طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٧

أحمد بن عصام ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثنا أبي عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يستغفر للصف الأول ثلاثا ، وللثاني مرتين (١).

(٣٥٨) حدثنا ابن (٢) الجارود ، وعبد الله بن جعفر ، وغيرهما ، قالا : ثنا

__________________

ـ وأبو الشيخ يروي عنهما ، إلا أنّه لا يطلق الثاني ، بل يضيف إليه ابن المقريء ـ والله أعلم ـ والرصاص لم أهتد إليه.

ـ ومعاذ بن هشام : هو ابن أبي عبد الله الدستوائي البصري ، وثقه جماعة ، وقال ابن حجر : صدوق ربما وهم. مات سنة مائتين ، أنظر «التهذيب» (١٠ / ١٩٦) ، و «التقريب» ، ص ٣٤١ ، وأبوه : هو هشام بن أبي عبد الله سنبر ـ بوزن جعفر ـ تقدم في (ت رقم ٩٥) ثقة ضابط.

وقتادة : هو ابن دعامة السدوسي. تقدم في (ت رقم ٣) ، وهو ثقة ثبت.

(١) تخريجه :

في إسناده أبو عبد الرحمن والرصاص لم أعرفهما. وبقية رجاله ثقات سوى معاذ الدستوائي ، وهو صدوق كما تقدم. لم أجده من طريق المؤلف ، وله شاهد من حديث العرباض بن سارية ، وأبي هريرة ، فقد أورده الترمذي في «سننه» (١ / ١٤٣) بصيغة التمريض معلقا بلفظ : «روي» عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر الحديث مثله ، غير أنه قال : «وللثاني مرة» ، وأخرجه ابن ماجة في «سننه» (١ / ٣١٨) الإقامة ، باب فضل الصف المقدم ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ١٢٦ و ١٢٧ و ١٢٨) ، والدارمي في «سننه» (١ / ٢٩٠) الصلاة ، باب : في فضل الصف الأول ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «الإحسان تقريب صحيح ابن حبان» (٣ / ٤٥٤ و ٤٥٥) بطريقين ، والحاكم في «المستدرك (١ / ٢١٤) ، وقال : صحيح الإسناد ، وقال الذهبي : صحيح على شرطهما جميعهم من حديث العرباض بن سارية مرفوعا نحوه ، ولفظ ابن حبان : يصلي بدل يستغفر ، وعند الجميع «وللثاني مرة».

وحديث أبي هريرة أخرجه البزار في مسنده كما في «كشف الأستار» (١ / ٢٤٧) الصلاة ، باب : فضل الصف ، ولفظه : أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ استغفر للصف الأول ثلاثا ، وللثاني مرتين ، وللثالث مرة ، وقال البزار : حديث العرباض أصح. قلت في إسناده أيوب بن عتبة ، وهو ضعيف كما في «الميزان» (١ / ٢٩٠) ، و «التقريب» ، ص ٤١.

(٢) تراجم الرواة :

٤١

أحمد بن عصام ، قال : ثنا أبو بكر الحنفي ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «لا يضرّ المرأة الحائض ، ولا الجنب أن لا تنقض رأسها إذا بلغ الماء شؤون الرّأس» أو قال : شؤن (١).

__________________

ـ ابن الجارود : هو أبو بكر محمد بن علي بن الجارود. تقدم في (ت رقم ٤٨) ، وهو ثقة.

ـ وعبد الله بن جعفر : هو ابن أحمد بن فارس. تقدم أيضا في (ت رقم ٤٠) ، وأبو بكر الحنفي : هو عبد الكبير بن عبد المجيد. تقدم في (ت رقم ٢٢٣). ثقة ، وسفيان هو الثوري تقدم في (رقم ٣) ، وأبو الزبير : هو المكي محمد بن مسلم تقدم (في ت رقم ٨١) ، وهو صدوق ، غير أنه يدلس ، وقد عنعن.

(١) تخريجه :

في إسناده أبو الزبير المكي ، وهو صدوق مدلّس ، وقد عنعن ، والحديث أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٨) به مثله ، وأخرج الدارمي في «سننه» (١ / ٢٦٢ و ٢٦٣) من طريق أبي الزبير ، عن جابر من قوله في الحائض والجنب يصبان الماء صبا ، ولا ينقصان شعورهما».

وأخرج مسلم في «صحيحه» (٤ / ١٠) مع النووي ، الحيض ، باب : حكم ضفائر المغتسلة ، عن جابر في معناه ، ولمعنى الحديث شاهد من حديث أم سلمة وعائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ ، وروته عائشة عن أسماء مرفوعا نحوه ، فقد أخرجه عنهما مسلم في «صحيحه» (٤ / ٩ ـ ١٦) مع النووي بطرق ، وأبو داود في «سننه» (١ / ٣٧٣) الطهارة ، باب : هل المرأة تنقض شعرها عند الغسل ، والترمذي في «سننه» (١ / ٧١) الطهارة ، باب : هل تنقض المرأة شعرها ، والنسائي في «سننه» (١ / ١٣١) الطهارة ، باب : ذكر ترك المرأة تنقض شعرها ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ١٩٨) الطهارة ، باب : ما جاء في غسل النساء من الجنابة ، وعبد الرزاق في «مصنفه» (١ / ٢٧٢) ، والدارمي في «سننه» (١ / ٢٦٣) الوضوء ، باب اغتسال الحائض إذا وجب عليها الغسل ، وابن خزيمة في «صحيحه» (١ / ٢٢٢) ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان» (٢ / ٣٦٥) ، وأبو عوانة في «مسنده» (١ / ٣١٥) ، والبيهقي في ـ

٤٢

__________________

ـ «سننه» (١ / ١٨١). أكثرهم من طريق عبد الرزاق ، كلّهم من حديث أم سلمة ، وابن خزيمة عن عائشة أيضا.

لفظ حديث أم سلمة فيما رواه مسلم : هو أنها «قالت» : قلت : يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي ، فأنقضه لغسل الجنابة؟ قال : «لا» وفي رواية أخرى ـ أفأنقضه للحيضة والجنابة؟ فقال : «لا».

ولفظ حديث عائشة : أن أسماء سألت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن غسل المحيض إلى قوله : «ثمّ تصبّ على رأسها ، فتدلكه دلكا شديدا ، حتّى تبلغ شؤون رأسها ، ثمّ تصبّ عليها الماء» ، وكذا ورد في غسل الجنابة.

وأنظر «نصب الراية» (٤ / ٨٠).

٤٣

٢٤٩ ٩ / ٢ يونس بن حبيب (*) :

ابن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن قيس الماصر ، سمعت ابن أبي حاتم بنسبه (١) (هذا) (٢) ، وقال غيره (٣) : ابن عبد العزيز بن قيس العجلي ، يكنى أبا بشر صاحب أبي داود (٤) ، توفي سنة سبع وستين ومائتين ، وهو ابن بنت حبيب (٥) بن الزبير ، قد روى عنه شعبه ، وكان ينزل المدينة (٦) ، وكان أبو مسلم (٧) من سبي الديلم ، سباه أهل الكوفة ، وحسن إسلامه ، فولد له قيس ، ويقال : إنه مولى لعلي بن أبي طالب من خانة السوق ، ثم ولاه

__________________

(*) للماصر ترجمة في «الجرح والتعديل» (٩ / ٢٣٧) ، وقال ابن أبي حاتم كتبت عنه بأصبهان ، وهو ثقة ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٥) ، وفي «اللباب» (٣ / ١٤٩) ، وفيه كان ثقة. مات قبل الثلاثمائة ، ولوفاته ذكر في «التذكرة» للذهبي (٢ / ٥٦٦) ، وفي «البداية والنهاية» لابن كثير (١١ / ٤٢) ، وترجم له في «غاية النهاية» (٢ / ٤٠٦) ، وفيه مقريء ، عدل ، ضابط ، ثقة.

(١) أنظر «الجرح والتعديل» (٩ / ٢٣٧).

(٢) في النسختين : (نسبه) فقط ، أثبته بين المعكوفين من «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٥) نقلا عن المؤلف.

(٣) في الأصل : عمرة ، وفي أ ـ ه عمر ، والصواب ما أثبته من المصدر السابق نقلا عن المؤلف.

(٤) وهو الطيالسي ، وفي «البداية والنهاية» (١١ / ٤٢) ، وراوي مسند أبي داود الطيالسي.

(٥) تقدمت ترجمته برقم (٤٥).

(٦) أي مدينة إصبهان ، فكأنّ سكنه كان خارج المدينة ، أو حولها.

(٧) هو الجد الأخير ليونس المترجم له ، وهو والد قيس.

٤٤

الماصر ، وكان أول من مصر الفرات (١) ودجلة (٢) ، فسمي قيس الماصر (٣) ، وإليه ينسب الماصر ، فمن ولده : عمر بن قيس الماصر ، وعبد العزيز بن قيس الماصر ، وكانا خرجا مع ابن الأشعث (٤) أيّام الحجاج مع القراء (٥) ، فلما هزم ابن الأشعث هرب عبد العزيز بن أبي مسلم مع أهله إلى أصبهان ، وأقام عمر بن قيس الماصر بالكوفة ، فروى عنه الكوفيون (٦) ، وتزوج عبد العزيز بأم البنين بنت الزبير بن مشكان ، وتزوجوا في الزبيرية (٧) ، وتزوج منهم الزبيرية ، وكان يونس من الرواة عن أبي داود (٨) ، يقال : إنه كان عنده ثلاثين ألفا عن أبي داود ، وكان من المعروفين بالستر والصلاح ، وكان مقبول

__________________

(١) تقدمتا في بداية الكتاب.

(٢) تقدمتا في بداية الكتاب.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦) ، و «اللباب» (٣ / ١٤٩).

(٤) هو عبد الرحمن بن الأشعث الكندي ، خرج على الحجاج سنة إحدى وثمانين ، وقيل : اثنتين وثمانين ، ووقع بينهما ما وقع من الحرب والقتال الشديد بدير الجماجم ، ودير قرة في سنة ٨٢ ه‍ ، ومستهل سنة ٨٣ ه‍ ، وفي النهاية هزم ابن الأشعث ، وقتل من أصحابه خلق كثير ، ومنهم عدد من القراء ، وقيل : إنّه قتل الحجاج بين يديه صبرا ـ من أصحابه ـ مائة ألف وثلاثين ألفا ، وقتل ابن الأشعت سنة ٨٤ ه‍. أنظر «البداية والنهاية» (٩ / ٤٠ و ٤٧ و ٥٣).

(٥) ومنهم جبلة بن رجز بن قيس ، وسعيد بن جبير ، وعامر الشعبي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وكميل بن زياد ، وأبو البختري الطائي ، وغيرهم ، وجعل ابن الأشعث على كتيبة القراء جبلة بن رجز. أنظر المصدر السابق (٩ / ٤٢).

(٦) في النسختين : الكوفيين ، والصواب ما أثبته حسب مقتضى القواعد.

(٧) هذه نسبة إلى حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي ، فيقال لهم : الزبيري ، وهم بأصبهان.

أنظر «اللباب» (٢ / ٦١) لابن الأثير الجزري.

(٨) أي الطيالسي ، ويونس : هو راوي المسند عنه.

٤٥

القول ، وكان كتب إليه المعتز (١) بالله (٢) كتابا بالنظر في أمر مستظلم تظلّم. إليه ، وحمله وإياه (٣) على الحق ، وكان عظيم القدر خطيرا (٤).

(٣٥٩) ومن غرائب حديثه : حدثني أبي ـ رحمه‌الله تعالى ـ وابن الجارود ، وعبد الله بن جعفر (٥) ، قالوا : ثنا يونس ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا مات صاحبكم فدعوه».

__________________

(١) في أ ـ ه «المعين» ، والصواب ما في الأصل كما أثبته ، وكذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦).

(٢) وهو المعتز بن المتوكل أبو عبد الله ، واسمه الزبير بن جعفر بن محمد بن محمد بن هارون.

(٣) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦): «أباءه».

«بايعه الناس بعد المستعين ، وكان نقش خاتمه «المعتز بالله». قتل سنة خمس وخمسين ومائتين. أنظر «الثقات» لابن حبان (٢ / ٣٣١).

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦).

(٥) تراجم الرواة :

ـ أبوه : هو محمد بن جعفر بن حيان. تقدم في (ت رقم ١٠٥) ، وابن الجارود : هو أبو بكر محمد بن علي بن الجارود. تقدم في (ت رقم ٤٨). ثقة ، وعبد الله بن جعفر هو ابن أحمد بن فارس تقدم في (ت رقم ٤٠) ، وأبو داود : هو الطيالسي ترجم (برقم ٩٣) ، وعبد الله بن عثمان : هو البصري ، صاحب شعبة ، ومات قبله. ثقة ثبت. انظر «التهذيب» (٥ / ٣١٦).

ـ هشام بن عروة : تقدم في (ت رقم ٢) ، وكذا أبوه تقدم في (ت ٤٨) ، وهما ثقتان.

تخريجه :

ـ إسناده صحيح ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦) من طريق عبد الله بن جعفر بن مثله ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» (١ / ١٥٣) بترتيب الساعاتي به نحوه بلفظ «إذا مات الميّت فدعوه» وأبو داود السجستاني في «سننه» (٥ / ٢٠٦) الأدب ، باب : في النّهي عن سب الموتى من طريق هشام به مثله ، غير أنه زاد في آخره «ولا تقعوا فيه» وهذه الزيادة توضح معنى الحديث.

وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١٢ / ٣٦٠) في ترجمة الفضل بن زياد الطستي ـ وهو ثقة ـ من طريق هشام به مثله.

٤٦

(٣٦٠) حدثني أبي (١) ـ رحمه‌الله ـ وابن الجارود ، وعلي بن رستم ، وغيرهم ، قالوا : ثنا يونس ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا أبو الأشهب ، وجرير بن حازم ، وسلم بن زرير ، وحماد بن نجيح ، وصخر بن جويرية ، عن أبي رجاء ، عن عمران بن حصين ، وابن عباس ، قالا : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «نظرت في الجنّة ، فإذا أكثر أهلها الفقراء ، ونظرت في النّار ، فإذا أكثر أهلها النّساء» (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

تقدم بعضهم قريبا ، وعلي بن رستم : تقدم في (ت رقم ١٢٩) ، ويونس : هو ابن حبيب المترجم له ، وأبو داود : هو الطيالسي ، وأبو الأشهب : هو العطاردي جعفر بن حيّان.

ـ السعدي البصري ، مشهور بكنيته ثقة ، تقدم في (ت رقم ٢٠٦).

ـ وجرير بن حازم : تقدم في (ت رقم ١٠). ثقة ، ومسلم بن زرير ـ بفتح الزاي ورائين ـ هو العطاردي أبو بشر البصري. وثقه أبو حاتم ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال ابن حجر : من السادسة. مات في حدود الستين. أنظر «التقريب» ، ص ١٢٩.

ـ وحمّاد بن نجيح : هو الإسكاف السدوسي أبو عبد الله البصري. صدوق من السادسة. أنظر المصدر السابق ، ص ٨٢ ، و «التهذيب» (٢ / ٢٠) ، وصخر بن جويرية أبو نافع. قال أحمد : ثقة.

وقال القطان : ذهب كتابه ، ثم وجده فيكلّم فيه لذلك. المصدر السابق ، ص ١٥١ و «التهذيب» (٤ / ٤١٠) وأبو رجاء هو العطاردي عمران بن ملحان ـ بكسر الميم وسكون اللام ـ مشهور بكنيته ، مخضرم ، ثقة ، معمر. مات سنة ١٠٥ ه‍ ، وله ١٢٠ سنة. «التقريب» ، ص ٢٦٥).

(٢) تخريجه :

إسناده صحيح ، فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٢ / ٣٠٨) من طريق يونس به مثله ، وقال : رواه أيوب السختياني ، ومطر الوراق ، عن أبي رجاء ، عن ابن عباس من دون عمران مثله ، والحديث صحيح متفق عليه على شرط الجماعة. انتهى. وأخرجه الطيالسي في «مسنده» حديث (٨٣٣ و ٢٧٥٩) به مثله في موضع ، وفي (٢ / ٢٤٣) بترتيب الساعاتي به ، سوى أبي الأشهب ، وبدون عمران بن حصين ، عن ابن عباس مرفوعا مثله. ـ

٤٧

(٣٦١) حدثني أبو عبد الرحمن (١) ، قال : ثنا يونس ، قال : ثنا أبو داود ،

__________________

ـ ونقل ابن حجر في «الفتح» (١١ / ٢٧٩) قول الخطيب في «المدرج» أنه قال : روى هذا الحديث أبو داود الطيالسي ، عن أبي الأشهب ، وجرير بن حازم ، وسلم بن زرير ، وحماد بن نجيح ، وصخر بن جويرية ، عن أبي رجاء ، عن عمران ، وابن عباس به ، ولا نعلم أحدا جمع بين هؤلاء انتهى». قلت : الحديث متفق عليه كما قال أبو نعيم ، ولكن بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٩ / ٢٩٨) النكاح ، باب : كفران العشير ... من طريق عوف ، عن أبي رجاء ، عن عمران ، وفي الرقاق (١١ / ٤١٤) ، باب : صفة الجنة والنار ، ومن طريق سلم بن زرير ، عن أبي رجاء به نحوه في فضل الفقر ، ص ٢٧٣ ، قال : تابعه ـ أي تابع سلما ـ أيوب وعوف ، قلت : قد روى متابعة عوف المؤلف نفسه كما ذكرتها ، ومتابعة أيوب رواها النسائي في «الكبرى» كما قال ابن حجر في «الفتح» (١١ / ٢٧٣) ، وكذا عزاه المزي في «تحفة الأشراف» (٥ / ٩٢) إلى النسائي في «السنن الكبرى» ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» (١٧ / ٥٣) مع النووي الرقاق ، باب : أكثر أهل الجنة الفقراء ، وأكثر أهل النار النساء ، من طريق أيوب السختياني ، وأبي الأشهب ، وسعيد بن أبي عروبة. ثلاثتهم عن أبي رجاء ، عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، ورواه البخاري في الرقاق تعليقا من طريق صخير ، وحمّاد بن نجيح ، عن أبي رجاء به نحوه ، وأخرجه الترمذي في «سننه» (٤ / ١١٥) صفة جهنم ، باب : أكثر أهل النار النساء ، من طريق أيوب عن أبي رجاء ، عن ابن عباس ، ومن طريق عوف ، عن أبي رجاء ، عن عمران مرفوعا نحوه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ... ، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال ، ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعا ، وقد روى غير عوف هذا الحديث عن أبي رجاء ، عن عمران (أ ـ ه) ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٣٤ و ٣٥٩) من طريق أبي رجاء العطاردي ، عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، وفي (٤ / ٤٢٩ و ٤٣٧ و ٤٤٣) عن عمران مرفوعا نحوه ، كذا أبو نعيم في «الحلية» (٢ / ٣٠٨) من الطريق المذكور ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٥ / ١٥٩) ، وقال أبو نعيم : «وتابعه ـ أي عوفا ـ عليه قتادة ، عن أبي رجاء ، ورواه جماعة ، فخالفوهما ، فقالوا : عن ابن عباس ، وعمران ، وله شاهد عند أحمد في «مسنده» (٢ / ١٧٣ و ٣٩٧) من حديث عبد الله بن عمرو ، وأبي هريرة مرفوعا نحوه ، وزاد عبد الله بن عمرو في روايته مع النساء : الأغنياء.

(١) تراجم الرواة :

تقدم أكثرهم : أبو عبد الرحمن في حديث (رقم ٣٥٧) ، ويونس : هو المترجم له ، ـ

٤٨

قال : ثنا شعبة ، عن الأعمش ، ومنصور ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «استقيموا لقريش ما استقاموا لكم». الحديث (١).

* * *

__________________

ـ وأبو داود هو الطيالسي تقدم (بترجمة ٩٣) ، وشعبة : هو ابن الحجاج ، ومنصور : هو ابن المعتمر أبو عتاب الكوفي ، وسالم بن أبي الجعد رافع الأشجعي مولاهم الكوفي : ثقة ، من رجال الجماعة. مات سنة مائة ، وقيل بعدها ، انظر «التهذيب» (٣ / ٤٣٢) ، وثوبان : هو الهاشمي مولى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صحبه ولازمه ونزل بعده الشام ، ومات بحمص سنة أربع وخمسين ، انظر «التقريب» ص ٥٢.

(١) تخريجه :

رجاله ثقات سوى أبي عبد الرحمن لم أعرفه ، فقد أخرجه الطبراني في «الصغير» (١ / ٧٤) من طريق يونس به مثله بتمامه ، وكذا في «الأوسط» كما في «المجمع» (٥ / ١٩٥ و ٢٢٨) ، وقال الهيثمي : رجال الصغير ثقات ، وقال الطبراني : لم يروه عن شعبة إلّا أبو داود ، وعباد بن عباد ، وأخرجه أحمد في «مسنده» (٥ / ٥٢) من طريق الأعمش به مثله ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٢ / ١٤٧) من طريق شعبة به مثله ، وأورد الهيثمي في «المجمع» (٥ / ٢٢٨) له شاهدا من حديث النعمان بن بشير مثله مع زيادة في آخره ، وقال الهيثمي : وفيه من لم أعرفه.

٤٩

٢٥٠ ٩ / ٢ أبو العباس أحمد بن يونس (*) :

ابن المسيب الضبي البغدادي. قدم أصبهان ، وتوفي سنة ثمان وستين ومائتين. يحدث عن حجاج الأعور ، ويعلى ، ومحمد (١) ابنا عبيد ، والناس قدم ، فلم يعرفوه ، وكتبوا في أمره إلى بغداد ، فأثنوا عليه ووثقوه ، وذكروا أن أباه كان له محل (٢) من السلطان ، وكان المحدثون (٣) توصوا له ، وحدث بأحاديث كثيرة عالية حسان ، ومن حسان حديثه.

(٣٦٢) حدثني أبي ـ رحمه‌الله ـ قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا محمد بن جعفر (٤) المدائني (٥) ، قال : ثنا حمزة الزيات ، عن أبي سفيان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٢ / ٨١) ، وفيه سمعنا منه ، وكان محلّه عندنا محل الصدق ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٨١). وطوّل أبو نعيم في ذكر نسبه ، وفي «تاريخ بغداد» (٥ / ٢٢٣) ، وفيه قال علي بن عمر الحافظ ـ الدارقطني ـ : كوفي ، سكن أصبهان ، كثير الحديث ، من الثقات ، وقال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٦٠) : وفيها ـ أي في سنة ٢٦٨ ه‍ ـ توفي المسند أحمد بن يونس.

(١) في الأصل بزيادة «واو» بعد محمد ، والصواب بدونها وهكذا في أ ـ ه و «أخبار أصبهان» (١ / ٨١).

(٢) في الأصل : محلا والصواب كما أثبته.

(٣) في النسختين والمحدثين ، وانفردت الهندية بزيادة (من) بعد (كان).

(٤) تراجم الرواة :

تقدم بعضهم قريبا ، ومحمد بن جعفر المدائني : هو أبو جعفر الرازي البزاز صدوق ، فيه لين. مات سنة ٢٠٦ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٩٣ ، و «التهذيب» (٩ / ٩٨). ـ

٥٠

«علم الإيمان الصّلاة ، فمن فرغ لها قلبه ، وحاد عليها بحدّها ووقتها وسننها ، فهو مؤمن».

(٣٦٣) حدثنا أبو زفر الهذيل (١) بن عبيد الله (٢) ، قال : ثنا أحمد بن

__________________

ـ وحمزة الزيات : هو ابن حبيب بن عمارة. تقدم في (رقم ت ١٠٠) ، وهو صدوق زاهد ربّما وهم ، وأبو سفيان : هو طريف بن شهاب ، أو ابن سعد السعدي البصري الأشل ـ بالمعجمة ـ ويقال : الأعسم ـ بمهملتين ـ ضعيف من السادسة ، المصدرين السابقين ص ١٥٦ ، و (٥ / ١١) ، وأبو نضرة : هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي. تقدم في (رقم ٨٥) ، وهو ثقة.

تخريجه :

في إسناده محمد بن جعفر المدائني ، هو صدوق فيه لين ، وأبو سفيان السعدي ، وهو ضعيف ، فقد أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (١١ / ١٠٩) من طريق محمد بن جعفر المدائني به نحوه ، وقال : هذا الحديث غريب جدا. لم أكتبه إلا من حديث علي بن عمر الختلي بإسناده.

(٥) في النسختين : المديني والتصحيح من «التقريب» ص ٢٩٣ ، و «التهذيب» (٩ / ٩٨).

(١) تراجم الرواة :

هو الهذيل بن عبد الله الضبي. ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» كما سيأتي في (٣١١ / ٣) ، وسكت عنه ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٠) ، وقد ترجم له الأحوص بن جواب ـ بفتح الجيم ، وتشديد الواو ـ أبو الجواب الضبي الكوفي. صدوق ، ربما وهم. مات سنة ٢١١ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٥ ، و «التهذيب» (١ / ١٩١) ، وصباح : هو ابن يحيى المزني ، قال أبو حاتم : هو شيخ. انظر «الجرح والتعديل» (٤ / ٤٤٢) ، وطريف بن شهاب : هو أبو سفيان السعدي تقدم في السند قبله.

(٢) كذا في النسختين. وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٠): «عبد الله» ، ونسبه كاملا.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وطريف ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٢) من طريقه به مثله ، وأخرج ابن ماجه في «سننه» (١ / ١٠١) من طريق طريف السعدي به بلفظ : «مفتاح الصّلاة الطّهور ، وتحريمها التّكبير ، وتحليلها التّسليم» وهذا ـ

٥١

يونس ، قال : ثنا الأحوص بن جواب ، قال : ثنا صباح المزني ، عن طريف بن شهاب ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «افتتاح الصّلاة التّكبير ، وتحليلها التّسليم ، وإذا ركعت ، فلا تخفض رأسك ، ولا ترفعه».

(٣٦٤) حدثنا أبو زفر (١) ، وقال : ثنا أحمد ، قال : ثنا الأحوص ، قال : عبد الغفار بن القاسم ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله

__________________

ـ هو المشهور من لفظ الحديث كما رواه أبو داود في «سننه» (١ / ٤٩) الطهارة ، باب : فرض الوضوء ، والترمذي في «سننه» (١ / ٥) الطهارة ، باب : مفتاح الصلاة الطهور ، وقال الترمذي : هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن.

وعبد الله بن محمد : هو صدوق ، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه ، وابن ماجه في «سننه» (١ / ١٠١) الطهارة ، باب : مفتاح الصلاة الطهور ، وأحمد في «مسنده» (١ / ١٢٣ و ١٢٩) ، والدارمي في «سننه» (١ / ١٧٥).

كلّهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن محمد ابن الحنفية ، عن أبيه علي مرفوعا باللفظ المتقدم عند ابن ماجه ، وعبد الله هذا صدوق في حديثه ، لين كما في «التقريب» ص ١٨٨.

(١) تراجم الرواة :

تقدم معظمهم قريبا ، وعبد الغفار بن القاسم أبو مريم الأنصاري.

قال أبو حاتم ، والنسائي ، وغيرهما : متروك الحديث ، وقال البخاري «ليس بالقوي عندهم» ، انظر «الميزان» (٢ / ٦٤٠) ، وعطية : هو العوفي تقدم في (ت رقم ٩٤) ، وهو صدوق يخطىء كثيرا ، وشيعي مدّلس.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وعبد الغفار بن القاسم ، وهو ليس بثقة ، بل متروك عند البعض كما تقدم ، وعطية مع كونه يخطىء كثيرا مدلس ، وقد عنعن ، ولكنّه يحسن بشواهده ، فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٤ / ٢٨٧) الحروف والقراءات ، والترمذي في «سننه» (٥ / ٢٦٨ المناقب ، باب : مناقب أبي بكر ، وابن ماجه في «سننه» (١ / ٣٧) المقدمة ، حديث ٩٦ ، كلهم من طريق عطية العوفي به ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وقد روي من غير وجه عن عطية ، عن أبي سعيد. وابن أبي عاصم في ـ

٥٢

ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ أهل الدّرجات العلى يراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدّريّ في أفق السّماء ، وإنّ أبا بكر وعمر منهم وأنعما».

* * *

__________________

ـ «كتاب السنة» (٢ / ٦١٦) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به مثله ، وإسناده حسن ، وكذا بوجه آخر عن الأعمش به.

قلت : وله شاهد من حديث جابر بن سمرة وأبي هريرة أخرجهما الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» (٩ / ٥٤) مرفوعا نحوه ، وقال الهيثمي في الأول ، وفيه الربيع بن سهل الواسطي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، وفي الثاني يعني حديث أبي هريرة : رجاله رجال الصحيح غير سلم بن قتيبة وهو ثقة. ومعنى أنعما ، أي منهم ، وزادا في هذا الأمر ، وتناهيا إلى غايته ، والدّري : هو ـ الكوكب الكبير ـ المضيء. انظر «جامع الأصول» (٨ / ٦٢٨) لابن الأثير.

٥٣

٢٥١ ٩ / ٣ خ ـ د ـ ت ـ س عبيد الله بن سعد بن إبراهيم (*) :

ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (١) الزهري. ولي القضاء بأصبهان ، وحكم بها ، فنقم عليه بعض أحكامه ، فقام عبد (٢) الله بن الحسن مناصبا له حتى عزله ، ورجع إلى بغداد ، وولي ثانيا ، فلما ورد البلد ، لم يلبث أن ورد كتاب عزله (٣).

(٣٦٥) حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الجمّال (٤) ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٥ / ٣١٧) ، وقال ابن أبي حاتم : كتبت عنه مع أبي ، وهو صدوق ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ١٠٠). وفي «تاريخ بغداد» (١٠ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤) ، وقال الخطيب : كان ثقة. ومات سنة ٢٦٠ ه‍ ، وفي «التقريب» ص ٢٢٥ ، وفيه أبو الفضل البغدادي قاضي أصبهان ، ثقة ، وفي «التهذيب» (٧ / ١٥).

(١) في الأصل «عون» والصواب ما أثبته كما في أ ـ ه وأخبار أصبهان (٢ / ١٠٠) والتهذيب (٧ / ١٥).

(٢) هو عبد الله بن حسن بن حفص. سيأتي بترجمة رقم ٢٢٨.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٠٠).

(٤) الرواة :

ـ أبو العباس. تقدم في (ت ٢) ، وكان صاحب علوم ، وعمه : هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري أبو يوسف المدني ، نزيل بغداد ، ثقة. مات سنة ٢٠٨ ه‍. انظر «التهذيب» (١١ / ٣٨٠) عبد العزيز بن المطلب أبو طالب المدني صدوق ، من السابعة.

وصفوان بن سليم المدني أبو عبد الله الزهري مولاهم ، ثقة مفت عابد رمي بالقدر ، مات سنة ١٣٣ ه‍ ، انظر «التقريب» ص ١٥٣ ، وعطاء بن يسار مولى ميمونة الهلالي أبو محمد المدني : ثقة ، فاضل. تقدم في (ت رقم ٩٥). ـ

٥٤

عبيد الله بن سعد ، قال : ثنا عمي ، قال : ثنا عبد العزيز بن المطلب ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار مولى ميمونة ، وحميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «لا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة حين ينتهبها وهو مؤمن» (١).

* * *

__________________

ـ وحميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو إبراهيم ، ويقال : غيره ، ثقة. مات سنة ٩٥ ه‍ ، وقيل بعدها. انظر «التهذيب» (٣ / ٤٥).

(١) تخريجه :

إسناده حسن ، وقد تقدم تخريجه في حديث ٣٣٢ تحت ترجمة ٢٣٨ ، والحديث متفق عليه.

٥٥

٢٥٢ ٩ / ٤ الحسين بن إسحاق العطّار (*) :

قدم مع عبيد الله بن سعد.

حدثنا أحمد بن محمود (١) ، قال : الحسين بن إسحاق العطار ، قال : ثنا إبراهيم بن بشير بن سليمان ، قال : ثنا أبو كدينة (٢) ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : لا تصحبن صاحبا لا يرى لك من الحق مثل ما ترى له (٣).

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٥٧) ، وفيه بغدادي الدار ، كوفي المولد ، قدم أصبهان مع عبيد الله ، وفي «تاريخ بغداد» (٧ / ٢٨٦) ، وقال الخطيب : وكان ثقة ، توفي سنة ٢٧٢ ه‍.

(١) تراجم الرواة :

ـ أحمد بن محمود بن صبيح. تقدم في (ت ٣٢) ثقة.

ـ إبراهيم بن بشير بن سليمان. لم أقف عليه.

(٢) أبو كدينة ـ بالتصغير ـ : هو يحيى بن المهلب البجلي الكوفي ، ثقة ، انظر «التهذيب» (١١ / ٢٨٩). وليث : هو ابن أبي سليم ، تقدم في (ت رقم ١٨١). ترك حديثه.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٥٧).

٥٦

٢٥٣ ٩ / ٥ أبو جعفر أحمد بن مهدي (*) :

ابن رستم. توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين لعشر مضين من شهر رمضان ، وكان ذا (١) مال كثير ، فخرج فأنفقه كله. ذكر ثلاث مائة ألف ، أو نحوه ، وكان متقنا ثبتا (٢).

حكى الجارودي (٣) الحافظ ، قال : ما رأيت أثبت من أحمد بن مهدي ، وقال محمد بن يحيى بن منده : لم يحدث مذ أربعين سنة ببلدنا أوثق من أحمد بن مهدي (٤) ، وسمع من أبي عبيد الكتب ، فبلغني أنه قال لأبي عبيد : اكتب «كتاب الأموال» (٥) بماء الذهب ، فقال له : لا الحبر أبقى ، وتولى قراءة كتب أبي عبيد عليّ بن أبي عبيد ، وصنف «المسند» ، وسمع من أبي اليمان ، وعبد الله بن صالح ، وحجاج ابن أبي منيع ، ونعيم بن

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٢ / ٧٩) ، وقال ابن أبي حاتم : «كتبنا عنه ، وكان صدوقا ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٨٥) ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧).

(١) في النسختين : (ذو).

(٢) كذا عند أبي نعيم في المصدرين السابقين.

(٣) الجارودي : منسوب إلى الجارود. اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. انظر «اللباب» (١ / ٢٤٩) ، وهو محمد بن علي بن الجارود. تقدم في (ت رقم ٤٨).

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٦).

(٥) وقد طبع كتابه المذكور مرتين بمطبعة الفجالة الجديدة في ١٣٩٥ ه‍ ـ ١٩٧٥ م. الطبعة الثانية منها في مجلد نشرة مكتبة الكليات الأزهرية ، ودار الفكر للطباعة والنشر. وانظر ترجمة المؤلف أبي عبيد القاسم ابن سلّام في «مقدمة كتابه» المذكور للمحقق.

٥٧

حمّاد ، وابن أبي مريم ، وبالكوفة عن قبيصة ، وأبي نعيم ، وإلياس ، وبلغني أنه غاب عنه كتاب قبيصة ، ثم رده (١) ، فترك قراءته ، وذكر أنه لم يعرف له فراشا مذ أربعين سنة ـ رحمه‌الله تعالى ـ (٢) وله أحاديث كثيرة ينفرد بها (٣) ، ومن ذلك :

(٣٦٦) حدثنا أبي وابن المقري (٤) في آخرين ، قالوا : ثنا أحمد بن مهدي ، قالوا : ثنا ثابت بن محمد ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي الزبير ، عن

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٦) : ثم رد عليه.

(٢) كذا في المصدر السابق ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٦).

(٣) في الأصل : «به» ، والتصحيح من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٤) تراجم الرواة :

أبوه : هو محمد بن جعفر بن حيان. تقدم في (ت ١٠٥) ، وابن المقري : هو عبد الله بن محمد بن عيسى. تقدم في (ت رقم ٨١). وثابت بن محمد العابد : صدوق ، زاهد ، يخطىء في أحاديث. مات سنة ٢٥١ ه‍ ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ٥١ ، و «التهذيب» (٢ / ١٤) ، وسفيان : هو الثوري. تقدم في (ترجمة ٣) ، وأبو الزبير : هو محمد بن مسلم المكي. تقدم في (ت رقم ٨١) ، وهو صدوق ، غير أنه يدلس ، وقد عنعن.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، ومدلس قد عنعن ، وهو أبو الزبير المكي ، وصدوق يخطىء ، وهو ثابت ، إسناده حسن بطرقه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٦) من طريقه به مثله ، وقال : تفرد به أحمد بن مهدي فيما حدثنا به أبو محمد بن حيان ، عن أبيه ، وابن المقري عنه ، عن ثابت ، قلت : قد تابع أباه وابن المقرىء محمد بن الحسين بن أحمد. عند أبي نعيم في المصدر السابق (٢ / ٢٦٤) ، وهو ثقة. كذا أخرجه الطبراني في «الصغير» (٢ / ٨٥) ، وعبد الرزاق في «مصنفه» (٢ / ٣٧٨) عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر موقوفا.

والخطيب في «تاريخ بغداد» (١١ / ٣٤٥) بطريقين : من طريق أحمد بن مهدي به مثله ، وقال الخطيب : تفرد بروايته أحمد بن مهدي ، عن ثابت ، عن الثوري هكذا مرفوعا ، ـ

٥٨

جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا يقطع الصّلاة الكشر (١) ، إنّما تقطعها (٢) القرقرة».

(٣٦٧) حدثنا أبو العباس (٣) الجمّال ، قال : ثنا أحمد بن مهدي ، قال : ثنا عبد الحميد بن صالح ، قال : ثنا أبو شهاب الحنّاط ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن ذكوان ، عن أبي هريرة رفعه ، قال : «لا يدخل الجنّة ولد زنا».

__________________

ـ ورواه أبو أحمد الزبيري ، عن الثوري موقوفا ، ثم ساقه بسنده موقوفا ، وقال : رفعه لا يثبت ، وقال الطبراني في المصدر السابق أيضا لم يروه مرفوعا عن سفيان إلّا ثابت ، وحدثناه الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، من قول جابر ، ثم ساقه موقوفا.

والكشير : ظهور الأسنان للضحك ، أي : التبسم ـ والاسم الكشرة ، كالعشرة. انظر «النهاية» لابن الأثير (٤ / ١٧٦) ، والقرقرة : الضحك العالي ، انظر «لسان العرب» (٥ / ٨٩).

(١) في أ ـ ه الكش ، والصواب ما في الأصل كما سيأتي في التخريج.

(٢) في الأصل : «تقطعه» ، والصواب ما في أ ـ ه كما أثبته.

(٣) الرواة :

ـ أبو العباس الجمال أحمد بن محمد بن عبد الله : تقدم في (ت رقم ٢) ، وأحمد بن مهدي : هو المترجم له ثقة. عبد الحميد بن صالح : هو أبو صالح الكوفي. ثقة. مات سنة ٢٣٠ ه‍. أنظر «التهذيب» (٦ / ١١٧) ، أبو شهاب الحناط : هو الأصغر عبد ربه بن نافع الكناني الكوفي تقدم في (ت رقم ١٨١) ، وهو صدوق يهم ، وشعبة هو ابن الحجاج. ثقة. تقدم في (ت رقم ٢٢) ، والحكم : هو ابن عتيبة مصغر الكندي مولاهم أبو محمد ، وقيل غير ذلك في كنيته ثقة ، من رجال الجماعة. مات سنة ١١٣ ه‍ ، وقيل بعدها. أنظر «التهذيب» (٢ / ٤٣٢) ، وذكوان : هو أبو صالح السمان الزيات المدني ثقة. تقدم في (ت رقم ٤١).

تخريجه :

في إسناده الجمّال. كان صاحب علم وفقه ، وعنده فنون من العلم ، وكذا الحناط صدوق يهم ، فقد أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (١ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤).

وأبو نعيم في «الحلية» (٣ / ٣٠٧ و ٣٠٨) و (٨ / ٢٤٩) من حديث أبّي مع زيادة في ـ

٥٩

(٣٦٨) حدثنا أبو علي (١) بن إبراهيم ، قال : ثنا أحمد بن مهدي ، قال :

__________________

ـ بعض الطرق ، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا ، فقد أخرجه النسائي في «سننه» (٢ / ٣٣٢) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١١٢) ، والبخاري في «التاريخ الصغير» ص ١٢٣ ، وعبد الرزاق في «المصنف» (٢ / ٢٠٥) ، وابن خزيمة في «التوحيد» ص ٢٣٦ ، وابن حبان في «صحيحه» كما في الموارد حديث (١٣٨٢ و ١٣٨٣) ، والطحاوي في «المشكل» (١ / ٣٩٥) ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٠١ ، ٢٠٣) من طريق سالم بن أبي الجعد ، عن جابان ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ به مع زيادة فيه عند الجميع سوى البخاري ، وقال البخاري لا يعلم لجابان سماع من عبد الله ولا لسالم سماع من جابان ، ويروي عن علي بن زيد ، عن عيسى بن حطان ، عن عبد الله بن عمر ، ورفعه في أولاد الزنا لا يصح ، وقال ابن خزيمة : ليس هذا الخبر من شرطنا ، لأنّ جابان مجهول ، وله شاهد من حديث مولى أبي قتادة عند الطحاوي في المصدر السابق ، ومن حديث زيد الجرشي عند ابن أبي حاتم في «العلل» (٢ / ٣١) ، وقال : قال أبي : هذا حديث منكر علته عبيد بن إسحاق المطار ، وهو ضعّفه الجمهور. وقال الشيخ الألباني : وقد رويت هذه الزيادة : (لا يدخل الجنّة ولد زنيّة) من حديث أبي هريرة ، ولكنها غير محفوظة عنه ، كما بينته في الكتاب الآخر «الضعيفة» (ح ١٤٦٢) ، ولكن عقبه بقوله : وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق والشواهد لا ينزل عن درجة الحسن ، والله أعلم ، ثم قال : وقوله : (لا يدخل الجنّة ولد زنيّة) ليس على ظاهره ، بل المراد به من تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه ، فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه ، فيقال : هو ابن له ، وقال بعض : إذا عمل بمثل عمل أبويه. أنظر حديث ٦٧٣ من سلسلة «الأحاديث الصحيحة» و «المقاصد الحسنة» ، ص ٤٧٠ للسخاوي.

(١) تراجم الرواة :

أبو علي بن إبراهيم : تقدم في (ت ١٢٣) ، ومحمد بن الصلت : هو التنوزي ـ بفتح المثناة ، وتشديد الواو ـ البصري. صدوق ، يهم. مات سنة ٢٢٨ ه‍. أنظر «التقريب» ص ٣٠٢ ، و «التهذيب» (٩ / ٢٣٣) ، وأبو صفوان : هو عبد الله بن سعيد الأموي الدمشقي نزيل مكة ثقة. مات على رأس المئتين. أنظر «التقريب» ، ص ١٧٥ ، وابن جريج : هو عبد الملك بن جريج. تقدم في (ت رقم ٨) ثقة من رجال الجماعة ، ومعمر : هو ابن راشد الأزدي ثقة ، تقدم في (ت رقم ١٣٣) ، وأيوب : هو ـ

٦٠