طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٣

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٣٧

٢٨٧ ٩ / ٣٨ صالح بن أحمد بن حنبل (*) :

ولي القضاء بأصبهان ، وحدث بها ، توفي سنة (خمس وستين ومائتين (١).

(٤١٩) وسمع منه التاريخ ، عن علي بن المديني ، قال : حدثنا عبد الرحمن (٢) بن الحسن ، قال : ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بن جعفر المدائني ، قال : ثنا ورقاء ، عن محمد بن المنكدر ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٤٨) ، وفيه : توفي بها ، وقبره بباب طيرة بالمدينة ـ أي أصبهان ـ وفي «تاريخ بغداد» (٩ / ٣١٧ ـ ٣١٩) ، وفي «الجرح والتعديل» (٤ / ٣٩٤) ، وفيه قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه بأصبهان ، وهو صدوق ثقة ، وفي «المنتظم» لابن الجوزي (٥ / ٨٥١) وفيه : ولد سنة ثلاث ومائتين ... وكان صدوقا ثقة كريما ، فتوفي بأصبهان في رمضان في هذه السنة ، أي سنة ٢٦٥ ه‍ ، وقيل : ٢٦٦ ه‍.

(١) بين الحاجزين من أ ـ ه ، وكذا عند أبي نعيم (١ / ٣٤٨) ، وبياض في «الأصل» ، وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٦٢٩) : توفي سنة ٢٦٦ ه‍.

(٢) تراجم الرواة :

ـ عبد الرحمن بن الحسن : هو الضراب. تقدم في (ت رقم ٥٤) ، وهو من المتقنين.

ـ وأبو صالح : هو أحمد بن محمد بن حنبل. تقدم في (ت رقم ٣٨) ، وهو ثقة إمام ، ومحمد بن جعفر أبو جعفر المدائني ، صدوق ، فيه لين تقدم في (ت رقم ٢٤٩).

ـ وورقاء : هو ابن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي نزيل المدائن. صدوق صالح.

تقدم في (ت رقم ٨١).

ـ ومحمد بن المنكدر : تقدم في (ت رقم ٢١٣) ، وهو ثقة من رجال الجماعة.

١٤١

عن جابر ، قال : كنت مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في سفر ، فانتهينا إلى مشرعة (١) ، فقال : «ألا تشرع يا جابر»؟

قلت : بلى ، فنزل ونزلت معه ، وذهب لحاجته ، فتوضأ ، ثم قام فصلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه ، فقمت خلفه ، فأخذ بأذني فجعلني عن يمينه (٢).

حدثنا ابن أبي عاصم (٣) إملاء ، قال : ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا الشافعي ، قال : ثنا مالك بن أنس ، قال : قال ابن عجلان : جنة (٤) يورث العالم جلساءه ، لا أدري (٥).

* * *

__________________

(١) المشرعة والشرعة والشريعة : المواضع التي ينحدر إلى الماء منها كما في «لسان العرب» (٨ / ١٧٥) على حافة نهر أو بحر ، وقوله : ألا تشرع ، المشهور في الروايات بضم التاء ، وروي الفتح ، أي : لا تشرع ناقتك ، أو نفسك. انظر «شرح النووي» لصحيح مسلم (٦ / ٥٣).

(٢) تخريجه :

إسناده حسن.

فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٦ / ٥٣) مع النووي. المسافرين ، باب : صلاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ودعائه بالليل ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ٣٥١). كلاهما من طريق محمد بن جعفر المدائني به مثله سواءا ، ومن هذا الطريق أيضا أبو نعيم في «الحلية» (٩ / ٢٢٩) مثله.

(٣) تقدم الرواة ، وهم مشاهير ، وابن أبي عاصم : هو أبو بكر ، وابن عجلان المدني القرشي. انظر «التهذيب» (٩ / ٣٤١).

(٤) في أ ـ ه ، و «أخبار أصبهان» (١ / ٣٤٩) جنة العلماء يورث العلم جلساه لا أدري.

(٥) هكذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٤٩) مع تفاوت يسير.

١٤٢

٢٨٨ ٩ / ٣٩ عمرو بن سعيد الجمّال (*) :

يكنى أبا حفص. توفي سنة تسع وستين ومائتين.

(٤٢٠) حدثنا أبو صالح (١) الوراق ، قال : ثنا عمرو بن سعيد الجمال ـ وكان يوثق ـ قال : حدثنا الحسين ، عن سفيان ، عن أبي موسى اليماني ، عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «بعثت ملحمة (٢) ومرحمة ، ولم أبعث تاجرا ولا ذرّاعا ، ألا وإنّ شرار هذه الّأمّة التّجار والزراعون ، إلا من شحّ على دينه» (٣).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١) ، وفيه يعرف بعمرويه بن سنده ، ثقة صدوق.

(١) تراجم الرواة :

ـ أبو صالح الوراق. تقدم في (ت رقم ٩٧).

ـ والحسين : هو ابن حفص الأصبهاني تقدم بترجمة (رقم ٩٥) ، وهو صدوق ، وسفيان : هو ابن سعيد بن مسروق الثوري. تقدم في (ت رقم ٣) ، وهو ثقة إمام.

ـ وأبو موسى اليماني ، قال ابن القطان : مجهول ، من السادسة. انظر «التهذيب» (١٢ / ٢٥٢) ، و «التقريب» ، ص ٤٢٩.

ـ ووهب بن منبه ، اليماني أبو عبد الله : تقدم في بداية الكتاب ، وهو ثقة.

(٢) الملحمة : الحرب والقتال ، لذا ورد عند أحمد وغيره نبي الملحمة ـ أي القتال ، وهو كقوله : بعثت بالسيف. انظر «النهاية» لابن الأثير (٤ / ٢٣٩).

(٣) تخريجه :

في إسناده مجهول ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١) ، وفي «الحلية» أيضا مثله سواء. ـ

١٤٣

(٤٢١) رواه الحسين ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الضحاك ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ورواه إبراهيم (١) بن راشد الآدمي على ما رواه عمرو بن سعيد.

* * *

__________________

ـ وابن الجوزي في «الموضوعات» (٢ / ٢٣٧) بطريق آخر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس مرفوعا مثله ، وقال : لا يصح عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ. فيه سلام بن سليمان. قال يحيى : سلام لا يكتب حديثه ، وقال البخاري والنسائي والدارقطني : هو متروك ، وفيه محمد بن عيسى. قال الدارقطني : ضعيف. انتهى بالتصرف.

وتعقبه السيوطي في «اللاليء» (٢ / ١٤٢) ، وابن عراق في «التنزيه» (٢ / ١٩١) بطريق أبي نعيم المذكور ، وهو طريق المؤلف ، وبما أخرجه الدارقطني في «الأفراد» ، ثم ساق إسناده.

ولمحمد بن عيسى متابع عنده. قلت : فيه سلام المذكور عند ابن الجوزي ، وقد عرفته.

وقد تقدم أن في سند أبي نعيم أبا موسى ، وهو مجهول.

والشح : أشد البخل ، وهو أبلغ في المنع من البخل ـ أي حرص على حفظ دينه ـ انظر «النهاية» لابن الأثير (٢ / ٤٤٨).

(١) إبراهيم بن راشد الآدمي : وثقه الخطيب ، واتهمه ابن عدي ، وقال أبو حاتم : صدوق.

انظر «لسان الميزان» (١ / ٥٥).

١٤٤

٢٨٩ ٩ / ٤٠ حاتم بن يونس الجرجاني (*) :

قدم أصبهان ، وكان من الحفاظ ، وكان يذاكر (...) (١).

(٤٢٢) حدثنا أحمد بن بطه (٢) ، قال : ثنا حاتم بن يونس ، قال : ثنا عبيد بن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٩٧) ، وفيه أبو محمد يعرف بالمخضوب. والجرجائي ـ بضم الجيم ـ منسوب إلى جرجان ، وهي في شمال شرقي إيران ، وقد تقدم تعريفه.

(١) في الأصل بياض بمقدار كلمة ، ولعلها (الحديث).

(٢) تراجم الرواة :

ـ أحمد بن بطة بن إسحاق أبو بكر البزار المديني. ثقة. تقدم في (ت رقم ٩٤).

ـ وعبيد بن يعيش ـ بكسر المهملة المحاملي ـ بالفتح ، وكسر الميم الثانية ـ أبو محمد الكوفي العطار. ثقة. مات سنة ٢٢٧ ه‍. انظر «التهذيب» (٧ / ٧٨).

ـ وأبو بكر بن عياش : تقدم في (ت رقم ٢٢٠) ، وهو ثقة ، غير أنه ساء حفظه لما كبر ، ومبشر السعيدي في «الميزان» (٣ / ٤٣٤) ، و «اللسان» (٥ / ١٣) يروي عن الزهري ، وعنه أبو بكر بن عياش. لا يعرف. وابن شهاب : هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري. تقدم في ترجمة ٨١. ثقة ، وسالم : هو ابن عبد الله بن عمر. تقدم في (ت رقم ٩٥) ، وهو ثقة.

تخريجه :

في إسناده حاتم بن يونس المترجم له. قال عنه أبو الشيخ ، وأبو نعيم : كان من الحفاظ ، ولم يذكرا أكثر من ذلك عنه ، وكذا مبشر السعيدي ، وهو مجهول كما تقدم. والحديث متفق عليه بغير الإسناد المذكور ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١٠ / ٤٨٦) الأدب ، باب : ستر المؤمن على نفسه ، ومسلم في «صحيحه» (١٨ / ١١٩) مع النووي الزهد ، باب : النهي عن هتك الإنسان ستر نفسه. كلاهما من طريق ابن أخي ابن شهاب ، عن ابن شهاب به نحوه ، وأوله : «كلّ أمّتي معافى إلّا المجاهرين» الحديث.

١٤٥

يعيش ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن مبشر السعيدي (١) ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «شرّ أمّتي المجاهرون». قيل : يا رسول الله ـ وما المجاهرون؟ قال : «الرّجل يعمل الذّنب بالليل فيستره الله عليه ، فيصبح ، فيخبر النّاس أنّه عمل كذا وكذا ، فيهتك ستر الله عليه».

(٤٢٣) حدثني ابن الجارود (٢) ، قال : ثنا حاتم ، قال : ثنا أحمد بن بديل ،

__________________

(١) في أ ـ ه السعدي ، وكذا في «اللسان» ، (٥ / ١٣) ، وفي «الميزان» (٣ / ٤٣٤) كما هو مثبت من الأصل.

(٢) تراجم الرواة :

ـ ابن الجارود : هو محمد بن علي بن الجارود. تقدم في (ت رقم ٤٨). ثقة.

ـ وحاتم : هو ابن يونس الجرجاني المترجم له.

ـ وأحمد بن بديل بن قريش أبو جعفر قاضي الكوفة. صدوق له أوهام. مات سنة ٢٥٨ ه‍. «التهذيب» (١ / ١٧) ، و «التقريب» ص ١١. ومفضل بن صالح الأسدي الكوفي : ضعيف. تقدم في (ت رقم ٨).

ـ ومطر الوراق : هو ابن طهمان أبو رجاء. صدوق ، كثير الخطأ ، وحديثه عن عطاء ضعيف ، انظر «التهذيب» (١٠ / ١٦٧) ، و «التقريب» ص ١٢٥.

ـ وعطاء : هو ابن أبي رباج. تقدم في (ت رقم ٤٩). هو ثقة.

تخريجه :

في إسناده مفضل الأسدي ، وهو ضعيف ، وكذا مطر الوراق حديثه عن عطاء ضعيف.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٧) من طريقه به مثله ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٧ / ١٩٨) و (٩ / ٩٢) و (١٢ / ٣٦٩) ، وفي «الفقيه والمتفقه» (٢ / ١٨٢) ، وابن الجوزي في «العلل» (١ / ٩٢) بطريقين من رواية الخطيب من حديث أبي الزبير ، وعطاء بن أبي رباح ، عن جابر مرفوعا مثله ، وقال ابن الجوزي في الطريق الأول نقلا عن علي بن العباس العلوي ، لا أصل لهذا الحديث ، ولا نعلم أن الحسن بن عرفة روى عن عبد الرزاق ، قال : وهذا حديث منكر.

قلت : أيضا : فيه جعفر بن أبي الليث ، وهو مجهول كما في «تاريخ بغداد» ـ

١٤٦

قال : ثنا مفضل بن صالح ، عن مطر الوراق ، عن عطاء ، عن جابر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار» ١.

__________________

ـ (٧ / ١٩٨) ، وقال الذهبي : روى عن ابن عرفة بخبر منكر ، انظر «الميزان» (١ / ٤١٤). وقال ابن الجوزي في الطريق الثاني : عسل بن سفيان قال الرازي : منكر الحديث. قلت : له شواهد كثيرة ، وأذكر الصحيحة أو الحسنة منها ، وأشير إلى الباقي الذي في أسانيدها مقال بإيجاز ، فقد جاء الحديث من رواية ابن عباس ؛ أخرجه أبو يعلى ، والطبراني كما في «المجمع» (١ / ١٦٣) ، وقال الهيثمي : رجال أبي يعلى رجال الصحيح ، وقال ابن حجر في «المطالب العالية» (٣ / ١١٥) : وصحيح ، وقال البوصيري : (١ / ٣٠) : رواه أبو يعلى بسند صحيح ، وأخرجه الخطيب في «تاريخه» (٥ / ١٦٠) و (٧ / ٤٠٦) بطريقين ، ومن طريقه ابن الجوزي في «العلل» (١ / ٩٠) أعلّ الطريق الأول بأحمد بن أبي رجال بقوله : وكان رجلا صالحا ، فلعله أدخل عليه. قلت : قال الخطيب : كان فاضلا صالحا من أهل القرآن ، كثير التعبد ، وضعف الطريق الثاني بالحسن بن كليب ، وهو ضعيف كما قال الخطيب (٧ / ٤٠٦) ، وقال أيضا : منكر الحديث ، ومن رواية عبد الله بن عمرو بن العاص أخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «المجمع» (١ / ١٦٣) ، وقال الهيثمي : ورجاله موثقون ، وابن حبان في «صحيحه» (١ / ١٦٩) كما في «الإحسان» ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ١٠٢). وقال : هذا إسناد صحيح ... على شرط الشيخين ، وليس له علة ، وأقره الذهبي ، وابن عبد البر في «فضل العلم» (١ / ٥) ، والخطيب في «تاريخه» (٥ / ٣٨ ـ ٣٩) ، ومن طريقه ابن الجوزي في «العلل» (١ / ٩١) ، وقد وهم في تضعيف الحديث بعبد الله بن وهب ظانا أنه الفسوي ـ وهو دجال يصنع الحديث ـ وإنّما هو عبد الله بن وهب القرشي ، وهو ثقة من رجال الجماعة ، كما في «التهذيب» (٦ / ٧١).

ومن رواية أبي هريرة ، وقد جاءت بأكثر من عشرة طرق لا يخلو معظمها من مقال ، وبعضها حسن ، فقد رواه أبو داود في «سننه» (٤ / ٦٧) العلم ، باب : كراهية منع العلم ، والترمذي في «سننه» (٤ / ١٣٨) العلم ، باب : ما جاء في كتمان العلم ، وابن ماجه في «المقدمة» من «سننه» (١ / ٩٦) وأبو داود الطيالسي في «مسنده» (١ / ٣٧) بترتيب الساعاتي ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٦٣ و ٣٠٥ و ٣٤٤ و ٣٥٣ ومواضع أخرى ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «الإحسان» (١ / ١٦٩) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ١٠١). قلت : وفي إسناده صرّح عطاء بسماعه عن أبي هريرة ، وقال ـ

١٤٧

__________________

ـ الحاكم : هذا حديث تداوله الناس بأسانيد كثيرة تجمع ويذاكر بها ، وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي ، ثم ذكر قول شيخه أبي علي الحافظ في عدم سماع عطاء عن أبي هريرة مستشهدا بإسناد آخر رواه عطاء ، عن رجل ، عن أبي هريرة ، ثم ناقشه الحاكم بأن هذا خطأ أخطأ فيه أزهر بن مروان ـ أحد الرواة ـ أو شيخكم ـ ثم ساقه صحيحا ، وفيه : رجل ، عن عطاء ، عن أبي هريرة الخ ، فاستحسنه أبو علي ، واعترف لي به ، وقال الحاكم أيضا : ثم لما جمعت الباب ، وجدت جماعة ذكروا فيه سماع عطاء ، عن أبي هريرة. انتهى.

وقال الترمذي : حديث حسن. قلت : وإسناد أبي داود أيضا حسن ، وفي إسناد ابن ماجه ، والطيالسي ، وأحمد ، وابن حبان : عمارة بن زاذان ، وهو صدوق كثير الخطأ كما في «التقريب» ، فلعلّه يحسن ، أو يكون حسنا لغيره لوجود المتابع له عند أبي داود الترمذي.

وأورد ابن الجوزي في «العلل» (١ / ٨٨ ـ ٩٧) لهذا الحديث ٢٨ ثمانية وعشرون طريقا عن عشرة من الصحابة : عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو ، وأبي سعيد ؛ وجابر ، وأنس ، وعمرو بن عبسة ، وأبي هريرة ، وطلق بن علي ، وأعلّ جميع الطرق ، وإن وهم في بعض ، وقد أشرت إليه فيما تقدم ، وحكم عليه بقوله : هذا حديث لا يصح.

قلت : قد تقدم تصحيح الحديث وتحسينه من حديث ابن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وأبي هريرة. فقوله : هذا حديث لا يصح فيه تساهل ، والله أعلم.

أما حديث ابن مسعود ، فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «المجمع» (١ / ١٦٣) ، وقال الهيثمي : في إسناد «الأوسط» النضر بن سعيد. ضعفه العقيلي ، وفي «الكبير» سوار بن مصعب ، وهو متروك ، وابن عبد البر في «فضل العلم» (١ / ٥) ، والخطيب في «تاريخه» (٦ / ٧٧) ، وحديث ابن عمر رواه الطبراني كما في «المجمع» (١ / ١٦٣).

وحديث أبي سعيد رواه ابن ماجه في «سننه» (١ / ٩٦) المقدمة ، وفي إسناده محمد بن دأب. كذبه أبو زرعة وغيره ، كما في «الميزان» (٣ / ٥٤٠) ، وحديث أنس أيضا عند ابن ماجه في نفس المصدر ، وفيه عمرو بن سليم ، ويوسف بن إبراهيم ، وهما ضعيفان ، ورواه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١١٥) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٤ / ٣٢٤) ، وأورده الذهبي في «الميزان» (٢ / ٥٨٢) بأسانيد ضعيفة. ـ

١٤٨

(٤٢٤) حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا حاتم المخضوب (١) ، قال : ثنا الملاحفي (٢) ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، قال : ثنا عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «صلاة الجمع تزيد على صلاة الرّجل وحده ببضع وعشرين درجة».

* * *

__________________

ـ وحديث طلق بن علي رواه الخطيب في «تاريخه» (٨ / ١٥٦) ، وأورده الذهبي في «الميزان» (١ / ٥٩٩) أيضا بسند ضعيف ، راجع «العلل».

(١) في «سنن أبي داود» ، وغيره (٤ / ٦٨) بزيادة : (يوم القيامة).

(١) في النسختين : (المحصور) هكذا مهملا ، وما أثبته من «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٧) ، وفيه يعرف بالمخضوب.

(٢) تراجم الرواة :

ـ تقدم بعضهم قريبا في السند قبله ، والملاحفي : لم أقف عليه ، ويبدو لي أنه مصحف عن الأنماطي ، وقد رواه البزار ، عن الرقاشي ، عن حجاج بن المنهال الأنماطي ، عن حماد بن سلمة به ، وهو ثقة ، من رجال الجماعة. تقدم في (ت رقم ١٦).

ـ وحماد بن سلمة : تقدم في بداية الكتاب ، وهو ثقة ، وعاصم الأحول : هو ابن سليمان أبو عبد الرحمن البصري. تقدم في (ت رقم ١٢٩) ، وهو ثقة ، من رجال الجماعة.

تخريجه :

في إسناده حاتم المخضوب. تقدم الكلام عليه ، فقد أخرجه البزار في «مسنده» كما في «كشف الأستار» (١ / ٢٢٧) من طريق الرقاشي ، عن الأنماطي ، عن حماد به نحوه ، وقال البزار : لا نعلم رواه عن عاصم ، عن أنس إلّا حماد بن سلمة ، وقال الهيثمي في المجمع (٢ / ٣٨) : رواه البزار ، والطبراني في «الأوسط» ، ورجال البزار ثقات.

والحديث متفق عليه بغير إسناد المؤلف من حديث أبي هريرة : رواه البخاري في «صحيحه» (١ / ٥٦٤) مع الفتح الصلاة ، وباب : الصلاة في مسجد السوق ، ومسلم في «صحيحه» (٥ / ١٥١) مع النووي الصلاة ، باب : فضل صلاة الجماعة ، وكذا هو مخرج في «السنن» و «المسانيد».

١٤٩

٢٩٠ ٩ / ٤١ أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي (*) :

حكى لنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : سمعت أبا حاتم يقول : نحن من أهل أصبهان من (١) جزّ ، وكان أهلنا يقدمون علينا حياة أبي ، ثم انقطعوا عنا (٢).

* * *

__________________

(*) له ترجمة في مقدمة «الجرح والتعديل» (١ / ٣٤٨ ـ ٣٦٨) ، وفي مقدمة «الكامل» لابن عدي ص ٢١٤.

وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٠١) ، وفيه : إمام في الحفظ والفهم. توفي سنة سبع وسبعين ومائتين ، وفي «تاريخ بغداد» (٢ / ٧٣ ـ ٧٧) ، وفيه : أحد الأئمة الحفاظ الأثبات ، وفي «الإرشاد» للخليلي ورقة ١١٧ ، وفي «المنتظم» لابن الجوزي (٥ / ١٠٧ ـ ١٠٨) ، وفيه : كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات ، وفي «معجم البلدان» (٢ / ١٣٣). وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٦٧) ، وفيه : الإمام الحافظ الكبير ... أحمد الأعلام ، وفي «العبر» (٢ / ٧٣) ، وفي «طبقات الحنابلة» (١ / ٢٤٨) لأبي يعلى ، وفي «طبقات الشافعية» (٢ / ٢٠٧ ـ ٢١١) للسبكي ، وفي «غاية النهاية» (٢ / ٩٧) للجزري ، وفي «التهذيب» (٩ / ٣١) ، وفي «شذرات الذهب» (٢ / ١٧١) لابن العماد الحنبلي ، وفي «الوافي بالوفيات» (٢ / ١٨٣) للصفدي ، وفي «الأعلام» للزركلي (٦ / ٢٥).

(١) في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٠١) بزيادة : (قرية) ، وجز ـ بالفتح ، ثم التشديد ـ : قرية من قرى أصبهان. انظر «معجم البلدان» (٢ / ١٣٣).

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٠١) ، و «تاريخ بغداد» (٢ / ٧٤) ، و «معجم البلدان» (٢ / ١٣٣).

١٥٠

٢٩١ ٩ / ٤٢ أبو سيّار محمد بن عبد الله (*) :

ابن المستورد البغدادي. قدم أصبهان ، حكى إبراهيم بن أرومة (١) ، قال : ما قدم عليكم مثل أبي سيار (٢).

(٤٢٥) حدثنا أبو بكر بن الجارود (٣) ، قال ثنا أبو سيار ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٠٤) ، وفي «تاريخ بغداد» (٥ / ٤٢٧) ، وفيه أبو بكر يعرف بأبي سيار الحافظ ... ثقة مأمون ... مات سنة ٢٦٢ ه‍.

(١) انظر ترجمته في «تاريخ بغداد» (٦ / ٤٢) ، وفي مقدمة «الكامل» (٢١٨) وقد تقدم.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٠٤) ، و «تاريخ بغداد» (٥ / ٤٢٧).

(٣) تراجم الرواة :

ـ أبو بكر بن الجارود : تقدم في (ت رقم ٤٨) ، وهو ثقة.

ـ ومعافى بن سليمان : هو الجزري أبو محمد الرسفني ـ بمهملتين ، ثم معجمة مفتوحة آخره نون ـ : ثقة ، مات سنة ٢٣٤ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٤١ ، و «التهذيب» (١٠ / ١٩٨) ، و «الكاشف» (٣ / ١٥٥).

ـ محمد بن سلمة : هو ابن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني ثقة ، مات ١٩١ ه‍ ، وقيل : بعدها : انظر المصدر السابق (٩ / ١٩٣).

ـ وأبو عبد الرحيم : هو خالد بن يزيد ، ويقال : ابن أبي يزيد ، وهو المشهور الحراني ـ بفتح الحاء ، وتشديد الراء المهملتين ـ ثقة. مات سنة ١٤٤ ه‍. نفس المصدر (٣ / ١٣٢).

ـ وزيد بن أبي أنيسة زيد الجزري أبو أسامة ، ثقة من رجال الجماعة ، مات سنة ١٢٤ ه‍ ، وقيل بعدها. المصدر بعينه (٣ / ٣٩٨).

ـ وإسماعيل : هو ابن أبي خالد الأحمسي. تقدم في ترجمة (١٤٠) ، وهو ثقة ، من رجال الجماعة. ـ

١٥١

المعافي بن سليمان ، قال : ثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كنا مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذات ليلة والقمر طالع ليلة البدر ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «أما إنّكم ستعاينون ربّكم ـ تبارك وتعالى ـ في الجنّة كما تعاينون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلواة قبل طلوع الشّمس ، وقبل غروبها ، فافعلوا» ، ثم قرأ : (وَسَبِّحْ)(١)(بِحَمْدِ رَبِّكَ) الآية (٢).

__________________

ـ وقيس : هو ابن أبي حازم حصين بن عوف. تقدم في (ت رقم ١٦١) ، وهو أيضا ثقة من رجال الجماعة.

تخريجه :

إسناده صحيح. جميع رجاله ثقات ، والحديث متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢ / ٣٣ و ٥٢) المواقيت ، باب : فضل صلاة العصر ، وباب : فضل صلاة الفجر ، وفي التفسير (٨ / ٥٩٧) ، باب : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) وانظر أيضا رقم حديث (٧٤٣٤ و ٧٤٣٥ و ٧٤٣٦) ، كتاب التوحيد مع «الفتح».

ومسلم في «صحيحه» (٥ / ١٣٤) الصلاة حديث (٢١١ و ٢١٢) المساجد ، فضل صلاتي الصبح والعصر ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ٩٧) السنة ، باب : الرؤية ، وقال الخطابي في تعليقه على «سنن أبي داود» : لا تضامون ، هو من الانضمام ، يريد أنكم لا تختلفون في رؤيته ـ هذا إذا قرىء بفتح التاء ، ورواه بعضهم بضم التاء ، وتخفيف الميم ـ فيكون معناه عندئذ. لا يلحقكم ضم ولا مشقة في رؤيته. انتهى ، والترمذي في «سننه» (٤ / ٩٢) الجنة ، باب : ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى ، وقال : حديث صحيح ، وابن ماجه في «سننه» (١ / ٦٣) المقدمة ، باب : فيما أنكرت الجهمية ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٣٦٠ و ٣٦٢ و ٣٦٥) كلهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.

(١) في النسختين : (فسبح) بالفاء ، وهكذا وقع في «صحيح البخاري» (٢ / ٥٢) مع الفتح : (فسبح) في رواية أبي ذر ، وجاء في أكثر الروايات : (وسبح بحمد) بالواو ، وقال ابن حجر في «الفتح» (٨ / ٥٩٨) : وهو الموافق للتلاوة ، فهو الصواب.

(٢) سورة ق : آية ٣٩ ، وجاءت في بعض الروايات بآية سورة طه ١٣٠ كما عند مسلم ، ـ

١٥٢

(٤٢٦) حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا أبو سيار ، قال : ثنا عبد العزيز بن الخطاب (١) ، عن قيس ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن رجل من الأنصار ، عن أبيه ، قال : ولد لي غلام ، فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقلت : ولد لي غلام فما أسميه؟ قال : «فسمّه بأحبّ الأسماء إليّ» (٢).

* * *

__________________

ـ وأحمد ، وأخرجه البخاري في سورة ق كما تقدم ، ولكن في الآيتين بالواو ، وهو الموافق للتلاوة ، وتمام الآية من سورة ق : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ،) وفي طه : (قَبْلَ غُرُوبِها.)

ـ وجرير : هو ابن عبد الله بن جابر البجلي. صحابي مشهور. مات سنة ٥١ ه‍.

وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ٥٤.

(١) تراجم الرواة :

ـ تقدم بعضهم في السند قبله ، وعبد العزيز بن الخطاب : هو أبو الحسن الكوفي ، نزيل البصرة. قال أبو حاتم : صدوق ، وقال النسائي : ثقة ، وقال الذهبي : ثقة. مات سنة ٢٢٤ ه‍ ، انظر «التهذيب» (٦ / ٣٣٥) ، و «الكاشف» (٢ / ١٩٨).

ـ وقيس : هو ابن الربيع الأسدي.

ـ أبو محمد : تقدم في (ت رقم ٩٣) ، وهو صدوق غير أنه تغير لما كبر ، وأدخل عليه ما ليس من حديثه.

ـ وشعبة : هو ابن الحجاج : تقدم في «ت رقم ٢٢) ، وهو ثقة ، وكذا عمرو بن دينار تقدم في (ت رقم ٣٣) ، وهو ثقة.

ـ ورجل من الأنصار لم أعرفه هل هو صحابي أو تابعي.

(٢) تخريجه :

في إسناده رجل مبهم لم يسمّ ، وكذا قيس تغير لما كبر ، وأدخل عليه ما ليس من حديثه ، وبقية رجاله ثقات ، لم أقف على تخريجه.

١٥٣

٢٩٢ ٩ / ٤٣ عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي (*) :

قدم أصبهان ، وحدث بها حديثا كثيرا.

(٤٢٧) حدثني محمد بن إبراهيم بن سالم (١) ، قال : ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : ثنا عمران (٢) بن موسى ، قال : ثنا حجاج بن إبراهيم ، عن هارون بن محمد ، عن الربيع بن صبيح ، عن ابن سيرين ، عن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٢) ، وفيه قال : أبو نعيم : في حديثه نكارة.

وفي «اللسان» م (٣ / ٣١٣) ، ونقل ابن حجر القول المذكور لأبي نعيم فيه ، والخوارزمي : نسبة إلى خوارزم ـ بين ضم أوله وفتحه ـ وهي مدينة كبيرة تحت سيطرة الروس.

(١) تراجم الرواة :

ـ محمد بن إبراهيم بن سالم أبو عبد الله القرشي : ترجم له أبو نعيم ، وقال : يعرف بابن شاوال : كان يسكن ملنجة ، انظر «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٦٢).

(٢) بقية الرواة :

ـ عمران بن موسى : لعله ابن حيان أبو عمرو البصري. قال أبو حاتم : صدوق ، وقال النسائي : ثقة. مات بعد الأربعين ومائتين ، انظر «التهذيب» (٨ / ١٤١).

ـ وحجاج بن إبراهيم : الظاهر أنه أبو إبراهيم الأزرق ، ويقال : أبو محمد البغدادي.

قال أبو حاتم : ثقة. مات بعد سنة ٢١٣ ه‍ بزمن. المصدر السابق. (٢ / ١٩٦).

ـ هارون بن محمد يظهر أنه ابن بكار الدمشقي ، صدوق ، المصدر نفسه (١١ / ١٠).

ـ والربيع بن صبيح ـ بفتح المهملة ـ السعدي البصري : صدوق ، سيىء الحفظ. مات سنة ١٦٠ ه‍. انظر نفس المصدر (٣ / ٢٤٧) ، و «التقريب» ص ١٠١.

ـ وابن سيرين : هو محمد بن سيرين الأنصاري تقدم في (ترجمة ٧٩) ، وهو ثقة. ـ

١٥٤

أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من مرّت به امرأة فأعجبته ، فرفع طرفه إلى السّماء لم يرجع إليه طرفه حتّى يزوّجه الله من الحور العين».

(٤٢٨) حدثنا الحسن (١) بن محمد بن أبي هريرة ، قال : ثنا عبد الله ،

__________________

ـ تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وأيضا الخوارزمي المترجم له ، تقدم قول أبي نعيم أن في حديثه نكارة ، والربيع صدوق سيىء الحفظ ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٢) به مثله.

(١) تراجم الرواة :

ـ الحسن بن محمد : هو ابن النضر بن أبي هريرة أبو علي توفي سنة ٣٢١ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» (١ / ٢٧٠) ، وكذا ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ، ص ٢٨٢ ، وسكت عنه ، وعبد الله : هو الخوارزمي المترجم له.

ـ وعبدان : هو عبد الله بن عثمان بن جبلة الأزدي أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ الملقب عبدان. ثقة ، مات سنة ٢٢١ ه‍. انظر «التهذيب» (٥ / ٣٠٣).

ـ وأبو حمزة : هو محمد بن ميمون المروزي السكري. سمي به لحلاوة كلامه. ثقة ، فاضل. مات سنة ١٦٧ ه‍ أو ١٦٨ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٢١ ، و «الخلاصة» ، ص ٣٦١ للخزرجي.

ـ والأعمش : هو سليمان بن مهران. تقدم في ترجمة ٦ هو ثقة مدلس.

ـ وأبو صالح : هو ذكوان السمان. تقدم في ترجمة رقم ٤٧ ، وهو ثقة.

تخريجه :

في إسناده الحسن بن محمد لم أعرفه ، وكذا عبد الله الخوارزمي في حديثه نكارة كما تقدم ، وأيضا الأعمش مدلس ، وقد عنعن ، وبقية رجاله ثقات ، فقد أخرجه البزار في مسنده كما في «كشف الأستار» (١ / ١٨١) من طريق أبي حمزة السكري به مثله.

وقال الهيثمي في «المجمع» (٢ / ٢) : رجاله كلهم مؤثقون. قلت : فيه الأعمش ، وهو مدلس ، وقد عنعن. وابن خزيمة في «صحيحه» (٣ / ١٥) بطرق عن الأعمش به مثله وإسناده صحيح.

وقال البزار : قد روى صدره عن الأعمش جماعة على اضطرابهم فيه ، وفي إسنادهم ، ـ

١٥٥

قال : ثنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، وقال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الإمام ضامن ، والمؤذّن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمّة ، واغفر للمؤذّنين». قالوا : يا رسول الله لقد تركتنا نتنافس في الأذان. قال : «إنّ بعدكم زمانا سفلتهم مؤذّنوهم».

__________________

ـ وتفرد بآخره أبو حمزة ، ولم يتابع عليه ، وكذا جزم به ابن عدي ، فإنّه أخرجه في «الكامل» في ترجمة عيسى بن عبد الله بن سليمان القرشي العسقلاني ، وكذا أورده الذهبي في «الميزان» (٣ / ٣١٧) ، وقال ابن عدي : عيسى ضعيف يسرق الحديث ، وكذا أخرجه البيهقي في «سننه» (١ / ٤٣٠) ، وقال : هذا الحديث لم يسمعه الأعمش باليقين من أبي صالح ، إنما سمعه من رجل عن أبي صالح. قلت : وذكر ابن حجر في «التلخيص» (١ / ٢١٨) قول الدارقطني ، (أن) هذه الزيادة ليست بمحفوظة. قال الخليلي وابن عبد البر ، إن هذه الزيادة من أفراد أبي حمزة ، قال ابن القطان : أبو حمزة ثقة ، ولا عيب للإسناد إلا ما ذكر من الانقطاع. انتهى. قلت : قد روى صدره إلى قوله : «واغفر للمؤذّنين» أبو داود في «سننه» (١ / ٣٥٦) الصلاة ، باب : ما يجب على المؤذن من تعاهد الوقت ، والترمذي في «سننه» (١ / ١٣٤) الصلاة ، باب : الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن. والحميدي في «مسنده» ح ٩٩٩ ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٣٢ و ٢٨٤ و ٣٧٨ و ٤١٩ و ٤٢٤ و ٤٦١) ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «الإحسان» (٣ / ١٣٥) ، والطبراني في «الصغير» (١ / ١٠٧) كلهم من طريق الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا ، ورواه بعض عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن عائشة مرفوعا ، ولكن في إسناد أبي داود رجل لم يسم.

وذكر الترمذي أنه سمع أبا زرعة يقول : حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة أصح من حديث أبي صالح ، عن عائشة.

وقال الترمذي أيضا : سمعت محمدا ـ البخاري ـ يقول : حديث أبي صالح عن عائشة أصح ، وذكر عن علي بن المديني أنه لم يثبت حديث أبي صالح ، عن أبي هريرة ، ولا حديث أبي صالح ، عن عائشة في هذا. انتهى.

وقال ابن حبان في «الإحسان» (٣ / ١٣٥) : سمع هذا الخبر أبو صالح السمان على حسب ما ذكرناه ـ وقد ساقه من طريقة عن عائشة ـ وسمعه من أبي هريرة مرفوعا ، فمرة حديث به عن عائشة ، وأخرى عن أبي هريرة ، وتارة وقفه عليه ولم يرفعه.

وأما الأعمش ، فإنه سمعه من أبي صالح ، عن أبي هريرة موقوفا ، وسمعه من ـ

١٥٦

حدثنا أحمد بن الحسين الأنصاري ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا عبد الله بن سابق ، قال : ثنا خلف بن تميم ، قال : سمعت زائدة (١) يقول : من عرف ربه هانت عليه دنياه.

* * *

__________________

ـ أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا ، وكذا البيهقي في «سننه» (١ / ٤٢٥ و ٤٣٠ و ٤٣٢) ، ولصدره شاهد من حديث أبي أمامة ، وعائشة مرفوعا نحوه ، رواهما أحمد في «مسنده» (٥ / ٢٦٠) ، والطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» (٢ / ٢) ، عن أبي أمامة ، وقال الهيثمي : رواه أحمد ، والطبراني ، ورجاله موثقون.

وكذا أبو نعيم في «الحلية» (٧ / ٨٧) و (٨ / ١١٨) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٣ / ٢٤٢) و (٤ / ٣٨٨) و (٦ / ١٦٧) و (٩ / ٤١٣) و (١١ / ٣٠٦) من طريق أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوعا به.

ومعنى مؤتمن : أي متصف بالأمانة ، وصدق القول ، وممتع بثقة الناس ، وسفلتهم أي سقاطهم وأدنيائهم.

(١) هو زائدة بن قدامة الثقفي ، انظر ترجمته في «التهذيب» (٣ / ٣٠٦).

١٥٧

٢٩٣ ٩ / ٤٤ إبراهيم بن فهد بن حكيم (*) :

يكنى أبا إسحاق. قدم أصبهان ، وحدّث بها توفي سنة اثنتين وستين ومائتين ، وكان مشايخنا يضعفونه (١).

قال البردعي (٢) : ما رأيت أكذب منه. حكى ابنه ، قال : توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين بالبصرة (٣).

(٤٢٩) حدثنا أبو العباس (٤) الجمال ، قال : ثنا إبراهيم بن فهد ، قال : ثنا سعيد بن يحيى ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رفعه ، قال : «إنّ الله رفيق يحبّ الرّفق ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٦) ، وفيه البصري ... وقيل : سنة ٢٨٥ ه‍ ضعفه البردعي ذهبت كتبه وكثر خطأه لرداءة حفظه.

وفي «اللسان» (١ / ٩٢) نقل ابن حجر في ترجمته عن أبي الشيخ ، وأبي نعيم ، وفي «الميزان» (١ / ٥٣) ، وفيه قال ابن عدي : سائر أحاديثه مناكير ، وهو مظلم الأمر.

(١) في الأصل : (يضعفوه) وما أثبته من (أ ـ ه) ، وهو الصواب.

(٢) البردعي ـ بفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء ، وفتح الدال المهملة ، وفي آخرها العين المهملة ـ هذه النسبة إلى بردعة ، وهي بلدة من أقصى بلاد آذربيجان. وهو الحافظ الناقد أبو عثمان سعيد بن عمرو الأزدي. مات سنة ٢٩٢ ه‍. انظر «اللباب» (١ / ١٣٥) لابن الأثير ، و «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٧٤٣) للذهبي.

(٣) وفي «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٦) ، وقيل سنة ٢٧٥ ه‍ ، وكذا في «اللسان» (١ / ٩٢).

(٤) تقدم الرواة جميعا. إسناده ضعيف جدا فيه إبراهيم بن فهد المترجم له ، وهو متهم بالكذب.

والحديث صحيح بما تقدم تخريجه في ترجمة ١٦٦ برقم حديث ٢٢٤.

١٥٨

٢٩٤ ٩ / ٤٥ عبد الله بن محمد بن سنان ابن سعد البصري (*) :

يكنى أبا محمد. يحدث عن البصريين ، وحدث عندنا بأحاديث كثيرة لم يتابع عليها ، وازدحم عليه الناس ، ولم يزالوا يسمعون (١) منه حتى ظهر أمره ، ووقفوا على كذبه ، وتركوا حديثه ، وأجمعوا في أمره أنه كذاب ذاهب ونسأل الله الستر والسلامة.

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٤) ، وفيه يعرف بالروحي. قدم أصبهان ، وحدث بها. كثير الوضع ، وحدث بنسخة لروح بن القاسم ، لم يتابع عليها ، فلذلك سمّي الروحي ، وفي «تاريخ بغداد» (١٠ / ٨٧) ، وفي «اللسان» (٣ / ٣٣٦) ، ونقل فيه عن أبي الشيخ ، وفي «المجروحين» (٢ / ٤٥) لابن حبان ، وقال : يضع الحديث ، ويقلّبه ، ويسرقه ، وفي «الميزان» (٢ / ٤٨٩) وفيه قال ابن عدي : يسرق الحديث.

(١) في النسختين : (يسمعوا) ، والتصحيح من «اللسان» (٣ / ٣٣٦) ومن مقتضى القواعد.

١٥٩

٢٩٥ ٩ / ٤٦ عبد الرحمن بن خراش (*) :

قدم أصبهان. بغدادي حافظ.

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١١٢) ، وفيه : عبد الرحمن بن يوسف (بن سعيد) بن خراش. وفي «تاريخ بغداد» (١٠ / ٢٨٠) ، وزاد بعد يوسف (بن سعيد) : أبو محمد الحافظ ... أحد الرحالين في الحديث. توفي سنة ٢٨٣ هـ ، وقيل : بعدها ، والأول أصح ، وفي «المنتظم» (٥ / ١٦٤) ، وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٦٨٤) ، وقال الذهبي : الحافظ البارع الناقد ، وفي «الميزان» (٢ / ٦٠٠) ، وفي «اللسان» (٣ / ٤٤٤).

١٦٠