رحلة السيرافي

رحلة السيرافي

المؤلف:


المحقق: عبد الله الحبشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: المجمع الثقافي
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٣٩

وإلى باب الفراديس أربعمائة وخمسين ذراعا.

وإلى باب الفرج سبعمائة ذراع.

الجامع : الطول مائتان وثمانية وثمانون ذراعا ، العرض مائة وثمانون ذراعا ، ارتفاع النسر تسعون ذراعا.

ميدان الحصى الطول ستمائة وثلاث وخمسين ذراعا ونصف وثمن قاسمية ، العرض مائتان وأربعة عشر ذراعا ونصف وربع وثمن قاسمية.

الميدان الأخضر الكبير : الطول ثمانمائة وتسعة وستون ذراعا ونصف وربع قاسمية ، العرض مائتان وأربعون ذراعا ونصف قاسمية.

الميدان الأخضر الصغير : طوله ستمائة وثمانون ذراعا ونصف وثمن قاسمية عرضه مائتان وثلاث وخمسين ذراعا ونصف وثمن قاسمية.

ارتفاع قبة النسر ، ثلاثة وتسعون ذراعا قاسمي.

بعد ما بين داريا ودمشق عشرة الف (١) وخمسمائة ذراع قاسمية.

بعد ما بين دمشق وحمص أربعة وعشرين فرسخا وثلث ، تفصيله من باب توما إلى محاذى حرستا ستة ألف وثمانمائة ذراع قاسمية ، وإلى فندق القصير ستة عشر ألفا ومائتى ذراع فرسخ وثلث وسدس عشر.

وإلى نهر يزيد مفرق طريق القطيفة من الجادة ثلاثة فراسخ تقريبا.

__________________

(١) كذا بالأصل.

١٠١

وإلى حب القصطل (١) أربعة فراسخ تقريبا.

وإلى نهر النبك فرسخ ونصف وثلث.

وإلى الخان بقارا (٢) فرسخان وثمن عشر.

وإلى برج الغسولة أربعة فراسخ ونصف وربع.

وإلى خربة القبلى فرسخان تقريبا.

وإلى شمسين ... ألفا وثلثمائة ذراعا قاسمية.

وإلى كفريا فرسخان وثلث.

وإلى حمص فرسخ وسدس.

[مدينة بانياس]

بعد ما بين بانياس ودمشق عشرة فراسخ ونصف وعشر.

بانياس : دور القلعة خمسمائة وستون ذراعا باليد ، المدينة ألف وسبعمائة وعشر أذرع باليد.

بعد ما بين دمشق وصرخت (٣) عشرون فرسخا وربع وسدس عشر على طريق الهيت.

وعلى زرا اثنان وعشرون فرسخا وثلث وثمن.

قلعة صرخت ستمائة وخمسة وعشرين ذراعا.

دور الفصيل سبعمائة وتسعة وستون ذراعا ، دائر البركة الكبيرة بها سبعمائة وستون ذراعا الصّغيرة ، شرقيها ستمائة وخمسين ذراعا.

__________________

(١) كذا وفي الدر المنتخب : ٢٥٦ ورد اسم موضع يسمى «قسطل الحاجب».

(٢) كذا

(٣) كذا ترد صوابه صرخد بالدال.

١٠٢

بعد ما بين دمشق وبصرى إلى الكسوة (١) أربعة وثلاثون ألفا وستمائة وثمانية أذرع فرسخان وثلث ونصف عشر ، وإلى الحب (٢) فرسخ وثلاث عشر ، وإلى الصنمين (٣) فرسخان ونصف وربع.

وإلى (القعع) (٤) فرسخان وثلث وربع.

وإلى الفوّار (٥) أربعة فراسخ وسدس.

وإلى بصرى ثمانية فراسخ وخمس وسدس عشر.

[مدينة بصرى]

مدينة بصرى ، دائر القلعة سبعمائة وثلاثون ذراعا باليد ، ستة أبراج.

بركة القلعة ثمانية وخمسين ذراعا ونصف.

البركة التي في قبو الماء أي الشرقي ، طولها خمسة وستون ذراعا ، عرضها ثلاث عشر ذراعا.

القبو الغربي مثل الشرقي سوى بركة البرانية خارج القلعة طولها من المغرب إلى المشرق ثلاثمائة وعشرين ذراعا ، ومن القبلة إلى الشمال مائتان وخمسون ذراعا ، دورها ألف ومائة واثنان وأربعون ذراعا ، وبها أيضا في الحوش ثلاثة أعين والخندق عين

__________________

(١) الكسوة : بلدة. أول المنازل اذا خرجت من دمشق الى مصر (ياقوت معجم البلدان ٤ : (٤٦).

(٢) كذا في الاصل ولعلها الجب بالجيم المعجمه قال ياقوت : الحب من قرى حلب «معجم البلدان ١ : ١٠٠

(٣) الضمان قرية من اعمال دمشق في اوائل حوران (ياقوت : معجم البلدان ٣ : ٤٣١)

(٤) الكلمة وردت مهملة من النقط (لم اقف على هذا الموضع).

(٥) لم أجده.

١٠٣

أخرى.

عمّان

قلعة عمّان ، دورها ألفان ومائتان وثلاث وثمانون ذراعا باليد.

بعلبك

بعلبك دور المدينة سبعة آلاف وتسعمائة وأربعون ذراعا باليد.

الميدان الأخضر ستمائة ذراع باليد ، عرضه مائة وواحد وستون ذراعا باليد.

بعد ما بين بعلبك ودمشق اثنى عشر فرسخا وربع وسدس عشر.

من دمشق إلى الزبداني ستة فراسخ وسدس وسدس عشر.

وإلى بعلبك ستة فراسخ وربع.

[جزيرة ابن عمر]

البلاد الجزرية

الرها دور القلعة الداخله أربعمائة وستون ذراعا.

ابراجها : أربعة عشر ذراعا ، أبراجها سبعة.

القلعة الخارجة ستمائة وسبعون ذراعا ابراجها ستة عشر.

دور مركز الرها مائة خمسة وثمانون ذراعا.

مساحة ما بين قلعة السن والرّها أربعة فراسخ ونصف وثلث وربع عشر.

ما بين الرها وسروج ستة فراسخ ثمن ونصف سدس.

١٠٤

ما بين سروج وقلعة نجم عشر ، خمسة وتسعين ألف ذراع سبعة فراسخ وثلثان وربع فرسخ.

[حران]

حران دور سورها سبعة آلاف وستمائة واثنى عشر ذراعا ، مائة وسبعة وثمانون برجا.

دور القلعة خمسمائة وثمانية وعشرون ذراعا.

الرفقه دور سورها تسعة الف وثلاث وثلاثون ذراعا مائة واثنان وثلاثون برجا.

١٠٥
١٠٦

ملحق (١) ـ ١

__________________

(١) مضاف إلى طبعة رينو مستل من كتاب العجائب للمسعودي (؟).

١٠٧
١٠٨

وبعد هذا بحر لا يدرك عمقه ولا يضبط عرضه تقطعه المراكب بالرّيح الطيبة في شهرين وليس أيضا في البحار الخارجة عن المحيط أكبر منه ولا أشد أهوالا. وفي عرضه بلاد الواق واق ومنابت القنا والخيزران ، وفيه أيضا عجائب وأسماك طول السمكة منها أربع مائة ذراع وأقل وأكثر ويسمى هذا السمك الوال ، وفيه سمك صغير بقدر الذراع فإذا طغت هذه السمكة الكبيرة وبغت وآذت دواب البحر ومراكبه سلطت عليها هذه السمكة الصغيرة فصارت في أذنها فلا تفارقها حتى تقتلها ، وربما لم تقرب الكبيرة المركب فرقا من الصغيرة ، وفيه سمكة يحكى وجهها وجه الانسان تظهر على الماء ، وفيه أسماك طيّارة تطير ليلا وتسرح في البرارى فإذا كان قبل طلوع الشمس رجعت إلى الماء ، وفيه سمكة يكتب بمرارتها الكتابة فتقرآ بالليل ، وفيه سمكة خضراء دسمة من أكل منها اعتصم من الطعام أياما كثيرة لا يحتاجه ، وفيه سمكة لها قرنان كأنها قرنا السرطان ، وهي التي ترمى بالليل نارا ، وفيه سمكة مدوّرة يقال لها المسح فوق ظهرها كالعمود محدودة الرأس لا تقوم لها سمكة في البحر لأنها تلقاها بهذا القرن فتقتلها وربما لقيت بها المراكب فتشقها وقرنها أصفر كالذهب مجزع يقال انه ضرب من الجزع ، وفيه سمكة يقال لها ملببن من رأسها إلى صدرها مثل الترس تطيب به عيون تنظر منها وباقيها طويل مثل الحية في طول عشرين ذراعا ونحوها لها أرجل كثيرة مثل أسنان المنشار من صدرها إلى ذنبها فليست

١٠٩

تبصر شيئا إلا اتلفته ولا ينطوى ذنبها على شيء إلا أهلكته به ، ويقال ان لحمها يشفي من جميع الأوصاب وقل ما يوجد وفي هذا البحر عنبر كثير.

وبحر آخر يقال له الكند فيه جزائر كثيرة وفيه سمك ربما نبت على ظهرها الحشيش والصدف ، وربما أرسى عليها أهل المراكب يظنون أنها جزيرة فإذا فطنوا اقلعوا عنها ، وربما نشر هذا السمك أحد جناحيه الذي في صلبه فيكون مثل الشراع وربما رفع رأسه من الماء فيكون كالجبل العظيم ، وربما نفخ الماء فيكون كالجبل العظيم ، وربما نفخ الماء من فيه إلى الجو فيكون مثل المنارة العظيمة فإذا سكن البحر جر السمك بذنبه ثم يفتح فاه فينزل السمك في حلقه كأنما ينغمس في بير ، ويقال له العندر وطوله ثلاث مائة ذراع ، وأهل المراكب يخافون منه وربما ضربوا في الليل بالنواقيس مخافة ان تتكى على المركب فتغرقه ، وفيه حيات عظيمة تخرج إلى البر فتبتلع الفيلة ثم تلتف على صخور في البر فتكسر عظامها في جوفها فيسمع لها صوت هائل ، وفيه حية يقال لها الملك لا تطعم إلا مرة في العام ، وربما احتال فيها ملوك الزنج فأخذوها وطبخوها حتى يخرج ودكها ويدهن به فيزيدهم في قوتهم ونشاطهم ، ولهذه الحية وبر اذا قعد على جلدها صاحب السّل أمن من السل وبرى فلا يصيبه أبدا وربما وقعت عند ملوك الهند فاستعملوا جلدها وكان في خزائنهم ، وريح هذا البحر من قعره وربما القى اضطرابه به نارا لها ضوء شديد

١١٠

[باب ذكر البحر الرابع]

يقال انه يسمى ونجل وبينه وبين بحر كند جزائر كثيرة يقال انها ألف جزيرة وتسعمائة جزيرة ويقع بين هذه الجزائر عنبر كثير تكون القطعة منه مثل البيت ، وهذا عنبر ينبت في قعر البحر فإذا اشتد هيج البحر قلعه من قعره قذفه فيرتفع على الماء مثل القطن النبات ، وهو عنبر ذميم.

وقرأت في كتاب الطيب الذي ألفه ابراهيم بن المهدي أن أحمد بن حفص العطار قال : كنت في مجلس أبي اسحاق وهو يصفي عنبرا قد أذابه وأخرج ما كان فيه من الحشيش الذي هو يشبه خلقه مناقر الطير ، فسألني عن ذلك فقلت هذه مناقر الطير التي تأكل العنبر اذا راثته الدواب ، فضحك أبو اسحاق ، وقال : هذا قول تقوله العامة ، ما خلق الله دابة تروث العنبر انما العنبر شيء يكون في قعر البحر ، وقد عنا الرشيد بالمسألة عن ذلك وأمر حماد البربري بالبحث عن ذلك فكتب له جماعة من عدن ابين انه يخرج من عيون في أرض البحر ثم تقلعه الريح بالأمواج فيطفو على الماء وترميه الريح على البر كما يخرج في أرض هيت القار وفي أرض الروم الزفت الرومي.

وآخر جزائر هذا البحر سرنديب وسرنديب في بحر كند وهى رأس هذه الجزائر كلها ، وفي سرنديب أكثر مغايص اللؤلؤ ونبات الجوهر ، وببحر سرنديب طرق بين جبلين وهى مسالك لمن أراد بلاد الصّين وفي جبال هذا البحر معادن ذهب وفضة ومغايص اللؤلؤ ، وفيها بقر وحشية وخلق مختلف ، ويسلك من هذا البحر إلى بلاد المهراج ، وربما أظلت السحاب هذا البحر لا يبين يوما وليلة

١١١

ولا ينقطع عنه المطر ولا تظهر حيتانه ولا دوابه ، ويخرج منه إلى بحر الصنف ، وفيه يكون شجر العود وغيره وليس له حد يعرف ورأسه يخرج من قرب الظلمة الشمالية ويمر إلى بلاد الواق واق أيضا ، وفيه ملك الجزائر الذي يقال له المهرا ، وله من الجزائر والأعمال ما لا يحصى عدده ، ولو أراد مركب من مراكب البحر أن يطوف بجزائره لم يطفها في سنين عدة ، وهو بحر لا يحصى ما فيه من العجائب ولملكه من جميع الافاوة الطيبة الكافور والعنبر والقرنفل والصندل والجوزة والبسباسة والقاقلا والعود وليس لملك من الملوك ما لملك هذا البحر من أصناف الطيب.

١١٢

ملحق (١) ـ ٢

__________________

(١) مضاف الي طبعة رينو مستل من كتاب المسعودي مروج الذهب.

١١٣
١١٤

قد ذكرنا فيما سلف من هذا الكتاب جملا من ترتيب البحار المتصلة والمنفصلة ، ونذكر في هذا الباب جملا من أخبار ما اتصل بنا من البحر الحبشي والممالك والملوك وجملا من ترتيبها وغير ذلك من أنواع العجائب

فنقول أن بحر الصين والهند وفارس واليمن متصلة مياهها غير منفصلة على ما ذكرنا إلا أن هيجانها وركودها يختلف لاختلاف مهاب رياحها وأبان ثورانها وغير ذلك ، فبحر فارس تكثر أمواجه ويصعب ركوبه عند لين بحر الهند واستقامة الركوب فيه وقلة أمواجه ، ويلين بحر فارس ويقل أمواجه ويسهل ركوبه عند ارتجاج بحر الهند واضطراب أمواجه وظلمته وصعوبته عند ركوبه ، فأول ما تبتدى صعوبة بحر فارس عند دخول الشمس السنبلة وقرب الاستواء الخريفى ولا يزال كذلك تكثر أمواجه كل يوم إلى أن تصير الشّمس إلى برج الحوت ، فأشد ما يكون ذلك في آخر الخريف عند كون الشمس في القوس ، ثم يلين إلى أن تعود الشمس إلى السنبلة ، وآخر ما يكون ذلك في آخر الربيع عند كون الشّمس في الجوزا ، وبحر الهند لا يزال كذلك إلى أن تعود الشمس إلى السنبلة فيركب حينئذ وأهدأ ما يكون عند كون الشمس في القوس.

وبحر فارس يركب في سائر السنة من عمان إلى سيراف وهو مائة وستون فرسخا ، ومن سيراف إلى البصرة مائة وأربعون فرسخا ولا يتجاوز في ركوبه غير ما ذكرنا من هذين الموضعين ونحوهما.

١١٥

وقد حكى أبو معشر المنجم في كتابه المترجم بالمدخل الكبير إلى علم النجوم ما ذكرنا من اضطراب هذه البحار وهدوءها عند كون الشمس فيما ذكرنا من البروج ، وليس يكاد يقطع من عمان بحر الهند في تير ماه الا مركب مغرر حمولته يسيرة ، وتسمى هذه المراكب بعمان اذا قطعت إلى أرض الهند في هذا الوقت التير ماهية ، وذلك ان بلاد الهند وبحر الهند يكون في اليسارة وهو الشتاء ودوام المطر في كانون ، وكانون وشباط عندنا صيف وعندهم شتاء ، كما يكون عندنا الحر في حزيران وتموز وآب فشتاؤنا ، صيفهم وصيفهم شتاؤنا وكذلك سائر مدن الهند والسند وما اتصل بذلك إلى أقاصي هذا البحر ، ومن شتى في صيفنا بأرض الهند قيل فلان يسر بأرض الهند أي شتا هنالك ، وذلك لقرب الشمس وبعدها.

والغوص على اللؤلؤ في بحر فارس انما يكون في أول نيسان إلى آخر أيلول وما عدا ذلك من شهور السنة فلا غوص فيها ، وقد أتينا فيما سلف من كتبنا على سائر مواضع الغوص في هذا البحر ، إذ كان ما عداه من البحار لا لؤلؤ فيه وهو خاص للبحر الحبشي من بلاد خارك وقطر وعمان وسرنديب وغيرها من هذا البحر ، وذكرنا كيفية تكون اللؤلؤ وتنازع الناس في ذلك ، ومن ذهب منهم إلى أن ذلك من المطر ، ومن ذهب منهم إلى أن ذلك من غيره ، وسفه صدف اللؤلؤ العتيق منه والحديث المسمى بالمحار والمعروف بالبلبل ، واللحم الذي في الصدف والشحم وهو حيوان يفزع على ما فيه من اللؤلؤ والدر من الغاصة كخوف المرأة على ولدها ، وقد أتينا على ذكر كيفية الغوص ، وأن الغاصة لا يكادون

١١٦

يتناولون شيئا من اللحمان الا السمك والتمر لا غيرهما من الأقوات وما يلحقهم من شق أصول اذانهم لخروج النفس من هنالك بدلا من المنخزين ، لأن المنخزين يجعلون عليها شيئا من الذبل ، وهو ظهور السلاحف البحرية التي يتخذ منها الأمشاط أو من القرن يضمها كالمشقاص لا من الخشب ، ويجعل في آذانهم القطن فيه شيء من الدهن فيعصر من ذلك الدهن اليسير في قعر الماء ، فيضيء لهم بذلك البحر ضياء بيّنا ، وما يطلون به على أقدامهم وأسواقهم من السواد ، خوفا من بلع دواب البحر إياهم ونفورها من السواد وصياح الغاصة في قعر البحر كالكلاب وخرق الصوت الماء حتى يسمع بعضهم صياح بعض.

وللغاصة والغواص أخبار عجيبة وللؤلؤ وحيوانه ما قد أتينا على أوصاف ذلك وصفات اللؤلؤ وعلاماته وأثمانه ومقادير أوزانه ، فيما سلف من كتبنا.

فأول هذا البحر مما يلي البصرة والابلة والبحرين من خشبات البصرة ، ثم بحر لاروى وعليه بلاد صيمور اوقاته وسوبارة وتانة وسندان وكنباية وغيرها من الهند والسند ، ثم بحر هركند ، ثم بحر كلاه بار ، وهو بحر كله والجزائر ، ثم بحر كربدنج ، ثم بحر الصنف ، وإليه يضاف العود الصنفى وإلى بلاده ، ثم بحر الصين وهو بحر صنجي ليس بعده بحر ، فأول بحر فارس على ما ذكرنا خشبات البصرة والموضع المعروف بالكنكلا وهى علامات منصوبة من خشب في البحر معروشة علامات للمراكب إلى عمان المسافة ثلثمائة فرسخ ، وعلى ذلك ساحل فارس وبلاد البحرين.

ومن عمان وقصبتها تسمى سنجار والفرس يسمونها مرون

١١٧

إلى المسقط وهى قرية منها ، يستقي أرباب المراكب الماء من أبار هنالك عذبة خمسون فرسخ.

ومن المسقط إلى رأس الجمجمة خمسون فرسخا ، وهذا آخر بحر فارس وطوله أربعمائة فرسخ هذا تحديد النواتية وأرباب المراكب.

ورأس الجمجمة جبل يتصل ببلاد اليمن من أرض الشحر والاحقاف والرمل منه تحت البحر لا يدري إلى أين ينتهي غايته في الماء اعنى الجبل المعروف برأس الجمجمة.

واذا كان ما وصفنا من الجبل في البر ومنه تحت البحر سمى في البحر الرومي السفالة من تلك السفالة في الموضع المعروف بساحل سلوقيا من أرض الروم واتصالها تحت البحر بنحو من جزيرة قبرص وعليها عطب أكثر مراكب الروم وهلاكها وإنما نعبر بلغة أهل كل بحر وما يستعملونه في خطابهم فيما يتعارفونه بينهم.

فمن رأس الجمجمة تطلق المراكب إلى البحر الثاني.

ومن بحر فارس وهو المعروف بلاروى لا يدرك قعره ولا يحصر كثرة من نهاياته ولا تضبط غاياته لغزر مائه واتساع فضائه ، وكثير من البحريين يزعمون ان الوصف لا يحيط بأقطاره لما ذكرنا من تشعبه ، وربما تقطعه السفن في الشهرين والثلاثة وفي الشهر على قدر مهاب الرياح والسلامة ، وليس في هذه البحار أعنى ما اشتمل عليه البحر الحبشي أكبر من هذا البحر لاروى ولا أشد وفي عرضه بحر الزنج وبلادهم ، وعنبر هذا البحر قليل ، وذلك أن العنبر أكثره يقع إلى بلاد الزنج وساحل الشحر من

١١٨

أرض العرب وأهل الشحر اناس من قضاعة بن مالك بن حمير وغيرهم من العرب ويدعى من سكن هذا البلد من العرب المهرة أصحاب شعور وجمم ، ولغتهم بخلاف لغة العرب وذلك انهم يجعلو الشين بدلا من الكاف ، ومثل ذلك قولهم هل لش فيما قلت لي وقلت لش أن تجعل الذي معي في الذي معش ، وغير ذلك من خطابهم ونوادر كلامهم.

وهم ذو فقر وفاقه ولهم نجب يركبونها بالليل تعرف بالنجب المهربة وتشبه بالسرعة بالنجب البجاوية ، بل عند جماعة انها أسرع منها فيسيرون عليها على ساحل بحرهم ، فإذا أحست هذه النجب بالعنبر قد قذفه البحر بركت عليه قد ريضت لذلك واعتادته ، فيتناوله الراكب.

وأجود العنبر ما وقع الى هذه الناحية وإلى جزائر الزنج وساحله وهو المدور الأزرق النادر كبيض النعام أو دون ذلك ، ومنه ما يبلعه الحوت المعروف بالأوال المقدم ذكره ، وذلك أن البحر اذا اشتد هيجانه قذف من قعره العنبر كقطع الجبال أو أصغر على ما وصفنا فإذا ابتلع هذا الحوت العنبر قتله فيطفو فوق الماء ولذلك اناس يرصدونه في القوارب من الزنج وغيرهم فيطرحون فيه الكلاليب والحبال ويشقون عن بطنه ويستخرجون العنبر منه فما يخرج من بطنه يكون سميكا ويعرفه العطارون بالعراق وفارس بالند ، وما لحق ظهر الحوت منه كان نقيا جيدا على حسب لبثه في بطن الحوت.

وبين البحر الثالث وهو هركند والبحر الثاني وهو لاروى على ما ذكر جزائر كثيرة هى فرز بين هذين البحرين ، ويقال انها نحو

١١٩

من ألفى جزيرة وفي قول المحق ألف وتسعمائة جزيرة ، كلها عامرة بالناس.

وملكة هذه الجزائر كلها امرأة وبذلك جرت عادتهم من قديم الزمان لا يملكهم رجل ، والعنبر يوجد في هذه الجزائر يقذفه البحر ، ويوجد في بحرها كأكبر ما يكون من قطع الصخر.

وأخبرني غير واحد من نواخذة السيرافيين والعمانيين بعمان وسيراف وغيرها من التجار ممن كان يختلف إلى هذه الجزائر أن العنبر ينبت في قعر هذا البحر ، ويتكون كتكون أنواع الفطر من الأبيض والأسود والكماة والمغاريد ونحوها ، فإذا خبث البحر واشتد قذف من قعره الصخور والأحجار وقطع العنب ، وأهل هذه الجزائر جميعها متفقوا الكلمة لا يحصرهم العدد لكثرتهم ، ولا تحصى جيوش هذه المتملكة عليهم.

وبين الجزيرة والجزيرة نحو الميل والفرسخ والفرسخين والثلاثة.

ونخلهم نخل النارجيل لا يفقد من النخل الا التمر ، وقد زعم أناس ممن عنى بتوليدات الحيوان وتطعيم الأشجار أن النارجيل هذا المقل ، وانما اثرت فيه تربة الهند حين غرس فيها فصار نارجيلا ، وإنما هو المقل ، وقد ذكرنا في كتابنا المترجم بكتاب القضايا والتجارب ما تؤثره كل بقعة من بقاع الأرض وهواءها في حيوانها من الناطقين وغيرهم ، وما تؤثر البقاع في النامي من النبات مما ليس بنام مثل الحمار ، كتأثير أرض الترك في وجوههم وصغر أعينهم حتى آثر ذلك في جمالهم فقصرت قوائمها وغلطت رقابها وابيض وبرها ، وأرض يأجوج ومأجوج في صورهم وغير

١٢٠