طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٧

(٦٠١) حدّثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا لوين (١) ، قال : ثنا أبو عوانة (٢) ، عن السدّي (٣) ، قال : سألت أنس بن مالك : أنصرف عن يميني أو عن شمالي؟ فقال : أمّا فإنّي أكثر ما رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينصرف عن يمينه.

(٦٠٢) ومن ذلك : ما رواه عن عبد الله (٤) بن عمر ، عن ابن أبي عدي (٥) عن سليمان (٦) التيمي ، عن أبي عثمان (٧) ، عن سلمان (٨) ، قال : لما ضرب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في الخندق ، قال :

باسم الإله وبه بدينا

ولو عبدنا غيره شقينا

حبذا ربّا وحبّ دينا

* * *

__________________

(١) هو محمد بن سليمان.

(٢) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.

(٣) هو إسماعيل بن عبد الرحمن أبو محمد السدّي الكبير ـ بضم المهملة ، وتشديد الدّال ـ الكوفي. صدوق يهم ، ورمي بالتشيع. مات سنة ١٢٧ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٤.

إسناده حسن.

تخريجه :

فقد أخرجه النسائي في «سننه» (٣ / ٨١) السهو ، باب : الانصراف من الصلاة عن قتيبة بن سعيد ، عن أبي عوانة به مثله.

(٤) هو عبد الله بن عمر بن يزيد. تقدم برقم ت ٢٢٢.

(٥) هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي.

(٦) هو سليمان بن طرخان التيمي.

(٧) هو عبد الرّحمن بن ملّ.

(٨) هو الفارسي. تقدم برقم ترجمة ٣.

رجاله ثقات كلّهم سوى عبد الله بن عمر ، وهو لا بأس به.

٤٤١

٤٤٦ ١٠ ـ ١١ / ٤٦ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة (*) :

ابن الوليد العبدي ، توفي سنة إحدى وثلاثمائة. كان أستاذ شيوخنا وإمامهم ، ومن يأخذوا عنه.

سمعت خالي (١) يقول : كتب أبو بكر بن صدقة (٢) عني أحاديث جبّر ، عن محمد بن يحيى (٣). وروى عنه أحمد بن علي بن الجارود ، وحضر مجلسه ، وسمع منه علي بن رستم والمشايخ.

أوّل ما ابتدأ في قراءة فوائده ، وكان ينازع أبا مسعود (٤) في حداثته ، والذي حدّث عنه ابن الجارود (٥) في «فوائد الأصبهانيين» عن محمد بن جبّر (٦).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٢٢) ، وزاد في نسبه : ابن سندة بن بطة بن أستندار ـ وأستندار سمة لأمير المحافظة ـ وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٧٤١) ، وفيه : الحافظ الإمام الرّحال ، ونقل عن المؤلف قوله : كان أستاذ شيوخنا إلى آخره ، وفي «الجرح والتعديل» (٨ / ١٢٥) ، وفيه : وهو صدوق ثقة ، من الحفاظ.

(١) هو عبد الرحمن بن محمود بن الفرج سيأتي.

(٢) جاء في الأصل : «عن» ، والتصويب من المصدر السابق لأبي نعيم.

(٣) كذا نقله عنه أبو نعيم في نفس المصدر.

(٤) هو أحمد بن الفرات الرازي.

(٥) هو أحمد بن علي بن الجارود. سيأتي برقم ٤٩٢.

(٦) هو محمد بن عصام. تقدم برقم ترجمة ١٢١.

٤٤٢

(٦٠٣) قال حدّثنا أبي (١) ، عن سفيان (٢) ، عن نافع بن عمر الجمحي (٣) ، عن بشر بن عاصم (٤) ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ الله يبغض البليغ الذي يلفت بلسانه كما تلفت الأباقر» ، وقد حدّثنا به محمد بن يحيى.

(٦٠٤) حدّثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى قال : ثنا سفيان (٥) بن وكيع ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين (٦) ، عن الشعبي ، عن عدي بن حاتم ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في قوله [تعالى] :

__________________

(١) هو عصام بن يزيد جبّر. تقدم برقم ١٢٠.

(٢) هو الثوري.

(٣) هو نافع بن عمر بن عبد الله الجمحي المكي. ثقة ثبت. مات سنة تسع وستين ومائة. انظر «التقريب» ، ص ٣٥٥.

(٤) هو بشر بن عاصم بن سفيان الطائفي. ثقة ، مات سنة أربع وعشرين ومائة. انظر نفس المصدر ، ص ٤٥٣.

في إسناده من لم أعرف حاله ، والحديث حسن بطرقه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ٢٧٤) الأدب ، باب : في المتشدق في الكلام ، والترمذي في «سننه» في الأدب ، حديث ٢٨٥٧ ، باب : ما جاء في الفصاحة والبيان ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ١٦٥ و ١٨٧) من طريق نافع بن عمر به نحوه ، وإسناد أبي داود حسن ، ولكن جاء عندهم جميعا بواسطة بين بشر وعبد الله ، وهو عاصم أبو بشر ، فلعله سقط من الأصل من الناسخ ، والله أعلم.

(٥) هو سفيان بن وكيع بن الجراح أبو محمد الرؤاسي. صدوق ، إلّا أنّه أدخل عليه ما ليس من حديثه ، فسقط حديثه. انظر «التقريب» ، ص ١٢٩ ، و «التهذيب» (٤ / ١٢٣).

(٦) هو أبو حصين الأسدي ـ بفتح المهملة ـ عثمان بن عاصم بن حصين. ثقة ثبت ، سني ، ربّما دلس. مات سنة سبع وعشرين ومائة. انظر «التقريب» ، ص ٢٣٤.

٤٤٣

(الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)(١) ، قال : «هو ذهاب اللّيل ومجيء النّهار».

(٦٠٥) حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود (٢) ، قال : ثنا إبراهيم بن أيوب (٣) ، عن أبي مسلم (٤) ، عن مالك بن مغول والأعمش ، عن

__________________

(١) البقرة. الآية : ١٨٧.

رجاله ثقات سوى سفيان ؛ تقدم الكلام حوله ، ويصحّ بمتابعاته.

تخريجه :

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٣ / ٣٦) والصوم ، وفي التفسير ح ٤٥٠٩ ، و ٤٠٥١٠ ، ومسلم في «صحيحه» حديث رقم (١٠٩٠) ، وأبو داود في «سننه» (٢ / ٧٦٠) الصوم ، والترمذي في «سننه» (٤ / ٢٧٩) التفسير ، من طريق حصين به ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وكذا عنه من طريق مجالد عن الشعبي به ، والنسائي في «سننه» (٤ / ١٤٨) الصوم ، والحميدي في «مسنده» حديث رقم (٩١٦) ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٣٧٧) به ، والطبراني في «الكبير» (١٧ / ٧٨ ـ ٧٩ و ٨٠) بطرق عن الشعبي به.

(٢) هو المعروف بسنديله. تقدم برقم ترجمة ٢٠٢.

(٣) هو الفرساني. تقدم برقم ت ٩٧.

(٤) هو قائد الأعمش عبيد الله بن سعيد الجعفي. تقدم في ح ٢٧١.

في إسناده أبو مسلم ضعيف ، وكذا عطية العوفي مدلس ، وقد عنعن ، وأيضا إبراهيم بن أيوب لا يعرف ، والحديث بطرقه وشواهده.

تخريجه :

فقد أخرج الترمذي في «سننه» (٤ / ٢٤) الزهد ، باب : ما جاء في الحب ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ٢٢٩) من حديث معاذ نحوه ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وكذا أحمد في «مسنده» (٥ / ٣٤١ و ٣٤٣) من حديث أبي مالك الأشعري بنحوه. وأخرج أحمد في «مسنده» (٣ / ٨٧) من حديث أبي سعيد الخدري رفعه بلفظ : «إنّ المتحابّين لترى عرفهم في الجنّة كالكوب الطّالع الشّرقي أو الغربيّ ، فيقال : من هو؟ فيقال : هؤلاء المتحابّون في الله عزوجل». وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٤٢٢) : رجاله رجال الصحيح.

٤٤٤

عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ لله عبادا على منابر من نور يغبطهم الشهداء». قيل : من هم؟ قال : «المتحابّون في الله».

(٦٠٦) حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدّثني مطر بن محمد السكري (١) ، أبو النضر ، قال : ثنا عبد المؤمن بن سالم بن ميمون المسمعي (٢) ، قال : ثنا هشام (٣) ، عن محمد بن سيرين ، عن عمران بن

__________________

(١) هو مطر بن محمد بن الضحاك ، من أهل واسط ، يخطيء ، ويخالف قاله ابن حبان في «الثقات» ، انظر «لسان الميزان» (٦ / ٤٩).

(٢) بصري. قال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، وقال الذهبي : ساق له العقيلي حديثا منكر السند رواه عن هشام بن حسان ، وعنه مطر بن محمد بن الضحاك ، وهو هذا الحديث بهذا السند كما قال ابن حجر ، والمتن من رواية هشام ، عن محمد ، عن عمران رفعه من كذب ... وقال : لا يحفظ من حديث عمران إلّا هذا الوجه. انظر «الميزان» (٢ / ٦٧٠) ، و «اللسان» (٤ / ٧٥ ـ ٧٦).

(٣) هو ابن حسان القردوسي. تقدم في ح ١٤٦.

في إسناده مطر ، وعبد المؤمن. تقدم الكلام حولهما ، وفي سنده نكارة ، والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٢٣) عن المؤلف به مثله ، وكذا البزار في «مسنده» كما في «كشف الأستار» (١ / ١١٦) ح ٢١٥ ، وقال : لا نعلمه عن عمران إلّا من هذا الوجه ، ولم يحدث عن عبد المؤمن غير مطرف والعقيلي في «الضعفاء» ، ص ٢٦١ ، والطبراني في «الكبير» (١٨ / ١٨٦) ، وابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٧٤). جميعهم من طريق مطر. بمثل إسناده ، وانظر «المجمع» (١ / ١٤٥) للهيثمي. والحديث من رواية عبد الله بن الزبير في «صحيح البخاري» (١ / ٣٨) العلم ، باب : إثم من كذب على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعند أبي داود في «سننه» (٤ / ٦٣) العلم ، باب : التشديد في الكذب على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وكذا عند ابن ماجة في «سننه» المقدمة ، حديث ٣٦٥.

٤٤٥

حصين ، أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من كذّب عليّ متعمّدا ، فليتبّؤ مقعده من النّار».

(٦٠٧) حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو كريب (١) ، قال : ثنا حفص بن بشر (٢) ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي بكر (٣) ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن حجر المدري (٤) ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «العمرى ميراث» ، أبو بكر : هو وائل أبو بكر بن وائل ، وهو من غرائب حديثه.

* * *

__________________

(١) هو محمد بن العلاء.

(٢) هكذا في الأصل : حفص بن بشر ، وكذا في «أخبار أصبهان» عند أبي نعيم ، والذي جاء في «التهذيب» (٢ / ٣٩٦) حفص بن بغيل الهمداني الكوفي ، عنه أبو كريب ، وهو مجهول ، فلعلّه هو ، والله أعلم.

(٣) هو وائل بن داود التيمي الكوفي ثقة. انظر «التقريب» ، ص ٣٦٨.

(٤) هو حجر ـ بضم المهملة ، وسكون الجيم ـ ابن قيس المدري الحجوري ـ بفتح المهملة ، وضم الجيم ـ ثقة ، انظر «التقريب» ، ص ٦٥.

في إسناده حفص. تقدم الكلام حوله ، وبقية رجاله ثقات ، والحديث صحيح بطرقه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤) عن المؤلف به مثله ، وكذا أخرجه الطبراني في «الكبير» (٥ / ١٨١) عن محمد بن يحيى به مثله ، وكذا أخرج عبد الرزاق في «مصنفه» (٩ / ١٨٦) حديث رقم ١٦٨٧٣ ، ١٦٨٧٤ ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ١٨٢ و ١٨٩) ، والحميدي في «مسنده» (٢ / ٥٢٩) ، والبيهقي في «سننه» (٦ / ١٧٤) ، والحميدي في «مسنده» حديث ٣٨٩ ، والنسائي في «سننه» (٦ / ٢٦٨ ، ٢٦٩) ، والطبراني في «الكبير» (٥ / ١٧٩ ـ ١٨٢) من طرق ، عن عمر بن دينار به نحوه.

٤٤٦

٤٤٧ ١٠ ـ ١١ / ٤٧ أبو جعفر محمد بن العبّاس بن أيوب الأخرم (*) :

توفي سنة إحدى وثلاثمائة ، وقطع الحديث سنة ست وتسعين ، وكان ممّن يتفقه في الحديث ، ويعنى به ، ثم خولط بعد ، وقطع الحديث ، وكان متعصبا للسنة ، غليظا على أهل البدع ، له صولة وقبول من الحفّاظ الكبار ، ومتقدما في الحفظ. سألني عنه ببغداد هيثم الدّوري ، وأبو بكر البرديجي ، وقسم المطرز (١) ، وحدّث بأحاديث كثيرة لم نكتب إلّا عنه ، من ذلك :

(٦٠٨) حدّثنا (٢) محمد بن العبّاس بن أيوب ، قال : ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى (٣) ، قال : ثنا محمد بن أبي عدي (٤) ، قال : ثنا شعبة ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٢٤) ، وفيه : مولى لقريش ، وفي «اللسان» (٥ / ٢١٥ ـ ٢١٦) وفيه : كان من الفقهاء الحفاظ المتقنين. وفي «تذكرة الحفاظ» للذهبي (٢ / ٧٤٧) ، ففيه : الحافظ الإمام ...

(١) كذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان».

(٢) جاء في المخطوط بزيادة كلمة هكذا : «عن» ، ولا معنى لها فحذفته.

(٣) هو الحسّاني النكري ـ بضم النون ـ البصري. ثقة ، مات سنة أربع وخمسين ومائتين.

انظر «التقريب» ، ص ١١١.

(٤) هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. تقدم في ح ٢٠٢ ، ثقة.

رجاله ثقات.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٢٤) عن المؤلف به مثله ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ١٨٠) الأدب ، باب : كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله ، ـ

٤٤٧

وحمّاد بن سلمة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ما جلس قوم مجلسا فتفرّقوا عن غير ذكر الله ، إلّا تفرّقوا عن جيفة حمار ، وكان ذلك المجلس حسرة عليهم إلى يوم القيامة».

(٦٠٩) حدّثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا المفضل بن غسّان الغلّابي ، قال : ثنا روح بن أسلم (١) ، قال : ثنا عبد الله بن بكر المزني (٢) ، قال : ثنا حميد بن هلال (٣) ، قال : ثني عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذرّ ، قال : صلّيت مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قبل أن أسمع بالإسلام ثلاث سنين ، وذكر إسلام أبي ذرّ ، وقال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «أسلم سالمها الله ، وغفار غفر الله لها».

__________________

ـ وأحمد في «مسنده» (٢ / ٣٨٩ و ٤٩٤ و ٥١٥ و ٥٢٧) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٩ / ٣٨٨) من طرق عن سهيل به ، وسند أحمد يلتقي مع حماد عند المؤلف.

(١) هو الباهلي أبو حاتم البصري. تكلّموا فيه كثيرا ، فمنهم من قال ضعيف ، ومنهم من قال : متروك ، وقال ابن حجر : ضعيف. انظر «التهذيب» (٣ / ٢٩١) ، و «التقريب» ، ص ١٠٤.

(٢) عبد الله بن بكر بن عبد الله البصري. قال ابن معين والنسائي : لا بأس به ، وقال الدارقطني : ثقة ، وقال ابن حجر : صدوق. انظر «التهذيب» (٥ / ١٦٣) ، و «التقريب» ، ص ١٦٩.

(٣) هو أبو نصر العدوي البصري. ثقة ، عالم. توقف فيه ابن سيرين لدخوله عمل السلطان من الثالثة. انظر «التقريب» ، ص ٨٥.

في إسناد روح ضعيف كما تقدم ، وكذلك المفضل لم أعرفه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٢٤) عن المؤلف به مثله ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ١٧٤) من طريق حميد بن هلال به أتم منه ، وانظر «طبقات ابن سعد» (٤ / ٢٢٢).

٤٤٨

(٦١٠) حدّثنا محمد (١) ، قال : ثنا محمد بن جرير بن يزيد بن هارون (٢) ، قال : ثنا أبو غسّان المسمعي (٣) ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، قال : ثنا علي بن صالح (٤) ، عن ابن جريح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «صدقة الفطر على الحاضر والبادي ، وعلى الصّغير والكبير».

* * *

__________________

(١) هو محمد بن العباس المترجم له.

(٢) لم أعثر عليه.

(٣) هو مالك بن عبد الواحد البصري. ثقة ، مات سنة ثلاثين ومائتين ، انظر «التقريب» ، ص ٣٢٧.

(٤) هو أبو الحسن المكي العابد. ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال أبو حاتم : لا أعرفه مجهول ، وقال ابن حجر : مقبول. انظر «التهذيب» (٧ / ٣٣٣) ، و «التقريب» ، ص ٢٤٦.

في إسناده مقبول ، ومن لم أعرفه.

وغريب بهذا السياق ، وقد تقدم تخريجه من غير هذا السياق والوجه في ح رقم ١٤٧.

٤٤٩

٤٤٨ ١٠ ـ ١١ / ٨ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن (*) :

ابن أبي الحسن الإمام ، كان جدّه من أهل البصرة. توفي سنة اثنتين وثلاثمائة ، وكان قد جالس المزني والرّبيع بن سليمان ، وكان إليه الفتيا ببلدنا ، وكان فاضلا خيّرا ، يصوم الدّهر ، وكان على المسائل ، وكان إمام مسجد الجامع إلى أن توفي ، وخلفه ابنه أبو عبد الله في الإمامة إلى أن توفّي. وكان أخوه :

* * *

__________________

(*) له ترجمة في أصبهان» (١ / ١٨٩) ، وفيه : يعرف بابن متويه روى ... عن الشامن «والمصرن «وأهل العراقين. كان من العباد والفضلاء ، يصوم الدهر.

٤٥٠

٤٤٩ ١٠ ـ ١١ / ٤٩ علي بن متويه (*) :

من أهل الفضل والخير ، ولم يدرك في زماننا في زهده (١) وعبادته ، وكان قد قطع الشهوات عن نفسه. دخلت إليه مع والدي ـ رحمهما‌الله ـ فبرّني وأعطاني مرّتين. وكان

* * *

٤٥٠ ١٠ ـ ١١ / ٥٠ أبو الحسن اسمه نصر (٢) :

وكان صار إلى أصبهان مع إخوته وولد الحسن بأصبهان ، ويقال : إنّه كان كتب عن النعمان كتب زفر ، وكان يتفقه. وابنه :

* * *

__________________

(*) لعليّ ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٨) وطول في نسبه ، وفيه يعرف بعلي بن متويه.

(١) في الأصل : هذه ، والتصحيح من ن أ ـ ه.

(٢) هو نصر بن عثمان بن زيد مولى الأنصار كما في نفس المصدر السابق.

٤٥١

٤٥١ ١٠ ـ ١١ / ٥١ محمد المعروف بمتويه (*) :

ممّن حدّث أيضا بأصبهان ، وكان يكنى أبا عبد الله ، وله أخ يقال له الضحاك ، وكانت أمّه (١) بنت الضحاك بن مزيد بن عجلان ، وسمع متويه من محمد بن بكير ، وعبد الله بن عمران ، وسعدويه ، وإبراهيم. قد سمع بالشام ومصر والعراق وأصبهان ، أكثرهم حديثا ، وأحسنهم إسنادا ، وكتبنا عنه من الحديث ما لم نكتبه عن غيره ، فممّا حدّثنا به ممّا لم نكتبه عن غيره :

(٦١١) حدّثنا إبراهيم (٢) ، قال : ثنا عبد الجبّار (٣) ، قال : ثنا عبد الله بن ميمون القدّاح (٤) ، قال : ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه (٥) ، عن جابر بن

__________________

(*) لمحمد متويه ترجمة في نفس المصدر السابق (٢ / ١٩٤).

(١) في النسختين «أمها» خطؤة بيّن.

(٢) هو إبراهيم بن محمد بن الحسن.

(٣) هو عبد الجبار بن العلاء العطار البصري أبو بكر ، نزيل مكة ، لا بأس به. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. انظر «التقريب» ، ص ١٩٥ ـ ١٩٦.

(٤) تقدم في ح ٤٦١.

(٥) هو محمد بن علي بن الحسين بن علي ـ رضي‌الله‌عنهم ـ.

في إسناده القدّاح ، منكر الحديث متروك ، والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١٩٠) عن المؤلف به مثله ، وله شاهد صحيح من حديث أبي هريرة عند مسلم في «صحيحه» (١ / ٤٩٣) المسافرين ، حديث ٧١٠ و ٧١١ ، وعند أبي داود في «سننه» (٢ / ٥٠) الصلاة ، باب : إذا أدرك ـ

٤٥٢

عبد الله ، قال : إنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إذا أقيمت الصّلاة ، فلا صلاة إلّا المكتوبة».

(٦١٢) حدّثنا إبراهيم ، قال : ثنا عبد الجبّار ، قال : ثنا عبد الله بن ميمون ، قال : ثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يتختم في يمينه (١).

(٦١٣) حدّثنا إبراهيم (٢) ، قال : ثنا أحمد بن الوليد بن برد ، قال :

__________________

ـ الإمام ولم يصلي ركعتي الفجر ، وعند الترمذي في «سننه» (١ / ٢٦٤) صلاة ، باب : إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة ، وقال : حديث حسن ، وعند النسائي في «سننه» (٢ / ١١٦) الإمامة ، باب : ما يكره من الصلاة عند الإقامة ، وابن ماجه في «سننه» الصلاة حديث ١٥١ ، أو عند أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٣١ و ٤٥٥ و ٥١٧ و ٥٣١) ، وعند أبي نعيم في «الحلية» (٨ / ١٣٨) و (٩ / ٢٢٢) ، وعند الخطيب في «تاريخ بغداد» (٤ / ٥٢) و (٥ / ١٩٧) و (٧ / ١٧٤ و ١٩٥) و (١٢ / ٢١٣).

(١) تقدم حكم رجال السند في الحديث السابق.

تخريجه :

لم أقف عليه من حديث جابر ، وقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٤ / ٤٣١) الخاتم ، باب : في التختم في اليمين أو اليسار من حديث علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، والترمذي في «سننه» (٣ / ١٤١ و ١٤٢) اللباس ، باب : ما جاء في لبس الخاتم في اليمين من حديث ابن عباس ، وقال نقلا عن محمد بن إسماعيل : حسن صحيح ، ومن حديث عبد الله بن جعفر أيضا ، وكذا في الشمائل حديث ٩٠ ، باب : كان يتختم في يمينه ، والنسائي في «سننه» (٨ / ١٧٤) الزينة ، باب : موضع الخاتم من اليد من حديث علي ، وعبد الله بن جعفر ، وابن ماجة في «سننه» (٢ / ١٢٠٣) اللباس ، باب : التختم باليمين من حديث عبد الله بن جعفر مثله ، وكذا منه. أحمد في «مسنده» (١ / ٢٠٤ و ٢٠٥) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٧ / ١٠٣) من حديث ابن عمر به ومن حديث أنس وعبد الله بن عباس. وانظر تخريجها في إرواء الغليل (٣ / ٢٩٩ ـ ٣٠٥) ، وقد ثبت لبس الخاتم في يساره أيضا ، فيجوز أنه استعمله تارة في يساره ، وتارة في يمينه.

(٢) هو إبراهيم بن محمد بن الحسن.

في إسناده عبد الله بن ميمون القداح ، وهو منكر الحديث متروك ، والحديث ضعيف مع ـ

٤٥٣

عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ، قال : أهدي لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ طير ، فقال : «اللهم إئتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطّير» ، فجاء عليّ فأكل معه ، فذكر الحديث.

(٦١٤) حدّثنا إبراهيم ، قال : ثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري (١) ، قال : ثنا مؤمّل (٢) ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق (٣) ، عن أبي عمرو الشيباني (٤) ، عن ابن مسعود (٥) ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله».

__________________

ـ كثرة طرقه.

تخريجه :

فقد أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١ / ٢٣٢) من طريق القداح به ، وقد روي عن أنس بطرق عدة تصل إلى ثلاثين طريقا كلها ضعيفة ، وأخرجه النسائي في «خصائص علي» ح رقم ١٠ ، وسنده ضعيف ، والترمذي في «سننه» (٥ / ٣٠٠) ، وأبو يعلى في «المسند» كما في «المقصد العلي» (١٢٣ / ٢) ، وابن عدي في «الكامل» (٦٩ / ٣١٢) ، وابن عساكر في «تاريخه» (١٢٤ و ١٢٥ / ١٢) ، وابن الجوزي في «العلل» (١ / ٢٢٦) ، والطبراني في «الكبير» (١ / ٢٢٦) ، والبخاري في «التاريخ» (١ / ٣٥٨) ، والبزار في «مسنده» كما في «زوائده» (٣٦٣ ق) ، والحاكم في «المستدرك» (٣ / ١٣٠) ، والطبراني في «الأوسط» (١٠٩ / ٢) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٩ / ٣٦٩) ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٣٢) ، وفي «الحلية» أيضا (٦ / ٣٣٩) من طرق عن أنس ، وانظر تخريجه كاملا في «خصائص علي» في تخريج حديث ١٠ بتحقيق وتخريج الشيخ أحمد مير بن سياد.

(١) أبو عبد الله الشامي : قال ابن أبي حاتم : صدوق ثقة ، وذكره ابن حبان في «الثقات».

انظر «التهذيب» (٩ / ٤٣٢).

(٢) هو ابن إسماعيل. تقدم في ح رقم ٢٣٥.

(٣) هو السبيعي.

(٤) هو سعد بن إياس الكوفي ، ثقة ، من رجال الجماعة. مات سنة ثمان وتسعين ، وقيل : بعدها. انظر «التهذيب» (٣ / ٤٦٨).

(٥) هو عقبة بن عمرو الأنصاري البدري. صحابي جليل ، مات قبل الأربعين ، وقيل ـ

٤٥٤

(٦١٥) حدّثنا إبراهيم (١) ، قال : ثنا أبو عمر الإمام (٢) ، قال : ثنا مخلد بن يزيد (٣) ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن زبيد (٤) ، عن مرة ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «فضل صلاة اللّيل على صلاة النّهار كفضل صدقة السّرّ على العلانية» (٥).

* * *

__________________

ـ بعدها. انظر «التقريب» ص ٢٤١.

إسناده حسن.

تخريجه :

فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٣ / ١٥٠٦) الإمارة ح ١٨٩٣ ، باب : فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب وغيره ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ٣٤٦) الأدب ، باب : في الدال على الخير ، والترمذي في «سننه» (٤ / ١٤٧) العلم ، باب : الدّال على الخير كفاعله ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ١٢٠) و (٥ / ٢٧٤). جميعهم من طريق الأعمش عن أبي عمرو الشيباني به مع قصة في أوّله.

وقال الترمذي : حسن صحيح ، وكذا له شاهد من حديث أنس عند الترمذي وقال : غريب من هذا الوجه ، يعني : ضعيف ، ومن حديث بريدة عند أحمد في «مسنده» (٥ / ٣٥٧) ، وكذا من حديث ابن عباس عند العسكري ، وابن جميع ، ومن حديث أنس عند البزار كما في «المقاصد الحسنة» ٢١٠.

(١) هو ابن محمد المترجم له.

(٢) لم يتبين لي ، ولكن تابعه عمرو بن هشام أبو أمية الحراني ، وهو ثقة.

(٣) هو مخلد بن يزيد القرشي الحراني. صدوق له أوهام. مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.

انظر «التقريب» ص ٣٣١.

(٤) هو زبيد بن الحارث. تقدم برقم ح ١٢٨.

(٥) إسناده حسن.

تخريجه :

فقد أخرجه يحيى بن صاعد في «الزهد» لابن المبارك ص ٢٥ ، وعبد الرزاق في «المصنف» برقم ٤٧٣٥ ، والطبراني في «الكبير» (٩ / ٢٣٢) و (١٠ / ٢٢١). الطبراني عن الفرياني ، عن ـ

٤٥٥

__________________

ـ عمرو بن هشام ، ثنا مخلد بن يزيد به ، وكذا أبو نعيم في «الحلية» (٤ / ١٦٧) و (٥ / ٣٦) من طريق عبد الحميد بن محمد ، عن مخلد به ، ومن وجه آخر عن شعبة ، عن زبيد به ، وقال : رواه منصور بن المعتمر ، والثوري مثله عن زبيد موقوفا ، وتفرد مخلد بن يزيد عن الثوري برفعه ، وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» ص ٢٣ ، وأبو نعيم في «الحلية» (٧ / ٢٣٨) موقوفا على ابن مسعود من قوله.

وقال الهيثمي في «المجمع» (٢ / ٢٥١) في رجال الطبراني : رجاله ثقات. قلت : سوى مخلد بن يزيد ، صدوق له أوهام ، فلعلّ رفعه الحديث من أوهامه والله أعلم.

٤٥٦

٤٥٢ ١٠ ـ ١١ / ٥٢ أبو عبد الله عمرو بن عثمان المكّي (*) :

من الصوفية الكبار من أهل مكة. قدم علينا سنة إحدى وتسعين ومائتين. كتب عن يونس بن عبد الأعلى ، والرّبيع ، وقرأ التفسير عن سنيد بن داود ، وقرأ مسائل المزني ، وحضرت عامة مجالسه ، وأملى عليّ مسائل كثيرة سأله عنها علي بن سهل ، فأملى عليّ أجوبتها ، وأجازني عامة ما أملاه ، وسمعته يقول : لقيت رجلا فيما بين قرى مصر يدور ، فقلت له : مالي أراك لا تقر في مكان واحد؟ فقال لي : وكيف يقرّ في مكان واحد من هو مطلوب؟ فقلت : أو ليس أنت في قبضته في كل مكان؟ قال : بلى ، ولكنّي أخاف أن أستوطن الأوطان ، فيأخذني على غرّة الاستيطان مع المغرور ، وسمعته يقول (١) في مسألة في التوبة : التوبة على تفسير اللّغة : هو الرّجعة ، ولذلك فرض الله ـ تبارك وتعالى ـ التوبة على الخلق لمّا ذهلوا عنه ، واشتغلوا بالمعاصي ، فافترض عليهم الرّجوع إليه عمّا ذهلوا عنه ، لأنّ التائب هو الرّاجع ، لذلك يقول العرب : واختلف النّاس في التوبة على ضروب ، وقال أهل الحديث ، وأهل الحق ، ومن قال بقولهم : إنّ التوبة على العاصين من المؤمنين فرض

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٣) ، وفيه : له المصنفات الكثيرة في علم المعاملات ، والأجوبة اللطيفة في العبارات والإشارات ، وفي «الحلية» (١٠ / ٢٩١) ، وفيه : منهم العارف البصير ، والعالم الخبير ، له اللسان الشافي ، والبيان الكافي ، معدود في الأولياء ، محمود في «الأطباء ، أحكم الأصول ، وأخلص في الوصول».

(١) في النسختين بزيادة : (وقال) بعد يقول حذفتها ، لتكررها وعدم فائدتها ، والله أعلم.

٤٥٧

كسائر الفرائض من شرائع الإيمان ، وقالوا : ليس هي بفرض كفرض الإيمان من تركها كفر ، وقالوا : لا يوجب على أحد من أهل القبلة كفر بذنب ، واحتجوا بقول الله ـ تعالى ـ : (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(١).

قال عمرو : إنّما سمّيت الصوفيّة باسم الصوفية ، لأنّهم قوم عملوا بحقائق الدّين ، وحققوا العمل للآخرة بالزهد في الدّنيا والتقلل ، وكان لباسهم الصوف من إحدى تلك الحقائق ، فكان ظاهرا ، ففارقوا به النّاس فسمّوا به ، وليس كلّ من لبس الصوف استحق ذلك الاسم ، ولا كل من لم يلبسه زال عنه ذلك الاسم ، ولكن ننظر إلى من عمل بحقائق الدّين ، واجتنب أهل الغفلة ، واعتزل البطالين في كلامه ، وأخذه وإعطائه وعمله ، فكان على ذلك كلّه من حركاته خائفا وجلا ، لبس الصوف ، أو لم يلبسه.

* * *

__________________

(١) سورة النور : الآية ٣١.

٤٥٨

٤٥٣ ١٠ ـ ١١ / ٥٣ الحسين بن إسحاق الخلال (*) :

خرج إلى الكرخ ، وأقام به ، وكان أحد من كتب الحديث الكثير وحفظ ، ومات بعد الثلاثمائة ، وكتب إليّ أحاديث ، فممّا كتب إليّ ، قال : (٦١٦) حدّثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الحربي ، قال : ثنا أحمد بن حميد (١) جار أم سلمة ، قال : ثنا القاسم بن معن (٢) ، عن أبان بن تغلب (٣) ، عن الحكم (٤) ، عن إبراهيم (٥) ، عن نهيك بن سنان وعبد الرّحمن بن يزيد (٦) ، عن عبد الله ، أنّه قام في بطن الوادي ، فجعل منى

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٧٩) ، وزاد في نسبه : ابن إبراهيم بن الصباح أبو عبد الله ، وفيه : كان كثير الحديث ، وحسن الحفظ.

(١) هو أبو الحسن الطريثثي ـ بضم أوّله ، وراء ، ومثلثتين مصغرا ـ وفيه : يعرف بدار أم سلمة ثقة حافظ. مات سنة عشرين ومائتين ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ١٢.

(٢) القاسم بن معن ـ بفتح الميم ، وسكون المهملة ـ المسعودي الكوفي أبو عبد الله القاضي. ثقة ، فاضل. مات سنة خمس وسبعين ومائة. انظر «التقريب» ص ٢٨٠.

(٣) تقدم في ح ٢٠٦.

(٤) هو ابن عتيبة الكندي مولاهم أبو محمد.

(٥) هو ابن يزيد النخعي أبو عمران الكوفي. تقدم في ترجمة ٤٠٥.

(٦) هو عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر. تقدم في ح ٨١.

في إسناده أحمد بن محمد الحربي ، لم أعرفه. بقية رجاله ثقات ، والحديث صحيح بمتابعاته. ـ

٤٥٩

عن يمينه ، ومكة عن يساره ، ثم رمى بسبع حصيات ، وقال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.

(٦١٧) وقال : حدّثنا أحمد بن محمّد الحربي ، قال : ثنا بشر بن آدم ، قال : ثنا القاسم بن معن ، عن أبان بن تغلب ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبيدة (١) ، عن عبد الله ، قال : قال لي النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «اقرأ عليّ». قلت : أقرأ عليك ، وعليك أنزل؟ قال : «إنّي أحبّ أن أسمعه ، من غيري» ، فافتتحت سورة النساء ، حتى إذا بلغت : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً)(٢) ففاضت عينا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجعلتا تهملان.

__________________

ـ تخريجه :

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢ / ٢١٧ و ٢١٨) الحج ، ومسلم في «صحيحه» (٢ / ٩٤٢ و ٩٤٣) ، وأبو داود في «سننه» (٢ / ٤٩٧) ، والترمذي في «سننه» (٢ / ١٩٢) ، والنسائي في «سننه» (٥ / ٢٧٣) ، وابن ماجه في «سننه» (٢ / ١٠٨) ، والبيهقي في «سننه» (٥ / ١٢٩) ، وأحمد في «مسنده» (١٢ / ١٧٨) بترتيب الساعاتي. جميعهم من طريق عبد الرحمن بن يزيد به نحوه ، وكذا ابن الأعرابي في «معجمه» ح رقم ١٢٧.

(١) هو عبيدة بن عمرو السلماني. تقدم بعد ح ٣١٩.

(٢) سورة النساء : الآية ٤١.

رجاله ثقات سوى الحربي ، لم أعرفه.

تخريجه :

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٦ / ٥٧) التفسير سورة النساء ، والترمذي في «سننه» (٤ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥) التفسير من طريق علقمة وعبيدة كلاهما عن عبد الله به نحوه. وأحمد في «مسنده» (١ / ٣٨٠ و ٤٣٣) من طريق أبي الضحى ، وعبيدة عن عبد الله به. وعزاه السيوطي في «الدّر» (٢ / ١٦٣) إلى ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الدلائل». وانظر «جامع الأصول» (٢ / ٤٦٥).

٤٦٠