حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ج ١

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ج ١

المؤلف:

جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٢
الجزء ١ الجزء ٢

أبي حامد ، وسمع من جماعة كثيرة ، وسكن مصر وأملى وأفاد. مات بها في شعبان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.

٤١ ـ أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن محمود بن صهيب بن مسكين المصريّ المعروف بالزّجاج. كان فقيها ، سمع من أبيض بن محمد الفهريّ صاحب النّسائيّ. مات سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

٤٢ ـ أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعيّ (١). صاحب الشهاب والخطط وغيرهما. كان فقيها شافعيّا ، تولّى القضاء بالديار المصرية ، روى عنه الخطيب البغداديّ. قال ابن ماكولا : كان متفنّنا في عدّة علوم. توفّي بمصر ليلة الخميس سابع عشر ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة.

٤٣ ـ أبو القاسم نصر بن بشر بن عليّ العراقيّ نزيل مصر. كان فقيها محقّقا مناظرا مبرّزا. سمع وحدّث. ومات في ذي الحجّة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

٤٤ ـ أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن شريح الأمويّ. كان فقيها شافعيّا. سمع وحدّث. وتوفّي بمصر سنة ستّين وأربعمائة.

٤٥ ـ أبو القاسم عليّ بن محمد بن عليّ بن أحمد بن المعروف بالمصّيصيّ. كان فقيها فرضيّا. تفقّه على القاضي أبي الطيب الطّبريّ. وروى الحديث عن جماعة بمصر والشام والعراق ، وأصله من المصّيصة ، ولد بمصر في رجب سنة (٢) أربعمائة ، ومات بدمشق في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وأربعمائة.

٤٦ ـ الخلعيّ القاضي أبو الحسن عليّ بن الحسين (٣) الموصليّ. ونسبته إلى بيع الخلع ؛ لأنّه كان يبيعها لملوك مصر. ولد بمصر في المحرّم سنة خمس وأربعمائة ، وكان فقيها صالحا ، له كرامات وتصانيف وروايات متّسعة. وكان أعلى أهل مصر إسنادا ، جمع له أبو نصر أحمد بن الحسن الشيرازيّ عشرين جزءا ، وخرّجها عنه ، وسمّاها الخلعيات. وولي قضاء الديار المصرية يوما واحدا ثمّ استعفى واختفى بالقرافة. مات بمصر في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة ؛ وكان والده أيضا فقيها شافعيّا توفّي بمصر في شوّال سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

__________________

(١) شذرات الذهب ٣ / ٢٩٣ : توفي في ذي الحجّة.

(٢) في شذرات الذهب ٣ / ٣٨١ : سنة أربع وأربعمائة.

(٣) في شذرات الذهب ٣ / ٣٩٨ : الحسن المصري.

٣٤١

٤٧ ـ أبو الفتح سلطان (١) بن إبراهيم بن مسلم المقدسيّ. قال السّلفيّ في معجم شيوخه : كان من أفقه الفقهاء بمصر ، وعليه قرأ أكثرهم ؛ وهو شيخ صاحب الذخائر. ولد بالقدس سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وتفقّه على الشيخ نصر المقدسيّ ، ودخل مصر بعد السّبعين ، وتوفّي سنة ثماني عشرة وخمسمائة.

٤٨ ـ أبو الحسين يحيى اللخميّ المقدسيّ. تفقّه على الشيخ نصر المقدسيّ ، وحدّث عنه ، وتولّى قضاء الإسكندرية.

٤٩ ـ أبو الحجّاج (٢) يوسف بن عبد العزيز بن علي اللخميّ الميورقيّ (٣). كان عالما بارعا فقيها أصوليّا خلافيّا ، زاهدا. تفقّه على الكيا الهراسيّ ببغداد ، واستوطن الإسكندريّة ، وصنّف تعليقة في الخلاف. روى عنه السّلفيّ. مات في آخر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

٥٠ ـ مجلّي بن جميع بن نجا المخزوميّ الأرسوفيّ (٤) الأصل ، ثمّ المصريّ القاضي أبو المعالي. صاحب الذّخائر. تفقّه على الفقيه سلطان المقدسيّ ، وبرع فصار من كبار الأئمة ، وتفقّه عليه جماعة ، منهم العراقيّ شارح المذهب (٥). وولي قضاء (٦) الديار المصرية سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، ثمّ عزل سنة تسع وأربعين. ومات في ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة. ومن تصانيفه : كتاب أدب القضاء ، وكتاب الجهر بالبسملة ، نقل عنه في الروضة.

٥١ ـ أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعديّ المصري. قاضي الجيزة ، كان فقيها ماهرا في الفرائض والمقدّرات ، صالحا ديّنا ، تفقّه على القاضي الخلعيّ ، ولازمه ، وهو آخر من حدّث عنه ، ثمّ ترك القضاء (٧) واعتزل في القرافة ، مشتغلا بالعبادة. ولد في ذي القعدة سنة سبع وستّين وأربعمائة ، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وستّين وخمسمائة.

٥٢ ـ عمارة ـ بضم أوّله ـ بن عليّ بن زيدان اليمنيّ نجم الدين أبو محمد. كان فقيها فرضيّا شاعرا ماهرا. ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة ، ودخل مصر سنة خمسين ، ومدح الخليفة الفائز ووزيره الصّالح بن رزّيك واستوطنها ، فلمّا أزال السلطان صلاح

__________________

(١) انظر شذرات الذهب : ٤ / ٥٨ ـ ٥٩.

(٢) في شذرات الذهب ٤ / ٦٧ : المنورقي.

(٣) انظر سير الأعلام : ١٩ / ٥٠٤.

(٤) في شذرات الذهب ٤ / ١٥٧ : الأرشوفي.

(٥) وفيه أيضا : المهذّب.

(٦) انظر سير الأعلام : ٢٠ / ٣٢٥.

(٧) في شذرات الذهب ٤ / ١٩٨ : طلب أن يعفى فأعفي.

٣٤٢

الدين رحمه‌الله تعالى دولة بني عبيد ، اتّفق عمارة هذا مع جماعة من الرؤساء على إعادة دولتهم ، فعلم بهم السلطان ، فأمر (١) بشنقهم ، ومن جملتهم عمارة هذا ، فشنقوا في رمضان سنة تسع وستّين وخمسمائة.

٥٣ ـ أبو القاسم عليّ بن أبي المكارم بن فتيان الدّمشقيّ. أحد الأعيان بمصر. قال النّوويّ : تفقّه على أبي المحاسن يوسف الدّمشقيّ ، وله معرفة بفنون. مات سنة تسع وسبعين وخمسمائة.

٥٤ ـ الخيوشانيّ نجم الدين أبو البركات محمد (٢) بن سعيد بن عليّ. كان فقيها فاضلا ، كثير الورع ، وبه يضرب المثل في الزّهد. تفقّه على محمد بن يحيى تلميذ الغزاليّ. وألّف تحقيق المحيط في شرع الوسيط في ستّة عشر مجلدا ، وتفقّه بالمدرسة الصلاحيّة المجاورة لضريح الإمام الشافعيّ. وكان شيخها وناظرها ، وله بنيت. ولد في رجب سنة عشر وخمسمائة ، ومات يوم الأربعاء ثاني عشر ذي القعدة سنة سبع وثمانين ، ودفن في قبّة مفردة تحت رجلي الإمام الشافعي.

٥٥ ـ أبو العبّاس أحمد بن المظفّر بن الحسين الدمشقيّ ، المعروف بابن زين التّجار. كان من أعيان الشافعيّة. تولّى تدريس النّاصريّة المجاورة للجامع العتيق بمصر ، وطالت مدّته فيها ، فعرفت المدرسة به ، وهي الآن معروفة بالشريفيّة ؛ لأنّ الشريف العباسيّ شيخ ابن الرّفعة تولّاها ، وطالت مدّته أيضا بها. مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.

٥٦ ـ الشّهاب الطوسي (٣) أبو الفتح محمد بن محمود بن محمد. قال النّوويّ في طبقاته : كان شيخ الفقهاء ، وصدر العلماء في عصره ، إماما في فنون ؛ تفقّه على جماعة من أصحاب الغزاليّ ؛ منهم محمد بن يحيى ، وقدم مصر فنشر بها العلم ، ووعظ وذكر ، وانتفع به الناس ، وكان معظّما عند الخاصّة والعامّة ، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعيّ. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ، وتوفّي بمصر في ذي القعدة سنة ستّ وتسعين وخمسمائة ، وحمله أولاد السلطان على رقابهم.

٥٧ ـ العراقيّ شارح المهذّب أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن المسلم المصريّ.

__________________

(١) في شذرات الذهب ٤ / ٢٣٤ : وأخذ في الاتفاق مع الرؤساء في التعصب للعبيديين وإعادة دولتهم ، فنقل أمرهم ـ وكانوا ثمانية ـ إلى صلاح الدين فشنقهم في رمضان.

(٢) في سير الأعلام ٢١ / ٢٠٤ : محمد بن موفق بن سعيد.

(٣) انظر شذرات الذهب : ٤ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨.

٣٤٣

وإنّما قيل له العراقيّ ، لأنّه سافر إلى بغداد وأقام بها مدّة يشتغل بها. ولد بمصر سنة عشر وخمسمائة ، واشتغل على صاحب الذخائر ، وبالعراق على ابن الخلّ (١) وغيره ؛ ثمّ عاد إلى مصر ، وتولّى خطابة الجامع العتيق بها ، وشرح المهذّب شرحا حسنا. مات يوم الخميس حادي عشر جمادى الأولى سنة ستّ وتسعين ، ودفن بسفح المقطّم ، وله ولد فاضل جليل القدر اسمه أبو محمد عبد الحكم ، ولي الخطابة بعد وفاة والده ، وله خطب جيّدة وشعر لطيف.

٥٨ ـ أبو القاسم هبة الله بن معدّ بن عبد الكريم القرشيّ الدمياطيّ المعروف بابن البوريّ ، نسبة إلى بور بلد قرب دمياط ، ينسب إليها السمك البوريّ. تفقّه على ابن أبي عصرون ، وابن الخلّ ، ثمّ انتقل إلى الإسكندرية ، ودرس بمدرسة السّلفيّ. توفّي سنة تسع وتسعين وخمسمائة (٢).

٥٩ ـ إسماعيل بن محمد بن حسان القاضي أبو طاهر الأسوانيّ الأنصاريّ. رحل إلى بغداد ، وتفقه على ابن فضلان ، ورجع فأقام بأسوان حاكما مدرّسا. مات بالقاهرة في رمضان سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

٦٠ ـ صدر الدين أبو القاسم عبد الملك (٣) بن عيسى بن درباس الكرديّ الموصليّ قاضي القضاة بالديار المصرية. ولد سنة ستّ عشرة وخمسمائة ، وتفقّه بحلب على أبي الحسن المراديّ. مات بمصر في رجب سنة خمس وستمائة.

٦١ ـ أخوه ضياء الدين أبو عمرو عثمان بن عيسى بن درباس الكرديّ الموصليّ. صاحب الاستقصاء في شرح المهذّب. كان من أعلم الفقهاء في وقته بالمذهب ، ماهرا في أصول الفقه ، قرأ على الخضر بن عقيل الإربليّ وابن أبي عصرون ، وشرح اللّمع لأبي إسحاق ، وناب عن أخيه صدر الدين في الحكم بالقاهرة. مات في الثاني من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستّمائة ، قد قارب التسعين ، ودفن بالقرافة.

وله ولد يقال له :

٦٢ ـ جمال الدين أبو إسحاق إبراهيم ، كان فقيها محدّثا شاعرا ، رحل ، فمات بين الهند واليمن سنة اثنتين وعشرين وستمائة.

__________________

(١) في شذرات الذهب ٤ / ٣٢٣ : أبي بكر الأرموي.

(٢) في شذرات الذهب ٤ / ٣٤٨ : أو في سنة ٦٠٠ ه‍.

(٣) الكامل لابن الأثير : ٩ / ٣٠١.

٣٤٤

٦٣ ـ السديد بن سماقة أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الإسعرديّ. كان عالما صالحا. حدّث بمصر والإسكندريّة ، ووليّ قضاء دمياط ، ثمّ عاد إلى بلاده ، فمات بها سنة اثنتي عشرة وستّمائة.

٦٤ ـ المقترح تقيّ الدين (١) مظفّر بن عبد الله بن علي المصريّ ؛ ولقّب بالمقترح لأنّه كان يحفظه ، وهو كتاب في الجدل ؛ كان إماما كبيرا ، له التصانيف في الفقه والأصول والخلاف ، ديّنا متورّعا ، كثير الإفادة ، متواضعا ، تخرّج به جماعة بالقاهرة والإسكندرية. ولد سنة ستّ وعشرين وخمسمائة ، ومات في شعبان سنة اثنتي عشرة وستمائة.

٦٥ ـ عبد الواحد بن إسماعيل بن ظافر الدّمياطيّ صابر الدين. كان إماما فقيها متكلّما ، درّس وأفاد ، ولد سنة ستّ وخمسين وخمسمائة ، ومات في ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وستمائة.

٦٦ ـ ضياء الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل القرشيّ المصريّ المعروف بابن الورّاق. كان إماما عالما ، تفقّه بالطوسيّ وأعاد عنده ، وسمع من ابن برّيّ. تفقّه على المنذريّ. مات في جمادى الآخرة سنة ست عشرة وستمائة.

٦٧ ـ صدر الدين شيخ الشيوخ محمد بن شيخ الشيوخ عماد الدين محمود بن حمويه الجوينيّ (٢). برع في المذهب ، وأفتى ودرّس ، وولي تدريس الشافعيّ والمشهد الحسينيّ ومشيخة سعيد السعداء. وكان كبير القدر ، بعثه الملك الكامل رسولا إلى الخليفة يستنجد به على الفرنج لما أخذوا دمياط ، فأدركه الموت بالموصل سنة سبع عشرة وستمائة عن ثلاث وسبعين سنة.

٦٨ ـ شهاب الدين محمد بن إبراهيم الحمويّ المعروف بابن الجاموس. كان من كبار الشافعية ، تفقه بحماة ، وقدم الديار المصريّة ، فولي خطابة الجامع العتيق ، وتدريس المشهد الحسينيّ. مات في ربيع الأول سنة خمس عشرة وستمائة.

٦٩ ـ عبد السلام بن عليّ بن منصور الدّمياطيّ المعروف بابن الخرّاط. ولد بدمياط ورحل إلى بغداد ، فتفقّه بها ، وتميّز في الفقه والخلاف ، ورجع إلى بلده فأقام بها قاضيا مدرّسا ، ثمّ ولي قضاء مصر والوجه القبليّ. ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، ومات سنة تسع عشرة وستّمائة.

__________________

(١) طبقات الشافعية : ٥ / ١٣٣.

(٢) شذرات الذهب : ٥ / ٧٧.

٣٤٥

٧٠ ـ أمين الدين مظفّر بن محمد بن إسماعيل التّبريزيّ. صاحب المختصر المشهور ، لخّصه من الوجيز. كان عالما عابدا زاهدا. ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، وتفقّه ببغداد على ابن فضلان ، وقدم مصر فأعاد بالمدرسة الشريفيّة ، واختصر المحصول ، وصنّف كتابا في الفقه ، ثلاثة مجلّدات ، سمّاه سماط سمط الفوائد. سافر إلى شيراز ، فمات بها في ذي الحجّة سنة إحدى وعشرين وستمائة.

٧١ ـ صدقة بن أبي كرم اليعقوبيّ. تفقّه ببغداد على ابن فضلان وغيره ، وقدم مصر ، وولي القضاء بأعمال الأشمونين ، ثمّ رجع إلى بغداد ، وأعاد بالنظاميّة. وولي قضاء يعقوبا.

٧٢ ـ عماد الدين أبو عمرو عثمان الكرديّ. تفقّه بالموصل على جماعة ، ثمّ رحل إلى أبيه عصرون ، فتفقّه عليه ، ثمّ قدم مصر فتولّى قضاء دمياط ، ثمّ ناب بالقاهرة ، ودرّس بالجامع الأقمر وغيره. مات في ربيع الأول سنة عشرين وستّمائة.

٧٣ ـ أبو الطاهر طاهر خطيب الجامع العتيق بمصر. كان علّامة ، فقيها ورعا ، نقل عنه ابن الرّفعة في المطلب.

٧٤ ـ الجمال المصريّ يونس بن بدران بن فيروز. ولد بمصر في حدود خمس (١) وخمسين وخمسمائة ، وسمع من السّلفيّ وغيره ، وكان يشارك في علوم كثيرة ، واختصر الأمّ للشافعيّ ، وألّف في الفرائض ، ودرّس التفسير بالعادلية بدمشق ، وولي قضاء الشام. مات في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستّمائة (٢).

٧٥ ـ زين الدين أبو الحسن عليّ (٣) بن أبي المحاسن يوسف بن عبد الله بن بدران الدمشقيّ. تفقّه ببغداد على والده ، وبرع في المذهب ، وسمع وحدّث ، وولي قضاء الديار المصريّة ، ومات بها في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وستّمائة ، وله اثنتان وسبعون سنة.

٧٦ ـ عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العليّ المعروف بابن السّكّري. ولد بمصر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وتفقّه على الشهاب الطوسيّ. وله مصنّف في الدّور ، وحواش على الوسيط (٤) ، نقل عنه ابن الرّفعة في المطلب ، ولي قضاء الديار المصرية ، ومات في شوّال سنة أربع وعشرين وستمائة.

__________________

(١) في شذرات الذهب ٥ / ١١٢ : في حدود الخمسين وخمسمائة.

(٢) انظر المصدر السابق.

(٣) سير الأعلام : ٢٢ / ٢٩٦.

(٤) في شذرات الذهب ٥ / ١١٤ : ومصنف في مسألة الدور.

٣٤٦

٧٧ ـ تقيّ الدين صالح بن بدر بن عبد الله الزفتاويّ. تفقّه على الشهاب الطوسيّ وتولّى القضاء. مات في ذي القعدة سنة ثلاث وستمائة ، وهو ابن سبعين سنة.

٧٨ ـ جلال الدّين أبو الغنائم (١) همّام الدين بن راجي الله بن سرايا الصعيديّ. ولد بالصّعيد سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، وقدم القاهرة ، وأخذ العربية عن ابن بريّ ، والأصول عن ابن ظافر بن الحسين ، ورحل إلى العراق فتفقّه على ابن فضلان والمجير البغداديّ. ثم عاد إلى مصر ، وتولّى الخطابة بجامع الصّالح بن رزّيك ، ودرّس وأفتى ، وصنّف في الفقه والخلاف والأصول. مات في ربيع الأول سنة ثلاثين وستمائة.

وله حفيد يقال له :

٧٩ ـ تقي الدين أبو الفتح محمد بن محمد ؛ صنّف كتابا في الأدعية والأذكار ، سمّاه سلاح المؤمن. مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وستمائة بشاطئ النيل.

٨٠ ـ شمس الدين عثمان بن سعيد بن كثير الصّنهاجيّ. قدم في صباه مصر واستوطنها ، وتفقّه بها على الشهاب الطوسيّ ، وبرع في المذهب ، ودرّس بالجامع الأقمر ، وتولّى قضاء الأعمال القوصيّة. ولد في حدود سنة خمس وستّين وخمسمائة ومات بالقاهرة في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة.

٨١ ـ شرف الدين أبو المكارم محمد (٢) بن عبد الله بن الحسن السكندريّ المعروف بابن عين الدولة. قال المنذريّ : كان عالما بالأحكام الشرعيّة على غوامضها. ولد بالإسكندرية سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، وتفقّه بالعراقيّ شارح المهذّب ، وولي قضاء الديار المصرية. مات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وستّمائة. وله ولد يقال له :

٨٢ ـ محيي الدين عبد الله. ولي قضاء مصر أيضا ، توفّي في رجب سنة ثمان وسبعين ، ومولده سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

٨٣ ـ علم الدّين علي بن (٣) محمد بن عبد الصمد السخاويّ أبو الحسن. كان فقيها مفتيا إماما في القراءات والتفسير والنّحو واللّغة. لازم الشاطبيّ ، ثمّ سكن دمشق ، وتصدّر للإقراء ، وانتفع به النّاس ، وله مصنّفات كثيرة ؛ منها التفسير ، وشرح المفصّل وشرح الشاطبية ، مات ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وستمائة.

__________________

(١) في سير الأعلام ٢٢ / ٣٦١ : أبو العزائم.

(٢) سير الأعلام : ٢٣ / ١٠٥.

(٣) سير الأعلام : ٢٣ / ١٢٢ ، ٣ / ١٢٢٢.

٣٤٧

٨٤ ـ شرف الدين عبد الله بن محمد بن عليّ الفهريّ المعروف بابن التّلمسانيّ. وصنّف إماما عالما بالفقه والأصلين ، تصدّر للإقرار بمدينة مصر ، وانتفع به النّاس ، وصنّف الكتب المفيدة ؛ منها شرح التنبيه ، وشرحان على المعالم للإمام محيي الدين عثمان بن يوسف القليوبيّ. ولد سنة سبع وستين وخمسمائة ، وأجاز له أبو اليمن الكنديّ ، وناب في الحكم بالقاهرة ، وألّف المجموع في الفقه ، وشرح الخطب النّباتيّة ، أجاز للدمياطيّ. مات بالقاهرة ليلة السبت حادي عشر جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وستمائة.

٨٥ ـ بهاء الدين أبو الحسن عليّ بن هبة الله بن سلامة اللخمي المعروف بابن الجمّيزيّ. كان فقيها مقرئا ، محدّثا. ولد بمصر يوم عيد الأضحى سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، وقرأ على الشاطبيّ ، وتفقّه بالعراقيّ والشهاب الطوسيّ وابن أبي عصرون ، وسمع من الحافظ بن عساكر والسّلفيّ. كتب له ابن أبي عصرون ما نصّه : «لمّا ثبت عندي علم الولد الفقيه الإمام بهاء الدين ـ وفقه الله ـ ودينه وعدالته رأيت تمييزه من بين أبناء جنسه ، وتشريفه بالطّيلسان ...» إلى آخر ما كتب. قال في العبر : تفرّد في زمانه ، ورحل إليه الطلبة ، وانتهت إليه مشيخة العلم بالديار المصرية. مات بمصر في رابع عشر (١) ذي الحجّة سنة تسع وأربعين وستمائة.

٨٦ ـ الشريف شمس الدّين محمد بن الحسين بن محمد الحسينيّ الأمويّ المصريّ المعروف بقاضي العسكر. كان إماما فقيها أصوليّا ، نظّارا ديّنا ، درّس بالشريفيّة ، وشرح المحصول وفرائض الوسيط ، وولي نقابة الأشراف وقضاء العسكر. مات في ثالث عشر شوّال سنة خمسين وستّمائة ، وقد جاوز السبعين.

٨٧ ـ الشّهاب القوصيّ (٢) أبو المحامديّ إسماعيل بن حامد بن أبي القاسم الأنصاريّ ولد بقوص في المحرّم سنة أربعة وسبعين وخمسمائة ، وسمع وتفقّه ، ودرّس وحدّث ، وخرّج لنفسه معجما في أربع مجلّدات. وكان بصيرا بالفقه ، أديبا أخباريّا. روى عنه الدمياطيّ وغيره ، ووقف دار حديث بدمشق ، ومات بها في سابع عشر ربيع الأوّل سنة ثلاث وخمسين وستّمائة.

٨٨ ، ٨٩ ـ الزكي المنذريّ ، الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام ، مرّا.

٩٠ ـ الشّريف عماد الدين العباسيّ. كان إماما عالما بالفروع ، درّس بالشريفيّة مدّة

__________________

(١) في شذرات الذهب ٥ / ٢٤٦ : الرابع والعشرين.

(٢) شذرات الذهب : ٥ / ٢٦٠.

٣٤٨

طويلة ، وبه عرفت ، واشتغل عليه ابن الرّفعة ، ونقل عنه في المطلب.

٩١ ـ ابن الأستاذ كمال الدّين (١) أحمد بن القاضي زين الدين عبد الله بن عبد الرحمن الحلبيّ. كان عالما فقيها ، محدّثا أصيلا في العلم والرّياسة والوجاهة. شرح الوسيط في عشرة مجلّدات ، وولي قضاء حلب ، ثمّ لمّا أخذها التتار ارتحل إلى مصر ، ودرّس بالكهارية وغيرها ، مات في شوّال سنة اثنتين وستّين وستّمائة ، ومولده سنة إحدى وعشرين.

٩٢ ـ تاج الدين أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الإسكندرانيّ. تفقّه على الفخر ابن عساكر ؛ حتّى برع في المذهب ، ودرّس وأفتى ، وحدّث. مات في سابع ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وستمائة.

٩٣ ـ شرف الدين يعقوب بن عبد الرحمن قاضي القضاة شرف الدّين أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون. روى وحدّث ، ودرّس بالمدرسة القطبيّة بالقاهرة مدّة ، مات بالمحلّة في رمضان سنة خمس وستّين وستّمائة ، وله مسائل جمعها على المذهب.

٩٤ ـ صدر الدين موهوب (٢) بن عمر بن موهوب الجزريّ. ولد بالجزيرة في جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة ، وأخذ عن العلم السخاويّ والشيخ عزّ الدين بن عبد السلام ، وتفقّه وبرع في المذهب والأصول والنحو ، وتخرّجت به الطلبة ، وجمعت عنه الفتاوى المشهورة ، وولي القضاء بمصر. مات فجأة في تاسع رجب سنة خمس وستين وستمائة.

٩٥ ـ ابن بنت الأعزّ تاج الدين أبو محمد عبد الوهاب بن خلف بن بدر العلائيّ (٣) ـ والأعزّ كان وزير الكامل ـ كان المذكور عالما فاضلا صالحا ، نزها ، ولي قضاء الديار المصرية ، وتدريس الشافعيّ والصالحيّة والوزارة وغير ذلك. مات في سابع عشر رجب سنة خمس وستّين وستمائة. وله ولدان.

٩٦ ـ أحدهما : صدر الدين (٤) عمر. كان فقيها عارفا بالمذهب له معرفة بالعربيّة ، ودين وصلابة ، درّس بالصالحية وغيرها ، مات يوم عاشوراء سنة ثمانين وستّمائة ، عن خمس وخمسين سنة.

٩٧ ـ والآخر تقيّ الدين أبو القاسم عبد الرحمن (٥). كان فقيها إماما بارعا ،

__________________

(١) شذرات الذهب : ٥ / ٣٠٨.

(٢) شذرات الذهب : ٥ / ٣٢٠.

(٣) في شذرات الذهب ٥ / ٣١٩ : العلامي.

(٤) شذرات الذهب : ٥ / ٣٦٧.

(٥) شذرات الذهب : ٥ / ٤٣١.

٣٤٩

شاعرا. تفقّه على والده ، وعلى ابن عبد السلام. وولي قضاء القضاة والوزارة وتدريس الشريفيّة والشافعيّ والصالحيّة وغيرها. مات في سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستّمائة.

ولصدر الدين ولد يقال له :

٩٨ ـ محيي الدين ، ولي نظر الخزانة وقضاء الإسكندرية ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة.

٩٩ ـ نجم الدين أبو نصر الفتح بن موسى بن جماد المغربيّ الخضراويّ. كان عالما فاضلا في فنون كثيرة. ولد بالجزيرة الخضراء سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، وتفقّه بدمشق ، وأخذ النحو عن الكنديّ ، والأصول عن الآمديّ ، ونظم السيرة لابن هشام ، والمفصّل للزمخشريّ والإشارات لابن سينا. تولّى قضاء أسيوط وتدريس الفائزيّة بها. ومات في رابع جمادى الأولى سنة ثلاث وستّين وستمائة.

١٠٠ ـ النصير ابن الطبّاخ ، نصير الدين المبارك بن يحيى بن أبي الحسن البصريّ. كان إماما متبحّرا في الفروع. له اعتناء بالتنبيه ، يدّعي أنه يخرج وسائل الفقه كلّها منه ، درّس بالقطبيّة ، وأعاد بالصالحيّة عند ابن عبد السلام. ولد في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وستّين وستمائة.

١٠١ ـ أبو إسحاق إبراهيم (١) بن عيسى المراديّ الأندلسيّ. قال النوويّ : كان شافعيّا إماما حافظا ، متقنا محقّقا ، زاهدا ، ورعا ، لم تر عيني مثله في وقته ، وكان بارعا في معرفة الحديث وعلومه ؛ ذا عناية بالفقه والنحو واللغة ومعارف الصوفيّة. توفّي بمصر سنة ثمان وستّين وستّمائة.

١٠٢ ـ الكمال التّفليسيّ أبو الفتح عمر بن عمر (٢). كان فقيها فاضلا ، أصوليّا بارعا خيّرا. ولد سنة إحدى وستّمائة ، وولي قضاء الشام ، وأقام بمصر مدّة ينشر العلم إلى أن مات في ربيع الأوّل سنة اثنتين وسبعين وستّمائة.

١٠٣ ـ سديد الدين عثمان بن عبد الكريم بن أحمد التّزمنتي. ولد بتزمنت (٣) سنة خمس وستّمائة ، وتفقّه بالقاهرة ، وصار إماما بارعا عارفا بالمذاهب ، ودرّس بالفاضليّة

__________________

(١) شذرات الذهب : ٥ / ٣٢٦.

(٢) شذرات الذهب ٥ / ٣٣٧ : عمر بن بندار بن عمر بن عمر.

(٣) في معجم البلدان : تزمنت قرية من عمل البهنسا في مصر.

٣٥٠

وناب في الحكم ، مات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين وستمائة.

١٠٤ ـ ابن العامريّة ، مرّ في الحفّاظ.

١٠٥ ـ أبو الفضل محمد (١) بن عليّ بن الحسين الخلاطيّ. سمع ببغداد ودمشق ، ثمّ انتقل إلى القاهرة ، فناب في الحكم. وحدّث ، وصنّف كتبا ، منها قواعد الشرع وضوابط الأصل ، والفرع على الوجيز. مات بالقاهرة في رمضان سنة خمس وسبعين وستمائة.

١٠٦ ـ الكمال طه بن إبراهيم (٢) بن بكر الإربليّ. كان فقيها أديبا ، ولد بإربل ودخل القاهرة شابّا ، وانتفع به خلق كثيرون ، روى عنه الدمياطيّ. مات بمصر في جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وستّمائة وقد جاوز الثمانين.

١٠٧ ـ جلال الدين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الكنديّ الدّشناويّ. كان إماما فقيها ورعا ، تفقّه بقوص رفيقا للشيخ تقيّ الدين بن دقيق العيد ثمّ بالقاهرة على ابن عبد السلام ، هو وإيّاه. وشرح التّنبيه ، وألّف مناسك وكتابا في الأصول ، وآخر في النحو وعاد إلى قوص ، فتفقّه عليه بها جماعة ، وتحكى عنه مكاشفات وأحوال صالحة. مات بقوص في رمضان سنة سبع وسبعين وستّمائة.

١٠٨ ـ وله ولد يقال له : تاج الدين محمد ، كان فقيها محدّثا أديبا قارئا بالسبع. ولد في رجب سنة ستّ وأربعين وستّمائة ، وتفقّه على والده وغيره. سمع وحدّث ودرّس ، وأفتى بقوص ، مات بها ليلة الجمعة ، ثالث الحجّة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة.

١٠٩ ـ ابن رزين (٣) تقيّ الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين العامريّ. كان إماما بارعا في الفقه والتفسير ، مشاركا في علوم كثيرة ، قال الإسنويّ : ويكفيك أنّ النّوويّ نقل عنه في الأصول والضوابط ، مع تأخّر موته عنه. ولد بحماة يوم الثلاثاء ثالث شعبان سنة ثلاث وستّمائة. وقرأ النّحو على ابن يعيش ، والفقه على ابن الصلاح ، ولازمه ، وانتقل إلى الدّيار المصرية ، فانتفع به الطّلبة ، وولي قضاءها وتدريس الشافعيّ. مات ليلة الأحد ، ثالث رجب سنة ثمانين وستّمائة ، ودفن بالقرافة. وله ولدان :

١١٠ ـ أحدهما : صدر الدين عبد البرّ ، كان إماما فاضلا ، ومدرّسا. مات بدمشق في رجب سنة خمس وتسعين.

__________________

(١) طبقات الشافعية : ٥ / ٣٢.

(٢) في شذرات الذهب ٥ / ٣٥٧ : بن أبي بكر.

(٣) في شذرات الذهب ٥ / ٣٦٨.

٣٥١

١١١ ـ والآخر : بدر الدين أبو البركات عبد اللطيف. كان فقيها فاضلا معتنيا بالحديث ، درّس وأفتى ، وناب في الحكم. مات بالقاهرة في جمادى الآخرة سنة عشر وسبعمائة. ولبدر الدين ولد يقال له :

١١٢ ـ علاء الدين عبد المحسن ، كان فقيها فاضلا ، عارفا بالأدب والتاريخ. مات في شعبان سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.

١١٣ ـ الجمال يحيى بن عبد المنعم المصريّ. كان إماما كبيرا في مذهب الشافعيّ ، أخذ عن أبي الطاهر المحلّي ، وتولّى قضاء الغربيّة. مات في رجب سنة ثمانين وستمائة وقد قارب الثمانين.

١١٤ ـ ظهير الدين جعفر (١) بن يحيى التّزمنتيّ. كان شيخ الشافعية في زمانه ، تفقّه على ابن الجمّيزيّ. وشرح مشكل الوسيط ، وأخذ عنه فقهاء زمانه كابن الرّفعة فمن دونه ، مات سنة اثنتين وثمانين وستمائة.

١١٥ ـ سراج الدين موسى ، أخو الشيخ تقيّ الدين بن دقيق العيد. كان فقيها نظّارا شاعرا ، تصدّر بقوص لنشر العلم والفتوى ، وصنّف المغني في الفقه. ولد بقوص سنة إحدى وأربعين وستمائة ، ومات في شوّال سنة خمس وثمانين.

١١٦ ـ الوجيه البهنسيّ (٢) عبد الوهاب بن الحسن. كان إماما كبيرا في الفقه ديّنا ، ولي قضاء الديار المصرية ، ومات سنة خمس وثمانين وستمائة.

١١٧ ـ القطب القسطلانيّ (٣) ، قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن عليّ المصريّ. ولد بمصر سنة أربع عشرة وستّمائة ، وتفقّه وأفتى ، وكان ممّن جمع العلم والعمل ، وألّف في الحديث والتصوّف ، وولي مشيخة دار الحديث الكامليّة. مات في المحرّم سنة ستّ وثمانين وستّمائة.

١١٨ ـ الكمال القليوبيّ أحمد بن عيسى بن رضوان. كان عالما صالحا ، له مصنّفات كثيرة ، منها شرح التّنبيه ، ولي قضاء المحلّة ، ومات سنة تسع وثمانين وستمائة.

وله ولد يقال له :

١١٩ ـ فتح الدين أحمد. كان فقيها أديبا شاعرا ، وله موشّحات فائقة ، مات سنة خمس وعشرين وسبعمائة.

__________________

(١) طبقات الشافعية : ٥ / ٥٤.

(٢) شذرات الذهب : ٥ / ٣٩٦.

(٣) شذرات الذهب : ٥ / ٣٩٦.

٣٥٢

١٢٠ ـ ابن المرحّل (١) زين الدين أبو حفص عمر بن مكّي بن عبد الصّمد. كان من علماء زمانه ، ديّنا متمسّكا بطريقة السلف ، تفقّه بابن عبد السّلام ، وسمع من المنذريّ ، وقرأ الأصلين على الخسروشاهيّ ، ودرّس وأفتى وناظر ، وولي خطابة دمشق ووكالة بيت المال بها. مات في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وستّمائة.

١٢١ ـ ولده الشيخ صدر الدين محمد. كان إماما جامعا للعلوم الشرعيّة والعقلية واللّغويّة. ولد بدمياط في شوّال سنة خمس وستّين وستمائة ، وتفقّه بأبيه وغيره ، ودرّس بالخشابيّة والمشهد الحسينيّ والنّاصريّة. وجمع كتاب الأشباه والنظائر ، ومات قبل تحريره ، فحرّره وزاد عليه ابن أخيه. مات بالقاهرة في ذي الحجّة سنة ست عشرة وسبعمائة.

١٢٢ ـ ابن أخيه زين الدين محمد بن عبد الله الشيخ زين الدين عمر. كان عالما فاضلا في الفقه ، والأصلين. ولد بدمياط ، وتفقّه على عمّه وغيره. مات في رجب سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.

١٢٣ ـ عماد الدين عبد الرحمن بن أبي الحسن بن يحيى الدّمنهوريّ. كان فقيها فاضلا ، له نكت على التنبيه. ولد في ذي القعدة سنة ست وستمائة ، ومات في رمضان سنة أربع وتسعين.

١٢٤ ـ عبد اللطيف بن الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام. ولد سنة ثمان وعشرين وستّمائة ، وتفقّه بأبيه ، وتميّز في الفقه والأصول ، ومات بالقاهرة في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين.

١٢٥ ـ بهاء الدين هبة الله بن عبد الله بن سيّد الكلّ القفطيّ (٢). ولد سنة ستّمائة ، وقيل في أواخر المائة قبلها ، وتفقّه وبرع (٣) في علوم كثيرة ، وولي الحكم بإسنا ، ودرّس ، وقصده الطلبة من كلّ مكان ، وانتهت إليه رياسة العلم في إقليمه ، وصنّف تفسيرا وكتبا كثيرة في علوم متعدّدة ، مات بإسنا سنة سبع وتسعين وستمائة عن مائة سنة أو نحوها.

١٢٦ ـ ضياء الدين أبو الفضل جعفر بن محمد بن الشيخ عبد الرحيم القناويّ الشريف. أحد كبار الشافعيّة. كان إماما فقيها أصوليّا أديبا مناظرا. ولد سنة ثماني (٤)

__________________

(١) شذرات الذهب : ٥ / ٤١٩.

(٢) نسبة إلى قفط بصعيد مصر. شذرات الذهب.

(٣) شذرات الذهب : ٥ / ٤٣٩ ـ ٤٤٠.

(٤) في شذرات الذهب ٥ / ٤٣٥ : تسع عشرة.

٣٥٣

عشرة وستّمائة ، وتفقّه على المجد بن دقيق العيد ، والبهاء القفطيّ ، وتولّى قضاء قوص ، ووكالة بيت المال ، واشتهر بمعرفة المذهب ، وحدّث ، ومات في ربيع الأول سنة ستّ وتسعين.

وله ولد يقال له :

١٢٧ ـ تقيّ الدين أبو البقاء محمد. كان عالما صالحا ، شاعرا زاهدا ورعا. وكانت والدته أخت الشيخ تقيّ الدين بن دقيق العيد. ولد بقوص سنة خمس وأربعين وستمائة ، وتولّى مشيخة الرسلانية بمنشاة المهرانيّ ، وأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. ولتقيّ الدين ولدان :

١٢٨ ـ أحدهما فتح الدين عليّ. كان فقيها فاضلا ، أديبا شاعرا ، كثير الانقطاع ، له يد في حلّ الألغاز ، درّس بإسنا ، ومات بقوص في رمضان سنة ثمان وسبعمائة.

١٢٩ ـ والآخر عز الدين أحمد بن محمد ، أعاد بالجامع الطّولونيّ ، وولي حسبة القاهرة ، ومات بها سنة إحدى عشرة وسبعمائة.

١٣٠ ـ عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الديرينيّ. كان عالما صالحا ، نظم التّنبيه والوجيز وسيرة نبويّة ، وله تفسير. مات سنة سبع وتسعين وستمائة.

١٣١ ، ١٣٢ ، ١٣٣ ـ ابن دقيق العيد ، الشرف الدّمياطيّ ، ابن الرّفعة ، مرّوا.

١٣٤ ـ العلم العراقيّ عبد الكريم بن عليّ بن عمر الأنصاريّ. كان إماما فاضلا في فنون كثيرة ، خصوصا التفسير ، وكان أبوه من الأندلس ، فقدم مصر ، فولد ولده هذا بها سنة ثلاث وعشرين وستّمائة. وقيل له العراقيّ نسبة إلى جدّه لأمّه العراقي شارح المهذّب. واشتغل هذا وبرع ؛ وصنّف الإنصاف بين الزّمخشري وابن المنير ، وشرح التنبيه ، وأقرأ الناس مدّة طويلة ، وولي مشيخة التفسير بالمنصوريّة. مات في سابع صفر سنة أربع وسبعمائة.

١٣٥ ـ نور الدين عليّ بن هبة الله بن أحمد المعروف بابن الشهاب الإسنائيّ ، كان إماما في الفقه ، ديّنا صالحا ، تفقّه بالبهاء القفطيّ ، والجلال الدّشناويّ. ولما حجّ كتب الرّوضة بمكّة ، وهو أوّل من أدخلها إلى قوص ، وأقام بقوص يدرّس ويفتي إلى أن مات بها سنة سبع وسبعمائة.

١٣٦ ـ عزّ الدين الحسن (١) بن الحارث المعروف بابن مسكين. كان من أعيان الشافعية الصّلحاء ، كتب ابن الرّفعة تحت خطّه على فتوى : «جوابي كجواب سيدي

__________________

(١) شذرات الذهب : ٦ / ٢٥.

٣٥٤

وشيخي». درّس بالشّافعيّ ، ومات في جمادى الأولى سنة عشر وسبعمائة.

١٣٧ ـ عزّ الدين عبد العزيز بن عبد الجليل الغمراويّ (١). كان عالما نظّارا ، تصدّى للاشتغال والإفتاء ، وولي درس التّفسير بالمنصوريّة. مات في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة (٢).

١٣٨ ـ محبّ الدّين عليّ بن الشيخ تقيّ الدين بن دقيق العيد. ولد بقوص ، في صفر سنة سبع وخمسين وستمائة ، وكان فاضلا ذكيّا ، شرح التعجيز شرحا جيّدا ، وولي تدريس الكهارية والسيفيّة. مات في رمضان سنة ستّ عشرة وسبعمائة ، ودفن عند والده. قال في العبر : وهو زوج ابنة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله.

١٣٩ ـ عزّ الدين النّشائيّ (٣) أبو حفص عمر بن أحمد بن مهديّ. كان إماما بارعا في الفقه والنّحو والعلوم الحسابيّة ، أصوليّا محقّقا ، ديّنا ورعا ، زاهدا متصوّفا ، يحبّ السماع ويحضره ، درّس بالفاضليّة والجامع الأقمر ، وتخرّج به خالق ؛ منهم المجد الزّنكلونيّ. وصنّف نكتا على الوسيط. مات في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة.

١٤٠ ـ ولده كمال الدين أبو العباس أحمد. ولد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستّمائة ، وأخذ عن والده. وكان إماما حافظا (٤) للمذهب ، متصوّفا طارحا للتّكلّف ، درس بجامع الخطيريّ ، ببولاق ، وصنّف جامع المختصرات وشرحه ، والمنتقى ونكت التنبيه. مات يوم السبت عاشر صفر سنة سبع وخمسين وسبعمائة ودفن بالقرافة.

١٤١ ـ محيي الدين يحيى بن عبد الرحيم بن زكير القرشيّ الفرضيّ. كان فقيها بارعا ، أخذ عن الجلال الدشناويّ. وانتصب للتدريس والإفتاء. وكان مدار ذلك عليه في إقليمه ، اختصر الرّوضة ، وانتشرت طلبته. مات بقوص في المحرّم سنة ثماني عشرة وسبعمائة.

١٤٢ ـ قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السّنباطيّ. كان إماما حافظا للمذهب ، عارفا بالأصول ، ديّنا سريع الدّمعة ، صنّف تصحيح التعجيز ، وأحكام

__________________

(١) في شذرات الذهب : النمرواوي نسبة إلى نمرا من أعمال الغربية.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ٢٦.

(٣) نسبة إلى نشا وهي قرية بريف مصر. [الشذرات : ٦ / ١٨٢].

(٤) شذرات الذهب : ٦ / ١٨٢.

٣٥٥

البعض (١) ، واستدراكات على تصحيح التّنبيه ، واختصر قطعة من الرّوضة. مات بالقاهرة في ذي الحجّة سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة (٢).

١٤٣ ـ نور الدين إبراهيم (٣) بن هبة الله بن عليّ الإسنائيّ. كان إماما عالما ماهرا في فنون كثيرة : الفقه والأصول والنحو ، أخذ عن البهاء القفطيّ ، والشمس الأصبهانيّ ، والبهاء ابن النّحاس ، واختصر الوسيط والوجيز ، وشرح المنتخب في الأصول وألفيّة ابن مالك. مات بالقاهرة سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.

١٤٤ ـ نور الدين عليّ بن يعقوب بن جبريل البكريّ ، كان عالما صالحا نظّارا ، ذكيّا متصوّفا ، أوصى إليه ابن الرّفعة بأن يكمل المطلب ، لما علمه من أهليّته لذلك دون غيره ، فلم يتّفق له ذلك ، لما كان يغلب عليه من التّجلّي والانقطاع. مات سنة أربع وعشرين وسبعمائة (٤).

١٤٥ ـ سراج الدين يونس بن عبد المجيد الأرمنتيّ (٥). ولد في المحرّم سنة أربع وأربعين وستمائة. واشتغل بقوص على المجد بن دقيق العيد ، وأجازه بالفتوى ، ثمّ ورد مصر ، فأخذ عن علمائها ، وصار في الفقه من كبار الأئمة مع أفضليته في النّحو والأصول ، وتصدّر للإقراء ، وصنّف (٦) كتاب الجمع والفرق والمسائل المهمة في اختلاف الأئمة. لسعه ثعبان بقوص ، فمات في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة.

١٤٦ ـ القموليّ (٧) نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الحزم مكيّ. كان إماما في الفقه ، عارفا بالأصول العربيّة ، صالحا متواضعا ، صنّف البحر المحيط (٨) في شرح كافية ابن الحاجب ، وشرح الأسماء الحسنى ، ولي حسبة مصر (٩) ، مات في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة.

١٤٧ ـ فخر الدين محمد (١٠) بن محمد بن محمد المعروف بابن الصّقليّ : تفقّه بالقطب السّنباطيّ ، وصنّف التنجيز في تصحيح التعجيز ، مات في ذي القعدة سنة سبع وعشرين وسبعمائة.

__________________

(١) في الشذرات : أحكام المبعض.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ٥٧.

(٣) شذرات الذهب : ٦ / ٥٤.

(٤) شذرات الذهب : ٦ / ٦٤.

(٥) في شذرات الذهب : نسبة إلى أرمنت من صعيد مصر الأعلى.

(٦) شذرات الذهب : ٦ / ٧٠.

(٧) في شذرات الذهب : نسبة إلى قمولة بلد بصعيد مصر.

(٨) في شذرات الذهب : البحر المحيط في شرح الوسيط.

(٩) شذرات الذهب : ٦ / ٧٥ ـ ٧٦.

(١٠) شذرات الذهب : ٦ / ٧٩ ـ ٨٠.

٣٥٦

١٤٨ ـ عزّ الدين (١) عبد العزيز بن أحمد بن عثمان الكرديّ. يعرف بابن خطيب الأشمونين. درّس وأفتى ، وألّف على حديث الأعرابيّ الذي جمع في رمضان كتابا نفيسا فيه ألف فائدة وفائدة ، ولي قضاء الأعمال القوصيّة والمحلّة ، ودرّس بالمعزيّة بمصر ، مات في أواخر سنة سبع وعشرين وسبعمائة.

١٤٩ ـ جمال الدين أحمد بن محمد بن سليمان الواسطيّ ، المعروف بالوجيزيّ ، لكونه كان يحفظ الوجيز للغزاليّ ، كان إماما حافظا للفقه ؛ ولد بأشمون الرمّان سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة ، وتفقّه بالقاهرة إلى أن برع ، وناب في الحكم بها. نقل عنه ابن الرّفعة على حاشية المطلب. مات في رجب سنة سبع وعشرين وسبعمائة ؛ أخذ عنه الإسنويّ.

١٥٠ ـ نجم الدين محمد بن عقيل بن أبي الحسن البالسيّ. كان فقيها محدّثا ؛ ورعا قوّاما في الحقّ ، شرح التنبيه ، ودرّس بالمعزيّة (٢) ، وناب في الحكم بمصر عن ابن دقيق العيد. مات سنة تسع وعشرين وسبعمائة.

١٥١ ـ بدر الدين محمد (٣) بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكنانيّ الحمويّ. قاضي القضاة بالديار المصرية. ولد سنة تسع وثلاثين وستّمائة ، واشتغل بعلوم كثيرة ، وأفتى قديما ، وعرضت فتواه على النوويّ فاستحسن جوابه ، وألّف في فنون كثيرة وحدّث ودرّس بالكامليّة وغيرها. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ، ودفن بالقرافة.

١٥٢ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٥٥ ـ وولده قاضي القضاة عزّ الدين. تقدّم في الحفّاظ ، وكذا ابن سيّد النّاس ، وتقدم الكمال بن الزّملكانيّ في المجتهدين ، وكذا الشيخ تقي الدين السبكيّ.

١٥٦ ـ زين الدين عمر بن أبي الحزّم بن الكنانيّ (٤) ، شيخ الشافعية في عصره بالاتّفاق. ولد بالقاهرة سنة ثلاث وخمسين وستّمائة ، وتفقّه على التّاج بن الفركاح ، وأفتى ، وولي قضاء دمياط عن ابن دقيق العيد ، وناب بالقاهرة ودرّس بعدّة أماكن ، وله حواش على الرّوضة. مات في رمضان سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة (٥).

__________________

(١) شذرات الذهب : ٦ / ٧٧.

(٢) في شذرات الذهب ٦ / ٩١ ـ ٩٢ : والطيبرسية.

(٣) شذرات الذهب : ٦ / ١٠٥ ـ ١٠٦.

(٤) في الشذرات : ابن الكتاني ، لأنّ أباه كان تاجرا في الكتّان من مصر إلى الشام.

(٥) شذرات الذهب : ٦ / ١١٧.

٣٥٧

١٥٧ ـ نجم الدين حسين بن عليّ بن سيّد الكلّ الأسوانيّ. كان ماهرا في الفقه فاضلا في غيره ؛ أفتى وتصدّر للإقراء (١) بالقاهرة ، ومات فيها في صفر سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ، وقد قارب المائة (٢).

١٥٨ ـ الزّنكلونيّ (٣) مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز. كان إماما في الفقه أصوليّا ، محدّثا ، نحويّا صالحا ، قانتا لله ، صاحب كرامات ؛ لا يتردّد إلى أحد من الأمراء ، ويكره أن يأتوا إليه ، ملازما للاشتغال. وله شرح التنبيه الّذي عمّ النفع به ؛ وشرح المنهاج. ولي مشيخة البيبرسيّة ؛ ودرّس الحديث بها وبجامع الحاكم. مات سنة أربعين وسبعمائة.

١٥٩ ـ ابن القمّاح شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حيدرة. كان عالما فقيها فاضلا محدّثا ، سريع الحفظ. ولد بالقاهرة سنة ستّ وخمسين وستّمائة ، واشتغل على الظّهير التّزمنتيّ (٤). وولي تدريس الشافعيّ. مات في ربيع الأول (٥) سنة إحدى وأربعين وسبعمائة (٦).

١٦٠ ـ أبو الفتح السّبكي (٧) تقيّ الدين محمد بن عبد اللطيف. كان فقيها أصوليّا ، أديبا شاعرا ، تفقّه على قريبه العلّامة تقيّ الدين السبكيّ. وألّف تاريخا. مات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

١٦١ ـ ضياء الدين محمد بن إبراهيم المناوي. ولد بمنية القائد ، سنة خمس وخمسين وستمائة ، وأخذ عن ابن الرّفعة والأصبهانيّ والبهاء ابن النحّاس ، ودرّس (٨) بالشافعيّ ، وشرح التنبيه. مات في رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة (٩).

وله ولدا أخ ، أحدهما :

١٦٢ ـ شرف الدّين إبراهيم بن بهاء الدين إسحاق ، عالم فاضل منقطع عن أبناء الدنيا ، أخذ عن عمّه ، ودرّس وأفتى ، وشرح فرائض الوسيط ، مات في رجب سنة سبع وخمسين.

__________________

(١) في الشذرات : بمدرسة الملك بالقاهرة.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ١٢٠.

(٣) شذرات الذهب : ٦ / ١٢٤.

(٤) في الشذرات : الترمنتي.

(٥) في الشذرات : ربيع الآخر.

(٦) شذرات الذهب : ٦ / ١٣١ ـ ١٣٢.

(٧) شذرات الذهب : ٦ / ١٤١ ـ ١٤٢.

(٨) في الشذرات : ودرّس بقبّة الشافعي.

(٩) شذرات الذهب : ٦ / ١٥٠.

٣٥٨

١٦٣ ـ والآخر : تاج الدين محمد ، أخو أشرف الدين. كان على نمط أخيه ، وتولّى قضاء العسكر وتدريس الشافعيّ. مات في جمادى الأولى سنة خمس وستّين وسبعمائة.

١٦٤ ـ الشّهاب بن الأنصاريّ أبو العباس أحمد (١) بن محمد بن قيس ، ويعرف بابن الظّهير أيضا. شيخ الشافعيّة بالديار المصرية ، كان إماما في الفقه والأصلين. ولد في حدود ستّين وستّمائة بالجيزة ، وأخذ عن الظّهير والسديد التّزمنتيّ. وسمع من ابن خطيب المزّة ، ودرّس بالخشّابية والكهّارية والمشهد الحسينيّ. مات بالطاعون سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

١٦٥ ـ زين الدين عمر بن محمد بن عبد الحكم بن عبد الرازق البلفيائيّ. من إقليم البهنسا. كان إماما في الفقه ، غوّاصا على المعاني الدقيقة ، منزّلا للحوادث على القواعد والنظائر تنزيلا عجيبا ، تفقّه على العلم العراقيّ والعلاء الباجيّ ، وشرح مختصر التّبريزيّ. مات في ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطّاعون. وكان والده أيضا عالما. شرع في شرح الوسيط ولم يتمّه.

١٦٦ ـ عماد الدين محمد (٢) بن إسحاق بن محمد بن المرتضى البلبسيّ. كان من حفّاظ المذهب ، أخذ عن ابن الرّفعة وغيره ، وولي قضاء الإسكندرية ، مات بالطاعون في شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة. وقد قارب السبعين.

١٦٧ ـ ابن عدلان (٣) شمس الدّين محمد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم الكنانيّ. كان إماما يضرب به المثل في الفقه ، عارفا بالأصلين والنّحو والقراءات ذكيّا نظّارا ، فصيحا. ولد بمصر في صفر سنة ثلاث وستّين وستمائة ، وأخذ الفقه عن الوجيه البهنسيّ ، والأصول عن الشمس الأصبهانيّ ، والنحو عن البهاء ابن النحاس ، وشرح مختصر المزنيّ ، مات بالطاعون في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

١٦٨ ـ ابن اللبّان (٤) شمس الدين محمد بن أحمد الدّمشقيّ ثمّ المصريّ. كان عارفا بالفقه والأصلين والعربيّة. أديبا شاعرا ، ولد بدمشق ثمّ قدم إلى الديار المصرية ، فأنزله ابن الرّفعة بمصر وأكرمه إكراما كثيرا ، وولي تدريس الشافعيّ ، واختصر الرّوضة ، ورتّب الأمّ. مات بالطاعون في شوّال سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

١٦٩ ـ نجم الدين الأصفونيّ (٥) أبو القاسم عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم.

__________________

(١) شذرات الذهب : ٦ / ١٥٩.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ١٦٤.

(٣) شذرات الذهب : ٦ / ١٦٤.

(٤) شذرات الذهب : ٦ / ١٦٣ ـ ١٦٤.

(٥) في الشذرات : نسبة إلى أصفون بلدة في صعيد مصر.

٣٥٩

ولد سنة سبع وسبعين وستّمائة ، وتفقّه على البهاء القفطيّ ، وغيره ، وانتفع به خلق بقوص ، وألّف مختصر الرّوضة المشهور. مات بمكّة في ذي الحجّة سنة خمسين وسبعمائة ، وكان صالحا يتبرّك به (١).

١٧٠ ـ الفخر المصريّ محمد بن (٢) عليّ بن عبد الكريم. كان فقيها أصوليّا ، نحويّا ذكيّا ، تفقّه بابن الزّملكانيّ ، واشتهر بمعرفة المذهب ، وأفتى وناظر ، وأشغل الناس مدّة ، ولد سنة اثنتين وتسعين وستّمائة ، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

١٧١ ـ ناصر الدين محمد بن إبراهيم النّويريّ. كان خبيرا بالمذهب ، مطّلعا على دسائس متعلّقة بالرّوضة. ولي قضاء المحلّة ، ومات بها في صفر سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.

١٧٢ ـ محيي الدين سليمان بن جعفر الإسنويّ ، خال الشيخ جمال الدين. كان فاضلا في علوم ، ماهرا في الجبر والمقابلة ، صنّف طبقات الشافعيّة ، ودرّس بالمشهد النّفيس. ولد سنة سبعمائة ، ومات في جمادى الأولى (٣) سنة ستّ وخمسين.

١٧٣ ـ نجم الدين محمد بن ضياء الدّين أحمد بن عبد القويّ الإسنويّ. كان عالما فاضلا ، انتفع به خلق ، وألّف في علوم متعدّدة. مات في ذي الحجّة سنة ثلاث وستين وسبعمائة ، وكان والده أيضا عالما فاضلا من كبار الصّالحين. له كرامات ، تفقّه بالبهاء القفطيّ. مات سنة اثنتي عشرة وسبعمائة في شوّال.

١٧٤ ـ العماد الإسنويّ (٤) محمد بن الحسن بن عليّ الإسنويّ. قال أخوه الشيخ جمال الدين في طبقاته : كان فقيها إماما في الأصلين والخلاف والجدل والتصوّف نظّارا بحاثا ، طارحا للتكلّف ، مؤثرا للتقشّف. ولد سنة خمس وتسعين وستّمائة ، وأخذ عن مشايخ القاهرة ، وانتصب للتدريس والإفتاء والتّصنيف. مات في رجب سنة أربع وستّين وسبعمائة.

١٧٥ ـ أخوه الشيخ جمال الدين عبد الرحيم ، شيخ الشافعيّة ، وصاحب التصانيف السائرة. ولد سنة أربع وسبعمائة ، وأخذ عن التقيّ السّبكيّ والزّنكلونيّ والقونويّ وأبي حيّان وغيرهم ، وبرع في الأصول العربيّة والعروض ، وتقدّم في الفقه فصار إمام زمانه ،

__________________

(١) شذرات الذهب : ٦ / ١٦٧.

(٢) شذرات الذهب : ٦ / ١٧٠ ـ ١٧١.

(٣) في شذرات الذهب ٦ / ١٧٩ : الآخرة.

(٤) شذرات الذهب : ٦ / ٢٠٢ ـ ٢٠٣.

٣٦٠