وقعة النهروان أو الخوارج

علي بن الحسين الهاشمي

وقعة النهروان أو الخوارج

المؤلف:

علي بن الحسين الهاشمي


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة المفيد للطباعة والنشر والتوزيع
المطبعة: مؤسسة المفيد للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٤

( ما قيل في الخوارج )

نبدأ بكلام علي امير المؤمنين (ع) وما قاله فيهم في شتى المناسبات وتقصر بالاشارة على أول كل خطبة من قوله. وكل ما ذكره فيهم بكاملة في نهج البلاغة فيراجع. وكلام علي (ع) كما قيل فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق. والمثال المعروف كلام الملوك ملوك الكلام. وما قاله المرتضى مرتضى.

١ ـ ذكرهم (ع) في خطبته الشقشقية. عند قوله : فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة. وهم أصحاب الجمل. ومرقت أخرى. وهم ـ الخوارج ـ وقسم آخرون. وهم معاوية وأهل الشام.

٢ ـ ذكرهم. في خطبته بعد التحكيم. وأولها. الحمد لله وان اتى الدهر بالخطب الفادح.

٣ ـ ذكرهم في تخويف ـ أهل النهروان ـ قوله : فأنا

٣٠١

نذير لكم ان تصبحوا صرعى بأثناء هذا النهر (١).

٤ ـ قوله. : لما سمع الخوارج يقولون. لا حكم إلا لله. كلمة حق يراد بها باطل.

٥ ـ قوله (ع) أصابكم حاصب. الخ.

٦ ـ قوله لما عزم على حرب الخوارج. وقيل له. انهم قد عبروا جسر النهروان ، قال : ( مصارعهم دون النطفة ) (٢).

٧ ـ قوله : كلا والله انهم نطف في أصلاب الرجال.

٨ ـ قوله (ع) لا تقتلوا الخوارج بعدي الخ.

٩ ـ قوله : لرجل من أصحابه. لما قال له نهيتنا عن الحكومة. ثم امرتنا بها فلم ندر أي الأمرين أرشد؟ فقال (ع) هذا جزاء من ترك العقدة الخ.

١٠ ـ قوله : وقد خرج الى معسكرهم ( كلكم شهد معنا صفين ) الخ.

١١ ـ قوله : في التحكيم ( أنا لم نحكم الرجال. وانما حكمنا القرآن ) الخ.

__________________

(١) هذه من مغيباته (ع).

(٢) ايضاً من مغيباته (ع).

٣٠٢

١٢ ـ قوله : في معنى الحكمين ( فأجمع راي ملئكم على أن أختار رجلين ).

١٣ ـ قوله : وقد ارسل رجلاً من اصحابه يعلم له علم من لحق بالخوارج ( بعداً لهم كما بعدت ثمود ) الخ.

١٤ ـ قوله : للبرج الطائي. لما سمعه يقول : لا حكم إلا لله. ( اسكت قبحك الله يا أثرم ).

١٥ ـ قوله : لما اضطرب عليه اصحابه في أمر الحكومة ( أيها الناس انه لم يزل أمري معكم على ما احب حتى نهكتكم الحرب ) الخ.

١٦ ـ قوله : في شأن الحكمين وذم أهل الشام ( جفاة طغام ) الخ.

١٧ ـ قوله : وقد مر (ع) بقتلى الخوارج ( بؤساً لكم لقد ضركم من غرّكم ) فقيل له من غرّهم يا امير المؤمنين. فقال : ( الشيطان المضل والنفس الأمارة بالسوء غرتهم بالأماني وفسحت لهم بالمعاصي ووعدتهم الأظهار فاقتحمت بهم النار ).

١٨ ـ قوله : عندما سمع خارجياً يتهجد ويقرأ القرآن ( نوم على يقين خير من صلاة في شك ).

١٩ ـ قوله : لما مرت امرأة جميلة فنظر اليها الجلاس

٣٠٣

( ان ابصار هذه الفحول طوامح. وان ذلك سبب هبابها. فاذا نظر أحدكم الى امرأة تعجبه فليلامس أهله.

فانما هي امرأة كامرأة. فقال رجل من الخوارج « قاتله الله كافراً ما أفقهه » فوثب القوم ليقتلوه. فقال (ع) ( رويداً انما هو سب بسب أو عفو عن ذنب ).

في تفسير القشري. وإبانة العكبري. عن سفيان ، عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن ابي الطفيل. انه سأل ابن الكوا امير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : ( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ) فقال (ع) انهم أهل حروراء.

قال الجاحظ عند ذكره الخوارج « انك لا تعرف فقيهاً من أهل الجماعة لا يستحل قتال الخوارج. كما انا لا نعرف احداً منهم لا يستحل قتال اللصوص (١).

ان للنار سبعة ابواب وان اشدها سعيراً لباب الخوارج (٢).

الخوارج قوم من أهل الأهواء لهم مقالة على حدة وهم الحرورية.

والخارجية طائفة منهم. وهم سبع طوائف سموا به

__________________

(١) البيان والتبيين ج ٣ ص ٨٧. السندوبي.

(٢) البحار. للمجلسي ره :

٣٠٤

لخروجهم على الناس أو عن الدين أو عن الحق أو عن علي كرم الله وجهه في صفين (١).

قال ابن ابي الحديد في شرح النهج. ان الخوارج كانوا من أصحاب علي وأنصاره في الجمل وصفين. قبل التحكيم. فدعا عليهم علي فسلط الله عليهم الذل الشامل والسيف القاطع والاثرة من السلطان وما زالت حالهم تضمحل حتى أفناهم الله تعالى. وأفنى جمهورهم. ولقد كان سيف المهلب بن أبي صفرة وبنيه الحتف القاضي عليهم والموت الزؤام.

ذكر الشيخ سلامة القضاعي في كتابه « فرقان القرآن » (٢) عند ذكره قوله تعالى ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ) قال : كان قتادة اذا قرأ هذه الآية ( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) قال : ان لم يكونوا الحرورية والسبئية ، فلا أدري من هم ، ولعمري لقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله (ص) بيعة الرضوان من المهاجرين والأنصار خبر لمن استعبر ، لمن كان يعقل أو يبصر أن الخوارج

__________________

(١) تاج العروس ص ٣٠ ج ٢.

(٢) فرقان القرآن ص ٦٤ طبع بمصر ، بمعية « الأسماء والصفات » للبيهقي.

٣٠٥

خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير بالمدينة والشام والعراق. وأزواجه يومئذ أحياء ، والله ان خرج منهم ذكر ولا انثى حرورياً قط ، ولا رضوا الذي هم عليه. بل كانوا يحدثون يعيب رسول الله اياهم. ونعته الذي نعتهم به ، وكانوا يبغضونهم بقلوبهم ، ويعادونهم بألسنتهم ، وتشتد والله عليهم أيديهم اذا لقوهم ، ولعمري لو كان أمر الخوارج هدى لاجتمع ، ولكنه كان ضلالاً فتفرق ، وكذلك الأمر واذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافاً كثيراً فقد ألاصوا ـ أي أرادوا وحاولوا رواجه ـ هذا الأمر منذ زمان طويل فهل أفلحوا فيه يوماً أو نجحوا؟ ياسبحان الله : كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم؟ لو ـ كانوا على هدى لأظهره الله وأفلحه ونصره ، ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله وأدحضه ، فهم كما رأيتهم. كلما خرج لهم قرن أدحض الله حجتهم. وأكذب أحدوثتهم ، واهراق دماءهم ، وان كتموا كان قرحاً في قلوبهم ، وغماً عليه. وان أظهروه أهرق الله دماءهم ، ذاكم والله دين سوء فاجتنبوه ، والله ان اليهودية لبدعة ، وان النصرانية لبدعة ، وان الحرورية لبدعة ، وان السبئية لبدعة ما نزل بهن كتاب ولا سنهن نبي.

ولقد وردت فيهم أحاديث كثيرة عن النبي (ص) ذكرت

٣٠٦

في مضانها. وقد ذكرنا البعض منها اول الكتاب. وإتماماً للفائدة نثبت البعض الآخر منها هنا.

روى الطحاوي الحنفي في مشكل الآثار ص ٣٥٣ ج ٣ في رواية انس عن النبي (ص) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. هم شرار الخلق والخليفة. وروى الحافظ ابو نعيم الأصبهاني في اخبار اصبهان ص ١٩٣ ج ١ عن ابي غالب. قال كنت بالشام عند ابي امامة فجاءت رؤوس من قبل العراق. فلما رآها بكى وقال ( كلاب النار مرتين أو ثلاثاً شر قتلى تحت ظل السماء وخير قتلى من قتلوه. فقلت يا أبا إمامة أي شيء رأيتك تقول. قال بل سمعت رسول الله لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثاً ولا أربعاً وجعل يعدد باصبعه. ثم ادخل اصبعه في اذنه. وقال : والا فصمتا. ثم عقال أبا يا غالب أنت ببلدهم بها كثير فانشدك الله ان تكون منهم.

وروى في الخصائص الكبرى ص ١٤٦ ح٣ حديث الخدري وقال بعده وأخرجه ابو يعلا. وزاد في آخره فقال علي (ع) ايكم يعرف هذا فقال رجل من القوم هذا هو حرقوص ابن زهير وامه ها هنا. فأرسل الى امه فقال لها ممن هذا؟ قالت ما أدري. الا اني كنت في الجاهلية أرعى غنماً بالربذة فغشيتني كهيئة الظلمة. فحملت منه فولدت هذا ، وروى عن صحيح مسلم عن عبيدة. قال : لما فرغ

٣٠٧

علي (ع) من اصحاب النهر. قال ابتغوا فيهم فان كانوا القوم الذين ذكرهم رسول الله فان فيهم رجلا مخدج اليد. فابتغيناه فودناه فدعوناه اليه فجاء حتى قام عليه. فقال الله اكبر ثلاثاً. والله لولا ان تبطروا لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيه لمن قتل هؤلاء. قلت انت سمعت هذا من رسول الله؟ قال اي ورب الكعبة ثلاث مرات وروى ابن عساكر الدمشقي الشافعي في تاريخ الشام ص ١٣٠ ج ٤ حديث ابي امامة. وحديث ابي ايوب في انه امر أن يقاتل مع علي الناكثين وقد قاتلهم والقاسطين وهذا وجهنا اليهم والمارقين. ولم يرهم بعد. وقد أورد الخطيب البغدادي الشافعي وغيره من حفاظ أهل السنة كثير من الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) في مروقهم عن الدين والأمر بقتلهم وقتالهم مع امير المؤمنين.

والأحاديث التي وردت. انهم يقتلون اهل الايمان ويتركون اهل الأوثان فكان مصداق هذه الأحاديث من جملتها قتل عبدالله بن خباب ، وذكر الدينوري في اخبار الطوال ص ٣٠٩ انهم اعترضوا الناس يعني يقتلون كل من لقوه. وقتلوا الحارث بن مرة. وقد بعثه اليهم امير المؤمنين وذكر المبرد في الكامل ص ١٤١ ج ١ وهو غير متهم عليهم. قال فمن طريف اخبارهم انهم أصابوا الى آخر ما ذكرناه ص ٣٣.

٣٠٨

وذكر صاحب العقد النفيس. احمد بن ادريس الحسيني المالكي الرزايا الثلاثة التي منها ردهم على النبي (ص) لما طلب الدواة ليكتب لهم. وذكر الخارجي المعترض. وقال : فقال رسول الله من يقوم فيقتله. فقام أبو بكر فوجده قد خط خطاً يصلي. فقال لا اقتل رجلاً يصلي وهوي يناجي ربه ، ثم قال من منكم يقوم الى الرجل فيقتله. فقام عمر فمضى فوجده يصلي فقال ان ارجع فقد رجع من هو خير مني لا اقتله وهو يصلي. فلما سمع قول النبي (ص) من يقوم فيقتله بعد أن قال ابو بكر وهو يصلي. ثم ذكر ان علياً مضى ليقتله فلم يجده. وقال النبي (ص) لو قتلتموه لكانت او فتنة في الإسلام وآخرها. وما اختلف في امتي اثنان. وذلك الرجل هو راس الخوراج.

٣٠٩

( أئمة الخوارج )

محمد بن أبي عفان. عزلوه في ١٥ ذي القعدة ١٧٩ هجـ وكان من ائمة أهل عمان (٢) ، عبدالله بن سعيد عزلوه وقدموا عليه خنبشاً وهو من ائمة حضرموت (٣) ، الوارث بن كعب الخروصي وخروص من اليحمد نصبوه بعد عزل محمد بن أبي عفان ويثبتون له كرامات خرافية غرق في سبل وادي كلبوه من نزوى ومعه سبعون رجلاً ٣ ج ١ ، ١٠٢ هجـ (٤) غسان بن عبدالله اليحمدي بويع له بالإمامة بعد وفاة الوارث ومات في ٢٦ ذي القعدة ، سنة ٢٠٧. (٥) عبد الملك بن حميد بويع له سنة ٢٠٨ مات في ٣ رجب سنة ١٢٦. (٦) المهنا بن جيفر بويع له بالإمامة في ٢ رجب سنة ١٢٦ مات في ١٦ ربيع الآخر سنة ٢٣٧. (٧) الصلت بن مالك بويع له وعزل بعد ذلك ، فبويع لراشد بن النظر ، وقيل بقيت بقية تدعى بامامته الى ان مات. (٨) راشد ابن النظر بويع له ووقعت فتن وحروب في عهده

٣١٠

فعزلوه وبايعوا عزان ابن تميم الخروصي في ٣ صفر سنة ٢٧٧ ، حتى قتله محمد بن بور وبعث برأسه الى المعتضد ببغداد. (٩) بيحرة عامل العباسيين على نزوى امام الصلاة قتل سنة ٢٨٢. (١٠) محمد بن الحسن بويع له بنزوى. ثم تتابعت أئمتهم والعباسيون يحاربونهم حتى ايام القرامطة وحروبها ، ثم ان قائمة من كلب اليحمد عقد له في حياة الصلت بن القاسم. ثم عقد في حياة عزان ابن الهزبر لعبدالله بن محمد الحداني المعروف بأبي سعيد القرمطي ثم عقد للصلت بن القاسم ثانية الى ان مات. ثم بويع للحسن بن سعيد السحتني النازل نزوى. ثم في شهره عقد للحواري بن مطرف الحداني النازل نزوى الى ان مات ، وبويع لابن اخيه عمر بن محمد بن مطرف. وكان هو وعمه اذا جاء السلطان اعتزلا عن بيت الامامة. ثم صارت بعدها فترة الامامة. ثم عقدوا. لمحمد بن يزيد الكندري النازل نزوي وبايعوه على الدفاع واعتل عند البيعة بانه رجل عليه دين أهل الاحساء من أهل بيت ابن مقرب قاموا على الرامطة وحاربوهم سبع سنين حتى انتزعوا الدولة منهم. ثم عقد بعد فترة من الزمن. لمحمد بن الحسن الخروصي. ثم عزل. وبايع أهل عمان من بعده لتصابية أئمة. منهم الصلت بن القاسم الخروصي بنزوى. ثم بعده عزان بن الهزبر المالكي. ثم الحكم بن الملا البحري

٣١١

النازل بسعال. ثم اعتزل عن الإمامة وبويع لمحمد بن يزيد. ثم افتتنوا فيما بينهم. ورجعوا إلى راشد. يعني ابن النظر بعد أن كان في السجن خليعاً مقيداً محبوساً أسيراً. فعقدوا له إماماً وقصروا الجمعة وجبوا الزكاة وباع راشد الصوافي. ثم خذلوه وتركوه. ثم خلعوا معه الإمامة وفرضها ، وصاروا كلما يبايعون رجلاً منهم يخلعوه بعد برهة. حتى بايعوا في تلك الفترة من الزمن ستة عشر بيعة فقد بايعوا راشد ابن النظر بيعتين. وبايعوا الحواري بن عبدالله. وبايعوا أبا سعيد القرمطي. وبايعوا محمد بن حسن. وبايعوا حسن بن سعيد. وبايعوا الحواري بن مطرف بيعتين وبايعوا عمر بن محمد بن مطرف. وبايعوا محمد بن يزيد وبايعوا الحكم بن ملا بيعتين. وبايعوا عزان بن الهزبر. ثم من بعده بايعوا سعيد بن عبدالله بن محمد بن محبوب. فقتل في وقعة بمنى في سنة ٤٢٨ هجـ ثم بايعوا راشد بن الوليد بنزوى. ثم قتل. وبايعوا الجليل بن شاذان بن الصلت بعد راشد بزمن طويل ثم مات ٤٢٥ وبويع راشد بن سعيد ثم توفي ٤٤٥ فبويع حفص بن راشد ثم مات. وبويع راشد بن علي. فاختلف الناس عليه ، ثم بويع عامر بن راشد بم الوليد الخروصي وهو آخر أئمتهم من بني خروص ، ثم بويع محمد بن غسان بن عبدالله الخروصي ، ثم مات وبويع الخليل بن عبدالله بن عمر بن

٣١٢

محمد بن الخليل بن شاذان (١) الى أن مات ، وبويع محمد بن ابي غسان. يقال انه ابن راشد بن سعيد هو من أئمة الرستاقية وهم الغلاة في امر موسى وراشد ثم بويع موسى بن أبي المعالي بن موسى بن نجاد ٥٤٩ هو من أئمة الرستاقية ثم بويع لخنبش بن محمد بن هشام وهو من الطائفة الرستاقية. حتى توفي ٥١٠ وبويع محمد بن خنبش وما ٥٥٧ وبعده صارت ملوكية بني نبهان حتى ٨٠٩ بايعوا الحواري بن مالك. وقيل اسمه مالك بن الحواري ولده الى أن مات ٨٣٣ وبويع خميس ابن عامر الى ان توفي ٨٤٦. ثم بويع عمر بن الخطاب بن محمد ابن احمد ابن شاذان الخروصي ٨٨٥. الذي انهار عرش ملوكية آل نبهان في عهده. واستولى على جميع ما ملكوه فصيره الى ما بايعوه ، وجعلت تنتقل من أمام الى امام الى يومنا هذا (٢) ثم مات عمر بن الخطاب ، ثم بويع ٨٩٤ محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج القاضي البهلوي. وكأنه عزل او اعتزل ن ثم بويع لعمر الشريف. فأقام سنة. ثم خرج الى بهلي. فبايع أهل نزوى محمد بن سليمان ثانية. ثم بايعوا

__________________

(١) قاتل النباهنة. وهم آل نبهان ملوك عمان الذين ملكوا في فترة الامامة من حدود منتصف القرن السادس الى القرن العاشر.

(٢) هذا كلام صاحب تحفة الأعيان. وهو من علماء الخوراج.

٣١٣

من بعده لأحمد بن عمر بن محمد الزنجي البهلوي ، فمات ، وبايعوا لأبي الحسن بن عبد السلام النزوي ، وأقام دون السنة ، ثم بويع محمد بن اسماعيل بن عبدالله بن محمد بن اسماعيل الحاضري. وهو من قضاعة ثم مات ٩٤٢ فبويع ابنه بركات بن محمد بن اسماعيل. وتبرأ البعض منه وممن نصبه. ونصبوا عمر بن القاسم الفضيلي في ايام بركات. ثم نصب أيضاً عبدالله بن محمد القرن إماماً ٩٦٧ فكان هناك فتن ومناوشات وصار الملك متفرقاً بين الرؤساء والنباهنة وآل عمير وآل هلال وكثر النزاع والاختلاف ومات بركات ٥٠٩ وصار الملك بعده لبني نبهان رؤساء القبائل : ولما كثر الظلم من الأمراء عليهم اجتمع الخوارج وبايعوا المؤيد ناصر بن مرشد بن مالك بن ابي العرب. وهو أول امام في اليعاربة وذلك ١٠٢٤ وفي عهده وقعت حروب كثيرة بينه وبين حكام الجور بعد جره الجيوش الى حربهم. حتى ما ١٠٥٠ قيل انه مات وعنده بنت واحدة فتجعله الخوارج كرامة له وانه شابه رسول الله (ص) حيث انه مات وعنده فاطمة الزهراء. فهذه من خرافاتهم وما أكثرها ، ثم بويع سلطان بن شيف بن مالك ابن عم ناصر بن مرشد مات سنة ١٠٩١ ثم بويع بلعرب في اليوم الذي مات فيه ابوه سلطان. وكان يسكن بقرية جبرين مات ١١٠٤ ثم عقدوا الإمامة لسيف بن سلطان أخو بلعرب

٣١٤

مات ١١٢٣ ثم بويع سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك بن ابي العرب اليعربي مات ١١٣١ ثم بويع مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك ابن بلعب اليعربي وثار يعرب بن بلعرب بن سلطان وحاربه وخذله اهل عمان وكان يعرب لا يدعى الإمامة لنفسه وإنما يدعيها لسيف بن سلطان الصغير. فألقى القبض على مهنا وأصحابه بعد حصارهم بالقلعة. ثم استسلموا وزجوهم في السجن وبعدها قتلوهم. وهم في القيود وصارت الإمامة ليعرب بن سلطان بن سيف ابن ملك وفي ١١٤٥ وقعت حروب بينه وبين أصحاب سيف بن سلطان حتى انتصر عليه سيف بجيشه الذي عليه العنبوري وبهذا النصر ذالت امامة يعرب ونودي بإمامة سيف بن سلطان ثم بويع محمد بن ناصر بن عامر بن رمثه ابن خميس الغافري ثم صار الاتفاق على امامة سلطان بن مرشد بن عدي اليعربي. وهو آخر أئمة اليعاربة وذلك ١١٥٤ ثم مات على اثر جراحات اصابته في الحرب. وانتقل ملك اليعاربة الى احمد بن سعيد. ثم بويع مرة ثانية بلعرب بن حمير ث لخع وقتل وانتقلت الدولة من ايدي اليعاربة الى آل بوسعيد ، وأول هذه الدولة احمد بن سعيد بن احمد بن محمد البوسعيدي. وهو ابو ملوك عصرنا وعقدت له الامامة وحارب اهل فارس توفي ١١٩٦ وخلف اولاداً منهم سعيد بن احمد وسلطان بن احمد

٣١٥

وقيس بن احمد ومحمد بن احمد وطالب بن احمد وهؤلاء كلهم يقال لهم أولاد الامام فأما سلطان فهو ابو ملوك مسكد وزنجبار. وأما قيس فهو ابو ملوك الرستاق ، وأما محمد وطالب فانهما وليا من قبل اخوتهما ، وأما سعيد فهو الذي ملك بعد ابيه وتسمى بالإمامة واشتهر بهذا الاسم وأولاده يقال لهم اولاد الامام. ويقال له السلطان. وخرج عليه سلطان اخوه وولى طالب بن الامام على الرستاق وكان بالرستاق أولاد سعيد فانتقلوا عنها. وبقي طالب في الرستاق الى أن مات. وصارت الى سعود بن علي بن سيف. وهو أحد أولاد الامام. فقتل بالمنصور. وهو نائم ، وقدم حمود بن عزان المنصور. فدخلها وهي في ايدي أولاد عزان حتى هذا العصر ، وأخذت منهم صحار بالحرب بعد أسر حمود بن عزان ، وقد أسره السلطان ثويني بن سعيد. فحمله الى مسكد ومات بالسجن وأما السلطان ثويني فقد قتله ابنه سالم بصحار. وقيد عمه تركي وجاء به الى مسكد وولى السلطنة وذلك سنة ١٢٨٢ ثم قامت عليه القبائل وحاربته وأخرجته من مسكد. وعقدوا الإمامة لعزان بن قيس ١٢٨٥ وبعدها كاتب الناس تركي بن سعيد. وقام بالأمر وحارب الإمام حتى قتل الإمام على سور مطرح. وهذا شبه انقلاب من تركي بمساعدة الانكليز الى أن مات ١٣٠٥ واستولى بعده ولده فيصل بن تركي وتوفي ١٣٢٨ والسلطان اليوم حفيده سعيد

٣١٦

بن تيمور على جميع عمان ، والإمامة للإمام الحالي في نزوي. وقد علمنا أن الامام في هذا العصر رجل نبيه عارف له اصلاحات كثيرة وقضايا مرضية واحدة منها أنه عمم أمره برفع سب الإمام علي (ع) ، بل راح يعاقب من يسمع منه ذلك.

٣١٧

( الخوارج لغة واصطلاحاً )

الخوارج : لغة. يقال لكل من خرج على خليفة أو ملك أو سلطان.

وإطلاق الخارجية يختلف باختلاف الأهواء والمعتقدات الاسلامية :

أما في رأي السنة فيطلق لفظ ـ الخارجي ـ على كلّ من خرج على الخلفاء الراشدين وهم ابوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنه ، وعلى هذا الرأي كل من خرج على علي (١) فهو كافر بالإجماع.

أما رأي الإمامية : فيصدق لفظ الخارجي على كل من خرج على إمام معصوم : كالمارقة : الذي نحن بصددهم لأنهم خرجوا على علي (ع) أيام خلافته. فقاتلهم علي (ع) بدوره ، ونهى عن قتالهم من بعده.

__________________

(١) الذين معظمهم اليوم في شمال العراق ـ يقال لهم. على اللهية.

٣١٨

وإنما نهى (ع) عن قتالهم من بعده لأن الذين يخرجون عليهم ليسوا بأئمة مفترضة طاعتهم كمعاوية ويزيد وعبد الملك. والخلفاء العباسيين ، ولهذا لما بعث معاوية الة الحسن بن علي (ع) يسأله ان يتولى قتال الخوارج. فكان جواب الحسن (ع) والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين. وما أحسب ذلك يسعني. أفأقاتل عنك قوماً أنت والله أولى بالقتال منهم. قال ابن ابي الحديد. وهذا موافق لقول أبيه لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه مثل من طلب الباطل فأدركه وهو الحق الذي لا يعدل عنه. قال : وبه تقول أصحابنا. فان الخوارج عندهم أعذر من معاوية وأقل ضلالاً. ومعاوية أول بأن يحارب منهم.

والخوارج احدى فرق الاسلام. التي افترقت بعد الرسول الأعظم والفرق التي تنتحل دين الإسلام. اصولها أربعة فرق. الأولى البكرية وهم أهل السنة. الثانية : العلوية وهم الشيعة. الثالثة : المارقة : وهم الخوارج الرابعة : الغلاة (٢).

والفوراق التي بين هذه الفرق الأربعة فوارق جوهرية.

__________________

(٢) انظر صفحة ١٤٧.

٣١٩

فالسنة تعتقد أن الخلافة تثبت بالاختيار دون النص من النبي (ص) وان الخلفاء أربعة مترتبين في الفضل كترتيبهم في الخلافة الزمنية. والشيعة تعتقد ان الخلافة تثبت بالنص دون الاختيار. وأن الخليفة المنصوص عليه هو علي بن ابي طالب صلوات الله عليه : والخوارج يتولون الشيخيين (رض) ويتبرأون من الصهرين. بل يكفرانهما. والغلاة (١) الدين يرفعون النبي (ص) وأهل بيته عن درجة البشرية. الى درجة التصرف بالأكوان. امثال عبدالله بن سبأ ومن نحا نحوه. أعاذنا الله منهم.

فهذه الفرق الأربعة : هي أصول الفرق الإسلامية. وعنها تفرقت الفرق الأخرى ، حتى صار فيها مصداق قول النبي (ص) ( ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ).

وأما الخوارج الذين نحن بصددهم. افترقوا خمس وعشرين فرقة (٢) ومبدؤهم وأصل دعوتهم كلمة ـ لا حكم الا لله (١) وعلى م نتقي في ديننا ، وأردفتها كلمة ـ ذي

__________________

(١) قال امير المؤمنين (ع) لما سمع قول الخوارج لا حكم إلا لله ( كلمة حق يراد بها باطل ) قال ابن ابي الحديد في شرحه معنى قوله سبحانه ان الحكم لله أي اذا أراد شيئاً من افعال نفسه فلا بد من وقوعه بخلاف غيره من القادرين بالقدر فانه لا يجب حصول مرادهم إذا ارادوه ألا ترى ما قبل هذه الكلمة يا بني ( لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شيىء ان الحكم إلا لله ) خاف عليهم من الاصابة بالعين

٣٢٠