تقويم البلدان

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]

تقويم البلدان

المؤلف:

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-304-7
الصفحات: ٥٧٥

الأوصاف والأخبار العامة

قال ابن حوقل : وبذخشان اسم للإقليم والمدينة معا ولبذخشان رساتيق كثيرة ويرتفع من بذخشان اللازورد ، وقال في اللباب : وبذخشان في أعلى طخارستان وهي متاخمة لبلاد الترك ، بنت زبيدة بنت جعفر بن المنصور بها حصنا عجيبا ويحمل منها اللازورد والبلّور وحجر الفتيلة وهو الذي يشبه حشو البردي والباذزهر.

٥٤١

ذكر خوارزم

لما فرغ من طخارستان وما أضيف لها انتقل إلى ذكر بلاد خوارزم ، وخوارزم اسم للإقليم وهو إقليم منقطع عن خراسان وعن ما وراء النهر ويحيط به المفاوز من كل جانب ويحيط به من الغرب بعض بلاد الترك ، ويحيط به من جهة الجنوب خراسان ، ومن الشرق بلاد ما وراء النهر ، ويحيط به من الشمال بلاد الترك أيضا.

وإقليم خوارزم في آخر جيحون وليس بعده على النهر عمارة إلى أن يقع جيحون في بحيرة خوارزم ، وإقليم خوارزم على جانبي جيحون ومدينته العظمى وهي كركنج في الجانب الجنوبي من جيحون وتسمّى بالعربية ، الجرجانية ، قال ابن حوقل : وبلاد خوارزم من أبرد البلاد ، قال : ويبتدئ الجمود في نهر جيحون من جهة خوارزم قال : وكانت قصبة خوارزم تسمّى بالخوارزمية فخربها النهر وبنا لهم الناس مدينة وراءها قال : وكانت هذه المدينة في الجانب الشمالي من جيحون ، وقال المهلّبي : وبلاد خوارزم في جهة الجنوب والشرق عن بحيرة خوارزم ، ومن خوارزم إلى آمل نحو اثنتي عشرة مرحلة ، ومن خوارزم إلى بحيرة خوارزم نحو ست مراحل.

٥٤٢

٥٤٣

الأوصاف والأخبار العامة

كركنج : قال في المشترك : وكركنج اسم لمدينتين بخوارزم إحداهما كركنج الكبرى وهي هذه ، وهي قصبة خوارزم على ضفة جيحون ، والأخرى كركنج الصغرى الآتي ذكرها وهي مدينة قريبة من الكبرى بينهما عشرة أميال ، قال : وكانت في سنة ستمائة وست عشرة عامرة آهلة ذات سوق مستطيل ، والعجم يقولون : كركنج والعرب يقولون : الجرجانية ، وهما اسمان لكل واحد منهما ، قال في القانون : وهي في غربي جيحون.

جرجانية : من المشترك : وكركنج الصغرى وهي مدينة قريبة من كركنج الكبرى وبينهما عشرة أميال ، والعرب يسمونها الجرجانية وهي في غربي جيحون.

كاث : هي قاعدة خوارزم في القديم وكانت في شرقي جيحون ، قال في القانون : كانت بلد خوارزم الأخرى وهي في شرقي جيحون ، قال في العزيزي : وبينها وبين القرية الحديثة من بلاد الترك خمسون فرسخا قال : وأجلّ مدينة ببلاد خوازرم مدينة كاث ومدينة كركانة ومدينة هزار اسب.

زمخشر : قال في اللباب : وزمخشر قرية كبيرة من قرى خوارزم منها أبو القسم محمود الزمخشري الإمام المشهور ، قال : وله مع تصانيفه المشهورة ديوان شعر.

هزار اسب : قال في الأنساب : ويقال لهزار اسب بالفارسية هزارسف ، قال : وهي قلعة حصينة بخوارزم ، قال في العزيزي : وهي غربي جيحون ، ومن مدينة هزار اسب إلى مدينة كاث ستة فراسخ.

٥٤٤

٥٤٥

الأوصاف والأخبار العامة

درعان : آخر حدود خوارزم إلى جهة مرو ، قال في العزيزي : وبينها وبين هزارسب أربعة وعشرون فرسخا ، قال : ومدينة درعان من أول أعمال خوارزم.

فربر : من اللباب : بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى من القانون ، وفربر المعبر من بلاد ما وراء النهر إلى خراسان ، قال ابن حوقل : هي من أعمال بخارى وهي خصبة ، فرضة من جيحون ولها قرى وهي عامرة ، وقد ضممناها إلى خوارزم تتميما للجدول [ولقربها من بلاد خوارزم].

٥٤٦

ذكر ما وراء النهر وما أضيف إليه

من بلاد تركستان

قال ياقوت في المشترك : توران بضم المثناة من فوق وسكون الواو ثم راء مهملة وألف ونون ، قال : وهو اسم لمجموع ما وراء النهر وهي بلاد الهياطلة والذي ظهر لنا في تحديد ما وراء النهر أنه يحيط بها من جهة الغرب حدود خوارزم ، ومن الجنوب نهر جيحون من لدن بذخشان إلى أن يتصل بحدود خوارزم فإن جيحون في الجملة يجري من المشرق إلى الغرب وإن كان يعرض فيه عطفات تجري جنوبا مرة وشمالا أخرى ، وأما حدود ما وراء النهر من الشرق والشمال فلم يتّضح لي ، قال ابن حوقل : ورساتيق بخارا تزيد على خمسة عشر رستاقا جميعها داخل الحائط المبنيّ على بلادها ، ولها خارج الحائط أيضا عدة مدن منها فربر وغيرها ، وأقرب جبل إلى بخارى يسمى وركة ولبخارى خارج الحائط ملّاحات وحطب بخارى من البساتين ، وما يحمل إليها من المفاوز مثل حطب الغضا والطرفاء وأراضي بخارى مغيض ماء السغد ويتصل ببخارى السغد من شرقيها ، قال في اللباب : وزوش بضم الزاي المعجمة ثم واو وشين معجمة وهي قرية من قرى بخارى والنسبة إليها زوشي.

ومن بلاد ما وراء النهر كبوذنجكث من اللباب : بفتح الكاف وضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح الذال المعجمة وسكون النون وفتح الجيم والكاف وفي آخرها ثاء مثلثة ، قال في اللباب : وكبوذنجكث مدينة من مدن سمرقند نسب إليها جماعة من أهل العلم ، قال ابن حوقل : وهو رستاق مشتبك القرى والأشجار ومدينة كبوذنجكث على ظهر رستاق وهو شمالي السغد.

ومن مدن ما وراء النهر نور من اللباب بضم النون وسكون الواو وفي آخرها راء مهملة قال : وهي بليدة بين بخارى وسمرقند عند جبل بها زيارات ومشاهد تزار والنسبة إليها نوريّ.

٥٤٧

ذكر شيء من المسافات

من سمرقند إلى خجندة سبع مراحل ، ومن خجندة إلى الشاش أربع مراحل ومن مضافات سمرقند سغد سمرقند وهو أحد منتزهات الدنيا الأربعة ، وهي سغد سمرقند ، وغوطة دمشق ، ونهر الأبلّة عند البصرة ، وشعب بوان بفارس ، قال ابن حوقل : وسغد سمرقند بما وراء النهر وهو أنزه الأربع المذكورات ، قال : لأن واد السغد من حد بخارى ممتد إلى حد البتم نحو مسيرة ثمانية أيام وهو مشتبك الخضرة والبساتين لا ينقطع ذلك في موضع منه ، وقد حفتّ تلك البساتين بالأنهار الدائم جريها ومن وراء الخضرة في الجانبين مزارع ومن وراء المزارع مراعي السوائم قال : وهي أزكى بلاد الله وأحسنها أشجارا قال : وسمرقند على وادي السغد وأول وادي السغد عن سمرقند على أكثر من عشرين فرسخا ، وإذا جاوز وادي السغد سمرقند بمرحلتين يتشعب فيكون منه نهر يسمى نهر قي وهو قلب السغد ثم يتشعّب من نهر قي أنهار لا تحصى ، ويتشعب بعد نهر قي من وادي السغد أنهار على امتداده بحذاء كل بلدة رستاق حتى ينتهي إلى حد بخارى قال ابن حوقل : ومياه سمرقند والسغد وبخارى أصلها من جبال البتم.

ومن كور ما وراء النهر كورة البتم وهي كورة ذات جبال شاهقة منيعة والغالب عليها شدة البرودة وبها قرى آهلة ، قال ابن حوقل : وفي جبال من بعض جبال البتم غار ويستوثق من أبوابه وكوائه فيجتمع في ذلك البيت من الغار بخار يشبه النار بالليل والدخان بالنهار ويتلبد ذلك البخار وهو النوشاذر ولا يتهيأ لأحد أن يدخل ذلك البيت ، إلا أن يلبس لبودا ويربطها ويدخل بسرعة ويأخذ من النوشاذر ، قال : وهذا البخار ينتقل من مكان [إلى مكان] فيحفر عليه حتى يظهر وإذا لم يكن عليه البيت ليمنع البخار من التفرّق لم يضر من قاربه.

ومن عمل سمرقند وفوقها خاوص ، قال في اللباب : وهي بخاء معجمة

٥٤٨

وألف وضم الواو وفي آخرها صاد مهملة ، قال : وهي بليدة فوق سمرقند قال ابن خرداذبه : ومن خاوص إلى زمين مفازة سبعة فراسخ ، ومن خاوص أيضا إلى خوسكت في مفازة سبعة فراسخ ، وخوسكت على شط نهر الشاش [ومن أعمال أسروشنة نجانيكث من اللباب : هي بليدة بنواحي سمرقند عند أسروشنة فيما يظن السمعاني قال : وهي بفتح النون والجيم وألف وكسر النون الثانية وسكون المثناة التحتية وفتح الكلام ثم ثاء مثلثة].

ومن أشهر كور ما وراء النهر : السغد قال في اللباب : بضم السين المهملة وسكون الغين المعجمة وفي الآخر دال مهملة ، قال : ويقال : الصغد بالصاد أيضا وهو أحد منتزهات الدنيا الأربع وقد تقدم ذكرها ، قال ابن حوقل : وأول مدن السغد الدبوسية ، من أعمال بخارى ثم أربنجان ، ثم الكشانية ، واشتيخن ، وسمرقند وهي قصبة السغد ، ووادي السغد يمتد شرقا وغربا.

ومن قرى السغد خشوفغن قال في اللباب : وخشوفغن بضم الخاء والشين المعجمتين وفتح الفاء وسكون الغين المعجمة وفي آخرها نون قال : وهي قرية من قرى السغد كبيرة كثيرة الخير وهي الآن يقال لها : رأس القنطرة.

ومن نواحي ترمذ صرمنجان قال في اللباب : بفتح الصاد وسكون الراء المهملتين وفتح الميم وسكون النون وجيم وألف ونون ، قال : وهي ناحية من نواحي ترمذ يقال لها بالعجمية : حرمنكان.

ومن بلاد ما وراء النهر وذار من الأنساب بفتح الواو والذال المعجمة وفي آخرها راء مهملة قال : ووذار بلدة كبيرة بها حصن وجامع وهي على أربعة فراسخ من سمرقند ، قال : خرجت إليها للسماع من خطيبها وبت عنده ليلة بها ومنها بزدة ومن كتاب الأطوال أنها حيث الطول. فط له والعرض لح مه من اللباب بفتح الباء الموحدة وسكون الزاي المعجمة ودال مهملة وهاء

٥٤٩

قال : وبزدة قلعة حصينة على ستة فراسخ من نخشب ومن مدن ما وراء النهر مايمرغ من اللباب بفتح الميم وسكون الألف وسكون المثناة التحتية وفتح الميم الثانية وسكون الراء المهملة وفي آخرها غين معجمة قال : وهي قرية كبيرة على طريق بخارى من نواحي نخشب ومايمرغ أيضا قرية عند سمرقند ومايمرغ أيضا موضع آخر على طرف جيحون.

ومن بلاد فرغانة مرغنان من اللباب بفتح الميم وسكون الراء المهملة وكسر الغين المعجمة ونون وألف ونون ثانية وهي من مشاهير بلاد فرغانة ، قال ابن حوقل : وهي من نسيا السفلى ومن تلك البلاد أندكان ، قال في المشترك : بفتح الهمزة وسكون النون وضم الدال المهملة ثم كاف وألف ونون قال : وهي قرية من أعمال فرغانة ، قال ابن حوقل : وبجبال فرغانة معادن الذهب والفضة وبناحية نسيا العليا عيون زفت ، وفي تلك الجبال يخرج النفط والفيروزج والحديد والصفر والآنك ولهم حجارة سود تحترق كما يحترق الفحم تباع ثلاثة أوقار منها بدرهم وإذا احترق استدّ رماده ويستعمل.

ومن نواحي ما وراء النهر خديسر من اللباب بضم الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة وسكون المثناة التحتية وفتح السين المهملة وفي آخرها راء مهملة ، قال في اللباب وخديسر ثغر من ثغور سمرقند من أعمال اسروشنة قال ابن حوقل : ورباط خديسر من الربط المشهورة.

ومن مدن ما وراء النهر بارسكث وهي من مدن الشاش من اللباب بفتح الباء الموحدة وكسر الراء وسكون السين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها ثاء مثلثة.

ومن مدن ما وراء النهر بدخكث وهي من بلاد الشاش وقيل من اسفيجاب من اللباب بضم الباء الموحدة وفتح الدال المهملة وسكون الخاء

٥٥٠

المعجمة وفتح الكاف وفي آخرها ثاء مثلثة ، ومن تلك البلاد بسكت من اللباب بكسر الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفتح الكاف وفي آخرها تاء مثناة من فوقها ، قال : وهي بلدة من بلاد الشاش خرج منها جماعة من العلماء ، ومن مدن تلك البلاد خرشكت من اللباب بفتح الخاء المعجمة والراء المهملة وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف وفي آخرها تاء مثناة ، فوقية قال : وهي من بلاد الشاش.

٥٥١

٥٥٢

الأوصاف والأخبار العامة

بخارا : قال ابن حوقل : وبخارا مدينة خارجها نزه كثير البساتين ، قال : وليس بتلك البلدان بلد أهلها أحسن قياما على عمارة قراهم من أهل بخارى ويشتمل على بخارى وعلى قراها ومزارعها سور واحد نحو اثني عشر فرسخا في مثلها ، ولبخارى كورة عظيمة تصاقب جيحون على معبر خراسان ، ويتصل بها سائر السغد المنسوب إلى سمرقند وهي أرض مستوية.

ينغي كنت : قال في القانون : القرية الجديدة على نهر يصب في بحرية خوارزم ، قال ابن حوقل : وينغي كنت بلد على قرب من نهر الشاش ، وينغي كنت عن خوارزم على أكثر من عشر مراحل وهي من فاراب على عشرين مرحلة ، ومن كتاب الأطوال للفرس : بين ينغي كنت وبين بخارى ٢٥ فرسخا ، قال ابن حوقل : والقرية الجديدة فيها مسلمون.

جند : قال ابن حوقل : وجند بليدة بالقرب من ينغي كنت ، وقال في اللباب : وجند بلدة من حدود الترك على طرف سيحون خرج منها جماعة فضلاء.

الطواويس : قال ابن حوقل : والطواويس مدينة من مضافات بخارى وهي داخل الحائط الدائر على أعمال بخارى والطواويس كثيرة البساتين والماء الجاري إذا عبرت النهر ، وكانت بلدة كبيرة كثيرة العلماء خرّبت الآن وقال في اللباب : طواويس قرية من قرى بخارى خرج منها جماعة من العلماء ، وقال ابن حوقل : أيضا هي أكبر منبر بعمل بخارى قال : ولها سوق يجتمع إليه الناس في كل سنه قال في العزيزي : ومن الدبوسية إلى الطواويس اثنا عشر فرسخا وبين الطواويس وبين بخارى سبعة فراسخ.

٥٥٣

بيكند : لم يضبط بيكند بالحروف ، بل رأيتها بالنقط والشكل على هذه الصور ، قال في اللباب : وبيكند من بلاد ما وراء النهر على مرحلة من بخارى قال ابن حوقل : بلغني أن بها ألف رباط ولها سور حصين ومسجد جامع قد تنوّف في بنائه وزخرفة محرابه ، وليس بما وراء النهر محراب أحسن منه وليس لها قرى ولا عمل.

٥٥٤

٥٥٥

الأوصاف والأخبار العامة

كرمينية : قال في اللباب : وكرمينية بليدة بين بخارى وبين سمرقند قال ابن حوقل : وكرمينية أكبر وأعمر من الطواويس وأكبر عددا وأخصب ولكرمينية قرى كثيرة قال في العزيزي : ومدينة كرمينية بين الطواويس والدبوسية ، وهي عن الدبوسية على مسافة خمسة فراسخ وعن الطواويس على مسافة سبعة فراسخ قال : وهي مدينة آهلة تقارب في القدر الطواويس.

دبوسية : قال في اللباب : والدبوسية وبليدة بين بخارى وبين سمرقند ، قال ابن حوقل: وأما الدبوسية وأربنجن فإنهما من جنوبي وادي السغد على جادّة طريق خراسان وليس للدبوسية رستاق ولا قرى وهي أصغر من أربنجن ، قال في العزيزي : والدبوسية مدينة آهلة تقارب في القدر الطواويس ، ومن الدبوسية إلى كشانية خمسة فراسخ.

نخشب : هو اسمها فلما عرّبت قيل لها نسف ، قال ابن حوقل : وهي مدينة في مستو من الأرض ، والجبال منها على نحو مرحلتين فيما يلي كشّ ، قال : وبين نسف وبين جيحون مفازة ولها نهر يجري في المدينة وهو مجتمع مياه كشّ وينقطع في بعض السنة ، والغالب على نخشب الخصب ، قال المهلبي : نخشب كثيرة الماء والثمار وهي وبيّة وهي من أطراف بلاد ما وراء النهر ، وأقمت بنخشب قريبا من شهرين وخرج منها في كل فن جماعة لا يحصون.

كش : قال ابن حوقل : وكشّ مدينة ما وراء النهر وقدرها ثلث فرسخ في مثله ، وهي خصبة وفواكهها تدرك قبل فواكه غيرها من بلاد ما وراء النهر ، وهي مدينة وبيّة غورية ولها نهران كبيران أحدهما يسمّى نهر القصرين والآخر نهر أشور ويجري على شمالها ، وقال في المشترك : كشّ مدينة بما وراء النهر قرب نخشب ، وقال ابن حوقل : طول عمل كشّ أربعة أيام في نحوها ، قال في

٥٥٦

العزيزي : ولمدينة كشّ رستاق جليل من رساتيق سمرقند.

اشتيخن : قال في اللباب : إشتيخن قرية ولها عمل وهي بالسغد عن سمرقند على سبعة فراسخ ، من قراها زاز خرج منها ناس من أهل العلم ، قال ابن حوقل : وإشتيخن مدينة منفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى وهي في غاية النزهة والخصب والأشجار والثمار وكثرة البساتين والقرى والرياض والمنتزهات ولها مدينة وقهندز وربض وأنهار مطردة ، قال في العزيزي : بين شتيخن وبين كشانية خمسة فراسخ وإشتيخن عن سمرقند على مسيرة ثمانية فراسخ.

٥٥٧

٥٥٨

الأوصاف والأخبار العامة

سمرقند : قال ابن حوقل : وسمرقند مدينة على جنوبي وادي السغد وهي قصبة السغد وهي مرتفعة على الوادي وحول سور سمرقند خندق عظيم ولها نهر يدخل إلى المدينة على حمالات في الخندق ومعمول بالرصاص ، وهو نهر جاهلي يشق السوق بموضع يعرف برأس الطاق ، قال ابن حوقل : ورأيت على باب من أبواب سمرقند يسمى باب كش صفيحة من حديد وعليها كتيبة يزعم أهلها أنها بالحميرية وأن الباب من بناء تبّع ملك اليمن وأن من صنعاء إلى سمرقند ألف فرسخ وإن ذلك مكتوب من أيام تبع قال : ثم وقعت فتنة في أيام مقامي بها وأحرق الباب وذهبت الكتابة ثم أعاد محمد بن لقمان بن نصر بن أحمد الساماني عمارة الباب ولم يعد الكتابة ، ويتصل بسمرقند جبل صغير يعرف بكوهك ومنه أحجار البلد وسكك المدينة مفروشة بالحجارة.

كشانية : قال في اللباب : وكشانية بلدة بنواحي سمرقند من بلاد السغد خرج منها جماعة من أهل العلم ، قال ابن حوقل : وأما الكشانية فإنها أعمر مدن السغد وهي وأشتنجن متقاربتان في الكبر غير أن قصبة الكشانية أكبر قراها وأعظم وحدود رساتيق أشتنجن أكبر ؛ لأن قرى أشتنجن نحو خمس مراحل في عرض نحو مرحلة ، وقرى الكشانية نحو مرحلتين في عرض نحو مرحلة وكلاهما في شمالي وادي السغد وقلب مدن السغد الكشانية.

أربنجن : قال في اللباب : وأربنجن بليدة من سغد سمرقند قال وبعضهم يسقط الألف ويقول : ربنجن لهذا ذكرها في الألف وفي حرف الراء أيضا ، وقال : في حرف الراء أنه قد استولى على أربنجن الخراب ونهبها صاحب خوارزم.

فاراب : قال ابن حوقل : وفاراب اسم للإقليم ومقدار فاراب في الطول

٥٥٩

والعرض أقلّ من يوم وهي ناحية لها غياض ولهم مزارع في غربي الوادي ، ووادي فاراب يأخذ في نهر الشاش وقال في المشترك : وفاراب ناحية وراء نهر جيحون وقال في اللباب : فاراب مدينة فوق الشاش قريبة من بلاساغون ، قال : وأهل فاراب على مذهب الشافعي ، وقال ابن حوقل أيضا : ومن مدن فاراب وسج وطولها فح وعرضها مد ك حسبما قاله في كتاب الأطوال وقصبة فاراب مدينة كدر.

زامين : قال في اللباب : ويقال لزامين بالجيم عوض النون ، قال : وهي بليدة بنواحي سمرقند من أعمال أسروشنة ويحمل منها الطرنجبين وينسب إليها جماعة ، قال ابن حوقل : وهي على طريق فرغانة إلى السغد ولها ماء جار وبساتين وكروم ومزارع وماؤهم نهر ، وهي مدينة ظهرها جبال أسروشنة ووجهها إلى الصحراء الغزية.

٥٦٠