تقويم البلدان

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]

تقويم البلدان

المؤلف:

عماد الدين إسماعيل [ أبي الفداء ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-304-7
الصفحات: ٥٧٥

تلك الدخلة في الجنوب مدينة تسمى الحمامات ، وهي قريبة من تونس في البر ، وأما في البحر فدورة كبيرة ، وفي فم هذه الدخلة جزيرة قوصرة المقابلة لجزيرة صقلية ، وفي شرقي الحمامات على الدخلة المذكورة مدينة سوسة وبعد أن يشرق البحر عن سوسة ، يندفع إلي الشمال ، ويدخل البر الجنوبي في البحر حتى يكون هناك مدينة المهدية ، قال في المشترك : وقرطاجنة بفتح القاف وسكون الراء وفتح الطاء المهملتين وألف وفتح الجيم وتشديد النون ثم هاء : بلدة من أعمال إفريقية قرب تونس خراب وبها آثار قديمة ... قال : وقرطاجنة أيضا مدينة بالأندلس من أعمال تدمير غمرها البحر فبادت ، وقال في المشترك : منستير : بضم الميم وفتح النون وسكون السين المهملة ثم مثناة من فوقها وبعدها مثناة من تحتها ساكنة وفي آخرها راء مهملة ... قال : وهو موضع بين المهدية وسوسة من أرض إفريقية بينه وبين كل واحدة منهما مرحلة.

أفريقية بفتح الألف وسكون الفاء وكسر الراء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وكسر القاف ومثناة من تحت وفي آخرها هاء.

ومن مدن بر العدوة مدينة مستغانم ، وهي فرضة لمغراوة ويصب في شرقيها نهر سلف ، ومستغانم تقابل دانية من الأندلس ، وعرض البحر بينهما نحو ثلاثة مجار ونصف مجرى ، وفي شرقي مستغانم مدينة يقال لها جزائر بني مزغنان فرضة مشهورة من عمل بجاية ... قال ابن سعيد : وفي شرقي غذامس : ودان ، وهي جزائر نخل ومياه وأولها حيث الطول إحدى وأربعون درجة والعرض سبع وعشرون درجة وخمسون دقيقة ، وفي شرقيها بلاد فزان وهي أيضا جزائر نخل ومياه ولها مدن وعمائر أكثرها من ودان ، والجميع الآن في طاعة ملك الكانم.

وفزان : بفتح الفاء والزاي المشددة وألف ونون ، وقاعدة فزان مدينة زويلة ، وفي جنوبي فزان وودان مجالات أزكان ، وهم برابر مسلمون ، وفي

١٤١

جنوبيهم جبل طنطنة ، وهو كبير ممتد من الشرق إلى الغرب نحو ست مراحل ، وفي أسفله معدن الحديد الجيد ، وفي شمالي زويلة مدينة سرت ، وفي جنوبي قابس الجبل العظيم الممتد شرقا وغربا فيعرف في جهتها بجبل دمر ، وفي جهة قفصة بجبل الأوطس ، وفي جهة القيروان بجبل وسلات ، وهو خصيب ويجيء منه الأموال السلطانية ، وفي جنوبي هذا الجبل مدينة القيروان ، ويتصل ببرقة جبل يقال له رأس أوثان وهو ، ركن غربي ويقابله من جهة الشرق ركن آخر يقال له رأس تبني ، والبحر داخل في الجنوب بين هذين الركنين ، ثم بعد أن يتجاوز البحر رأس تبني يأخذ في الجنوب والشرق حتى يتصل بالعقبة التي هي حد ديار مصر من جهة المغرب ، وعندها مرسى ، والعقبة حيث الطول تسع وأربعون ، والعرض اثنتان وثلاثون ، وكانت بلاد برقة تسمى في أيام الروم أنطابلس فسمتها العرب لما فتحتها في صدر الإسلام برقة لكثرة حجارتها المختلطة بالرمل قال في المشترك : وبرقاء كل موضع فيه حجارة مختلفة الألوان ، وولاية برقة تجاور الديار المصرية ، وهي بين ديار مصر وبين أفريقية.

وبرقة ولاية طويلة وقد أستولت عليها العرب ، وليس بها في زماننا مدينة جليلة ممصرة ... قال في العزيزي : ولبرقة جبلان فيها عدة ضياع نفيسة وعيون ماء جارية ومزارع وآثار بناء للروم جليل ، وأسعارها على سائر الأوقات رخيصة جدّا ، ويجهز منها إلى مصر القطران والشراب والضأن الكثير ... قال : ولها ... ساحل ترسى به المراكب.

ومن البلاد الواقعة بين بلاد المغرب والواحات أوجلي ـ بالجيم واللام ـ وهي جزيرة في تلك الرمال وعمارة في تلك الصحاري. فيها ماء ونخل ... قال الإدريسي : ومدينة أوجلة مدينة صغيرة متحضرة فيها قوم ساكنون كثير والتجارة ، ومنها يدخل إلى كثير من أرض السودان نحو بلاد كوار وبلاد كوكو ، وأرضها وأرض برقة أرض واحدة ، ومياهها قليلة ، ومنها إلى مدينة زالة عشرة

١٤٢

مراحل غربا ، وزالّة مدينة صغيرة ذات سوق عامرة ، وهي حصن منيع ، ومن زالّة يدخل إلى بلاد السودان أيضا ، ومن زالّة إلى مدينة زويلة عشرة أيام في جهة الغرب والجنوب ، ومن زالّة إلى سرت تسعة أيام ، ومن سرت إلى ودان خمس مراحل ، وودان هذه ناحية في جنوبي سرت ، وهما قصران وبينهما رمية سهم ، والقصر الذي يلي البحر خال والذي يلي البرية مسكون ، ولها آبار كثيرة يزرعون بها الذرة ، وبغربها غابات وبها توت كثير وتين ونخيل.

قال : ومن أرض كوار يجلب الشب ، وأوجلة حيث الطول خمس وأربعون درجة وخمس وخمسون دقيقة ، والعرض سبع وعشرون درجة واثنتان وخمسون دقيقة ، وفي سمت أرضها مدينة سنترية حيث الطول ثمان وأربعون درجة وخمسون دقيقة ، وهي أيضا جزائر نخل ومياه في صحاري ، والجبال محدقة بها ، وفيها رمان يكون في أوله مرّا ثم يكون حلوا إذا طاب ، وهي مهلكة بالوباء لأهلها فكيف الغرباء وبي ، ن البحر وبينها حيث العقبة الصغيرة ثماني مراحل وفي شرقيها وجنوبيها الواحات الشمالية ، قال الإدريسي : ومدينة سنترية صغيرة وبها منبر وقوم من البربر وأخلاط من العرب المتحضرة ، ومنها إلى البحر الشامي تسع مراحل ، وشربهم من آبار وعيون قليل وبها نخل كثير من سنترية إلى أوجلة مغربا عشرة أيام ، وعن بعض كتاب عرب إسكندرية من مقطعي سنترية أنها على مسيرة عشرة أيام من إسكندرية فيما بين الغرب والجنوب ، قال : وهي بلدة فيها نحو ألف نفر وبناؤها من طوب وغيره وبها عيون ماء في غاية الحرارة ، وهي وبية إلى الغاية ، ومما بين الغرب والجنوب عن سنترية على مسيرة ثمانية أيام أوجلة بلدة قريبة إلى الوصف من سنترية وعلى مسافة ثمانية أيام عن أوجلة زالّة ، وهي بلدة ولها ملك بذاتها ، وفي السمت المذكور عنها مدينة فزان وكذلك ، وراء فزان بثمانية أيام في السمت المذكور عن فزان بلاد كاور ومنها إلى بلاد التكرور وكاور جنوبي طرابلس الغرب. سنترية بفتح السين المهملة ونون ساكنة ومثناة فوقية مفتوحة وراء مهملة ومثناة تحتية

١٤٣

مشددة مكسورة وأوجلة بفتح الهمزة وسكون الواو وفتح الجيم ولام وهاء ، وزالة بفتح الزاي المعجمة واللام المشددة وهاء ، وكاور بفتح الكاف وألف وفتح الواو ثم راء مهملة ووجدناها في الكتب مكتوبة كوار بتقديم الواو.

ذكر شيء من مسافات المغرب الأقصى

بين مراكش وبين سلا عشرة أيام ، وبين مراكش وأغمات ثلاثة فراسخ ، ومن أغمات إلى مكناسة أربع عشرة مرحلة ، ومن فاس إلى سبتة عشرة أيام ، ومن سبتة إلى سجلماسة على جبل درن عشرة أيام ، ومن سلجماسة إلى درعة أربعة أيام ، ومن فاس إلى تلمسان عشرة أيام ، ومن تلمسان على وهران إلى البحر مرحلة وهي آخر المغرب الأقصى من جهة المغرب الأوسط.

١٤٤

١٤٥

الأوصاف والأخبار العامة

أسفي : عن ابن سعيد : ومدينة أسفى على جون من البحر داخل ، في البر ، وأسفى فرضة مراكش وهي مدينة مسورة في مستو من الأرض ، وأرضها ، كثيرة الحجر ، وليس بها ماء إلا من المطر ، ولها كروم وليس بها بساتين إلا على دواليب ، وماؤها النبع غير عذب بل يشوبه ملوحة ... قال الشيخ عبد الواحد : وهي تشبه حماة ودونها في القدر ولكن ليس لها نهر يجري بل كرومها ومقاثيها على باب البلد ، وأسفى من إقليم دكالة وهي كورة عظيمة من أعمال مراكش ، وبين أسفى وبين مراكش أربعة أيام.

وسلا : مدينة قديمة ضخمة في غربيها البحر المحيط ، وفي جنوبيها النهر والبساتين والكروم وبني عبد المؤمن أمامها ـ من الشط الجنوبي على النهر والبحر المحيط ـ قصرا عظيما ، واختط خاصته حوله المنازل فصارت مدينة سماها بالمهدية ، وسلا متوسطة بين بلاد المغرب الأقصى وقريبة من الأندلس ، وتربتها رمل أحمر ، ونهرها كبير يصعد فيه المد وهي مدينة كثيرة الرخاء والرخص ، ولسلا معاملة كبيرة في جنوبي سلا يقال لها تامسنا كثيرة الزرع والمرعى ، وفي تامسنا مدن كثيرة ومن فرض تامسنا مدينة أنفا وهي على ساحل البحر مشهورة ... قال الإدريسي : مدينة سلا الحديثة على ضفة البحر منيعة من جانب البحر لا يقدر أحد من أهل المراكب على الوصول إليها من جهته لأن في فمي الوادي أحجار وغيرها تنكسر عليها المراكب فأوهم تقييده بالحديثة أنها مدينتان.

وللمطة : نهر كبير مشهور ينزل من جبل لمطة الذي في شرقيها على مرحلتين منها ، ويجري على جنوبي لمطة مغربا بميلة إلى الشمال حتى يصب في البحر المحيط ، وبين لمطة وبين البحر المحيط ثلاث مراحل.

١٤٦

السوس الأقصى : عن ابن سعيد المغربي قال : ومدينة السوس الأقصى تسمى تارودنت ، وهي على طرف من البر داخل في البحر أربعين ميلا يقال له كيطي يحذره المراكب ، وهي مدينة على نهر في جانبه الشمالي ، ونهرها يأتي من الشرق من جبل لمطة ... قال : وأما السوس فهو يطلق في الكتب على ما وراء جبل درن من جهة الجنوب إلى الصحراء ، ومن مدن السوس بلاد درعة بلاد جليلة قد تضاف إلى السوس ، وقد تضاف إلى سجلماسة.

١٤٧

١٤٨

الأوصاف والأخبار العامة

ومدينة قصر عبد الكريم : عن سبتة على أربع مراحل ، وهي في غربي مكناسة بانحراف إلى الشمال ، ومكناسة شمالي فاس ، وقصر عبد الكريم على نهر من جهته الشمالية ، وكانت قاعدة تلك الناحية قبلها مدينة البصرة ، وكان يسكنها العلويون الأدارسة ، وكانت تعرف ببصرة الذبّان لكثرة ألبانها ، ثم خربت البصرة وصارت مدينة قصر عبد الكريم هي القاعدة بعد البصرة ، وتعرف أيضا بقصر كتامة ، ويصعد في نهر قصر عبد الكريم المراكب من البحر المحيط بالخيرات ، وجانباه محفوفان بالجنان والكروم.

ومدينة طنجة : على فم بحر الزقاق ، واتساع البحر عندها ثلث مجرى فإذا شرق عنها اتسع عن ذلك ، وهي مدينة أولية وقد استحدث أهلها لهم مدينة على ميل منها على ظهر جبل ليمتنعوا بها ، وماء طنجة مجلوب من قني إليها من بعد ، وطنجة كثيرة الفواكه لا سيما العنب والكمثرى ، وأهلها مشهورون بقلة العقل ، وأضيق ما يكون البحر من طنجة إلى سبتة وقدره ثمانية عشر ميلا ، وهناك موضع يقال له قصر المجاز ، ومن طنجة إلى قصر المجاز مرحلة لطيفة ، ومن قصر المجاز إلى سبتة كذلك.

وسبتة : مدينة بين بحرين البحر المحيط وبحر الروم ، وهي مورد البرّين : برّ العدوة وبرّ الأندلس ، وهي مدينة حط وإقلاع ، وهي في دخلة من البر في البحر ، ومدخلها من جهة الغرب وهو ضيق ، والبحر محيط بأكثرها ولو شاء أهلها لوصلوا البحر حولها وجعلوها جزيرة ، وأسوارها عظيمة من صخر ، وميناها بشرقيها والبحر عندها ضيق ، وإذا كان الصحو أبصرت منها الجزيرة الخضراء من بر الأندلس ، وماؤها مجلوب ، ولها صهاريج من المطر.

١٤٩

وفاس : مدينتان يشق بينهما نهر ، وفي فاس عدة عيون تجري وللمدينتين ثلاثة عشر بابا ، والمياه تجرى بأسواقها وديارها وحماماتها ، وليس بالمغرب ولا بالمشرق مثلها في هذا الشأن ، وهي مدينة محدثة إسلامية ، ونقل ابن سعيد عن الحجازي أنهم لما شرعوا في حفر هذه المدينة وجدوا فاسا في موضع الحفر فسميت بذلك ... قال وعلى أنهارها داخل المدينة نحو ستمائة حجر أرحى تدور بالماء دائما ، وأهل فاس مخصوصون برفاهية العيش ولفاس قلعة بأرفع مكان بها ، ويشق القلعة نهر ، وفي فاس ثلاثة جوامع يخطب فيها ومنها إلى سبتة عشرة أيام ، ومخرج نهرها على نصف يوم من فاس يجري في مرج وأزاهر حتى يدخلها ... قال في كتاب الأطوال : وفاس قصبة طنجة ثم ذكر بعد ذلك أنه يقال فاس القديم.

١٥٠

١٥١

الأوصاف والأخبار العامة

مراكش : وعن ابن سعيد : مرّاكش محدثة بناها يوسف بن تاشفين في أرض صحراوية وجلب إليها المياه ، وأكثر الناس فيها البساتين فكثر وخمها ولا يكاد الغريب يسلم فيها من الحمى ، وجنوبي مملكة مراكش جبل درن ، وشماليها مملكة سلا ، وغربيها البحر المحيط ، وشرقيها الجهات التي بين سجلماسة وفاس ، ودور مراكش سبعة أميال ، ولها سبعة عشر بابا ، وحرها شديد ، وهي في شمالي أغمات بميلة يسيرة إلى الغرب ، وبينهما نحو خمسة عشر ميلا.

درعة : قال ابن سعيد : ولدرعة نهر مشهور يجري في غربيها ينزل من ربوة حمراء عند جبل درن وينبت عليه الحناء ، ويغوص ما يفضل عنه بعد السقى في صحاري تلك البلاد ، ومن كتاب الشريف محمد الإدريسي قال : وعند طرف المغرب الأقصى مع البحر المحيط صحراء لمتونة ، وعلى جانب هذه الصحراء من المدن درعة ولمطة وجزولة ، وقال في نزهة المشتاق : وليست بمدينة يحوط بها سور ولا حفير ، وإنما هي قرى متصلة وعمارات متقاربة ومزارع كثيرة ، وهي على نهر سجلماسة ، ومن أرض درعة إلى بلاد السوس الأقصى أربعة أيام.

أغمات : وعن ابن سعيد : ومدينة أغمات في شمالي جبل درن ، وهي كانت حاضرة البلاد قبل بنيان مراكش وأغمات ذات مياه وفواكه كثيرة ، وهي في الجنوب بميلة إلى الشرق عن مراكش ، وهي من أقصى المغرب ، قال ابن سعيد أيضا : كانت كرسي ملك أمير المسلمين يوسف بن تاشفين قبل أن يختط مدينة مراكش ويبنيها ... قال : وهي مدينة قديمة ... قال الإدريسي : وأغمات في مكان أفيح طيب التراب كثيرة النبات والأعشاب والمياه تخترقه يمينا وشمالا وحولها جنات محدقة وبساتين وأشجار ملتفة وهي طيبة المقام صحيحة الهواء وبها نهر ليس بالكبير يشق المدينة ويأتيها من جنوبيها ويخرج من شماليها وربما

١٥٢

جمد بها النهر في الشتاء حتى يجتاز الأطفال عليه قال : وهذا شيء عايناه بها غير مرة وتسمى هذه أغمات وريكة.

تادلا : وعنه : وتادلا : مدينة بين جبال صنهاجة وفي غربيها جبل درن ممتد إلى البحر المحيط ، وتادلا بين مراكش وبين أعمال فاس من الغرب الأقصى ولها عمل جليل ورعيتها بربر يعرفون بحراوة.

١٥٣

١٥٤

الأوصاف والأخبار العامة

سجلماسة : وعنه : وسجلماسة شرقي درعة وسجلماسة قاعدة ولاية مشهورة ولها نهر يأتي من الجنوب والشرق وينقسم فيمر على شرقي سجلماسة وغربيها وعليه البساتين الكثيرة ولسجلماسة ثمانية أبواب ، ومن أيها خرجت ترى النهر والنخيل وغير ذلك من الشجر وعلى جميع بساتينها ونخيلها حائط يمنع غارة العرب مساحته أربعون ميلا وهي مدينة تلي الصحراء الفاصلة بين بلاد المغرب وبلاد السودان وليس في جنوبيها ولا غربيها عمارة قال ابن سعيد : وأهلها يسمنون الكلاب ويأكلونها وأرضها سبخة سهلة.

وتلمسان : مدينة مشهورة مسورة في سفح جبل ولها ثلاثة عشر بابا وماؤها مجلوب من عين على ستة أميال منها وفي خارجها انهار وأشجار ويستدير النهر بقبليها وشرقيها ، ويدخل فيه السفن اللطاف حيث يصب في البحر ، وبقعتها شريفة كثيرة المرافق وهي قاعدة مملكة ولها حصون كثيرة وفرض عديدة أشهرها هنين ووهران وهنين يقابل المرية من الأندلس ووهران حصينة ولها مياه سائحة وهي على ثمانين ميلا من تلمسان وملوك تلمسان من بني عبد الواد من زناتة في غربي تلمسان بانحراف إلى الجنوب مدينة فاس قال الإدريسي : ومن تلمسان إلى تاهرت أربع مراحل.

أودغست : قال ابن سعيد : وأودغست يسكنها أخلاط من البربر المسلمين والرياسة فيها لصنهاجة ... قال في القانون : وهي في براري سودان المغرب قال ابن سعيد أيضا : وغربي هذه المدينة صحراء يسر التي يقطعها المسافرون بين سجلماسة وغانة ، وهي طويلة عريضة يكابدون فيها شدة العطش والوهج ، وربما هبت ريح جنوبية عليهم فنشفت مياههم بقربهم فهم يعدون لذلك المياه التي تكون في بطون الإبل يذبحونها ويشربون مياه أجوافها وليس فيها ماء ولا

١٥٥

مرعى وأكثر ما يكون فيها اللمط لصبره على العطش وهو حيوان يشبه الغزال ولكنه أشد منه ووجدت صحراء يسر مكتوبة في كتاب الإدريسي نزهة المشتاق صحراء نيسر بنون قبل الياء.

وبجاية : هي قاعدة الغرب الأوسط ، ولها نهر على شاطئه البساتين ، والمفازة في شرقي بجاية ، ويقابل بجاية من الأندلس طرطوشة ، وعرض البحر بينهما ثلاثة مجار ، وغربي بجاية جزائر بني مزغنان ، وهي فرضة مشهورة من عمل بجاية ... وجزائر بني مزغنان حيث الطول (ك بح) والعرض (لح ل) الجزائر معروفة ، ومزغنان : بفتح الميم وسكون الزاي وكسر الغين المعجمتين ثم نونان بينهما ألف الأولى مشددة ـ عن الشيخ شعيب ـ وفي آخر حد مملكة بجاية وشرقي قسطينة مرسى الخرز المخصوص بالمرجان وأمام هذا المرسى جزيرة سودانية.

١٥٦

١٥٧

الأوصاف والأخبار العامة

مسيلة : قال ابن سعيد : ومدينة مسيلة محدثة بناها الخلفاء الفاطميون خلفاء مصر ، ولها نهر يمر بغربيها ويغوص في الصحاري والرمال ، وهي في شمالي بسكرة قال في العزيزي : ومدينة المسيلة محدثة أحدثها القائم بالله الفاطمي سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، وسماها المحمدية ، ومنها إلى مدينة طبنة أربعة وعشرون فرسخا ، وطبنة مدينة عظيمة كثيرة المياه والبساتين والأهل والزروع ، وأكثر زرعهم سقى وأكثر غلاتهم القطن.

بسكرة : قال ابن سعيد : ومدينة بسكرة قاعدة بلاد الزاب ، ولبسكرة بلاد ذات نخيل وزروع كثيرة ، ومن بسكرة يجلب التمر الطيب إلى تونس وبجاية ... قال في المشترك : والزاب كورة كبيرة ونهر جرار ببلاد المغرب ... قال في كتاب الأطوال : والزاب حيث الطول (ل ل) والعرض (لا ل) قال الإدريسي في نزهة المشتاق : وطبنة مدينة الزاب وهي مدينة حسنة كثيرة المياه والبساتين والزرع من القطن والحنطة والشعير ، وعليها سور من التراب ، وأهلها أخلاط ، والتمر بها كثير ، والفواكه كذلك ، وبينها وبين المسيلة مرحلتان ، ومن طبنة إلى بجاية ست مراحل.

تيهرت : عن ابن حوقل : وتيهرت مدينة كبيرة خصبة كثيرة الزرع ، وقد قيل : إن كورة تيهرت من أفريقية ، وهي غربي سطيف ، وهي كانت قاعدة الغرب الأوسط بها مقام بني رستم ملوك الغرب الأوسط حتى انقضت دولتهم بدولة الخلفاء الفاطميين الذين صاروا ملوك مصر ، وقال في كتاب الأطوال : تاهرت العليا طولها وعرضها كما ذكر ، ثم قال : تاهرت السفلى طولها (كو) وعرضها (كط) فدل على أن هناك مكانا آخر يسمى تاهرت ، كما نقلناه عن العزيزي في الهامش ، وقال في القانون : وتاهرت السفلى طولها (بط ن)

١٥٨

وعرضها (لد به) ... قال الإدريسي : وتاهرت كانت فيما سلف مدينتين كبيرتين والقديمة منهما على جبل ليس بالعالي ولها سوق.

قسطينة : وبقسطينة نهر يصب في خندقها العظيم ، ويسمع لذلك دوي هائل ، ويرى النهر في قعر الخندق مثل ذوابة النجم لشدة ارتفاع قسطينة عن خندقها ، وقسطينة على آخر مملكة بجاية وأول مملكة أفريقية ، قال في نزهة المشتاق : وقسطينة عامرة وبها أسواق وتجارات ، والحنطة تقيم في مطاميرها مائة سنة لا تفسد ، وهي على قطعة جبل منقطع مرتفع فيه بعض الاستدارة لا يتوصل إليه إلا من جهة بابه من غربيها ليس بكبير السعة ، ويحيط بقسطينة الوادي من جميع جهاتها ، وبينها وبين مدينة مسيلة ثمانية عشر ميلا ، ومدينة مسيلة حسنة كثيرة الأشجار والثمار ، ومياهها عذبة ، وبين مسيلة وقسطينة جبل متصل.

١٥٩

١٦٠