قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام

كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام

كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام

تحمیل

كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام

245/416
*

فصل

ومن أعظم ما وقع فى أيام السلطان قايتباى من الأمور الهائلة :

حريق المسجد الشريف النبوى ، ذكرناه استطرادا لأنه أمر هائل عظيم الهول ، وتفسير ذلك :

أن فى ثلث الليل الأخير من ثلث ليلة الاثنين ثالث عشر شهر رمضان سنة ٨٧١ ه‍ طلع رئيس المؤذنين الشيخ شمس الدين محمد بن الخطيب إلى المئذنة الشريفة اليمانية من ركن المسجد الشريف المعمور بالبرشة وهو يذكر ويمجد ، وكانت السماء متراكمة بالغيوم ، متوازنة بالنجوم ، إذ سمع رعد هائل ، وسقطت صاعقة لها لهب كالنار أصابت بعض هلال المئذنة ، فانشق رسها ومات المؤذن (رحمه‌الله تعالى) ، وسقط باقيها على المسجد الشريف عند المئذنة فعلقت النار فيه ، ففتحت أبواب المسجد ونودى بالحريق فى المسجد ، فحضر أمير المدينة ـ يومئذ ـ السيد قسطل بن زهر الجمالى ، وشيخ الحرم ، والقضاة ، وسائر الناس ، وصعد أهل النجدة والقوة إلى سطح الحرم بالمياه فى القرب ليسكبوها على النار لتنطفئ فالتهبت وأخذت فى جهة الشمال والمغرب ، وعجزوا عن إطفائها فهربوا ، واستولت النار عليهم فمات منهم فوق عشرة أنفس ، وعظمت النار جدا ، وحاطت بسائر سقف المسجد الشريف ، وأحرقت ما فى المسجد من المصاحف وخزائن الكتب ، والربعات ، وكانت كتب نفيسة ، ومصاحف عظيمة.

وصار المسجد كبحر لجى من نار ترمى بشرر كالقصر إلى أن استوعب الحريق جميع المسجد والقبة العليا التى فوق قبة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذاب رصاصه ، ولم يصل أثر النار للحجرة الشريفة النبوية (على ساكنها أفضل الصلاة والسلام) سلامة القبة السفلى ، وعدم التأثير فيها مع ما يسقط عليها كما هو أمثال الجبال ، واحترقت حتى حجارة الأساطين ، وسقط منها نحو مائة وعشرون أسطوانة ، واحترق المنبر الشريف النبوى ، والصندوق الذى فى