تقويم البلدان

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]

تقويم البلدان

المؤلف:

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-304-7
الصفحات: ٥٧٥

الأوصاف والأخبار العامة

استراباذ : قال المهلبي : واستراباذ على حد طبرستان ، قال : ومنهما إلى آمل قصبة طبرستان تسعة وثلاثون فرسخا ، وقال في اللباب : وقد يلحقون في استراباذ ألفا أخرى بين التاء والراء إلا أن ما ذكرناه أشهر ، قال : وهي بلدة من بلاد مازندران ، وقال في المشترك : أسترا اسم رجل وأباذ اسم عمارة فكأنه قال عمارة استر. قال : واستراباذ أيضا قرية من نواحي نسا من خراسان ، وقال في اللباب : وهي بين سارية وجرجان ولها تاريخ ومن مشاهير أهلها أبو نعيم عبد الملك الاستراباذي.

آبسكون : قال في اللباب : وآبسكون بلدة على ساحل البحر بنواحي طبرستان وإليها ينسب بحر أبسكون ، قال ابن حوقل : وهي فرضة على البحر منها يركب إلى الخزر وإلى باب الأبواب والجيل والديلم وغير ذلك.

جرجان : قال المهلبي : وجرجان غربي نسا من خراسان وبينهما ثمانية وتسعون فرسخا. قال : وجرجان مدينة جليلة بين خوارزم وبين طبرستان فخوارزم منها في جهة الشرق وطبرستان منها في جهة الغرب. قال : وجرجان بلد كثير الأمطار متصل الشتاء وفي وسطها نهر يجري وهي قريبة من بحر الخزر والجبال محتفّة بها ، فهي سهلية جبلية يجتمع فيها فواكه الغور والنجد وبها من خشب الخليج ما ليس في بلد آخر مثله وفرضتها آبسكون ومن جرجان مغربا إلى استراباذ وهي أول حدّ طبرستان خمسة وعشرون فرسخا ، وقال في اللباب: وجرجان فتحها يزيد بن المهلب في أيام سليمان بن عبد الملك ولها تاريخ.

دهستان : مدينة مشهورة عند مازندران بناها عبد أسد بن طاهر ، ومعناها بالفارسية موضع القرى وهي بين جرجان وخوارزم وهي آخر حدود

٥٠١

طبرستان ، وقال في اللباب : وآخر بفتح الألف الممدودة وضم الخاء المعجمة وفي آخرها الراء المهملة وهي قصبة دهستان بين جرجان وبلاد خراسان ، قال : هكذا ذكره الخطيب أبو بكر الحافظ ، قال ابن الأثير : قال السمعاني : وأظن أني قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الأصبهاني أن آخر قرية بدهستان ، قال : وهو دخل تلك البلاد.

٥٠٢

ذكر خراسان

وما أضيف إليها من زابلستان والغور

قال في اللباب : وخراسان بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة وألف ثم سين مهملة وألف ونون بلاد كثيرة ، وأهل العراق يقولون : إنها من الري إلى مطلع الشمس وبعضهم يقول : خراسان من جبل حلوان إلى مطلع الشمس ومعناه خر اسم للشمس واسان موضع الشيء ومكانه ، وقيل : معنى خراسان كل بالرفاهية والأول أصح.

لما فرغ من طبرستان انتقل إلى خراسان والدي ، يحيط بخراسان من جهة الغرب المفازة وهي المفازة التي بينها وبين بلاد الجبل وجرجان ، ويحيط بها من جهة الجنوب مفازة فاصلة بينها وبين فارس وقومس ، ويحيط بها من الشرق نواحي سجستان وبلاد الهند ، ويحيط بها من الشمال بلاد ما وراء النهر وشيء من تركستان ، وخراسان تشتمل على عدة كور كل كورة منها نحو إقليم ، قال ابن حوقل : وبخراسان فيما بين الشرق والجنوب زنقة وهي فيما بين هراة والغور إلى غزنة وبين مفازة فارس وكذلك أيضا لها زنقة أخرى فيما بين قومس وبين فراوة فتصير هاتان الزنقتان كالكمين خارجين عن تربيعة خراسان.

وأما مفازة خراسان فقد قال ابن حوقل : إنه يحيط بها من جهة الغرب حدود قومس والريّ ، ومن الجنوب حدود كرمان وفارس وشيء من حدود أصفهان ، ومن الشرق حدود مكران وشيء من حدود سجستان ، ومن الشمال شيء من حدود خراسان وشيء من حدود سجستان أيضا ، وقد تقدم تحديد هذه المفازة مع ذكر فارس ولتعلقها بخراسان أعيد ذكرها مع زيادة فائدة ، وقال : وهي أقل المفاوز سكانا قال : والذي على حد هذه المفازة من فارس يزد ، ومن بلاد أصفهان أردستان ، ومن كرمان بلا خبيص وروذ وبرماشير ، ومن الجبال قمّ وقاشان وذرة والري والخوار ، ومن قومس سمنان والدامغان ، ومن

٥٠٣

خراسان مدن قوهستان والطبسين وقاين ، ويمرّ في هذه المفازة طريق من أصفهان إلى الري وهو أقرب الطرق بينهما ، ويمرّ فيها أيضا طريق من كرمان إلى سجستان ويمر فيها أيضا طريق فارس إلى خراسان وكذلك من كرمان إلى خراسان ، قال في اللباب : وخبوشان بضم الخاء المعجمة والباء الموحدة وسكون الواو ثم شين معجمة وألف ونون بليدة بناحية نيسابور خرج منها أبو الحارث محمد الخبوشاني ، وروى عنه الجرجاني.

ومن نواحي نيسابور ناحية بيهق ، قال في اللباب : بيهق بفتح الباء الموحدة وسكون الياء ثم هاء وفي آخرها قاف قال : وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخا منها ، وكانت قصبة بيهق خسروجرد فصارت سبزوار والمشهور بالنسبة إلى بيهق الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ الفقيه الشافعي ، وله كتب مصنفة تدل على كثرة فضله ، منها السنن : الكبير ، والسنن الصغير ، ودلائل النبوة ، وشعب الإيمان ، وغيرها ، ولد في شعبان سنة ٣٨٤ وتوفي سنة ٤٥٨ وقد ذكر في اللباب : جاجرم بفتح الجيمين بينهما ألف وبعد الجيم الثانية راء مهملة وفي آخرها ميم قال : وهي بين نيسابور وجرجان ، ولم يذكر من أي إقليم هي والظاهر أنها من خراسان وقد خرج منها جماعة من أهل العلم ، وذكر أيضا في اللباب : جام بفتح الجيم وفي آخرها ميم قبلها ألف قال : وهي قصبة بنواحي نيسابور ، وتعرّب فيقال لها زام بالزاي المعجمة خرج منها جماعة من المشاهير.

قال أبو المجد الموصلي في كتاب التمييز : وكندر بضم الكاف وسكون النون قرية من أعمال طرثيث من نواحي نيسابور ، قال في اللباب : وأستوا بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح المثناة من فوقها أو ضمها وبعدها واو وألف ، قال : وهي ناحية نيسابور كثيرة القرى وقصبتها خوجان بضم الخاء المعجمة وواو وجيم وألف ونون ومن نواحي نيسابور أيضا باخرز قال في اللباب : باخرز ، بفتح الباء الموحدة والخاء المعجمة وسكون الراء المهملة

٥٠٤

وفي آخرها زاي معجمة ، قال : وهي ناحية من نواحي نيسابور مشتملة على قرى ومزارع.

ومن قرايا نيسابور بشتنقان بضم الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق وكسر النون وفتح القاف ثم ألف ونون ، قال في اللباب : وهي على فرسخ من نيسابور وهي إحدى منتزهات نيسابور ، وقال أيضا في اللباب : وبشت بضم الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة ثم مثناة من فوقها ناحية من أعمال نيسابور كثيرة الخير خرج منها جماعة من الأدباء.

ومن نواحي نيسابور ريوند بكسر الراء المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح الواو وسكون النون وفي آخرها دال مهملة ، قال : وهو اسم أحد أرباع نيسابور ، ثم قال : وهي قرية كبيرة ومن كتاب أحمد ابن أبي يعقوب الكاتب قال : طوس من نيسابور على مرحلتين ، ومن طوس إلى نسا مرحلتان ، ومن نسا إلى خوارزم مشرقا ثمان مراحل ومما هو بنواحي طوس راذكان من اللباب بفتح الراء المهملة وألف وذال معجمة وكاف وألف وفي الآخر نون ، قال في اللباب : وهي بليدة صغيرة بنواحي طوس خرج منها جماعة من أهل العلم ، قال : وقيل إن نظام الملك الوزير كان من نواحيها.

ومما هو متصل بنيسابور الشاذياخ ، قال في اللباب : بفتح الشين المعجمة وسكون الألف والذال المعجمة وفتح الياء المثناة من تحتها وألف وفي آخرها خاء معجمة ، قال : وهو على باب نيسابور مثل قرية متصلة بالبلد بها دار السلطنة وفي الشاذياخ قيل لبعض ملوكه :

اشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا

بالشاذياخ ودع غمدان باليمن

فأنت أولى بتاج الملك تلبسه

من هوذة بن على وابن ذي يزن

ومن كور خراسان قوهستان وهي كورة على مفازة فارس من خراسان

٥٠٥

وتشتمل على عدة مدن ، وهي : قاين وهي قصبتها : وزوزن ، ونيايذ ، وبلاد قوهستان متباعدة وفي أثنائها مفاوز وليس لها مياه غير القنيّ ، قال في المشترك : هي بضم القاف وسكون الواو وكسر الهاء وسكون السين المهملة ثم مثناة من فوقها وألف ونون ، وقال في اللباب : بضم الهاء التي كسرها في المشترك ، قال في المشترك : وهي تعريب كوهستان ومعناه ناحية الجبل ، وقوهستان ناحية كبيرة وهي بين نيسابور وهراة وبين أصبهان ويزد ، وقصبتها قاين وطبس ، قال : وقوهستان أيضا مدينة بكرمان قرب جيرفت بينها وبين جبال البلوص وبين جبال القفص ذات نخيل كثير ، ومن اللباب ، تون بضم المثناة من فوق وسكون الواو ثم نون بليدة عند قاين يقال لها تون قوهستان ، قال ابن حوقل : ومن كور خراسان الجوزجان ناحية كثيرة الخصب.

قهندز قال في المشترك : بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها زاي معجمة قال ياقوت في المشترك : كذا ضبطه أبو سعيد السمعاني قال : وقد رأيت من فتح المضموم منه قال : والقهندز اسم جنس لكلّ حصن في وسط مدينة عظيمة ، قال : وقلّ أن تخلو منه مدن خراسان وبلاد ما وراء النهر ، فلكلّ واحد من نيسابور وسمرقند وهراة ومرو وبخارى قهندز وقد نسب إلى هذه القهندزات عدّة فضلاء.

والخابران ناحية بين سرخس وأبيورد قال في اللباب : ومن جملة قرى خابران ميهنة بكسر الميم وسكون المثناة من تحت وفتح الهاء والنون ثم هاء ، وقال : وهي مدينة من قرى خابران.

وقابذيان قال في اللباب : بضمّ القاف وفتح الباء الموحدة وألف وذال معجمة مكسورة وفتح المثناة التحتية وألف ونون قال : وهي ناحية من نواحي بلخ وهي نزهة كثيرة البساتين ويقال لها أيضا قواذيان ، وبالدال المهملة أيضا قال في اللباب : ومن جبال هراة جبل يقال له خجستان بضم الخاء المعجمة

٥٠٦

وضم الجيم وسكون السين المهملة ثم مثناة من فوق وألف ونون ، قال : ومن هذه الجبال أحمد بن عبد الله الخجستاني المتغلّب على خراسان سنة اثنتين وستين ومائتين وأخباره مشهورة ، ومن مدن خراسان سبزران من القانون أنها حيث الطول مت ـ ـ والعرض لو ـ ه ـ وهي بالسين المهملة والباء الموحدة والزاي المعجمة والراء المهملة وألف ونون ، ومن مدن خراسان أيضا كوفن ومن كتاب الأطوال أن طولها مح ـ ـ وعرضها لر ـ مه ـ من اللباب بضم الكاف وسكون الواو وفتح الفاء وفي آخرها نون قال : وهي بلدة صغيرة على ستة فراسخ من أبيورد من خراسان بناها عبد الله بن طاهر ،

ومن الأماكن المشهورة بخراسان خواف سنجان من كتاب الأطوال أن طولها مح ـ س ـ والعرض له ـ ل ـ من اللباب بفتح الخاء المعجمة والواو ثم ألف وفاء ، قال : وهي ناحية من نواحي نيسابور كثيرة القرى ينسب إليها جماعة من أهل العلم.

ومن مدن خراسان أبيورد من القانون والأطوال أن طولها مد ـ والعرض لر ـ ك ـ ، من اللباب بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية وفتح الواو وسكون الراء المهملة وفي آخرها دال مهملة قال : ويقال لها : أباورد وباورد أيضا ، قال : وهي بلدة من بلاد خراسان ، قال في المشترك : ومرغاب بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الغين المعجمة وألف وباء موحدة ، قال : وهو نهر بمرو الشاهجان ، قال : ومرغاب أيضا قرية من نواحي هراة.

وأما مزينان فقال في اللباب : بفتح الميم وكسر الزاي المعجمة وسكون المثناة من تحتها ونونين بينهما ألف قال : وهي بليدة من آخر حد خراسان إذا خرجت إلى العراق ينسب إليها بعض أهل العلم.

٥٠٧

وأما جوزجانان فبالجيم المضمومة والواو الساكنة والزاي المعجمة الساكنة والجيم المفتوحة ثم ألف ونون مفتوحة وألف ثانية ونون في الآخر ، قال في اللباب : وهي مدينة بخراسان مما يلي بلخ ولم يذكر ضبطها بالحروف ورأيتها مكتوبة بالشكل والضبط الذي ذكرناه ، وعن بعض المسافرين أنه يحذف منها الألف والنون الأخيرتان كثيرا ، وبمرو الشاهجان كان مقام المأمون لّما كان بخراسان ، ولمرو الشاهجان نهر عظيم أوله من وراء الباميان ويتشعّب منه أنهار تأتي إلى مدينة مرو ويعرف بنهر مرغاب حسبما ذكرنا أوّلا ، وببلد مرو الشاهجان قتل يزدجرد آخر ملوك الفرس ، ومنها ظهرت دولة بني العباس وفي دار شخص منها يعرف بأبي النجم العيطي صبغ أول سواد لبسته المسودّة وفيها جاءت المأمون الخلافة ، وخرج منها عامّة كتّاب الخلافة ، وخرج منها جماعة من العلماء الأئمة ، وكذلك كانت في أيام العجم ؛ فإن برزويه الحكيم أو الطبيب كان منها ويرتفع من مرو الشاهجان الإبريسم الكثير والقطن.

ومن قرى مرو صاغان قال في اللباب : بفتح الصاد المهملة وألف وفتح الغين المعجمة وألف ونون ، قال : وهي قرية واسمها جاغان عربت بصاغان خرج منها جماعة من أهل العلم.

ومن بلاد خراسان إسفينقان من كتاب الأطوال أن طولها ف مه ـ وعرضها لر ك من اللباب بكسر الألف وسكون السين المهملة وكسر الفاء ثم مثناة تحتية ونون ساكنة وقاف وألف ونون ، قال : وهي بليدة بناحية نيسابور ومن بلاد خراسان كشميهين ، قال المهلبي : وهي قرية من أعمال مرو الشاهجان على خمسة فراسخ منها على طرف المفازة وبها الزبيب الموصوف الذي يحمل إلى الآفاق.

ومن بلاد خراسان شبورقان من كتاب الأطوال أنها حيث الطول ص ـ

٥٠٨

والعرض لو مه قال ابن حوقل : لها ماء جار وبساتين قليلة قال العزيزي : وهي مدينة الجوزجان وبينها وبين بلخ تسعة عشر فرسخا ومن بلاد خراسان أزجاوة قال في اللباب : هي بفتح الهمزة وسكون الزاي المعجمة وفتح الجيم وألف ، قال : وهي إحدى قرى خابران من خراسان وهي بلدة حسنة خرج منها جماعة من الأئمة ، قال في اللباب : وبغلان بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وفي آخرها نون ، قال : وهي بلدة بنواحي بلخ ، قال : وظنّي أنها من طخارستان وهي من أنزه بلاد الله على ما قيل بالتفاف الأشجار.

ومن بلاد نواحي بلخ شارك قال في اللباب : بفتح الشين المعجمة والراء المهملة والكاف.

ومن بلاد بلخ حلم قال في اللباب : بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وبالميم قال : وهو بلد على عشرة فراسخ من بلخ ينسب إليها جماعة من العلماء.

٥٠٩

٥١٠

الأوصاف والأخبار العامة

فراوة : قال في اللباب : وفراوة بليدة مما يلي خوارزم ويقال لها : رباط فراوة ، بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون خرج منها جماعة العلماء ، قال ابن حوقل : هي ثغر في وجه البرية على الغزيّة ، وهي منقطعة عن القرى وفيها منبر يقيم بها المرابطون وليس به قرية ولا يتصل به عمارة ، ولهم عين ماء يجري للشرب في وسط القرية وليس لهم بساتين ولا زرع إلا مباقل على هذا الماء وأهله دون ألف رجل.

الطابران : قال في اللباب : والطابران إحدى بلدتي طوس ، وقال في المشترك : طوس كورة وقصبتها طابران ونوقان ، ولها أكثر من ألف قرية وكان ينبغي ذكر طابران مع طوس قال في العزيزي : وطوس ناحية جليلة ومدينتاها طابران ونوقان وبينهما ستة فراسخ وهما من أجلّ مدن خراسان.

إسفراين : بلدة بنواحي نيسابور على منتصف الطريق إلى جرجان وتسمى المهرجان أيضا ، قيل : إن كسرى قباذ لقّب إسفراين بهذا اللقب شبّهها بالمهرجان لحسن زمانه وخضرته وصحة هوائه ؛ لأن المهرجان أطيب أوقات الفصول ، وكانت إسفراين كذلك فشبّهها به ، وإسفراين من أعمال نيسابور قال في اللباب : والمهرجان بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الجيم وبعد الألف نون قال : وهو اسم لبليدة إسفراين.

خسروجرد : من المشترك : وخسروجرد قصبة ناحية بيهق ، ومنها الحافظ أبو بكر البيهقي ، وقال في اللباب : وخسروجرد قرية من ناحية بيهق وكان قصبتها ثم صارت سبروار.

طبس : من اللباب : وطبس مدينة في برية بين نيسابور وأصبهان ، وكرمان وهذه المدينة قسمان وتسمى الطبيسين طبس كيلكي وطبس مسينان ، وهما في مكان واحد ، ويجلب منها الحرير المشهور في البلاد بالنسبة إليها ، قال ابن حوقل : وهي أصغر من قاين.

٥١١

٥١٢

الأوصاف والأخبار العامة

نيسابور : قال ابن حوقل : ونيسابور مدينة مشهورة وهي في أرض سهلة وهي مفترشة البناء وهي مقدار فرسخ في فرسخ ، ومن نيسابور إلى طوس ثلاث مراحل وأكثر مياه نيسابور قنيّ وهي صحيحة الهواء ، ومن أول أعمال نيسابور إلى وادي جيحون ثلاث وعشرون مرحلة ، وقال أحمد الكاتب : وبين نيسابور وبين كل واحدة من مرو ومن هراة وجرجان والدامغان عشر مراحل ، قال في اللباب : ونيسابور أحسن مدن خراسان وأجمعها للخير ، قال : وإنما قيل لها نيسابور لأن سابور الملك لما رآها قال : يصلح أن يكون هاهنا مدينة وكانت قصبا فأمر بقطع القصب وأن ينبى مدينة فقيل نيسابور والتي هي القصب ، قال ابن سعيد : ويقول لها العجم نشاور وكانت مقصدا للتجار ، أقول : ولا تعرف اليوم إلا بنشاور وقد نسي نيسابور.

نسا : قال ابن حوقل : ونسا مدينة خصبة كثيرة المياه والبساتين نزهة ولها رساتيق واسعة في أضعاف الجبال ، قال المهلبي : ونسا في شمال عن سرخس على سبعة وستين فرسخا ومن أعمال نسا شرمغول ، قال في اللباب : بفتح الشين المعجمة وسكون الراء المهملة وفتح الميم وغين معجمة وواو ولام ، قال : وهي قرية فيها قلعة حصينة بنسا ويقال لها بالعجمية : جيغول ، ينسب إليها جماعة من أهل العلم ، قال في المشترك : ونسا مدينة بخراسان بين أبيورد وسرخس ومنها الإمام أحمد النسائي صاحب كتاب السنن ، ونسا أيضا مدينة بفارس ، ونسا أيضا مدينة بكرمان.

طوس : قال ابن حوقل : وعلى ربع فرسخ من طوس قبر علي بن موسى الرضي ، وأما قبر الرشيد ففي قرية تسمى سناباذ ، وكانت طوس دار الإمارة بخراسان ثم انتقلت الإمارة إلى نيسابور ، وقال في موضع آخر : طوس اسم الناحية وهي من كور خراسان ، وقال في المشترك : طوس كورة ذات قرى كثيرة

٥١٣

قصبتها طابران ونوقان ولهما أكثر من ألف قرية ، وقال في اللباب : طوس بلدة بخراسان تشتمل على مدينتين إحداهما طابران والأخرى نوقان لهما ما يزيد على ألف قرية ، وقال في اللباب : وطوس أيضا قرية من قرى بخارى.

أزاذوار : قصبة جوين وجوين ، كورة من كور نيسابور وكانت نزهة متّصلة العمارة كثيرة القنيّ والبساتين طويلة مسيرة ثلاثة أيام وعرضها نحو ميل ومدينتها أزاذوار ، ومن أزاذوار إمام الحرمين الجويني ، من المشترك :جوين كورة من كور نيسابور ومدينتها أزاذوار العجم تسمى جوين كوان وجوين بضم الجيم وفتح الواو وسكون المثناة التحتية وبعدها نون وطول كورة جوين مسيرة ثلاثة أيام وعرضها نحو ميل.

٥١٤

٥١٥

الأوصاف والأخبار العامة

نوقان : قال في اللباب : ونوقان إحدى مدينتي طوس ينسب إليها جماعة من العلماء ، قال في العزيزي : وهي من أجلّ مدن خراسان وأعمرها ، وبظاهر المدينة نوقان قبر الإمام علي بن موسى بن جعفر وبه أيضا قبر هارون الرشيد ، وعلى قبر علي بن موسى حصن وفيه قوم معتكفون ، وبنوقان معدن البرام ومعادن الفيروزج والدهنج.

قاين : قال ابن حوقل : وقاين قصبة قوهستان من خراسان على مفازة فارس ، وقوهستان اسم للناحية وليس ثمّ مدينة تسمى قوهستان بل مدينة قوهستان هي قاين وهي مثل سرخس في الكبر ، وماؤها من القنيّ وبساتينها قليلة وقراها متفرّقة ، وقال في اللباب : وقاين بلدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان نسب إليها جماعة من العلماء.

زوزن : من مدن قوهستان وقد ذكرنا قوهستان مع قاين فأغنى عن الإعادة ومن قوهستان أيضا نيايذ ولها رساتيق ، وماؤها من القني قال في اللباب : وزوزن بلدة كبيرة بين هراة وبين نيسابور خرج منها جماعة من العلماء في كل فنّ.

خوست : قال في اللباب : وخوست يقال لها خست أيضا قال : وهي بين أندرابة وبين طخارستان وهي من أعمال بلخ ، وبها تحصّن ملك الترك من قتيبة بن مسلم.

خرجرد : قال في اللباب : وخرجرد بلدة من بلاد بوشنج هراة وتسمّى أيضا خره كرد قال ابن حوقل : وخركرد لها ماء وبساتين كثيرة وهي أصغر من كوسوى ومزكرد أصغر من خركد ولها ماء جار قليل ، وهم أصحاب سوائم وليس لهم بساتين كثيرة.

٥١٦

٥١٧

الأوصاف والأخبار العامة

البوزجان : ومن القانون قال : البوزجان من خراسان ، قال ابن حوقل : ومدينة البوذجان من أعمال نيسابور وهي عن نيسابور على أربع مراحل ، قال في اللباب : والبوذجان بليدة بين هراة نيسابور من بلاد خرسان خرج منها جماعة من أهل العلم.

سرخس : قال ابن حوقل : وسرخس مدينة بين نيسابور وبين مرو في أرض سهلة وليس بها ماء جار إلا نهر يجري في بعض السنة وهو فضلة من مياه هراة ، والغالب على أرض سرخس المراعي وهي قليلة القرى ومعظم مال أهلها الجمال وماؤهم من الآبار وأرحيتهم على الدواب ، وقال المهلبي : سرخس مدينة عظيمة والرمال تحتف بها وشرب أهلها من الآبار ، وسرخس في الجنوب عن نسا وبينهما ٢٧ فرسخا ، وقال في اللباب : سرخس مدينة من بلاد خراسان ولم يضبطها.

بوشنج : قال ابن حوقل : وبوشنج مدينة على نحو النصف من هراة وهي أيضا مثل هراة في مستو من الأرض وليس لها جبل غير جبل هراة ، ولبوشنج مياه وأشجار كثيرة وماؤها من نهر هراة وهو يجري من هراة إلى بوشنج إلى سرخس وينقطع الماء في بعض السنة عن سرخس ولا يصل إليها ، قال في اللباب : وبوشنج على سبعة فراسخ من هراة وأصل اسمها بالعجمية بوشنك ، وعرّبت ببوشنج ويقال لها أيضا فوشنج بالفاء.

هراة : قال ابن حوقل : وهراة من خراسان ولها أعمال وداخل هراة مياه جارية والجبل منها على نحو فرسخين ، وليس بجبلها محتطب ولا مرعى ومنه حجارة الأرحية وغيرها ، وعلى رأس هذا الجبل بيت نار يسمى سرشك ، وخارج هراة المياه والبساتين ، وقال في المشترك : هراة كانت مدينة عظيمة

٥١٨

مشهورة بخراسان خربها التتر ، قال : ومنها إلى كل واحدة من نيسابور ومرو وسجستان أحد عشر يوما ، وقال في اللباب : وهراة فتحت في زمان عثمان رضي‌الله‌عنه والنسبة إليها هروي.

باذغيس : من اللباب قال ، وباذغيس بليدات وقرى كثيرة ومزارع بنواحي هراة وقصبتها باميين ، وقيل : إنها كانت دار مملكة الهياطلة ، وقيل : هي بالعجمية بادخيز لكثرة الرياح بها فعرّب وقيل : باذغيس ومن بلاد باذغيس بون قال في اللباب : بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وفي آخرها نون ، قال : ويقال لبون ببنة أيضا بباءين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة ، قال : وهي مدينة بباذغيس عند باميين المذكورة.

٥١٩

٥٢٠