صورة الأرض - ج ٢

أبي القاسم بن حوقل النصيبي

صورة الأرض - ج ٢

المؤلف:

أبي القاسم بن حوقل النصيبي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
المطبعة: مطبعة بريل
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

للأكل ، وليس بجميع قوهستان نهر يجرى إلّا قناة أو بئر ويرتفع منها أنواع من الكرابيس فتحمل الى كثير من النواحى ولهم مسوح معروفة مشهورة ،

(٢٣) وبلخ مدينة يتّصل بعملها طخيرستان والختّل وبنجهير وبذخشان (١) وأعمال الباميان وما يتّصل بها ، فأمّا (٢) مدن طخيرستان فإنّها خلم وسمنجان وبغلان وسكلكند وورواليز (٣) وارهن (٤) وراون (٥) والطايقان وسكيمشت (٦) وروا (٧) وسراى عاصم وخسب اندراب (٨) [واندراب](٩) ومذر وكه (١٠) ، وأمّا الختّل ومدنها فإنّ مدينتها هلاورد ولاوكند وهما مدينتا الوخش وكاونك (١١) وتمليات (١٢) وهلبك وسكندره ومنك وانديجاراغ (١٣) وفارغر (١٤) ورستاق بيك والختّل فيما وراء النهر ، وعمل الباميان وما يتّصل بها فإنّ مدينتها الباميان وبشغورقند وسكاوند وكابل ونجرا وفروان وغزنه ، وبنجهير مدينة فردة فذّة تسمّى بنجهير ، وبذخشان إقليم له رساتيق ومدينتها بذحشان وهى مملكة ابن الفتح ،

(٢٤) وأمّا بلخ فمدينة [جليلة مثل مرو وهراة وهى](١٥) فى مستواة وبينها وبين أقرب الجبال اليها نحو أربعة فراسخ وهى بربضها نحو فرسخ فى مثله [فخربت فى سنة خمسين وخمسمائة على يد الغزّ والآن فقد عاود أهلها ونقلوا العمارة الى موضع آخر بالقرب من المدينة الخرابة وهى أيضا فى أرض مستوية](١٦) ، وبناؤها الطين ولها أبواب (١٧) فأشهرها باب النوبهار وباب واخته (١٨) وباب الحديد وباب

__________________

(٣) (وبذخشان) ـ (وبدخشان) ، (٥) (فأمّا ... الى آخر القطعة) يفقد فى حط ويوجد فى صط ، (٦) (وورواليز) كتب بالهامش إشارة الى هذا الاسم (ولوالج) ، (٢٠) (وارهن) ـ (وارهر) ، (٢١) (وراون) ـ (وزوان) ، (٢٢) (وسكيمشت) ـ (وشكيمست) ، (٢٣) (وروا) ـ (ووروا) ، (٧) (وخسب اندراب) ـ (وحسب اندراب) ، (٢٤) [واندراب] مستتمّ عن صط ، (٢٥) (ومذروكه) ـ (ومذروكا) ، (٨) (وكاونك) ـ (وكارنك) ، (٢٦) (وتمليات) ـ (وغلباب) ، (٢٧) (وانديجاراغ) ـ (وبنجاراغ) ، (٢٨) (وفارغر) ـ (ويافغن) ، (١٤) [جليلة ... وهى] مأخوذ من حط ، (١٧) (١٦ ـ ١٧) [فخربت ... مستوية] من مضافات حب ٤٤ ب ، (١٨) (١٨ ـ ١) (ولها أبواب ... بختى] يفقد فى حط ويوجد فى صط ، (٢٩) (واخته) ـ صط (رحبة) ،

٢٠١

الهندوان وباب اليهود وباب الشستمن (١) وباب بختى (٢) وعليها سور يشرع منه هذه الأبواب وربضها حسن آخذ من شرقها وجنوبها وغربها وقد حفّ بها ومسجد جامعها بالمدينة فى وسطها وأسواقها تحفّ بمسجد جامعها وهو مسجد معمور بالناس على مرّ الأوقات وتعاقب الأيّام والساعات ، ولها نهر يسمّى دهاس ومعناه يدير عشر أرحية مارّا على باب النوبهار ويسقى رساتيقها الى سياه جرد وتحتفّ بأبوابها كلّها البساتين والكروم وسور المدينة من طين وهى مدينة قديمة أزليّة تجمع جميع التجارات وتقصد بالأمتعة من سائر الجهات وفى أهلها علم ويغلب عليهم الأدب ودقّة النظر فى الفقه والعلوم الغامضة وقد خرّجت غير رئيس وعرف من أهلها غير نفيس ،

(٢٥) وأمّا طخيرستان فإنّ أكبر مدنها الطايقان وهى مدينة فى مستواة وبينها وبين الجبل غلوة ولها نهر كبير وبساتين وكروم ومقدار الطايقان نحو ربع بلخ ، ثمّ يليها فى الكبر مدينة ورواليز ويلى ورواليز فى الكبر اندرابه وهى مدينة فى شعب جبال واليها تجمع الفضّة التى تقع من جاربايه (٣) وبنجهير وبها نهران أحدهما يعرف بنهر ابدراب والآخر بنهر كاسان ولها كروم وأشجار كثيرة ، وجميع ما بقى من مدن طخيرستان متقارب فى الشبه والكبر وجميعها دون الطايقان وورواليز واندرابه ذوات أنهار وأشجار [وزروع كثيرة عامرة خصبة ،

(٢٦) وأمّا مدن الختّل فإنّها كلّها ذوات أنهار وأشجار](٤) وعلى غاية الخصب وجميعها فى مستواة مطمئنّة فى وجه الأرض غير سكندره فإنّها فى جبال على أنّ الختّل بأجمعه جبال إلّا الوخش ، وأكبر مدينة بالختّل منك ثمّ يليها هلبك (٥) والسلطان بهلبك ، والختّل بين نهر وخشاب ونهر بذخشان

__________________

(١) (الشستمن) ـ صط (شست بند) ، (٢٠) (بختى) ـ صط (يحيى) ، (١٥) (جاربايه) ـ (؟؟؟) وكتب هنا بهامش حب ٤٤ ب إشارة الى هذا الاسم (يعنى ذو أربعة أرجل) ، (١٩) (١٨ ـ ١٩) [وزروع .. .. وأشجار] مستتمّ تابعا لحط عن صط ، (٢٢) (هلبك) ـ (هلبك) ،

٢٠٢

ويدعى خرباب (١) وفى أضعافها أنهار كثيرة تجتمع كلّها قبل الترمذ بقرب القواذيان (٢) فتصير كلّها بجيحون (٣) ، ومنك (٤) مدينة تكون نحو اندرابه فى القدر وهلبك أصغر منها وأبنية هذه المدن من طين وسور منك من جصّ وحجارة ، ويليها من دور الكفر وخان وكران (٥) ، وبذخشان أصغر من منك ولها رساتيق كثيرة عامرة خصبة ولها كروم وأشجار وأنهار وهى على نهر خرباب [١٢٠ ظ] من غربيّه ، وبالخنّل النتاج المشهور بالكثرة والوفور ويجلب منها الخيل والبغال والرميك (٦) حسب ما يجلب من طخيرستان وإن لم يواز ذلك فدونه ، ويرتفع من بذخشان البجاذى الرفيع والحجارة ذات الجوهر النفيس التى تدانى الياقوت فى الحسن والرونق البديع من الأصباغ المورّدة والرمّانيّة والأحمر القانئ الرفيع والخمرىّ الصبغ وهى أصل اللازورد ولها معادن كثيرة فى جبالها ويرتفع اليها من المسك التبتىّ على وخان الكثير ،

(٢٧) وبنجهير مدينة على جبل وتشتمل على نحو عشرة ألف رجل ويغلب على أهلها الغبث واللغب والفساد ولهم مزارع صالحة ويغلب على نهرهم البساتين ، وجاربايه (٧) مدينة أصغر من بنجهير وكلاهما معدن للفضّة ومقام أهلها على ما يستخرجونه من الفضّة وغيرها من اللازورد والجوهر وليس بجاربايه (٨) بستان ولا زرع ويشقّ وسط المدينة نهر بنجهير وهو نهر جاربايه (٩) وينثنى الى فروان حتّى يقع فى أرض الهند ،

(٢٨) وأمّا عمل الباميان فأكبر مدنها الباميان وتكون نحو ثلث بلخ فى القدر وتنسب هذه المملكة الى شير الباميان وليس للباميان حصار وهى

__________________

(١) (خرباب) ـ حط (جرياب) ، (٢) (القواذيان) ـ (القواديان) وفى حط (القباذيان) ، (٢٠) (بجيحون) تابعا لحط ـ (كالجيحون) ، (٢١) (ومنك) ـ (ومنك) ، (٤) (وكران) ـ حط (وكرّان) ، (٧) (والرميك) ـ حط (والرمك) ، (١٥) (وجاربايه) ـ (وخاريابه) ، (١٧) (بجاربايه) ـ (يخاريابه) ، (١٨) (جاربايه) ـ (جاريابه) ،

٢٠٣

على جبل ويجرى بين مدنها نهر كبير ويقع الى غرجستان وفواكههم تجلب اليهم [وليس لهم بساتين](١) وتنقل الثمار من ارسف وغيرها ، وليس بنواحى الباميان مدينة على جبل سواها وجميعها ذوات أنهار وأشجار وثمار إلّا غزنه فإنّه أيضا لا بساتين بها ولها نهر (٢) ، وليس بهذه النواحى والمدن التى هى فى نواحى بلخ أكثر مالا وتجارة من غزنه لأنّها فرضة الهند وإن كانت قد تغيّرت فى سنة خمس وخمسين بإكباب الحاجب البتكين عليها وإناخة عسكره بها ، ومدينة كابل مدينة لها قهندز موصوف بالتحصّن والمنعة واليه طريق واحد وفيها المسلمون ولهم ربض فيه الكفّار واليهود ويزعمون أنّ الشاهيّة لا يستحقّها الملك إلّا بأن يعقد له الملك بكابل وأنّ من كان منها على بعد فيستحقّ ذلك بالمصير اليها وعقد الشاهيّة له هناك على شروط كانت لهم قديمة وقد حفظوا منها التافه اليسير وتمسّكوا بالقليل ، وهى أيضا فرضة للهند وطريقها سابل الى كلّ جهة لهم ويباع بها من النيل فى كلّ حول ممّا يعمل بقصبتها وسوادها دون الباقى منه بأيدى التجّار على ما يذكره تجّارهم بألفى ألف دينار وزائد والذي شاهدت دون ذلك لأسباب جرت من الفتن بدخول الجيش مع الحاجب اليهم والخلاف بينه وبين الملوك المجاورين لها ومطالبتهم بما بعد عهد سلفهم به من الضرائب القديمة والكلف السالفة [وجباية الأموال الجسيمة كالجزية عن رؤوسهم والأخرجة من بلادهم](٣) ، ويرتفع من كابل ثياب من القطن حسنة يعمل منها السبنيّات الفاخرة والشرابيّات المثمنة وتخرج الى خراسان وتدخل الى الصين وتنبثّ بالسند وأعمالها وبها معادن حديد كثيرة ، وكابل جروم ولا نخيل بها ويقع فى بعض نواحيها ثلج ،

(٢٩) ويرتفع من بلخ وأعمالها فى نفسها النوق المتقدّمة على سائر ما فى جنسها لصحّة مراعيها وخلوص نتاجها والبخاتى التى بها فتختار غير أنّ بخت سمرقند أصلب وأشدّ وأبدن من نوق بلخ ولا نظير لها فى جميع

__________________

(٢) [وليس ... بساتين] مستتمّ عن حط ، (٤) (ولها نهر) تابعا لصط ـ (ولا نهر) وفى حط (ولكن لها انهار) ، (١٨) (١٧ ـ ١٨) [وجباية ... بلادهم] مأخوذ من حط ،

٢٠٤

الأرض ، وبها الأترجّ الحسن الفائق الكباب والنينوفر وقصب السكّر وما لا يكون إلّا بالبلدان الحارّة الجروميّة غير أنّه لا نخيل بها ، وبها من أنواع النواوير الحسنة المختلفة الأشكال الطيّبة الارائيح والأصباغ ما ليس بكثير من الأماكن كهو ، ويقع بها وفى نواحيها [١٢٠ ب] الثلوج العظيمة وهى من أكابر بلاد الصرود ويجمد بها الماء ، ونجرا (١) وسكاوند [وكابل جروم حارّة غير أنّه لا نخيل بها](٢) [.. ..](٣) وشاوغر ناحية من وراء جيحون وهى وخوارزم (٤) معا فى صفة ما وراء النهر ،

(٣٠) وآمل وزم مدينتان متقاربتان فى الكبر على شطّ جيحون وبهما مياه جارية وبساتين وزروع وبهما مجمع طرق خراسان الى ما وراء النهر وخوارزم على ساحل جيحون وبحيرة جيحون هى بحيرة خوارزم

__________________

(٥) (ونجرا) على مقابلة صط الذي يوجد فيه (ولجرا) وفى الأصل (؟؟؟) وفى حط (ولجرياب) ، (٦) (٥ ـ ٦) [وكابل ... بها ،] مستتمّ عن حط وصط وقد مرّ تلك الفقرة فى آخر القطعة السابقة ولكنّه لا بدّ من استتمامها هنا ويليها فى نسختى حط (ويقع فى بعضها الثلج وهى فى حيّز الصرود) وقد مرّ ما يشبه ذلك فى ما تقدّم من هذه القطعة ، (٢٠) (٦) [.. ..] الظاهر أن يفقد هنا بعض الكلمات ويوجد فى هذا المكان فى نسختى حط (وأكثر رقيق) ثمّ بياض ثم (ونواحيها وتمتدّ على ظهر الغور ... وما والاها) وقد مرّ هذه الفقرة الذاكرة لرقيق الغور واتّصال جبال الغور بجبال الباميان فى الأصل فى آخر صفة بلاد الغور يعنى فى القطعة (٢٠) ، وأمّا صط فيوجد هنا فيه صفة ثانية لبلاد الغور آخرها أيضا الفقرة المتقدّمة الذاكرة لرقيق الغور واتّصال جبال الغور فقد أدخل ناشر حط تلك الصفة الثانية فى متنه هنا ، وإذا اعتبر ما يلى ذلك فى الأصل وكذلك فى نسختى حط من ذكر مدينة شاوغر الواقعة فى ما وراء النهر فيغلب على الظنّ الاحتمال أنّ الصيغة الأصليّة من المتن قد كان ذكر فيها رقيق الترك وتجهيزهم الى خراسان على طريق شاوغر وخوارزم وأنّ ذلك قد خذف لسبب من الأسباب ، (٧) (٦ ـ ٧) (وشاوغر ... وخوارزم) مكان ذلك فى حط (وسأصف ما وراء جيحون وخوارزم) إلّا أنّه يوجد فى نسختى حط (وساوغر من وراء جيحون وخوارزم) وجاء ناشر حط بهذا التصحيح لما يوجد فى صط وهو (وأمّا سواحل جيحون وخوارزم فإنّا نذكرها فى صفة ما وراء النهر) ويحتمل أنّ ذلك أيضا تحريف صيغة المتن الأصليّة كما مرّ ،

٢٠٥

و [بآمل](١) أعظم معابر خراسان ، وزم دون آمل فى العمارة [إلّا أنّ بها معبرا من ما وراء النهر الى خراسان](٢) ، ويحيط بهما جميعا مفازة تتّصل من حدود بلخ الى بحيرة خوارزم والغالب على هذه المفازة الرمال وليس بها عيون ولا أنهار وبها أبآر ومراع الى أن تنتهى الى طريق مرو الى آمل ثمّ تصير بينها وبين بلاد الغزّيّة (٣) مفازة قليلة الأبآر والسوائم ،

(٣١) وأكثر السوائم بخراسان من الإبل بناحية سرخس وبلخ وأمّا الغنم فأكثرها ما يجلب اليهم من بلاد الغزّيّة ومن الغور والخلّج (٤) ، وبخراسان من الدوابّ والرقيق (٥) والأطعمة والملبوس ممّا يحتاج الناس اليه ما يسعهم وينقل الى سائر الأقطار عنهم ، وأمّا الدوابّ فأنفسها ما يقع من نواحى بلخ ، وأنفس الرقيق ما يقع [من](٦) بلاد الترك ولا نظير لرقيق الترك فى جميع رقيق الأرض ولا يدانيه فى القيمة والحسن وغير غلام رأيته قد بيع بخراسان بثلثة (٧) آلف دينار وتبلغ عندهم الجارية التركيّة ثلثة آلف دينار ولم أر بجميع أقطار الأرض من الرقيق ما بلغ هذه القيمة من غلام ولا جارية روميّة ولا مولّدة ولا سمع فى خبر ولا أثر إلّا ما كان معه آلة السماع مع الحذق البارع والأداء الصحيح ومن هذا الجنس كثير فى دور آل سامان وعند الجلّة والقوّاد من أهل خراسان ، وأنفس ثياب القطن والإبريسم ما يرتفع من نيسابور ومرو ، وأخير لحمان الغنم وألذّه ما يجلب من بلاد الغزّيّة وأعذب المياه عندى وأخفّها (٨) ماء جيحون وذلك أنّ البرد يسرع اليه والحمّ (٩) فى أقرب وقت من الزمان ، وأيسر أهل خراسان أهل نيسابور وأنجب بلدان خراسان أهل بلخ ومرو فى الفقه والدين والنظر والكلام وأزكى أراضى خراسان سقى نيسابور والأعذاء ما بين هراة ومرو الروذ ،

__________________

(١) [بآمل] مستتمّ عن حط إلّا أنّه يوجد فى حط (وبآمل معظم المقام بما وراء النهر) ، (٢) (١ ـ ٢) [إلّا .. .. خراسان] من حط ، (٥) (الغزّيّة) ـ (للغزيّة) ، (٧) (والخلّج) ـ (والخلخ) ، (٨) (والرقيق) ـ (والدقيق) ، (١٠) [من] مستتمّ عن حط ، (١٢) (بثلثة) المرّتين ـ حط (بخمسة) ، (١٨) (وأخفّها) ـ (وأحقّها) ، (١٩) (والحمّ) ـ (والحما) ،

٢٠٦

وليس بخراسان جروم إلّا ما كان بناحية قوهستان فيما يلى فارس وكرمان وأشدّها بردا وثلوجا نواحى الباميان وخوارزم وسيأتى (١) على ما تقدّم الذكر له بما وراء النهر ،

(٣٢) ذكر المسافات بخراسان ، ولم أستقص ذكر المنازل هاهنا والفراسخ لأنّى بنيت الكتاب على بعض التحرير فى مثل المواضع المشهورة وقد ذكرت جوامع منها إذ كان ذلك غير متعذّر على من أراد تقصّى معرفته من كتاب أبى الفرج قدامة وكتاب الجيهانىّ [١٢١ ظ] وكتاب أبى القسم الكعبىّ (٢) ، ومن نيسابور الى آخر حدّ خراسان فيما يلى قومس الى قرية الأكراد بقرب اسدآباذ سبع (٣) مراحل ومن قرية الأكراد الى الدامغان خمس مراحل ، ومن نيسابور الى سرخس ستّ مراحل ومن سرخس الى مرو خمس مراحل ومن مرو الى آمل على شطّ نهر جيحون ستّ مراحل ، فالجميع من أوّل عمل نيسابور ممّا [يلى](٤) قومس الى وادى جيحون على السمت ثلث وعشرون مرحلة ، [ومن نيسابور الى اسفرايين وهو آخر عمل نيسابور خمس مراحل ،](٥) ومن نيسابور الى بوزجان (٦) أربع مراحل ومن بوزجان الى بوسنج أربع مراحل ومن بوسنج الى هراة مرحلة ومن هراة الى اسفزار ثلث مراحل ومن اسفزار الى دزق وهو آخر عمل هراة مرحلتان ومن دزق الى سجستان سبعة أيّام فالجميع من آخر عمل نيسابور على اسفزار الى دزق (٧)(٨) تسع عشرة مرحلة ، ومن نيسابور الى طوس ثلث مراحل على الدوابّ وقد يصعد الناس رجّالة من نيسابور العقبة التى

__________________

(٢) (وسيأتى) تابعا لتصحيح ناشر حط ـ (وسآتى) ، (٨) (٧ ـ ٨) (وكتاب الجيهانىّ ... الكعبىّ) ـ حط (وجميع ما فيه من هذا النوع وغيره صحيح) ، (٩) (سبع) ـ حط (ست) وفى صط كما فى الأصل ، (١٢) [يلى] مستتمّ عن حط ، (١٤) (١٣ ـ ١٤) [ومن ... مراحل] مستتمّ عن حط ، (٢٠) (بوزجان) المرّتين ـ كأنّه صحّح من (يوزجان) ، (١٨) (١٦ ـ ١٨) (دزق) ـ حط (دره) ويسمّى (دزه) فى القطعة (١٢) من صفة سجستان ، (٢١) (على اسفزار الى دزق) ـ (الى اسفزار على دزق) ،

٢٠٧

نيسابور فى سفحها الى طوس فى مرحلة ، ومن نيسابور الى نسا ستّ مراحل ومن نسا الى فراوه أربع مراحل ، ومن نيسابور الى قاين (١) قصبة قوهستان نحو تسع مراحل ومن قاين الى هراة نحو ثمانى مراحل ، ومن مرو الى مرو الروذ ستّ مراحل ومن مرو الى هراة (٢) اثنتا عشرة مرحلة ، ومن مرو الى ابيورد (٣) ستّ مراحل ومنها الى نسا أربع مراحل ، ومن هراة الى مرو الروذ وهو طريق بلخ ستّ مراحل ، ومن هراة الى سرخس خمس مراحل وقد مرّ الطريق من هراة الى نيسابور والى آخر حدّها ممّا يلى سجستان والى قصبة قوهستان ، والطريق من بلخ الى مرو الروذ اثنا عشر يوما ومن بلخ الى شطّ جيحون فى طريق الترمذ يومان ومن بلخ الى اندرابه تسع مراحل ومن بلخ الى الباميان عشرة مراحل ومن الباميان الى غزنه نحو ثمانى مراحل ، ومن بلخ الى بذخشان ثلث عشرة مرحلة ، ومن بلخ الى شطّ الوادى على طريق الختل والنزول برباط ميله لأبى الحسن محمّد بن الحسن ماه رحمه‌الله ثلث مراحل ، وذلك أنّه كان نضّر الله وجهه من أرغب خلق الله فى الخيرات واقتناء الصالحات وله هذا الرباط وهو أجلّ رباط حسنا فى نفسه ونفعا فى موضعه لشدّة الحاجة اليه فى مكانه وكثرة ضرورة الناس الى الاستغاثة والاستعانة به فى المخاوف وعند إناخة العدوّ والثلوج وتوقّع المتالف وهو حصين فى ذاته منيع بعلوّه وسمكه فسيح المبانى واسع الأفنية لو نزل به عسكر لأقلّه وملك عظيم لستر جيشه وأظلّه وأكنّه ، هذا الى ما هو أجلّ منه من رباطاته فى أقطار ما وراء النهر وبخراسان وما له منها بالقواذيان (٤) ومن أحسنها رباطاته بالترمذ مع الجرايات التى على نزّالها والنفقات الدارّة على سكّانها من المتفقّهة وطلّاب العلم والبيمارستان الذي (٥) اتّخذه بالترمذ ووقف عليه

__________________

(٢) (قاين) المرّتين ـ (قايين) ، (٤) (مرو الى هراة) ـ (مرو الروذ الى هراة) ، (٥) (٤ ـ ٥) (مرو الى ابيورد) ـ (مرو الروذ الى ابيورد) ، (٢٠) (بالقواذيان) ـ (بالقواريان) وفى حط (بالقباذيان) ، (٢٢) (الذي) ـ (التى) ،

٢٠٨

من نفائس ضياعه ما يقوم بمؤنه ورباطاته بشومان وصرمنجى والصغانيان (١) وكلّ منها نفيس فى ذاته وعليه الحبس لنفقاته ومؤنه ومرمّاته ،

(٣٣) وأمّا عرض خراسان فمن بذخسان على شطّ وادى جيحون الى بحيرة خوارزم مسافته [١٢١ ب] من بذخشان على شطّ وادى جيحون فى سمت النهر نحو ثلاث عشرة مرحلة الى الترمذ ومن الترمذ الى زم نحو خمس مراحل ومن زم الى آمل نحو أربع مراحل ومن آمل الى مدائن خوارزم نحو اثنتى عشرة مرحلة ومن كاث حومة خوارزم الى بحيرتها نحو ستّ مراحل فيكون الجميع اربعين مرحلة ،

(٣٤) وهذا ذكر المسافات بين المدن التى فى عملها المشهورة بخراسان وغيرها [وسنذكر لكلّ مدينة مشهورة جوامع من المسافات بين](٢) المدن التى ما شهر من أمصارها وخفى مكانها (٣) لقلّة الصادر اليها والوارد منها ، فإنّ من نيسابور الى بوزجان (٤) أربع مراحل ومن بوزجان عن (٥) يسار الجائى من هراة الى نيسابور على مرحلة مالن [مدينة وتعرف بمالن كواخرز وليست بمالن هراة ومن مالن](٦) الى خايمند (٧) مرحلة ومن خايمند الى سنكان (٨) يوم ومن سنكان الى ينابذ (٩) يومان ومن ينابذ الى قاين يومان وسلومك (١٠) إذا عدلت عن يسار سنكان (١١) على يومين ومن سلومك (١٢) الى الزوزن يوم ومن الزوزن الى قاين ثلثة أيّام ، ومن نيسابور الى ترشيز أربع مراحل

__________________

(١) (والصغانيان) ـ (والصاغانيان) ، (١٠) [وسنذكر ... بين] مستتمّ عن صط الذي يوجد فيه (وسنذكر ... بين المدن التى فى عملها) ويوجد فى الأصل (ومن) فقط وفى حط مكان (لكلّ مدينة مشهورة) (لها) فقط ، (١١) (مكانها) ـ (مكانه) ،(١٢) (بوزجان) المرّتين ـ (يوزجان) ، (٢٠) (عن) تابعا لصط ـ (على) ، (١٤) (١٣ ـ ١٤) [مدينة ... مالن] مستتمّ عن حط ، (٢١) (خايمند) المرّتين ـ (خايمن) وفى حط (جايمند) ، (٢٢) (سنكان) المرّتين ـ (ستكان) وقد صحّح فى الموضع الثانى الى (بستكان) ، (١٥) (ينابذ) المرّتين ـ كأنّه صحّح الى ذلك من (بيايذ) ، (٢٣) (وسلومك) ـ (وسلومل) ، (١٦) (سنكان) ـ (ستكان) ، (٢٤) (ومن سلومك) ـ (من سلومل) ،

٢٠٩

ومن ترشيز الى كندر (١) يوم ومن كندر الى ينابذ (٢) يومان ومن ينابذ الى قاين يومان ، ومن نيسابور الى خسروجرد أربعة أيّام وسبزوار (٣) قبل خسروجرد بنحو فرسخين ، ومن خسروجرد الى بهمناباذ (٤) مرحلة كبيرة وبين بهمناباذ وبين مزينان (٥) على طريق قومس نحو فرسخ ، ومن نيسابور الى خان روان (٦) مرحلة ومن خان روان الى مهرجان [يومان ومن مهرجان الى اسفرايين يومان ، وإذا خرجت من بمهمناباذ الى مهرجان](٧) فإلى (٨) ازاذوار يوم ومن ازاذوار الى ديواره (٩) يوم ومن ديواره الى مهرجان يومان ،

(٣٥) وأمّا مسافات مدن مرو فإنّ من مرو الى كشميهن (١٠) مرحلة وهرمزفره بحذاء كشميهن على مقدار فرسخ عن يسارها وعليها طريق مفازة سيفايه (١١) التى تؤدّى الى خوارزم وباشان (١٢) قبل هرمزفره بفرسخ على طريقها ، وسنج (١٣) على مرحلة من المدينة فيما بين طريق سرخس وطريق مرو [الروذ](١٤) ، وجيرنج على ستّة فراسخ من المدينة قبل مدينة زرق (١٥) بفرسخ على الوادى ومرورم (١٦) على هذا الطريق [على](١٧) أربعة فراسخ من مرو (١٨) على [الوادى ، و](١٩) الدندانقان على مرحلتين من مرو وهى على نفس طريق سرخس ، والقرينين (٢٠) على أربع مراحل من مرو على وادى مرو ، وخرق (٢١)

__________________

(١) (كندر) المرّتين ـ (كندرم) ، (٢٠) (ينابذ) المرّتين ـ (بيايذ) وصحّح فى الموضع الأوّل ، (٢) (وسبزوار) ـ (وساروان) وفى حط (وسابزوار) ، (٣) (بهمناباذ) المرّتين ـ (نهياباذ) ، (٤) (مزينان) ـ (هرنيان) ، (٥) (روان) المرّتين ـ (زوان) ، (٦) (فإلى) ، ـ (والى) ، (٢١) (٥ ـ ٦) [يومان ... مهرجان] مستتمّ تابعا لحط عن صط ، (٧) (ديواره) المرّتين ـ (ديواذه) ، (٨) (كشميهن) المرّتين ـ (كهميسن) ، (١٠) (سيفايه) ـ (سنقايه) ، (٢٢) (وباشان) ـ (؟؟؟) ، (١١) (وسنج) ـ (ومسح) ، (١٢) [الروذ] مستتمّ على التخمين ولا يوجد فى حط ولا فى صط ، (٢٣) (زرق) ـ (درق) ،

(١٣) (ومرورم) ـ (ومن درق) وكذلك فى نسختى حط وصحّحه ناشر حط الى (ومرورم) تابعا لصط ويجوز أنّه الموضع الذي كتب (سمذار) فى صورة خراسان ، (٢٤) [على] مستتمّ تابعا لحط عن صط ، (٢٥) (من مرو) ـ (الى مرو) ، (١٤) [الوادى ، و] مستتمّ عن حط ، (١٥) (والقرينين) ـ (؟؟؟) ، (٢٦) (وخرق) ـ (ودزق) ،

٢١٠

على نحو ثلثة فراسخ من المدينة بين طريق سرخس وابيورد ، والسوسقان يسرة خرق (١) غير أنّها أبعد منها بفرسخ ،

(٣٦) وأمّا مسافات مدن هراة وما يتّصل بها من بوسنج وباذغيس وكنج رستاق فإنّ من هراة الى اسفزار ثلث مراحل ومدن اسفزار هى أربع مدن وقد سمّيتها وجميعها فى أقلّ من مرحلة ، وبين هراة ومالن هراة يوم وبين هراة وكروخ (٢) ثلثة أيّام وبين هراة وبوسنج يوم وبين بوسنج وكره (٣) أربعة فراسخ عن يسار الذاهب الى نيسابور وبينهما وبين الطريق الجادّة نحو فرسخ ، ومن بوسنج الى فركرد (٤) يومان ومن فركرد الى خركرد (٥) يومان و [من خركرد](٦) الى الزوزن (٧) يوم ، [ومن هراة (٨) الى باشان هراة مرحلة ومن باشان الى خيسار مرحلة ومن خيسار الى استربيان مرحلة ومن استربيان الى ماراباذ مرحلة خفيفة ومن ماراباذ الى اوفه مرحلة ومن اوفه الى خشت يومان وتدخل من خشت فى حدّ الغور ، ومن هراة الى ببنه مرحلتان ومن ببنه الى كيف مرحلة ومن كيف الى بغشور يوم ،] (٣٧) [مسافات مدن بلخ فمن بلخ الى خلم يومان ومن خلم الى ورواليز يومان ومن ورواليز الى الطايقان يومان ومن الطايقان الى بذخشان (٩) سبعة أيّام ، ومن خلم الى سمنجان يومان ومن سمنجان الى اندرابه جمسة أيّام ومن اندرابه الى جاربايه ثلث مراحل ومن جاربايه الى بنجهير يوم ومن عسكر بنجهير الى فروان مرحلتان ، ومن بلخ الى بغلان ستّ مراحل منها الى سمنجان أربع مراحل والى بغلان مرحلتان ومن بلخ الى مذر ستّ مراحل ومن مذر الى كه مرحلة ومن كه الى

__________________

(٢) (خرق) ـ (درق) ، (٦) (وكروخ) ـ (وكزوخ) ، (٧) (وكره) ـ (وكزه) ، (٨) (فركرد) المرّتين ـ (فركرده) ، (٢٠) (خركرد) ـ (خركرده) ، (٩) [من خركرد] مستتمّ تابعا لحط عن صط ، (٢١) (الزوزن) ـ (الروزن) ، (٢٢) [ومن هراة ...] كان من هنا ابتداء الورقتين المفقودتين فى الأصل المحتويتين على الصفحات ١٢٢ ظ ـ ١٢٣ ب وقد استتمّ المتن المفقود الى نهاية القطعة (٣٨) عن متن حط ويفقد فى حب ،

(١٦) (بذخسان) ـ حط (بدخشان) ،

٢١١

الباميان ثلث مراحل ، ومن الفارياب الى الطالقان (١) ثلث مراحل ومن الطالقان الى مرو الروذ ثلث مراحل ،]

(٣٨) [مسافات مدن قوهستان فمن قاين الى زوزن ثلث مراحل ومن قاين الى طبس مسينان يومان ومن قاين الى خور يوم ومن خور الى خوسب (٢) فرسخان ومن قاين الى الطبسين ثلث مراحل ، فهذه جمل مسافات خراسان وتفصيلها ،]

__________________

(١) (الطالقان) ـ حط (الطايقان) وقد صحّح فى الذيل ، (٥) (خوسب) ـ حط (خوست) ،

٢١٢

[ما وراء النهر]

(١) [وأمّا (١) ما وراء النهر وما يحيط به من شرقيّه ففامر (٢) والراشت وما يتاخم الختّل من أرض الهند على خطّ مستقيم وغربيّه بلاد الغزّيّة والخرلخيّة من حدّ الطراز ممتدّا على تقويس حتّى ينتهى الى باراب (٣) وستكند (٤) وسغد سمرقند ونواحى بخارا الى خوارزم حتّى ينتهى الى بحيرتها وشماليّها الترك الخرلخيّة من أقصى بلد فرغانة الى الطراز على خطّ مستقيم وجنوبيّه نهر جيحون من لدن بذخشان الى بحيرة خوارزم على خطّ مستقيم أيضا ، وخوارزم والختّل فى ما وراء النهر لأنّ الختّل بين نهر وخشاب وخرباب (٥) وعمود جيحون خرباب وما دونه من وراء النهر وخوارزم مدينتها وراء النهر وهى الى مدن ما وراء النهر أقرب منها الى مدن خراسان وقد كررت ذلك مرارا فيما تقدّم ،]

(٢) [وهذه صورة ما وراء النهر وهى آخر صور الكتاب ،](٦)

إيضاح ما يوجد من الأسماء والنصوص فى صورة ما وراء النهر الموجودة فى نسخة (٧) كتاب الاصطخرىّ المحفوظة فى الخزانة البلديّة بمدينة هامبورغ ،

__________________

(٢) [وأمّا ... الى آخر القطعة] قد أخذت هذه القطعة من حط وتفقد فى حب ، (٢٠) (ففامر) ـ فى نسختى حط (فغام) ، (٤) (باراب) ـ فى نسختى حط (؟؟؟) و (؟؟؟) ، (٢١) (وستكند) تابعا لحدود العالم ٢٤ ب وفى حط (وبيسكند) إلّا أنّه يوجد فى النسختين (وسكندر) ، (٨) (وخرباب) تابعا لضبط هذا الاسم فى الأصل وفى حط (وجرياب) وكذا كلّ مرّة ، (١٢) [وهذه ... الكتاب ،] من نسختى حط إلّا أنّه لا توجد فيهما صورة ، (١٣) قد كان يوجد صورة ما وراء النهر فى الأصل فى الصفحتين ١٢٢ ب و ١٢٣ ظ اللتين تفقدان فأتينا مكانها بصورتين من نسختين أخريين وهما نسخة كتاب الاصطخرىّ المحفوظة فى خزانة مدينة (هامبورغ) ونسخة كتاب ابن حوقل المحفوظة فى خزانة آيا صوفيا باستنبول المرقومة ٢٥٧٧ ، وهذه النسخة الأخيرة هى فى هذا الوقت الوحيدة من بين نسخ ابن حوقل المعلومة التى توجد فيها صورة ما وراء ـ

٢١٣

القسم الأوّل ، قد رسمت فى أسفل الصورة فى الزاوية اليمنى بحيرة مدوّرة توازى جانبها كتابة بحيرة خوارزم ويصبّ فيها نهر آت من الفوق كتب عن يمينه نهر جيحون ويتّصل بجانبه الأيمن من المدن ويزه ، اسباس ، كركانج ويصبّ فى نهر جيحون خمسة أنهار أوّلها نهر (باحشو) وتقع بينه والنهر الثانى مدينة (فارغر) وبين الثانى والثالث منك وهلاورد وتقطع النهر الثالث كتابة رستاق بيك وبين النهر الثالث والرابع انديجاراغ ولاوكند وكتب من أسفل انديجاراغ قاطعا للنهر نهر صرمنجى وينتسب هذا الاسم أيضا الى المدينة الواقعة بحذاء النهر ، وبين النهر الرابع والخامس من المدن تمليات ، (هلبك) ، واشجرد ، شومان ، (الصغانيان) ، صرمنجى ، (جرمنقان) ، القواذيان ، ويأخذ من النهر الخامس عند شومان شعبة ترجع من بعد الى العمود وكتب بين الشعبة والعمود هذه البلاد التى هى (لوخشاب) ، وتقطع هذا النهر كتابة رستاق ،

وتقع تحت مصبّ النهر الخامس عن يسار جيحون مدينة الترمذ ثمّ من أسفلها على شطّ جيحون هاشم جرد ، فربر ، كاث ، كردر ، وكتب فى الساحة عن يسار هاتين المدينتين عمل خوارزم ، ويأخذ من فربر طريق الى اليسار على بيكند الى بخارا وهى من جانبى نهر يأتى من اليسار ويفضى فوق المدينة الى بحيرة مدوّرة ، ويقع على النهر الى اليسار من المدن الطواويس ، كرمينيه ، خديمتكن ، الدبوسيه وتقطع النهر كتابة السغد ، ويقع فى الساحة فوف النهر من المدن كش ، نوقد قريش ، نسف ، بزده وعلى طرف البحيرة اسكيفغن وكسبه ،

__________________

ـ النهر فإنّ نسخة حب والنسختين اللتين تحتويان معها على النصّ الثالث المبحوث عنه فى مقدّمتنا لا توجد فى واحدة منها صورة ما وراء النهر ، ولكنّ نسخة آيا صوفيا قد فسدت صورها فسادا قبيحا كما يظهر من مقابلتها لصور أصلنا فإنّ أشكال تلك الصور أغلظ بكثير فكان ذلك سبب اختلاط مواقع الأسماء الموجودة فيها وقد فسد مع ذلك ضبط كثير من الأسماء ، وأمّا النسخة الهامبورغيّة فهى من بين نسخ الاصطخرىّ النسخة التى تشاكل صورها صور أصلنا أكثر مشاكلة إلّا أنّ ضبط الأسماء بها أقبح منه بالنسخة المتقدّمة ، وممّا يصعّب قراءة النسخة الهامبورغيّة أنّ كثيرا من أسمائها كأنّها قد تطلّست بنداوة ما حتّى لا يكاد يمكن تمييز خطوطها أو تعفّت تعفّيا تامّا ، فلم نورد فى الحواشى ضبط الأسماء الموجودة فى الصورتين فاكتفينا بتصحيحها على قدر الإمكان ووضعنا الأسماء المشكوك فى صحّتها بين قوسين () ،

٢١٤

ويصبّ فى بحيرة خوارزم نهر يأتى من اليسار تقع على جانبه الأعلى خواره ، القرية الحديثة ، جند ، ويوازى النهر فى الساحة التى فوقه من المدن قرية قراتكين ، خجاده ، نمجكث ، مذيامجكث ، خرغانكث ، الكشانيه ، اشتيخن ، فرنكث ، كينجكث ، ويوجد تحت النهر فى طرف الصورة آخر اسم مدينة كدر ،

القسم الثانى ، رسمت فى القسم الأيمن من أعلى الصورة ثلاث سلسلات جبليّة كتب عندها البتم الأوّل ، البتم الثانى ، البتم الثالث ، ويخرج من البتم الثالث أربعة أنهار تصبّ فى بحيرة جن ويخرج منها النهر الجارى الى بخارا فى القسم الأوّل من الصورة ويرى فوق النهر فى طرف الصورة آخر اسم مدينة سمرقند وتقع عن يساره مدينة اباركث ، ويأخذ من هذه المدينة طريق الى اليسار ثمّ الى الأعلى عليه زامين ، ساباط ، خجنده ، (كند) ، سوخ ، خواكند ، رشتان ، زندرامش ثمّ عبر النهر اوش ثمّ عبر النهر الثانى (اورست) ثمّ عبر النهر الثالث خرشاب ويجوز أنّ هذا الاسم على الصحيح (اوزكند) ، وكتب عند النهر الأوّل نهر قبا وعند النهر الثانى نهر اورست وعند النهر الثالث نهر خرشاب ، ويوازى نهر قبا عن يمينه من المدن بامكاخس ، طماخس ، مسكان ، سوخ وهذا الاسم الأخير غلط ولعلّ الصحيح (اسبره) ، ويقع عن يسار أيسر الأنهار الخارجة من البتم الثالث بينه وبين الطريق المذكور من المدن بومجكث ، فغكث ، غزق ، ارسيانيكث ،

وتقع الثلاثة الأنهار المذكورة فى نهر يجرى الى الأسفل ثمّ الى اليمين ويصبّ هذا النهر فى نهر آخر يأتى من أوسط طرف الصورة الأيسر ويجرى الى اليمين الى أن يصبّ فى بحيرة خوارزم فى القسم الأوّل من الصورة ، ويوازى هذا النهر عن أسفله سدّ كتب عنده يعرف هذا الحائط بحائط القلاص عمله عبد الله بن حميد رحمه‌الله ويقع من أسفل هذا الحائط فى الزاوية اليسرى بذخكث والطراز ومن فوق الحائط بينه والنهر من اليمين الى اليسار (جينانجكث) ، (ستوركث) ، (دنفغانكث) ، (بنكث) ، (خاتونكث) ، بركوش ، خركانكث ،

ويقع على شطّ النهر من فوقه من المدن تكالك ، حذينكث ، غناج ، (استبيغوا) ، بالايان ، ثمّ تليها موازيا للنهر جبوزن ، جبغوكث ، كبرنه ، غدرانك ، ويأخذ من بالايان طريق الى الفوق منتهيا الى شطّ النهر الآتى من الفوق وعلى هذا الطريق من المدن بعد بالايان (نوكث) ، بانجخاش ، سكاكث ، ثمّ مدينة لا يبين اسمها ، ثمّ على النهر

٢١٥

(تونكث) ، ويقع عن يمين هذا الطريق سامسيرك ، (بسكث) ثمّ مدينة لا يبين اسمها ، وفى الساحة عن يمينها اردلانكث وخمرك ثمّ خرشكث على الطريق من حذينكث الى بناكث على النهر وعن يمين خرشكث (غركنده) وعن يمينها على النهر تجاكث ، ويقع عن يمين النهر بينه وبين النهر المارّ بسمرقند (خرقانه) ، (ديزك) ، (ويذار) ،

وتوجد فى الساحة عن يسار النهر المارّ على تونكث كتابة بلد الشاش ويوازيها من تحتها (بغنكث) ، فرنكث ، (كذاك) ، (وردوك) ، ويوازى الكتابة من فوقها صف من المدن وهى من اليمين الى اليسار (خاوس) ، كهسيم ، (خاش) ، نموذلغ ، اربلخ ، (كنكراك) ابرذكث ، ويلى هذا الصفّ من فوقه صفّ آخر كأنّه كرّر فيه أسماء مدن الصفّ الأوّل ، ثمّ يلى ذلك من الفوق موازيا للنهر اخشيكث ، (كند) ، كاسان ، (غرجند) ، (دخكث) ، (كركث) ، ثمّ فوق ذلك عبر النهر شلاث وفوقه على شطّ النهر التالى (استياكند) و (اوال) ،

إيضاح ما يوجد من الأسماء والنصوص فى صورة ما وراء النهر الموجودة فى النسخة المرقومة ٢٥٧٧ المحفوظة فى خزانة آيا صوفيا باستنبول ،

القسم الأوّل ، قد رسم فى أسفل الصورة فى الزاوية اليمنى قسم من بحيرة خوارزم على شكل ربع دائرة ويصبّ فيه نهر آت من الفوق كتب عن يمينه المغرب وتقع عليه من هذا الجانب مدينة خوارزم وتقطع النهر فوق ذلك كلمة عمل ، ويقع على شاطئ النهر الأيسر ابتداء من الأسفل من المدن كردر ، كاث ، فربر ، هاشم جرد ، الترمذ ، ويصبّ فوق الترمذ فى النهر نهر يأتى من أعلى الصورة وتقع عن يمين ابتدائه مدينة شومان ثمّ الى الأسفل صغانيان ويلى هذا النهر نهر آخر عليه مدينة نودز ،

ويصبّ فى بحيرة خوارزم نهر آخر يأتى من اليسار ويقع على شاطئه الأسفل من المدن باراب ، كدر ، شاوغر ، صبران ، وكتب تحت ذلك موازيا لطرف الصورة بلد الغزّيّة ، ومن فوق هذا النهر خواره ، القرية الحديثة ، جند ، وسيج ، شلجى ، ويبتدئى من فوق مصب هذا النهر سدّ يوازى النهر ثمّ يعطف الى الأسفل قاطعا للنهر وكتب من تحته هذا حائط عبد الله بن حميد ويعرف بحائط القلاص ، ويوازى هذا السدّ من فوقه من المدن ابتداء من اليمين بيكند ، (مغكان) ، قرية قراتكين ، خجاده ، نمجكث ، مذيامجكث ،

٢١٦

خرغانكث ، الكشانية ، اشتيخن ، فرنكث ، كينجكث ، ويذار ، ديزك ثمّ مدينة كأنّها ديزك مرّة ثانية ،

ويوازى ذلك من الفوق نهر يصبّ الى اليمين الى بحيرة بخارا ، وتقع على هذا النهر من جانبيه مدينة بخارا ثمّ الى اليسار طواويس ، كرمينيه ، الدبوسيّه ، اربنجن ، سمرقند ، وكتب فى الساحة من أعلى النهر بحروف كوفيّة صورة ما وراء النهر ويقع فوق هذه الكتابة من المدن كسبه ، بزده ، اسكيفغن ، كش ،

ويأتى النهر المارّ بسمرقند وبخارا من ستّة أنهار تخرج من جبال مصفوفة على أربعة صفوف يوجد نصفها الأيسر فى القسم الثانى من الصورة وكتب تحت الجبل الأعلى البتم الأوّل ثمّ تحت الثانى البتم الثانى ثمّ تحت الثالث البتم الثالث وتحت الصفّ الأسفل البتم الرابع،

القسم الثانى ، يوازى طرف الصورة الأسفل باقى حائط القلاص وتقع تحته مدينة اسبيجاب ثمّ الطراز وكتب عن يسار ذلك على شكل صليبىّ نواحى الطراز ، ويقع من فوق الحائط من المدن خركانكث ، بركوش ، خاتونكث ، بنكث ، ويمرّ من فوق ذلك النهر الجارى الى بحيرة خوارزم ، ويقع فى الساحة فوقه من المدن (تونكث) فرنكث ، اردلانكث ، خمرك ، وكتب فى الساحة فوق ذلك ناحية الشاش ،

ويمرّ من فوق ذلك نهر يأتى من أوسط طرف الصورة الأيسر فينصبّ فى النهر المتقدم ذكره ، ويقع من أسفل ذلك النهر ابتداء من اليمين من المدن مرغينان ، غناج ، (نجاكث) ، اشروسنه ، (بناكث) ، جبغوكث ، خذينكث ، (سكاكث) ، ابرذكث ، اخشيكث ، (نوكث) ، (كركث) ، ويتّصل بشطّ هذا النهر مدينتا قبا وزامين وبينهما الى الفوق ساباط ، ثمّ عن يمين ذلك اباركث ، فغكث ، غزق ، ويصبّ فى هذا النهر عن يسار قبا نهر يأتى من الفوق عليه خجنده ويقع فوق ذلك بين النهر وجبال البتم ارسيانيكث ، (بارياب،) سوخ ، خواكند ، ويلى النهر المذكور الى اليسار أربع أنهار كتب بين النهر الثانى والثالث فرغانه وعلى شاطئ النهر الثالث خرشاب ،

(٣) [وما وراء النهر (١) إقليم من أخصب أقاليم الأرض منزلة وأنزهها

__________________

(٢٤) [وما وراء النهر ... الى آخر القطعة] قد أخذت هذه القطعة من حب ٤٧ ظ الذي نصّه أقرب الى نصّ الأصل منه الى نصّ حط ،

٢١٧

وأكثرها خيرا وأهله يرجعون الى رغبة فى الخير واستجابة لمن دعاهم اليه مع قبلة غاية عالية (١) وسلامة ناجية (٢) وسماحة بما ملكت أيديهم مع شدّة شوكة ومنعة وبأس ونجدة وعدّة وعدّة وآلة وكراع وبسالة وسلاح (٣) وعلم وصلاح ، فأمّا الحضب بها فليس من إقليم ذكر فى هذا الكتاب إلّا يقحط أهله مرارا قبل أن يقحط ما وراء النهر مرّة واحدة تمّ إن أصيبوا ببرد أو بحرّ (٤) أو آفة تأتى على زرعهم وغلّاتهم ففى فضل ما يسلم فى عروض بلادهم ما يقوم بأودهم حتّى يستغنوا به عن شىء ينقل اليهم من غير بلدهم ، وليس بما وراء النهر مكان يخلو من مدن (٥) أو قرى تسقى (٦) أو مباخس (٧) أو مراع لسوائمهم ، وليس شىء لا بدّ للناس منه إلّا وعندهم منه ما يقوم بأودهم ويفضل عنهم لغيرهم ، فأمّا أطعمتهم فى السعة والكثرة فعلى ما ذكرناه ، وأمّا مياههم فإنّها أعذب المياه وأبردها وأخفّها قد عمّت جبالها وضواحيها (٨) ومدنها هذا الى التمكّن من الجمد فى جميع أقطارها والثلوج من جميع نواحيها ، وأمّا الدوابّ ففيها من النتاج ما فيه كفايتهم على كثرة ارتباطهم لها وكذلك البغال والإبل والحمير والأغنام تجلبها (٩) ما يفضل عن كفايتهم (١٠) من الخرلخيّة والغزّيّة ولهم من نتاج الغنم الكثير والسائمة المفرطة ، وكذلك الملبوس أيضا فإنّ لهم من الصوف والقزّ وطرائف الكرابيس والبزّ ما يفضل عنهم (١١) ، وببلادهم من معادن الحديد ما يفضل عن حاجتهم وينيف على تجارتهم وبها (١٢) معادن الذهب والفضّة والزيبق الذي لا يقاربه فى الغزارة والكثرة معدن ما بسائر بلدان الإسلام وإن (١٣)

__________________

(٢) (قبلة غاية عالية) ـ حب (؟؟؟ غاية عالية) وفى حط (قلّة غائلة) ، (٢٠) (ناجية) ـ حط (ناحية) ، (٣) (وسلاح) مستتمّ عن حط ، (٦) (بحرّ) ـ حط (جراد) ، (٨) (مدن) تابعا لحط ـ حب (مدنهم) ، (٢١) (تسقى) ـ حب (يسقى) ، (٢٢) (مباخس) ـ حب (مناحس) ، (١٢) (وضواحيها) ـ حط (ومراعيها) ، (١٤) (تجلبها) ـ فى نسختى حط (بحبها) و (لحلبها) ، (١٥) (١٣ ـ ١٥) (على كثرة ... كفايتهم) عن حط ويفقد فى حب ، (١٧) (ما يفضل عنهم) عن صط ، (١٨) (١٧ ـ ١٨) (معادن ... وبها) مستتمّ عن حط ، (١٩) (١٩ ـ ٣) (وإن كانت ... القوّة) مستتمّ عن حط ،

٢١٨

كانت معادن بنجهير الوافرة الحظّ من هذه الخلال فهى لهم ومضافة اليهم ، ولم أعلم أنّ فى شىء من بلد الإسلام النوشاذر إلّا فى ما وراء (١) النهر حتّى رأيت منه شيئا بصقليه وليس كنوشاذرهم فى القوّة ، ولهم الكاغذ الذي لا نظير له فى الجودة والكثرة (٢) ، وأمّا فواكههم فإنّك إذا تبطّنت السغد واشروسنه (٣) وفرغانه والشاش رأيت من كثرتها ما يزيد على سائر الآفاق حتّى ترعاها لكثرتها دوابّهم ، وأمّا الرقيق فيقع اليهم من الأتراك المحيطين بهم وبإقليمهم ما يفضل عن كفايتهم وينقل الى الآفاق من بلادهم وهم خير رقيق وأفرههم وأحسن ما يحيط بالمشرق وأكثره (٤) ثمنا ، ولهم من المسك الذي يجلب اليهم (٥) من التسبّت وخرخيز (٦) ما ينقل الى سائر الآفاق والأمصار فيفوق غيره جودا وثمنا ، ويرتفع من الصغانيان الى واشجرد من الزعفران والأوبار (٧) من السمّور والسنجاب والثعالب وغيرها ما ينقل الى كلّ موضع مع طرائف من الخدنك (٨) والختوّ والبزاة الرفيعة القرطاسيّة الشهب والدرهميّة المغرنقة وغير ذلك ممّا يتنافس به الملوك ويحتاج اليه ويستهديه ،]

(٤) [وأمّا سماحتهم فإنّ الناس فى أكثر (٩) ما وراء النهر كأنّهم فى دار واحدة ما ينزل أحد بأحد إلّا كأنّه رجل دخل فى داره لا يجد المضيف من طارق يطرقه كراهيّة بل يستفرغ](١٠) [١٢٤ ظ] جهده فى إقامة أوده من غير معرفة تقدّمت ولا توقّع لمكافاة بل اعتقادا للسماحة فى أموالهم وهمّ كلّ امرئ على قدره فيما ملكت يده التنوّق والقيام على نفسه ومن يطرقه ، وبحسبك أنّك لا ترى صاحب ضيعة يستقلّ بمئونته إلّا كانت

__________________

(٢) (إلّا فى ما وراء النهر) مستتمّ عن صط ، (٤) (والكثرة) عن حط ، (٥) (واشروسنه) ـ حب (وأستروشنيه) ، (٨) (وأحسن ... وأكثره) عن حط وفى حب (واحسنهم) فقط ، (٩) (اليهم) مستتمّ عن حط ، (٢٠) (وخرخيز) ـ حب (وجرجير) ، (١١) (١٠ ـ ١١) (ويرتفع ... والأوبار) تابعا لحط وفى حب (ويرتفع اليهم من أوبار) فقط ، (١٢) (الخدنك) تابعا لتخمين ناشر حط وفى حب (الحديد) وكذلك فى نسخ حط وصط ، (والختوّ) تابعا مع حط لصط وفى حب (والجثر) ، (١٥) (أكثر) عن حط ، (١٧) (١٥ ـ ١٧) [وأمّا ... يستفرغ] هذا آخر المفقود فى الأصل وقد أخذ من حب ٤٧ ظ ـ ٤٨ ب ،

٢١٩

همّته اقتناء قصر فسيح ومنزل للأضياف رحيب فتراه عامّة نهاره متنوّقا فى إعداد ما يصلح لمن يطرقه وهو متشوّق الى وارد عليه ليكرمه فاذا حلّ بأهل ناحية طارق تنافسوا فيه وتنازعوه ، وليس من أحد يتصرّف بما وراء النهر فى مكان به ناس من ضيعة أو غيرها بليل أو نهار عن مثل هذه الحال ، وهم فيما بينهم يتبارون فى مثل هذا الشأن حتّى يجحف فى أموالهم وأملاكهم كما يتبارى سائر الناس فى الجمع (١) ويتباهون بالملك والمكاثرة بأموالهم (٢) ، ولقد شهدت آثار منزل بالسغد معروف بأن (٣) قد ضربت الأوتاد على باب داره وصحّ عندى أنّ (٤) بابها مكث لم يغلق زيادة على مائة سنة لا يمتنع من نزولها طارق وربّما نزل به ليلا عن بغتة من غير استعداد المائة والمائتان والأكثر من الناس بدوابّهم وحشمهم فيجدون من علف دوابهم وطعامهم ودثارهم ما يغنيهم عن استعمال رحالهم من غير أن يتكلّف صاحب المنزل أمرا بذلك أو يتجشّم عناء لدوام ذلك منهم ومنه قد أقيم على كلّ عمل من يستقلّ به وأعدّ ما يحتاج اليه على دوام الأوقات ممّا لا يحتاج معه الى تجديد أمر عند طروقهم أيّاه وصاحب المنزل من البشاشة والإقبال والمساواة لأضيافه بحيث يعلم كلّ من شهد سروره بذلك وإيثاره للسماحة فيما أتاه وتوخّاه ، ومع ذلك فإنّك لا تجد فى بلدان الإسلام أهل الثروة إلّا والغالب عليهم صرف نفقاتهم الى خاصّ أنفسهم فى الملاهى وما لا يرضاه الله والى المنافسات فيما بينهم والأشياء المذمومة إلّا القليل وترى الغالب على أهل الأموال (٥) بما وراء النهر صرف نفقاتهم الى الرباطات وعمارة الطرق والوقوف على سبل الجهاد ووجوه الخير وعقد القناطر إلّا القليل من ذوى البطالة ، وليس من بلد ولا منهل مطروق ولا قرية آهلة إلّا وفيها من الرباطات ما يفضل عمّن ينزل به ممّن يطرقه ، وبلغنى أنّ بما وراء النهر زيادة على عشرة آلف

__________________

(٦) (الجمع) تابعا لحط وفى الأصل (الجميع) ، (٧) (بأموالهم) تابعا لحب وفى الأصل (بالملك) ، (٢٠) (بأن) تابعا لحط ـ (ان) ، (٨) (أنّ) على التخمين ـ (بان) وكذلك فى حط ، (١٩) (الأموال) ـ (الامول) ،

٢٢٠