد الكلاع وسخلان (٤) ودلال وميتم وتبن ميتم ، وهي تبن ابن الرّوية غير تبن لحج والثّجّة (٥) من جبل التّعكر مفضى هذه المياه إلى وادي الأحواض من السّكاسك ، ويصب الأحواض من غربيه وروة (٦) من حصون

__________________

(١) الرغادة بالغين المعجمة بعد الراء كذا في الأصول كلها وفي «الاكليل ج ١ ـ ٣٤٧» بالعين المهملة حيث قال : وأولد ارعد الرعادة بطن وقلنا هناك ان لها بقية في سافلة السكاسك وجبل صرر زنة زفر وهو ما يسمى اليوم الأصرار من السكاسك وفيه مساكن آل الصراري عرب أمجاد منهم الشيخ محمد بن ناصر الصراري كان في أوائل عصرنا وكان جوادا سخيا وله أخبار حسان وأحداث ذكرناها في التاريخ وفي «ل» و «ب» ضرر بالضاد المعجمة غلط ووهم.

(٢) الحشا بضم الحاء المهملة ثم شين معجمة وألف مقصورة آخره ويقال له جبل الحشا وهو جبل عظيم يشكل أعمال ناحية واشتهر بنسبة العسل الأبيض الناصع ، وفي «ل» و «ب» بالسين المهملة ويقع شرقي الجند.

(٣) بعدان بالباء الموحدة والعين المهملة آخره نون : مخلاف نفيس جميل ، ويأتي ذكره. وريمان جبل منه شاهق جليل وشامخ نبيل وهو المطل على مدينة (اب) من شرقيها والحاضن لها بخيراته وهو يشكل عزلة الموية وريمان فغالب مياه ريمان تسقط بطن السحول الى زبيد وغالب مياه الموية الى لهوة ميتم فتبن فلحج ومثلها مياه المخلاف المذكور.

والشعر بفتح الشين المعجمة وكسر العين المهملة آخره راء مخلاف رخي الجنبات مبارك الغدوات والروحات وهو حلال لبعدان نسب الى الشعر بن عدي ثم الى ذي رعين ومياهه تصب الى لحج والى أبين.

(٤) سخلان بالسين المهملة والخاء المعجمة آخره نون : بلد من ظاهر جبل العود ثم من عزلة الأعشور كذا صححناه بعد البحث والتحقيق ولأنه اقترن بالعود فيما يأتي من كلام المؤلف راجع «الاكليل ج ٢ ـ ٣٦٧» وكان في الأصول كلها سحلان بالسين والحاء المهملتين ولم نظفر على طائل مما يحمل هذا الاسم بعد الاستقصاء ، وانما يوجد في بعدان موضع مسحل من عزلة حيسان وبون بين الموضعين ، ميتم : بفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحت ثم تاء من أعلى وميم آخره نسب الى ميتم بن مثوة بن يريم ذي رعين وعداده في الكلاع ثم من مخلاف بعدان وهو واد عظيم ذو نهر جار وعلى حافتيه القرى والمزارع ويقع جنوب مدينة اب بنحو ميلين وتبن زنة عمر يطلق عليه من أسافل وادي ميتم ولا يعرف تبن ابن الروية الذي من مذحج وتبن لحج وكذا تبن مراد يأتي ذكرهما.

(٥) الثجة سلف ضبطها وعبارة المؤلف : الثجة من جبل التعكر ان الثجة من ظاهر التعكر لا أنها أب كما يقال وتنزل مياه الثجة الى نخلان فالسودان فلحج ولا تنزل المياه من التعكر الى ميتم الا من الجانب الشرقي والشمالي والتعكر سلف ضبطه والتعكر أيضا قلعة في عرّ عدن قال الأديب أبو بكر أحمد بن محمد العندي الأبيني في قصيدة يصف عدن ويخاطب ممدوحه الداعي سبا الزريعي :

شرفت رباك به فقد ودت لذا

زهر الكواكب انهن رباك

متبوءا سامي حصونك طالعا

فيها طلوع البدر في الأفلاك

بالتعكر المحروس أو بالمنظر

المأنوس نحمي فرقد وسماك

راجع تاريخ عمارة باخراجنا ص ٣٦١ طبعة اولى.

(٦) وروه بفتح الواو وسكون الراء ثم واو وهاء بلدة وحصن في بلد عواس من السكاسك ووروة أيضا بليدة من عزلة الازارق شرقي الجند وهي من السكاسك وجبل حمر زنة عمر يحتفظ باسمه وقد يقال له جبل القماعرة وحمر كان مخلافا في القديم مع خدير والجند والحشا فكلها من أرض السكاسك ثم سمى قضاء ماوبة باسم بلدة هناك وحينا بقضاء القماعرة ، وقد ورد اسم حمر بالمساند القتبانية وهو بلا شك غير حمر جبلان الذي في غربي ذمار وحمر أيضا شمال قعطية وهو غني بالمساند القتبانية.

١٤١

السّكاسك وجبل حمر من حصون السكاسك وهو غير حمر جبلان ، ثم ينتهي إلى جبل النسور (١) وهو الحد بين السكاسك والأصنعة من حمير ، ومما يخالط هذا الوادي من غربيه أوطان السكاسك منها قرية الصّردف وأرض السّلف والربيعيين ومنجل (٢) وجبل الصردف ثم تنتهي هذه المياه في وادي السودان (٣) من شرقي الجند ثمّ يصبّ فيه قيعان الأجناد فكلها من أجناد لألأة (٤) فإلى الفرحية من حازة جبل صبر ، من شرقيه نجد الصّداري ووادي العرمة وهو موضع بني أبي كهيل السكسكي (٥) فشرقي جبل سامع فشرقي جبل الصّلو جبل أبي المغلسّ وجميع مياه الدّملوة (٦) قلعة ابن أبي المغلس

__________________

(١) جبل النسور : باسم الطير المعروف الذي مفرده نسر وهو يحتفظ باسمه الى هذه الغاية وهو من المخلاف المذكور ولعل تسميته بذلك ان النسور كثيرا ما تأويه وتسكن فيه. وقبيلة الأصنعة هي تسمى الحواشب اليوم ومنهم فرقة تسمى الأصنعة الى اليوم تسكن وادي تونة هنالك.

(٢) قرية الصردف : بفتح الصاد المهملة وسكون الراء ثم دال وفاء ، لا زالت قائمة عامرة وتقع تحت جبل الصردف ونسب اليها العلامة اسحاق بن يوسف الصردفي ، له مؤلف في الفرائض وهو كتاب جم الفوائد كان المعول عليه في الدرس والاستفادة منه. وتوجد منه نسخة في خزانة الجامع الكبير بصنعاء وأخرى في مدينة ذي سفال مع آل النوعة ، وكان هذا العالم موجودا في رأس الخمسمائة للهجرة. والسلف : بضم السين المهملة واللام آخره فاء ، زنة الجرف كما ضبطه الهمداني في «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٢١ ، ويجوز كسر أوله وفتح ثانيه كما في الاكليل ج ١ ـ ١١٩ ، لأنها أسماء قبائل يمنية سميت بها الأوطان ، والعامة تكسر السين وتسكن اللام وقد يفتحان ، وفي ياقوت : السلف بفتح أوله وكسر ثانيه بوزن الصدف ، وقيل : السّلف ، زنة صرد وهما قبيلتان قديمتان من قبائل اليمن ، وقد سمي بالسلف مخلاف باليمن ج ٣ ـ ٢٣٨ ، وما يحمل اسم السلف كثير باليمن وهذا أحدها وهو مخلاف وهو ما يسمى اليوم أخرق من السكاسك. والربيعيين : تثنية ربيعة ، وهي مواضع هي اليوم خرائب وأنقاض شرقي جبل الصردف : سورق ومنجل : بكسر الميم وسكون النون آخره لام ، وهو ما يسمى اليوم مرجل بالراء بعد الميم بدلا عن النون ويقع أيضا شرقي جبل الصردف : سورق.

وجبل الصردف : هو ما يسمى جبل سورق وهو جبل شاهق فيه قرى ومزارع شرقي الجند ويظهر من ظاهر مدينة تعز.

(٣) السودان : لا يزال يحمل هذا الاسم وهو في شرقي الجند ويقال له السودان الأسفل ، والسودان الأعلى سلف ذكره من خنوة ثم من الكلاع.

(٤) توجد بلد تسمى لألأة بهمزة وهاء آخره.

(٥) الفرحية : بفتح الفاء والراء وكسر الحاء ثم ياء مخففة وهاء هو ما يسمى اليوم الفراحي وهي قرية كبيرة آهلة بالسكان. ونجد الصداري : بضم الصاد المهملة ، هو ما يسمى اليوم بنجد الصبري على اسم جبل صبر مع ياء النسبة ، وكلاهما من شرق صبر. والعرمة : بفتح العين المهملة آخره هاء : بلدة عامرة بآل السكسكي الذين يسمون بهذا الاسم الى هذه الغاية ، والعرمة لها صولة في التاريخ.

(٦) الدملوة : بضم الدال المهملة وسكون الميم وضم اللام وفتح الواو وقد تجعل مكانها همزة ثم هاء : وهي بيت ذخائر الملوك وأموالهم ، كذا ضبطه الجندي ، وللدملوة تاريخ طويل الذيول ، لعبت أدوارا بطولية مجيدة ولها أخبار وحكايات تضمنتها كتب التاريخ ، وبلغني أن لها تاريخا مستقلا يسمى «ضوء الشمعة في تاريخ الجمنون والقلعة».

وما أحسن قول محمد بن زياد المأربي نسبة الى مأرب ، البلد المشهور ثم السبائي يمدح أبا السعود ابن زريع الهمداني :

١٤٢

التي تطلع بسلمين في السلم الأسفل منهما أربع عشرة ضلعا والثاني فوق ذلك أربع عشرة ضلعا بينهما المطبق وبيت الحرس (١) على المطبق بينهما ، ورأس القلعة يكون اربعمائة ذراع في مثلها فيها المنازل والدور وفيها شجرة تدعى الكلهمه (٢) تظل مائة رجل وهي أشبه الشجر بالتّمار ، وفيها مسجد جامع فيه منبر وهذه القلعة ثنية من جبل الصّلو يكون سمكها وحدّها من ناحية الجبل الذي هي منفردة منه مائة ذراع عن جنوبيها وهي عن شرقيها من خدير إلى رأس القلعة مسيرة سدس يوم ساعتين ، وكذلك هي من شماليها مما يصلى وادي الجنات وسوق الجؤة ومن غربيها بالضعف مما هي من يمانيها في السمك وبها مرابط خيل صاحبها وحصنه في الجبل الذي هي منفردة منه أعني الصّلو بينهما غلوة قوس ومنهلها الذي يشرب منه أهل القلعة مع السّلّم الأسفل غيل بمأجل (٣) عذى خفيف عذب لا بعده ، وفيه كفايتهم ، وباب القلعة في شمالي القلعة ، وفي رأس القلعة بركة لطيفة ومياه هذه القلعة تهبط إلى وادي الجنات من شمالها ثم المآتي شمال سوق الجؤة إلى خدير ووادي الجنّات هذا يشابه في الصفة وادي ضهر (٤) وهو كثير الغيول والمآجل والمسايل فيه الأعناب والورس مختلطة في أعاليه مع جميع الفواكه وأسفله جامع للموز وقصب السكر والأترج والخيار والذّرة والقثاء

__________________

يا ناظري قل لي تراه كما هوه

اني لأحسبه تقمص لؤلؤه

ما ان نظرت بزاخر في شامخ

حتى رأيتك جالسا في الدملوه

وهي اليوم مأوى البوم والغربان وفيها آثار جاهلية وإسلامية.

(١) كذا في الأصل وفي «ل» و «ب» الحرسي بلفظ الأفراد.

(٢) الكلهمة : بضم الكاف والهاء وسكون اللام ثم ميم وهاء ، وتسميها الأعراب الكهلبة بتقدم الهاء على اللام وإبدال الميم بباء موحدة ، وهي شجرة غريبة الشكل عديمة النظير ضخمة الجذور والفروع ويشبه لونها جسم الفيل ، وتوجد شجرة واحدة في المعافر قرب ذبحان على المحجة وأخرى في شرعب وتسمى شجرة ابن الغريب.

(٣) الماجل : بغير همز وجمعه مواجل ومآجل وهو يشبه البركة مطوي بالحجارة ومقضض بالنورة وفيه عمق وسعة وقد يكون مطويا بالحجارة ومصهرجا بالطين ويمتلىء بالماء ويتعطل منه بين حين وآخر ، وهي لغة يمنية فصحى مستعملة الى عهدنا.

(٤) وادي الجنات هذا في عزلة الأشعوب ولا يزال كما وصفه المؤلف ولم يفقد من خصائصه غير الأعناب فقد اختفى منه وأبدل بالذي هو أدنى شجرة القات ، وما يحمل اسم وادي الجنات باليمن كثير ، وفي وادي الجنات هذه يقول بعض الأدباء :

أيا ساكن الجنات سقيا لأرضكم

بها قد وجدنا الحور والمنّ والسلوى

أمانا لكم من لفحة النار بعدما

سكنتم جنان الخلد عفوا لكم عفوا

أناجي بها طير الحمام وبلبل الغصون

فيروي لي الحديث بمن أهوى

تغنّى الحمام الورق صوتا فينثني

له الغصن والأغضاء يحني الى نحوى

نحوى : أي نحوي.

وضهر ـ بالضاد : نسب الى ضهر بن سعد بن عريب بن ذي يقدم ، راجع الاكليل ج ٢ ـ ٥١.

١٤٣

والكزبرة وغير ذلك ، فيلتقي مياه هذا الوادي بما أمده مما ذكرنا بوادي ورزان (١) الشاق في وسط خدير مما سمينا من صدور سامع والعرضة والنّبيرة (٢) وهي قرية عبد الجبار بن ربيع الحوشبي في صدر صبر فاذا خاف طلع صبر الى قلعة له تسمى ذات العم (٣) وهذه النّبيرة كثيرة الأعناب والفواكه والغيول الحاملة ، إلى أن يتصل بعبدان (٤) صبر من شرقيه وعبدان هذا كثير الأعناب والفواكه فيلتقي هذان الواديان وادي الجنات ووادي ورزان بجميع خدير الى موضع يقال له كرش (٥) ، ثم يعترضهما وادي حرز (٦) مآتيه من شرقي جبال الصّلو وشماليه الريّسة وجنوبه جبل الرما ، فيلتقي هذه الأودية الثلاثة الى مسير ساعة من كرش ثم يلقى هذه الأودية أودية السكاسك أيضا من شرقيها وشمالها فمن شمالها وادي حقب ووادي ذابة (٧) ، فوادي ذابة هو وادي عبد الله بن أحمد السّكسكي وعبد الله بن أبي تومة بن أحمد السكسكي ، وهما ببلد السكاسك ، وهو واد موطّى ، ينش لا شيء فيه سوى الذرة ، مآتيه جربان ، حصن عبد الله بن أحمد السكسكي ، وندبة (٨) قرية في أصل الجبل شمال الوادي وهو رأسه ، ومن شرقيه جبل حمر ويسكنه العوادر (٩) من السكاسك ، ووادي ذابة للأخاضر من السكاسك وهم

__________________

(١) لا يزال ورزان يحمل هذا الاسم ويؤدي نفس الغرض.

(٢) العرضة : بفتح العين والراء المهملتين والضاد المعجمة آخره هاء ، وهي تسمى اليوم العارضة قرب النبيرة ، والنبيرة بضم النون وبفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت ثم راء وهاء وقد تفتح النون وتكسر الباء : وهي بلدة نزهة ذات مروج خضراء طوال السنة وكما وصفها المؤلف وهي في شرقي صبر ، والنبيرة العليا والنبيرة السفلى في عزلة حصبان من غربي صبر فوق مدينة جبا السالفة الذكر ، والنبيرة أيضا قرية في قدس من المعافر ، وأخرى في المعافر ثم في بني حماد كلاهما جنوب صبر.

(٣) ذات العم : تحتفظ باسمها ورسمها الى عهدنا.

(٤) عبدان : بفتح العين المهملة آخره نون : وهي قرية غناء لا تنفك تجود بخيراتها غير العنب فقد انتهى ، وفيها اليوم البلس التين العبداني ذو الحجم الكبير ، ورسمها في «ل» و «ب» عتدان بالتاء المثناة من فوق خطأ.

(٥) كرش : بلفظ كرش الماشية ، وهو يحمل اسمه لهذا العهد ،

(٦) حرز : بضم الحاء والراء المهملتين آخره زاي : نقيل وواد في جنوب مركز الراهدة اليوم من أسافل خدير وشمال جبل الرما من القبيطة من السكاسك ايضا.

(٧) حقب : ويقال له وادي حقب ، بفتح الحاء المهملة وسكون القاف ويحتفظ باسمه ويقع غربي حمر. ووادي ذابة : بالذال المعجمة وألف وباء موحدة ثم هاء ، على اسمه هو تحت جربان.

(٨) هؤلاء الزعماء السكسكيون ممن اشتركوا في محاصرة المذيخرة مع الملك أبي حسان أسعد الحوالي سنة ثلاث وثلثمائة.

وجربان بالفتح والسكون يحتفظ باسمه ، وجربان أيضا في حريب ، وجربان أيضا قرية من همدان ثم عيال سريح شمال صنعاء. وندبة أيضا بضم النون وسكون الدال ثم باء موحدة وهاء : لا تزال آهلة بالسكان من آل هريش من أعيان السكاسك.

(٩) العوادر : بالعين المهملة آخره راء : قبيلة من السكاسك ذكرهم ابن سمرة والجندي ولهم بقية الى يومنا هذا ، وفي «ل» و «ب» الغوادر بالغين المعجمة. وهم والعوادر أيضا قبيلة من حمير ثم من شرعب.

١٤٤

رؤساؤهم ، وعهامة (١) ، يسكنها الأعهوم من السكاسك شرقي الوادي ، ووادي الذوية وهو موضع موسى بن الهرامي حميري وفي رأس الوادي حصنه لطيف ومآتي هذا الوادي جبل الحشا شرقي الوادي ومنجل شمال الوادي وجبل حمر غربي الوادي ملتقى جميع هذه الأودية الى جبل النسور ، ثم ينزل مثل ساعتين فيلتقيه وادي علصان ومآتي وادي علصان من شماليه جبل حرز وثعوبة (٢) ومن غربيه جبل أسحم ووادي صعة (٣) ومن شرقيه مجازع الطريق اليمني من محجة عدن الى الجند وغيرها تلتقي هذه الأودية في رأس لحج على مسيرة ساعة من قرية الجوار ثم يخرج هذا الوادي في الجوار ثم عند ثرى والجنيب وهما للواقديين ثم في وسط الرّعارع وهي سوق الواقديين (٤) ومدينتهم فور وهي قرية الأصابح (٥) ثم يخرج الغائط من لحج الى بحر عدن.

__________________

(١) عهامة : بضم العين المهملة آخره هاء : قبيلة معروفة ووطن في الاصرار ويقال لهم الأعهوم ومنهم طائفة في خدير.

(٢) علصان : بفتح العين المهملة واللام والصاد المهملة آخره نون : وهو واد يحمل اسمه الى هذه الغاية وهو أعلى وادي لحج في الغرب الشمالي منه وثعوبة : بفتح الثاء المثلثة وآخره هاء وتسمى اليوم ثعوب بحذف الهاء وهي من عزلة القبيطة من السكاسك ، وثعوبة أيضا من قرى وادي ظبا ، والثعوبة بالتعريف بلد من شيار من الكلاع.

(٣) جبل أسحم : بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الحاء ثم ميم : وهو جبل معاند لعلصمان من الجنوب الغربي ويحمل اسمه ويرى من أعلا وادي لحج. ووادي صعة بالتحريك غير معروف عندي.

(٤) الجوار وثرى والجنيب : كلها خرائب لا تعرف كما ذكر ذلك الشيخ أحمد العبدلي في كتابه «هدية الزمن» وهو أقعد ببلده. والجنيب هنا بالجيم والنون والياء والباء الموحدة وفي ما يأتي بالحاء المهملة والياء المثناة من تحت والباء الموحدة فأسقط النون. والرعارع هي أيضا خراب ولكن لما كانت عاصمة مخلاف لحج وتكلم عنها الاخباريون رأينا أن نلم بشيء من ذلك وضبطها الرعارع بتشديد الراء بعدها عين مهملة ثم راء مهملة بعد الألف وآخره عين أيضا.

كانت قرية من أشهر قرى لحج بل هي عاصمة المخلاف المذكور الى آخر القرن الثامن الهجري ثم اختفت وأقفرت وتناولتها نوب الدهر وهي اليوم أطلال ، وفي الرعارع كانت الحادثة المشهورة بين علي بن أبي الغارات وابن عمه الداعي سبا الزريعيين كما في «تاريخ عمارة» ١٨٢ ـ ١٨٥ ، من تعليقنا ، وفيها قال علي بن محمد بن زياد المأربي ابن الشاعر المتقدم يمدح آل زريع :

خلت الرعارع من بني المسعود

فعهودهم عنها كغير عهود

حلّت بها آل الزريع وإنما

حلت أسود في مقام أسود

ونسب اليها المحدث أبو إسحاق بن إبراهيم بن أحمد الرعرعي ، كان من أقران أبي قرة موسى الجندي المحدث السالف الذكر وكان له ابن اسمه أحمد يذكر بالعلم والورع حكي ان امرأة تعرّضت له وجرّدت درعها تريد فتنته عنها وقال :

لا تجردي الثوب فاني رعرعي

ان كنت جرّدت لأجلي فادرعي

 ـ تاريخ الجندي ، وتقع شمال مدينة لحج الحوطة بمسافة ميلين كما حدثني الثقة ، ووهم ياقوت فرسمها في باب الزاي المعجمة.

(٥) في أصلنا بالقاف آخره راء وفيما يأتي وفي «ل» و «ب» بالفاء فيهما وجاء في كتاب ابن المجاور ـ ١٥٥ في الكلام على لحج «وقور الدعيس» بالقاف. وهي اليوم خراب لا تعرف.

١٤٥

والثاني وادي أبين وهو ما يلي لحج ومآتيه من شراد وبنا أرض رعين وقد ذكرناه (١).

__________________

(١) ان أراد المؤلف أنه ذكر بنا وشراد ذكرا مجملا فهذا ما لا ينكر وكذا أبين وإن أراد أنه ذكر مآتي وادي أبين فهذا ما لم يذكره تفصيلا ، ولا شك ان مياه أبين من هذين الواديين اللذين يشكلان الكثرة الكبيرة وما عداهما فروافد وفروع. وبما اني طوّفت على جميع مآتي وادي أبين وشاهدتها بالعيان بنفسي لفرص واتتني وصدف جميلة تهيأت لي رأيت تسجيلها هنا إتماما للفائدة فنقول : يتكون مياه وادى أبين من أصلين كبيرين أحدهما غربي والآخر شرقي ، فالغربي هي سيول بنا وهو الذي غلب على ميزاب أبين فتقول العامة : من أهل أبين وما صاقبهم من يافع وغيرها (نزل بنا أو دفع سيل بنا) والشرقي سيل خبان وهو شراد الشلالة والمطاحن ويسمى في كل جهة باسم ما يمر عليه ، والغالب في هذا الممر سيل خبان وتفصيل ذلك كما يلي :

وادي بنا له فرعان كل فرع يشكل سيلا عظيما من الروافد التي تمده وتسمى باسم خاص ، الفرع الأول : سيل الدلاني يهريق اليه اشراف منار بعد ان من شرقي قرية الجبجب وقرية ذي حيفان ثم عزلة العبس وعزلة الوسط من الشعر وشمالي التويتي والشعر أيضا ، وتجتمع كلها عند قرية الواطئة ثم يمده مساقط قرية الضمادي واشراف عزلة بني الحارث الجنوبي من يحصب العلو ونجد قيظان : فجرة قيظان ، من شرقيه ويمر بقرية الدلاني ، ويسمى مجموع ما ذكرنا سيل الدلاني ، ويشكل الممران أو السائلتان صورة مثلث تصير معهما قرية الواطئة كبارجة حربية تتقاذفها أمواج السيول ، ثم ينزل بنا الفرع الثاني للمياه الغربية لوادي بنا تسقط من غرب وجنوب قلة بني مسلم سحمر واشراف بني سبا وما تصفى من أعالي عزلة إرياب وبلحارث وتهبط حقل قتاب قاع الحقل ثم تمده الروافد القادمة من منهل مدينة يريم المسمى المريمة ومدينة منكث وظاهر عراس وغرب ظفار الملك الأثري وجميع الهضاب والأسداد ، وتهريق في الحقل ، ويجتمع مع ما ذكرنا في ذي الماء ، وهو سد الماء وتهبط وادي هلال بمياهه وشعابه وتلتقي مع سيل الدلاني أعلا قرية السدة ويرفدها ما جاء وانحط من سائلة حورة التي تتألف من جبال الأعماس والمرخام وجبل حجاج ويجتمع بما ذكرنا قبالة قرية السدة ويمد الجميع سيل الرداعي ومآتيه من قرية الحقلين جبل عصام وجنوب وشرق ظفار وغرب جبل شمر التي فيه محطة ظفار القديمة الى المشرق وبيت الأشول وهجارة وغير ذلك ويظهر في دار سعيد حيث يلتقي بما ذكرنا ويسمى الجميع «بنا» ويمد الكل ما تصفى من مياه سلسلة الجبال الغربية من الشعر وصفوح جبل العود الغربية وجبال عمار الغربية وكل سائلة تسمى باسم خاص كالسيل الأعور والأغبري ونحوهما ومجموعها يسمى بنا ويجتمع في ثريد وحمام دمت هذا الفرع الغربي لبنا.

الفرع الثاني : الذي سماه المؤلف شراد ، ويسمى اليوم سيل خبان وهو أيضا يشكل فرعين أحدهما غربي والآخر شرقي ، فمساقط الغربي من أعلا سد طمحان الواقع اليوم على طريق السيارة ومدخل مدينة يريم ومياه مدينة يريم وجبالها وهضابها وجميع مخلاف رعين الداخلي وجبال عراس الشرقية ويجتمع في وادي خاو ثم يمده مياه ماور ومليان وجميع شعاب قرية ذي الصولع ومصنعة كحلان : حصن كحلان وما حولها ويسقط على وادي الحمضي ثم وادي سبّان وجميع هضاب وجبال سودان وترفده وادي عصام من أعلا جبل شمّر من الشرق وعزلة يحير ، وجميع سلسلة الجبال التي يتكون منها وادي خبان وتنزل الى وادي قرية الأجلب من أزال ال عمار. وفرعه الشرقي وهو شراد ، بالشين المعجمة آخره دال ، وهو ما يسمى وادي الشلالة وتارة وادي المطاحن ووادي زبيد ، ومآتيه من جنوب منهل الدتان الى جنوب شرعة ، ومن حرة أسعد التي في وادي مطران من رعين ومساقط السد الأثري هناك ويسقط على وادي الشلالة شراد ثم ما تصفيه جبال زبيد عنس الجنوبية والشرقية وما تساقط من مخلاف بني عامر : صباح وجميع عزلة بني قيس خبان ويجتمع بسيل الحمضي في قرية الأجلب المذكورة ثم تنحدر بما تصفي من جبال عمار الشرقية وبلحارث وتلتقي بسيل بنا في ثريد وحمام دمت وتنزل كلها في مضيقين شاهقين املسين ثم ينضم اليها سايلة معبرة الاتية من قرية دمت وظاهر الرياشية والحبيشية وما تساقط من صفوح قرية المقرانة عاصمة الملك عامر بن عبد الوهاب بن طاهر ووادي الصفرا ثم من الظاهرتين ، ويمده جميع جبال مدينة جبن وشعابه وحصون الرّبيعتين ثم جبال الشعيب والأجعود ومريس وردفان ثم وادي حطيب من يافع وما يمده من الهضاب والشعاب من جنوبي ردمان ويظهر في أسافل يافع حيث يسمى أبين فيسقي ما خف الى البحر.

١٤٦

الثالث وادي يرامس وهو دون هذين والرابع دثينة والخامس أحور وقد ذكرناهما (١).

جبال السكاسك : جبل الصرّدف وجبل السودان من ظهر أديم. جبال الأشعوب : الصّلو الجامع لهم ثم بعد ذلك سامع ولحج وغير لحج ملح ، جبل صبر للحواشب جبال الرّكب : ذخر وشمير ومعبر والجدون (٢) ودباس والمرير جبال جعدة : (٣) من جبالهم العظمى جبل حرير وهو غير حزيز (٤) وجبل ردفان (٥) وأضرعة ومن حصونهم دون ذلك شكع (٦) والعسلم وحمرة.

مآثر هذه المواضع

مأثرة جبل السر ويسمى جبل الجناح فيظن من سمع هذا الاسم ان هذه المأثرة

__________________

(١) لم يذكر المؤلف تفاصيل ما في هذه الأودية وربما أنها سقطت من الأصول ورفقا بالقارىء من الملل نحيله على تفصيل ذلك الى كتاب المعجم.

(٢) سلف ذكر هذه الجبال وراجع نسب الحواشب «الاكليل ج ٢ ـ ٣٨١».

والجدون هنا بالجيم أوله والنون آخره وكذا في تاريخ عمارة ـ ٧٣ وفي ما سبق هناك ص ١٣٠ بالحاء المهملة وآخره ميم ولم نعثر على موقع الجدون أو الحدوم رغم البحث ودباس والمرير سلف ذكرهما ثم وقفنا على جبل الجدون بالنون آخر الحروف من جبال موزع.

(٣) جعدة وهم الاجعود يأتي ذكر بلادهم.

(٤) جبل حرير بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وتسكين الياء المثناة من تحت ثم راء ايضا وهو جبل مشهور يشتمل على قرى ومزارع ومنتجاته القات والبن والموز وجميع أنواع الحبوب ويقع جنوب قعطبة ومشرف عليها ويصب حرير في أبين ، وعداده من الأجعود من الجنوب اليمني وفي «ل» و «ب» حزيز بحاء ثم زائين بينهما ياء مثناة من تحت وهو غلط وقوله وهو غير حزيز بحاء وزائين بينهما ياء كذا في الأصول ولم نجد في هذه المنطقة اسما يشابه هذا الاسم لهذا تركناه على أصله.

(٥) جبل ردفان ويسمى جبال ردفان ويأتي ذكرها للمؤلف وشهرتها معروفة خصوصا في عصرنا لمناهضتهم الاستعمار البريطاني فهم أول من أطلقوا شرارة الحرية ببطولة نادرة ونضال مستمر نضال الأسود على عرينها واشبالها وكان لهم الضلع الأكبر في دنو أجل الاستعمار وكانت لهم مواقف مشرفة تستحق التخليد ، راجع التاريخ وتقع هذه الجبال جنوب قعطبة.

(٦) شكع بضم الشين المعجمة والكاف آخره عين مهملة نسب الى شكع بن الحارث بن زيد بن يريم ذي رعين وهو حصن وقرية من يافع السفلى بلاد المفلحي وهي غنية بالآثار. والعسلم بكسر العين واللام وسكون السين جبل منيف اعلى جبال المنطقة ودعوته يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم آخره هاء بلدة بين يافع والبيضا والدعوة يافعية وحمرة بفتح الحاء وسكون الميم وبقية الحروف كالأول بلدة من أعمال ذي السفال ثم من شوائط وأضرعه ويقال لها ضرعة يأتي ذكرها.

١٤٧

لشمر ذي الجناح وليس كذلك وهي مأثرة عظيمة تشابه بينون في الصفة وهي بالمعافر بالقرب من صحارة من شرقيها.

ومنها مصنعة وحاظة واسمها شباع وهي تشابه ناعط في القصور والكرف على باب القلعة من شرقيها موطا في القاع وكريف درداع (١) ويكون ستمائة ذراع في مثلها ومنها قلعة خدد معاندة لقلعة وحاظة (٢) بينهما ساعة من نهار وقلعة خدد (٣) هذه فيها قصر عظيم يقصر عنه الوصف. والقلعة بطريقين على باب كل طريق ماؤه فطريق القلعة من جنوبها عليها كريف يسمى الوفيت منقور في الصفا الأسود وعمقه في الأرض خمسون ذراعا وعرضه عشرون ذراعا والطول خمسون ذراعا محجوز على جوانبه جدار يمنع السقوط فيه ، والماء الثاني من شمال الحصن على باب الحصن الثاني في جوبة من صفا كالبئر مطوي بالبلاط ودرج ينزل اليه من رأس الحصن بالسرج في الليل والنهار على مسيرة ساعة حتى يؤتى الى الماء ولا يعلم من يكون على باب البئر من فوق ومنها خربة سلوق وكانت مدينة عظيمة بأرض خدير واسم بقعتها اليوم حبيل الريبة (٤) وهي آثار

__________________

(١) كريف درداع : بزيادة الألف بعد الدال المهملة الثانية آخره عين مهملة وهو ما يسمى اليوم كريف ورداع باسم المدينة المعروفة ولم يبق من الستمائة ذراع غير قرابة ستين ذراعا اذ قد صارت حروثا ومزارع وهو في عزلة شبع.

(٢) وحاظة بضم الواو وآخره هاء ويقال أحاظة بضم الهمزة مثل وصاب وإصاب ، ووسامة وأسامة نسبت الى وحاظة ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعة وهو حمير الاصغر وكانت وحاظة تشكل مخلافا يشتمل على جبل حبيش واغواره وغيره وكانت عامرة بالعلماء والأعيان والأدباء والرؤساء الاماثل والفواكه والأعناب الى غير ذلك ونسب اليها عيسى بن ابراهيم الربعي اللغوي الوحاظي مؤلف «نظام الغريب» وكان مؤدب أولاد الملك علي بن محمد الصليحي وكذلك أخوه العلامة اسماعيل بن ابراهيم الوحاظي وله قصيدة في اللغة سماها «قيد الأوابد» أورد فيها خلال التفسير نوادر من محاسن الأخبار وانشد فيها محاسن من الأشعار وهاجرت قبيلة وحاظة الى الشام فانجبت عدة من النبلاء «انباه الرواة ج ١ ـ ١٩١» وهذه المصنعة أعلى جبل حبيش ثم في اعلى عزلة شبع وهي اليوم اطلال وحروث وتلك الكرف والقصور اصبحت حروثا لا تعرف. وشباع : بضم الشين المعجمة هي تسمى اليوم عزلة شبع بدون ألف وفي «ب» و «ل» بالسين المهملة وباقي الحروف كالأول.

(٣) خدد : ويقال حصن خدد ، وقلعة خدد ، بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة الأولى ثم دال آخره : يحتفظ باسمه مع شيء من نعوته التي وصفها المؤلف ، وقد شاهدته وقيدت مشاهداتي في بعض التآليف ، ويقع في عزلة العارضة من جبل حبيش ، وله في مسرح الأحداث حديث.

(٤) سلوق : بفتح السين المهملة وضم اللام آخره قاف : أنظر «معجم البلدان» و «معجم ما استعجم».

وحبيل الريبة : الحبيل بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ثم لام ، وهو الجبوب الذي يتدرج من الارتفاع شيئا فشيئا الى الانخفاض في استواء متواز وهي لغة باليمن دارجة على الألسن ، والريبة : بكسر الراء وسكون الياء المثناة وباء موحدة وهاء ، كذا في الأصول. وفي «معجم البلدان» ج ٣ ـ ٢٤٢ نقلا عن المؤلف «حسل الذيبة» بالحاء وسين مهملتين وهذا غلط فاحش ولعله خطأ مطبعي ، ولزيبة بالزاي وسائر الحروف كالأول وقد كان احفاء السؤال لأهل مخلاف خدير فعثرنا على جبل «الريدة» بالراء والياء المثناة من تحت والدال المهملة والهاء ولعله الأصح ، وقد زرت هذا المكان ويقع في الجنوب الغربي من مركز الراهدة اليوم بمسافة خمسة

١٤٨

مدينة يوجد فيها خبث الحديد وقطاع الفضة والذهب والحلى والنقد واليها كانت العرب تنسب الدروع السلوقية والكلاب السّلوقية. ومنها جبل في مشرق وحاظة في رأس الجبل جثوة قصر منهدم باقية ذكر تشبّه العرب قصر هرز (١) لا يزال يوجد فيه الجوهر والذهب والناس يغزونه كما يغزون خربات الجوف.

وفي هذا النهج من المساجد الشريفة : مسجد الجند ، ومسجد نهرة وهو في رأس الشوافي (٢) من شمالي الجبل الى جانب الحجر المسمى مسجد الحي ، ومسجد معاذ بصيد (٣) ومسجد جبل صنعان في رأس جبل الهان (٤) المشهور فيه البياض ليلة كل جمعة ، ويسمع فيه الأذان ولا يزال الزوار فيه من كل موضع (٥) ، ومسجد شاهر في رأس جبل ملحان وشاهر قرن في رأس جبل ملحان يقال إن فيه تسعا وتسعين عينا من الماء وهو مسجد شريف يقال : إنه لا بد في آخر الزمان أن تظهر فيه علامة من نار أو غير ذلك والله أعلم.

ومنها الكنز المنظور المحظور بين جبل جرابي وجبل ملحان مقابلا لشط الدّبة من وادي عيّان ليس بعيان (٦) وهو الى جانب جبل الظاهر المعروف بجبل المضرب من ملحان

__________________

أميال وطوّفت حوله ولم أجد مما ذكره المؤلف وأظن ان بعد العهد قد اخفى من سلوق كل شيء كما أني دونت ما شاهدته في مذكراتي.

(١) الجثوة : مثلثة الجيم في الأصل : الجذر العظيم من الشجر ، ويطلق على الحجارة المجموعة والكلمة جارية على الألسن حتى عند الزراع. وقوله : منهدم باقيه .. الخ. في العبارة غموض ولعلها باقية ، له ذكر عند العرب ، تسميه العرب قصر هرز. وقد بحثت مع أهل شباع عن هذا القصر فلم ينبئوني عنه بشيء ، وهناك حصن يسمى زهران وتارة الظفر كما ان هناك جربة تسمى جربة الذهب يعثر في موسم الأمطار على قطع الذهب والفضة.

(٢) الشوافي : مخلاف عظيم يأتي ذكره في مخلاف السحول في الشمال الغربي من مدينة اب بنحو ميلين. ونهرة : بفتح النون وسكون الهاء آخره راء وهاء ، وفي «ب» و «ل» ثهرة بالثاء المثلثة أوله وباقي الحروف كالأول ، وهم أعلى جبل خضرا من جبل حبيش وقد زرته والمسجد خراب وقد سجلت مشاهداتي في «المعجم».

(٣) معاذ بن جبل الأنصاري الصحابي المعروف ، وصيد سمارة ومسجد صيد هو ما يسمى مسجد الضربة ويطل على قاع الحقل من الغرب.

(٤) صنعان : بكسر الصاد المهملة آخره نون كما ينطق به أهله ، والمسجد عامر يزار على ان فيه وليا من عباد الله الصالحين.

(٥) نقل المؤلف لهذا الكلام على حد الشهرة في كلا الموضعين لا على جهة الاعتقاد.

(٦) سلف الكلام على هذه المواضع كما ان عيان يضبطها في «ب» و «ل» بالشكل بفتح العين وتشديد الياء بينما ينطق بها اليوم بتخفيف الياء وفتح العين ، وقد بينا موقعها وانها من بلاد المحويت روعيان سفيان بكسر العين وتخفيف الياء.

١٤٩

قد سار له وهمّ به كثير من العرب فيحول بينهم وبينه تنّين مثل الحبل العظيم فلا يجدون اليه سبيلا (١).

قرى بني مجيد : لبني مسيح منها أول قرية الواقدية لرؤسائهم وسادتهم ، ثم المنارة من علو البلد (٢) ومن سفلها العارة والعميرة والجروبة والممحاط والشقاق وموزع وقرية حنّة (٣) قرى السّكاسك : الجند والدمّ والشرار (٤) وفيها يقول ابن أبان (٥) :

ان بالدّم دارنا فالشرّار

فبسفحي عذامر فالعرار (٦)

وذات السّمكر (٧) والشفاهي والصرّدف والسّودان وندبة وذات المعاقم [والمحابير والضّراهمة ومن الجبال التي تشاكل جبال الشام](٨) من ناحية [هذا](٩) الحيز (١٠) جبل صبر ومن جبلان جبل يامن (١١) بفتح الميم وهو على شط رمع الشمالي مع عتمة (١٢) وجبل

__________________

(١) جبل المضرب : في أصل ملحان بين عزلة همدان وعزلة بني علي وجبل الظاهر جنوب غربي وادي عيان وذكره المؤلف بمعنى هذا ، والتنين بالتاء المثناة من فوق والنون المشددة ثم ياء من تحت ونون الحنش ، وكلام الهمداني هذا على حكاية الناس اذ عقله الكبير لا يقبل مثل هذه الخرافات وكم نسمع من هذه الأساطير التي تشاع بين العامة ويتناقلها الناس حتى اذا استقصي الخبر وتتبع خيوط الرواية أصبحت كذبة فاضحة.

(٢) الواقدية : لا تعرف وربما انها التي تسمى الوازعية ، وكذا المنارة.

(٣) العميرة والعارة سلف ذكرهما وكذا الشقاق وموزع ، وأما الجروبة فهي بفتح الجيم وضم الراء بعدها واو ثم باء وهاء ، وتحمل هذا الاسم وتقع قرب العارة والعميرة. وحنة : بكسر الحاء المهملة وتشديد النون ثم هاء : تحتفظ باسمها الى التاريخ مع واديها وتقع في الوازعية جنوب شرقي موزع.

(٤) الجند : المراد بذلك مدينة الجند ، والدم : بضم الدال المهملة ثم ميم : وهو ما يسمى اليوم الدموم بفك الادغام وهو جنوب مدينة الجند ، والشرار : بالفتح : موضع في خدير غربي الراهدة ، وشرار بدون تعريف من المعافر ثم في بني يوسف ، واليه ينسب القات الشراري والمضّار الشراري.

(٥) ابن ابان : هو الامير الكبير محمد بن ابان الخنفري ، راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ١١٩.

(٦) عذامر : بضم المهملة آخره راء : بلدة عامرة في غربي شرار ، وعرار : بالضم آخره راء : قرية آهلة بالسكان من الأعروق وهم من السكاسك وتقع في الجنوب الغربي من الراهدة.

(٧) ذات السمكر : هي التي تسمى اليوم السمكر وهي قرية كبيرة ، والشفاهي : من القرى الميتة وتقع جنوب الجند قرب قرية العربة ، والصردف : ويقال لها الصرادف قد مضى ذكرها ، والسودان : شرقي الجند ، وندبة : تقدم الكلام عنها ، ذات المعاقم : لا تعرف. وكذا ما بعدها.

(٨) الشام : يطلق على سورية ولبنان وفلسطين وشرق الأردن.

(٩) كان في الأصول كلها بياض فزدناها من عندنا ليتم الكلام.

(١٠) الحيز : بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة من تحت وزاي آخره : وهو بمعنى الناحية وانما ضبطناه لأنه في «ل» باهمال النقط وفي «ب» بالباء الموحدة والراء.

(١١) جبل يامن : يحتفظ باسمه الى هذه الغاية ، ويشكل عزلة من مخلاف جبلان : ريمة الأشابط.

(١٢) عتمة : بضم العين المهملة والتاء المثناة من اعلا ثم ميم وهاء : مخلاف واسع خصب التربة عظيم المنتجات وقد الحقه المؤلف فيما يأتي بيحصب العلو وهو اليوم يشكل ناحية مستقلة وقد يربط بمخلاف آنس وحينا بمخلاف وصاب وبلواء ذمار.

١٥٠

حمر على شطّه الجنوبي.

جرز (١) اليمن الشرقي : وهي بمنزلة تهامة في الغربي أول هذا الحيّز مما يصلى عدن : تيه أبين وبه إرم ذات العماد فيما يقال ، وقد يقال : إن إرم ذات العماد دمشق لكثرة ما فيها من عمد الحجارة. ثم أرض دثينة (٢) ويسقيها جبال السرو ، والكور من ناحية جنوبي السرو. وأما مياه السرو الشرقية فتصب في جردان ومرخة (٣) قريب منها وهي موضع الأيزون (٤) وينتهي جردان الى قريب من حضرموت. وأما مرخة فتسقيها سراة مذحج السفلي ، وبيحان ويسقيها بلد ردمان وحصي وحريب ويسقيه جبال قرن من شرقيها (٥).

ثم ميزاب اليمن الشرقي وهو أعظم أودية المشرق كما مور اعظم اودية المغرب وشعابه وفروعه كثيرة ، فأما من ناحية رداع فالعرش (٦) والمواضع التي قد ذكرها

__________________

(١) جرز : بضم الجيم والراء آخره زاي : وهي الأرض التي لا تنبت أو أكل نباتها وقطع ولم يصبها مطر ؛ قال تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ ، وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) سورة السجدة الآية ٣٧ ـ ورسمها في «ب» و «ل» جزر بالجيم والزاي والراء جمع جزيرة خطأ.

(٢) دثينة : بالدال والثاء المثلثة ثم ياء ونون وهاء : يأتي ذكرها ، ودفينة بالفاء بعد الدال : بلدة غربي ذمار بمسافة فرسخ.

(٣) جردان : فعلان ، بضم الجيم وسكون الراء آخره نون : واد لجعف ، كذا في «شمس العلوم» والعامة تكسر الجيم ، وهو واد مشهور معروف عامر بالقرى والسكن ، وعسل جردان له شهرة تتناقل جودته العرب ، ويعتبر من الجنوب ويسميه اهله بلاد الدولة وقد ورد ذكره في المساند الأوسانية ، كما جاء اسمه في خبر الوفود ، وأن سبرة الجعفي طلب من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وادي قومه جردان ، وفي «ب» جروان بابدال الدال واوا ، وهو غلط مطبعي ، ويأتي ذكره للمؤلف. ومرخة : بفتح الميم وسكون الراء وفتح الخاء المعجمة ثم هاء : يأتي ذكرها للمؤلف وتقع شرق شمال البيضاء ورسمها البكري ج ٤ ـ ١٤٠ بالجيم بعد الراء فقال : مرجة موضع باليمن وقد تقدم رسمه في رسم مأرب ، وقال في مأرب : وهي بلاد الأزد باليمن ، قال السليك ابن السلكة :

امعتنفي ريب المنون ولم ارع

عصافير واد بين جاش ومأرب

واذعر كلابا يقود كلابه

ومرجة لما التمسها بمقنب

حاش : أرض قرب مأرب ، ومرجة بالجيم مذكور في موضعها من هذا الحرف ، ثم ذكرها في مرخة بالخاء الى أن قال : ومرخة باليمن على مقربة من سرو حمير. فظن أنهما موضعان بالجيم والخاء فسبحان من تفرّد بالكمال وجاش في شعر السليك بلدة عامرة في بلد زبيد شمال نجران.

(٤) الايزون : قبيلة من حمير ثم من ذي يزن لها بقية ، راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٢٥٤.

(٥) بيحان وحريب وردمان يأتي ذكرها ، وحصى مضى ذكرها.

(٦) تقدم الكلام على رداع ، والعرش : مخلاف من مخاليف رداع ويمتد من جنوب مدينة رداع شرقا الى مخلاف بني عامر صباح غربا ، ومن قراه : ملاح وعزان وغيرها ، وقصيدة الرداعي يأتي ذكرها. وأذنة : بفتح الهمزة والذال المهملة والنون آخره هاء : وتسمى سائلة اذنة والعامة تحذف الألف المهموزة فتقول ذنة ، ورسمها البكري في معجمه ج ١ ـ ١٨٨ ادنة في حرف الهمزة والدال فقال : بفتح أوله وثانيه وفتح النون بعده ، هكذا صح في كتاب الهمداني ، وهو اسم وادي مأرب الجامع لمياه الأودية : وهذا بلا شك وهم اذ قد ورد في المساند «أذنت».

١٥١

الرداعيّ في قصيدته بالقرب من رداع ، وردمان وقرن وأذنة به بشران (١) والجبل المشرفة على سيوق (٢) ومن جانب ذمار وبلد عنس جميعا وهو مخلاف واسع وسمع به بينون وهكر وجميع ما ذكرناه في كتاب «الاكليل» (٣) من المحافد العنسيّة وبلد كومان وبلد الحدا (٤) وجبل إسبيل ورخمة (٥) وجبال بني وابش من مراد وجبال كداد وبلد قائفة من مراد ، والدّقرار جبل بني مالك من مراد وفجاءة (٦) ومخلاف ذي جرة ويكلى وجيرة وجهران وهرّان بسواد ذمار ومساقط بلذ خولان من جنوبيّه وما تيامن من القحف (٧) ورمك وموضح يكون

__________________

(١) بشران : في الأصول كلها هنا وفيما يأتي من مخلاف رداع أي بالباء الموحدة والشين المعجمة وآخره نون ، ولم نجد له موضعا من الاعراب بعد البحث الدقيق لا في مخلاف رداع ولا في سائلة اذنة ، وانما هو يسران بالياء المثناة من تحت ثم السين المهملة وآخره نون او نشران بالنون والشين المعجمة اخره نون ، ولهذا صححناه بهما لدليلين احدهما ان يسران بالياء المثناة من تحت والسين ورد ذكره في المساند الحميرية كما في كتاب جواد علي ج ٢ ـ ٤٨ ، كما جاء في «الاكليل» ج ٢ ـ ١٦١ انه أحد اولاد عنس بن مذحج ، او نشران بالنون اول الحروف والشين المعجمة لانه جاء في «الاكليل» أيضا في ج ٢ ـ ١٦١ انه احد اولاد عنس بن مذحج. ولأنا عثرنا على موضع ذي حروث وقرى وأناسي باسم نشران بالنون في بلاد عنس ثم تيسان شمال شرقي مدينة ذمار ومحاد لبني فلاح ولم يبق عندنا شك كما صححناه.

(٢) الجبل : بضمتين : جمع جبل معروف ، وسويق : بضم السين المهملة : تصغير سوق ، ويقال فيه السويق كما يأتي.

(٣) في الجزء الثامن منه وسبق ضبطهما ، ويقع بينون في شمال شرقي ذمار ، وهكر في الشرق الجنوبي من مدينة ذمار بمسافة نصف مرحلة ، وتتصف نساء هكر بالجمال حتى اليوم. قال امرؤ القيس :

هما ظبيتان من ظباء تبالة

على جؤذرين او كبعض دمى هكر

(٤) كومان : مقاطعة من بلد الحدا ويقال له كومان المحرق ، نسب الى كومان بن ثابت من آل حسان ذي الشعبين ، راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ٣٨٠ ، والحدا قبيلة مشهورة ولها بقية ويأتي ذكرها مع نسبها ، وكومان ايضا من بلد وحاظة ثم من حمير ، وورد ذكر الحدا في المساند الحميرية.

(٥) اسبيل : يأتي ضبطه وذكره ، ورخمة : بفتح الراء والخاء المعجمة ثم ميم وهاء : بلدة وحصن في الشرق الشمالي من مدينة ذمار ومن ضواحيها بمسافة ما يزيد على فرسخ ، وبها آثار حميرية.

(٦) جبال بني وابش : لا تعرف ، وكذا جبل كداد ، وكان بنو وابش معروفين ببري السهام ، قال عمرو بن معدي كرب الزبيدي :

وذات غرار لها ازمل

براها براة بني وابش

وبلدة قائفة : معروفة مشهورة وهي التي تسمى اليوم قيفة ، وكان والدي رحمه‌الله لا ينطق بها الا على أصلها قائفة وهي قبيلة عزيزة منيعة والغالب عليها البداوة وتقع من ضاحية مدينة رداع شرقا وشمالا وهي بطن من مراد واسمه عامر بن مفرح بن ناجية بن مراد ، والدقرار : بكسر الدال المهملة اخره راء : يأتي ذكره. وفجاءة : قبيلة من مراد يأتي نسبها وهي بضم الفاء وفتح الجيم بعدها ألف مهموزة وهاء ، ولا تعرف اليوم.

(٧) مخلاف ذي جرة : بضم الجيم وفتح الراء وتاء مثناه من فوق ، ويكلى : بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الكاف ثم لام وألف مكسورة ، وذو جرة ويكلى هو ما يسمى اليوم بلاد سنحان وبلاد الروس نسب الى ذي جرت بن يكلى ابن مالك بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير ونسبت الى يكلى ثنية يكلى الفاصلة بين عنس وهذه الأوطان كما أنه عثر على مساند فيها اسم قبيلة ذي جرت ، وليس كل مياه ذي جرة ، ويكلى

١٥٢

هذه السيول وادي أذنة وتفضي الى موضع السّد بين مأزمي مأرب ويميل من خلف السّد منه سبيبة (١) الى رحابة موضع النخل وترد سيول السّويق وحبانين تلك البلاد الفلجين الى أسفل الجنة اليمنى لمن هبط مأرب فتسقي بعد الجنتين ارض السّبأين ثم الحرجة (٢) ثم حزمة البشريين ثم الروضة الى نهيّة دغل في طرف صيهد.

__________________

ينزل الى مأرب كما يأتي للمؤلف ، وجيرة : بكسر الجيم وسكون الياء المثناة من تحت ثم راء وهاء : بلدة وجبل عدادها في القديم من عنس ومن آخر حدود مخلاف عنس كما ذكره فيما يأتي وتقع مع يكلى ومعظم ذي جرة جنوب صنعاء ويقال ليكلى المنقل لأن فيها عقبة ونهرا وواديا خصيبا.

وهران ذمار بكسر الهاء وتشديد الراء آخره نون وهو شمال مدينة ذمار وفيه حصن لا يزال يؤدي مهمته وهو جبل بركاني مع سواده وكانت به قرى عامرة وقصور عالية وكانت تحله قبيلة جنب التي كان لها صولات وجولات في التاريخ الى نهاية القرن التاسع الهجري حيث توالت عليها المحن فانتقلت الى مغرب عنس الذي يسمى مخلاف الجنبي. وفي هران مآثر حميرية وفيه قتل الداعية المعيد لدين الله قتلته جنب سنة ٤٢٠ ه‍ راجع التاريخ وهران شوابة يأتي ذكره وسد هران احد سدود يحصب.

القحف بكسر القاف وسكون الحاء آخره فاء : قرية حية بالأهل والسكن من اليمانية خولان العالية. ورمك بفتح الراء وكسر الميم اخره كاف : موضع من الأعروش خولان العالية وموضح بفتح الميم وسكون الواو وكسر الضاد المعجمة اخره حاء مهملة : مكان في خولان العالية قرب بلد الحدا.

(١) السبيبة بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة ثم ياء مثناة من تحت ثم باء موحدة وهاء هي في اللغة اليمنية كالشؤبوب في اللغة اي الدفعة من المطر ينفصل من الوابل المدرار فتسقي ارضا لم يصبها الوابل. استعارها المؤلف للدفعة المنفصلة من السيل لتسقي ارضا اخيرة ، وهي لغة يمانية فصحى لم تدون في قواميس اللغة وقد يكون أراد شعبة من الوادي. ورحابة : بضم الراء اخره هاء وتقع شمال السد وقد جاء ذكرها في النقوش. وهي غير رحابة همدان وغيرهما ويأتي ذكرهما ، والمأزمان : المضيق بين هضبتين كمأزمي مزدلفة بينها وبين عرفة.

(٢) الحرجة بالتحريك آخره هاء : وهي في الأصل الشجر الكثير الملتف ، استعملت للموضع حوله اشجار وهي موجودة بمأرب ، والحرحة ايضا بلدة في السحول واخرى في البخارى من بلد الكلاع ثم من المخادر ، والحرجة ايضا قرية من جماعة شمال صعدة. والروضة في أصل كلام العرب يطلق على الأرض المستنقعة من كثرة المياه ثم اطلقت على كثرة الأشجار والمياه والأزهار والفواكه وذكر ياقوت : مائة وستا وثلاثين روضة في بلاد العرب ولم يذكر من رياض اليمن سوى ثلاث : واحدة في حضرموت واخرى في بلاد دوس والثالثة في بلاد خثعم ، وقد تحصلت على ما ينوف على عشرين روضة باليمن ذكرناها في المعجم منها ما ذكره المؤلف هنا ، وروضة مأرب ما تزال معروفة بقرب جبل بلق الا انها خرائب ، وحزمة البشريين هي التي تسمى اليوم سلوة في وادي عبيدة وفيها آثار عظام ، والحرجة لا تعرف ، والحرجة ايضا في بيحان ولعلها المراد هنا ، وصيهد : بفتح الصاد المهملة وسكون الياء المثناة من تحت ثم هاء ودال : يأتي ذكرها للمؤلف ، والعامة تقدم الهاء على الياء وعليه وهمت في تعليقنا للجزء الأول من «الاكليل» ١٢١ وقد صححنا ذلك في الطبعة الأخيرة ، والعامة تتبخت بنوء صيهد وبروقها ؛ قال بعض الأعراب في ذلك : «بارق برق صيهد ، قم خيله يا حيدي على ثره والريدي كسر رقاب الصيد» ، فيقال أنه لما قال هذا الكلام ذهبوا عند منبلج الصباح يتبعون مساقط الغيث الذي هطل في تلك الأماكن فوجدوا المطر غزيرا بشدة والوحوش وحيوانات الصيد صرعى متناثرة هنا وهناك لغزارة الأمطار ودخول السيول إلى أوجارها وأماكنها ، ومعنى يا حيدي : الحيد : الجبل الشاهق يكنى به عن الملجأ والملاذ الذي هو كالحيد والجبل والريد وثره : قرى من عنس ، ومن أمثال العرب في فلاة صيهد للانسان المتوحش الذي لا يأنس بأحد : «أنت مثل غراب صيهد» أي ليس بجانبك حيوانات ولا طيور لتوحّشك وهو ما يسمى اليوم الربع الخالي. وقال ياقوت : صهيد بفتح الصاد وكسر الهاء وياء ساكنة ودال مهملة : مفازة باليمن وحضرموت يقال لها صهيد بخط ابن الحاضنة. مصحح ، والذي عليه النحويون : صيهد : فيعل ، وفي باب الصاد مع الياء صيهد قال سيف في «الفتوح» : صيهد مفازة بين مأرب وحضرموت ، وأما البكري فأورد كلام المؤلف الآتي قريبا.

١٥٣

ثم من بعد مأرب اودية لطاف الى الجوف ، مشاربها من شرفات ذي جرة ومن شرقي مخلاف خولآن العالية ، منها العوهل الأعلى والعوهل الأسفل وحمض (١) ويكون على هذه الأودية بنو الحارث بن كعب يسيمون النعم (٢) ، ثم أودية الرّضراض وحريب نهم ومشاربها من جبال السرّ ، صرع وسامك (٣) ومساقط بلد عذر مطرة (٤) وبلديام وهيلان (٥) وتحت سامك الرّضراض (٦) واليه ينسب معدن الرّضراض وثمّ قرية المعدن معدن الفضة وهو معدن لا نظير له في الغزر وخرّب بعد قتل محمد بن يعفر (٧) وذلك انه كان حدّا بين نهم من همدان ومرهبة (٨) ومراد وبلحارث وخولان العالية.

ثمّ الجوف

وهو منفهق من الأرض بين جبل نهم الشمالي الذي فيه أنف اللّوذ وأوبن

__________________

(١) جبل العوهل الأعلى والعوهل الأسفل : يحملان هذا الاسم الى هذه الغاية وهما فوق جبل عبضة وبين جبل كبلين والمشنة من بني سهام الخولانين ، وحمض : بفتح الحاء المهملة والميم آخره ضاد معجمة : يحمل اسمه من بلدنهم.

(٢) النعم : بالكسر ، وبنو الحارث بن كعب هم بنو علة بن جلد بن مذحج وهم رأس مذحج وهامتها أرباب نجران وكعبتها ـ راجع التاريخ والأنساب ـ والنعم هي الإبل والبقر والغنم ويسمون يرعون السائمة.

(٣) الرضراض : بفتح الراء آخره ضاد معجمة : وهو في الأصل الحجارة والصخور المتناثرة وهذا من ذاك ، وحريب : بالحاء المهملة وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحت ثم باء موحدة ، ونهم : بكسر النون وسكون الهاء آخره ميم : قبيلة من بكيل نسبت الى نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن حاشد بن حيران بن نوف بن همدان ولها بقية ، ونهم : بضم النون وفتح الهاء ثم ميم : بطن من حجور ثم من حاشد ولها بقية في مواطنها من حجور وحريب هذه هي التي تسمى حريب القرامش اعلاه الخولان ويسمى حريب خولان وأسفله لنهم ويسمى حريب نهم والرضراض هناك ، وجبال السر : مشهورة والسر هو الكتمان ضد العلانية ويأتي ذكر السر للمؤلف ، وصرع : بضم الصاد المهملة وفتح الراء آخره عين مهملة ؛ وفي «ل» و «ب» بالضاد المعجمة خطأ ، وصرع يقع في أعلى السر من شرقية الجنوبي ، وحريب هذه وغيرها شرق السر وسامك.

(٤) عذر : سبق ضبطه وهي قبيلة من حاشد ويأتي ذكرها للمؤلف ، ومطرة : بفتحات آخره هاء : وهي بين نهم وأرحب ، ولمطرة ذكر في التاريخ لتعرضها للأحداث ، وفي «معجم ما استعجم» ـ ١٢٣٩ مطرة : بفتح اوله وكسر ثانيه بعده راء مهملة على وزن فعلة : بلد في ديار همدان من اليمن ويسكنه بنو سلامان بن أصبى بن عذر بن همدان.

(٥) يام : قبيلة من حاشد يأتي ذكرها ولا وجود لها اليوم في هذا الحيّز وإنما يوجد جبلها الذي يدعى جبل يام ، وهيلان : بفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون : جبل عال منيف يمتد حتى قرب مأرب وعداده من بني جبر خولان العالية شرقي شمال صرواح بمسافة ساعة وتسكنه قبيلة جهم واشتهر بإنتاج البلس الطيب والأعناب.

(٦) سامك هذا هو غير سامك ذي جرة بلاد الروس الواقع على طريق صنعاء ـ ذمار ، والآتي ذكره وقرية المعدن خراب لا تعرف اليوم ، وانظر وصف معدن الرضراض في كتاب «الجوهرتين» ومجلة «العرب» السنة ص ٨٤٠.

(٧) قتل محمد بن يعفر الحوالي سنة سبعين ومائتين ـ راجع «الاكليل» ج ٢ ـ ١٨٢ ـ و «قرة العيون» والتاريخ.

(٨) مرهبة : بضم الميم والناس يكسرونها : نسبت الى مرهبة بن الدعام ، راجع «الاكليل» العاشر.

١٥٤

الجنوبي (١) الموصل بهيلان من بعد ... (٢) وهينا وسعة ما بين الجبلين مرحلة في اسفل الجوف ، وطوله إلى أصحر واشراف خبش (٣) مرحلة ونصف ، ويفضي إليه اربعة أودية كبار.

فاولها الخارد (٤) مخرجه مما بين جنوبه ومغربه ، ومساقي الخارد من فروع مختلفة فأولها من مخلاف خولان في شرقي صنعاء فيصب اليه غيمان وما أقبل من عصفان وثربان وظبوة (٥) وحزيز وإلى حزيز ينسب ثابت الحزيزي (٦) وقد روى عن عبد الله بن عمر (٧) ، وكان ابو سلمة فقيه أهل صنعاء (٨) يقول : انا ممن ادركته دعوة النبي

__________________

(١) أنف اللوذ وأوبن : جبلان يحملان اسمهما الى هذه الغاية ، وفي جبل أنف المنفذ الطبيعي للجوف اللوحة التاريخية المزبورة بالقلم المسند التي تشير الى ابرام اتفاقية بين دولتي سبا ومعين ، ذكرها علماء الآثار.

(٢) هنا وفي الأصول كلها بياض وهينى بفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحت ثم نون والف مقصورة من جبال نهم الدنيا وفيه غيل وزروع.

(٣) أصحر بفتح الهمزة واسكان الصاد المهملة ثم حاء وراء يحتفظ باسمه وكثيرا ما تتنازع فيه شاكر وسفيان من اجل المراعي والاحتطاب وخبش بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة آخره شين معجمة واد مشهور معروف من أعالي أزحب. وخبش بكسر الخاء والباء ويقال وادي خبش من مخلاف عتمة.

(٤) الخارد : بالخاء المعجمة آخره دال مهملة : يحمل اسمه ومشهور ويسمى غيل الخارد وهو من أوائل ديار أرحب ، وهو نهر عظيم منهمر.

(٥) غيمان : بالغين المعجمة آخره نون : أحد محافد اليمن المشهورة والآثار المعمورة بالعجائب ولا تزال تنتظر اليوم الموعود حين تتاح لها البحث والتنقيب على أيدي أبنائها الخلص ولا يزال فيها أهل وسكن ، وعصفان : بفتح العين وسكون الصاد المهملتين آخره. نون ، وثربان : بالمثلثة وآخره نون : من أودية مسور خولان العالية ذات الأعناب الطيبة ، وظبوة : بفتح الظاء المشالة وسكون الموحدة ثم واو وهاء : بلدة وواد من ظاهر ذي جرت بلاد سنحان ومنها بنبع غيل البرمكي وكثيرا ما تكون مصدرا للأحداث حتى عصرنا هذا ، ففي سنة ٢٨٩ ه‍ كانت معركة عنيفة بين العلوي يحيى بن حسين الهادي وبين ملك اليمن أسعد بن أبي يعفر الحوالي أسفرت عن عدد من القتلى ، وفي سنة ٢٩٣ ه‍ كانت موقعة هائلة بين أسعد المذكور وبين علي بن الفضل كان ضحيتها أربعمائة قتيل من أصحاب ابن الفضل ـ راجع التاريخ.

(٦) حزيز : بكسر الحاء المهملة وسكون الزاي وفتح الياء المثناة ثم زاي أخرى : قرية عامرة على قارعة المحجة من صنعاء ـ ذمار في جنوب صنعاء بنصف مرحلة وهي من الأماكن التي تخلق المشاكل على نفسها ، وعلى نفسها جنت براقش ، وفي أوائل عصرنا غدر الأعراب بأيعاد الامام يحيى حميد الدين بفرقة من الأتراك في سواد حزيز ، وفي المكان نفسه قتل الامام المذكور وذلك يوم الثلاثاء ٧ شهر ربيع الآخر سنة ١٣٦٧ ه‍ / ١٩٤٨ م ـ راجع تاريخنا. وثابت الحزيزي : هو ابن عبد الله ، ترجم له الحافظ ابن حجر ولم يزد على ما ذكره المؤلف نقلا عنه.

(٧) عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي الصحابي المشهور ، وفي «ل» و «ب» : ابن عمرو ، ويؤيد ما في أصلنا ما في «التهذيب» و «الميزان» وكتاب «النسبة».

(٨) أبو سلمة : فقيه صنعاء وهو قاضي صنعاء يحيى بن عبد الله بن اسماعيل بن كليب الحميري له ترجمة ضافية اختصرنا منها في «الاكليل» ج ٢ ـ ١٥ ، ويبدو أنه عمّر طويلا فوفاته سنة ٣٤١ ه‍ ، ولا تعرف وفاة ثابت بن عبد الله الحزيزي الا انه يظهر من هذه الرواية انه عمر طويلا وأما عبد الله بن عمر فإن وفاته سنة ٧٢ ه‍ عن ست وثمانين سنة.

١٥٥

رأيت ثابتا الحزيزي ورأى ثابت عبد الله بن عمر صاحب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، وما أقبل من عدورد (١) ، وهو واد يصب مع سامك ودبرة ووعلان وخدار الى الحقلين والسهلين ونواحي بقلان واعشار (٢) وما اقبل من اشراف نقيل السّود فبيت بوس فجبل عيبان (٣) وجبل نقم وما بينهما من حقل صنعاء وشعوب ، ووادي سعوان (٤) ووادي السرّ ، ومطرة وفيها اودية كثيرة فجبل ذباب فزجان فشبام القصّة (٥) تمرّ مياه

__________________

(١) عدورد : بكسر العين المهملة وتشديد الدال ، ورد : بكسر الراء وتشديد الدال وهي مزارع وربوات وشعاب شمال ظبرخيرة وينسب اليه ماجل عد ورد الواقع على قارعة الطريق منها فما أقبل منه شمالا فيصب في وادي حزيز فصنعاء فالخارد وما أقبل غربا وجنوبا فالى سهام.

(٢) هذه الأماكن كلها تنزل في سهام ، وسامك : بفتح السين آخره كاف : بلد وواد على معابر المحجة من صعاء ذمار ، ودبرة : بفتح الدال وسكون الباء الموحدة ثم راء وهاء : واد وقرية خربة جنوب شرقي «ظبرخبرة» وإليها ينسب اسحاق بن إبراهيم الدبري المحدث ، ووعلان : بضم الواو آخره نون : وهو عدة قرى وواد فيه غيول وأبيار ويقع أعلى وادي سامك وهي المحطة الأولى للمسافرين من صنعاء على الجمال وغيرها ، وخدار : بكسر الخاء المعجمة وآخره راء : بلد يقع على ربوة وواد فيه ماء على النواضح وسيح جار.

(٣) سلف الكلام على نقيل السود ، فالغربي يهريق الى سهام ، والشرقي منه يصب في قاع صنعاء. وبيت بوس : بفتح الباء الموحدة وسكون الواو آخره سين معجمة : نسب الى القيل ذي بواس بن شرحبيل بن بريل وهو قرية وحصن عامر وواد فيه بعض الفواكه ويقع في الغرب الجنوبي من صنعاء بمسافة ساعتين وفيه حبس أمير اليمن علي بن الحسين جفتم القادم من العراق سنة ٢٩٠ ه‍ ، وفيه حبس المرتضى محمد بن الهادي سنة ٢٩٠ أيضا وقال قصيدة منها :

يا بيت بوس حبسنا في حواك على

خذلان أمتنا من بعد ميثاق

وفيه مات الملك المكرم احمد بن علي الصليحي ٤٨٠ ه‍ ودفن بها على إحدى الروايات وفيه مات المؤرخ ادريس بن علي بن عبد الله الحمزي سنة ٧١٤ ه‍ ونسب اليها أبو القاسم بن سلامة الحوالي الحميري البوسي ناظم البوسية وغيرها والحسن بن عبد الأعلى بن ابراهيم البوسي الا بناوي يروى عن عبد الرزاق روى عنه الطبراني وغيره.

وعيبان ونقم جبلا صنعاء فنقم من الشرق وعيبان من غرب صنعاء وكان يستخرج من نقم الحديد وافضل سيوف اليمن في الجاهلية ما كان من حديد نقم.

(٤) شعوب بفتح أوله وآخره باء موحدة وقد تضم الشين ، وهو ضاحية صنعاء الشمالية وكانت عامرة بالبساتين والفواكه المثمرة وهي اليوم مزارع وحروث وفيها قرى وحلل وآبار غزيرة ماؤها ، وبه سمي باب شعوب احد ابواب صنعاء الشمالية وانظر «معجم البلدان». وهي اليوم عمران وبنايات وسوار صنعاء القديمة.

وسعوان بفتح السين المهملة آخره نون : واد خصب فيه قرى ويقع شرقي شعوب بمسافة ميل وكان في اعلاه سد حميري ودعوته في خولان ثم في بني حشيش. وسعوان أيضا بليدة من عزلة دلال من مخلاف بعدان.

(٥) جبل ذباب : مشهور وهو بفتح الذال المعجمة آخره موحدة ، وهو جبل متسع أعلاه في وادي السر بشمال وفيه منجم الفحم الحجري ، وذباب : بضم الذال : موضع على البحر الأحمر من بني مجيد بين المخا وباب المندب.

وشبام القصة : فتح القاف والصاد المهملة المشددة آخره هاء : وهو ما يسمى شبام الغراس وشبام سخيم وهو أحد المحافد التي لها ذكر بعيد في المساند الحميرية ـ راجع الجزء الثامن من «الاكليل» ، والقصة الجص : الكلس الجبس.

١٥٦

هذه المواضع الى خطم الغراب ووادي شرع من اسفل الصمع وحدقان (١) ويلقى هذه الأودية سيل مخلاف مأذن من حضور المعلل وحقل سهمان (٢) ويعموم (٣) وبيت نعامة وبيت حنبص (٤) ومحيب ومسيب (٥) وحاز وبيت قرن وبيت رفح والبادات (٦) وريعان فوادي ضهر فعلمان فرحابة (٧) ، فالرّحبة إلى حدقان وخطم

__________________

(١) خطم الغراب : بفتح الخاء المعجمة وضمها : وهو ما يسمى اليوم دقم الغراب من أوائل بلد أرحب ، ووادي شرع : بفتحتين : واد خصب من أرحب وهو يخالط مطرة من الغرب والعامة تنطق به شراع بزيادة ألف بين العين والراء ، والصمع : بفتح الصاد المهملة والميم آخره عين مهملة : وهو حصن أثري وهو من آخر قاع الرحبة وأوائل أرحب. والصمع أيضا حصن من صعدة في جنوبها ، والصمع أيضا في برع. والصمع في وائلة يأتي ذكره للمؤلف ، وحدقان : ويقال له قصر حدقان وهو هيكل من الهياكل اليمنية التي فيه آثار ضخمة بالقلم الحميري يتضمن قوانين وشرائع قامت على العدل والنظام مما يستدل على عراقة الحضارة اليمنية.

(٢) مخلاف مأذن : بفتح الميم وكسر الذال آخره نون : نسب الى القيل ذي مأذن ـ راجع «الاكليل ج ٢ ـ ٣٥٤ ـ» ويأتي ذكره للمؤلف ، والمعلل : بفتح الميم وسكون العين المهملة ثم لامين أولاهما مفتوحة : يأتي ذكره للمؤلف : وسهمان : سلف ذكره.

(٣) يعموم : بالياء المثناة من تحت وآخره ميم : جبل وحرون شرقي بيت نعامة وغربي عيبان وأما يعمون آخره نون فبلدة عامت في الجوف قرب الحزم وهي التي ذكرها ياقوت. قال فروة المرادي يخاطب الأجدع بن مالك الهمداني :

دعوا الجوف إلا أن يكون لأمّكم

به عقر في سالف الدهر أو مهر

وحلوا بيعمون فإن أباكم

بها ، وحليفاه المذلة والفقر

ويظهر أن يعمون التي ذكرها ياقوت من بلد همدان بينما يعموم التي ذكرها المؤلف من بلد حمير وبينهما بون شاسع ، ولا معنى لاتيان المياه من الجوف الى الجوف.

(٤) بيت نعامة : بفتحات : آخره هاء وقد تضم النون : وهي قرية كبيرة مربعة الشكل ذات سور تقع في ظاهر جبل عيبان من الغرب ترى للمسافرين عن طريق الحديدة ـ وصنعاء ، ونسب اليها البحر النعامي من أعيان القرن الخامس الهجري صاحب النظومة التي أثبتناها في مقدمة «تفسير الدامغة» ومنهم ابراهيم بن يزيد النعامي ، محدث. وبيت حنبص : بفتح الحاء وسكون النون وفتح الباء الموحدة وصاد مهملة آخره : وهي بلدة كبيرة مسورة ذات مرافق وتقع في سفح جبل عيبان من الجنوب الغربي منه ، وهذه الأماكن : المعلل وسهمان وبيت نعامة وبيت حنبص تنصبّ أولا إلى سهمان ثم إلى ريعان ثم الى ضهر ثم الرحبة فالخارد إلا بيت نعامة فإنه يصب الى ريعان ، ونسب الى بيت حنبص شيخ حميز أستاذ الهمداني أبي نصر اليهري «راجع الاكليل ج ١ وج ٢ ـ ١٩٠ ، وج ١ ـ ٩» ورسمت في معجم ما استعجم بالضاد آخر الحروف وهو غلط او سبق قلم.

(٥) محيب ومسيب بفتح أوائلهما والموحدة آخرهما وهما قريتان مقتبلتان متلازمتان أحداهما بالأخرى من حضور ثم من مخلاف عياش وفي محيب ومسيب قتل الزعيم عيى بن معان اليافعي وكان خير يافع قتله ابن ذي الطوق القرمطي سنة ٢٩٤ ه‍ ومحيب أيضا بليدة نزهة ذات نهر من مخلاف بعدان ثم من عزلة الحرث ، ومسيب بلد بحضرموت.

(٦) حاز من محافد اليمن المذكورة ويأتي ذكرها للمؤلف وهي بالحاء المهملة آخرها زاي.

(٧) ريعان بفتح الراء فتكون الياء المثناة من تحت آخره نون : بلدة وواد في الشمال الغربي من صنعاء بمسافة خمسة اميال تقريبا واليه ينسب سد ريعان الشهير ومنه ينبع غيل لؤلوة وعلمان بضم العين واللام آخره نون وقد تسكن اللام مع ضم العين وقد تفتح العين وتضم اللام : بلدة واموال اسفل وادي ضهر ورحابة بضم الراء آخره باء موحدة وهاء قرب قرية حاز معروفة وعلمان المصانع وعلمان في الاهنوم.

١٥٧

الغراب ، ثم من المصانع وشبام أقيان وخلقة وحبابة (١) وحضور بني أزد وبيت أقرع وقاعة (٢) وهند وهنيدة (٣) والبون (٤) عن آخره ، وغولة مثل ناهرة وضبّاعين ولغابة والحيفة وسوق وخزامر وذي عرار (٥) وبيت ذانم وبيت شهير وحمدة وعجيب (٦) فصيحة فمساك فالأخباب وناعط وبلد الصّيد وبه أودية من ظاهر

__________________

(١) خلقة بفتحات آخره هاء بلدة من ظاهر شبام أقيان وعدادها اليوم من همدان وحبابة بفتح الحاء والبائين قرية كبيرة مشهورة فيما بين شبام وتلا.

(٢) قاعة قرية لا بأس بها في البون غربي عمران وكانت هجرة عظيمة خرج منها علماء اثبات لا سيما من علماء المطرفية وكانت من محاسن البلاد وقاعة ايضا في ريمة الاشابط وأخرى من العصيمات من حاشد.

(٣) هند وهنيدة باسم هند وتصغيرها ، مكان أثري بين قاعة وبيت بادي من البون الأعلى هو اليوم اطلال عثر في هذه الايام فيه على باب قصر جبعة مع اغلاقه وعتباته من الحجر الصلد «راجع ج ٨ الاكليل».

(٤) البون بالفتح آخره نون يأتي ذكره. وغولة بفتح العين المعجمة آخره هاء هي الشعاب والمنخفضات من سلسلة الربوات وربما انها بضم الغين فهناك في ظاهر جبل عيال يزيد قرية تسمى غولة وفي شمال البون بلدة تسمى غولة عجيب وناهرة بالنون آخر الحروف انقاض غربي عمران وضباعين بفتح الضاد المعجمة والباء الموحدة وكسر العين المهملة ثم ياء مثناة من تحت ونون آخره بلدة عامرة من آل يحيى من الجبل. ولغابة بضم اللام وفتح الغين المعجمة ثم موحدة وهاء تحمل اسمها في جبل عيال يزيد والحيفة : لا يعرف موقعه بعد البحث ، وسوق كذلك لا يعرف وانما يوجد موضع في البون يسمى شوقب ، بالشين المعجمة آخره باء موحدة فلعله سوق وانما صحفه النساخ ، وخزامر بضم الخاء المعجمة ثم زاي وآخره راء موضع جنوب عمران وفيها البئر الأثرية العادية التي يقول فيها قدم بن قادم من قصيدته المتداولة بالسن الناس :

نقبت لهم في الصخر سبعين قامة

وفي الطين حتى أن بلغنا خزامرا

(٥) (١) ذي عرار بالفتح وقد يضم أوله آخره راء في شمال غرب ربدة بمسافة ميل وفيه قتل الحسين بن قاسم العياني سنة ٤٠٤ ه‍ قال الامام نشوان بن سعيد الحميري من قصيدة له :

فتبصروا يا غافلين فانه

في ذي عرار ويحكم مستشهد

وبيت ذانم آخره ميم هو الذي يسمى بيت ذانب بالباء آخره في جبل عيال يزيد وكذا بيت شهير وحمدة بفتح الحاء المهملة وكسر الميم ثم دال وهاء بلدة كبيرة من البون الاسفل وممن انجبت آل المظفر العلماء الاعلام في الفقه الزيدي وأصوله كالبيان والبستان وغيرهما.

(٦) عجيب بفتح العين المهملة وكسر الجيم آخره باء موحدة وهو بلد ومنقل بشمال ريدة قال علي بين محمد الصليحي يصف خيلا :

ثم اعتلت من عجيب قنة وبدت

ككوكبين ترى مثنى وأفرادا

وعجيب بكسر العين المهملة وفتح الجيم وباقي حروفه كالأول مقاطعة من آل عمار من ذي رعين فصيحة هي الأصياح ومساك هي ساك وهما من الخارف من البون الصغير والاخباب بالخاء المعجمة آخره باء هو ما يسمى خبب بضم الخاء المعجمة ثم بائين ، ويناعة بلد عامر في قاع شمس من الخشب وذي بين بكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحت آخره نون : بلدة مقتصد وكانت هجرة عظيمة انجبت نخبة من الاعلام وفيها العنب الفاخر الحبري المشهور.

١٥٨

همدان مثل يناعة وذي بين وما يسقيهما من ظاهر الصّيد (١) ، فيكون هذه المياه إلى ورور ، ويلقاها سيل العقل والكساد وصولان (٢) وأكانط (٣) ومشام النخلة ووادي محصم ، وما يسقط إليه من مدر (٤) وإتوة والخشب (٥) والميح وبلد ذبيان فيمر بالقحف وهرّان والمناحي (٦) ويلتقي بمياه الخارد التي هبطت من صنعاء ومخاليفها ، فتلتقي بالمناحي ثم يصبان بعمران وتعمل (٧) من أرض الجوف ، وهذا الجانب لبني نشق (٨) وبني عبد بن عليان ، وأما المناحي فلبني علوي.

والوادي الثاني : وادي خبش ويصب في موسط الجوف غربيه صادرا من خبش بعد ريّ نخيلها وزروعها وفروع هذا الوادي من سراة بلد وادعة (٩) وظاهرها ، ويمر

__________________

(١) الصّيد بالتحريك وهو قبيل وبلد من حاشد ، وورور بفتح الواو وسكون ثانيه آخره راء وهو شعاب وواد مشهور وكثيرا ما تقع فيه كوارث ويقال ان في فوهة الوادي آثار سدّ لا تزال آثاره شاخصة.

(٢) العقل زنة العقل للرجل والكساد وصولان كلها أوطان من مرهبة الدعام عامرة بالسكن.

(٣) اكانط بفتح الهمزة آخره طاء هو اليوم يسمى كانط بحذف الهمز وهو رطن قائم العمارة معاند لقصور ناعط من الشرق وعداده من خارف ومشام النخلة يحمل اسمه الى ذا الحين وهو من ارحب ووادي محصم بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الصاد المهملة آخره ميم بلد وواد من أرض أرحب ومن سكنه آل الأكوع الحواليين وفي البكري ج ٤ ـ ١١٩٢ في محصم بفتح أوله وأسكان ثانيه وكسر الصاد ، المهملة بعده ميم : بلد باليمن معروف.

(٤) مدر بفتحتين آخره راء اكثر ديار همدان قصورا راجع الجزء الثامن من الإكليل قال أبو علكم المراني من قصيدته المشهورة :

وفي ريئام وفي النجدين من مدر

علّى المنار وجف الشيد إيوانا

واتوة بكسر الهمزة وسكون التاء المثناة من فوق ثم واو وهاء جبل وفيه قرية وفيها استظهر أبو جعفر أحمد بن محمد بن الضحاك الحاشدي على الهادي وأسر ابنه محمد المرتضى سنة ٢٩٠ ه‍ راجع التاريخ وأثوة ومدر من ارحب.

(٥) الخشب زنة الخشب المعروف من الشجر يحتفظ باسمه الى هذه الغاية وهو من أرحب ويأتي ذكره للمؤلف وبلد ذيبان بفتح الذال المعجمة وسكون الياء المثناة من ثم باء موحدة آخره نون قبيل ووطن مشهور وهم من عتاة أرحب ، والميح من أرحب.

(٦) القحف بفتح القاف وسكون الحاء المهملة آخر فاء وهو ما يسمى القحاف من ارحب وهران تقدم ضبطه ويقال له : هرّان شوابة وهو مضيق بين ارحب وسفيان وحاشد وهو مفتاح طريق الجوف للسيارات ، والمناحي من خارف ومن منتجاته العنب الأبيض الجيّد.

(٧) عمران البون ضبطه الامام نشوان بفتح العين وضم الميم زنة فعلان ملك من ملوك حمير وهو ذو عمران بن ذي مرائد وبه سمي قصر عمران بالبون من أرض اليمن وكذا ضبطه البكري ولم يتكلما عن عمران الجوف والناس اليوم ينطقون به عمران بفتح أوله وسكون ثانيه وكذلك عمران الجوف وفي ياقوت ج ٤ ـ في عمران الجوف : بضم أوله وسكون ثانيه وآخره نون وهو ضد الخراب موضع في بلاد مراد بالجوف كان فيه يوم من أيامهم. وورد ذكر عمران للجوف في خبر الوفود راجع تاريخنا وفيه قتل الشريف الفاضل سنة ٤٦٨ قتلته نهم. وتعمل لعلها يعمون التي ذكرناها أيضا فلم تظهر هذه الكلمة.

(٨) نشق هي التي تسمى اليوم همدان الجوف وهي من الدول الحضارية راجع الجزء العاشر من الاكليل وعن عليان.

(٩) راجع نسب وادعة الجزء العاشر من الاكليل وهم من حاشد ولهم بقية وبنو معمر بضم الميم الأولى وكسر الثانية وهم ايضا من وادعة لهم بقية جمهرتهم في بلد حجة ، وبنو عبد ودّ من حاشد وبنو عبد من بكيل ، والهراثم من حاشد.

١٥٩

بمواضع مما كان من بلاد بني معمر وبني عبد والهرائم ، فانه ينحدر إلى خيوان فيسقيها ، ويمد باقيه سيل قيعتها (١) وبوبان والأدمة وملساء ، ويلج الفج الى خبش فتلقاه سيول بلد بني حرب بن وادعة من رميض (٢) وحوث ويضامّه سيل الفقع والحواريين والمصرع (٣) وأثافت ودمّاج وشواث وخرفان وجانب الكساد وقبلة ظاهر الصّيد والعقل وجبل ذيبان الأكبر ورخمات وحاوتين والسبيع.

والوادي الثالث : يظهر في زاويته التي ما بين شماله ومغربه وفروعه من بلد خولان (٤) شرقي أبذر ، وبلاد دمّاج (٥) ووتران والسرير والغليل وأسل (٦) وبلد دهمة من طلاح والعسّتين واكتاف وحوام جدرة الجنوبية ومساقط برط والمراشي والفتول (٧) ،

__________________

(١) قيعتها اي القيعان وبوبان : بضم الموحدة الاولى وسكون الواو وآخره نون : بلدة من ارض سفيان ، والأدمة وملساياتي ذكرهما المؤلف في تفسير قصيدة الرداعي.

(٢) رميض : بفتح الراء وكسر الميم ثم ياء مثناة من تحت وضاد معجمة جبل مشهور مطل على حوث المضمومة الحاء آخره ثاء مثلثة نسبت الى حوث بن السبع من حاشد منهم الحارث الأعور الفقيه صاحب راية علي وراويته وحوث وطن هجرة انجبت كثيرا من العلماء والأدباء منهم الامام نشوان بن سعيد الحميري الذي يقول فيها من مقطوعة له :

بشاطىء حوث من ديار بني حرب

لقلبي اشجان معذبة قلبي

ومنهم شعلة الأكوع أحمد بن القاسم الحوالي.

(٣) المصرع بفتح اوله : بلدة قائمة العمارة الى ذا الحين في بلد حاشد وهو غير المصرع الذي بصنعاء الذي ذكره المؤلف في الجزء الثامن والعاشر من الاكليل ودماج بفتح الدال وتشديد الميم آخره جيم وهو من بلد حاشد جنوب خيوان ودمّاج ايضا في الجنوب الشرقي من صعدة ذكره المؤلف في هذه الصفحة ودماج ايضا من بلد خولان العالية ثم من بني جهم. وشواث بفتح الشين المعجمة آخره ثاء مثلثة : جبل وبلد خارف وخرفان بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء اخره نون : جبل عال من بلد مرهبة الدعام وكذا الكساد بلد فيه أهل وسكن من مرهبة ، وسلف الكلام على العقل ، وذيبان بتقديم المثناة من تحت على الباء الموحدة ورخمات بفتحات والسبيع بالمهملة والباء والموحدة هذا اماكن تحتفظ باسمائها الى يوم الناس هذا وكذا حاوتين.

(٤) خولان هنا خولان صعدة.

(٥) ودمّاج هذه هي في بلد صعدة وعدادها في حاشد وهم يتبكلون اليوم.

(٦) وتران بكسر الواو آخره نون تثنية وتر وهو معروف لهذه الغاية. وكذا السرير والغليل بالغبن المعجمة اخره لام موضع في جبل بني عوير من صحار بلد صعدة. اسل بفتح الهمزة والسين واخره لام وقد تكسر السين بلد عامر جنوب مدينة صعدة لمسافة ساعتين وهو كثير الفواكه بما فيها الأعناب. قال اسماعيل بن علا الهمداني :

لنا عارض بالغيل أول خيله

وآخر شعث الخيل تطلع من أسل

واسل ايضا بلدة في خولان العالية.

(٧) دهمة : بضم الدال المهملة وسكون الهاء اخره هاء : قبيلة نسبت الى دهمة من بكيل لها بقية ومن أوطانهم طلاح وهو بالفتح : من الجبال الملاصقة لبرط ، والعستين : هكذا في الأصول كلها بالسين المهملة وقد أحفيت السؤال عنهما من رجال دهمة فينكرون ذلك يقولون : العشتين بالشين المعجمة وهما العشة.

وأكتاف : بفتح الهمزة اخره فاء : كذا في الأصول ، وفي الجزء العاشر من «الاكليل» في الأنساب وفيما يأتي : كتاف بدون همزة وهو كتاف بن كريم بن الدعام من بكيل وبه سمي البلد كتاف الذي ينطق له اليوم هكذا ويشكل

١٦٠