صورة الأرض - ج ٢

أبي القاسم بن حوقل النصيبي

صورة الأرض - ج ٢

المؤلف:

أبي القاسم بن حوقل النصيبي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار صادر
المطبعة: مطبعة بريل
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٨٦
الجزء ١ الجزء ٢

وهو جبل عظيم ويقال أنّ عليه ثلثمائة ونيّفا ألسنة (١) مختلفة وكنت أنكر هذا حتّى رأيت لسبلان جبل اردبيل غير قرية ولأهل كلّ قرية لسان يتخاطبون به غير لسان الفارسيّة والأذريّة (٢) ، وتتّصل جبال القبق بجبل سياه كويه الذي وراء (٣) بلاد الخزر فى بلد الغزّيّة راجعا الى المشرق من وراء بحيرة خوارزم الى جبال خوارزم وجبال فرغانه وذلك أنّ جميع الجبال [٩٦ ب] على ما ذكرته متناسبة متفرّعة من الجبل الخارج من بلد الصين ذاهبا على الخطّ المستقيم الى البحر المحيط من بلد السودان بالمغرب ، وبنواحى ورثان (٤) وبرذعه وجزيرتى باب الأبواب اللتين فى وسط بحيرة الخزر فوّة (٥) غزيرة كثيرة فائقة فى الجودة تحمل فى بحيرة الخزر الى جرجان ويقصد بها بلاد الهند على الظهر وهذه الفوّة فى جميع بلد الران من حدّ باب الأبواب الى تفليس وقرب (٦) نهر الرسّ الى نواحى خزران (٧) وهى مملكة تحت يد صاحب اذربيجان فى جبال تتّصل بجبال الطرم المتّصلة من غربىّ بحر الخزر بجبال الرىّ وطبرستان وجرجان الى نيسابور ،

(١٨) ولهذه الجبال ملوك وأصحاب لهم نعم فخمة وضياع وقلاع نفيسة وخيول وكراع الى مدن مضافة اليهم ونواح ذات رساتيق وأقاليم عامرة كالملك لهم موفّرة عليهم غلّاتها ونعمها ، وبهذه الجبال والنواحى والمدن والبقاع التى ذكرتها من الرخص والخصب والمراعى والمواشى والسوائم والخيرات والبركات والمشاجر (٨) والأنهار والفواكه الرطبة واليابسة والخشب على سائر ضروبه من خلنجة وكرمة وجوزة ما لا يحاط بعلمه ولا يبلغ كنهه ، وملوكها بها من سعة الأحوال (٩) وتمتّعهم بالنعم والملاذّ والتترّف

__________________

(١) (ونيّفا ألسنة) ـ حط (وستّين لسانا) ، (٣) (والاذريّة) ـ (الاذرية) وفى حط (الاذريّة والفارسيّة) ،

(٤) (الذي وراء) ـ حط (الذي وراءه) ، (٨) (ورثان) ـ (ورتان) ، (٩) (فوّة) ـ (فؤة) ، (١١) (وقرب) ـ (وقرب) ، (٢١) (خزران) كذا فى الأصل وفى حل التى هنا نسخة حط الوحيدة (حزران) وصحّحه ناشر حط الى (جرزان) ، (١٨) (والمشاجر) ـ (والمساحر) ، (٢٠) (وملوكها ... الأحوال) مكان ذلك فى حط (وبها ملوك الأطراف ممالكهم كبار وأحوالهم واسعة) ،

١٠١

بالطيب والثياب والخدم الروقة والخيول والبغال ذوات المراكب من الفضّة والذهب وقنية الجوارى الروقة من المغنّيات والشهوريّات والطبّاخات (١) والنفقات الدارّة السابغة وكثرة الآلة من الذهب والفضّة والآنية الرفيعة الثقيلة المخرّشة بالسواد من الصوانى والأطباق والأرطال والطسوت والأباريق والأسطال فى غرائب الصنعة من اللجين والعسجد الى ما يشاكل ذلك من الزجاج المحكم والبلّور المخروط الثمين والجوهر من الحبّ والياقوت ، وكان أكثر هؤلاء الملوك عليهم كالضرائب القائمة واللوازم تحمل فى كلّ سنة الى ملوك اذربيجان فلا تنقطع ولا تمتنع وكلّهم فى طاعة من ملكها فثقّفها (٢) ، وكان ابن أبى الساج يرضى منهم بالقليل مرّة وبالتافه أخرى على طريق الهديّة فلمّا صارت هذه المملكة الى المرزبان بن محمّد ابن مسافر المعروف بالسلّار جعل لها دواوين وقوانين ولوازم يخاطب على مرافقها وتوابعها وبقاياها ، ومن أكبر من أدركت من ملوكها شروان شاه محمّد بن أحمد الأزدىّ وملك اللايجان (٣) بعده وله (٤) الملك المتّصل ببعض جبال القبق ونواحيه يعرف (٥) بلايجانشاه واليه الصنارىّ المعروف بسنحاريب وهو نصرانىّ فى دينه كابن الديرانىّ صاحب الزوزان ووان (٦) ووسطان وسأبيّن محلّ كلّ واحد من هؤلاء بذكر ما عليه ويلزمه من المال والضريبة والهدايا عند ذكر ارتفاع الناحية والفراغ من ذكر مسافاتها وحالها ،

(١٩) فأمّا لسان أهل اذربيجان وأكثر أهل ارمينيه فالفارسيّة تجمعهم (٧) والعربيّة بينهم مستعملة وقلّمن بها ممّن يتكلّم بالفارسيّة لا يفهم بالعربيّة وبفصح بها من التجّار وأرباب الضياع ولطوائف من [فى](٨)

__________________

(٣) (والطبّاخات) ـ (الطبّاغات) ، (٩) (٨ ـ ٩) (وكلّهم ... فثقّفها) ـ حط (وكان أرباب هذه النواحى الذين هم ملوك الأطراف فى طاعة ملك اذربيجان وارمينية والرانين) ، (١٣) (اللايجان) ـ (الابخار) ، (٢٤) (وله) ـ (واليه) ، (١٤) (يعرف) ـ (تعرف) ، (١٥) (ووان) ـ (واوان) ، (٢٠) (تجمعهم) ـ (تجمعه) ، (٢١) [فى] مستتمّ عن حط ،

١٠٢

الأطراف من ارمينيه (١) وما شاكلها ألسنة أخر يتكلّمون بها كالأرمنيّة مع اهل دبيل ونشوى (٢) ونواحيهما ويتكلّم أهل برذعه بالرانيّة ، ولهم الجبل المشهور المعروف بالقبق ويحيط به ألسنة مختلفة كثيرة للكفّار وقد تقدّم ذكره ويجمع الكثير منهم لسان واحد ، ونقود أذربيجان والران وارمينيه الذهب والفضّة ، وأكثرهم أهل عافية وسلامة ورغبة فى الخير وأهله وطلب المعاش والستر لما دهمهم من المصائب وتكانف عليهم من النوائب وفيهم وقتنا هذا من هو على مذاهب أهل الحديث والقول بالحشو وكثير من الباطنيّة البقليّة فيهم ، وليس بجميع اذربيجان وارمينيه والرانين متكلّم ولا متعصّب للكلام والنظر وفيهم أطبّاء فضلاء أدركتهم أجلّاء مياسير بصناعة الطبّ أرباب ضياع ونعم وكراع يرون أنّ المنطق كفر وصنعة النظر شغل قاطع عن الواجبات وصادّ عن أكثر أسباب السياسات ،

(٢٠) ذكر الطرق بها والمسافات بهذه النواحى ، فالطريق من برذعه الى اردبيل فمن برذعه الى مويان (٣) قرية سبعة فراسخ ومن مويان الى مدينة البيلقان سبعة فراسخ ومن البيلقان وهى مدينة طيّبة كثيرة المياه والأجنّة والأشجار والطواحين الواسعة على أنهارها الى ورثان وهى مدينة أكبر من البيلقان وأفسح وأكثر أهلا وأسواقا [٩٧ ظ] ومتاجر وبها ما يكون بالمدن الكبار من الأعمال والفنادق وعليها سور ولها ربض فيه أسواقها سبعة فراسخ ، ومن ورثان الى بلخاب سبعة فراسخ وهى قرية آهلة فيها رباطات وفنادق للسبيل تنزلها السيّارة ومن بلخاب الى برزند [وهى مدينة قريبة الحال من البيلقان سبعة فراسخ ومن برزند](٤) الى اردبيل خمسة عشر فرسخا بين قرى ومنازل عن يمين وشمال لا تنقطع ولا تغيب

__________________

(١) (كالأرمنيّة) ـ (كالارمينه) ، (٢) (ونشوى) ـ (و؟؟؟) ، (١٤) (مويان) المرّتين ـ قد صحّح فى الأصل الحرف الأوّل الى ميم ولا يظهر ما كان كتب أوّلا ويوجد فى حط (يونان) تابعا لياقوت ، (٢١) (٢٠ ـ ٢١) [وهى مدينة ... برزند] مستتمّ عن حط ،

١٠٣

عن الناظر ، والطريق من برذعه الى باب الأبواب فمن برذعه الى برديج مدينة صالحة على نهر الكرّ فيها متاجر ومجالب ثمنية عشر فرسخا ومن برديج يعبر الكرّ الى الشماخيّة أربعة عشر فرسخا ومن الشماخيّة الى شروان ثلثة أيّام ومن شروان الى اللايجان يومان ومن اللايجان (١) الى جسر سمور اثنا عشر فرسخا ومن جسر سمور الى الباب عشرون فرسخا ويكون الجميع نحو تسعين فرسخا ، والطريق من برذعه الى تفليس فمنها الى جنزه مدينة صالحة تسعة فراسخ ومن جنزه الى شمكور عشرة فراسخ ومن شمكور الى خنان مدينة أحد وعشرون فرسخا ومن خنان الى قلعة ابن كندمان (٢) عشرة فراسخ ومن القلعة الى تفليس اثنا عشر فرسخا الجميع اثنان وستّون فرسخا ، والطريق من برذعه الى دبيل (٣) فمنها الى قلقاطوس تسعة فراسخ ومن قلقاطوس الى متزيس (٤) ثلثة عشر فرسخا ومنها الى دوميس اثنا عشر فرسخا ومن دوميس الى كيلكوين ستّة عشر فرسخا ومن كيلكوين (٥) الى السيسجان ستّة عشر فرسخا وهى مدينة طيّبة مقتصدة ومن السيسجان الى دبيل (٦) ستّة عشر فرسخا ،

(٢١) والطريق من برذعه (٧) الى دبيل (٨) فى الأرمن وجميع هذه القرى التى فى ضمنها والمدن مملكة سنباط بن اشوط الأرمنىّ التى قبضها عنه يوسف ابن أبى الساج غدرا منه وظلما وخلافا لله تعالى ولرسوله صلّى الله عليه إذ يقول أنا أحقّ من وفى بذمتّه ليس لإمام ولا لمن تبع إماما أن يؤذن ذمّيّا تعنّتا ولا تعصّبا (٩) فى شىء من أسعار أهل الذمّة إلّا تأديبا وتثقيفا وقال عليه السلم المسلمون تتكافأ دماؤهم يقوم بذمّتهم أدناهم وهم

__________________

(٤) (اللايجان) المرّتين ـ (الابخار) ، (٨) (كندمان) ـ (كندمار) ، (١٠) (دبيل) ـ (ديبل) ، (١١) (متزيس) تخمينا ـ (ميريس) وفى حط تابعا لياقوت (متريس) ، (دوميس) كذا كان كتب أوّلا المرّتين فغيرّهما غير يد الناسخ الى (دومانيس) ، (١٢) (كيلكوين) المرّة الأولى ـ (كيكلوين) والثانية ـ (كيكلون) ، (٢١) (دبيل) ـ (ديبل) ، (١٥) (برذعه) تابعا لصط ـ (برديج) ، (٢٢) (دبيل) ـ (ديبل) ، (١٩) (تعصّبا) ـ (؟؟؟) ،

١٠٤

حرب على من سواهم ، فلو أنّ رجلا من أفناء المسلمين رضيته (١) فئة منهم وهم فى ثغر وأمّرته عليهم واختبرته فوجدته عالما عدلا وحكم فيه على طريق النظر والمصلحة لهم ولمن وراءهم من المسلمين بشروط رآها فيمن جاوره من دور الحرب لم يكن لأحد نقضها شطرا وبطرا وذهابا بالإعجاب الى ما ليس للإنسان فعله ، فكيف بالصدر القديم والإمام العدل الكريم عليه السلم وقد عقد عقدا ورأى رأيا ظاهره صلاح للمسلمين وشرف الى يوم الدين بقبضه جزية ملك عظيم واستخدامه مع التمنّع برجاله فيما ناب المسلمين ودهمهم وهذه الصورة ونظائرها وتمرّد من اليه النظر من فاسق ينظر فيها مخمورا بعين (٢) جاهل ويعتمد الى نقضها وهو يعلم أنّه مخالف مصرّ ما أصار المسلمين الى ما هم عليه وبه وليتهم بقوا على ما نحن فيه بلا زيادة ،

(٢٢) الطريق من اردبيل الى زنجان فمن أردبيل الى قنطرة سبيذروذ (٣) مرحلة ومن سبيذروذ الى سراه مرحلة ومن سراه الى توى [يوم ومن توى](٤) الى زنجان مرحلتان ، والطريق من اردبيل الى المراغة فمن اردبيل الى كورسره (٥) قصر بحصن عظيم وله إقليم فسيح ورستاق جليل جسيم وله أسواق فى كلّ شهر ومواعيد من السنة فى رؤوس الأهلّة ـ أدركتها قديما ودخلتها وأنا حديث السنّ وفيها من الأمم لسوق اجتمعوا فيه ومعهم من المتاع والتجارات من البزّ والسقط والبربهار والعطر والجلّ من الفرش ومتاع السرّاجين بعجيب ما تحتمله أسباب السراجة من السروج والسيوف والحزم والغواشى والسيور المراغيّة الى أسباب السلاح وكان فيه من آلة الصفر المجلوب من العراق والذهب والفضّة المصوغة والخيل والبغال والحمير والبقر [والغنم](٦) ما لو قيل أنّ الأرض والناحية وما فيها وتستقلّ

__________________

(١) (رضيته) ـ (رصيته) ، (٩) (بعين) ـ يعين) ، (١٢) (سبيذروذ) المرّتين ـ (سبندروذ) ، (١٣) [يوم ومن توى] مستتمّ عن حط إلّا أنّه كتب فى حط (نوى) تابعا لبغص نسخ صط ، (١٥) (كورسره) ـ (كوره سراه) ، (٢٢) [والغنم] مستتمّ عن حط ،

١٠٥

به فى وهادها وعلى جبالها ورباها أوسع من أرض الموقف ممتلئة بالناس وما معهم وأكثر من الموقف انضماما وانغصاصا بما ذكرته من الأجناس التى وصفتها لم يقابل ذلك بغير التسليم والتصديق وإن كانت أرض الموقف بجبالها الى عرفات نحو ثلثة فراسخ ومن يقوم بها من الأمم [أهل اليمن ومصر والعراق والمغرب والشأم وخراسان الى من ضامّهم من أسقاع الأرض](١) ، وكان فيمن حضره أبو أحمد ابن (٢) عبد الرحمن الشيزىّ (٣) المراغىّ سيّد تجّار اذربيجان وتنّائها (٤) فقال له كاتبه أبو الفتح ابن (٥) مهدىّ قد باع أبو إسحاق الماجردانىّ ماله وانصرف ولم يحمل الينا ما لنا عنده فقال كم باع فقال مائة (٦) ألف رأس فاستثبتّ ذلك من أبى أحمد (٧) دفعات فقال أبرمت انصرف أبى رحمه‌الله من هذا الموقف غير سوق بألف ألف شاة فأعدتها عليه فقال نعم وشعيب بن مهران بمثلها ووقفت بعد ذلك منه على حكايات [٩٧ ب] عن هذا السوق والموضع أيّام يوسف بن أبى الساج ليست من شرط هذا الكتاب وفيما ذكرته كفاية فى الدلالة على حال هذا (٨) السوق إن صدقه متصفّحها ـ اثنا عشر فرسخا (٩) ومن كورسره (١٠) الى المراغة اثنا عشر فرسخا ، ومدينة سراه بين كورسره (١١) واردبيل مدينة طيّبة كثيرة الخير والمير والبساتين والمياه والفواكه والزروع والطواحين

__________________

(٦) (٤ ـ ٦) [أهل اليمن ... الأرض] مستتمّ عن حط ، (٢٠) (٦ و ٧) (ابن) ـ (بن) ، (٢٢) (الشيزىّ) تخمينا ـ (الشيرىّ) ، (٧) (٦ ـ ٧) (وكان ... وتنّائها) ـ حط (فإنّى سمعت أبا محمّد عبد الرحمن ابن؟؟؟) ، (٢١) (٦ و ٧) (ابن) ـ (بن) ، (٩) (مائة) ـ حط (مائتى) ، (٢٣) (أحمد) ـ حط (محمّد) ، (١٤) (هذا) ـ (هذه) ، (٢٤) (اثنا عشر فرسخا) ـ قد صحّح ذلك ناشر حط الى (٢٨) لما سيأتى فيما بعد من أنّ المسافة بين اردبيل والمراغة نحو أربعين فرسخا ويوجد فى صط فى هذا الطريق (ومن اردبيل الى المراغة من اردبيل الى الميانج ٢٠ فرسخا ومن الميانج الى خونج مدينة ٧ فراسخ ومن خونج الى كولسره رستاق سوق عظيم لا منبر فيه ٣ فراسخ ومن كولسره الى المراغة ١٠ فراسخ) فالظاهر أنّ نصّ هذه الفقرة مختلط هنا بما أدرج فيه من صفة سوق كورسره ثمّ مدينة سراه فألزم ذلك تأخير صفة الطريق من اردبيل الى الميانج ثمّ الى خونج الى غير موضعه فى آخر الفقرة ، (٢٥) (١٤ و ١٥) (كورسره) المرّتين ـ (كورة سره) ، (١٥) (١٤ و ١٥) (كورسره) المرّتين ـ (كورة سره) ،

١٠٦

ولها أسواق حسنة وفنادق نظيفة وكان لها تانئة أجلّة من آل زانبرّ (١) وغيرهم فهلكوا وبادوا أدركت مشايخهم والمروءة فيهم فاشية وأحوالهم مع السلّار متماسكة ، ومن اردبيل الى الميانج عشرون فرسخا مدينة صالحة فى نفسها رفهة بأهلها رفيقة بسكّانها ورخصها وخيرها ، ومن الميانج الى الخونج مدينة أيضا بها مرصد على ما يخرج من اذربيجان الى نواحى الرىّ ولوازم على الرقيق والدوابّ وأسباب التجارات كلّها من الأغنام والبقر ومقاطعة هذا المرصد دائما مائة ألف دينار وزائد الى ألف ألف درهم وناقص فى السنة وليس له ولما يجتاز به شبه فى جميع أقطار الأرض ، الطريق من اردبيل الى آمد وأعمال الثغور الجزريّة (٢) فمن اردبيل الى المراغة نحو أربعين فرسخا ومن المراغة الى ارميه على الظهر وفى البحر نحو ثلثين فرسخا ومن ارميه الى سلماس مرحلتان ومن سلماس الى خوى تسعة فراسخ ومن خوى الى بركرى ثلثون فرسخا ومن بركرى الى ارجيش يومان ومن ارجيش الى خلاط ثلثة أيّام ومن خلاط الى بدليس ثلثة أيّام ومن بدليس الى ارزن الى ميافارقين أربعة أيّام ومن ميافارقين الى آمد يومان ومن آمد الى حرّان على الطريق الذي تسلكه الغزاة والمجاهدون الى شمشاط وعلى سميساط الى ملطيه (٣) نحو خمسة أيّام ، والطريق من المراغة الى دبيل على ارميه وسلماس الى خوى (٤) ثلثة وخمسون فرسخا ومن خوى الى نشوى خمسة أيّام ومن نشوى الى دبيل (٥) أربع مراحل ، ومن المراغة

__________________

(١) (آل زانبرّ) ـ حط (أهل رأس) ، (٩) (الجزريّة) ـ (الحزريه) ، (١٦) (١٥ ـ ١٦) (ومن آمد ... ملطيه) قد صحّح ذلك على التخمين ويوجد فى الأصل (ومن امد الى حرّان الى الطريق الذي تسلكه الغزاة والمجاهدون الى شمشاط على شميشاط الى ملطيه) وفى حط (ومن آمد الى حرّان يومان ومن حرّان الطريق الذي سلكه الغزاة والمجاهدون من المراغة على شمشاط وسميساط الى ملطية) إلّا أنّ كلمتى (من المراغة) توجدان فى حل التى هنا نسخة حط الوحيدة بعد كلمة (الطريق) ، (١٧) (وسلماس الى خوى) ـ (وخوى الى سلماس)، (١٨) (دبيل) قد كان كتب أوّلا (ديبل) ثمّ صحّح بغير خطّ الناسخ الى ما كان قد يراد به (دوين)،

١٠٧

الى الدينور ستّون فرسخا لا منبر فيها ، وهذه جوامع مسافاتها وذكر طرقها وجميع أحوالها ،

(٢٣) وأمّا حالها التى أدركتها عليها (١) وكانت بها (٢) فإنّ جباياتها وضرائبها على ملوك أطرافها تعرب عن حالها وتدلّ على حقيقة وصفها وإن كانت تزيد وتنقص فى بعض الأوقات ومن أوسط ما جبيت وأعدل ما رفعت لسنة أربع وأربعين وثلثمائة وقد تولّى مواقفاتها أبو القسم علىّ بن جعفر صاحب زمام أبى القسم يوسف بن أبى الساج للمرزبان بن محمّد وهو يزر له فواقف محمّد بن أحمد الأزدىّ صاحب شروان شاه وملكها على ألف ألف درهم ودخل فى مواقفته اشجانيق صاحب شكى المعروف بأبى عبد الملك ، وواقف سنحاريب المعروف بابن سواده (٣) صاحب الربع على ثلثمائة ألف درهم وألطاف من بعد ذلك ، وصاحب جرز (٤) وشقان بن موسى على مائتى ألف درهم ، وواقف أبا القسم الويزورىّ (٥) صاحب ويزور (٦) على خمسين ألف دينار وألطاف ، وأبا الهيجاء ابن روّاد عن نواحيه باهر وورزقان على خمسين ألف دينار وألطاف ، وأبا القسم الجيذانىّ (٧) عن نواحيه وبقايا كانت عليه على أربع مائة (٨) ألف درهم فرام النقصان وثقّل بالمسألة (٩) فزيد على مواقفته تبرّما بما فعله ثلثمائة ألف درهم ومائة ثوب ديباج رومىّ ، وألزم بنى الديرانىّ حسب ما كانت مواقفتهم عليه فى كلّ سنة مائة ألف درهم (١٠) وتركها لهم لأربع سنين مكافاة لهم بدفعهم اليه ديسم بن شاذلويه وكان قد استجار بهم فأسلموه وغدروه ، وواقف بنى سنباط عن نواحيهم من ارمينيه الداخلة على ألفى ألف درهم

__________________

(٣) (عليها) ـ (عليه) ، (٢٠) (بها) ـ (به) ، (١٠) (سواده) ـ حط (سوارة) ، (الربع) كذا أيضا فى نسخة حط ، (١١) (جرز) كذا أيضا فى نسخة حط وصحّحه ناشر حط الى (جرزان) ، (١٢) (الويزورىّ) ـ حط (الويذورىّ) ، (١٣) (ويزور) ـ (؟؟؟) وفى حط (ويذور) ، (١٥) (الجيذانىّ) ـ حط (الخيزانىّ) إلّا أنّه يوجد فى النسخة (الجندانى) ، (٢١) (أربع مائة) ـ حط (أربعة الاف) ، (١٦) (بالمسألة) ـ (بالمسلة) ، (١٨) (درهم) تابعا لحط ـ (دينار) ،

١٠٨

ونظر لهم من بعد بمائتى ألف درهم ، وواقف سنحاريب صاحب خاجين على مائة ألف درهم وألطاف وكراع بخمسين ألف درهم ، فبلغت المواقفة من عين وورق وتوابع وألطاف من بغال ودوابّ وحلىّ عشرة آلف ألف درهم ، وخراج جميع النواحى من اذربيجان وارمينيه والرانين وحواليها وجميع مرافقها من وجوه أموالها خمس مائة ألف دينار ، وهذه جملة ما وقفت عليه من حالها وما كان لدىّ من أخبارها وأوصافها على ما أدّت اليه استطاعتى وناله وسعى ،

١٠٩

١١٠

[الجبال]

(١) والجبال وأعمالها مصاقبة لهذه الناحية ، وهذا العمل والذي يشتمل على ماهى الكوفة والبصرة (١) وما يتّصل بهما ممّا أدخلته فى أضعافها فحدّها (٢) الشرقىّ الى مفازة خراسان وفارس واصبهان وشرقىّ خوزستان (٣) وحدّها الغربىّ اذربيجان والشمالىّ بلاد الديلم وقزوين والرىّ وإنّما تفرّد الرىّ وقزوين وابهر وزنجان عن الجبال وتضمّ الى الديلم لأنّها محتفّة بجبالها على التقويس وحدّها الجنوبىّ العراق وبعض خوزستان ،

(٢) وهذه صورة الجبال ،

[٩٨ ظ]

إيضاح ما يوجد فى صورة الجبال من الأسماء والنصوص ،

كتب فى أعلى الصورة صورة الجبال وعن يمين ذلك فى الزاوية المشرق وفى الزاوية اليسرى الشمال (٤) ، ورسم تحت ذلك أربع سلسلات جبال تحيط بساحة مربّعة الشكل وكتب موازيا للسلسلة الفوقانيّة هذه جبال الديلم ويتّصل بالطرف الأيمن من هذه السلسلة جبل كتب عنده جبل دنباوند ، ويوجد بين السلسلة اليمنى وطرف الصورة كتابة تشتبك خطوط كلماتها على شكل صليبىّ وهى مفازة فارس وخراسان ، وكتب تحت السلسلة السفلى ناحية خوزستان ثمّ ناحية العراق كلاهما على شكل صليبىّ وعن يمين هاتين الكتابتين فى الزاوية الجنوب وعن يسارهما المغرب ، وتعطف كتابة ناحية العراق الى الفوق موازية للسلسلة اليسرى وتليها الى الأعلى كتابة ناحية اذربيجان ، ويتّصل بداخل السلسلة العليا من المدن الرى ، الطالقان ، قزوين ، ابهر ، ثمّ زنجان فى الزاوية ، وبداخل السلسلة اليمنى قم ، قاسان ، اصبهان ، ثمّ تتّصل بداخل السلسلة

__________________

(٣) (ما هى الكوفة والبصرة) ـ (ما هى الكوفة والبصرة) ، (٢٠) (فحدّها) ـ (فحدّه) ، (٤) (خوزستان) ـ (خورستان) ويفقد هنا حدّها الجنوبىّ الذي هو العراق ويفقد أيضا فى حط وصط ، (١٢) (الشمال) ـ (المشمال) ،

١١١

السفلى شابرخاست (١) ، الصيمره ، السيروان ، الطزر ورسمت فى هذه الجبال متّصلة بخطّها التحتانىّ خان لنجان ، اللور ، ثمّ متّصلة بالزاوية اليسرى مدينة حلوان ، وفى السلسلة اليسرى من المدن شهرزور وسهرورد ،

ويأخذ من الرى طريق الى شابرخاست عليه من المدن ساوه ، اوه ، بوسته (٢) ، روذه ، (٣) همذان ، الروذراور (٤) ، نهاوند ، لاشتر (٥) ، وعلى الطريق الآخذ من همذان الى اصبهان رامن (٦) ، بروجرد ، الكرج ، البرج ، ثمّ شكل مدينة لا اسم فيه ويجوز أنّها خونجان ، وفى الساحة بين هذا الطريق والطريق الأوّل تقع فراونده (٧) والدارقان ، (٨) وعلى الطريق من همذان الى ناحية حلوان قرميسين ، المطامير ، المرج ، وتقع عن يسار همذان مدينة الدينور (٩)

، وتوجد فى الساحة عن يسار الطريق من الرى الى همذان كتابة مشتبكة وهى مصائف الاكراد ومشاتيهم ،

(٣) [٩٨ ب] والجبال تشتمل على مدن مشهورة ومعظمها همذان والدينور واصبهان وقم ولها مدن أصغر من هذه مثل قاسان (١٠) ونهاوند واللور (١١) والكرج والبرج وسأذكر ما تقع الحاجة الى معرفته منها ،

(٤) فأمّا المسافات بها فالطريق من همذان وهى مدينة كبيرة حسنة جليلة المقدار لها أنهار وأشجار وعمل واسع وغلّات من سائر الغلّات وبها أهل تناية (١٢) فيهم أدب وفضل ومروءة وهى على مرّ الأيّام والأوقات رخيصة الأسعار كثيرة الأغنام والألبان والأجبان وضروب التجارة من الزعفران المتّخذ بالروذراور (١٣) وهو عمل من أعمالها ويزكو به ، ومنها (١٤) الى اسدآباذ وهى مدينة أيضا صالحة قويّة الأهل واسعة الرساتيق والدخل خمسة عشر

__________________

(١) (شابرخاست) ـ (سارحات) ، (٤) (بوسته) ـ (بوشته) (٢٠) ، (روذه) ـ (؟؟؟) ، (٥) (الروذراور) ـ (ارجواون) (٢١) ، (لاشتر) ـ (لاشته) ، (٦) (رامن) ـ (راجن) ، (٧) (فراونده) ـ (حرارنده) ، (٢٢) (الدارقان) ـ (الراوفان) ، (٩) (الدينور) ـ (الدينوز) ، (١٣) (قاسان) ـ حط (قاشان) وكذلك كلّ مرّة ، (١٤) (واللور) ـ (والرور) ، (١٧) (تناية) ـ (تنايه) ، (١٩) (بالروذراور) ـ (بالرودراور) ، (٢٣) (ومنها) ـ (وفيه) ،

١١٢

فرسخا ، ومن اسدآباذ الى قصر اللصوص سبعة فراسخ وهى مدينة وفيها منبر استحدثها مونس المظفّر ، ومن قصر اللصوص الى ماذران سبعة فراسخ ومن ماذران الى قنطرة النعمن خمسة فراسخ ومن قنطرة النعمن الى قرية أبى أيّوب أربعة فراسخ ومنها الى بهستون جبل عظيم [فرسخان](١) وقرية هناك تدعى سايسانان (٢) وفى هذا الجبل المذكور كهف فيه الفرس المصوّر عليه كسرى ويعرف بشبداز ، ومن بهستون الى قرميسين ثمنية فراسخ وهى مدينة لطيفة فيها مياه جارية وشجر وثمر ورخص وأبّ وسائمة كثيرة وعيون متدفّقة وخيرات وتجارات ، ومن قرميسين الى الزبيديّة منزل صالح ثمنية فراسخ ومن الزبيديّة الى مرج القلعة وهى مدينة عليها سور لطيف وهى لطيفة ولها مياه جارية وأغنام كالمجّان تسعة فراسخ ، ومن المرج الى حلوان مدينة قد مرّ ذكرها فى وصف العراق لأنّها أوّل حدّها من نواحى الجبال عشرة فراسخ ، الطريق من همذان الى الدينور فمن همذان الى مادران (٣) أربعة فراسخ ومن مادران الى راوذار (٤) أربعة فراسخ ومنها الى اسدآباذ مدينة قد مرّ ذكرها تسعة فراسخ ومن اسدآباذ الى صحنه (٥) تسعة فراسخ ومن صحنه الى الدينور ثمنية فراسخ فجميع ذلك ثلثون فرسخا (٦) ، الطريق من همذان الى الرىّ فمن همذان الى ساوه ثلثون فرسخا وساوه مدينة طيّبة على الطريق الى العراق صالحة الحال كثيرة الجمال وأكثر الحجّاج يحجّون

__________________

(٤) [فرسخان] مستتمّ تابعا لحط عن صط ، (٥) (سايسانان) ـ حط تابعا لياقوت (ساسانيان) ، (١٢) (مادران) المرّتين ـ حط (الماذران) ، (١٣) (راوذار) ـ حط (ذاودان) ، (١٤) (صحنه) المرّتين ـ (؟؟؟) ، (١٥) (١٢ ـ ١٥) (الطريق ... فرسخا) كذا أيضا فى حط وظنّ ناشر حط أنّه اختلط هنا طريقان وهو يعرض بعض التصحيحات ولعلّه يجوز تصحيح المتن بأن يفرض أنّ مادران هذه بالدال المهملة هى غير ماذران الواقعة فى الطريق المتقدّم ذكره ثمّ بأن يوضع مكان اسم (اسدآباذ) الثانى اسم (راوذار) فإذن لا تقع مدينة اسدآباذ فى الطريق من همذان الى الدينور نفسه ويؤيّد هذا التصحيح ما يوجد فى صط من مسافات هذا الطريق ويبقى أنّ جملة المسافات إن صحّ هذا التصحيح خمسة وعشرون فرسخا لا ثلثون وإنّما يقال فيما بعد فى القطعة (٥) أنّ المسافة بين همذان والدينور نيّف وعشرون فرسخا ،

١١٣

على جمالهم لأنّهم مع قنيتهم الجمال جمّالون فيحملون أهل ما وراء النهر الى ما دون ذلك الى مكّة ومن ساوه الى الرىّ ثلثون فرسخا ، الطريق من همذان الى اذربيجان فمن همذان الى بارسيان (١) عشرة فراسخ ومن بارسيان الى اوذ (٢) ثمنية فراسخ ومن اوذ الى قزوين يومان وليس بين قزوين وهمذان مدينة ، ومن قزوين الى ابهر اثنا عشر فرسخا ومن ابهر الى زنجان عشرون فرسخا وكانت ابهر مدينة جليلة فأناخ عليها الأكراد وعلى تلك النواحى والديلم فتغيّرت ، وهذا الطريق أوّلا كان المعروف فأمّا إذا قلّ أمنهم فإنّهم يأخذون من همذان الى زنجان على سهرورد (٣) وبينهما ثلثون (٤) فرسخا ،

(٥) والطريق من همذان الى اصبهان فمن همذان الى رامن (٥) سبعة فراسخ وهى مدينة صالحة الحال ، ومن رامن (٦) الى بروجرد أحد عشر فرسخا وبروجرد مدينة كبيرة أكبر من رامن (٧) وأحسن حالا فى جميع الوجوه ، ومن بروجرد الى الكرج عشرة فراسخ وهى أيضا مدينة فوق بروجرد من كثرة الأهل وسداد الأحوال ووجود ما تدعو اليه الحاجة ، ومن الكرج الى البرج اثنا عشر فرسخا وهى أيضا مدينة حسنة الحال ، ومن البرج الى خونجان (٨) منزل عشرة فراسخ ومن خونجان الى اصبهان ثلثون فرسخا لا مدينة فيها ، ومن همذان الى خوزستان فمن همذان الى الروذراور سبعة فراسخ والروذراور إقليم حسن وناحية شريفة ينبت فيها الزعفران الذي ليس بجميع الأرض لها شبه ، ومن الروذراور الى نهاوند سبعة فراسخ وهى مدينة جليلة كثيرة التجارة والرساتيق [٩٩ ظ] والعمارة ، ومن نهاوند الى لاشتر عشرة فراسخ ومن لاشتر الى الشابرخاست (٩) اثنا عشر فرسخا ومن الشابرخاست

__________________

(٣) (بارسيان) المرّتين ـ حط (نارستان) ثمّ فى الذيل (بارسين) ، (٤) (اوذ) المرّتين تابعا لحط وصط وفى الأصل (اود) ، (٨) (سهرورد) تابعا مع حط لصط وفى الأصل (سهرزور) ، (٩) (ثلثون) ـ حط (دون ثلثين) ، (١٠) (رامن) المرّتين ـ (زامن) ، (١١) (رامن) المرّتين ـ (زامن) ، (١٢) (رامن) ـ (زامن) ، (١٦) (خونجان) المرّتين تابعا لصط ـ (؟؟؟) وفى حط (جوسجان) ، (٢١) (الشابرخاست) ـ (الشابرخاس) ،

١١٤

الى اللور ثلثون فرسخا لا مدينة فيها ولا قرية ، ومن اللور الى قنطرة اندامش مدينة فرسخان ومن قنطرة اندامش الى جندى سابور فرسخان ، ومن همذان الى ساوه ثلثون فرسخا ومن ساوه الى قم اثنا عشر فرسخا تقطع فى يومين ومن قم الى قاسان اثنا عشر فرسخا ، وقم وقاسان (١) مدينتان جليلتان كثيرتا الخير والمير والدخل على السلطان والغالب على قمّ التشيّع وعلى قاسان الحشو ، ومن الرىّ الى قزوين ثلثون فرسخا ولم يكن لقزوين نظير فى كثير من أعمال الجبال بل فى كلّها من يسار أهلها وتمكّنهم من الأدب ونفوذهم فى العلم وتعلّق أهلها بجميع وجوهه وتمسكهم قبل دخول الديلم عليهم بأسباب المروءات والتفضّل الى غير ذلك من أحوال السيادة والكرم وعلوّ النفوس والهمم وكم تخرّج (٢) بها من نفيس وعرف بالعراق وغيرها لهم من رئيس ، ومن همذان الى الدينور نيّف وعشرون فرسخا ومن الدينور الى شهرزور أربع مراحل ، ومن حلوان الى شهرزور أربع مراحل ، ومن الدينور الى الصيمرة خمس مراحل ، ومن الدينور الى السيروان أربع مراحل ، ومن السيروان الى الصيمرة يوم ، ومن اللور الى الكرج ستّ مراحل ، ومن اصبهان الى قاسان ثلث مراحل ، ومن قمّ الى قاسان مرحلتان،

(٦) والمشهور من مدن الجبال ما ذكرته وهى همذان والروذراور ورامن (٣) وبروجرد والكرج وفراونده (٤) [ونهاوند](٥) وقصر اللصوص ونهر زرنروذ (٦) وهو نهر اصبهان يسير وهذه المدن عليه تسايره وتصحبه [.. ..](٧) كاسداباذ والدينور وقرميسين والمرج وطزر وحومة سهرورد (٨) [وشهرزور](٩) وزنجان وابهر

__________________

(٤) (قاسان) ـ حط (قاشان) ، (١٠) (تخرّج) ـ (يخرج) ، (١٧) (ورامن) ـ (وزامن) ، (١٨) (وفراونده) تابعا مع حط لصط ـ (وراونده) ، (٢١) [ونهاوند] مستتمّ عن حط ، (٢٢) (زرنروذ) ـ (زردروذ) وفى حط (زندروذ) ، (١٩) [.. ..] الظاهر أن يفقد هنا بعض الكلمات التى معناها أنّ المدن الآتى ذكرها ليست على هذا النهر ، (٢٠) (سهرورد) ـ (شهرورد) ، (٢٣) [وشهرزور] مستتمّ عن حط ،

١١٥

وسمنان وقم وقاسان وروذه وبوسته (١) والكرج والبرج واصبهان وخان (٢) لنجان وبارمه مدينة [محدثة](٣) والصيمرة (٤) ونواحى السيروان ودور (٥) الراسبىّ والطالقان ، (٧) ذكر أحوالها ومقاديرها فى ذاتها ، فهمذان مدينة كبيرة مقدارها فرسخ فى مثله محدثة إسلاميّة ولها سور وربض وللمدينة أربعة أبواب حديد وبناؤهم من طين ولها مياه وبساتين كثيرة وزروع سيح وبخوس خصبة من جميع الخير كثيرة التجارات والمير ، والدينور فإنّها كثلثى همذان وهى مدينة أيضا كثيرة الثمار والزروع خصبة وأهلها أحسن طبعا من أهل همذان وفيها مياه ومستشرف وإن قلت أنّها تزيد على همذان من جهة آداب أهلها وتصرّفهم فى العلم واشتهارهم به [صدقت](٦) ومنهم أبو محمّد عبد الله بن قتيبة الدينورىّ صاحب الكتب المؤلّفة وأبو حنيفة صاحب كتاب الأنواء وهو كتاب فى غاية الحسن والجمال وله كتاب النبات فى وجوه اللغة وغير ذلك من التآليف ، (٧)

(٨) واصبهان مدينتان إحداهما تعرف باليهوديّة والأخرى شهرستان (٨) وبينهما مقدار ميلين كقرطبه والزهراء (٩) بأرض الاندلس متباينتان وفى كلّ واحدة منهما منبر واليهوديّة أكبرهما وهى مثلا شهرستان فى الكبر وبناؤهما من طين وهما أخصب مدن الجبال وأوسعها (١٠) عرصة وأكثرها (١١) مالا وأهلا وتجارة وسابلة ونعما وخيرات وفواكه وطيّبات (١٢) ، وهى فرضة لفارس والجبال وخراسان وخوزستان وليس بالجبال كلّها أكثر جمالا للحمولات منها ،

__________________

(١) (وبوسته) ـ (وبسته) ، (٢٠) (وخان لنجان) ـ (وخان الانجان) ، (٢) [محدثة] مستتمّ عن بعض نسخ صط ، (٢١) (والصيمرة) ـ (الصيمرة) ، (٢٢) (السيروان ودور) ـ (شبدار من دور) ، (٩) [صدقت] مستتمّ عن حط إلّا أنّه يوجد هنا (صدقت) وفى حب (صدقت) ، (١٢) (١٠ ـ ١٢) (صاحب ... التآليف) مكان ذلك فى حط (صاحب كتاب أدب الكاتب والمصنّفات الكثيرة العجيبة وقد طعن قوم فى بعضها فلم يسقط لإحسانه فى أجلّها) ، (١٣) (شهرستان) ـ حط (شهرستانة) ، (١٤) (والزهراء) ـ (والرهره) ، (١٦) (وأوسعها) ـ (واوسعهما) ، (٢٣) (وأكثرها) ـ (واكثرهما) ، (١٧) (وطيّبات) مكان ذلك فى حب (وغلّات إلّا أنّ غلاء الأسعار غالب عليها) ،

١١٦

ويرتفع منها العتّابىّ والوشى (١) وسائر ثياب الإبريسم والقطن ما يجهّز بذلك (٢) الى العراق وفارس وسائر الجبال وخراسان وخوزستان وليس كعتّابىّ اصبهان فى الجودة والجوهريّة ، وبها [٩٩ ب] زعفران وفواكه تجلب الى العراق والى سائر النواحى وليس من العراق الى خراسان بعد الرىّ مدينة أكثر من اصبهان تجارة ،

(٩) وهى ذات نواح نزهة ورساتيق حسنة ومن وصل الى قربها من طريق فارس وصعد عقبة سرفراز أشرف على المدينتين والرساتيق المتّصلة بالبلد ورأى أنزه مكان وأطيبه ممّا يستوقف النظر وترتاح له النفس ولا يسأمه البصر ، ومن كرائم هذه الرساتيق رستاق جى وبه من الضياع الحسنة والقرى الخطيرة ما يذكر أنّها على عدد أيّام السنة ويقال أنّ الإسكندر عند ابتنائه سور شهرستان (٣) جعل فيه ثلثمائة وخمسة وستّين برجا لكلّ ضيعة برجا ليتحصّن فيه عند الفزع ويأوى اليه أهلها عند الحصار وتغلّب الأشرار وذلك أنّ نواحى اصبهان كانت فى قديم الأيّام ثغرا من ثغور الترك والديلم ، ومن الرساتيق المحيطة بالبلد رستاق لنجان (٤) ومهرين (٥) وجنبه وكراج (٦) وكدر وكه كاوسان وبرخوار وبراآن ، وبهذه الرساتيق ضياع كبار آهلة غزيرة الغلّات ومنها ذوات منابر وخطباء وأسواق وحمّامات ، وبالمدينة دور فاخرة وقصور لرؤسائها وأكابرها كقصر أبى علىّ بن رستم والساباط وبناؤه من جصّ وآجرّ وبالقرب منه الأرحية فى نهر زرنروذ وهو نهر لذيذ الماء طيّبه حسن المنظر بالقصور التى تركبه وتطلّ عليه وله جانبان ففى الشرقىّ قصر عبد الرحمن بن زياد وقصر ابن أبى الفضل فى سور كرينه (٧) ، ومن الجانب الغربىّ زركاباذ وتاجه (٨) محلّتان كبيرتان وفيهما يعمل السقلاطون والعتّابىّ الرفيع والخزف وغيره ،

__________________

(١) (والوشى) ـ (والوشىّ) ، (٢٠) (بذلك) ـ (ذلك) ، (١١) (شهرستان) ـ (سهرستان) ، (١٤) (لنجان) ـ (النجان) ، (١٥) (ومهرين) كما ضبط فيما بعد ـ (ومهربن) ، (٢٢) (وكراج) ـ فى نزهة القلوب (كرارج) ، (٢١) (كرينه) على التحمين وفى الأصل (؟؟؟) ، (٢٣) (وتاجه) على التحمين وفى الأصل (؟؟؟) ،

١١٧

ولكرينه (١) سوق يجتمع فيه الناس كالموسم للشرب والقصف والعزف إبّان النيروز سبعة أيّام بأنواع الملاذّ وغرائب الزينة قد تأنّق حاضروه فى الاستعداد لمآكلهم ومشاربهم وادّخر أهل البلد ومن قصده من البعد وأطراف نواحيهم النفقات الواسعة والزينة الرائعة والملابس الحسنة والاحتفال لللعب (٢) والطرب فيعتكفون على لذّاتهم ويتبارون فى مجالسهم ونشواتهم بحذّاق المسمعين والمسمعات على شاطئ الوادى وفى القصور قد ركبوا السطوح وغصّوا الأسواق بنهاية الاحتفال فى المآكل والمشارب والأنقال موصولا ليلهم بنهارهم لا يفترون ولا يعارضون ولا يمنعون قد أوسعهم (٣) سلاطينهم ذلك واتّصلت العادة على مرّ الأوقات واختلاف السنين والساعات بترك العرض لهم والأخذ على أيديهم ، ويقال أنّ نفقاتهم فى هذا السوق عند حلول الشمس الحمل يبلغ مائين ألوف دراهم مع مكنتهم من الفواكه الحسنة اللذيذة والمآكل الطيّبة الفاخرة والمشارب التى كالمجّان لرخصها وكثرتها إذ العنب يباع لديهم بمنّهم وهو أربع مائة درهم مائة منّا بخمسة دراهم ويكون المستخرج من عصيره نحو سبعين منّا يقوم بخمسة دراهم ، وأمّا فواكههم فلجودتها وحلاوتها وصحّتها يلحق عتيقها بطراءة (٤) حديثها كالكمّثرى والصينىّ والسفرجل والرمّان والتفّاح الكلمانىّ وكلمان ضيعة نفيسة بقرب اليهوديّة ولتفّاحها ذكاء فى الرائحة ولذّة فى الطعم وحسن فى المنظر وتعلّق أعنابهم فى المخازن والأهراء ، وبالقرب من المدينة ماربانان ويقال إنّ بساتينها فى مساحة فرسخ عن يمين وشمال منها وهى من غربىّ اصبهان ويقال إنّ خراجها مائة ألف درهم والمعوّل فى الجمد والثلج على ما يعمل بهذه القرية لكثرته وتمكّنهم من عمله وقد يعمل الجمد الكثير بغيرها وبها من الفواكه الغزير الكثير وهى من جانب النهر الغربىّ ، وبأسفل منها على نهر الوادى ضيعتان كبيرتان تدعى إحداهنّ بتروكان والأخرى مهروكان فى أنزه صقع ومكان وأنضره [١٠٠ ظ] ويخرج

__________________

(١) (ولكرينه) ـ (؟؟؟) ، (٥) (لللعب) ـ (للّعب) ، (٩) (أوسعهم) ـ (اوسعهم) ، (١٦) (بطراءة) ـ (بطراته) ،

١١٨

من مهروكان ماء من عين عظيمة غزيرة دائمة الجرى تدعى بياسرم وعليها ضياع عدّة وهذه العين فى شاطئ زرنروذ وبينها وبين النهر رمية سهم ، وأصل وادى زرنزوذ من خانان (١) من أصل جبل عظيم شاهق سامق ويخرج من شرقيّه ماء اصبهان ومن غربيّه ماء الاهواز ويسمّى نهر الاهواز عند خروجه (٢) مانان (٣) ، ووادى زرنروذ فى أصله واديان متباينان أحدهما من خانان والآخر من خنكان (٤) من ناحية يقال لها فريذين (٥) وبهذه الناحية ضياع كثيرة ورساتيق واسعة غزيرة ويحمل منها ضروب المتاجر والمآكل كالعسل والسمن والزبيب وأنواع الغلّات من الحبوب وبها من ماشية الغنم والبقر والخصب والخير والسعة ما يضاهى به الأماكن المشار اليها بالكمال من الخصب وأنواع المحاسن ولين العيش ، وبينها وبين اصبهان نحو عشرين فرسخا وهذا الوادى يقع فى وادى خانان (٦) بقرب الروذبار (٧) وله غلّات غزيرة وأنواع من ذلك كثيرة خطيرة متّصلة الميرة ، وكانت فى قديم الأيّام هذه الناحية فى حيّز الصعاليك وأهل الفساد والدعارة وكان مغيض مياهها الى خان لنجان وخان لنجان مدينة صغيرة خصبة كثيرة الخير ولها ناحية ورستاق كأطيب ما يكون بمياهه ومشاجره وبها من الخوخ الحسن اللذيذ ولها قلعة عظيمة وهى خزانة لأمرائهم تشرف على خان لنجان ونواحيها الى قرب اصبهان وبينها وبين المدينة تسعة فراسخ ، وبعض هذا الماء على رستاق مهرين وبها تلّ عظيم كالجبل وعليه قلعة وفيها بيت نار فيقال أنّ ناره من قديم النيران الأزليّة وقد توكّل بهذه النار سدنه عليها من المجوس وحفظة (٨) لها فيهم يسار شائع لأنّهم يتّخذون الأشربة فيعتّقونها ويقصدون لجودتها عندهم فيبيعونها ويربحون فيها ، وقد مرّ القول أنّ ماء زرنروذ يجرى على باب شهرستان عند السور (٩) نفسه ويقع

__________________

(٣) (خانان) ـ (حانان) ، (٥) (خروجه) ـ (حروه) (٢٣) ، (مانان) ـ لعلّ الصحيح (خانان) ،

(٦) (خنكان) على التخمين وفى الأصل (؟؟؟) ، (٢٤) (فريذين) ـ (؟؟؟) ، (١١) (خانان) ـ (حانان) ، (٢٥) (الروذبار) ـ (الرودبار) ، (٢٠) (وحفظة) ـ (وحفظه) ، (٢٢) (السور) ـ (البيور)،

١١٩

فيه أودية وعيون كثيرة فيقع عليها القسمة والحساب بحقّ المشارب حتّى لا يضيع من ماء زرنروذ شىء بوجه ، ويخرج من جملة هذا الماء تسعة أيّام فى الشهر لرستاق رويدست وبراآن (١) وهى ناحية جليلة وبها نحو عشرة منابر ولها غلّات واسعة وأكثر مير اصبهان تجلب منها ، ويصرف ماء زرنروذ بأجمعه أيّام الزراعة ووقت اشتغال الناس بالبزور أربعين يوما اليها الى حين يفرغ (٢) الزرع ، وآخر مياه زرنروذ يصل الى الضيعة المدعوّة برزند (٣) وهى للمجوس خاصّة ويغيض فى الأرض بينها وبين قورطان (٤) ضيعة يعمل بها البسط ويقال أنّ هذا الماء يغور بكرمان فى بحيرة تعرف بطهفيروز ويكون المكان الذي يقع اليه هذا الماء نحو تسعة فراسخ كالسبخة فلا يقدر الإنسان أن يمشى عليها إلّا على دفّتين من خشب أو كفّتين من حبال تكون تحت قدميه وهى على طرف مفازة خراسان من نواحى كرمان ، وفى ضمن اصبهان ناحيتان جليلتان يقال لإحداهما برخوار (٥) وبها نحو مائة ضيعة ومياه هذه الناحية فى القنىّ مصرّفة (٦) فى أقطانهم وسماسمهم وضروب غلّاتهم من الدخن وغيره وبها من الجمال والجمّالين للحمولات الغزير الكثير ، والناحية الأخرى تعرف برستاق كه كاوسان (٧) وبها حمّة موصوفة للأورام والعلل القديمة والأسقام (٨) [١٠٠ ب] وتقصد من جميع نواحيهم فيرجع المقعد منها على رجليه سليما ماشيا والمريض صحيحا ويدور بها رساتيق كثيرة ، ويقال أنّ أصل اصبهان كان هناك فى قديم الأيّام وسالف الدهر الى أيّام بخت نصر وقدوم اليهود من الشأم ناقلة الى هذه الناحية وكانوا قد استصحبوا من تربة بلدهم ومياههم وهربوا من ناحيتهم فقالوا نقصد موضعا يشاكل ناحيتنا ويشبه بلدنا وتربتنا ونزلوا بالمكان المعروف اليوم باليهوديّة وبالموضع الذي يعرف منها باشكهان واشكهان كلمة باليهوديّة وقايسوا التربة والماء فقالوا بلسانهم اشكهان أى نقعد هاهنا ، وكان

__________________

(٣) (وبراآن) ـ (؟؟؟) ، (٦) (يفرغ) ـ (يفرع) ، (٧) (برزند) على التخمين وفى الأصل (؟؟؟) ، (٢٠) (قورطان) ـ (؟؟؟) ، (١٢) (برخوار) ـ (برحوار) ، (١٣) (مصرّفة) ـ (مصرف) ، (١٥) (كه كاوشان) ـ (كه كارسان) ، (١٦) (والأسقام) ـ (والاسقا) ،

١٢٠