شرح جمل الزجّاجى - ج ٣

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »

شرح جمل الزجّاجى - ج ٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن مؤمن بن محمّد بن علي ابن عصفور الحضرمي الإشبيلي « ابن عصفور »


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
2-7451-2263-0

الصفحات: ٤٦١

فإن كان مفعولا فيه ، فإن أخبرت عنه فلا يخلو أن تتسع فيه أو لا تتسع ، فإن لم تتسع فيه ، قلت مخبرا عن «اليوم» من قولك : «صمت يوم الجمعة» : «الذي صمت فيه يوم الجمعة».

فإن قيل : ما الذي أحوج إلى حرف الجر وهو «فيه» ، وقد كان «اليوم» دون «في»؟ فالجواب : إنّه لما لزم إضمار «اليوم» ، وقد كان منتصبا على معنى «في» ، لزم أن يعود «في» ، لأنّ المضمر يرد الأشياء إلى أصولها.

ولا يجوز حذف الضمير العائد على الموصول ، لأنه لا يخلو أن تحذفه وحده وتترك حرف الجر أو تحذفه مع حرف الجر. فإن حذفته دون حرف الجر ، كان ذلك خطأ ، لأنّ حرف الجر يكون معلقا على العمل ، وإن حذفته مع حرف الجر ، كان ذلك أيضا قبيحا ، لأنه ليس في الكلام ما يدل على حرف الجر المحذوف.

وأيضا فإنّه يكثر الحذف إلّا أنه قد يجوز حذفهما معا إذا كان في الكلام حرف من جنس المحذوف كي يدل عليه.

وإن أخبرت عن «اليوم» في المسألة المتقدمة بالألف واللام ، قلت : «الصائم أنا فيه يوم الجمعة». ولا يجوز حذف «فيه» لما تقدّم. وأيضا فإنّ إثباته مع الألف واللام أكثر من إثباته مع «الذي» ، لأن الذي يحسّن حذف العائد في موضع حذفه إنّما هو الطول ، والذي يقبّحه إنّما هو عدم الطول ، والألف واللام بلا شك أقلّ طولا من «الذي».

هذا حكم «اليوم» ما لم تتسع فيه ، فإن اتّسعت فيه ، وأخبرت عنه ب «الذي» قلت : «الذي صمته يوم الجمعة» ، فقد يجوز لك حذف العائد ، لأنّ المانع من حذفه إذا لم تتسع فيه ليس بموجود مع الاتساع ، وقد تقدم التكلم في المانع.

وإن أخبرت بالألف واللام ، قلت : «الصائمه أنا يوم الجمعة» ، ولا يجوز حذف العائد لعدم الطول. ومما جاء فيه الضمير العائد محذوفا بعد الاتساع قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(١). فكان أولا «تجزى فيه» ، ثم اتسع فصار «تجزيه» ، ثم حذف فصار «تجزى» ، وليس معنا دليل على حذفه بعد الاتساع إلّا القياس ، لأنه إن حذف قبل الاتساع ، جاء في ذلك كثرة الحذف ، وكان في ذلك أيضا حذف حرف ليس في الكلام ما يدل عليه ، وإن حذفته بعد الاتساع ، لم يكن فيه شيء من ذلك. وإن كان المخبر عنه مفعولا معه ففيه خلاف ، فأبو الحسن الأخفش يمنع الإخبار عنه ، وحجته لذلك أنّه يقول : الإخبار عنه يغيّره عن حاله قبل الإخبار ، لأنك إذا أخبرت عن «الطيالسة» من قولك : «جاء البرد

__________________

(١) سورة البقرة : ٤٨.

١٠١

والطيالسة» ، أحللت محلها ضميرا ، وأدخلت الواو عليه ، وأخّرت الطيالسة إلى آخر الكلام دون واو ، لأنّ الواو قد أدخلتها على الضمير ، فيكون في ذلك تغيير للمفعول معه لأنّ المفعول معه لا يعرف إلّا باقترانه بالواو.

وغيره يجيز الإخبار عنه ، ولا يعتبر ما قال أبو الحسن. والصحيح أنّه لا يجوز الإخبار عنه.

وإن كان المخبر عنه المفعول من أجله ففيه خلاف ، منهم من أجازه ومنهم من منعه ، أعني الإخبار عنه ، فالمانع يقول : الإخبار عنه يغيره عن حاله التي كان عليها قبل الإخبار ، لأنّ المفعول من أجله إنّما يكون اسما ظاهرا ، وكان منصوبا لأنّه فعل لفاعل الفعل المعلّل ، فإذا أدّى الإخبار عن الشيء إلى تغيير حاله لم يجز الإخبار عنه.

والمجيز يقول : إذا أخبر عنه لم ينتقل عن أحواله ، ألا تراه إذا أخبر عنه ، لزم معه شرط من شروطه ، وهو ثبوت اللام ، فتقول إذا أخبرت عن «إجلال» من قولك : «قمت إجلالا لك» : «الذي قمت له إجلالا لك». ولا يجوز أن يتقدم لك على «إجلال» لأنّه معمول له ، والمصدر لا يتقدّم عليه معموله ، لأنّه من صلته ، والصلة لا تتقدم على الموصول.

والصحيح أنّ الإخبار عن المفعول من أجله لا يجوز.

وإن كان المخبر عنه مفعولا مطلقا ، ففيه خلاف. منهم من أجاز الإخبار عنه ، ومنهم من منع. فالمانع يقول : إنّ الإخبار عنه لا يفيد ، إذ الفعل يعطي ما يعطيه هو. والمجيز يجيز ذلك إذا كان في الإخبار عنه فائدة ، نحو أن تخبر عن «ضرب» من قولك : «ضربت زيدا ضربا شديدا» ، فتقول : «الذي ضربته زيدا ضرب شديد».

والصحيح أنه يجوز الإخبار عنه إذا كان فيه فائدة.

وإن كان المخبر عنه مفعولا به ، فلا يخلو أن يكون الفعل متعدّيا إلى واحد ، أو إلى اثنين ، أو إلى ثلاثة. فإن كان متعدّيا إلى واحد ، وأردت الإخبار عن ذلك المفعول ، قلت : «الذي ضربته زيد». وقد يجوز لك حذف العائد. وإن كان الإخبار عن «زيد» بالألف واللام ، قلت : «الضاربه أنا زيد» ، ولا يجوز حذف العائد لقلّة الطول.

وإن كان متعدّيا إلى اثنين ، فلا يخلو أن يكون من باب «أعطيت» أو من «ظننت» ، فإن كان من باب «أعطيت» ، وأردت الإخبار عن الأول ، قلت : «الذي أعطيته درهما زيد» ، وبالألف واللام : «المعطيه أنا درهما زيد».

ويجوز حذف العائد مع «الذي» ، ولا يجوز مع الألف واللام للعلة التي تقدمت.

وإن أخبرت عن «الدرهم» ب «الذي» قلت : «الذي أعطيته زيدا درهم».

١٠٢

وإن أخبرت بالألف واللام ، قلت : «المعطيه أنا زيدا درهم».

ولا يجوز حذف العائد مع الألف واللام لما تقدّم. وقد يجوز لك حذف العائد.

وإنّما قدّمت ضمير «الدرهم» على «زيد» ، لأنّه مهما أمكن أن يؤتى بالضمير متصلا لم يؤت به منفصلا ، ولا يجوز تقديمه ووصله بالفعل إلّا إذ عدم اللبس ، نحو قولك : «أعطيت زيدا درهما ، وكسوته جبّة».

فأنت إذا أخبرت عن الثاني من مثل مفعولي هذين الفعلين ، جاز لك أن تصل ضمير المخبر عنه بالفعل وتقدّمه على المفعول الأول ، لأنه يعلم الآخذ والمأخوذ ، والمكسوّ والمكسوّ به.

وإن كان في المسألة لبس ، لم يجز تقديمه ووصله بالفعل ، فإذا أردت أن تخبر عن «عمرو» من قولك : «أعطيت زيدا عمرا» ، فإنّك إن أخبرت عنه وقدّمته على «زيد» ، ووصلته بالفعل ، لم تعلم المعطى من المعطى له ، فتقول في الإخبار عن «عمرو» من المثال المتقدم : «الذي أعطيت زيدا إيّاه عمرا». ولا يجوز حذف هذا العائد ، لأنه جرى مجرى الظاهر في عدم الاتصال.

وقد جرى مجراه في عدم الحذف إذا تقدّم على الفعل ، فقلت : «إيّاك أكرمت» ، فإنّه لا يحذف أبدا ، فكذلك عومل في الإخبار في تلك ، وإن كان المتعدي إلى اثنين من باب «ظننت» ، فلا يخلو أن يخبر عن الأول أو عن الثاني. فإن أخبرت عن الأول ب «الذي» قلت : «الذي ظننته منطلقا زيد». وقد يجوز حذف العائد كما تقدّم.

ومن الناس من منعه ، لأنّ أحد هذين المفعولين مبتدأ والآخر خبر ، ولا يجوز حذف المبتدأ وإبقاء الخبر ، ولا حذف الخبر وإبقاء المبتدأ.

هذا حجة من منع ، والصحيح أنه يجوز حذفه ، لأنّه لا يحذف إلّا للعلم به ، والمبتدأ قد يحذف للعلم به ، والخبر أيضا كذلك.

فهذا الذي منع من ذلك ليس له ما يتمسّك به ، لأنّه قاسه على المبتدأ ، والمبتدأ قد يحذف للعلم به ، دليل ذلك قوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(١). والتقدير : أمري صبر جميل ، أو : شأني صبر جميل.

فإن أخبرت عنه بالألف واللام ، قلت : اظنّه أن قائما زيد». وقد يجوز حذف العائد هنا مع الألف واللام قليلا ، لأنّ الكلام قد طال بالمفعولين.

وإن أخبرت عن المفعول الثاني بالألف واللام ، فلا يخلو أن يكون مشتقّا ، أو جامدا.

__________________

(١) سورة يوسف : ١٨.

١٠٣

فإن كان مشتقا ، فالخلاف فيه كالخلاف في خبر المبتدأ إذا كان مشتقا ، وإن كان جامدا فلا خلاف في الإخبار عنه ، فتقول إذا أخبرت عنه ب «الذي» : «الذي ظننته زيدا منطلق».

ويجوز حذف العائد لأنّ في الكلام ما يدل عليه.

ولا يجوز لك أن تقدم ضمير الثاني إذا أخبرت عنه على المفعول الأول وتصله بالفعل ، إلّا إذا عدم اللبس ، وعلم ما الخبر وما المخبر عنه. فإن وقع اللبس لم يجز نحو أن تخبر عن عمرو من قولك : «ظننت زيدا عمرا» ، فإنّك إن أخبرت عنه وقدّمت ضميره على «زيد» ، ووصلته بالفعل ، انقلب المعنى ، وصار «عمرو» المظنون ، وقد كان قبل التقديم : زيد الذي ظن عمرا.

وإن كان الفعل متعدّيا إلى ثلاثة مفعولين ، فلا يخلو أن تخبر عن الأول ، أو عن الثاني ، أو عن الثالث.

فإن أخبرت عن الأول ب «الذي» قلت : «الذي أعلمته عمرا منطلقا زيد». ولا يجوز حذف هذا الضمير ، لأنّ الذي أحلّ محله هذا الضمير لا يجوز حذفه ، لأنّه بمنزلة الفاعل والفاعل لا يحذف.

وكذلك إذا أخبرت عنه بالألف واللام الحكم كالحكم مع «الذي». وإن أخبرت عن الثاني ، وكان الإخبار ب «الذي» قلت : «أعلمت زيدا إيّاه منطلقا عمرو» ، ولا يجوز أن تقدّم «إيّاه» على «زيد» ، وتصله ، لأنّه يلبس ، ويصير «عمرو» هو الذي أعلم بانطلاق زيد ، وقد كان المعنى قبل أن تقدّمه وتصله بالفعل على أنّ زيدا هو الذي أعلم بانطلاق عمرو.

ولا يجوز حذف هذا العائد ، لأنّ ذلك يلبس ، لأنّه لا يعلم هل عمرو هو الذي أعلم بانطلاق زيد ، أو زيد هو الذي أعلم بانطلاق عمرو ، ولأنّه إذا حذف ، لم يعلم هل كان قبل المفعول الأول أو بعده ، فإن قدّر قبله كان مفهوم الكلام أنّ عمرا أعلم بانطلاق زيد ، وإن كان بعده كان المفهوم أيضا أنّ زيدا هو المعلم بانطلاق عمرو.

فإن عدم اللبس ، جاز اتصاله بالفعل نحو أن تخبر عن «هند» من قولك : «أعلمت زيدا هندا ضاحكة». قلت : «التي أعلمتها زيدا ضاحكة هند» ، ولا يجوز حذف هذا الضمير المتصل ، لأنّه قد أجري مجرى الظاهر.

فإن عدّي إليه فعل ضميره المتصل ، قيل : «ضربت إيّاي» ، ولا يجوز ذلك في الضمير المتصل ، فتقول : «ضربتني» ، إلّا في الأبواب المعلومة. ويجوز حذفه أعني الضمير

١٠٤

المنفصل في قليل من الكلام بحيث لا يقاس عليه ، كقوله تعالى : (أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(١). والأصل : تزعمونهم إيّاهم ، فحذف العائد على «الذي» ، وهو الضمير المتصل ب «تزعمون» ، ثمّ ناب منابه المنفصل ، فحذف لنيابته مناب المتّصل المحذوف.

فإن أخبرت عن المفعول الثالث ب «الذي» قلت : «الذي أعلمت زيدا عمرا إيّاه منطلق» ، ولا يجوز اتصال هذا الضمير إلّا إذا عدم اللبس ، كما تقدّم. وكذلك لا يجوز حذفه للعلّة التي تقدّم ذكرها.

وإذا كان هذا المفعول الثالث مشتقّا ، فإنّ فيه الخلاف كما تقدم.

وكنّا أهملنا هذين القسمين من المرفوعات ، فلم نذكرهما عند ذكر المرفوعات ، فأنا الآن أذكرهما وهما اسم «كان» واسم «ليس».

فإن أخبرت عن اسم «كان» ، فحكمه حكم المبتدأ وكذلك اسم «ليس» ، غير أنّك تخبر عن اسم «كان» ب «الذي» وبالألف واللام ، لأنّ «الذي» دخل عليه فعل متصرّف ، ولا يخبر عن اسم «ليس» إلّا ب «الذي» خاصة ، لأنّ «الذي» دخل عليه فعل غير متصرّف ، فلا يصاغ منه اسم فاعل ولا اسم مفعول.

__________________

(١) سورة الأنعام : ٢٢.

١٠٥

باب الجمع المكسّر

قد تقدّم أنّ الجموع تنقسم أربعة أقسام ، جمع سلامة ، وجمع تكسير ، واسم جنس ، واسم جمع.

فجمع السلامة قد تقدّم حكمه ، واسم الجمع لا يدرك بالقياس ، وإنّما هو محفوظات ، وأما جمع التكسير واسم الجنس فهو الذي نتكلم فيه في هذا الباب ، فنبدأ بجمع التكسير ، فأقول :

الاسم الذي تريد جمعه جمع تكسير لا يخلو أن يكون ثلاثيا ، أو رباعيا ، أو زائدا على ذلك ، فإن كان ثلاثيا ، فلا يخلو أن يكون صفة ، أو غير صفة ، فإن كان غير صفة ، فلا يخلو أن تكون فيه هاء التأنيث أو لا تكون. فإن لم تكن فيه هاء التأنيث ، فلا يخلو أن يكون مضعّفا ، أو معتل العين ، أو اللام ، أو صحيحا. فإن كان صحيحا ، فإنّ جميع ما ورد من ذلك عشرة أبنية : فعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل وسقط من جميع ما يتصور فيه بناءان : فعل بضم الفاء وكسر العين ، وعكسه لاستثقالهما.

فأما فعل فجمع في القليل على أفعل ، قالوا : كلب وأكلب وفلس وأفلس ، وفي الكثير على فعول وفعال متساويين ، قالوا : فرخ وفروخ وفراخ وكلب وكلاب.

هذا هو المقيس فيه ، وقد يجمع في الكثير فعلة ، قالوا : فقع وفقعة (١) وجرف وجرفة (٢).

قال الفراء : سألت أعرابيّة ما حيود الجبل فقالت : جرفته. وقد يجمع في الكثير على

__________________

(١) الفقع : الكمأة البيضاء.

(٢) الجرف : جانب النهر.

١٠٦

فعلان ، قالوا : ردء وردآن (١) ، ورأل ورئلان (٢). وقد يجمع في الكثير على فعيل ، قالوا : كلب وكليب. قال الشاعر [من الطويل] :

تعفّق بالأرطى لها وأرادها

رجال فبذّت نبلهم وكليب (٣)

وعبد وعبيد.

وقد يجمع في الكثير على فعلان ، قالوا : بطن وبطنان ، وثغب (٤) وثغبان. وقد يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : رأد (٥) وأرآد ، وزند وأزناد ، وعليه قوله [من المتقارب] :

٨٠٠ ـ وجدت إذا صطلحوا خيرهم

وزندك أثقب أزنادها

قالوا : فرخ وأفراخ ، وعليه قوله [من البسيط] :

٨٠١ ـ ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ

حمر الحواصل لا ماء ولا شجر

__________________

(١) الردء : الصاحب.

(٢) الرأل : ولد النعام.

(٣) تقدم بالرقم ٤٤٥.

(٤) الثغب : الغدير.

(٥) الرأد : أصل اللحيين.

٨٠٠ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٢٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٥٩ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٣٠٣ ؛ والكتاب ٣ / ٥٦٨ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٦٧٤ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١٦ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٥٢٦ ؛ والمقتضب ٢ / ١٩٦.

شرح المفردات : الزند : العود الذي تقدح به النار. ثقب الزند : خرجت ناره.

الإعراب : «وجدت» : فعل ماض للمجهول ، والتاء ضمير في محلّ رفع نائب فاعل. «إذا» : ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط ، متعلّق بجوابه. «اصطلحوا» : فعل ماض ، والواو ضمير متّصل في محل رفع فاعل. «خيرهم» : مفعول به ثان ل «وجد» ، وهو مضاف ، و «هم» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «وزندك» : الواو حرف استئناف ، «زندك» مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف في محلّ جرّ بالإضافة. «أثقب» : خبر المبتدأ مرفوع ، وهو مضاف. «أزنادها» : مضاف إليه مجرور ، وهو مضاف ، و «ها» : ضمير في محلّ جرّ بالإضافة.

وجملة : «وجدت» ابتدائيّة لا محل لها من الإعراب. وجملة «اصطلحوا» في محلّ جرّ بالإضافة.

الشاهد : قوله : «أزنادها» ، وهو جمع «زند» ، وهذا الجمع شاذّ عند النحاة ، وقياسيّ على الصحيح كما بيّن الأب أنستاس الكرملي (راجع مجلة مجمع اللغة العربيّة بالقاهرة ص ٢٢٣ وما بعدها).

٨٠١ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ديوانه ص ١٦٤ ؛ والأغاني ٢ / ١٥٦ ؛ وأوضح المسالك ٤ / ٣١٠ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٢٩٤ ؛ والخصائص ٣ / ٥٩ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٣٠٢ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٣٣٤ ؛ ولسان العرب ٢ / ٥٣٢ (طلح) ؛ ومعجم ما استعجم ص ٨٩٢ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٥٢٤ ؛ وبلا

١٠٧

قالوا : أنف وآناف وعليه قوله [من الطويل] :

٨٠٢ ـ إذا روّح الرّاعي العسيّ معزّبا

وأمست على آنافها عبراتها

قالوا : ثلج وأثلاج ، وبرد وأبراد ، وحمل وأحمال. قال الله تعالى : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ)(٢).

__________________

نسبة في أسرار العربيّة ص ٣٤٩ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٦٧٤ ؛ وشرح المفصّل ٥ / ١٦ ؛ والمقتضب ٢ / ١٩٦.

شرح المفردات : الأفراخ : ج الفرخ ، وهو صغير الطائر ، والمراد هنا أولاد الشاعر. ذو مرخ : اسم واد. الحواصل : ج الحوصلة ، وهي معدة الطائر. وزغب الحواصل : كناية عن ضعفهم.

الإعراب : «ماذا» : اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم. «تقول» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنت». «لأفراخ» : جار ومجرور متعلقان ب «تقول». «بذي» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف نعت ل «أفراخ» ، وهو مضاف. «مرخ» : مضاف إليه مجرور. «حمر» : نعت ل «أفراخ» ، وهو مضاف. «الحواصل» : مضاف إليه مجرور. «لا» : حرف نفي. «ماء» : مبتدأ مرفوع خبره محذوف. «ولا» : الواو حرف عطف ، «لا» : حرف نفي. «شجر» : معطوف على «ماء».

الشاهد : قوله : «أفراخ» جمعا ل «فرخ» ، وهذا شاذّ عند جمهرة النحاة. وقد أثبت الأب أنستاس الكرملي أنّه قياسي. راجع مجلة اللغة العربية بالقاهرة ج ٢٦ ، ص ٢٢٣.

٨٠٢ ـ التخريج : البيت للأعشى في ديوانه ص ١٣٧ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٥٨ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١٧ ؛ والكتاب ٣ / ٥٦٨ ؛ ولسان العرب ٩ / ١٢ (أنف).

اللغة : الراعي : اللقاح ، وهي جمع لقحة أي الإبل ذات اللبن. المعزب : المبعد في المرعى.

المعنى : الشاعر يصف كرم القوم حين يشتد الزمان ويقسو برد الشتاء ، ويشح الطعام.

الإعراب : إذا : ظرفية شرطية متعلقة بالجواب. روّح : فعل ماض مبني على الفتح. الراعي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء. العسي : مفعول به منصوب بالفتحة. معزبا : حال منصوبة بالفتحة. وأمست : «الواو» : حرف عطف ، «أمست» : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. على : حرف جر. آنافها : اسم مجرور و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بخبر أمسى المحذوف. عبراتها : اسم أمسى مرفوع بالضمة ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

جملة «روح الراعي» : في محل جر بالإضافة. وجملة «أمست عبراتها ...» : معطوفة على جملة في محل جر. وجملة جواب الشرط في البيت التالي.

والشاهد فيه : على جمع (أنف) على (آناف).

(١) سورة الطلاق : ٤.

١٠٨

فأما فعل فإنّه يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : جمل وأجمال. وفي الكثير عن فعول وفعال ، نحو : جمال وأسود ، وفعال أكثر.

وقد يجمع في الكثير على فعل ، قالوا : أسد وأسد ووثن وأثن.

وقد قرىء : (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً)(١).

وقد يجمع في الكثير على فعلان ، قالوا : ورل (٢) وورلان ، وبرق وبرقان.

وقد يجمع على فعلان ، قالوا : حمل وحملان.

وقد يجمع في القليل على أفعل. قالوا : زمن وأزمن ، وعليه قوله [من الطويل] :

٨٠٣ ـ أمنزلتي ميّ سلام عليكما

هل الأزمن اللائي مضين رواجع

وقالوا : جبل وأجبل ، وعليه قوله [من البسيط] :

٨٠٤ ـ إنّي لأكني بأجبال عن اجبلها

وباسم أودية عن اسم واديها

__________________

(١) سورة العنكبوت : ١٧.

(٢) الورل : دابة تشبه الضبّ.

٨٠٣ ـ التخريج : البيت لذي الرمة في ديوانه ص ١٢٧٣ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٦٢٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٦٣ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١٧ ؛ والكتاب ٣ / ٥٧١ ؛ ولسان العرب ١١ / ٦٥٨ (نزل) ؛ واللمع في العربية ص ٢٤٨ ؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٣٥٢ ؛ وشرح المفصل ٦ / ٣٣ ؛ والمقتضب ٢ / ١٧٦.

المعنى : يخاطب الشاعر منازل محبوبته مية ويسائلها : هل ستعود تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معا؟

الإعراب : أمنزلتي : «الهمزة» : لنداء القريب ، «منزلتي» : منادى مضاف منصوب بالياء لأنه مثن. مي : مضاف إليه مجرور. سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة. عليكما : «على» : حرف جر ، «الكاف» : ضمير متصل في محل جر بحرف الجر ، و «ما» : للتثنية ، والجار والمجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف تقديره كائن. هل : حرف استفهام ، لا محل لها من الإعراب. الأزمن : مبتدأ مرفوع بالضمة. اللائي : اسم موصول في محل رفع صفة. مضين : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، و «النون» : ضمير متصل في محل رفع فاعل. رواجع : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.

وجملة «سلام عليكما» : استئنافية ويجوز أن تكون اعتراضية لا محل لها. وجملة «الأزمن رواجع» : استئنافية لا محل لها ، وجملة «أمنزلتي» ابتدائية لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «هل الأزمن» حيث جمع «زمن» على «أزمن».

٨٠٤ ـ التخريج : البيت بلا نسبة في الأغاني ٥ / ٣٠٢ ، ٣٠٤ ، ٣٠٥ ؛ والخصائص ٣ / ٥٩ ، ٣١٦ ؛ والمقتضب ٢ / ٢٠٠.

١٠٩

وأما فعل ، فإنّه يجمع في الكثير والقليل على أفعال ، قالوا : نمر وأنمار ، وقد يجمع في الكثير على فعل ، قالوا : نمر ونمر ، وعليه قوله [من الرجز] :

٨٠٥ ـ فيها عيائيل أسود ونمر

وقد يجوز أن يكون قصره من نمور ضرورة.

وقد يجمع في الكثير على فعول ، قالوا : نمر ونمور.

وأما فعل فإنه يجمع في القليل والكثير على أفعال ، قالوا : ضلع وأضلاع ، وقمع

__________________

المعنى : الشاعر لا يستطيع ذكر اسم حبيبته بل يكني عنها بأسماء حتى إنه يكني عن الأماكن التي تسكنها حتى لا يذكرها صراحة ، فتعرف محبوبته.

الإعراب : إني : «إن» : حرف مشبه بالفعل ، «الياء» : ضمير متصل في محل نصب اسم إن. لأكني : «اللام» : مزحلقة ، «أكني» : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا). بأجبال : جار ومجرور متعلقان بالفعل «أكني». عن أجبلها : جار ومجرور متعلقان بالفعل «أكني» ، و «ها» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وباسم : «الواو» : حرف عطف ، «باسم» : جار ومجرور متعلقان بفعل أكني محذوف. أودية : مضاف إليه مجرور. عن اسم : جار ومجرور متعلقان بالفعل. واديها : مضاف إليه مجرور ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

وجملة «أكني» : في محل رفع خبر إني. وجملة «إني أكني» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «وأكني باسم» : معطوفة على جملة لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «أجبلها» حيث جمع «جبل» على «أجبل».

٨٠٥ ـ التخريج : الرجز لحكيم بن معيّة في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٩٧ ؛ ولسان العرب ٥ / ٢٣٤ (نمر) ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٥٨٦ ؛ وبلا نسبة في شرح التصريح ٢ / ٣١٠ ، ٣٧٠ ؛ وشرح ابن الحاجب ٣ / ١٣٢ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٨٢٩ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ٣٧٦ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١٨ ، ١٠ / ٩٢ ؛ والكتاب ٣ / ٥٧٤ ؛ ولسان العرب ١١ / ٤٨٩ (عيد) ؛ والمقتضب ٢ / ٢٠٣ ؛ والممتع في التصريف ١ / ٣٤٤.

شرح المفردات : العيائيل : ج العيّل ، وهو أحد العيال ، والمراد به أشبال السباع.

الإعراب : «فيها» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. «عيائيل» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالضمّة ، وهو مضاف. «أسود» : مضاف إليه مجرور. «ونمر» : الواو حرف عطف ، و «نمر» : معطوف على «أسود» مجرور بالكسرة ، وسكّن للضرورة.

الشاهد : قوله : «نمر» ، وللعلماء فيه ثلاثة أوجه : أولها : أنّه «فعل» ، وثانيها أنّ أصله «نمور» على «فعول» ، ثم اقتطع بحذف الواو ، وثالثها أنّ أصله «نمر» ثمّ وقف عليه بنقل حركة آخره إلى ما قبلها أو أتبع ثانيه لأوّله.

١١٠

وأقماع. وقد يجمع في القليل على أفعل ، قالوا : ضلع وأضلع وذلك شاذّ ، وقد يجمع في الكثير على فعول ، قالوا : ضلوع ، وذلك شاذّ.

وأما فعل فيجمع في القليل والكثير على أفعال ، قالوا : عنق وأعناق ، ولا يتجاوز ذلك.

وأما فعل فإنّه لم يجىء منه إلّا لفظة واحدة وهي «إبل» ويجمع على أفعال ، قالوا : آبال.

وأما فعل فيجمع في القليل والكثير على أفعال ، قالوا : عضد وأعضاد ، وقد يجمع في الكثير على فعال قالوا : سبع وسباع.

وأما فعل فيجمع في القليل والكثير على فعلان ، قالوا : صرد وصردان ، ونغر ونغران ، وجعل وجعلان. وقد يجمع على أفعال ، قالوا : رطب وأرطاب ، وربع وأرباع ، وذلك شاذّ ، ووجه قولهم : أرطاب ، تشبيها له بتمر فكسّر على غير فعلان بمنزلة تمر ، ووجه قولهم : أرباع ، تشبيههم له بجمل ، لأنّ الربع هو ما ولد من الإبل في الربيع.

وسبب أن جمع في القليل والكثير على فعلان أحد شيئين ، إمّا لأنّه مختصّ بالحيوان في الغالب ، فخصّ بنوع من الجمع ، وإما لأنّه شبّه بفعال (١) لقربه منه ، فجمع كما يجمع فعال.

وأمّا فعل فيجمع في القليل على أفعال ، نحو : عدل وأعدال ، ويجمع في الكثير على فعول وفعال. وفعول أكثر من فعال ، نحو : جذع وجذوع ، وبئر وبئار.

وقد يجمع على فعلة ، قالوا : قرد وقردة ، وحسل وحسلة (٢).

وقد يجمع على فعلان قالوا : رئد ورئدان (٣). وقد يجمع على فعلان ، قالوا : ذئب وذؤبان.

وقد يجمع على أفعل ، قالوا : ذئب وأذؤب. وقد يجمع على فعيل : قالوا : ضرس وضريس.

__________________

(١) كذا ، ولعل الصواب : «بفعل».

(٢) الحسل : ولد الضبّ.

(٣) الرئد : فرخ الشجرة ، ورئد الرجل : تربه.

١١١

وأمّا فعل فيجمع في القليل على أفعال ، جند وأجناد ، وفي الكثير علي فعول وفعال ، وفعول أكثر من فعال. قالوا : جند وجنود وجناد.

وقد يجمع في القليل على أفعل ، قالوا : ركن وأركن ، وعليه قوله [من الرجز] :

٨٠٦ ـ وزحم ركنيك شديد الأركن

هذا حكم الصحيح ، فإن كان مضعّفا ، فإنّ فعلا يجمع في القليل على أفعل ، قالوا : صكّ وأصكك ، وفي الكثير على فعال وفعول لا يتجاوز ، قالوا : صكاك وصكوك.

فإن كان على وزن فعل ، فإنّه يجمع في القليل والكثير على أفعال ، قالوا : فنن وأفنان ، ولبب وألباب ، وطلل وأطلال.

ويجوز الجمع على فعال وفعول بالقياس ، إلّا أنّه لم يسمع.

فإن كان على وزن فعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، وفعل ، فما جاء منه مضاعفا فجمعه كجمع صحيحه. فإن كان على وزن فعل ، فإنّه يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : لصّ وألصاص ، وفي الكثير على فعول ، قالوا لصوص.

فإن كان على وزن فعل ، فإنّه يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : عشّ وأعشاش ، وفي الكثير على فعال وفعول قالوا : عشاش وعشوش ، وقد يجمع على فعلة قالوا : عشّ

__________________

٨٠٦ ـ التخريج : الرجز لرؤبة في ديوانه ص ١٦٤ ؛ والكتاب ٣ / ٥٧٨ ؛ ولسان العرب ١٣ / ١٨٥ (ركن) ؛ وبلا نسبة في المقرب ٢ / ١٠٨.

الإعراب : وزحم : «الواو» : عاطفة ، «زحم» : معطوف على اسم مرفوع لأنه فاعل. هذا على رواية نصب «شديد» أو شداد ، والنصب رواية الديوان ، والكتاب واللسان ، أما على رواية رفع «شديد» ، فالواو حالية ، و «زحم» مبتدأ ، و «شديد» خبر. ركنيك : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، و «الكاف» : ضمير متصل في محل جر بالإضافة. شديد : خبر مرفوع بالضمة ، وأما على رواية النصب ف «شديد» مفعول به للمصدر «زحم». الأركن : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

وجملة «زحم شديد» : حالية محلها النصب.

والشاهد فيه قوله : «أركن» حيث جمع «ركن» على «أركن».

١١٢

وعششة ، وذلك قليل. وقد يجمع على فعلان ، قالوا : عشّ وعشّان وذلك قليل. هذا حكم المضعّف.

فإن كان معتلّ اللام ، فإنّ فعلا يجمع على أفعل في القليل ، قالوا : ظبي وأظب ، وفي الكثير على فعال وفعول ، نحو : ظبي وظباء ، ودلو ودليّ. فإن كان على فعل ، فإنه يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : قفا وأقفاء ، ودوا وأدواء ، وفي الكثير على فعول : قالوا : قفيّ ، وقد يجمع في القليل على أفعل ، نحو : عصا وأعص ، شاذّ.

فإن كان فعل ، أو فعل ، أو فعل ، أو فعل ، وفعل ، فإنّه إن جاء من هذا معتلّا ، فجمعه كجمع صحيحه. فإن كان فعل ، فإنّه يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : نحي وأنحاء (١) ، وفي الكثير على فعول ، قالوا : نحيّ.

فإن كان فعل ، فإنّه يجمع في القليل والكثير على أفعال ، قالوا : مدى وأمداء ، وظبى وأظباء. هذا حكم المعتلّ.

فإن كان فيه هاء التأنيث ، فلا يخلو أن يكون صحيحا ، أو مضعفا ، أو معتل اللام. فإن كان صحيحا فإنّ باب فعلة أن يجمع في القليل بالألف والتاء ، وبفتح العين ، ولا يسكّن إلّا في ضرورة ، قال الشاعر [من الطويل] :

٨٠٧ ـ وحمّلت زفرات الضحى فأطقتها

وما لي بزفرات العشيّ يدان

__________________

(١) النّحي : الزق يوضع فيه السمن ونحوه.

٨٠٧ ـ التخريج : البيت لعروة بن حزام في خزانة الأدب ٣ / ٣٨٠ ؛ والدرر ١ / ٨٦ ؛ ولأعرابيّ من بني عذرة في شرح التصريح ٢ / ٢٩٨ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٥١٩ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٦٦٨ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٦٣٤ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٤.

شرح المفردات : حمّلت : كلّفت. الزفرات : ج الزفرة ، وهي خروج النفس ممتدّا مع أنين. الضحى : وقت ارتفاع الشمس. أطقتها : تحمّلتها. ما لي يدان : كناية عن عجزه.

الإعراب : «وحملت» : الواو بحسب ما قبلها ، «حمّلت» : فعل ماض للمجهول ، والتاء ضمير في محلّ رفع نائب فاعل. «زفرات» : مفعول به ثان منصوب بالكسرة لأنّه جمع مؤنث سالم ، وهو مضاف. «الضحى» : مضاف إليه مجرور. «فأطقتها» : الفاء حرف عطف ، «أطقتها» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محل رفع فاعل ، و «ها» : ضمير في محلّ نصب مفعول به. «وما» : الواو حرف استئناف ، «ما» : حرف نفي.

١١٣

وفي الكثير على فعال ، قالوا : قصعة وقصاع ، وجفنة وجفان. وقد يجمع على فعول ، قالوا : مأنة ومؤون (١) وبدرة وبدور (٢). وقد يجمع على فعل قالوا : هضبة وهضب. وقد يجمع في الكثير بالألف والتاء في الضرورة ، قال الشاعر [من الطويل] :

٨٠٨ ـ لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضحى

وأسيافنا يقطرن من نجدة دما

فإن كان فعلة ، فإنّه في القليل بالألف والتاء ، قالوا : رحبة ورحبات ، ورقبة ورقبات

__________________

«لي» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. «بزفرات» : جار ومجرور متعلّقان ب «يدان» لتضمّنها معنى «قدرة» ، وهو مضاف. «العشي» : مضاف إليه مجرور. «يدان» : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالألف لأنّه مثنّى.

وجملة : «حمّلت» بحسب ما قبلها. وجملة : «أطقتها» معطوفة على الجملة السابقة. وجملة : «ما لي بزفرات العشيّ يدان» استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

الشاهد : قوله : «زفرات» مرّتين ، بتسكين الفاء ، والقياس فتحها ، وقد سكّنها الشاعر للضرورة الشعريّة.

(١) المأنة : سرّة الفرس.

(٢) البدرة : جلد السخلة إذا فطم.

٨٠٨ ـ التخريج : البيت لحسان بن ثابت في ديوانه ص ١٣١ ؛ وأسرار العربيّة ص ٣٥٦ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١١٠ ، ١١٦ ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٢١ ؛ وشرح المفصل ٥ / ١٠ ؛ والكتاب ٣ / ٥٧٨ ؛ ولسان العرب ١٤ / ١٣٦ (جدا) ؛ والمحتسب ١ / ١٨٧ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٥٢٧ ؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ١٣٥ ؛ والخصائص ٢ / ٢٠٦ ؛ والمقتضب ٢ / ١٨٨.

اللغة : الجفنات : ج الجفنة ، وهي القصعة. الغرّ : البيض من كثرة الشحم.

المعنى : يصف الشاعر قومه بالكرم فيقول : إنّ موائدهم معدّة للأضياف ، وسيوفهم تقطر دما لكثرة خوضهم الحروب.

الإعراب : لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. الجفنات : مبتدأ مؤخّر مرفوع. الغرّ : نعت «الجفنات» مرفوع. يلمعن : فعل مضارع مبنيّ على السكون ، و «النون» : ضمير في محلّ رفع فاعل. بالضحى : جار ومجرور متعلقان ب «يلمعن». وأسيافنا : «الواو» : حرف عطف ، و «أسيافنا» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف و «نا» ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. يقطرن : فعل مضارع مبنيّ على السكون ، و «النون» : ضمير في محلّ رفع فاعل. من نجدة : جار ومجرور متعلقان ب «يقطرن». دما : مفعول به.

وجملة «لنا الجفنات» : ابتدائيّة لا محلّ لا من الإعراب. وجملة «يلمعن» : في محلّ نصب حال. وجملة «أسيافنا يقطرن» : معطوفة على جملة (لنا الجفنات) لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «يقطرن» : في محلّ رفع خبر المبتدأ.

الشاهد قوله : «الجفنات» حيث جمع «جفنة» بالألف والتاء جمع تكثير ، وذلك للضرورة. والقياس الجمع على «فعال» : «جفان».

١١٤

وفي الكثير على فعال ، قالوا : رقاب ورحاب.

فإن كان فعلة ، فإنّه يجمع في القليل بالألف والتاء ، ويجوز في عينها ثلاثة أوجه : الفتح ، والإتباع للفاء ، وسكون العين ، قالوا : ركبة وركبات ، وفي الكثير على فعل ، قالوا : ركب. وقد يجمع على فعال ، قالوا : جفرة وجفار ، وبرمة (١) وبرام.

فإن كان فعلة ، فإنّه يجمع بالألف والتاء ، ويجوز في العين ثلاثة أوجه : الفتح ، والإتباع ، والسكون ، قالوا : سدرة وسدرات ، وقد يجمع على أفعل قالوا : نعمة وأنعم ، وفي الكثير على فعل ، قالوا : سدرة وسدر.

وإن كان فعلة ، فإنّه يجمع في القليل والكثير بالألف والتاء ، قالوا : نبقة ونبقات ، وقلّ ما يتجاوز في الكثير على فعل ، قالوا معدة ومعد ، وخربة وخرب.

فإن كان فعلة ، فإنّه يجمع في القليل بالألف والتاء ، قالوا : تخمة وتخمات ، وما عدا ذلك من الأوزان لا يتجاوز فيه الجمع بالألف والتاء في القليل ، وفي الكثير بحذفها.

هذا حكم ما تقدم ما لم يكن مخلوقا ، فإن كان مخلوقا ، وتوجّه خلق الله إليه جملة واحدة ، جمع في القليل بالألف والتاء ، وفي الكثير بحذف التاء. وقد يجمع جمع المصنوع. وأكثر ما يكون ذلك فيما كثر استعماله ، أو لم يتوجه خلق الله إليه جملة واحدة ، نحو : حقّة وحقاق ، وصخرة وصخور.

هذا حكمه إن كان صحيحا ، فإن كان مضاعفا ، فإنّ فعلة يجمع في القليل بالألف والتاء ، نحو : جنّة وجنّات ، وفي الكثير على فعال ، نحو جنان ، وعلى فعول ، نحو : جنّة وجنون.

فإن كان فعلة ، جمع في القليل بالألف والتاء ، وفي الكثير على فعل ، نحو : غدّة وغدّات وغدد ، ومدّة ومدّات ومدّد.

فإن كان فعلة ، جمع في القليل بالألف والتاء ، وفي الكثير على فعل ، نحو : عدّة وعدد. وقد يجمع في القليل على أفعل ، نحو : شدّة وأشدّ.

__________________

(١) البرمة : القدر من الحجارة.

١١٥

وما بقي من الأمثلة التي فيها تاء التأنيث إن وجد منه مضاعفا ، فجمعه جمع صحيحه.

فإن كان معتلّ اللام فإنّ فعلة تجمع في القليل بالألف والتاء. وفي الكثير على فعال ، نحو : ركوة وركوات ، وفي الكثير على فعال ، نحو ركوة وركاء ، وقشوة (١) وقشوات وقشاء ، وظبية وظباء. وقد شذّ منه شيء فجاء على فعل ، نحو : قرية وقرى ، وكوّة وكوى.

فإن كان فعلة فإنّه يجمع في القليل بالألف والتاء وفي الكثير على فعل ، قالوا : مدية ومديات ومدى ، وكلية وكليات وكلى ، فلا يجوز ضم العين ، بل تكون ساكنة أو مفتوحة ، وكذلك المعتل اللام بالواو ، نحو : خطوة وخطوات ، ويجوز ضمّ العين.

وإن كان فعلة ، فإنّه يجمع في القليل بالألف والتاء ، وفي الكثير على فعل ، قالوا : فرية وفريات وفرى ، بفتح العين وتسكينها ، ولا يجوز كسرها ، ومرية ومريات ومرى.

وما بقي من الأوزان إن وجد شيء معتل اللام ، فجمعه كجمع صحيحه ، وما كان منه مخلوقا فجمعه في القليل بالألف والتاء وفي الكثير بحذف التاء ، إلّا ما أجري منه مجرى المصنوع ، فجمعه كجمعه ، وهذا حكم جميع الأسماء الثلاثية الصحيحة ، والمعتلة اللام ، والمضاعفة.

فأمّا المعتل العين ، فما كان منه على وزن فعل ، فلا يخلو أن يكون معتل العين بالياء ، أو بالواو. فإن كان بالواو ، جمع في القليل على أفعال ، وفي الكثير على فعال ، نحو : ثوب وأثواب ، وقد يجيء في القليل على أفعل ، نحو : ثوب وأثوب ، وعليه قوله [من الرجز] :

٨٠٩ ـ لكل حال قد لبست أثوبا

__________________

(١) القشوة : إناء تجعل فيه المرأة طيبها.

٨٠٩ ـ التخريج : الرجز لمعروف بن عبد الرحمن في شرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٩٠ ؛ ولسان العرب ١ / ٢٤٥ (ثوب) ؛ وله أو لحميد بن ثور في شرح التصريح ٢ / ٣٠١ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٥٢٢ ؛ وبلا نسبة في سرّ صناعة الإعراب ٢ / ٨٠٤ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٦٧٢ ؛ والكتاب ٣ / ٥٨٨ ؛ ولسان العرب ٢ / ٦٠٢ (ملح) ؛ ومجالس ثعلب ص ٤٣٩ ؛ والمقتضب ١ / ٢٩ ، ١٣٢ ، ٢ / ١٩٩ ؛ والممتع في التصريف ١ / ٣٣٦ ؛ والمنصف ١ / ٢٨٤ ، ٣ / ٤٧.

١١٦

وقوس وأقوس شاذّ ، وقد يجيء في الكثير على فعول ، قالوا : فوج وفؤوج ، وقوس وقؤوس. وقد يجيء على فعلان ، قالوا : ثور وثيران. وقد يجيء على فعلة ، قالوا عود وعودة (١) ، وزوج وزوجة.

فإن كان من ذوات الياء ، جمع في القليل على أفعال ، قالوا : سيف وأسياف. وقد يجمع على أفعل ، قالوا : عين وأعين ، وفي الكثير على فعول ، قالوا : بيت وبيوت. وقد يكسر أوله ، وقد يجيء على فعولة ، قالوا : خيط وخيوطة ، وعير (٢) وعيورة.

فإن كان المعتل العين على فعل ، فإنّه يجمع في القليل على أفعال ، قالوا : باب وأبواب ، وقد يجمع في القليل على فعل ، قالوا : ناب (٣) ونيب ، وفي الكثير على فعلان ، قالوا : قاع وقيعان ، ودار وديران. وقد يجمع على فعال ، قالوا : دار وديار. وقد يجمع في القليل على أفعل ، قالوا : دار وأدور ، وهذا مذهب سيبويه.

وزعم يونس أنّ فعلا المعتل العين لا يخلو أن يكون مذكّرا أو مؤنثا ، فإن كان مذكرا يجمع على أفعال ، وإن كان مؤنّثا جمع على أفعل ، ويردّ عليه قول العرب : ناب وأنياب ، في المسنّ من الإبل.

وأما فعل المعتل العين بالياء ، فيجمع في القليل على أفعال ، نحو : فيل وأفيال ، وكيس وأكياس ، وجيل وأجيال. وفي الكثير على فعول ، قالوا : جيل وجيول ، وقد يجمع على فعلة ، قالوا : ديك وديكة. ويحتمل هذا الوزن عند سيبويه أن يكون فعلا وفعلا ، وعند الأخفش لا يكون إلّا فعلا. وسنذكر ذلك في التصريف.

__________________

الإعراب : «لكلّ» : جار ومجرور متعلقان ب «ليست» ، وهو مضاف. «حال» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «قد» : حرف تحقيق. «ليست» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل. «أثوبا» : مفعول به منصوب.

الشاهد : قوله : «أثوبا» جمع «ثوب» ، حيث جمعه على «أفعل» ، ويروى : «أثؤبا» على لغة بعض العرب لاستثقال الضمّة على الواو.

(١) العود : المسنّ من الإبل.

(٢) العير : الحمار.

(٣) الناب : المسنّ من الإبل.

١١٧

فإن كان معتلا بالواو ، جمع في القليل على أفعال ، قالوا : ريح وأرواح ، وفي الكثير على فعال ، قالوا : رياح.

وأما فعل من ذوات الواو ، فيجمع في القليل على أفعال ، قالوا : حوت وأحوات ، وفي الكثير على فعلان ، قالوا حوت وحيتان ، ونون ونيتان ودود وديدان.

وما عدا ذلك من هذه الأوزان فجمعه كجمع صحيحه.

فإن كان هذا المعتل العين قد دخلت عليه تاء التأنيث ، فإن كان على وزن فعلة ، فلا يخلو أن يكون من ذوات الواو أو من ذوات الياء. فإن كان من ذوات الواو جمع في القليل بالألف والتاء ، وكانت العين ساكنة ، نحو : روضة وروضات ، إلّا بني سليم ، فإنّهم يفتحون العين من المعتل العين بالياء والواو ، وعليه أنشدوا [من الطويل] :

٨١٠ ـ أبو بيضات رائع متأوّب

رفيق بمسح المنكبين سبوح

وفي الكثير على فعال ، نحو : روضة ورياض ، وعلى فعل ، نحو : دولة ودول ، وجوبة (٢) وجوب.

__________________

٨١٠ ـ التخريج : البيت لأحد الهذليين في الدرر ١ / ٨٥ ؛ وشرح التصريح ٢ / ٢٩٩ ؛ وشرح المفصل ٥ / ٣٠ ؛ وبلا نسبة في أسرار العربيّة ص ٣٥٥ ؛ وخزانة الأدب ٨ / ١٠٢ ، ١٠٤ ؛ والخصائص ٣ / ١٨٤ ؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٧٧٨ ؛ وشرح الأشموني ٣ / ٦٦٨ ؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٣٢ ؛ ولسان العرب ٧ / ١٢٥ (بيض) ؛ والمحتسب ١ / ٥٨ ؛ والمنصف ١ / ٣٤٣ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٢٣.

شرح المفردات : بيضات : ج بيضة. متأوّب : عائد في أوّل الليل. مسح المنكبين : تحريك اليدين.

السبوح : الحسن الجري.

المعنى : يشبّه الشاعر سير مطيّته بطائر يعود بسرعة إلى احتضان بيضه عند العشاء.

الإعراب : «أبو» : خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالواو لأنّه من الأسماء الستّة ، تقديره : «هو» ، وهو مضاف. «بيضات» : مضاف إليه مجرور. «رائع» : نعت «أبو» ، أو خبر ثان للمبتدأ مرفوع. «متأوب» : نعت «أبو» ، أو خبر للمبتدأ. «رفيق» : نعت «أبو» أو خبر. «بمسح» : جار ومجرور متعلّقان ب «رفيق» ، وهو مضاف. «المنكبين» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى. «سبوح» : نعت «أخو» أو خبر المبتدأ.

الشاهد : قوله : «بيضات» حيث فتح العين فيها على لغة هذيل التي تفتح العين في جمع «فعلة» صحيحا كان أو معتلّا ، والقياس التسكين في المعتلّ.

(١) الجوبة : الحفرة ، أو الفجوة ما بين البيوت.

١١٨

فإن كان من ذوات الياء ، فحكمه في القليل مثل المعتل بالواو ، وفي الكثير يجمع على فعال ، نحو : عيبة وعياب وعيبات. وقد يجمع على فعل نحو : خيمة وخيم ، فاشتركا في الجمع بالألف والتاء ، وفي الجمع على وزن فعال ، وهو مقيس فيها.

وانفردت ذوات الواو بفعل وذوات الياء بفعل ، وهو شاذّ فيهما. فإن كان على وزن فعلة ، فإنّه يجمع بالألف والتاء في القليل ، نحو : دولة ودولات ، وفي الكثير على فعل ، نحو : دول.

فإن كان على وزن فعلة ، فإنّه يجمع في القليل بالألف والتاء ، مثل ديمة وديمات ، وفي الكثير على فعل ، نحو : ديم.

فإن كان على وزن فعلة ، فإنّه يجمع في القليل بالألف والتاء ، قالوا : ساحة وساحات ، وقد يجمع على أفعل ، قالوا : ناقة وأينق ، وفي الكثير على فعل ، قالوا : ساحة وسوح ، ودارة ودور ، ولابة ولوب (١) ، وقد يجمع على فعال ، قالوا : نياق.

هذا إن كان الاسم المعتل الذي فيه تاء التأنيث واقعا على مصنوع ، فإن كان مخلوقا ، جمع بالألف والتاء في القليل وبحذفها في الكثير ، مثل : جوزة وجوزات وجوز ، إلّا أن يشذّ من ذلك شيء فيجمع جمع المصنوع.

وما عدا ذلك إن وجد ، فقياس جمعه أن يجمع كجمع صحيحه.

فإن كان الاسم الثلاثي صفة ، فلا يخلو أن يكون على فعل ، أو غير ذلك من الأوزان ، فإن كان على فعل ، فإنّه يجمع في القليل من الآدميين بالواو والنون ، نحو قولك : صعب وصعبون ، وفي النصب والخفض : الصعبين ، وجعد وجعدون وجعدين ، قال الشاعر [من الرجز] :

٨١١ ـ قالت سليمى لا أحبّ الجعدين

ولا السّباط إنّهم مناتين

__________________

(١) اللابة : الأرض التي حجارتها سود.

٨١١ ـ التخريج : الرجز لضب بن نعرة في لسان العرب ١٣ / ٤٢٦ (نتن) ؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٦٧ ؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ٥ / ٢٧ ؛ والكتاب ٣ / ٦٢٧ ؛ ولسان العرب ٣ / ١٢٢ (جعد).

اللغة : الجعد : ذو الشعر المجعد بعكس السبط. ومناتين : جمع نتن وهو الكريه الرائحة.

١١٩

وقد يجمع في الكثير على فعال ، نحو : جعاد وصعاب.

فإن كان لغير الآدميين ، كسّر على فعال في القليل والكثير ، نحو : جدل وجدال ، وقد يجمع على فعول ، قالوا : كهل وكهول ، وفسل وفسول (١) ، وقد يجمع على فعل قالوا : ثطّ وثطّ (٢) ، وكثّ وكثّ ، وسهم حشر وسهام حشر (٣).

وما استعمل من هذه الصفات استعمال الأسماء فقد يجمع جمعها ، نحو : عبد ، قالوا في قليله : أعبد ، كما قالوا : أكلب ، وقالوا : عبيد كما قالوا : كليب ، وقالوا : عبدان كما قالوا : رئلان ، وقالوا : عبد وعبدان ، ووغد (٤) ووغدان ، كما قالوا : بطنان ، وثعبان. وقد جاء على فعلة ، قالوا : شيخ وشيخة.

فإن كانت فيه تاء التأنيث ، يجمع بالألف والتاء في القليل ، ولم تفتح عينه فرقا بينه وبين الاسم ، نحو : عبلة وعبلات ، وضخمة وضخمات ، إلّا لفظتين شذّتا ، ففتحت فيهما العين ، وهي لجبة ولجبات ، وربعة وربعات.

أما لجبة فإنّهم يقولون : لجبة ولجبة لكن أجمعوا في الجمع على تحريك العين ، وأما ربعة فهو اسم في الأصل فلذلك جمع جمع الأسماء ، ويجمع في الكثير على فعال ، قالوا : صعبة وصعاب ، وخدلة (٥) وخدال.

__________________

الإعراب : قالت : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر ، و «التاء» : تاء التأنيث الساكنة. سليمى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة. لا أحب : «لا» : نافية لا عمل لها ، «أحب» : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر وجوبا تقديره : (أنا). الجعدين : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم و «النون» : عوض عن التنوين في الاسم المفرد. ولا السباط : «الواو» : حرف عطف ، «لا» : زائدة لتوكيد النفي ، «السباط» : اسم معطوف على منصوب ، منصوب مثله. إنهم : «إن» : حرف مشبه بالفعل ، و «الهاء» : ضمير متصل في محل نصب اسم إن ، و «الميم» : للجمع. مناتين : خبر إن مرفوع بالضمة ، وسكّن للقافية.

وجملة «قالت سليمى ...» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لا أحب» : في محل نصب مقول القول. وجملة «إنهم مناتين» : استئنافية لا محل لها.

والشاهد فيه قوله : «الجعدين» حيث جمع «جعد» وهو على وزن «فعل» جمع المذكر السالم وعامله معاملته.

(١) الفسل : الأحمق ، والنذل الذي لا مروءة له.

(٢) الثطّ : الثقيل البطن ، وقيل : القليل شعر اللحية.

(٣) السهم الحشر : المستوي قذذ الريش.

(٤) الوغد : الدنيء الرذل ، والضعيف العقل ، والأحمق ..

(٥) الخدلة : الساق الممتلئة لحما التامة ، والمرأة الممتلئة الساق ، والحبّة الصغيرة من العنب.

١٢٠