تقويم البلدان

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]

تقويم البلدان

المؤلف:

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-304-7
الصفحات: ٥٧٥

بالخرائطة الذين لا يحلقون لحاهم ، قال : وعرض فم الخليج عند أبزو نحو رمية سهم.

قال : ويمرّ الخليج رقيقا نحو خمسين ميلا ثم يأخذ في الاتساع.

وأقجا كرمان : بليدة على بحر نيطش ، وهي غربي صاري كرمان ، وبينهما نحو خمسة عشر يوما ، وهي في مستو من الأرض ، وأهلها مسلمون وكفار ، ويصبّ بالقرب منها في البحر نهر طرلو ، وهو نحو عاصي حماة في الكبر ، وطرلو بضمّ الطاء وسكون الراء المهملتين ولام وواو ، وبين أقجا كرمان وصقجي نحو مسيرة خمسة أيام.

٢٤١

٢٤٢

الأوصاف والأخبار العامة

مدينة طرنو : غربي صقجي على نحو ثلاثة أيام ، وأهلها كفار وهم جنس يقال لهم : أولاق ، ويقال لهم : البرغال أيضا ، قال في رسم المعمور : طرنون على البحر طولها مح ن ، وعرضها م نه ، فيحتمل أن تكون هي ، قال بعض المسافرين : طرنون على خور البرغال.

صاري كرمان : شرقي أقجا كرمان ، وهي بليدة أصغر من أقجا كرمان ، وبين صاري كرمان وبين القرم وهي صلغات نحو خمسة أيام ، والذي يقابل صاري كرمان من البرّ الآخر مدينة سنوب.

وقرقري : قلعة عاصية منيعة في جبل لا يقدر أحد على الطلوع إليه ، ووسط ذلك الجبل وطاة تسع أهل البلاد ، وقرقري ناقلة من البحر ، وأهل قرقري الجنس الذي يقال له : آص ، وعندها جبل عظيم شاهق في الهواء يقال له : جاطر طاغ يظهر للمراكب من بحر القرم بفتح الجيم وألف وطاء مكسورة وراء ساكنة مهملتين وطاء مهملة وألف وغين معجمة ، وقرقري شمالي صاري كرمان وبينهما نحو مسيرة يوم.

وصوداق : في ذيل جبل وأرضها محجر ، وهي بلد مسوّرة ، وأهلها مسلمون ، وهي على شطّ بحر القرم وهي فرضة التجار ، وهي بقدر الكفا والذي يقابل صوداق من البرّ الآخر مدينة سامسون.

قال ابن سعيد : وصوداق أهلها أخلاط من الأمم والأديان ، والأمر فيها راجع إلى النصرانية ، وهي على بحر نيطش الذي يسافر فيه التجار منها إلى خليج القسطنطينية.

٢٤٣

صلغات : هي مدينة القرم ، والقرم اسم للإقليم ، وقد أطلقه الناس على صلغات ؛ حتى إذا قالوا القرم لا يريدون به إلا صلغات ، وصلغات ناقلة عن البحر على نصف يوم.

الكفا : بلد في وطاة من الأرض على ساحل بحر القرم ، وهي فرضة للتجار وتقابل الكفا من البرّ الآخر مدينة طرابزون ، وعلى الكفا سور من لبن ، والكفا شرقي صوداق ، ومن الكفا وشمال وشرق صراة القبجاق.

٢٤٤

٢٤٥

الأوصاف والأخبار العامة

الكرش : بليدة صغيرة بين الكفا وبين الأزق على فم بحر الأزق ، والكرش تقابل الطامان من البرّ الآخر ، والكرش من البر الشمالي الغربي لهذا البحر ، والكرش قريب من منتصف الطريق بين الأزق والقرم وإلى القرم أقرب ، وأهل الكرش قبجاق كفار.

الأزق : مدينة مشهورة فرضة للتجار ، وهي في مستو من الأرض عند مصبّ نهر تان في بحر الأزق ، وبحر الأزق هو المعروف في الكتب القديمة ببحيرة مانيطش ، وماؤه قليل الملوحة يشربه المسافرون فيه ، ويجمد في شدة البرد ، وبناؤها بالخشب ، وبينها وبين القرم نحو خمس عشرة مرحلة وهي في الشرق والجنوب عن القرم.

صراي : وهي مدينة عظيمة ، وهي كرسيّ مملكة التتر صاحب البلاد الشمالية ، وهو في زماننا أزبك ، وهي في مستو من الأرض ، وهي غربي بحر الخزر ، وشماليه على نحو مسيرة يومين ، وبحر الخزر شرقيها وجنوبيها ، ويجري نهر الأتل عندها من الشمال والغرب إلى الشرق والجنوب ؛ حتى يصبّ في بحر الخزر ، ومدينة صراي على شطّ نهر الأتل من الجانب الشمالي الشرقي ، وهو فرضة عظيمة للتجار ورقيق الترك ، وهي محدثة نسبت إلى بعض ولد جنكزخان ويعرف بصلا بانو ، وحكى لي بعض أهلها أن نهارها الأطول سبع عشرة ساعة ؛ فعلى هذا يكون عرضها أربعا وخمسين درجة وهو أصحّ مما في الجداول.

والأوكك : بليدة على الأتل من الجانب الغربي وهي بين صراي وبين بلار ، وهي على منتصف الطريق بينهما ، وهي عن كل واحدة منهما على نحو خمس عشرة مرحلة ، وإلى الأوكك ينتهي أردو ملك التتر ببلاد بركه ولا يتجازوها.

٢٤٦

ومدينة بلار : يقال لها بالعربية بلغار وهي بلدة في نهاية العمارة الشمالية وهي قريبة من شطّ أتل من البر الشمالي الشرقي ، وهي وصراي في بر واحد وبينهما فوق عشرين مرحلة وهي في وطاة ، والجبل عنها أقل من يوم وبها ثلاثة حمامات وأهلها مسلمون حنفية ولا يكون بها شيء من الفواكه ، ولا أشجار للفواكه ؛ لشدّة بردها وكذلك العنب لا يوجد بها ويستوي بها الفجل ويكون أسود في غاية الكبر.

وحكى لي بعض أهلها أن في أول فصل الصيف لا يغيب الشفق عنها ويكون ليلها في غاية القصر ، وهذا الذي حكاه صحيح موافق لما يظهر بالأعمال الفلكية ؛ لأن من عرض ثمانية وأربعين ونصف يبتدئ عدم غيوبة الشفق في أول فصل الصيف وعرضها أكبر من ذلك فصحّ ما تقدّم على كل تقدير.

٢٤٧

٢٤٨

الأوصاف والأخبار العامة

بلنجر : قال في اللباب : بلنجر مدينة بدربند حزران وهي داخل الباب والأبواب ، قيل : نسبت إلى بلجر بن يافث قال في كتاب الأطوال : وبلنجر هي أتل مدينة الخزر وأظنها هي صراي ؛ لأنها على نهر أتل.

سياكوه : قال في المشترك : وسياكوه معناه بالفارسية الجبل الأسود ، قال : وهو في جزيرة بحر الخزر من جهة الشمال وفيها مياه وخصب ، قال : وسياكوه أيضا جبل يتصل بمفازة خراسان ويمتدّ إلى أرض كيلان ، قال ابن سعيد : وجبل سياكوه يستغرق عرض الإقليم السادس وعرض السابع ثم يدور مع البحر إلى شمالي مدينة الباب ، وفي شرقيه مجالات الغزية من أجناس الترك إلى جوانب بحيرة خوارزم.

بيونة : قال ابن سعيد : ومدينة بيونة على البحر المحيط وهي فرضة مملكة النبري ، ومنها يخرج القراقر وفي غربيها خلف جبل الشارة قاعدة النبري وهي مدينة بنبلونة.

طلوزة : قال ابن سعيد : وفي شرقي بردال مدينة طلوزة يقال : إن لصاحبها الفرنجي في الجبال التي في شماليه وشرقيه نيف على ألف حصن وهو قريب من صاحب فرنسة ، والنهر في جنوبيها يصعد منه مراكب البحر المحيط إليها بالقصدير والنحاس اللذين يجلبان من جزيرة أنكطرة وجزيرة أرلندة ، وتحمل على الظهر إلى نربونة ومنها تحمل في مراكب الفرنج إلى الإسكندرية.

مرشيلية : فرضة من فرض الفرنج وهي غربي الأنبردية.

سبقلو : قال ابن سعيد : وفي شمالي جبل جرواسيا مدينة سبقلوا يصنع فيها السيوف اللمانية المشهورة ولها معدن حديد بجبلها ، ويقال : إن في مكان منه معدن حديد مسموم يصنع منه السيوف والخناجر لا يبيح الملوك اكتسابها لغيرهم وفي شرقيها ، وسمت عرضها مدينة نفصين وهي مخصوصة بعلماء لمانية وحكمائهم وهي حيث الطول لدل.

٢٤٩

٢٥٠

الأوصاف والأخبار العامة

عراز : قال ابن سعيد : ومدينة عراز على البحر المحيط وهي قاعدة إحدى ملوك الصقالبة الذين في جهة الغرب ، وقد استولى على جميع بلاد الصقالبة اللمانون والهنكر والباشقرد ، وهذه المدينة مشهورة وهي متحصّنة في وسط بحيرة مالحة كبيرة ولا يدخل إليها إلا على جسر مصنوع.

لوشيرة : قال ابن سعيد : ولوشيرة من بلاد الإنبرور ولما استولى الإنبرور على صقلية نقل المسلمين من صقلية وأسكنهم في لوشيرة المذكورة.

سينقو : قال ابن سعيد : وسينقو شمالي جون البنادقة وإليها ينتهي التتر ، فاجتمع عليهم بها الهنكر والباشقرد واللمانون وكسروهم كسرة أيأستهم من العودة إلى تلك البلاد ، وفي غربي هذه المدينة على الخليج جبل أشكفونية.

مشقة : قال ابن سعيد : ومدينة مشقة كان صاحبها من الصقالبة واسع الملك ضخم العسكر.

برغاذما : قال ابن سعيد وجزيرة الصقالبة الكبيرة التي لا معمور فيها خلف شرقيها ولا شماليها في البحر المحيط ، وطوها نحو سبعمائة ميل واتّساعها في الوسط نحو ثلاثمائة وثلاثين ميلا ، وفيها أنهار وجبال ومدن وعمائر وخلق كثير ويقال : إنهم باقون على التمجّس وعبادة النار ولا يرون أنفع منها ، ويقال : إن فيها قوما قد التصقت رءوسهم بأكتافهم وأكثر ما يسكنون الشجر الكبار يحفرونها ويدخلون فيها ، وقاعدة هذه الجزيرة برغاذما التي سمّي بها الباغار ويقال : إن أصلهم من هذه المدينة.

دندرة : قال ابن سعيد : وعلي جبل قرمانيا قلعة دندرة وفيها يجعل ملك برطاس ذخائره ومنها يعبر إلى الغزية ، ومن يتربّع حول بحيرة مازغا من أجناس الترك ، وهذه البحيرة دورها نحو ثمانية أيام وهي في شرقي دخلة كبيرة من بحر طبرستان.

٢٥١

٢٥٢

الأوصاف والأخبار العامة

روسيا : قال ابن سعيد : وهي قاعدة الروس وهم خلق كثير من أشجع خلق الله وفي وجوههم طول ولهم على بحر نبطش عمائر كثيرة خاملة الأسماء ، وذكر في كتاب الأطوال أن طولها عرل وعرضها مه ، وذكر أيضا كويابا مدينة الروسية وأن طولها عر وأن عرضها نح.

الكسا : قال ابن سعيد : وفي شرقي أطرابزندة مدينة كسا وهم جنس من الترك تنصّروا وتمدّنوا ... وفي على البحر ، قال : وفي شرقيها مدينة أكرشية قوم من الأكرش ، وهم من أجناس الترك وتنصّروا للمجاورة وهي على البحر وطولها مر نح والعرض مو.

قلعة مانعة : قال ابن سعيد : وفي شرقي روسيا بحيرة طوما وطولها من الغرب إلى الشرق ستمائة ميل وثلاثين ميلا ، وعرضها في البرنس الشرقي نحو ثلاثمائة ميل وفي وسطها جزيرة التتر طولها نحو مائة وخمسين ميلا ، وعرضها نحو سبعين ميلا ، وفيها قلعة مانعة على جبل يكون فيها خزائن سلطان بلاد الطومانيين ، وفيها اليوم أموال ولد بركة وإنما نسبت هذه الجزيرة إلى التتر ؛ لأنه موجود فيها وهو حيوان يشبه الأسد وهو في قوته وفي خفة النمر ، ويقال : إنه متولد بينهما وينزل إلى هذه البحيرة أنهار كثيرة ، وذكر البيهقي أنها تنيف على مائة نهر.

قاعدة بلاد المجغرية : وهم طائفة من الترك ، وقال بعضهم : بلاد المجغرية بين بلاد الجناك وبين بلاد السكك من بلاد البلكرية ، وهم عبدة النيران وهم ذوو قباب وخيام ، يتبعون مواقع المطر ومواضع العشب ، وعرض بلادهم مائة فرسخ في مثلها ، وحدّ من بلادهم يتصل ببلاد الروم وهي آخر حدّهم مما يلي المفازة.

٢٥٣

ذكر الشام

لّما فرغ من ذكر الجزائر التي ببحر الروم انتقل إلى ذكر الشام ، وقد حدّدوا الشام على وجه دخل فيه بلاد الأرمن ، وهي المعروفة في زماننا ببلاد سيس ، والذي يحيط بالشام من جهة الغرب بحر الروم من طرسوس التي ببلاد الأرمن إلى رفح التي في أول الجفار بين مصر والشام ، ويحيط به من جهة الجنوب حدّ يمتدّ من رفح إلى حدود تيه بني إسرائيل إلى ما بين الشوبك وأيلة إلى البلقاء ، ويحيط به من جهة الشرق حدّ يمتدّ من البلقاء إلى مشاريق صرخد آخذا على أطراف الغوطة إلى سلمية إلى مشاريق حلب على بالس ، ويحيط به من جهة الشمال حدّ يمتدّ من بالس مع الفرات إلى قلعة نجم إلى ألبيرة إلى قلعة الروم إلى سميساط إلى حصن منصور إلى بهسنا إلى مرعش إلى بلاد سيس إلى طرسوس إلى بحر الروم من حيث ابتدأنا.

وبعض هذه الحدود تقع شرقية عن بعض الشام وهي بعينها جنوبية عن بعض آخر مثل البلقاء فإنها جنوبية عن حلب وما في سمتها ، وهي شرقية عن مثل غزّة وما في سمتها ، فليعلم العذر في ذلك.

وإنما سمي شاما لأن قوما من بني كنعان تشاموا إليه أي تياسروا إليه ؛ لأنه عن يسار الكعبة وقيل : سمّي شاما بسام بن نوح واسمه بالسريانية شام بشين معجمة ، قيل : سمّي شاما بشامات ، له بيض وحمر وسود ، أي إن به أراض على هذه الألوان ووقعت على كتاب لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب في المسالك والممالك قد أثنى فيه على العراق وذمّ الشام ومصر ، فقال عن الشام : الوبيّ هواؤه ، الضيقة منازله ، الحزنة أرضه ، المتّصلة طواعينه ، الجفاة أهله.

٢٥٤

وقال عن مصر : هي بين بحر رطب عفن كثير البخارات الردية التي تولد الأدواء ، وتفسد الغذاء ، وبين جبل وبر يابس صلد ولشدة يبسه لا ينبت فيه خضراء ولا يتفجّر فيه عين ماء.

قال ابن الأثير : واعلم أن الشام خمسة أجناد ، أولها من الفرات جند قنّسرين ، ثم جند حمص ، ثم جند دمشق ، ثم جند الأردن ، ثم جند فلسطين ، قال : وكل جند من هذه عرضه من ناحية الفرات إلى ناحية فلسطين وطوله من الشرق إلى البحر ، وفلسطين بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين وكسر الطاء المهملتين وسكون المثناة التحتية وفي آخرها نون.

قال : وهي كورة كبيرة تشتمل على بيت المقدس وغزّة وعسقلان ، قال ابن حوقل : جند فلسطين أول أجناد الشام من جهة الغرب من رفح إلى حد اللجّون ، وعرضه من يافا إلى أريحا نحو يومين.

وأما زغر وديار قوم لوط والجبال والشراة فمضمومة إليها وهي منها في العمل إلى حدّ أيلة وديار قوم لوط والبحيرة المنتنة وزغر إلى بيسان وإلى طبرية يسمّى الغور ؛ لأنه بين جبلين وسائر بلاد الشام مرتفع عليه وبعضها من الأردنّ وبعضها من فلسطين في العمل.

وقال ابن حوقل أيضا : الغور أوله بحيرة طبرية ثم يمتدّ على بيسان حتى ينتهي إلى زغر وأريحا إلى البحيرة المنتنة ويمتدّ كذلك إلى أيلة وفلسطين ، ماؤها من الأمطار وأشجارها وزروعها أعذاء إلا نابلس فإن فيها مياها جارية.

وفلسطين أرحى بلدان الشام ومدينتها العظمى الرملة ، وبيت المقدس يليها في الكبر ، وبيت المقدس مرتفع على جبال يصعد إليها من كل مكان ، وبه مسجد ليس في الإسلام أكبر منه ، وبه الصخرة وهي حجر مرتفع مثل الدكّة.

٢٥٥

وعلى الصخرة قبّة عالية جدّا ، وارتفاع الصخرة من الأرض قريب القامة وينزل إلى تحتها بمراق إلى بيت يكون طوله بسطة في مثلها ، وليس ببيت المقدس ماء جار سوى عيون لا تتّسع للزروع وهي من أخصب بلاد فلسطين ، ومحراب داود بها.

قال الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمّى بالعزيزي : إن الوليد بن عبد الملك لما بنى القبّة على الصخرة ببيت المقدس بنى أيضا هناك عدّة قباب وسمّى كلّ واحدة باسم ، فمنها : قبّة المعراج وقبّة الميزان وقبة السلسلة وقبة المحشر ، قال : وإنما فعل ذلك ؛ ليعظم موقع القدس في نفوس أهل الشام وينتهون به عن الحجّ إلى بيت الله الحرام ، قال : فإنه كان يكره مسير الناس على الحجاز لئلا يطلعوا من أهل الحجاز على فضل آل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيتغيّرون على بني أمية والعهد عليه في ذلك.

ومن بلاد فلسطين لدّ ، قال في اللباب : بضم اللام وتشديد الدال المهملة وهو موضع بالشام وبه يقتل الدّجّال ، ولدّ على شوط فرس من الرملة.

ومن تلك الأماكن اللّجّون بفتح اللام وضم الجيم المشددة وهي قرية على نصف مرحلة من بيسان في جهة الغرب عن بيسان ، وذكر في كتاب الأطوال أن موضوعها حيث الطول نرمه والعرض ل T.

ومن الأماكن المشهورة بالشام الرقيم وهو بليدة صغيرة بقرب البلقاء وبيوتها كلها منحوتة من صخر كأنها حجر واحد ، والبلقاء إحدى كور الشراة وهي خصبة ، وقاعدة البلقاء حسبان بضّم الحاء وسكون السين المهملتين وفتح الباء الموحدة ثم ألف ونون في الآخر ، وهي بلدة صغيرة ، ولحسبان واد به أشجار وأرحية وبساتين وزروع ، ويتّصل هذا الوادي بغور زغر ، والبلقاء عن أريحا على مرحلة ، وأريحا عن البلقاء في جهة الغرب وبحيرة زغر جنوبي أريحا

٢٥٦

على بعد شوط فرس ، وتعرف هذه البحيرة بالبحيرة المنتنة وليس فيها حيوان ولا سمك ولا غيره ، وهي تقذف بشيء يسمّى الحمر بضمّ الحاء المهملة وفتح الميم المشدّدة ثم راء مهملة ويلطخ منه أهل تلك البلاد كرومهم وأشجار تينهم ، ويزعمون أنه للشجر كالتلقيح للنخل.

وعلى القرب من البحيرة المنتنة ديار قوم لوط وهي ديار تسمّى الأرض المقلوبة وليس بها زرع ولا ضرع ولا حشيش ، وهي بقعة سوداء قد فرش بها حجارة كلها متقاربة في الكبر ، ويروى أنها من الحجارة المسوّمة التي رمي بها قوم لوط ، والشراة بفتح الشين المعجمة والراء المهملة ثم ألف وهاء في الآخر.

ومن الأماكن المشهورة بالشام جبل عاملة وهو ممتدّ في شرقي الساحل وجنوبيه حتى يقرب من صور ، وعليه الشقيف الذي استرجعه الملك الظاهر بيبرس من أيدي الإفرنج وكانت رعاياه في حكم الفرنج ، وفي شرقيه وجنوبيه جبل عوف وكان أهله عصاة فبنى عليهم أسامة حصن عجلون حتى دخلوا في الطاعة ، وهو معقل حصين مشرف على الغور ، ولبلده أشجار وأنهار وخصب كثير.

وفي شرقيه وجنوبيه جبل الصلت ، كان أهله عصاة فبنى عليهم الملك المعظم حصن الصلت حتى دخلوا في الطاعة ، وبينه وبين عجلون مرحلتان ، وكذلك بينه وبين الكرك وجبل الشراة في جنوبي البلقاء وخلفه البرّيّة ويسكنه الآن فلاحون.

وفي جهة جبل الشراة الحميمة التي خرج منها بنو العباس إلى الخلافة بالعراق ، بضم الحاء ثم ميمين مفتوحتين بينهما ياء آخر الحروف وفي آخرها هاء ، وهي قرية على مرحلة من الشوبك ومن الأماكن المشهورة بتلك الناحية معان.

٢٥٧

قال في كتاب الأطوال : إن موضعها حيث الطول نو ل والعرض ل t وهي بضم الميم وبالعين المهملة ثم ألف ونون ، قال ابن حوقل : ومعان مدينة صغيرة سكّانها بنو أميّة ومواليهم ، وهو حصن من الشراة ، أقول : وهو الآن خراب ليس به أحد ، وهو على مرحلة من الشوبك.

ومن الأماكن المشهورة قارة ، وهي قرية كبيرة بين دمشق وحمص على نحو منتصف الطريق ، وهي منزلة للقوافل وغالب أهلها نصارى ، وهي عن حمص على مرحلة ونصف ، وعن دمشق على مرحلتين ، ومن الأماكن المشهورة أنطرطوس وهو حصن على بحر الروم وهو ثغر لأهل حمص ، وكان به مصحف عثمان رضي‌الله‌عنه ، قال في اللباب : هي بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الطاء وسكون الراء المهملتين وضمّ الطاء الثانية ثم واو وفي آخرها سين مهملة ، قال في كتاب الأطوال : إن موضوع أنطرطوس حيث الطول س T والعرض لد ـ وفتحها المسلمون وخربوا أسوارها وهي آهلة.

ومدينة مصياف هي بلدة جليلة وبها أنهر صغار من أعين ، ولها بساتين ولها قلعة حصينة ، وهي مركز دعوة الإسماعيلية وهي في لحف جبل اللكام الشرقي ، ومصياف عن بارين في جهة الشمال على مسافة فرسخ ، وعن حماة في جهة الغرب على مسيرة يوم ، وجبل اللكام بضم اللام وتشديد الكاف وألف وميم وعين الجرّ المذكورة في ترجمة صيدا بها آثار عظيمة من الصخور ، وهي عن بعلبكّ في جهة الجنوب على مرحلة قوية ، وبالقرب من عين الجرّ ضيعة تعرف بالمجدل وهي على الطريق الآخذ من بعلبك على وادي التيم ، وينبع من عين الجرّ نهر كبير ويجري إلى البقاع ، والعين معروفة والجرّ بفتح الجيم وتشديد الراء المهملة.

قال ابن حوقل : ومخرج أنهر دمشق من تحت كنيسة يقال لها : الفيجة وهو أول ما يخرج مقداره ارتفاع ذراع في عرض ذراع ، ثم يجري في شعب يتفجّر منه

٢٥٨

العيون ثم يجتمع مع نهر يقال له بردا ، ويستخرج من ذلك سائر أنهر دمشق وبها مسجد ليس في الإسلام أحسن ولا أكثر نفقة منه ، فأما الجدار والقبّة التي فوق المحراب عند المقصورة فمن بناء الصابئين وكان مصلّاهم ، ثم صارت لليهود وعبده الأوثان فقتل في ذلك الزمان يحيى بن زكرياء عليه‌السلام ، ونصب رأسه على باب هذا المسجد المسمّى باب جيرون ، ثم تغلّب عليه النصارى وعظّموه حتى جاء الإسلام فصار للمسلمين مسجدا ، وعلى باب جيرون حيث نصب رأس يحيى بن زكرياء ، نصب رأس الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما.

ولما كان في أيام الوليد بن عبد الملك عمّره فجعل أرضه رخاما مفروشا وجعل وجه جدرانه رخاما مجزّعا وأساطينه رخاما موشّى ومعاقد رءوس أساطينه ذهبا وسطحه رصاصا ، ويقال : إنه أنفق عليه خراج الشام ، قال المهلبي : إنه وجد في ركن من أركان الجامع بدمشق مكتوب : " بنى هذا البيت ذامسقيوس على اسم إله آلهة زيوش" ، قال : وذامسقيوس اسم الملك الذي بناه ، وزيوش تفسيره بالعربية المشتري.

ومن الأماكن المذكورة مرج راهط ، قال في المشترك : وهو في غوطة دمشق من ناحية المشرق وبه كانت الوقعة بين اليمانية والقيسية ، وكانت الغلبة فيها لمروان واليمانية وانهزمت القيسية ، واستقرّ أمر مروان بن الحكم المذكور في الخلافة وكان ذلك في سنة أربع وستين للهجرة ، وأكثر الشعراء ذكر هذه الوقعة ومرج راهط.

ومن الأماكن المشهورة معرّة نسرين بالنون والسين المهملة عن السمعاني والمشهور أنها معرّة مصرين بميم وصاد مهملة ، قال ابن حوقل : ومعرّة نسرين مدينة متوسّطة وما حولها من القرى أعذاء ليس بجميع نواحيها ماء جار ولا عين.

٢٥٩

وكذلك أكثر ما بجميع جند قنسرين أعذاء ومياههم من السماء ، قال في كتاب الأطوال : إن موضوع معرّة المصرين حيث الطول سامت والعرض له نت.

ومن الأماكن المشهورة بالشام الأثارب بالهمزة المفتوحة والثاء المثلثة وألف وراء مهملة وباء موحدة موضوعها حيث الطول سب t والعرض له.

ومن بلاد الشام المشهورة كورة قورس وقاعدتها حيث الطول سام والعرض لوك ، كذا قاله في كتاب الأطوال للفرس.

ومن الأماكن القديمة المشهورة مدينة الرستن ، وكانت عامرة في قديم الزمان وهي اليوم خراب وبها بيوت كالقرية وآثار العمارة والجدران ، وبعض العقود بها ظاهر ، وكذا بعض أبواب المدينة وأسوارها وقنيّها ، وهي في جنوبي نهر العاصي على جبل أكثره تراب سطحها في المنبسط الآخذ إلى حمص ، وهي بين حمص وحماة.

وذكر في كتاب الأطوال أن موضوعها حيث الطول سامه والعرض لد نه ، ويقال : إنها خراب من زمن فتوح الشام ، ومن الأماكن المشهورة مدينة الفوعة ، قال في كتاب الأطوال : إنها حيث الطول سامه والعرض له ك ، وهي وسرمين ومعرة مصرين في بقعة واحدة من أعمال حلب في جهة الجنوب على مرحلة منها ، ولهذه البقعة الأشجار الكثيرة من الزيتون والتين وغير ذلك.

ومن الأماكن المشهورة أعزاز وهو حصن مشهور وعمل ، قال في كتاب الأطوال : إن موضوعه حيث الطول سانه والعرض لوT وهو في شمالي حلب بميلة إلى الغرب ، قال ابن سعيد : ولهذه المدينة أعني أعزاز جهات في نهاية الحسن والطيبة والخصب ، وهي من أنزه الأماكن التي في جهاتها ، قال في اللباب : ومن أعمال حلب عزاز وهي بفتح العين المهملة والزاي المعجمة

٢٦٠