التّدوين في أخبار قزوين - ج ١

عبد الكريم بن محمّد الرافعي القزويني

التّدوين في أخبار قزوين - ج ١

المؤلف:

عبد الكريم بن محمّد الرافعي القزويني


المحقق: الشيخ عزيز الله العطاردي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه الاستعاذة والتوفيق ، رب يسر وأتمم بالخير

سبحان الله مقلب الليل والنهار ، عبرة لأولى الأبصار ، والحمد لله الذي رفع بنعمته الأقدار ، ووضع برحمته الأغلال والآصار ، ولا إله إلا الله المنزه عن أن يغيره تعاقب الأدوار ، أو يبله تناسخ الأعصار ، والله أكبر من أن يقاوم أن بدا منه اقتهار أو أن ينحل بملكه إمهال واقصار.

والصلاة على رسوله محمد المختار ، وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار ، وبعد! فقد كان يدور فى خلدى أن أجمع ما حضرنى من تاريخ بلدى ووقع فى ألسنة الناس قبل شروعى ، فبما أنى مشغول بضم قوادمه إلى خوافيه.

فطمعت فى أن تكون الأراجيف مقدمات الكون ، واستعنت بالله ونعم العون ، وشارعت إلى تحقيق ظنون الطالبين ، وسعيت فى إقرار عيونهم ، ونقلت ما ظفرت فى الأصول والتعاليق المتفرقة والأوراق

١

المسودة إلى هذا البياض متحريا فى ألفاظه الاختصار ، وفى معانيه الاكتثار مبينا لك أو مذكرا أن كتب التاريخ ضربان :

ضرب تقع العناية فيه بذكر الملوك والسادات والحروب والغزوات ونبأ البلدان وفتوحها والحوادث العامة كالأسعار والأمطار ، والصواعق ، والبوائق ، والنوازل والزلازل : والانتقال الدول ، وتبدل الملل ، والنحل ، وأحوال أكابر الناس والمواليد والاملاكات والتهانى والتعازى وما يجرى مجراها.

ضرب يكون المقصد فيه بيان أحوال أهل العلم والقضاة وفضلاء الرؤساء والولاة ، وأهل المقامات الشريفة ، والسير المحمودة من أوقات ولادتهم ووفاتهم وطرف من مقالاتهم ورواياتهم ومشائخهم ورواتهم ، وبهذا الضرب اهتمام علماء الحديث.

للكتب المصنفة فيه تنقسم إلى عامة كالتاريخ عن ابن نمير وأحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعلى بن المدينى وتاريخ محمد بن اسماعيل البخارى ، وابن أبى خيثمة وأبى زرعة الدمشقى وأبى عبد الله بن منده وكالجرح والتعديل لابن أبى حاتم ، وابن عدى رحمهم‌الله وإلى خاصة إما باقليم ـ كتاريخ الشام.

إما ببلدة كتواريخ بغداد للحافظ أبى بكر الخطيب وغيره وتاريخ مصر لأبى سعد بن يونس وواسط لأسلم ابن سهل واصبهان لأبى بكر ابن مردويه ، وابن مندة ، وأبى نعيم ، وهمدان لصالح بن أحمد الحافظ ثم لكياشيرويه ، ونيسابور للحاكم ، وهراة لأبى إسحاق بن معين وبلخ ، لأبى

٢

إسحاق المستملى وغيره ، ومرو للعباس بن مصعب ، ولأحمد بن سيار وغيرهما وبخارا لأبى عبد الله غنجار وسمرقند لأبى سعد الادريسى

لم أر من هذا الضرب تاريخا لقزوين إلا المختصر الذى ألفه الحافظ الخليل بن عبد الله رحمه‌الله ، وإنه غير واف بذكر من تقدمه وقد خلت من عصره (امم) ونشأ فى كلّ قرن ناشئة ولم يقم إلى الآن أحد بتعريفهم فى تأليف يشرح أحوالهم ـ وكان الامام هبة الله بن زاذان رحمه‌الله على عزم أن يجمع فيه شيئا ، فقد رأيت بخطه فى خلال كلام فى أحوال البلدة.

إنى معتزم قديما وحديثا أن أجمع فى أخبارها وأخبار ساكنيها والصاد عن ذاك قلة الرغبات فى أمور عددها ولم يساعده القدر فيما أظن ، وهذا كتاب إن يسره الله تعالى ، وفىّ بذكر اكثر المشهورين والخاملين من الآخرين والأولين من أرباب العلوم وطالبيها وأصحاب المقامات المرضية وسالكيها من الذين نشأوا بقزوين ونواحيها أو سكنوها أو طرقوها أذكرهم وأورد أحوالهم فيه بحسب ما سمعته من الشيوخ والعلماء أو وجدته فى التعاليق والاجزاء وأودعه مما نقل من سيرهم وكلماتهم ومقولاتهم ورواياتهم ما أراه أحسن وأتمّ فائدة.

سميته «كتاب التدوين فى ذكر أهل العلم بقزوين» ورأيت أن أصدره بأربعة فصول ، أحدها فى فضائل البلدة وخصائصها ، وثانيها فى اسمها وثالثها فى كيفية بنائها وفتحها ، ورابعها فى نواحيها وأوديتها

٣

وقنيها ومساجدها ومقابرها ثم أتبع هذه الفصول بذكر من وردها من الصحابة والتابعين رضى الله عنهم أجمعين ، ثم أندفع فى تسمية من بعدهم والله الموفق.

أما فصول الصور ، فالفصل الأول فى فضائل قزوين وخصائصها وهى تنقسم إلى منقولة ومستنبطة.

القسم الاول المنقول

وقد ألف وجمع فيها الامام المشهور عبد الرحمن بن أبى حاتم ، رأيت فهرست كتبه التى وقفها وتصدق بها فى جملة ما سماها من مصنفاته الصغيرة والكبيرة وجزء فى فضائل قزوين ، وجمع فيها أيضا إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان ، وبعدهما الحافظ على بن أحمد بن ثابت البغدادى ، ثم الحافظ الخليل بن عبد الله.

ثم سميه الخليل بن عبد الجبار وأخوه نصر بن عبد الجبار وبعدهم الحافظ الحسن بن أحمد العطار ، رحمهم‌الله ، ولو استوعبنا المنقول فى الباب لأطلنا ، فتقصر على عيون فيما بلغنا فيه ، وهو نوعان أخبار وآثار.

النوع الأول الأخبار ، قرأ الامام والدى على الامام أبى الفضل محمد بن عبد الكريم ، الكرجى رحمهما‌الله ، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وقد احضرت مجلس القراءة ، أخبركم القاضى أبو الفتح إسماعيل بن

__________________

(١) الأخبار الواردة فى فضائل البلدان أكثرها موضوعة لا أصل لها وقد حققناها فى التعليقة فراجع.

٤

عبد الجبار أنا الحافظ الخليل بن عبد الله ، ثنا محمد بن سليمان بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ، ثنا أبو زرعة ، ثنا أبو نعيم ثنا بشر بن سلمان قال حدثنى رجل قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اغزوا قزوين ، فانه من أعلى أبواب الجنة.

قدمت هذا الحديث على إرساله لأن على بن أحمد بن ثابت قال أنا أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ ، حدثنى إسحاق بن محمد ، سمعت أبا زرعة الرازى يقول ليس فى قزوين حديث أصح من هذا وبشر بن سلمان هو أبو إسماعيل النهدى الكوفى ، روى عن مجاهد وعكرمة ، وأبى حازم والقاسم بن صفوان ، روى عنه الثورى ، ووكيع وابن عيينة ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، وقد أخرج عنه مسلم.

فى الرواة آخر يقال له بشير بن سلمان ، مدنى يروى عن جابر بن عبد الله ويروى هذا الحديث عن بشير بن سلمان عن أبى السدى عن رجل نسى أبو السدى اسمه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومن هذا الطريق رواه ابن ثابت البغدادى. وقوله : اغزوا قزوين أى اقصدوها للمرابطة بها والجهاد فيها ، وقوله فانه من أعلى أبواب الجنة يجوز رد الكناية إلى الغزو ، ويجوز ردها إلى قزوين ، والتذكير على تقدير الصرف إلى البلد والموضع على ما اشتهر ، أنها باب من أبواب الجنة وقد ذكر بعض شيوخنا أن المعنى فيه أنها موضع الجهاد ، وهو أحد الأبواب الثمانية المذكورة فى قوله تعالى : وفتحت أبوابها ، وأحد الأسهم الثمانية من الاسلام.

أنبانا يحيى بن ثابت بن بندار عن أبيه ، أنا أبو القاسم الزهرى. أنا على بن عمر الحافظ ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا سويد بن

٥

سعيد ، ثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات ، عن أبى إسحاق عن الحارث ، عن على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الاسلام ثمانية أسهم ، فالصلاة سهم ، والزكوة سهم ، والجهاد سهم ، وصوم رمضان سهم ، والأمر بالمعروف سهم ، والنهى عن المنكر سهم ، وخاب من لا سهم له ، وفى غير هذه الرواية إتمام الثمانية بكلمة الشهادة والحج.

ذكر إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان فيما جمع من فضائل قزوين ، ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زكريا الكوفى ببغداد ، عن ميسرة بن عبد ربه عن سفيان يعنى الثورى ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش عن أبى بن كعب رضى الله تعالى عنه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (زر أخبرنى أبى رضى الله تعالى عنه) أنه يكون فى آخر الزمان قوم بقزوين يضيئ نورهم للشهداء كما تضيئ الشمس لأهل الدنيا يجوز أن يكون المعنى يضيئ نورهم لشهداء غيرهم لارتفاع مكانهم ويجوز أن يكون المعنى ، أنه يضيئ لمكان الشهداء فيهم.

أخبرنا محمد بن عبد الكريم الكرجى بقرأة والدى رحمهما‌الله ، أنا إسماعيل بن عبد الجبار ، أنا الخليل بن عبد الله (ثنا محمد بن سليمان بن يزيد) ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم ثنا إبراهيم بن الوليد ثنا داؤد بن المحبر عن الربيع بن الصبيح عن يزيد الرقاشى عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه : قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يفتح عليكم الآفاق ، ويفتح عليكم مدينة ، يقال لها قزوين ، من رابط فيها أربعين صباحا كان

٦

له فى الجنة عمود من ذهب ، على رأسه قبة من ياقوته حمراء على رأسها سبعون ألف مصراع على كل باب منها زوجة من الحور العين مشهور.

رواه عن داؤد جماعة منهم الحارث بن أبى أمامة ، وإسماعيل بن أسد وسليمان بن خلاد ، أبو خلاد المؤدب وأودعه الامام أبو عبد الله ابن ماجة فى سننه والحفاظ يقرنون كتابه بالصحيحين وسنن أبى داؤد والنسائى ويحتجون بما فيه ، ورواه عبد الرحمن بن أبى حاتم عن أبيه عن إبراهيم بن الوليد بن مسلمة عن داؤد ، لكن يحكى تضعيف داؤد بن المحبر عن أحمد بن حنبل وعلى بن المدينى ، وأبى زرعة وأبى حاتم والربيع بن صبيح بفتح الصاد بصرى يروى عنه الثورى ، ووكيع وأبو نعيم وعبد الرحمن بن مهدى.

فى الجرح والتعديل لابن أبى حاتم أن أحمد بن حنبل وأبا زرعة أثنيا عليه وأن يحيى بن معين ضعفه وأن أباه حدثه عن حرملة بن يحيى ، عن الشافعى رضى الله عنه أنه قال كان الربيع بن صبيح رجلا غزاء قال : وإذا مدح الرجل بغير صناعته فقد قنص أى كسر ودق.

روى لنا غير واحد عن زاهر الشحامى عن أبى صالح المؤذن أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر قال : لم أر محمد ابن يوسف يعنى الاصبهانى الذى يقال له عروس الزهاد روى حديثا مسندا إلا حديثا رواه على بن شعبة العسكرى ثنا محمد بن أحمد بن أبى سلم ، ثنا عبد الله بن عمران الاصبهانى ثنا عامر بن حماد الاصبهانى ، عن محمد بن يوسف عن عمر بن صبيح عن أبان عن أنس رضى الله تعالى عنه قال قال

٧

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يحول الله تعالى ثلاث قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن ، عسقلان والاسكندرية وقزوين كذا كان فى الأصل.

محمد بن أحمد بن أبى سلم ، والصواب أحمد بن محمد بن أبى سلم وكذلك سماه على الصحة ابن ثابت البغدادى ، وروى الحديث سليمان ابن يزيد عنه ، وأورده الحافظ أبو نعيم فى الحلية ، وقوله تزف إلى ازواجهن يجوز أن يريد إلى أشكالهن من القصور الزبرجدية فى الجنة ويجوز أن يريد يزف بعد ما يحول زبرجدة إلى أهلهن لتقربهما أعينهم.

أنبانا الحافظ الحسن بن أحمد أنبا هبة الله بن الفرج ، أنبا محمد ابن الحسين الصوفى أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن الفرا أنبا إبراهيم بن على بن مالوية. أنبا جحدر بن إبراهيم الغازى بالشاش ، أنبا محمد بن لقمان ، أنبا شداد ابن سعيد ، أنبا خالد بن يزيد ، أنبا إبراهيم بن طهمان ، عن أبان بن أبى عياش عن أنس بن مالك عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال إن جبلا من جبال فارس بأرض الديلم يقال له قزوين نبانى خليلى جبرئيل عليه‌السلام قال يحشرون يوم القيامة فيقومون على أبواب الجنة صفوفا ، والخلائق فى الحساب وهم يجدون رائحة الجنة.

قوله من جبال فارس يعنى أرض العجم لا ناحية فارس وهذا كما أن لغة العجم تسمى فارسية وقوله يحشرون يعنى أهله.

أخبرنا عطاء الله بن على فى كتابه عن الخليل بن عبد الجبار ثنا أبو بكر الشافعى بن محمد بن إدريس ، وجماعته قالوا : أنبأ الزبير ثنا سليمان بن

٨

يزيد ثنا محمد بن يونس ، ثنا العباس بن عبد الله الترقفى ، ثنا القاسم بن الحكم ، عن محمد بن بشير عن إسحاق بن مالك عن القاسم بن مهران ، عن أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو لا أن الله أقسم بيمينه وعهد أن لا يبعث بعدى نبيا لبعث من قزوين ألف بنى ، رواه على ابن جمعة عن حمدان بن المعيرة. عن القاسم بن الحكم الغزى.

أنبانا المرتضى بن الحتسن بن خليفة الحسينى ، أنبانا أبو على أنبا أبو نعيم ، عن أبى الشيخ الاصبهانى ، أنبا أحمد بن عيسى ، ثنا خالد بن زاذان العبادانى ، ثنا عبدة بن عاصم التغلبى عن عنبثة عن الحسن بن أبى الحسن البصرى عن أنس بن مالك رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بابان مفتوحان فى الجنة عبادان وقزوين ، قلنا عبادان محدث قال ولكنها أول بقعة آمنت بعيسى ابن مريم ، هكذا كان هذا الأسناد فى الأصل المنقول منه.

رأيت بخط موسى بن محمد بن يونس الفقيه ثنا ميسرة ابن على الخفاف قرى على أبى الحريش ، أحمد بن عيسى الكوفى ، ثنا خالد بن يزداد العبادانى ثنا عبدة بن محمد ، وذكر الحديث ، وكتب إلينا الحسن بن أحمد الحافظ أنبا الحسن بن أحمد المقرى أنبا عيد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن وأنبأنا أبو منصور الديلمى فى مسند الفردوس أنبانا أبو عثمان إسماعيل ابن محمد بن أحمد بن جعفر بن ملة الواعظ ، أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبانا عبد الله ابن محمد بن جعفر بن حيان ، أنبانا إبراهيم هو ابن محمد بن الحسن ثنا إسحاق هو ابن زريق ثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثى مجاشع بن عمرو ، عن أبى الزبير عن

٩

جابر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنى لأعرف أقواما يكونون فى آخر الزمان ، قد اختلط الايمان بلحومهم ودمائهم ، يقاءتلون فى بلدة يقال لها قزوين ، تشتاق إليهم الجنة وتحنّ كما تحنّ الناقة إلى ولدها.

رواه الحافظ أبو بكر ألجعابى عن الحسين بن موسى بن خلف عن إسحاق بن زريق وقال إنى لأعرف أقواما فى آخر الزمان يحبون الله ويحبهم يقاتلون فى بلد إلى آخره ، وإسحاق بن زريق بتقديم الزاى ، ويقال له الرسعنى نسبة إلى رأس العين ، وقد يقال الرأسى واختلاط الايمان باللحوم والدماء كناية عن شدة الاعتناق وطول الملازمة.

وقرأ الامام والدى على محمد بن عبد الكريم الكرجى رحمهما‌الله ، وأنا حاضر أنبا القاضى أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار ، عن أبى يعلى الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد أنبا أبى أنبا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله المقرى ثنا أسامة بن بشر البجلى عن بقية بن الوليد ، عن عبد الله ابن عون عن جابر بن يزيد ، عن جابر بن عبد الله الأنصارى ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما من قوم أحب إلى الله تعالى من قوم حملوا القرآن ، وركبوا إلى التجارة التى ذكر الله تعالى تنجيكم من عذاب أليم ، وقرأوا القرآن وشهروا السيوف يسكنون بلدة يقال لها قزوين يأتون يوم القيامة وأوداجهم تقطردما يحبهم الله ويحبونه لهم ثمانية أبواب الجنة ، فيقال لهم ادخلوا من أيها شئتم.

رواه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة الحافظ فى تاريخه عن الواقد

١٠

ابن الخليل ، عن أبيه ، وثنا محمد بن سليمان ، حدثى أبى ، أنبا أحمد بن عبد الله ثنا أبو بهز ، ثنا سلمة بن بشير عن بقية فزاد أبا بهز وقال مسلمة ابن بشير بدل أسامة روى على بن ثابت ، الحافظ عن سليمان بن يزيد ، قال أنبا أحمد بن عبد الله بن عاصم القزوينى ثنا محمد بن إسحاق البجلى وكان ثقة ثنا الحسن بن زياد ، عن الحسن بن أبى جعفر ، عن محمد بن عثمان ، عن عمران بن سليم ، عن أبى ذر قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه سيكون فى آخر الزمان قوم ينزلون مكانا يقال لم قزوين يكتب لهم فيه ، قتال فى سبيل الله.

أنبانا أبو منصور الديلمى عن أبى عثمان إسماعيل بن محمد المحتسب أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبا أبو الشيخ الحافظ فى كتاب الأمصار والبلدان أنبا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا إسحاق بن زريق برأس العين ، أنبا عثمان ابن عبد الرحمن الحرانى ، حدثى جميل مولى منصور ، عن ابن عطا عن أبيه ، عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ينظر الله إلى أهل قزوين فى كلّ يوم مرتين ، فيتجاوز عن مسيئهم ويقبل من محسنهم.

حدث به القاضى أبو بكر الجعابى بقزوين عن الحسين بن موسى ابن خلف عن ابن زريق وقوله : ينظر الله إليهم أى يرحم ويعطف ، وقوله مرتين يمكن أن يؤخذ بظاهره ويقال أنه فى كل مرة يتجاوز عن المسئ ويقبل عن المحسن ، ويمكن أن يكنى بالمرتين عن النوعين ويجعل التجاوز أحد النوعين والتقبل الثانى.

١١

ذكر الحافظ على بن أحمد بن ثابت فيما جمعه من فضائل قزوين ومن خطه نقلت أنبا سليمان بن يزيد ، أنبا أحمد بن عبد الله بن عاصم ، ثنا محمد بن إسحاق البجلى ثنا الحسن بن زياد ، عن ابن جريج ، عن عطا ، عن ابن عباس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخرج الدجال من يهودية اصبهان حتى يأتى الكوفة فيلحقه قوم من الطور وقوم من ذى يمن وقوم من قزوين.

قيل يا رسول الله : وما قزوين قال قوم يكونون باخرة يخرجون من الدنيا زهدا ، فيها يرد الله بهم قوما من الكفر إلى الايمان ، قوله فيلحقه قوم ، يعنى قاصدين له رادين عليه ، وقوله من ذى يمن يمكن أن يريد من جهة صاحب اليمن وملوك اليمن من قضاعة كانوا يسمون ألا ذواء ، وقوله بآخرة أى أخيرا ، الخآء مفتوحه.

فيه أيضا أنبانا أحمد بن إبراهيم الفقيه ، ثنا القاسم بن زكريا ، حدثنى الحسن بن السكن ، ثنا أبو الشيخ الحرانى ، أنبا مخلد عن مجاشع بن ميسرة ، عن سفيان عن أبيه ، عن ميمون بن مهران ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: سيكون جهاد ، ورباط بقزوين يشفع أحدهم فى مثل ربيعة ومضر.

أخبرنا القاضى عطاء الله بن على كتابة عن الخليل بن عبد الجبار ، أنبا أبو إبراهيم حاجى بن على الصوفى ، أنبا القاضى أبو الحسن على بن محمد بن وكيع الأسكندرانى ، ثنا أبو محمد إسحاق بن محمد أنبا يعقوب بن إبراهيم ، أنبا يعقوب بن إسحاق ، عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر ، عن ثور

١٢

عن مكحول ، عن ابن عباس عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال من سره أن يفتح الله له بابا من أبواب الجنة ، فليشهد بابا من أبواب العجم سكانه رهبان بالليل ليوث بالنهار.

قوله : فليشهد يشبه أن يريد غاريا ومرابطا والرهبان جمع راهب كركبان وراكب ، ويجمع على رهابن وميسرة بن عبد ربه ممن أسآؤا القول فيه.

أنبانا أيضا عن الخليل أنبا أبو منصور أميركا بن أحمد بن زيادة ، ثنا أبو القاسم على بن الحسن الصيدنانى ، وأبو محمد الطيبى ، وأبو طلحة ، القاسم بن أبى المنذر قالوا أنبا أبو بكر محمد بن عمر الجعابى الحافظ أملا. بقزوين ثنا أبو عبد الله الحسين بن موسى بن خلف برأس العين ، ثنا إسحاق ابن زريق ثنا عثمان الحرانى عن جميل مولى منصور عن عبد الوهاب بن مجاهد ، عن أبيه عن ابن عباس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من سره أن يحرم الله وجهه ، وبدنه على النار فليمت بقزوين كأن المعنى فليقم بها مرابطا إلى أن يموت.

أخبرنا محمد بن عبد الكريم ، أنبا إسماعيل بن عبد الجبار عن الحافظ أبى يعلى أنبا محمد بن إسحاق الكيسانى ، أنبا أبى إسحاق بن محمد أنبا يعقوب بن إسحاق ثنا زكريا ، ثنا ميسرة عن ثور بن يزيد ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صلوات الله على أهل قزوين ، فان الله ينظر إليهم فى الدنيا ، فيرحم بهم أهل الأرض.

١٣

أنبانا الحسن بن أحمد عن هبة الله بن الفرج ، عن محمد بن الحسين الصوفى ، عن أبى بكر الفراء عن إبراهيم بن على ، عن جحدر الغازى ، عن محمد بن لقمان عن شداد بن سعد ، عن خالد بن يزيد أنبا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود ، عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال من سره أن يختم له بالشهادة والسعادة ، فليشهد باب قزوين.

أخبر لنا عن حمد بن نصر بن أحمد أنبا أبو ثابت بن بجير بن منصور الصوفى أنبا جعفر بن محمد الأبهرى ، أنبا أبو بكر بن بلال الفقيه ، أنبا أبو بكر عبد الله بن الحسن الكرجى ، ثنا على بن سعيد العسكرى ، حدثى عمرو بن سلمة الجعفى ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، أنبا أبو هشام الحوشبى عن أيوب ابن مقدم عن أبى هاشم عن زاذان عن ابن مسعود عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الله : إن الله وملائكته يصلون فى كل يوم وليلة على موتى قزوين والتجار وشهداؤهم مائة صلاة. يمكن أن يكون المراد من الموتى الذين رابطوا إلى أن ماتوا فيلحقون بالشهدآء.

أنبانا على بن عبيد الله الحافظ عن كتاب الشافعى ابن محمد بن إدريس عن أبيه أنبا المحسن الراشدى وأخبرنا عاليا محمد بن عبد الكريم ، عن إسماعيل ، عن الخليل الحافظ قال : أنبا محمد بن على بن عمر ، أنبا سليم بن يزيد ، أنبا خازم ابن يحيى الحلوانى : أنبا هانى ابن المتوكل الاسكندرانى ، عن خالد بن حميد ، عن سليمان الأعمش عن أبى صالح عن على رضى الله عنه انه قال للربيع بن خثيم ما يمنعك أن تدخل معنا قال ما كنت لأقاتلك

١٤

ولا أقاتل معك فدلى على جهاد أو رباط قال : عليك بالأسكندرية أو بقزوين فانى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول ستفتحان على أمتى وأنهما بأبان من أبواب الجنة من رابط فيهما أو فى أحديهما ليلة واحدة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

رواه عن هانى بن المتوكل محمد بن سنان القزاز وأبو منصور محمد ابن سليمان البجلى أيضا ، ورواه أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان ، عن على بن إبراهيم ، عن خازم ، وقال هو غريب من حديث الأعمش لا أعلم رواه عنه غير خالد بن حميد المهرى ، ورواه أبو الحسن الصيقلى عن أبى بكر بن روضة عن خازم بالخاء والزاى المعجمتين وهو أخو أحمد ابن يحيى الحلوانى.

قول الربيع : ما كنت لأقاتلك ولا أقاتل معك ، جرى على مذهب التورع وطلب السلامة وقد تورّع جماعة من الصحابة والتابعين عن حضور الوقايع التى جرت بين علىّ ومعاوية لا رغبة عن مبايعة على ومتابعته لكنهم راوا العزلة أسلم فاستأذنوه فيها وقوله : فدلنى على جهاد أو رباط كانه يقول لا بدّ لك ممن يجاهد ويرابط فى الثغور وأنا فيهما أرغب منى فى قتال الباغين فان رأيت أذنت لى فيهما له (١).

قرأت على والدى رحمه‌الله سنة خمس وستين وخمس مائة فى ذى حجتها ، أخبركم أبو الفضل عبد الملك بن سعد التميمى أنبا أبو عثمان بن

__________________

(١) قصة ربيع بن خثيم معروفة فى كتب التاريخ والتراجم ولنا فيها نظر نذكرها فى التعليقة.

١٥

إسماعيل بن محمد المحتسب ، أنبا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن ثنا أبو بكر محمد بن على بن محمد الغزال ، ثنا أبو الحسن على بن محمد بن محمد ابن مهرويه ، وإسماعيل بن عبد الوهاب بقزوين سنة ثلاثين وثلاث مائة.

أنبانا عاليا الحافظ أبو العلاء العطار ، أنبا الهيثم بن محمد ، أنبا أبو عثمان العيار الصوفى ، أنبا أبو الحسن على بن الحسن بن بندار العنبرى ، أنبا ابن مهرويه قالا أنبا أبو أحمد داؤد بن سليمان بن يوسف الغازى ، أنبا على ابن موسى الرضا ، نبا أبى عن أبيه جعفر عن أبيه ، محمد ، عن أبيه على ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه ، على رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قزوين باب من أبواب الجنة هى اليوم فى أيدى المشركين وسيفتح على يدى أمتى من بعدى المفطر فيها كالصائم فى غيرها والقاعد فيها كالمصلى فى غيرها وأن الشهيد فيها ، يركب يوم القيامة على براذين من نور ، فيساق إلى الجنة ثم لا يحاسب على ذنب أذنبه. ولا عمل عمله وهو فى الجنة خالدا ، ويزوج من الحور العين ويسقى من الألبان والعسل والسلسبيل فطوبى للشهداء فيها مع ماله عند الله من المزيد وقوله : ولا شئ عمله كذا قيده ويمكن أن يقرأ ولا شئ عمله وقوله من الحور العين ومن الألبان والعسل والسلسبيل الألف واللام فى جميع ذلك للتعريف يعنى الحور العين والعسل والألبان التى سبق الوعد بها من الله تعالى.

قوله مع ماله عند الله من المزيد يجوز أن يريد مع مزيد ثواب ودرجات لم يقع النصّ عليهما ، وقد يشير به إلى النظم إلى الله تعالى كما فسربه قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) وبه قال رسول الله

١٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رحم الله إخوانى بقزوين قالوا يا رسول الله ما قزوين وما إخوانك قال ؛ بلدة فى آخر الزمان يقال لها قزوين إن الشهيد فيها يعدل عند الله شهداء بدر ، يقال عدل الشئ بالشئ أى سواه به ولم يوردوا فى كتب اللغة عدل الشئ بالشئ بمعنى ساواه.

كتب إلينا الحافظ أبو العلاء العطار ، أنبا هبة الله الكاتب ؛ أنبا عبدوس بن عبد الله ، أنبا أبو طاهر الحسين بن على سلمة العدل ، ثنا الفضل ابن الفضل الكندى ثنا عيسى بن هارون ثنا هارون بن هزازى ثنا ابن سالم ثنا أبو سعيد النجرانى عن محارب بن دثار ، عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول صلى الله على أخى يحيى بن زكريا قال : يكون فى آخر الزمان ترعة من ترع الجنة ، يعنى بابا من أبواب الجنة يقال له قزوين ، فمن أدركها فليرابطها ويشركنى فى رباطها أشركه فى فضل نبوتى.

أورده أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان فى فوائده ، عن على ابن محمد بن أبى سهل البزار عن هارون بن هزازى ثنا الحسن بن عبد الله أبو سالم ثنا يحيى بن سعيد ، عن محارب بن دثار عن على والترعة قد تفسر بالباب كما صرح به الحديث ويقال هى الروضة ويقال الدرجة.

ذكر على بن ثابت فى جمعه ، أنبا سليمان ثنا على بن سعيد العسكرى ثنا عمرو بن مسلمة الجعفى ، أنبا أحمد بن عبد الرحمن المخزومى ، ثنا أبو هشام الحوشى عن أيوب بن مقدم ، عن عبد العزيز بن سعيد ، عن أبيه عن أبى الدرداء رضى الله عنه إن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال المرابطون

١٧

بقزوين ، والروم وساير المرابطين فى البلاد يختم لكلّ من رابط منهم فى كل يوم وليلة أجر قتيل فى سبيل الله متشحط فى دمه.

أنبانا عطاء الله بن على ، عن الخليل بن عبد الجبار ، أنبا حاجى بن على ، أنبا القاضى أبو الحسن بن وكيع ، ثنا إسحاق بن محمد ، عن يعقوب ابن إسحاق عن ميسرة ابن عبد ربه ، عن عروة ، عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ترك قزوين حسرة وأتيانها بركة ، والجنة الى أهلها مسرعة.

قرأ والدى على محمد بن عبد الكريم الكرجى رحمهما‌الله ، وأنا حاضر أنبا القاضى أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار عن أبى يعلى الحافظ ثنا محمد ابن سليمان بن يزيد ثنا أبى حدثى محمد بن أحمد بن محمد النخعى بنا عبدان الجواليقى ثنا محمد بن عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان التيمى عن عبد الملك ابن أبى جميلة عن أبى بكر بن بشر قال : لقيت كعب بن عجرة رضى الله عنه خارجا من مدينة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى أول يوم من شعبان فقلت له : أين تريد يا كعب قال إلى الجبل قلت وأى شئ تصنع بالجبل وتترك جوار النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال أمضى إلى مدينة سمعت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنها تجئ يوم القيامة ولها جناحان تطير بهما بين السماء والأرض من درة بيضاء مجوفة بأهلها تنادى أنا قزوين قطعة من الفردوس من دخلنى حتى أشفع له إلى ربى وفى بعض النسخ قطعت من الفردوس وروى الحديث على بن ثابت وقال فى أول يوم من شهر رمضان وقوله : بأهلها متعلق بقوله تطير بهما.

١٨

عن أبى يعلى الحافظ بنا الحسين بن على بن محمد بن زنجويه نبا على ابن محمد بن مهرويه ثنا عبد الله بن أحمد الدشتكى ثنا إبراهيم بن أحمد بن مسعود ابن أخى سندول نبا القاسم بن حكم بنا إسماعيل بن سليمان حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من بات ليلة بقزوين على قدر فواق ناقة بعث الله تعالى من كل سمآء سبعين ألفا من الملائكة مع كلّ ألف ملك دفتر من نور وأقلام من نور يستمدون من نهر من نور يكتبون ثوابه إلى ينفخ فى الصور.

رواه أبو الحسن الصقلى عن العباس الصفار الرازى عن الدشتكى وسماه عبد الرحمن والفواق ما بين الحلبتين من المدة وذلك لأن الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل فيها فيدرّ لبنها وقوله : من بات على قدر فواق ناقة أى بات من ليلة هذا لقدر وتخصيص الليل بالذكر يمكن أن يكون سببه أن خوف أصحاب الثغور فى الليالى أشد.

أملى الحافظ أبو بكر الجعابى بقزوين حدثنى محمد بن سهل أبو عبد الله العطار ، ثنا عبد الله بن محمد البلوى ثنا عمارة بن زيد حدثنى أبو نعيم عمر ابن صبيح عن مقاتل بن حيان عن أبى سلمة عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم ارحم إخوانى بقزوين قلنا ومن إخوانك هؤلاء قال قزوين باب من أبواب الجنة يقاتلون الديلم الشهدآء فيهم ، كشهداء بدر.

وفيه عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

١٩

يكون لامتى مدينة يقال لها قزوين الساكن بها أفضل من ساكن الحرمين ، كأنه يريد أن السكون بها للمرابط أفضل.

روى الخليل بن عبد الجبار وقد أجاز لمن أجاز لنا عن أمير كابن زيتارة ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد ، ثنا محمد بن هبيرة الغاضرى ثنا سلم بن قادم ثنا سليمان بن عوف النخعى ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أفضل الثغور أرض ستفتح يقال لها قزوين من بات بها ليلة احتسابا مات شهيدا وبعث مع الصديقين فى زمرة النبيين ، حتى يدخل الجنة.

قوله مع الصديقين : فى زمرة النبيين كأنه يشير إلى أن زمرة النبيين أو أتباعهم أصناف منهم الصديقون وهم أعلى الأصناف درجة.

روى الخليل هذا عن أبى محمد عبد الله بن أحمد زردة نبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ بأصبهان نبا سليمان بن أحمد الطبرانى ، نبا الحسن بن على بن الحجاج ثنا إبراهيم بن محمد الترجمانى ثنا شريح بن محمد بن زيد عن أبى نعيم الخراسانى عن مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم قاعد معنا إذ رفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع أمرا فقال : رحم الله إخوانى بقزوين يقولها ثلاثا.

فقال أصحابه يا رسول الله بآبآئنا وأمهاتنا ما قزوين هذه وما إخوانك الذين هم بها قال : قزوين باب من أبواب الجنة وهى اليوم فى

٢٠