تقويم البلدان

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]

تقويم البلدان

المؤلف:

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-304-7
الصفحات: ٥٧٥

الخطاب الشاعر الجبلي كان من المجيدين وكان بينه وبين أبي العلاء بن سليمان المعرّي مشاعرة ، وفيه يقول المعرّي قصيدته المشهورة وأولها :

غير مجد في ملتى واعتقادي

نوح باك ولا ترنم شاد

وتوفى أبو الخطاب المذكور في آخر سنة ٤٣٩ ، قال في المشترك : وسوق الثلاثاء كان يقام في الجانب الشرقي عند نهر معلّى في بقعة بغداذ قبل بناء بغداذ ، وكان في كل شهر يقام هناك سوق في يوم الثلاثاء فينسب الموضع ، إلى اليوم الذي كان يقام فيه السوق ، ثم صار محلّة من محال بغداذ وصار به معظم سوق البزّازين.

ومن بلاد العراق دير العاقول ... قال في اللباب : بفتح العين المهملة وألف وقاف مضمومة وواو ساكنة ولام ... قال وهي بليدة بالقرب من بغداذ قال في كتاب الأطوال : إن موضوعها حيث الطول (ع س) والعرض (لح T) ، ومن بلاد تلك الجهة مادرايا ، قال في اللباب : بفتح الميم وسكون الألفين بينهما الدال والراء المهملتان وفي آخرها مثناة من تحتها وألف ... قال : وهي من أعمال البصرة ، وفي ظنّ السمعاني من تكريت ، وهي على النهاية الشمالية للعراق إلى عبّادان ، وهي على النهاية الجنوبيّة للعراق للسائر على تقويس الحدّ الشرقي مسافة شهر ، وكذلك من تكريت إلى عبّادان إذا سار على تقويس الحدّ الغربيّ ـ أعني من تكريت إلى الأنبار ، إلى واسط ، إلى البصرة ، إلى عبّادان ـ فعلى هذا بكون دور العراق نحو مسافة شهرين ، وطول العراق على الاستقامة من تكريت إلى عبّادان نحو عشرني مرحلة ، وعرض العراق إلى القادسية ، إلى حلوان نحو إحدى عشرة مرحلة ، ومن بغداذ إلى الكوفة نحو أربع مراحل ، وكذلك من بغداذ إلى تكريت أربع مراحل ، ومن بغداذ ، إلى حلوان نحو ست مراحل ، ومن الكوفة إلى واسط ست مراحل.

ومن نواحي العراق السيب ؛ قال في المشترك : والسيب بكسر السين

٣٤١

المهملة وسكون المثناة من تحتها وفي آخرها باء موحدة ... قال : وهو نهر عليه كورة من سواد الكوفة فيها قصر ابن هبيرة ... قال : والسيب أيضا نهر بالبصرة في جهة واسط عليه قرى عدّة منها الجعفرية : وهي قرية كبيرة ذات أسواق ، وقال في اللباب : والسيب قرية بنواحي قصر ابن هبيرة فيما يظنّ السمعاني.

ومن بلاد البصرة ميسان ... قال في اللباب : بفتح الميم وسكون المثناة من تحتها وفتح السين المهملة وألف ونون ... قال : وهي بليدة بأسفل أرض البصرة ، قال في كتاب الأطوال : إن موضوعها حيث الطول (ع T) والعرض (لب س) ومنها المشان ... قال في اللباب : بفتح الميم والشين المعجمة وألف ونون قال : وهو قرية كبيرة شبه البلد فوق البصرة كثيرة النخل موصوفة بكثرة الوخم.

وعبّادان عن البصرة في مطلع شمس الجدي ، فيكون شرقا بميله إلى الجنوب.

وأما الأبلة فإنّها في سمت الشرق عن البصرة ، وملوحة ماء البحر تصل إلى فم نهر معقل عندما يمدّ البحر ، وأهل تلك البلاد يسقون الماء الحلو عندما يجزر البحر.

وأما بعد نهر معقل فلا تظهر الملوحة ، ولا يؤثر فيه المدّ تغيّرا وبطائح البصرة من قراها ، وماؤها رقيق ويسير فيه المراكب بالمرادي وتأتي دجلة إلى البصرة من جهة الشمال ، وتدور على البصرة حتى تصير دجلة في شرقيّها ، ثم تعطف وتجري جنوبا بميلة إلى الشرق قليلة حتى تصب في البحر.

وأمّا البطائح فقد ؛ قال في اللباب : بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة ... قال : وهي موضع بني واسط وبين البصرة وهناك عدّة قرى مجتمعة في وسط الماء ... قال : وهي موضع بين واسط وبين البصرة ، وهناك عدة قرى مجتمعة في

٣٤٢

وسط الماء ... قال في اللباب : جوّيث بفتح الجيم والواو المشدّدة ، ثم مثناة تحتية وثاء مثلثة: بلدة بنواحي البصرة.

ومن البلاد العراقية النيل ؛ قال في اللباب : بكسر النون وسكون المثناة التحتية وفي آخرها لام ... قال : وهي بلدة على الفرات بين بغداذ وبين الكوفة قال السمعاني : دخلتها وأقمت بها يومين.

ومنها الهاشمية : بفتح الهاء وألف وشين معجمة وميم مكسورتين ، ثم ياء مثناة تحتية ، ثم هاء ... قال في المشترك : والهاشمية مدينة بناها السفّاح قرب الكوفة ونزلها ، ثم انتقل عنها ونزل الأنبار حتى مات ... أقول وتعرف في كتب التواريخ بهاشمية الكوفة.

٣٤٣

٣٤٤

الأوصاف والأخبار العامة

هيت : على شمالي الفرات ... قال في المشترك : وهيت على الفرات ، وهي من أعمال بغداذ ، وقال في اللباب : وهيت مدينة على الفرات فوق الأنبار ، وبه قبر عبد الله بن المبارك ـ رحمه‌الله ـ قال في العزيزي : وهيت : حدّ من حدود العراق ، وهي على غربي الفرات فرضة من فرض الفرات ، وبها عيون القار والنفط ، وبينها وبين القادسية ثمانية فراسخ ، وبينها أيضا وبين الأنبار أحد وعشرون فرسخا ... من الترتيب سمّيت هيتا ؛ لكونها في هوّة الأرض.

حلة : وقال ياقوت في المشترك : هي حلة بني مزيد بأرض بابل ، وهي بين بغداذ وبين الكوفة ... قال : وأول من اختط بها المنازل وعظمها سيف الدولة : صدقة بن ديبس بن علي بن مزيد الأسدي في سنة ٤٩٥ ، قال : وكان موضعها قبل ذلك يسمّى الجامعين قال : والحلّة أيضا قرية بين واسط والبصرة تسمى حلة بني قبلة ، والحلة أيضا بين البصرة والأهواز تسمى حلّة ديبس بن عفيف الأسدي ، والحلة أيضا قرية كبيرة قرب الموصل تسمّى حلة بني المراق.

القادسية : مدينة صغيرة ذات نخيل ومياه ، والقادسية والحيرة والخورنق جميعها على حافّة البادية وحافّة سواد العراق ، فالبادية من جهة الغرب عن هذه البلاد ، والنخيل والأنهار من جهة الشرق ، قال في المشترك : والقادسية بليدة بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا في طريق الحاج ، وبها كانت وقعة القادسية في أيّام عمر بن الخطاب ، قال : والقادسية أيضا قرية كبيرة بالقرب من سامراء يعمل فيها الزجاج من الترتيب ، وإنما سميت القادسية ؛ لنزول أهل قادس بها ، وقادس قرية بمرو الروذ.

الحيرة : مدينة جاهليّة كثيرة الأنهار ، وهي عن الكوفة على نحو فرسخ ، وقال في العزيزي : مدينة قديمة على ثلاثة أميال من الكوفة ، وكانت منازل آل

٣٤٥

النعمان بن المنذر وبها تنصّر المنذر بن امرئ القيس ، وبنى بها الكنائس ، العظيمة ، والحيرة على موضع يقال له النجف زعم الأوائل أن بحر فارس كان يتصل به وبينهما اليوم مسافة بعيدة ... قال في اللباب : والحيرة مدينة قديمة عند ، الكوفة وبها الخورنق ، من الترتيب أن تبّعا لما صار من اليمن ، إلى خراسان وانتهى ، إلى موضعها ليلا فتحيّر : ونزل ، وأمر ببنائها فسميت الحيرة.

٣٤٦

٣٤٧

الأوصاف والأخبار العامة

الكوفة : على ذراع من الفرات في جنوبي الفرات وغربيها ... قال في القانون هي على شعبة من الفرات ... قال في العزيزي : والكوفة في القدر كنصف بغداذ ، وقبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ بالقرب منها عليه مشهد جليل يقصده الناس من أقطار الأرض ... من الترتيب : وسميت كوفة لاستدارة بنائها أخذا من قول العرب: رأيت كوفانا إذا رأوا رملة مستديرة ؛ وقيل لاجتماع الناس أخذا من قولهم : تكوّف الرمل إذا ركب بعضه بعضا.

الأنبار : قال في المشترك : والأنبار من نواحي بغداذ على شاطئ الفرات ، وكان بها مقام السفّاح أوّل خلفاء بني العباس حتى مات ... قال : والأنبار عن بغداذ على عشرة ... فراسخ قال : والأنبار أيضا قرية من جورجان من نواحي بلخ ينسب إليها أبو الحسن الأنباري ، وقال في اللباب : هي مدينة قديمة ، وذكر ما ذكر في المشترك ... قال ابن حوقل: وهي أول بلاد العراق ، وعن سليمان بن مهنا أن بين الأنبار وبغداذ مرحلة.

عكبرا : قال في اللباب : وعكبرا بليدة على دجلة فوق بغداذ بعشرة فراسخ ، وبالقرب من عكبرا قطربل ... من المشترك : بفتح القاف وسكون الطاء وفتح الراء المهملتين ثم باء موحدة مشددة مضمومة وفي آخرها لام ... قال وهي قرية مشهورة بين بغداذ وعكبرا ، وكانت مجمعا للخلفاء ومأوى لأهل القصف ، وقد أكثروا فيها الشعر ، وقطربل أيضا قرية مقابل مدينة آمد يباع فيها الخمر أيضا ... قال في العزيزي : وبين عكبرا وبين مدينة البردان أربعة فراسخ.

سر من : قال في اللباب : وسر من رأى : مدينة بالعراق فوق بغداذ ، وهي مشهورة فخففها الناس وقالوا : سامرا بناها المعتصم وخربت عن قريب من

٣٤٨

عماراتها ... قال في العزيزي : ومن مدينة سر من رأى ، إلى عكبرا اثنا عشر فرسخا ... قال: وهي على شاطئ دجلة الشرقي وهو بلد صحيح الهواء والتربة ... قال : وليس فيها عامر اليوم سوى مقدار يسير كالقرية ... قال ابن سعيد بناها المعتصم ، وأضاف إليها الواثق المدينة الهارونية ، والمتوكل المدينة الجعفرية فعظم قدرها.

البردان : قال في اللباب : والبردان قرية من قرى بغداذ ، وخرج منها جماعة من العلماء ... قال ابن حوقل : وهي بلدة تقارب عكبرا والنعمانية في المقدار ، وهي مشتبكة بالعمارة ، ولها كورة ... قال في العزيزي : ومدينة البردان مدينة عامرة على شاطئ ، دجلة الشرقي وبينها وبين بغداذ خمسة فراسخ.

٣٤٩

٣٥٠

الأوصاف والأخبار العامة

صرصر : من المشترك : وصرصر : بلد على يمين طريق حاج بغداذ أوّل خروجهم من بغداذ ، وهي صرصر السفلى ، وقال غيره : ومن بلدان العراق صرصر : وهي بلدة صغيرة ، ونهرها أول الأنهار المشتقة من الفرات ، وهي فيما بين بغداد وبين الكوفة ، وصرصر على بغداذ على ثلاثة فراسخ ، قال في المشترك أيضا : وصرصر أيضا : قرية على عمود نهر عيسى وهي صرصر العليا ... قال في العزيزي : ومن بغداذ إلى مدينة صرصر فرسخان ، ومن صرصر إلى مدينة نهر الملك فرسخان.

بغداذ : على شطي دجلة ، فالجانب الغربيّ يسمى الكرخ ، وبه كان سكنى أبي جعفر المنصور ، ولما بنى بغداذ سميت الزوراء ؛ لأنه جعل أبواب المدينة الداخلة مزورة عن الأبواب الخارجة ، وأما الجانب الشرقي فيسمى عسكر المهدي ؛ لأن المهدي بن المنصور أوّل من سكنه بعسكره ، ويسمى أيضا الرّصافة ، لأن الرشيد بنى فيه قصرا وسمّاه الرصافه ويسمى جانب الطاق نسبة إلى رأس الطاق موضع السوق الأعظم ... قال في المشترك : ونهر معلّى منسوب إلى المعلى بن طريف مولى المنصور ... قال : وهو أعظم محلة ببغداذ من الجانب الشرقي ، وفيها الحريم ودور الخلافة.

المدائن : وفي المدائن إيوان كسرى ، وسعته من ركنه إلى ركنه خمسة وتسعون ذراعا ، نقله بعض الثقات ، والمدائن على دجلة من شرقيها تحت بغداذ على مرحلة منها ... قال في العزيزي : والمدائن تحت بغداذ من الجنوب ، وكانت المدينة الكبرى التي بها إيوان كسرى في شرقي دجلة ، وارتفاع الإيوان ثمانون ذراعا ، وكان يقال لها : رومية المدائن ، وطيسبون أيضا ، وأسبانين أيضا ، وكان في جانب دجلة الغربيّ مدينة تعرف بساباط المدائن ، وكان إلى جانبها مدينة تسمى نهر شير.

٣٥١

كلواذا : قال في اللباب : وكلواذا : قرية مشهورة من قرى بغداذ ... قال في العزيزي : ومدينة كلواذا بينها وبين بغداذ فرسخان ، ومن كلواذا إلى النهروان أربعة فراسخ.

بابل : وببابل ألقي إبراهيم الخليل في النار ، وهي اليوم مدينة خراب ، وقد صار موضعها قرية صغيرة ، قال ابن حوقل : وبابل قرية صغيرة إلا أنها أقدم أبنية العراق ، ونسب ذلك الإقليم إليها لقدمها ، وكانت ملوك الكنعانيين وغيرهم يقيمون بها ، وبها آثار أبنية أحسبها أن تكون في قديم الأيام مصرا عظيما ، ويقال : إن الضحّاك أول من بنى بابل.

٣٥٢

٣٥٣

الأوصاف والأخبار العامة

النعمانية : قال في المشترك : والنعمانية بليدة فيما بين بغداذ وواسط ... قال : وهي قصبة كورة الزاب الأعلى ، أقول : والزاب المذكور هو الخارج من الفرات.

النهروان : قال ابن حوقل : والنهروان اسم للبلد واسم النهر الذي يشق في وسطه ... قال : والنهروان مدينة صغيرة عن بغداذ على أربعة فراسخ ... قال في اللباب : والنهروان بليدة قديمة بالقرب من بغداذ ... ولها عدّة نواحي خرب أكثرها ، وقال في الأنساب : النهروان على أربعة فراسخ من دجلة ... قال السمعاني : دخلتها غير مرة.

قصر ابن هبيرة : مدينة ، وهي قريب من عمود نهر الفرات ، ويطلع إليها من الفرات أنهار متفرّقة وليست بالكبار ، وكربلا : محاذي قصر ابن هبيرة من الغرب في البرية ، وقال في المشترك : قصر ابن هبيرة ينسب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق في أيام مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية ، وهو بالقرب من جسر سورا من نواحي بابل القديم ... قال في العزيزي : ومن قصر ابن هبيرة إلى عمود الفرات الأعظم فرسخان ... قال في اللباب : وقصر ابن هبيرة منسوبة إلى أبي المثنى عمر بن هبيرة أمير العراق لبني أمية.

جرجرايا : من اللباب قال : وجرجرايا بلدة : قريبة من دجلة بين بغداذ وبين واسط ... قال في العزيزي : وبينها وبين دير العاقول أربعة فراسخ ، ومن دير العاقول إلى المدائن عشرة فراسخ ، ومن جرجرايا إلى مدينة جبل تسعة فراسخ.

فم الصلح : قال في اللباب : وفم الصلح : بلدة على دجلة قريب من واسط ... قال في العزيزي : ومدينة فم الصلح بينها وبين مدينة جبل اثنا عشر

٣٥٤

فرسخا ، ومن فم الصلح إلى مدينة واسط سبعة فراسخ ، وبها عرس المأمون ببوران ابنة الحسن بن سهل وزيره.

نهر الملك : مدينة تحت نهر صرصر بفرسخين ، ولها نهر كبير يخرج من الفرات ويسقي سواد العراق ... قال في العزيزي : ومدينة نهر الملك على شعبة من الفرات يعبر إليها على جسر ، وبينها وبين مدينة صرصر فرسخان ، ومن مدينة نهر الملك إلى مدينة كوثى فرسخان ، ومدينة كوثي لها سوق وجامع ومنبر ، وبين كوثى وقصر ابن هبيرة ستة فراسخ.

٣٥٥

٣٥٦

الأوصاف والأخبار العامة

الدسكرة : قال في المشترك : والدسكرة قرية من نواحي بغداذ ... قال في اللباب : والدسكرة قرية كبيرة من أعمال بغداذ على طريق خراسان يقال لها : دسكرة الملك قال في العزيزي : الدسكرة قديمة بها منازل الملوك من الفرس وأبنية عجيبة وآثار قديمة ومنها ، إلى مدينة جلولا ستة فراسخ.

جلولا : قال في المشترك : وجلولا اسم لبليدة ونهر عليه عدّة قرى من سواد بغداذ في طريق خراسان من بغداذ ، وهناك كانت وقعة جلولا بين المسلمين وبين الفرس المذكورة في الكتب ... قال : وجلولا أيضا مدينة في إفريقية ... قال في العزيزي : وجلولا بينها وبين مدينة خانقين سبعة فراسخ.

واسط : وواسط نصفان على شطي دجلة ، وبينهما جسر من سفن ، وقال أحمد بن يعقوب الكاتب : وإنما سميت واسط لأن منها إلى البصرة خمسين فرسخا ، ومنها إلى الكوفة خمسين فرسخا أيضا ، ومنها إلى الأهواز خمسين فرسخا ، ومنها إلى بغداذ خمسين فرسخا ... من المشترك ، وواسط اختطّها الحجاج بين الكوفة والبصرة في أرض دسكر في سنة ٨٤ ه‍ وفرغ منها في سنة ٨٦ للهجرة ، ومن قرايا نواحي واسط شلمغان ... قال في اللباب : بفتح الشين المعجمة وسكون اللام وفتح الميم والغين المعجمة وألف ونون ... قال : وهي قرية من نواحي واسط خرج منها ونسب إليها جماعة.

خانقين : قال في المشترك : وخانقين بلدة من ناحية سواد بغداذ على طريق همذان من بغداذ وهي بين قصر شيرين وبين حلوان ... قال : خانقين أيضا بلدة بالكوفة ... قال في العزيزي : وخانقين قرية بينها وبين قصر شيرين ـ امرأة كسرى ـ الذي كانت تصيف فيه سبعة فراسخ ، وبه آثار ملوك عظيمة ، ومن القصر المذكور إلى مدينة حلوان ستة فراسخ ، وهي حد العراق من جهة المشرق.

٣٥٧

حلوان : آخر مدن العراق ، ومنها يصعد إلى الجبال ، وأكثر ثمارها التين ، وليس بالعراق مدينة بالقرب من الجبل غيرها ، ويسقط على جبلها الثلج دائما ، قال ابن حوقل : وحلوان مدينة في سفح جبل مطل على العراق ، وبها النخيل والتين الموصوف والثلج منها على مرحلة ، وقال في المشترك حلوان آخر حد العراق من جهة الجبال ، وبينها وبين بغداذ خمس مراحل ، وحلوان أيضا قرية فوق الفسطاط بفرسخين ، وهي مشرفة على النيل.

٣٥٨

٣٥٩

الأوصاف والأخبار العامة

مدينة البصرة : إسلامية بنيت في أيام عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ وفي غربي البصرة وجنوبيها جبل يقال له سنام ، وفي جنوبيها وغربيها البرية ، وهناك ـ أعني في جنوبيها ـ واد يقال له : وادي النساء ؛ لأن النساء يظهرن إليه ويلتقطن من الكماة وسنام عن البصرة نحو نصف مرحلة ، وليست في برية البصرة مزدرع على المطر أصلا ، ومربد البصرة من المشترك بكسر الميم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة ثم دال مهملة ... قال : وهو محلة عظيمة في البصرة من جهة البرية كان يجتمع فيها العرب من الأقطار ويتناشدون الأشعار وبيعون ويشترون.

الأبلة : قال ابن حوقل : والأبلة مدينة صغيرة خصبة عامرة حدّ لها نهر الأبلة إلى البصرة وحدّ لها دجلة التي يتشعب منها هذا النهر عاطفا عليها ، وينتهي عمودها إلى البحر وعبادان ، وطول نهرها أربعة فراسخ بين البصرة والأبلة ، وعلى حافتي هذا النهر قصور وبساتين متصلة كأنها بستان واحد قد مدّت على خيط واحد ، وكأن نخيلها قد مدت على خيط واحد ، وجميع بساتين تلك الناحية مخترقة بعضها إلى بعض حتى إذا جاءهم مدّ البحر تراجع الماء في كل نهر حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم من غير تكلّف فإذا جزر الماء انحطت ؛ حتى تخلو البساتين والنخيل.

عبّادان : عن ابن سعيد قال : وعبّادان على بحر فارس وهو يدور بها فلا يبقى منها في البرّ إلّا القليل ، ويصب دجلة هناك في جنوبي عبّادان وشرقيها ، وقال غيره : عبّادان على مصبّ دجلة في بحر فارس من الجانب الشرقي ، ومنها إلى الساحل إلى مهروبان نحو أربع مراحل ، وعبّادان عن البصرة مرحلة ونصف ، قال : وفي جنوبي عبّادان وشرقيها الخشبات ، وهي علامات في البحر للمراكب تنتهي إليها ولا تتجاوزها خوفا من الجزر لئلا تلحق الأرض.

٣٦٠