تقويم البلدان

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]

تقويم البلدان

المؤلف:

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-304-7
الصفحات: ٥٧٥

الأوصاف والأخبار العامة

جيّان : في نهاية من المنعة والحصانة ، وجيان عن قرطبة في الشرق وبينهما خمسة أيام ، وبلاد جيان جمعت كثرة العيون والثمار مع طيبة الأرض وبها الحرير الكثير ، وجيان من أعظم الأندلس وأكثرها خصبا وحصانة ولم يقدر النصارى عليها إلا بعد حصار طويل فسلّمها إليهم ابن الأحمر صاحب غرناطة ، وكان من أعمال جيان مدينة قيجاظة ، وهي مدينة نزهة كثيرة الخصب أخذها النصارى بالسيف ، ومن أعمال جيان مدينة بياسة وهي كثيرة الزعفران ، ومن أعمال جيان معقل شقورة وجبل سمنتان وهو جبل فيه حصون وقرى كثيرة ، ومن أعمال جيان مدينة أبّدة وهي مجاورة لبياسة ومن أعمال جيان مدينة بسطة وحصن برشانة.

غرناطة : في نهاية من الحصانة ومملكتها في الجنوب والشرق عن مملكة قرطبة ، وبينها وبين قرطبة نحو خمسة أيام ، وغرناطة في نهاية النزاهة وتشبه دمشق وتفضل عليها بأن مدينتها مشرفة على غوطتها ، وهي مكشوفة من الشمال ويصبّ أنهارها من جبل الثلج الذي هو من جنوبيها ، وتنخرق فيها الأنهر وعليها الأرحى داخل المدينة ، ولها قلعة عالية شديدة الامتناع ولها أشجار وثمار ومياه مسيرة يومين تقع تحت مرأى العين لا يحجبها شيء ونهرها الكبير يقال له شنيل ، ومن أعمال غرناطة حصن شلوبينية وهو من حصون غرناطة البحرية على بحر الزقاق ومنه أبو علي عمر بن محمد الشلوبيني إمام نحاة المغرب ، أقول : وقد غلط من قال أن الشلوبيني هو الأشقر بلغة أهل الأندلس ، ومن أعمال غرناطة بلدة باغة وهي غزيرة المياه ولمائها خاصّية أنه ينعقد حجرا وبها الزعفران والعنب الكثير ، ومن أعمال غرناطة القلعة السعدية وفيها ألف الحجاري كتاب المشهب لصاحبها عبد الملك ، وهي رباط جهاد.

٢٠١

مدينة المرية : مسوّرة على حافّة بحر الزقاق ، وهي باب الشرق ومفتاح الرزق ولها برّ فضّيّ وساحل تبريّ وبحر زبر جديّ وأسوارها عالية وقلعتها منيعة شامخة وهواؤها معتدل ، ويعمل بها من الحرير ما يفوق معمول غيرها ، ومن أعمالها : حصن بجانة على ستة أميال منها ، وحصن برشانة ، وحصن شنش ، ومدينة برجة ، ومدينة أندرش ، وبجانة بباء موحدة وجيم وألف ونون وهاء وهي محدثة إسلامية وكانت مقرّ الولاية ، ثم ضعفت بجانة وقويت المرية فصارت تابعة لها.

وطليطلة : قاعدة الأندلس ، وهي في شرقي مدينة وليد ، وطليطلة على جبل عال وهي من أمنع البلاد وأحصنها ولها نهر يمرّ بأكثرها وهي مدينة أولية ومعنى اسمها أنت فارح ، ومنها إلى نهاية الأندلس الشرقية عند الحاجز نحو نصف شهر وكذلك إلى البحر المحيط بجهة شلب ، وهي نهاية الأندلس الغربية وتحدق الأشجار بطليطلة من كل جهة ويصير بها الجلنار في قدر الرمّانة من غيرها ، ويكون بها الشجرة فيها أنواع من الثمر ونهر طليطلة ينحدر إليها من عند حصن هناك يقال له باجة ويعرف نهر طليطلة به فيقال نهر باجة.

٢٠٢

٢٠٣

الأوصاف والأخبار العامة

وادي الحجارة : قال ابن حوقل : ومدينة وادي الحجارة بالقرب من مدينة سالم ، قال ابن سعيد : وفي شرقي طليطلة مدينة الفرج ، ويقال لنهرها : وادي الحجارة ، وفي شرقيها مدينة سالم.

مرسية : مدينة محدثة إسلامية بنيت في أيام الأمويين الأندلسيين ، ومرسية في شرق الأندلس تشبه إشبيلية التي في غرب الأندلس بكثرة المنازه والبساتين وهي على الذراع الشرقي الخارج من عين نهر إشبيلية ، ومرسية من قواعد شرق الأندلس ولها عدّة منتزهات ، منها : الرشاقة ، والزتقات ، وجبل إيل ، وهو جبل تحته البساتين وبسط تسرح فيه العيون ، ومن أعمال مرسية مولة وهي في غربي مرسية ، ومن أعمال مرسية مدينة أريولة ، ومن أعمالها قرية الحرلّة وهي حسنة المنظر على نهر مرسية [والحرلّة بكسر الحاء والراء المهملتين وتشديد اللام المفتوحة ثم هاء].

مدينة سالم : قاعدة الثغر الأوسط من الأندلس وهي مدينة جليلة وبها قبر المنصور بن أبي عامر ، قال ابن سعيد ومدينة سالم بالجهة المشهورة بالثغر من شرقي الأندلس وهي مدينة جليلة.

مدينة دانية : في غربي بلنسية ، وهي مدينة عظيمة القدر وهي على البحر كثيرة الخيرات ومن أعمالها حصن يكتران ، وحصن بيران يكتران بضم الياء آخر الحروف وفتح الكاف وسكون المثناة الفوقية وراء مهملة وألف ونون ، وبيران بفتح الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية وراء مهملة وألف ونون.

بلنسية : وهي على بحيرة يصبّ فيها نهر يمرّ على شمالي بلنسية وهي من شرق الأندلس ، وبلنسية في أحسن مكان وقد حفّت بالأنهار والجنان فلا ترى إلا مياها تتفرع ، ولا تسمع إلا أطيارا تسجع ولها بحيرة حسنة ، وهي على

٢٠٤

القرب من بحر الزقاق وحيث خرجت منها لا تلقى إلا منازه ، وهي شرقي مرسية وغربي طرطوشة ومن مشاهير منازهها الرصافة ومنية ابن عامر ومن أعمالها مدينة شاطبة وهي حصينة قال ابن سعيد : ويقال : إن ضوء مدينة بلنسية يزيد على ضوء بلاد الأندلس وجوّها صقيل أبدا لا يرى فيه ما يكدره أبدا.

٢٠٥

٢٠٦

الأوصاف والأخبار العامة

مدينة تطيلة : في جنوبي جبل الشارة ، وهي من الثغور المقاربة لمدينة سالم ، ولسرقسطة وأرضها طيبة للزرع وهي محدثة بنيت في أيام بني مروان ، قال ابن سعيد ومدينة تطيلة من المدن الجليلة بثغر الأندلس الشرقي.

سرقسطة : قاعدة الثغر الأعلى وهي في أرض طيبة ، وهي مدينة بيضاء قد أحدقت بها من بساتينها زمردة خضراء والتف عليها أنهارها الأربعة فأضحت بها رياضها مرصّعة مجزّعة وهي مدينة أولية ، ومن منتزهاتها : الجلقين ، وقصر السرور ، ومجلس الذهب وفيه يقول ابن هود من أبيات :

قصر السرور ومجلس الذهب

بكما بلغت نهاية الطرب

قال ابن سعيد : وفي الجهة المشهورة بالثغر من شرق الأندلس مدن كثيرة وكراس مشهورة.

ينبلونة : مدينة في غرب الأندلس خلف جبل الشارة ، وهي قاعدة النبري أحد ملوك الفرنج.

مدينة طرطوشة : شرقي بلنسية ، وهي على شرقي النهر الكبير الذي يمرّ على سرقسطة ويصبّ في بحر الزقاق على نحو عشرين ميلا من طرطوشة ، وشرقي طرطوشة جزيرة مايرقة في بحر الزقاق ، قال ابن سعيد ومن كراسي ملك شرق الأندلس مدينة طرطوشة.

لاردة : على شرقي نهر يصبّ في نهر سرقسطة ، وفي شرقي لاردة جبل ألبرت الفاصل بين الأندلس والأرض الكبيرة ، وهي مدينة أولية وكانت من قواعد شرق الأندلس ولها ماء مجلوب في قنيّ قد أعجزت صنعته جميع العالم ، قال ابن سعيد ومدينة لاردة من المدن الجليلة بالجهة المشهورة بالثغر من شرق الأندلس.

٢٠٧

٢٠٨

الأوصاف والأخبار العامة

طركونة : وهي آخر مدن الأندلس الساحلية بشرقيها وجنوبيها.

هيكل الزهرة : هو حدّ الأندلس من جهة الشرق والشمال ، وكان هيكل الزهرة المذكور يعبده أهل تلك البلاد قبل دين النصرانية وهو في طرف جبل ألبرت مع بحر الزقاق.

برشنونة : وهي مصاقبة للأندلس وقريبة من طرطوشة ، وقد ضممناها مع الأندلس في الذكر وإن كانت خارجة عنها لقربها منها ، وبرشلونة قاعدة ملك من ملوك الفرنج يقال له البرشلوني وهو ملك على جنس من الفرنج ، يقال لهم : الكيطلان ، وبرشلونة من جملة فتوح المسلمين ثم ارتجعها الكفار.

أربونة : وفي جنوبي أربونة بحيرة تتّصل ببحر الزقاق ، وإلى أربونة انتهى موسى بن نصير في فتوح الأندلس ، وبقيت أربونة أقصى ثغور المسلمين من الأندلس ومنها ومشرق بلاد الإفرنج مثل مرشيلية وبلاد الأنبردية وغيرها ، وهي على النهاية الشرقية كما أن أشبونة على النهاية الغربية.

شنت : قال ابن سعيد : [وفي الشمال والغرب عن مدينة ليون قاصية شنت ياقو فيها دفن ياقو الحواري ولها شأن عظيم عند النصارى] وهي على البحر وحولها أنهار تنزل من جبل في شرقيها ، قال في العزيزي : ومدينة شنت ياقو مدينة جليلة من مدن الجلالقة بينها وبين البحر المحيط يوم واحد.

٢٠٩

٢١٠

الأوصاف والأخبار العامة

جليقية : قال في اللباب : وجليقية بلدة من بلاد الروم متاخمة للأندلس ، وعن بعضهم : سمورة قاعدة الجلالقة ، وهي مدينة جليلة معظّمة عندهم ، قال ابن سعيد : وسمورة قاعدة جلّيقية أكبر مدائن الفنش في جزيرة بين فرعين من نهر سمورة ولها ذكر في غزوات الناصر المرواني والمنصور بن أبي عامر ، وكان المسلمون قد ملكوها ثم استرجعها الجلّيقيون بالفتنة ، ومصبّ نهرها في المحيط حيث الطول من الجزائر الخالدات ه ل والعرض مو قال في العزيزي : مدينة سمورة مدينة جليلة من مدن الجلالقة وبها مستقر ملكهم الآن.

سلمنكة : قال ابن سعيد : ومدينة سلمنكة على شمالي نهر قلمرية ، وبينها وبين مدينة قلمرية قاعدة غليسية مرحلتان وهي ـ أعنى قلمرية ـ في شرقيها.

مدينة قورية : قال ابن سعيد : ومدينة قورية على جنوبي جبل الشارة ، وهي كانت ثغر المسلمين في مدّة ملوك الطوائف ، وفي جنوبيها وجنوب نهر طليطلة مدينة شنترين ، وفي سمت شنترين في الشرق على جنوبي النهر حصن قنطرة السيف بينهما ثمانون ميلا وفي شرقي ذلك على شمالي النهر مدينة وليد المقدمة الذكر.

مدينة ليون : قال ابن سعيد : وفي شمالي سمورة بانحراف إلى الشرق مدينة ليون التي خرب سورها العظيم المنصور بن أبي عامر ، وهي على نهر يصبّ في نهر سمورة ، قال في العزيزي : هي المصر الأعظم وأجلّ مدن الجلالقة ، قال : الجلالقة صباح الوجوه أشدّ الأبدان ، ومن ليون إلى ساحل بحر الظلمات أعني المحيط أربع مراحل غربا ، وقال في العزيزي أيضا : ويتّصل ببلاد الأندلس من جهة الشمال بلاد الجلالقة وهم نصارى ولهم مملكة منفردة عن الروم الفرنجة.

٢١١

مدينة برغش : قال ابن سعيد : وفي غربي ينبلونة في سمت العرض قاعدة قستالية وهي مدينة برغش ، وهي دار صناعة السلاح المعمول في بلاد الفنش ، وهي في شمالي الجبل الكبير.

قستليون : قال ابن سعيد : وفي شرقي برشلونة قستليون وهو معقل القرصالية يخرج منها المصطحات.

٢١٢

ذكر جزائر بحر الروم والمحيط الغربي

لما فرغ من الأندلس أخذ في ذكر الجزائر البحرية ، والمذكور هنا هو جزائر البحر المحيط الغربي وجزائر بحر الروم خاصّة ، وأما جزائر بحر فارس وبحر الهند فسنذكرها إن شاء الله تعالى في موضع آخر مفرد لها ، فمن جزائر البحر المحيط الغربي جزائر الخالدات وهي جزائر واغلة في البحر عشر درجات عن الساحل وهي عدّة جزائر ، وبطليموس أخذ أطوال المدن منها ، وقد قيل : إنها انغمرت في البحر وانقطعت أخبارها.

قال ابن سعيد : وجزائر السعادة فيما بين جزائر الخالدات والساحل ، قال : وهي مبدّدة في الإقليم الأول والثاني والثالث ، قال : وهي أربع وعشرون جزيرة والحديث عنها كالخرافات [ومن جزائر البحور المتفرعة عن البحر المحيط الغربي جزيرة برطانية في بحر برديل وهو البحر الخارج في شمالي الأندلس ، وليس بهذه الجزيرة ماء إلّا من الأمطار وعلى ذلك يزرعون ، وجزائر برطانية إحدى عشرة جزيرة ، ومن الجزائر المشهورة جزيرة إنكلطرة ويقال إنكلترة ، قال ابن سعيد : وصاحب هذه الجزيرة يسمّى الإنكتار في تاريخ صلاح الدين في حروب عكّا ، وقاعدته في هذه الجزيرة مدينة لندرس ، قال : وطول هذه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال بانحراف قليل أربعمائة وثلاثون ميلا ، واتّساعها في الوسط نحو مائتي ميل ، قال : وفي هذه الجزيرة معدن الذهب والفضّة والنحاس والقصدير وليس فيها كروم لشدّة الجمد ، وأهلها يحملون جواهر هذه المعادن إلى بلاد أفرنسة ويتعوّضون به الخمر ، فصاحب فرنسة إنما كثر الذهب والفضّة عنده من ذلك وعندهم يصنع الاشكرلاط الغالي من صوف غنمهم الذي هو ناعم كالحرير ، فيجعلون عليها جلالا تقيها من الأمطار والشمس والغبار ومع غناء الإنكتار ، وسعة مملكته فإنه يقرّ بالسلطنة للفرنسيين ، وإذا كان مجتمع حفل خدمه بأن يحطّ قدامه زبديّة طعام عادة متوارثة.

٢١٣

وفي شمالي جزيرة إنكلترة وبعض شمالي برطانية جزيرة أرلندة ، ومسافة طولها نحو اثنى عشر يوما وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام وهي مشهورة بكثرة الفتن ، وكان أهلها مجوسا ثم تنصّروا اتباعا لجيرانهم ويجلب منه النحاس والقصدير الكثير ، وبالقرب من هذه الجزائر جزيرة السناقر ، قال : وطول جزيرة السناقر سبعة أيام شرقا وغربا وعرضها أربعة أيام ، ومنها ومن الجزائر التي شماليها تجلب السناقر البيض التي تحمل من هنالك إلى سلطان مصر ورسم الخارج منها في خزانته ألف دينار وإن أتوا به ميتا دفع لهم خمس مائة دينار وعندهم الدبّ الأبيض يدخل في البحر ويسبح ويصيد السمك فيخطف ما فضل أو ما غفل عنه هذه السناقر ومن ذلك عيشها إذ لا طائر هنالك من شدة الجمد وجلود هذه الدببة ناعمة]

ومن جزائر البحر المحيط جزيرة تولي وهي في البحر المحيط الشمالي وهي على نهاية المعمور في الشمال ، ومن جزائر بحر الزّقاق جزيرة طريف وطريف بليدة من الأندلس وأمامها في البحر جزيرة صغيرة تسمّى جزيرة طريف ، ومن جزائر بحر الروم جزيرة قوصرة وهي جزيرة قبالة إفريقية بالقرب من تونس وبينها وبين صقلية مجرى ، وهي في أواخر الإقليم الرابع ويوجد بها شجر المصطكى ، ويجلب منها التين والقطن الكثير وقوصرة بفتح القاف وسكون الواو وفتح الصاد والراء المهملتين وفي آخرها هاء.

ومن جزائر بحر الروم جزيرة مرمرا وهي جزيرة في وسط فم الخليج القسطنطيني ، وبها مقطع الرخام وهي على مائتي ميل من قسطنطينية ، ومن جزائر بحر الروم جزيرة مصطكى وبها ديورة وقرى ، وهي بالقرب من فم الخليج القسطنطيني ، قال ابن سعيد : وهي واغلة في بحر الروم على مائة وخمسين ميلا من فم الخليج القسطنطيني ، وهي لصاحب قسطنطينية ومنها يجلب المصطكى إلى البلاد ، وهو من شجر تنبت بها تشبه شجر الفستق الصغار.

٢١٤

وفي فصل الربيع تشرط تلك الشجر بمشاريط فيسيل منها المصطكى ثم تجمد على الشجر وهو الجيد والذي يقطر على الأرض يكون دون ذلك وهذه الجزيرة جنوبي قسطنطينية وغربي بلاد الأرمن وشرقي بلاد الفرنج ، وعن ابن سعيد أن طول جزيرة المصطكى من الشمال إلى الجنوب نحو ستين ميلا ، وهي شرقي جزيرة النقرينت وبينهما نحو ثلاثين ميلا ، ومن الجزائر البحرية جزيرة قرسقة وهي قبالة جنوة وامتدادها من الشمال إلى الجنوب مجرى ونصف ، ووسط هذه الجزيرة متّسع ورأسها الذي على جهة جنوة ضيّق ، وبينها وبين جزيرة سردانية مجاز نحو عشرة أميال.

قال في المشترك : وقصريانة بفتح القاف وسكون الصاد المهملة ثم راء مهملة وبفتح المثناة من تحتها وألف ونون مشددة ثم هاء قال ويانة لفظة رومية وقصر يانة مدينة كبيرة بصقلية على سنّ جبل ، قال في المشترك أيضا : مازر بفتح الزاي المعجمة وبعدها راء مهملة مدينة بجزيرة صقلية ينسب إليها المازريّ شارح موطأ مالك.

٢١٥

٢١٦

الأوصاف والأخبار العامة

جزيرة قادس : عن ابن سعيد : جزيرة قادس صغيرة وطولها نحو اثني عشر ميلا ، وهي تقابل قصر المجاز قبالة مصبّ نهر إشبيلية في البحر المحيط وفي بحرها من جهة البرّ وهو المجاز إليها آثار عمارة وقنطرة كان يدخل الماء الحلو عليها في البحر المالح إلى جزيرة قادس المذكورة ، وفي جزيرة قادس كروم كثيرة وبساتين ، قال ابن سعيد : وطولها طول طنجة ، وهي عند فم بحر الزقاق من البحر المحيط.

جزيرة يابسة : وعنه أن جزيرة يابسة غربي جزيرتي ما يرقة ومنرقة وبها مدينة طولها وعرضها ما ذكر ، وامتداد هذه الجزيرة من الغرب إلى الشرق نحو واحد وثلاثين ميلا ، واتساعها من الجهة الغربية نحو عشرين ميلا ، وبينها وبين بلنسيه من الأندلس مجرى واحد ، قال الإدريسي : من دانية إلى جزيرة يابسة تسعون ميلا شرقا ومن جزيرة يابسة إلى جزيرة ما يرقة المدينة مائة ميل شرقا.

جزيرة ما يرقة : وعنه أن جزيرة ما يرقة آخر جزيرة ثبتت في يد الإسلام ، وبها مدينة طولها وعرضها ما ذكر ، ومسافة هذه الجزيرة من الشمال إلى الجنوب أربعون ميلا ، وهي في الغرب عن منرقة ، وفيها بحيرة دورها تسعة أميال ، وفيها غير مدينتها عدّة حصون ومدينتها بجهتها الجنوبية ويدخلها ساقية جارية على الدوام ولها قلعة للملك وفيها يقول ابن اللبانة :

بلد أعارته الحمامة طوقها

وكساه حلّة ريشه الطاوس

كأنما تلك المياه مدامة

وكأنّ قيعان الديار كئوس

جزيرة منرقة : وعنه : وجزيرة منرقة في بحر الزقاق وهي خصبة ، وبها مدينة طولها وعرضها ما ذكر وطول مسافتها من الشمال إلى الجنوب بانحراف خمسون ميلا ، وقيل : سبعون ميلا وجزيرة منرقة المذكورة شرقي جزيرة ما يرقة

٢١٧

التي ذكرت ، وبينهما خمسون ميلا وهي مستطيلة قليلة العرض وفي وسطها حصن مانع.

جزيرة سردانية : وعنه : أن جزيرة سردانية شرقية عن الجزر المذكورة وبها مدينة طولها وعرضها ما ذكر وفي غربي هذه الجزيرة يخرج المرجان وطول هذه الجزيرة من الشمال إلى الجنوب مجراوان ونصف ويقابل سردانية من برّ العدوة مرسى الخرز وهو شرقي قسطينية ، قال ابن سعيد : إن جزيرة سردانية قبالة بلاد بيزة ، وبسردانية قلاع كثيرة ومعدن فضّة ومغاص المرجان.

٢١٨

٢١٩

الأوصاف والأخبار العامة

جزيرة جربة : وعنه : وطول جزيرة جربة مرحلة ، وهي في شرقي قابس وبينها وبين البرّ مجاز ضيق يعبر فيها إليها بالزوارق ، وهذا المجاز عن قابس في سمت المشرق على مرحلة ويجلب من جزيرة جربة الزيت الكثير والزبيب والتفّاح والأكسية المفضّلة ، وفي شمالي جزيرة جربة تقع صقلية وإذا جاوز البحر جربة اندفع شمالا وطعن البرّ الجنوبي فيه ولا يزال يشتمل إلى طرابلس الغرب [قال الإدريسي : وطول جزيرة جربة من الغرب إلى الشرق ستون ميلا وعرض الرأس الشرقي خمسة عشر ميلا وهي عامرة بقبائل من البربر ، والسمرة تغلب على ألوان أهلها].

جزيرة صقلية : بين ذنبها الغربي وبين تونس مجرى وستون ميلا ودورها خمسمائة ميل ، وأمام بلرم جبل ينبع منه عيون كثيرة صغار يسمّى بالغربال ، وجزيرة صقلية على صورة مثلث حادّ الزاوية ، فالزاوية الأولى شمالية وهناك المجاز الضيق إلى الأرض الكبيرة وهو نحو ستة أميال ، والزاوية الثانية جنوبية وهي تقابل برّ طرابلس من إفريقية ، والزاوية الثالثة غربية وهناك بركان في النار في جزيرة صغيرة منقطعة شمالي الزاوية الغربية المذكورة ، وسنذكره في آخر الكتاب شمالي صقلية بلاد قلورية ، وصاحب صقلية في زماننا إفرنجي من الكيتلان اسمه الريدفريك ، وأسماء مدن جزيرة صقلية : بلرم ، طرانيس مازر ، جرجنت ، مسيني ، وقصريانة.

مدينة مسّمني ومسينة : في الزاوية الشمالية من جزيرة صقلية ، وهي مدينة مشهورة بكثرة العنب والخمر وهي في جانب الجزيرة المقابل لقلفرية ، وجزيرة صقلية كثيرة الزلازل بحيث يكثر تهدّم أبنيتها منها ، وبالجزيرة أكثر من مائة حصن ودور جزيرة صقلية سبعة عشر يوما ، وطولها على الاستقامة خمسة أيام ، وأكبر مدنها وقاعدتها مدينة بلرم ، ولها مدن كثيرة ولكن أشهرها هاتان

٢٢٠