طلوع سعد السّعود - ج ٢

الآغا بن عودة المزاري

طلوع سعد السّعود - ج ٢

المؤلف:

الآغا بن عودة المزاري


المحقق: الدكتور يحيى بوعزيز
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٤
الجزء ١ الجزء ٢

والحبيب ولد عدة كان في غاية البسالة ، والشجاعة والكمالة ، وتولى القيادة على الدواير ، وسار السيرة الحسنة المزيلة للمغاير ، ولمّا مات خلّف ابنه عبد القادر ، فهو في قيد الحيوة (كذا) لا من أهل المقابر ، وعليّ ولد عدة كان اصبايحيا بالإثبات ، وخلّف ثلاثة أولاد وهم : عدة ، والمولود ، وقدور ، وكلهم في الحياة ، كما أنّ إسماعيل ولد عدة كان اصبايحيا وهو أوّل من قرأ من أولاد المخزن بالدولة الفرانسوية ، وعثمان ولد عدة لم يتول شيئا ، كعبد القادر ولد عدة أيضا في القولة الخانسوية ، غير أنّ عبد القادر خلّف ابنا اسمه محمدا هو في الحياة ، وعثمان وإسماعيل لم يعقبا شيئا بالإثبات ، وهذه صفة شجرتهم المحرّرة ، المحققة المؤسّسة المقرّرة.

٣٠١

ثم قدور الصغير بن إسماعيل البحثاوي ، تولّى آغة وكان طاهرا من سائر المساوي ، ومن خبره أنه كان في ابتداء أمره سيارا والمراد بالسيار هو السفر ، الواسطة بين الباي والباشا صاحب التحرير ، ثم ارتقى قائدا على بني مطهر ، وكانوا خرجوا عن طاعة باي وهران / ولما تولى عليهم هذا الصنديد فرحوا ورجعوا للإذعان ، لما لهم من الرغبة والبخت في تولية البحايثية عليهم ، والسعادة الطالعة لهم إليهم ، أتى بكبرائهم لباي وهران فأكرم مثواهم ، وفرح بهم لما أذعنوا له وهم تحت رئاسة هذا الشجاع الذي هو كهفهم ومأويهم (كذا). ثم سعا (كذا) في مصاهرة الباي مع شيخ انقاد ، فتزوّج الباي بابنة الشيخ على يد هذا الباسل وصارت رئاسته في الازدياد ، ثم سلّم في هذا الوظيف ورجع لما كان عليه قبل سفيرا ، لأنها من أعلا (كذا) المراتب وأجودها شهيرا ، وكان الباي مصطفى يحبّه كثيرا ، حتى أنه من شدة محبته إياه يخاطبه بقوله يا ولد الحلال خطابا كبيرا ، ثم ارتقى لمنصب آغة بالتحقيق فكان مقبول القول ومطاع الأمر بالتوفيق ، وسبب توليته أنّ ابن عمّه علي ولد عدة ولد البشير تولى آغة فقال له هذا الباسل نرغبك يا بن عمّي أن تقيد تحتك على الدواير ابن عمّك بالحضري ، ولك الأجر والرفعة على الغيري ، فقال له لا نقيّد إلا ولد عدة فلما رآه هذا الشجاع مصمما على ابنه وله في ذلك قوة وشدة ، طلب ذلك من الباي فقال الباي لآغة علي نحبك تجعل ابن عمّك بالحضري قايدا ، فأجابه بأنه إذا كان آغة لا يولي إلا ابنه وإلا فهذا الكلام كله زائدا ، فأمره الباي بنزع البرنوس وعزله فورا من التولية ، وولّى هذا الشجاع آغة في القولة المروية ، وقال له : والله يا ولد الحلال ما كنت أنطق إلّا بأنك أنت آغة بلا ريب ، فسبقني لساني لعلي والله شاهد عليّ في أمري في الحضور والغيب ، وكان هذا الشجاع محمود الأقوال والأفعال ، وجامع لسائر خصال الكمال ، كثير الشجاعة والسياسة ، والبراعة والكياسة ، توفرت فيه شروط الكمال ، ونال العز والرفعة والإقبال ، وقد تقدم الكلام عليه وما قيل فيه من النثر والنظم مستوفيا في ترجمة الباي المقلش والمسلوخ وعلي بما يغني عن الإعادة ، وقد مات ببني مناد في المعركة. وكم به من الجراحات في سائر المعارك بغاية الزيادة ، ولمّا مات خلّف ابنه الوجيه البارع أبا مدين خزنة الحفظ والفهم ، وكثير المعرفة والحفظ للنثر والنظم ، ولم يتول شيئا إلى أن مات فخلّف

٣٠٢

ابنه إسماعيل ، ولما توفي دون خدمة خلّف ابنيه وهما : الحبيب ، ومحمد ، كلاهما في قيد الحيوة (كذا) بغاية التأويل.

وهذه شجرتهم بحسب المراد ، ومن الله نكون في الإعانة بالاستمداد :

/ ثم تولى مصطفى بن إسماعيل البحثاوي آغة ، فنال العزّ والإقبال والوجاهة والبلاغة ، وكان رجلا موصوفا بالشجاعة والزعامة ، والبسالة والنزاهة والقيادة ، ذا رأي سديد وتدبير ، وطلاوة ومعرفة كبيرة وتحبير ، قد اجتمعت فيه خصال الكمال ، والعناية البالغة وأوصاف الاكمال ، مسموع الكلمة مقبول القول مطاع الأمر ، مهابا معظما مبجّلا كثير الفكر ، فقد نال الاحترام الجليل مع الأتراك ، ثم مع سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان بغاية الاشتراك ، ثم بلغ النهاية القصوى في الرئاسة والتبجيل مع الدولة ، بحيث لم يدرك أحد مقامه

٣٠٣

الذي بلغ به غاية الصولة ، فقد كان آغة أغوات بالتحقيق ، وما ذلك إلا لعلمه الصحيح الخالي من التوبيق ، وكانت به جراحات عظيمة ، صارت له بها رفعة جسيمة ، فأحدها (كذا) بصدره قد انجرح به بعين البرانس ، بحيث أصابته الرصاصة بصدره ومشت في جسده إلى أن سكنت منه باللوحة اليسرى في غاية التجانس ، وثانيها قد انجرح من رأسه في واقعة الحد ببلاد أولاد الزاير ، في واقعة الباي المقلش مع درقاوة وبني عامر ، ووجه ذلك في المنقول من صحيح الأخبار ، أنّ هذا الباسل هجم على فارسين من أولاد الميمون فألفى في المعركة أحدهما قد كلّ فرسه وعجز عن الفرار ، فتركه وذهب للآخر وحصلت بينهما المضاربة ، فأخطأ كل منهما صاحبه في تلك المضاربة ، فجاء صاحب الفرس الكال من وراء الباسل وضربه للرأس بالسكين فسجّه ، وقد ضربه آغة بالكابوس فأخطأه ثم ضربه بمؤخر المكحلة فشجه ، ولما حل الجرح العظيم برأس الباسل غشي عليه ، فرآه ابن عمّه علي ولد عدة على تلك الحالة من بعيد ، فخشي أن يخلص العدوّ الضارب له رماه من بعيد ، وكان راميا فأصابه بضربته للصدر واليد التي بها السكين فخر ميتا بغير تفنيد ، وثالثهما قد انجرح من اصبعه وذراعه الأيمن في واقعة المهراز ، وهي الواقعة بين المخزن والأمير إلى أن صار الأمير في غاية الانحياز ، ورابعها قد انجرح من يده في واقعة سكاك بغير الاحتيال ، وهي الواقعة بين الدولة والأمير حال كون المخزن مع الدولة وفيها قال هذا الباسل الدماء حناء الرجال ، وقد تقدم الكلام عليه مستوفيا في دولة الترك والدولة الجمهورية بما فيه الكفاية ، فليراجعه من أراده فإن فيه الوفاية ، وقد ذهب لافرانسا وجلس بها مع سلطانها ورؤسائها وأكل على موائد سلطانها وسائر رؤسائها ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ذكور.

أحدهم آغة محمد بن إسماعيل المشهور ، ومن خبره أنه كان قائدا على الدواير ، ثم ارتقى آغة بني مطهر في القول الناير ، ثم انتقل بمثل وظيفه لعين تموشنت ثم جمع له ما بين العريشة وتموشنت ثم انفرد بتموشنت ، ونال علامة / الافتخار الفضية ، وسيدرك بحول الله وقوته العلامة الوردية ، وقد ذهب لافرانسا غير ما مرّة ، وجلس مع كبرائها وسلطانها وأكل معهم على موائدهم ونال الهدايا منهم بغاية مسرّة ، وهو رجل موصوف بالعقل والثبات ، ولا زال في قيد الحيوة

٣٠٤

(كذا) من خيار عباد الله الثقات (كذا) مشتغل بتلاوة القرآن في اللوح والمصحف ، مطالع لكتب الحديث والقصص التي بها الارتقاء للمغترف.

وثانيهم قدور ولم يدرك شيئا من الخدمة في المذكور ، ولمّا مات خلف ابنين في القول المتواتر ، هما في قيد الحياة مصطفى وعبد القادر ، وثالثهم مصطفى أمّه حرّة جزائرية وكان قائدا أوّلا بفليتة ثم انتقل بمثل وظيفه لبني زنطيس ، ثم انتقل لعرشه الدواير بمثل وظيفه ، من غير تحديس ، ثم انتقل به لأولاد خالفة من بني عامر ، ثم انتقل به لعرش أولاد الزاير ، ثم سلّم فيه وسكن وهران ، فهو بها في غاية الاحترام والأمان.

وهذه صفة شجرتهم ، بحسب الظاهر من شهرتهم :

٣٠٥

ثم عدّة ولد إسماعيل ومحمد ولد إسماعيل ، ولم يتول منهما إلّا عدة في القول الجليل ، وماتا ولم يعقبا شيئا ، فكان حالهما جمالا وفيئا.

ثم تولى الحاج بالحضري بن إسماعيل البحثاوي ، فكان رحمه‌الله في غاية الصفاوة من الأدناس والمساوي ، وتولى أوّلا قايدا على الدواير ، ثم صار ثانيا خليفة على أخيه آغة مصطفى في القول الناير ، ثم ارتقى ثالثا إلى المنصب الكبير ، فصار آغة المخزن بأجمعه في دولة الأمير ، وكان موصوفا بالكرم والسياسة ، والأدب والمعرفة والشجاعة والكياسة / محبا للعلماء ومجالسا لهم ، جمع خزنة من الكتب ممارسا لهم ، وذلك كله بالسماع دون المناظرة ، حتى صار إذا حصل سؤال عن القضية بمحضر العلماء يقول انظروها في الباب الفلاني من الكتاب الفلاني فقد سمعتكم تقرءونها فيه في الوقت الفلاني حال المذاكرة ، ولم يجمع أحد الكتب من البحايثية ما جمعه هو إلّا ابن أخيه الحاج المزاري وأولاده ، فإنهم مثله في ذلك وقد فاقوه فيها في بعض أفراده ، ومات رحمه‌الله بمصر حال ذهابه لحجّه ، فأتمّ الله له المراد بنيل المكارم التي أفضت لضجّه ، وخلّف محمدا بالحضري وكان من خبره في قول الحضري ، أنه تولى قائدا بعرش الدواير ، وتمّ حزمه وصار في الحال البارق الناير ، ثم ارتقى آغة بتيارت ، ثم انتقل بمثل وظيفه للدواير في القول الثابت ، ثم انتقل بمثل ذلك الوظيف إلى بلعبّاس ، فنال الاحترام وطاب بطيب الأنفاس ، ثم انتقل إلى تلك الرياسة بفليتة ، فنال بزمّورة الافتخار الذي لم ينله ممّن تولى بفليتة ، ولا زال آغة بزمّورة إلى أن مات بها في عام سبع وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافق لعام أربعة وثمانين ومائتين وألف ، ثم حمل لمستغانيم ومنها لوهران ، ودفن بها بمقبرة سيدي البشير جيرة أعمامه وقرابته في غاية البيان ، وقد نال علامة الافتخار المسمّة (كذا) بالتطويق ، فكان في سمائه بدرا كامل الهالة والنّور إلى أن ناداه منادي الارتحال والنفريق ، ولمّا مات خلّف عشرة أولاد ذكور ، وهم : بالحضري ، وبلقاسم ، ومصطفى ، ومحمد ، وأحمد ، ويوسف ، وعبد القادر ، والبشير ، ومحمد ، والحبيب ، وما عدا الآخر (كذا) أحياء وهو لم يعقب في المشهور ، وقد تولى بالحضري قيادة الدواير ولا زال بها للآن ، وبلقاس تولى قيادة الدواير وتأخّر

٣٠٦

عنها في هذا الزمان ، ومصطفى هو من أعضاء مجلس المشورة الصغير بوهران ، وغيرهم لم يتول خدمة بالبيان.

وهذه صفة شجرتهم ، بغير نقص من شهرتهم :

٣٠٧

الطبقة الثانية

/ الطبقة الثانية أولاد عدة بالبشير أهل التأويل ، كان جدهم عدة خليفة على أخيه آغة إسماعيل ، موصوفا بالشجاعة والكرم والكفالة لليتامى والأراميل (كذا) وتقدّم الكلام عليه مستوفيا نظما ونثرا في دولة الباي إبراهيم ، بما يغني عن الإعادة للتفاهيم ، ولمّا مات خلّف ستة أولاد ذكور بالتحرير ، وهم علي ومنصور وقدور ، واعمر ، والحاج ، محمد ، والبرادعي الكبير.

فعلي ولد عدة تولى آغة بدولة الأتراك ، وكان موصوفا بالفضاضة والشجاعة والرماية والغلظة البالغة للاشتراك ، حتى كان لا يدخل على الباي على ما حكي إلّا بسلاحه ، حاملا لكوابسه معه غير خافض لجناحه ، فتضرّر باي وهران من غلظته ورفع لباشا الجزائر أمره في شكيته (كذا) فاغتاظ عليه الباشا وسجنه بالجزائر حولا كاملا ثم عفا عنه لشجاعته وقال له اتق الله ولاكن (كذا) على الباي صائلا ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ، وهم عدة ، وأحمد ، وقدور ، بغير الازدياد ، فعدّة تولّى قائدا على الدواير في تولية والده ، وعليه وقع الخصام بين باي وهران مصطفى ووالده ، ومات وخلّف ابنه الحاج علي ولم يتول شيئا ، ولمّا مات خلّف ابنه محمدا حمية (كذا) فمات ولم يعقب شيئا ، وأحمد بن علي لم يتول شيئا ، ولما مات خلّف ابنه الحاج فمات ولم يعقب شيئا ، وقد ولد علي البحثاوي ، فإنه لم يتول خدمة فيما للراوي ، ولمّا مات خلّف ابنه محمد الكبير ، فتولى قيادة الدواير في دولة الأتراك في القول الشهير ، ولمّا جاءت الدولة الغولية تولّى خدمتها بالركوب ، فكان محبوبا عند رائسها (كذا) بيجوا بغاية المطلوب ، وكان في غاية الشجاعة ، والفراسة (كذا) والبراعة ، لاكنه (كذا) كان فضا غليظ القلب كجده علي ليس بذي المراعة ، وقد أخذ علامة الافتخار الوردية ، فكان بها في غاية الأحوال المرضية ، ومات سنة تسع وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ست وستين ومائتين وألف ، وسبب موته على ما قيل أنّ ابنه البهلول غاب نهارا عليه ، فركب فرسه ليلا وذهب للتفتيش عليه ، فوثب فرسه مطمورة ألفاها بالطريق ، فأصابه قربوس سرجه المقدّم للصدر فتألّم به ومات بالتحقيق ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولاد ذكور ، وهم محمد الصغير الأحول وعبد الله البهلول المفقود والحبيب الكفيف بالمشهور ، فكان محمد الأحول قايدا بعتبة في وقت

٣٠٨

الدولة ، وكان فضا شجاعا كأبيه وجده في الفضاضة والصولة ، وسبى في واقعة فليتة التي مات بها مصطفى بالتحرير ، ثم رجع من سبيه في الشهير ، ومات دون عقب سنة تسع وسبعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ست وتسعين ومائتين وألف ، وعبد الله البهلول مات بلا عقب في البيان ، والحبيب الكفيف هو حيّ الآن /.

ومنصور ولد عدة بالبشير ، لم يتول الخدمة في القول الشهير ، ومات وخلّف ابنه محمدا وهو خلّف ولدين ، وهما علي ومصطفى فماتا بلا عقب بلا مين.

وقدور ولد عدة بالبشير ، لم يتول الخدمة بالتحرير ، لاكنه (كذا) كان موصوفا بالبشالة (كذا) والبراعة والبطالة ، وخلّف ولدين بالإثبات ، وهما مصطفى لم يعقب وخمليش في الحياة.

واعمر ولد عدة بالبشير ، لم يتول الخدمة في غاية التشهير ، وكان شجاعا زدّاما ، هجّاما في المعارك عوّاما ، جوادا كريما ، أديبا فهيما ، وخلّف ثلاثة أولاد ، وهم بالمختار ومحمد المكنى بن إسماعيل وأبو مدين في صحيح الإسناد ، فبالمختار كان قائدا بالدولتين ثم آغة في الدولة موصوفا بالشجاعة والبسالة محمود السيرة مسموع الكلمة بغير المين ، ونال علامة الافتخار الفضية ، ولشجاعته كانت به جراحات (كذا) في القولة المحكية ، ومات مريضا وخلّف أربعة أولاد وهم محمد وغاب للآن ، وإسماعيل لم يعقّب وقد مات بواقعة تليلات في البيان ، وأحمد وخلّف ابنه إسماعيل في الحياة ، والحبيب وخلّف ابنه عبد القادر في الحياة ، ومحمد ولد اعمر المكنى بن إسماعيل ، لم يتول الخدمة ولم يعقب في التأويل ، وأبو مدين ولد اعمر لم يتول خدمة أيضا ، وخلّف ابنه محمدا محضا ، وهو خلّف المولود ، لا زال في الحيوة (كذا) والوجود.

والحاج محمد ولد عدة بالبشير ، فكان قايدا بالدواير مشهورا بالعز والتوقير ، شجاعا مقداما ، كريما فهاما ، زداما عواما ، بطلا هجاما ، وقد خلّف ولدين ، وهما السيد اعمر والبرادعي الصغير بغير مين ، فالسيد اعمر كان حاملا لكتاب الله العظيم ، حافظا له على ظهر قلب فاهما له بغاية التفهيم ، بحاثا في

٣٠٩

العلوم غواصا ، محقّقا لدينه حرّاصا ، موصوفا بالشجاعة والرماية ، والكرم الذي لا يضاهيه فيه غيره والخماية ، ولشدة بأسه هجم على بني مطهر حال مقاتلتهم مع الدواير ، فدهمهم بالهجوم إلى أن فرّقهم يمينا وشمالا في القول الناير ، وصار يشتمهم شتما كثيرا ، ولم يرد قتلهم بل قصد بضربه خيلهم فقتل منهم كثيرا ، ولو رام قتل رجالهم لقتلهم عن آخرهم شهيرا ، وما ذلك إلا من شدة الرماية ، وقوّة الشجاعة والحماية ، وكان قايدا على الدواير ونال علامة الافتخار الفضية ، وله فهم دقيق في العلوم والأقوال المحكية ، فلقد حدّثني عنه شيخنا العلامة الصمداني ، الدراكة الرباني ، الحسني السيدي محمد بن يوسف الزياني ، أنّ هذا المرحوم سأل بمحضره العلامة الرباني الشيخ السيد الحاج بن عبد الرحمن البوشيخي الشقراني ، عن قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكرموا عمّتكم النخلة هل هذا الحديث صحيح أو باطل ، وعلى صحته فما وجه تسميتها بالعمة في أكرم الأقاول ، فأجابه الشيخ بأنه لم يسمع بهذا الحديث إلّا منه في هذه الساعة / وأنه في فهم معناه لقليل البضاعة ، فسأل شيخنا من شيخه الإذن في الجواب ، فأذن له فقال له شيخنا إن الحديث صحيح مذكور في غير ما كتاب ، وقال صاحب المزيدة فيه النخل هو شجر البلح وهي أول شجرة استقرت على وجه الأرض ، وأنها شجرة مباركة توجد في كل مكان في النفل والفرض ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أكرموا عمّتكم النخلة ، وإنما سميت عمّتنا في واضح القولة ، لأنها خلقت من فضلة طينة آدم عليه‌السلام ولأنها تشبه الإنسان بالاحتكام ، من حيث استقام قدّها وطولها بالإثبات ، وامتياز ذكرها من بين النبات ، واختصاصها باللقاح ، ورائحة طلعها كرائحة المني بالإنشراح ، ولطلعها غلاف ، كالبشّمة (كذا) التي يكون فيها الولد للاغتلاف ، ولو قطع رأسها لماتت ، ولو أصاب جمارها أفاة (كذا) لهلكت وفاتت ، وأنّ الجمار من النخل كالمخ من الإنسان ، وعليها الليف كشعر الإنسان ، وإذا تقارنت ذكورها بين أناثها ألقحتها بالريح لاشتراقه ، وربما قطع آلفها من الذكور فلا تحمل بفراقه ، وإذا دام شربها للماء العذب تغيّرت وإذا سقيت المالح وطرح الملح في أصولها حسن ثمرها وتحررت ، ويعرض لها أمراض مثل الإنسان ، منها الغم والعشق ومنع الحمل وسقوط الثمر بعد الحمل كما ذلك في الإنسان ، فأخذ السائل يد شيخنا وقبّلها ، وشرّفها في التقبيل

٣١٠

وجبّلها ، وسأل منه صالح الدعاء المزيلة للكروب وفرح الشيخ البوشيخي بالجواب المحرر النقل المشفي للمطلوب ، وهذا دليل على غوص السائل في العلوم ، واطّلاعه على المنطوق والمفهوم ، وخلّف أربعة أولاد ذكور ، وهم : محمد ، وخلّف أربعة أولاد ذكور ، عبد القادر وبقدور والحبيب وبالمختار الصغير ، ثم بالحضري وخلّف ثلاثة أولاد اعمر وقدور وبغداد أحياء بالتحرير ، ثم الحبيب والبرادعي وهما في الحياة ، لم يتول واحد منهم الخدمة بالإثبات ، والبرادعي الصغير بن الحاج محمد كان قايدا في وقت الدولة ، موصوفا بالشجاعة والصولة ، مشهورا بالسخاء والجود ، مذكورا في المجالس بقصد الوفود ، وخلّف ولدين ذكرين ، وهما أحمد لم يعقب وعبد القادر حي بلا مين.

والبرادعي الكبير ولد عدة بالبشير ، كان خليفة على ابن عمّه قدور الكبير ، وكان موصوفا بالنجدة ، مقصودا للناس في الرخاء والشدة ، مشهورا بالشجاعة والبسالة ، مذكورا بالبراعة والكمالة ، ولم يعقب شيئا ، وهذه شجرتهم أصلا وفيئا.

٣١١

٣١٢

الطبقة الثالثة

الطبقة الثالثة أولاد يوسف بن البشير البحثاوي ، كان جدهم يوسف موصوفا بالبسالة والنجدة والتشمير ، تولى قيادة الدواير في دولة الأتراك ، وظهرت شجاعته وجوده بغاية الاشتراك ، وخلّف ولدين ذكرين وهما عدة ، وعلي ، بلا مين.

فعدة ولد يوسف كان موصوفا بالشجاعة والفطانة والبراعة وخلّف ولدين وهما الموفق ويوسف بالترتيب ، فالموفق لم يتول الخدمة وخلّف ولدين أحدهما المولود ، وكان قايدا بالدواير في الدولتين شجاعا ومات دون التعقيب ، وثانيهما العربي ولم يتول الخدمة وخلّف ابنه عدة ، وهو خلّف العربي في قيد الحيوة (كذا) موصوفا بالنجدة ، ويوسف ولد عدة كان قايد الدواير بغاية الخدمة ، وكان موصوفا بالشجاعة والزدمة ، وخلّف أربعة أولاد وهم عبد القادر وغاب للآن ، والحاج قدور وتولى قيادة أولاد سويد في وقت الدولة بالبيان ، وكان موصوفا بكثرة التّراث ، وحجّ بيت الله الحرام لنيل الاكتراث ، ولم يخلّف ذكرا ، وعبد الله / وخلّف ابنه بن عبد الله هو حي مشتهرا ، وبن عبد الله ولم يعقّب شيئا.

وعلي ولد يوسف لم يتول الخدمة شيئا ، وخلّف ولدين محمدا. وخلّف ابنه بالحضري ولم يعقّب ذكرا ، وعبد الرحمان وخلّف ابنه عبد القادر ولم يعقب مشتهرا ، وهذه صفة شجرتهم المحررة ، الموضحة المقرّرة.

٣١٣

الطبقة الرابعة

الطبقة الرابعة أولاد الموفق بالبشير البحثاوي ، كان جدهم الموفق قايدا على الدواير في وقت أخيه آغة الكبير إسماعيل بن البشير البحثاوي ، موصوفا بالأخلاق الجميلة ، والأقوال الصادقة والأفعال الكاملة الجليلة ، ولمّا مات خلّف ابنه قادي ، فلم يتول الخدمة وخلّف أربعة أولاد ذكور للتعدادي ، وهم محمد الكبير ويقال له المولود ، ومحمد الصغير ، وقدور ، وخمليش بالتحرير.

فمحمد الكبير لم يتول خدمة ، وخلّف ولدين : المولود ، وسي خمليش. وماتا بلا تعقيب صدمة ، وقد كان سي خمليش قايدا على الدواير وقت الدولة ، فنال غاية الاحترام والتوقير والصولة.

ومحمد الصغير كان قايدا على الدواير بدولة الأتراك والأمير ، وخلّف أربعة أولاد ذكور بالتشهير ، أوّلهم السيد أحمد تولى أوّلا قيادة الدواير ثم آغة الدواير ثم آغة فرندة ، ثم ارتقى باش آغة فرندة ولصفاء خدمته نال علامة الافتخار الفضية ، ثم الوردية ثم الطوقية ، ثم علامة الافتخار الكبيرة ، وله شيعة التوقير من جنس آخر كما روي في القولة الشهيرة / وكان حافظا للقرآن ، موصوفا بالفهم الثاقب ، ذا شجاعة ونجدة وبسالة ناصرا للمظلوم والمغلوب قاهرا للظالم والغالب ، وقد جلس كأعيان بني عمّه على موائد الملوك وأكابر الدولة ، وكان ذا مال جزيل قد أزال به همّه وغمّه وصار به في الصولة ، ولمّا مات سنة خمس وثمانين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام اثنين وثلاثمائة وألف ، بداره برأس العين بوهران ، وحمل لمقبرة أسلافه بالعامرية من جبال ملاتة البحرية بمقبرة سيدي علي البسيسي فدفن بها بغاية البيان ، بعد أن شيّع نعشه أمّة من المسلمين والنصارى واليهود ، وهم في الحزن الشديد لفراقه دون الجحود ، خلّف ثمانية أولاد ذكور هم : بالحضري وكان قايدا بصدامة والشلف وغيرهم من دايرة فرندة ، شجاعا جوادا في المذكور ، وله الشيعة الفضية في المشهور ، وقد خلّف ابنه عبد القادر هو من أعضاء مجلس العامرية من عرش الدواير ، وعلّي وهو قايد بعرض المحاميد من الحشم الشراقة بدون التخاير ، وله علامة الافتخار الفضية ، ومن جملة أعضاء مجلس المشورة الكبير بوهران في القولة المروية ، ومحمد وكان قايدا على فرقة من عرش الدواير ، ومحمد وهو قايد بعرش الأحرار بالتخاير ، والزبير ، وأبو مدين كلاهما قايدان بافرندة للأول منهما علامة الافتخار التونسية ، وعبد القادر ومحمد الصغير

٣١٤

التوأمان لم يتوليا شيئا من الخدمة الجونسية ، جميع الأولاد السبعة في الحيوة (كذا) بالانتخاب ، ثانيهم سي الحبيب وكان من حمالة (كذا) الكتاب ، فكان قايدا على أهل الوادي من تلمسان ثم انتقل بمثل وظيفه للمحاميد من عرش الحشم الشراقة بغاية الصواب ، ومات وخلّف ستة أولاد ذكور ، وهم عبد القادر ، وأحمد ، والمولود ، وأبو مدين ، والجيلاني ، وأبو عزة. كلهم أحياء ولم يتول واحد منهم الخدمة في المشهور ، ثالثهم أحمد الصغير لم يتول الخدمة ولم يعقب شيئا ، رابعهم قادي هو حي ولم يتول خدمة ولا نال فيئا.

وقدور لم يتول الخدمة وخلّف ابنه محمد المعروف بولد الخوات ، ويقال له محمد بالبشير ، فكان موصوفا بالفروسية والشجاعة وتدريب الخيل بالتحرير ، وتولى أوّلا قايدا على عرش الدواير ، ثم ارتقى آغة بالدواير ثم بعين تموشنت ، في القول الناير ، ونال علامة الافتخار الفضية من الدولة ، فصال بها على غيره بغاية الصولة ، ولمّا اعتراه المرض ترك الوظيف وجلس ببيته لمعالجة دائه إلى أن مات ، وخلّف أربعة أولاد ذكور وهم محمد التلمساني وكان قايدا بأولاد خالفة ، وأبو مدين وعبد القادر الكفيف لم يتول واحد منهما الخدمة وكلاهما في الحياة ، والموفق وكان قايدا على الدواير المرة بعد المرة ، ونال علامة الافتخار الفضية المزيلة للمعرّة ، وخلّف أربعة أولاد ، وهم محمد وبن عودة وأحمد كلهم أحياء ، وعبد القادر / ومات بلا عقب بغير انتقاد.

وخمليش لم يتول شيئا من الخدمة ، ولا نال شيئا من التوقير والحرمة ، ولمّا مات خلّف ابنه إسماعيل ، فكان أولا ليتنان (١٠) بالمجاميل والتفاصيل ، ثم صار قايدا مع وظيفه بالمدينة الجديدة بوهران ، ثم قايدا بأولاد خالفة بالبيان ، ونال علامة الافتخار الوردية فكان موصوفا بالسخاء ، والشجاعة المرضية ، هو الذي اشتد الأمير في قبضه على يد وزيره الأعظم الحاج محمد المزاري ، فأتاه وقبضه وأوثقه كتابا كرفيقه محمد بالحمام إلى أن خلصوهما من يده الدواير في القول الحاري ، ولمّا مات سنة أربع وستين وثمانمائة وألف الموافقة لعام ثمانين ومائتين وألف ، ودفن بمقبرة سيدي البشير من وهران خلّف ابنه محمدا أبا الانفاض ، فكان في غاية الرياسة بالأصول والأنقاض ، فتولى أوّلا قايدا على الأغواط بالدواير ، ثم انتقل بمثل وظيفه لأهل الوادي من تلمسان بالتخاير ، ثم ارتقى قايد

__________________

(١٠) يقصد ضابط من الكلمة الفرنسية : Lieutenant.

٣١٥

القياد بولهاصة ، ثم ارتقى آغة الحشم الشراقة بالمعسكر فنال لهاصة ، ثم انتقل آغة الخشنة ، ثم صار آغة بتنقرت (١١) ووادي ريغ بدلا من الخشنة ، وكان ليتنان ، وله علامة الافتخار الفضية بالبيان ، ولمّا مات خلّف ابنه إسماعيل ، فهو بقيد الحيوة (كذا) قد تمهّر في اللغة الفرانسوية قراءة وكتابة وتكلّما بها بغاية التأويل.

وهذه صفة شجرتهم ، بحسب شهرتهم :

__________________

(١١) يقصد تقرت في وادريغ بالجنوب الشرقي للبلاد.

٣١٦

/ وهذا آخر الكلام على البحايثية ، مبيّنا في القولة الحايثية ، بحسب طبقاتهم الأربع وأصولهم وفروعهم ، وحسبهم ونسبهم وشجراتهم وسيرتهم وخدمتهم التامة وحرمتهم وتوقيرهم في نهايتهم وشروعهم.

الكراطة أو الكرطية

وأمّا الكراطة فهم أولاد الشريف الكرطي ، واسمه عبد الله بن عبد الرزاق التلاوي الفرطي ، من شرفاء الراشدية الأعيان ، الثابتين الشرف بغاية البيان ، نسبة لمدينة الكرط ، ومن نسبهم لأولاد الأكرد فقد غلط بالفرط ، وأصلهم من مدينة الكرط أحد مدن غريس الغربي ، فهم بطن من بني تالة أحد شرفاء بني راشد بغاية النجبى ، وسبب توليتهم رئاسة المخزن أن جدهم الشريف الكرطي لما مات أبوه ذهبت به أمّه إلى عرش أولاد الأكرد ، فتزوجت هناك بأحد الأندال وبقي معها ولدها إلى أن كبر فجاء إلى محل أسلافه الأفرد وسكن بحومة بابا علي من مدينة المعسكر ، واشترى فرسا ذكرا من عتاق الخيل أشهب اللون قد لحقه الضعف واندبر ظهره وحلّ في المكر ، فعالجه بالدواء وجعل لظهره الحناء إلى أن صار في غاية الجودة ، فصار يركبه ويذهب عليه للدواوير بالبادية لبيع العطرية ويدوس عليه بالجودة ، ولمّا يرجع لمحله يربطه بالفندق المقابل لمحكمة الباي ، وهو على تلك الحالة في الجولان وتدبير الرأي ، إلى أن رأى فرسه باي المعسكر فأعجبه وقال لمن هذا الفرس الذي على هذه الصفة ، فقيل له أنه للحضري الشريف الكرطي وهو الذي صيّره على هذه الصفة ، فأمر بإحضاره لديه ، ولما مثّل بين يديه ، قال له نحبك تذهب ببطاقتي لمستغانيم وترجع فورا ، وكان الخبر قد انقطع على الباي لخوف الطريق وكثرة اللصوص والسباع فذهب وأوصلها وجاء بالجواب فورا ، فجعله الباي من جملة الاصبايحية (كذا) ثم صيّره خليفة البحثاوي آغة بن عودة بن البشير في القولة الموافية ، ثم صيّره آغة المخزن وغيره ، لمّا مات بن عودة وصار الغير في ضيره.

٣١٧

يحكى أنه وقعت بحضرة الباي عصمان بالمعسكر المفاخرة بين إسماعيل بن البشير البحثاوي ، لما كان خليفة على الشريف الكرطي ، وبين الكرطي كما قال الراوي ، فقال الشريف الكرطي لخليفته إسماعيل يا إسماعيل قد طال أمرك ، وازداد علينا فخرك ، فقال له إسماعيل أيها الشريف إنما ذلك بحسب ما نشأت أنا وأنت عليه ، فأنت تزوجت أمك بأحد أندال أولاد الأكرد فكبرت عنده وتعلّمت الحيلة عليه ، ثم صرت حضريا تجول في الدواوير وتقول أيّاو الحضري يا بناتي ، أبوكم بن هطّال قد جاء لبيع ما يواتي ، إلى أن صرت إلى هذا المقام العظيم ، ولا أصل لك في الرئاسة في المخزنية وإنما لك الأصل في الشرف الجسيم ، فدرّبك أخي بن عودة لما كنت خليفة عليه إلى أن علت لك الكلمة ، فاحمد الله على ما أولاك لما جاءتك الحرمة ، وأنا خالطت أوّلا الماجد الفاضل الشيخ أبا علام بن الحبوشي ، صاحب الأقوال المسموعة والأفعال المحمودة والأموال المبذولة والآراء السديدة النافعة والشجاعة الكاملة المهزمة للجيوشي ، ثم خالطت ثانيا الفاضل الماجد / الشجاع الواكد ، الشيخ دموش ولد الشحط رئيس أولاد علي وأحد أجوادهم وأعلاهم كلمة ورتبة بأزواجهم وأفرادهم ، صاحب الأموال المنقودة ، والأحوال المحمودة ، والأقوال الكاملة والأفعال الجليلة ، والرماية والشجاعة والفضل العميم والأخلاق الجميلة ، فتزوّج بأمّي وكبرت عنده بكبر أولاد البيوت الكبار ، وسرت بسيرته الحميدة إلى أن بلغت الخلافة عليك على يد سيدنا ومولانا عصمان باي الإيالة الغربية بأجمعها المجاهد في سبيل الغفار ، كما بلغت أنت الخلافة على أخي بن عودة بعد أن كنت دواسا ، وجائلا في الدواوير والقرى جواسا ، فانظر أينا أحق بالمفاخرة أنت أم أنا وسيدنا مع أهله مجلسه لهم معرفة كاملة بالمسامرة ، فضحك الباي وأهل مجلسه وقال للشريف إنك لمغلوب ، وإن إسماعيل لغالب بغاية المطلوب ، ولما مات خلّف ثلاثة أولاد بغير اعتساف ، وهم : علي اليسير ، وبن سالم ، ومحمد الزحاف.

فعليّ اليسير لقب بذلك لكونه أسّره الاسبانيون بوهران من الكرط لوهران ، ثم فدى وتولى قيادة المعسكر في صحيح البيان ، وخلّف ابنه الحاج محمد فتولى قيادة المعسكر ، وخلّف ابنه الحاج أحمد فتولى قيادة المسعكر ، وخلّف ولدين

٣١٨

أحدهما السيد الطاهر ابن أمة وهو المؤذن بجامع سعيدة ، والآخر السيد محمد وخلّف ابنه بالمختار وهو خلّف أحمد لم يعقب في القولة المفيدة ، وبن سالم لم يتول على ما قيل الخدمة ولم يعقب.

ومحمد الزحاف تولى آغة المخزن في الأصوب ، وخلّف ثلاثة أولاد قولا فيئا ، أحدهم المعزوز وكان قايدا على الدواير ولم يعقّب شيئا وثانيهم الحاج قدور الأطرش قولة موجودة كان آغة المخزن وكانت سيرته محمودة ، وخلّف ابنه الحاج الحبيب كان آغة المخزن بوقت الدولة ، ثم صار آغة فليتة ونال للصولة ، ثم سافر للحج وبه مات بالبيان ، وخلّف ابنا زمينا اسمه أبو زيان ، وثالثهم الحاج عبد الله وكان أوّلا قايد الدواير ثم ارتقى آغة المخزن محمود الأقوال والأفعال ، وله سيرة محمودة وموصوف بالمال ، ولمّا حجّ بنا (كذا) سقاية ماء بالحرم الشريف ، للشرب لوجه الله تقبّل الله منه وجعل عمله مقبولا من العمل الظريف ، وخلّف ولدين أحدهما الحاج محمد الذي قتل الفرس بالأمير حال مقاتلته مع المخزن بواقعة الحناية بالبيان ، ثم سافر للمشرق ولم يرجع منه للآن ، وثانيهما الحاج قدور الصغير صاحب الأقوال المرضية ، كان قايدا ببني مديان بناحية تاقدمت في وقت الدولة وله علامة الافتخار الفضية ، وخلّف ستة أولاد بغير لفظي ، وهم أحمد والزبير والنعيمي ومحمد وعبد الله. والسادس ابن أمة غاب اسمه عن حفظي ، وهذه صفة شجرتهم المقررة المبينة المحرّرة / :

٣١٩

٣٢٠