شرح جمل الزجّاجى - ج ٣

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

شرح جمل الزجّاجى - ج ٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2263-0

الصفحات: ٤٦١

يريد : درّ من لامها اليوم.

وغير المقيس من هذا أن يفصل بين المضاف والمضاف إليه بغير الظرف والمجرور ، نحو قوله [من مجزوء الكامل] :

٩٥١ ـ فزججتها بمزجّة

زجّ القلوص أبي مزاده

__________________

متعلق بالفعل (استعبرت). «رأت» : فعل ماض مبني على الفتحة ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره «هي». «ساتيدما» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. «استعبرت» : فعل ماض مبني على الفتحة ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره «هي». «لله» : جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف. «درّ» : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. «اليوم» : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل (لامها). «من» : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. «لامها» : «لام» : فعل ماض مبني على الفتحة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» ، و «ها» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

وجملة : «لما رأت استعبرت» الشرطية ابتدائية لا محل لها. وجملة «رأت» في محل جرّ بالإضافة. وجملة «استعبرت» جواب شرط غير جازم لا محلّ لها. وجملة «لامها» صلة الموصول الاسمي لا محلّ لها.

والشاهد فيه قوله : «لله در اليوم من لامها» حيث فصل بين المضاف «در» والمضاف إليه «من» بالظرف «اليوم».

٩٥١ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص ٨٢ ؛ وخزانة الأدب ٤ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٣ ؛ والخصائص ٢ / ٤٠٦ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٢٧ ؛ وشرح المفصل ٣ / ١٨٩ ؛ والكتاب ١ / ١٧٦ ؛ ومجالس ثعلب ص ١٥٢ ؛ والمقاصد النحوية ٣ / ٤٦٨ ؛ والمقرب ١ / ٥٤.

اللغة : زججتها : طعنتها بالزّجّ ، والزّجّ : الحديدة التي تركب في أسفل الرّمح. المزجّة : الرمح القصير. القلوص : الناقة الشابة. أبو مزادة : كنية رجل.

المعنى : فطعنتها بأسفل الرّمح مثلما يطعن أبو مزادة القلوص.

الإعراب : «فزججتها» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «زججتها» : فعل ماض مبني على السكون ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، «ها» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. «بمزجّة» : جار ومجرور متعلقان بالفعل (زجج). «زجّ» : مفعول مطلق منصوب بالفتحة. «القلوص» : مفعول به للمصدر (زج) المضاف إلى (أبي) منصوب بالفتحة. «أبي» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة. «مزادة» : مضاف إليه مجرور بالفتحة (ممنوع من الصرف) ، ووقف عليه بالسكون لضرورة الشعر.

وجملة «زججتها» بحسب ما قبلها.

الشاهد : قوله : «زجّ القلوصّ أبي مزادة» حيث فصل بين المضاف الذي هو قوله : «زج» ، والمضاف إليه الذي هو قوله «أبي مزادة» بمفعول المضاف الذي هو قوله «القلوص».

٢٤١

يريد : زج أبي مزادة القلوص ، ففصل. ونحو قوله [من الطويل] :

٩٥٢ ـ تمرّ على ما تستمرّ وقد شفت

غلائل عبد القيس منها صدورها

يريد : وقد شفت عبد القيس ، أي هذه القبيلة ، منها غلائل صدورها. وقوله [من الرجز] :

٩٥٣ ـ فداسهم دوس الحصاد الدائس

يريد : دوس الحصاد.

__________________

٩٥٢ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٤ / ٤١٣ ، ٤١٨.

اللغة : الغلائل : جمع غليل ، وهو الضّغن.

الإعراب : «تمرّ» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره «هي». «على» : حرف جر. «ما» : اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون في محل جر ب «على» ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل «تمر». «تستمرّ» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره «هي». «وقد» : «و» حالية ، «قد» : حرف تحقيق. «شفت» : فعل ماض مبني على الفتحة ، و «التاء» تاء التأنيث الساكنة. «غلائل» : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف. «عبد القيس» : «عبد» : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف ، «القيس» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «منها» : جار ومجرور متعلقان ب (شفت). «صدورها» : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف ، «ها» : ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.

وجملة «تمر» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة «تستمر» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة «وقد شفت» في محل نصب حال.

الشاهد فيه قوله : «شفت غلائل عبد القيس منها صدورها» حيث فصل بين المضاف «غلائل» والمضاف إليه «صدورها» بأجنبي وهو فاعل «شفت» الذي هو «عبد القيس».

٩٥٣ ـ التخريج : الرجز لعمرو بن كلثوم في المقاصد النحويّة ٣ / ٤٦١ ؛ وليس في ديوانه.

المعنى : يصف الشاعر قوما كانوا قد انتصروا على قوم آخرين ، وهزموهم شرّ هزيمة ، فصوّرهم يدوسون أعداءهم كما يدوس الدأس القمح ليخرج الحبّ من سنابله.

الإعراب : فداسهم : الفاء حرف عطف ، و «داسهم» : فعل ماض ، و «هم» : ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هو». دوس : مفعول مطلق منصوب ، وهو مضاف. الحصاد : مفعول به منصوب ل «دوس». الدائس : مضاف إليه مجرور.

الشاهد فيه قوله : «دوس الحصاد الدائس» حيث فصل بين المضاف «دوس» والمضاف إليه «الدائس» بمفعول المضاف «الحصاد» ، وأصله : «دوس الدائس الحصاد».

٢٤٢

ومنه وهو أقبح ما ورد في الباب قوله [من الطويل] :

نفى الذمّ عن أثوابه مثلما نفى

أذى ـ درنا عن جلده الماء ـ غاسل

يريد : مثل نفي الماء إذا غاسل درنا عن جلده.

ولذلك أنكروا قراءة ابن عامر : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(٢). وهو غلط من ابن عامر ، والذي غلّطه في ذلك أنّ «شركاءهم» كان مرسوما فى مصحفه بياء على حسب رسم مصاحف أهل الشام.

وهذا الرسم يتخرّج على أن يكون «الأولاد» مخفوضا بإضافة «قتل» إليه ، ويكون «الشركاء» بدلا من «الأولاد» بدل شيء من شيء ، لأنّ ولد الإنسان شريكه فيما يملكه.

ومنه الفصل بين النعت والمنعوت بالمعطوف أو المجرور الذي ليس في موضع نعت ،

__________________

٩٥٤ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.

اللغة : نفى : أبعد. الدرن : الوسخ.

المعنى : لم يبق للذم في هذا الشخص مكان لأنه يبعد عنه كل ما يمكن أن يوصله إلى الذم ، وذلك كما يفعل الغاسل يبعد الأوساخ بالماء عن كل جسده.

الإعراب : نفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. الذم : مفعول به منصوب بالفتحة. عن أثوابه : جار ومجرور متعلقان بالفعل «نفى» ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مثلما : «مثل» : نائب مفعول مطلق ، «ما» : مصدرية. نفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والمصدر المؤول من «ما» والفعل «نفى» مضاف إليه مجرور. أذى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. درنا : مفعول به لاسم الفاعل «غاسل» ، منصوب. عن جلده : جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. الماء : فاعل مرفوع بالضمة. غاسل : فاعل مرفوع لفعل محذوف والتقدير : «إذا غسل».

وجملة «نفى الذم» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «نفى أذى» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «درنا عن جلده الماء غاسل» التقديم والتأخير في ترتيب الكلمات.

(١) سورة الأنعام : ١٣٧.

٢٤٣

فمثال الفصل بين النعت والمنعوت بالمعطوف قوله [من الرمل] :

فصلقنا في مراد صلقة

وصداء ألحقتهم بالثلل(١)

ففصل بين صلقة وصفته بالمعطوف.

ومثال الفصل بالمجرور قوله [من الطويل] :

أمرّت من الكتّان خيطا وأرسلت

رسولا إلى أخرى جريئا يعينها(٢)

ففصل بين «رسول» وصفته وهو «جريء» بالمجرور ، وكان حقه أن يكون بعد «أرسلت» ، أو في آخر الكلام.

ومن غير المقيس قوله [من الطويل] :

٩٥٥ ـ وما مثله في الناس إلّا مملّكا

أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه

تقديره : وما مثله في الناس حيّ يقاربه إلّا مملّكا أبو أمّه أبوه ، ففصل بين المبتدأ

__________________

(١) تقدم بالرقم ١١٩.

(٢) تقدم بالرقم ١١٨.

٩٥٥ ـ التخريج : البيت للفرزدق في لسان العرب ١٠ / ٤٩٢ (ملك) ؛ ومعاهد التنصيص ١ / ٤٣ ؛ ولم أقع عليه في ديوانه ؛ وبلا نسبة في الخصائص ١ / ١٤٦ ، ٣٢٩ ، ٢ / ٣٩٣.

اللغة : المملك : هشام بن عبد الملك وهو الخليفة.

المعنى : وما مثله في الناس حي يقاربه في الشرف والسمو إلا الخليفة.

الإعراب : وما : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «ما» : حجازية تعمل عمل ليس. مثله : حال من «حي» ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. في الناس : جار ومجرور متعلقان بخبر ما. إلا : حرف حصر. مملكا : خبر ما منصوب بالفتحة. أبو : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. أمه : مضاف إليه مجرور ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. حي : اسم ما مؤخر مرفوع بالضمة. أبوه : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يقاربه : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

وجملة «ما حيّ مثله إلا مملكا» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «أبو أمه أبوه» : في محل نصب صفة ل «مملكا». وجملة «يقاربه» : في محل رفع صفة ل «حيّ».

والشاهد فيه قوله : «البيت بكامله» : حيث قدم وأخر على غير قاعدة.

٢٤٤

والخبر الذي هو أبو أمه أبوه باسم «ما» الذي هو حيّ ، وفصل بين «حيّ» وصفته الذي هو «يقاربه» بخبر المبتدأ الذي هو «أبوه».

وقول الآخر [من الطويل] :

٩٥٦ ـ لها مقلتا أدماء طلّ خميلة

من الوحش ما تنفكّ ترعى عرارها

فتقديره : لها مقلتا أدماء من الوحش ما تنفكّ ترعى خميلة طلّ عرارها. ففصل بين «طلّ» ومفعولها ب «تنفك» واسمها وخبرها وبالمجرور ، وقدّم «طلّ» على «خميلة» ، وهو من صفتها. ومثله أيضا [من الطويل] :

٩٥٧ ـ وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم

من الناس ذنبا جاءه وهو مسلما

__________________

٩٥٦ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في كتاب العين ١ / ٨٦ ؛ والخصائص ١ / ٣٣٠.

اللغة : أدماء : بيضاء. العرار : نبت بري له رائحة طيبة.

المعنى : لها عينا ظبية ترعى في الخميلة العرار والأغصان الطرية.

الإعراب : لها : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. مقلتا : مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة. أدماء : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف. طلّ : فعل ماض للمجهول مبني على الفتح الظاهر. خميلة : مفعول به منصوب مقدم للفعل «ترعى». من الوحش : جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لأدماء. ما تنفك : فعل مضارع ناقص مبني على الفتح واسمها محذوف تقديره : هي. ترعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هي. عرارها : نائب فاعل مرفوع للفعل «طل» و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة «لها مقلتا أدماء» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «طل عرارها» : في محل نصب صفة ل «خميلة». وجملة «ترعى» : في محل نصب خبر ما تنفك. وجملة «ما تنفك ترعى» : في محل جر صفة ل «أدماء».

والشاهد فيه قوله : «البيت بكامله» حيث قدم وأخر على غير قاعدة.

٩٥٧ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في لسان العرب ٦ / ٥٦ (حلس) ؛ والخصائص ١ / ٣٣٢ ؛ وأمالي القالي ١ / ٢٠٦.

اللغة : الإحلاس : الإلزام.

الإعراب : وما كنت : «الواو» : حسب ما قبلها ، «ما» : نافية لا عمل لها ، «كنت» : فعل ماض ناقص

٢٤٥

تقديره : وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلم من الناس مسلما ذنبا جاءه ، وهو تقدم الضمير وهو ما يعود عليه وهو مسلم المتأخر. ومنه أيضا [من الكامل] :

هيهات قد سفهت أمية رأيها

فاستجهلت حلماؤها سفهاؤها

حرب تردّد بينهم بتشاجر

قد كفّرت آباؤها أبناؤها(١)

أي : لبست الدروع ، ففصل بين المبدل منه ، وهو أمية ، والبدل ، وهو حلماؤها ، بالجملة التي هي «فاستجهلت» ، وفصل بين الفعل ، وهو «استجهلت» ، وفاعله ، وهو سفهاؤها ، بالبدل ، وهو حلماؤها. وفصل بين المصدر ، وهو «بتشاجر» وفاعله ، وهو أبناؤها ، بالجملة التي هي «قد كفرت آباؤها».

وحمل ثعلب هذين البيتين على غير التقديم والتأخير ، فجعل «حلماؤها سفهاؤها» مبتدأ وخبرا ، أي : حلماؤها مثل سفهائها في الجهل ، وجعل «آباؤها أبناؤها» كذلك ، كأنه قال : آباؤها مثل أبنائها في التكفير. ومنه [من المنسرح] :

٩٥٨ ـ فأصبحت بعد خطّ بهجتها

كأنّ قفرا رسومها قلما

__________________

مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع اسم كان. أخشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا. الدهر : مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل «أخشى». إحلاس : مفعول به منصوب بالفتحة. مسلم : مضاف إليه مجرور بالكسرة. من الناس : جار ومجرور متعلقان بصفة ل «مسلم». ذنبا : مفعول به للمصدر «إحلاس» ، منصوب بالفتحة «إحلاس مسلم ذنبا». جاءه : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وهو : «الواو» : حرف عطف ، «هو» : ضمير رفع منفصل في محل رفع معطوف على فاعل «جاء». مسلما : مفعول به لاسم الفاعل مسلم منصوب بالفتحة.

وجملة «أخشى» : في محل نصب خبر كنت. وجملة «كنت أخشى» : حسب ما قبلها. وجملة «جاءه» : في محل نصب صفة.

والشاهد فيه قوله : «جاءه وهو» حيث قدم الضمير وهو ما يعود عليه وهو مسلم.

(١) تقدم بالرقم ٤٦٧.

٩٥٨ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٤ / ٤١٨ ؛ والخصائص ١ / ٣٣٠ ، ٢ / ٢٩٣ ؛ ولسان العرب ٧ / ٢٨٧ (خطط).

المعنى : يصف الشاعر الديار بالخلاء وارتحال الأنيس ، وذهاب المعالم. وأصل ترتيب البيت : «فأصبحت قفرا بعد بهجتها كأن قلما خط رسومها».

الإعراب : «فأصبحت» : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «أصبح» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح

٢٤٦

تقديره : فأصبحت قفرا بعد بهجتها كأنّ قلما خطّ رسومها. ففصل بين «بعد» وبين ما أضيف إليه بالفعل ، وفصل بين خط وبين مفعوله ب «كأن» والمضاف إليه «بعد» وخبر أصبح ، وفصل «كأنّ» واسمها بمفعول «خط» وخبر «أصبح» ، وقدم «خط» على «قلما» ، وهو من صفته ، ومثله [من الكامل] :

٩٥٩ ـ متقلّدا لأبيه كانت عنده

أرباق صاحب ثلّة وبهام

يريد : متقلّدا أرباق صاحب ثلّة وبهام كانت عنده لأبيه ، وهو صفة ل «أرباق». ومن

__________________

و «التاء» تاء التأنيث الساكنة ، و «اسمها» : ضمير مستتر جوازا تقديره «هي». «بعد» : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة ، متعلق بخبر (أصبح). «خطّ» : فعل ماض مبني على الفتحة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره «هو». «بهجتها» : «بهجة» : مضاف إليه (إلى بعد) مجرور بالكسرة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جر مضاف إليه. «كأنّ» : حرف مشبه بالفعل. «قفرا» : خبر «أصبح» منصوب بالفتحة. «رسومها» : «رسوم» : مفعول به للفعل (خطّ) منصوب بالفتحة ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. «قلما» : اسم «كأن» مؤخر منصوب بالفتحة.

وجملة «أصبحت» بحسب ما قبلها. وجملة : «كأن قلما خط» استئنافية لا محل لها. وجملة «خطّ رسومها» في محلّ رفع خبر «كأن».

والشاهد فيه قوله : «فأصبحت بعد خطّ بهجتها» حيث فصل بين المضاف «بعد» والمضاف إليه «بهجتها» بالفعل «خط».

٩٥٩ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ص ٨٥٠ (طبعة الصاوي).

اللغة : الأرباق : جمع ربقة وهي الحبل تشد به الدواب في مرابطها. الثلة : جماعة الغنم. البهام : جمع بهمة وهي الصغير من أولاد الضأن والبقر.

المعنى : إنك تمسك بالأمور العظيمة مثل الحبال التي للدواب ومثل الاهتمام بصغارها. وهذا تهكم من الشاعر.

الإعراب : متقلدا : حال من «عطية» في البيت السابق ، والأصل : ترى عطية ضاربا ... متلقّدا. لأبيه : جار ومجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، متعلقان بخبر «كانت» فالتقدير «كانت عنده لأبيه». كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، واسمها محذوف تقديره هي في محل رفع. عنده : مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالخبر المحذوف ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أرباق : مفعول به لاسم الفاعل «متقلد» ، منصوب. صاحب : مضاف إليه مجرور بالكسرة. ثلة : مضاف إليه مجرور بالكسرة. وبهام : «الواو» : حرف عطف ، «بهام» : اسم معطوف على «ثلة» ، مجرور مثله بالكسرة.

وجملة «كانت عنده» : في محل جر صفة لبهام.

والشاهد فيه قوله : «كانت عنده ... وبهام» حيث قدم الصفة على الموصوف وفصل بينهما.

٢٤٧

ذلك قوله [من الطويل] :

٩٦٠ ـ فلست خراسان التي كان خالد

بها أسد إذ كان سيفا أميرها

يريد : فلست خراسان التي كان خالد بها سيفا إذ كان أسد أميرها ، فقدم اسم «كان» عليها ، وهو «أسد» ، وفصل ب «كان» بين المبدل منه ، وهو «أسد» ، وبين البدل ، وهو «أميرها» (٢).

ومن ذلك قوله [من الطويل] :

٩٦١ ـ صددت فأطولت الصدود وقلّما

وصال على طول الصدود يدوم(٣)

فقدم فاعل «يدوم» عليه وهو «وصال».

ومن النحويين من زاد في الضرائر فصلين : أحدهما تغيير الإعراب عن جهته ، والآخر تذكير المؤنث وتأنيث المذكر.

وذلك عندنا من فصل البدل ، لأنه لا يؤنث المذكر حتى يعامل معاملة ما في معناه مما هو مذكر ، ولا يذكّر مؤنث حتى يعامل ما هو مؤنث في معناه. وكذلك تغيير الإعراب ،

__________________

٩٦٠ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٩٧.

المعنى : لست خراسان التي كان خالد بها سيفا عندما كان أسد أميرها.

الإعراب : فلست : «الفاء» : بحسب الفاء ، «لست» : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة ، و «التاء» : ضمير متصل في محل رفع اسم ليس. خراسان : خبر ليس منصوب بالفتحة. التي : اسم موصول في محل نصب صفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. خالد : اسم كان مرفوع بالضمة. بها : جار ومجرور متعلقان بخبر كان المؤخر. أسد : اسم كان متقدم على فعله مرفوع بالضمة. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق ب «سيفا». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. سيفا : خبر كان الأولى منصوب ، والتقدير «كان خالد بها سيفا». أميرها : خبر كان الثانية منصوب ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة «لست خراسان» : بحسب الفاء. وجملة «كان خالد سيفا» : صلة الموصول لا محل لها. وجملة «كان أسد أميرها» : مضاف إليها محلها الجر.

والشاهد فيه قوله : «كان خالد بها أسد إذ كان سيفا أميرها» : حيث قدم اسم كان عليها وهو أسد.

(١) كذا ، والصواب بين الاسم والخبر.

(٢) تقدم بالرقم ٦١.

٢٤٨

وجهه فيه إبدال الإعراب ليس لكلمة بحق الأصل كما هو إعراب لها بحق الأصل.

فمن تغيير الإعراب عن جهته قوله [من الوافر] :

سأترك منزلي لبني تميم

وألحق بالحجاز فأستريحا(١)

فنصب الفعل بعد الفاء في الواجب وكان حقه أن يكون مرفوعا. فالنصب إذن كالبدل من الرفع. ومن ذلك قوله [من الطويل] :

٩٦١ ـ لنا هضبة لا ينزل الذلّ وسطها

ويأوي إليها المستجير فيعصما

فنصب ما بعد الفاء في الواجب. وكذلك قول الأعشى [من الطويل] :

٩٦٢ ـ هنالك لا تجزونني عند ذاكم

ولكن سيجزيني الإله فيعقبا

__________________

(١) تقدم بالرقم ٥٤٢.

٩٦١ ـ التخريج : البيت لطرفة بن العبد في ملحق ديوانه ص ١٥٩ ؛ والرد على النحاة ص ١٢٦ ؛ والكتاب ٣ / ٤٠ ؛ وللأعشى في خزانة الأدب ٨ / ٣٣٩ ؛ والخصائص ١ / ٣٨٩ ؛ ولسان العرب ١٠ / ٤٢٧ (دلك) ؛ والمحتسب ١ / ١٩٧ ؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٢٣ ؛ ورصف المباني ص ٢٢٦ ، ٣٧٩ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٤.

اللغة : يعصم : يمنع ويحمي. وكنى بالهضبة عن عزة قومه ومنعتهم.

المعنى : إن لنا قوما منيعين لا يستطيع عدو أن يضربنا أو يلحق الذل بنا ، وقومنا يحمون من يلتجىء إليهم.

الإعراب : لنا : جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم محذوف. هضبة : مبتدأ مؤخر مرفوع. لا ينزل : «لا» : نافية ، «ينزل» : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذل : فاعل مرفوع بالضمة. وسطها : مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل «ينزل» ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ويأوي : «الواو» : عاطفة ، «يأوي» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. إليها : جار ومجرور متعلقان بالفعل «يأوي». المستجير : فاعل مرفوع بالضمة. فيعصما : «الفاء» : عاطفة ، «يعصما» : فعل مضارع للمجهول ، منصوب ب «أن» مضمرة في الإيجاب شذوذا ، والمصدر المؤول معطوف على مصدر منتزع مما تقدم والتقدير : ويكون إيواء فعصمة ، و «الألف» للإطلاق.

وجملة «لنا هضبة» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لا ينزل الذل» في محل رفع صفة ل «هضبة».

وجملة «يأوي المستجير» : معطوفة على جملة «ينزل». وجملة «يعصما» : صلة الموصول لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «فيعصما» حيث نصب بعد الفاء ما حقه الرفع.

٩٦٢ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٦٧ ؛ والأزهية ص ٢٦٣ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٤٢١ ؛ والرد على النحاة ص ١٢٥ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٣٨٦ ؛ والكتاب ٣ / ٣٩ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٦٩ ، ٢٧٥.

٢٤٩

ومنه أيضا الحمل على المعنى قبل تمام الكلام ، نحو قوله [من الوافر] :

٩٦٣ ـ فكرّت تبتغيه فوافقته

على دمه ومصرعه السباعا

__________________

اللغة : يعقب : يجمل العاقبة.

المعنى : سأدافع عن أهلي بلساني وأحمي أعراضهم ولا أبغي الثواب منهم وإنما الله هو الذي سيحسن عاقبتي.

الإعراب : هنالك : اسم إشارة في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان ، و «اللام» : للبعد ، و «الكاف» : للخطاب ، والظرف متعلق بالفعل لا تجزونني. لا تجزونني : «لا» : نافية ، «تجزونني» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، و «النون» : للوقاية ، و «الواو» : ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و «الياء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. عند : مفعول فيه ظرف مكان بدل من «هنالك». ذاكم : «ذا» : اسم إشارة في محل جر بالإضافة ، و «الكاف» : للخطاب ، و «الميم» : للجمع. ولكن : «الواو» : استئنافية ، «لكن» : حرف استدراك لا محل لها. سيجزيني : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به. الإله : فاعل مرفوع بالضمة. فيعقبا : «الفاء» : استئنافية ، «يعقبا» : فعل مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد الفاء ، والمصدر المؤول من «أن» والفعل يعقب معطوف على مصدر منتزع مما تقدم ، والتقدير : سيكون جزاء فإعقاب.

وجملة «لا تجزونني» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «سيجزيني الإله» : استئنافية لا محل لها. وجملة «يعقبا» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «فيعقبا» حيث نصب بعد الفاء ما حقه الرفع ، وذلك شذوذ للضرورة كالشاهد السابق.

٩٦٣ ـ التخريج : البيت للقطامي في ديوانه ص ٤١ ؛ والأشباه والنظائر ٦ / ٣٤ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٧ ، ١٨ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٠ ؛ والكتاب ١ / ٢٨٤ ؛ والمحتسب ١ / ٢١٠ ؛ ونوادر أبي زيد ص ٢٠٤ ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٢٦.

المعنى : الشاعر يصف بقرة وحشية فقدت ولدها ، فطلبته فوجدت السباع قد اغتالته.

الإعراب : فكرّت : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «كرّت» : فعل ماض مبني على الفتح و «التاء» : تاء التأنيث ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هي. تبتغيه : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا تقديره : هي. فوافقته : «الفاء» : حرف عطف ، «وافقته» : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر جوازا : هي. على دمه : جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من المفعول به ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ومصرعه : «الواو» : حرف عطف ، «مصرع» : اسم معطوف على المجرور «دمه» ، مجرور مثله بالكسرة ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. السباعا : مفعول به منصوب بإضمار فعل يدل عليه السابق.

وجملة «كرت» : بحسب الفاء. وجملة «تبتغيه» : في محل نصب حال. وجملة «وافقته» : معطوفة على

٢٥٠

فالوجه رفع «السباع» على أنه مبتدأ والخبر في المجرور قبله ، فنصب «السباع» بإضمار فعل يدل عليه وافقت المتقدّم ، كأنه قال : وافقت السباع على دمه ومصرعه ، وإن كان الكلام الذي تقدم السباع لم يتم ، فوجه دخول هذا في البدل أنّ الموضع لما كان يجب فيه رفع «السباع» فنصب على ما ذكر ، كان النصب كأنه بدل من الرفع.

ومن تذكير المؤنث قوله [من المتقارب] :

فلا مزنة ودقت ودقها

ولا أرض أبقل إبقالها(١)

فذكّر «الأرض» حملا على معنى المكان ، كأنّه قال : ولا مكان أبقل إبقالها ، فكأنه أبدل الأرض من المكان. ومن ذلك قوله [من الطويل] :

أرى رجلا منهم أسيفا كأنّه

يضمّ إلى كشحيه كفّا مخضبّا(٢)

فذكّر «الكفّ» كأنّه قال : عضوا مخضبّا ، فكأنه وضع «الكف» موضع «العضو». وقوله [من البسيط] :

إذ هي أحوى من الربعيّ حاجبه

والعين بالإثمد الحاريّ مكحول(٣)

فكأنه وضع «العين» موضع «الطرف».

ومن تأنيث المذكر في الضرورة قوله [من الطويل] :

٩٦٤ ـ وأنّ كلابا هذه عشر أبطن

وأنت بريء من قبائلها العشر

فأنّث «الأبطن» حملا على المعنى ، ولذلك أسقط التاء من العدد ، كأنه قال : عشر

__________________

جملة «كرت». وجملة «وافقت السباع» : حالية محلها النصب على تقدير «واو» و «قد» عند بعضهم.

والشاهد فيه قوله : «السباعا» حيث نصب السباع بإضمار فعل يدل عليه فعل «وافقت» المتقدم. والوجه رفع السباع على الابتداء وخبره في المجرور قبله.

(١) تقدم بالرقم ٧٢٤.

(٢) تقدم بالرقم ٦٩٢.

(٣) تقدم بالرقم ٦٨٨.

٩٦٤ ـ التخريج : البيت للنواح الكلابي في الدرر ٦ / ١٩٦ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨٤ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٥ ، ٥ / ٤٩ ؛ وأمالي الزجاجي ص ١١٨ ؛ وخزانة الأدب ٧ / ٣٩٥ ؛ والخصائص ٢ / ٤١٧ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٦٢٠ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٢٠ ؛ والكتاب ٣ / ٥٦٥ ؛ ولسان العرب ١ / ٧٢٢ (كلب) ، ١٣ / ٥٤ (بطن) ؛ والمقتضب ٢ / ١٤٨ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٤٩.

اللغة : البطن : القبيلة.

المعنى : إن قبيلة كلاب لهي عشر بطون وأنت أيها الرجل بريء منها جميعا ، بريء من عروبتها وأصالتها.

٢٥١

قبائل ، فكأنّه وضع «الأبطن» موضع «القبائل». ومن ذلك قوله [من الطويل] :

٩٦٥ ـ فكان مجنّي دون ما كنت أتّقي

ثلاث شخوص : كاعبان ومعصر

فأنّث «الشخوص» حملا على المعنى ، ولذلك أسقط التاء من العدد فكأنه قال : ثلاث نساء : كاعبان ومعصر. وقد تقدّم في التذكير والتأنيث أحكام هذا.

__________________

الإعراب : «وإن» : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «أن» : حرف مشبه بالفعل. «كلابا» : اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة. «هذه» : الهاء للتنبيه ، «ذه» : اسم إشارة مبني في محل نصب بدل من «كلابا». «عشر» : خبر مرفوع بالضمة. «أبطن» : مضاف إليه مجرور بالكسر. «وأنت» : «الواو» : حرف استئناف ، «أنت» : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «بريء» : خبر مرفوع بالضمة. «من قبائلها» : «من» : حرف جر ، «قبائلها» : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر بريء ، و «ها» : مضاف إليه. «العشر» : صفة مجرورة بالكسرة.

وجملة «أن كلابا عشر أبطن» : بحسب ما قبلها. وجملة «أنت بريء» : استئنافية لا محل لها.

والشاهد فيه : «عشر أبطن» حيث حذف التاء نظرا إلى المعنى لأن البطن بمعنى القبيلة هنا ، ولم يقل «عشرة» كما كان ينبغي بحسب اللفظ.

٩٦٥ ـ التخريج : البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ١٠٠ ؛ والأشباه والنظائر ٥ / ٤٨ ، ١٢٩ ؛ والأغاني ١ / ٩٠ ؛ وأمالي الزجاجي ص ١١٨ ؛ والإنصاف ٢ / ٧٧٠ ، وخزانة الأدب ٥ / ٣٢٠ ، ٣٢١ ، ٧ / ٣٩٤ ٣٩٦ ، ٣٩٨ ؛ والخصائص ٢ / ٤١٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٦٦ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٧١ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٣١٣ ؛ والكتاب ٣ / ٥٦٦ ؛ ولسان العرب ٧ / ٤٥ (شخص) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨٣ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ١٠٤ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٧٥ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٩ ؛ وعيون الأخبار ٢ / ١٧٤ ؛ والمقتضب ٢ / ١٤٨ ؛ والمقرب ١ / ٣٠٧.

شرح المفردات : المجن : الترس. أتّقي : أحذر. الكاعب : الفتاة الناهد. المعصر : الفتاة الشابة.

المعنى : يقول : وكان يسترني عن أعين الناس ثلاثة أشخاص : فتاتان ناهدتان وأخرى قد بلغت سنّ الإدراك.

الإعراب : «فكان» : الفاء بحسب ما قبلها ، «كان» : فعل ماض ناقص. «مجنّي» : خبر «كان» منصوب ، وهو مضاف ، والياء في محلّ جرّ بالإضافة. «دون» : ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من «مجنّ» ، وهو مضاف. «ما» : اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة. «كنت» : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير في محلّ رفع اسم «كان». «أتقي» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنا». «ثلاث» : اسم «كان» مرفوع ، وهو مضاف. «شخوص» : مضاف إليه مجرور. «كاعبان» : بدل من «ثلاث» مرفوع بالألف لأنّه مثنّى. «ومعصر» : الواو حرف عطف ، «معصر» : معطوف على «كاعبان» مرفوع.

وجملة : «كان مجني ...» بحسب ما قبلها. وجملة : «كنت أتّقي» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «أتّقي» في محل نصب خبر «كنت».

الشاهد فيه قوله : «ثلاث شخوص» ، والقياس : «ثلاثة شخوص» لأنّ «شخص» مذكر. ولكن الشاعر راعى المعنى المقصود من «الشخوص» الذي رشّحه وقواه ذكر «الكاعبين» و «المعصر».

٢٥٢

باب الإمالة

قوله : هو أن تميل الألف نحو الياء والفتحة نحو الكسرة.

يعني أنّ الإمالة هي أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة التي قبلها نحو الكسرة وهي لغة بني تميم ، وقد توجد في لغة غيرهم قليلا.

وأمّا أهل الحجاز فلغتهم الفتح. ومما يدل على أنّ بني تميم يؤثرون الإمالة أنّ الاسم المعدول المؤنث ، إذا كان على فعال ، لغة بني تميم فيه أن يعرب إعراب مالا ينصرف ، ولغة أهل الحجاز فيه البناء على الكسر.

فإذا كان آخره راء ، رجع إلى لغة أهل الحجاز ، فبنوه على الكسر ، لأن الراء إذ ذاك تكون مكسورة ، والراء المكسورة توجب الإمالة ، والإمالة لغتهم ، فعدلوا إلى الكسر لأجل ذلك.

وقوله : «وإنّما تمال الألف لياء أو كسرة تكون بعدها أو تكون منقلبة عن ياء ، أو مشبهة بما انقلبت من ياء».

أما الإمالة للياء فيشترط فيها أن تكون قبلها والألف تليها ، نحو : «خيال» ، أو بينهما حرف ، نحو : «شيبان» ، أو حرفان متحركان أحدهما الهاء ، ولم تفصل بينهما ضمة ، نحو : «بينها».

وأما الإمالة للكسرة ، فإنّها تكون لكسرة متقدّمة أو لكسرة متأخرة.

فإن كانت متأخرة عن الألف ، اشترط فيها أن تكون تلي الألف ، نحو : «عابد».

وإن كانت مقدمة عليها ، جاز فيها أن يكون مفصولا بينها وبين الألف بحرف ، نحو :

٢٥٣

«عماد» ، أو حرفين أولهما ساكن ، نحو : «شملال» (١) ، أو بحرفين متحركين أحدهما الهاء إذا لم تفصل بين الكسرة والألف ضمة ، نحو : «لن يضريها». فإن فصل بينهما ضمة ، لم تجز الإمالة ، نحو : «هو يضربها».

أو بثلاثة أحرف أولها ساكن إذا كان أحدها الهاء ، ولم يفصل أيضا بين الكسرة وبين الألف ضمة ، نحو : «عندها».

وأمّا الإمالة لكون الألف منقلبة عن ياء ، فنحو : «رمى» ، لأنّه من الرمي. وأمّا الإمالة لكون الألف مشبّهة بما انقلب عن ياء ، فنحو : «حبلى» ، ألا ترى أنّ ألف «حبلى» غير منقلبة عن شيء ، إلّا أنّها تشبه المنقلبة عن الياء من جهة أنك لو ثنّيت «حبلى» ، لقلت : «حبليان» ، فقلبت الألف ياء كما تفعل بالألف المنقلبة عن الياء في التثنية ، نحو : «فتى» ، تقول في تثنيته : «فتيان».

وقد تكون الإمالة بخلاف ما ذكر. وذلك أنّ العرب قد تميل الألف إذا كانت متطرفة ثالثة فصاعدا ، وإن كانت منقلبة عن واو ، نحو : «غزا». وقد تميل الألف إذا كانت عينا ، وإن كانت منقلبة عن واو إذا كانت الواو التي انقلبت عنها مكسورة في الأصل ، نحو : «خاف» ، لأنّ أصله : «خوف».

وقد يميلون أيضا بعد الإمالة ، نحو قولك : «رأيت عمادا» ، فيميلون الألف المبدلة من التنوين لإمالة الألف التي قبلها.

وقوله : «ومن أجل الياء أيضا إمالتهم الكافرين وما أشبه ذلك». الإمالة في «الكافرين» وأمثاله ، إنّما هي لأجل الكسرة ، لأنّ الياء إنّما توجب الإمالة إذا كانت متقدمة كما ذكرنا. وإنّما حمله على أن جعل الإمالة للياء أنّه رأى بعض العرب تميل «الكافرين» في حال النصب والخفض ، ولا تميله في حال الرفع ، فتوهم لذلك أنّ الإمالة لأجل الياء ، وليس كما توهم.

وإنّما السبب في ذلك أنّ الراء إذا لم تكن مكسورة تمنع الإمالة ، كما أنّها إذا كانت مكسورة تقوي على إيجاب الإمالة ، فإذا استعمل «الكافرين» في موضع نصب ، أو خفض ، كانت الراء مكسورة ، فلم يكن للإمالة ما يمنعها ، وإذا استعمل في موضع رفع ، كانت الراء مضمومة ، فمنعت الإمالة.

__________________

(١) الشملال : الناقة السريعة.

٢٥٤

ومن العرب من يميل «الكافرين» المرفوع ، ولا يجعل الراء مانعة للإمالة إلّا إذا كانت تلي الألف.

وقوله : إلّا أن يكون في الكلام حرف من الحروف التي تمنع الإمالة وهي سبعة أحرف : الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والغين ، والخاء ، والقاف ... إلى آخر الباب.

هذه الأحرف السبعة لا تمنع الإمالة إلّا إذا كانت لتأخّر كسرة أو تقدّمها أو تقدّم ياء أو إمالة. وتمنعها إذا كانت متقدمة على الألف ، والألف تليها ، نحو : «غانم» ، أو بينهما حرف ، وهي مكسورة ، نحو : «قباب» ، أو ساكنة قبلها كسرة ، نحو : «مصباح». وإذا كانت بعد الألف تليها ، نحو : «باخل» ، أو بينهما حرف ، نحو : «ناهض» ، أو حرفان ، نحو : «مناشيط».

ويمنع أيضا الإمالة الراء غير المكسورة ، إذا وقعت قبل الألف ، والألف تليها ، نحو : «راشد» ، أو بعدها متصلة بالألف ، نحو قولك : «هذا حمار» ، و «رأيت حمارا» ، أو بينهما حرف عند بعضهم ، نحو قولك : «هذا كافر».

وإن كانت مكسورة غلبت الراء غير المكسورة والمستعلي المتقدّم عليها إن وقعت بعد الألف تليها ، نحو : «قارب» و «من قرار» ، بالإمالة. أو بينهما حرف عند بعضهم ، نحو قولك : «بقادر» ، بالإمالة. والأكثر لا يميل.

فإن تأخر عنها المستعلي عليها ، نحو قولك : «هذه ناقة فارق وأنيق مفارق» ، فتفتح ولا تميل.

ومن العرب من يجعل الراء المكسورة تمنع الإمالة إذا فصل بينها وبين الألف بحرف ، كما تفعل المضمومة والمفتوحة ، فتقول : «بكافر» ، تفتح ولا تميل.

وينبغي أن تعلم أنّ الإمالة تكون في الأفعال والأسماء إلّا ما كان منها متوغّلا في البناء غير مستثقل ، نحو : «ما» الاستفهامية ، أو الشرطية ، أو الموصولة ، و «إذا».

وأمّا الحروف فلا يمال شيء منها إلا «بلى» و «لا» من قولهم : «أما لا» ، و «يا» في النداء ، لنيابتها مناب الأفعال.

وقد شذّت العرب في أليفاظ فأمالتها ، وبابها أن لا تمال لعدم موجب الإمالة ، وهي :

٢٥٥

«الحجاج» ، اسما علما ، و «الناس» ، و «باب» ، و «مال» ، و «غاب». وقال بعضهم : «رأيت عرقا وضيقا» ، فأمال ولم يعتدّ بالقاف.

كمل والحمد لله وحده ، وأما شرح ما بقي من الجمل وهو التصريف فعليه موضوع على حدة.

٢٥٦

الفهارس

١ ـ فهرس الآيات القرآنية

٢ ـ فهرس الأحاديث النبوية

٣ ـ فهرس الأمثال

٤ ـ فهرس الشواهد الشعرية

٥ ـ فهرس قوافي الأشعار

٦ ـ فهرس قوافي الأرجاز

٧ ـ فهرس الأعلام

٨ ـ فهرس المصادر والمراجع

٩ ـ فهرس المحتويات

٢٥٧
٢٥٨

١ ـ فهرس الآيات القرآنية

الآية

رقم الآية

الصفحة

الفاتحة : ١

(إيّاك نعبد)

٥

١ / ١٠٢

(اهدنا الصراط المستقيم)

٦

٢ / ٥٤٧

(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم)

٦ ـ ٧

١ / ٢٥٢

(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب)

٧

٢ / ١٦٩

البقرة : ٢

(ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم)

٢٠

١ / ٥١١

(مثلا ما بعوضة)

٢٦

١ / ١٢٨ ، ٤٩١

(اسكن أنت وزوجك الجنّة)

٣٥

١ / ١٩٩ ؛ ٣ / ٩٩

(واتّقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا)

٤٨

٣ / ١٠١

(لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك)

٦٨

١ / ٢٩٩

(الآن جئت بالحقّ)

٧١

١ / ٣٣

(من كان عدو لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل)

٩٨

٢ / ١٥٥

(واتّبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان)

١٠٢

١ / ٥٣٣

(وقالوا كونوا هودا أو نصارى)

١٣٥

١ / ١٨٩

(وإن كانت لكبيرة إلّا على الذين هدى الله)

١٤٣

١ / ٤٣٩

(لو أنّ لنا كرّة فنتبرأ منهم)

١٦٧

٣ / ٢١

(فما أصبرهم على النار)

١٧٥

٢ / ٣٦

٢٥٩

(فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدّة من أيام أخر)

١٨٤

١ / ٢١٤

(فإذا أفضتم من عرفات)

١٩٨

١/٣٧

(وعسى أن تكرهوا شيئا)

٢١٦

٢/٢٩٢

(وكفر به والمسجد الحرام)

٢١٧

١ / ٢٠٤

(قل العفو)

٢١٩

٣ / ٦٨

(ولعبد مؤمن خير من مشرك)

٢٢١

١ / ٣٢٢

(اللائي آلوا من نسائهم)

٢٢٦

١ / ١١٤

(من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا)

٢٤٥

١ / ١٢٢

(ألم تر إلى الذين حاج إبراهيم في ربّه)

٢٥٨

١ / ٤٦٢

(أو كالذي مرّ على قرية)

٢٥٩

١ / ٤٦٢

(إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي)

٢٧١

٢ / ٦٣ ، ٦٦

(وإن كان ذو عسرة)

٢٨٠

١ / ٤٠٣

(فيغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء)

٢٨٤

١ / ٢٢٠

آل عمران : ٣

(وإذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهّرك)

٤٢

١ / ٤٧٢

(واسجدي واركعي)

٤٣

١ / ١٨١

(ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا)

٩٧

١ / ٢٥٢ ، ٢٥٦

(فأمّا الذين اسودّت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم)

١٠٦

١ / ١٢٥

(ولقد نصركم الله ببدر)

١٢٣

٢ / ٣٦٣

(نعم)

١٣٦

٣ / ٨٠

(وأنتم الأعلون)

١٣٩

١ / ٨٦

(فبما رحمة من الله لنت لهم)

١٥٩

٣ / ٤٢

(وإن تصبروا وتّتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور)

١٨٦

٢ / ٣١٥

النساء : ٤

(واتّقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)

١

١ / ٢٠٤

(فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)

٣

١ / ١١٥ ؛ ٢ / ٣٤٣

(واللذان يأتيانها منكم)

١٦

١ / ١١١

(كتاب الله عليكم)

٢٤

٢ / ٤٣١

(وما فعلوه إلّا قليل منهم)

٦٦

٢ / ٣٨٨

(أينما تكونوا يدرككم الموت)

٧٨

٢ / ٣١٣

٢٦٠